الاسم:
سعودية وافتخر
العنوان البريدي:
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
مشاركة حول
أدب الطفل
Date:
29/01/10
Time:
18:03
التعليق:
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
القصص تجنن
والاحلى
قصة تالا
الاسم: نور
العنوان البريدي:
nora17@gawab.com
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 13/11/09
Time: 21:07
التعليق:
بداية لكم كل شكري وامتناني على الجهد المبذول لاحياء
أدب الطفل
ولكن عتبي الشديد أين هي من المكتبات السورية
آن لنا أن ننسى قليلا قصص تويتي وميكي
التي لا تعادل شيء من حيث القيم والصور المكتوبة مما هو موجود.
نحن والله ظمآ لهذه الأفكار والقيم النبيلة!!!!!!!
وشكرا
الاسم: ابو ايمن
العنوان البريدي:
abouaymen78@gmail.com
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 13/11/09
Time: 11:25
التعليق:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ابني في السادسة من عمره؛ ما نوع القصص التي يمكن ان يقرأها؟
المرجو باقتراح لأني في حيرة من أمري لاختيار الققص الملائمة
الاسم: رنيم
العنوان البريدي:
raneem13@gmail.com
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 28/10/09
Time: 22:14
التعليق:
السلام عليكم
أنا طالبة ماجستير رسالتي تتعلق بالأدب العبري للأطفال
وعندما وجدت موقعك أعجبني واستفدت منه
لكن هل باستطاعتك افادتي فيما يتعلق بأدب الأطفال العبري
ولك جزيل الشكر والامتنان
رد: اختي الكريمة يمكنك
التواصل مع الأستاذ
د. السيد نجم مختص في أدب العبري وأدب المقاومة من خلال صفحته الخاصة،
وعنوانه البريدي الموجود في نهاية سيرته الذاتية، وأهلا وسهلا بك.
الاسم: مريم ايمن محمد صلاح سمك
العنوان البريدي:
amiraktwa@yahoo.com
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 08/08/08
Time: 02:00
التعليق:
انا احب هذا الموقع واتمني ان اشارك فيه.
ومن احب القصص الي قلببي ثوب العروسة والاعم والاصم
شيماء صميدة
العنوان البريدي:
cheima.smida@yahoo.fr
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 09/07/08
Time: 15:31
التعليق:
يعد أدب الطفل نظرة إلى المستقبل الزاهر الذي سيغير مجتمعنا العربي
إلى الأفضل حيث ستكون البداية بتنمية مواهب الطفل فاكتساب تجارب
عملية و إلقاء نظرة على جمال الأدب الذي ينحته بيديه.و ككلمة شاملة
فإن الأدباء الصغارهم أدباء المستقبل و كاتبوا سيناريوهات الأفلام
العربية المستقبلية و العديد من المهن التي يفتقر إليها
الاسم: ريمان
العنوان البريدي:
مشاركة حول أدب الطفل
Date: 27/04/08
Time: 16:56
التعليق:
حلوة القصص كتير ومسلية شكرا
الاسم: قطرات السحاب
العنوان البريدي: ابو اصيل 3@ com
مشاركة حول أدب الطفل
Date:09/02/08
Time:11:27
التعليق:
نرغب في مشاهدة الرسوم المتحركة التي تفيد الطفل في هذا المنتدى
الرائع الهادف
الأسم: هبه
مشاركة حول أدب الطفل
Date:03/02/07
Time:21:55
التعليق:
هادا الموقع كثير الحلو بشكركم
AbbasA.Abdulghanee
المشاركة
Tuesday 20 June 2006
18:58:31
تحية طيبة:-
ارغب بالمشاركة في الندوة الخاصة بالطفل ان امكن ولكم كل الحب والتقدير
والأحترام
أ .عباس علي عبدالغني كلية الفنون الجميلة
محمد انعيم
7beb_2l3mr_M@hotmail.com
المشاركة
Tuesday 09 May 2006
16:26:49
بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً
انا محمد انعيم من فلسطين, أود ان اقوم بالتعليق على ادب الاطفال واهميته في الحياة, لانه كلما كان هناك انتاجات أكثر لادب الاطفال - عربياً كان او عجمياً, فانه سيقوم بالتاثير على حياة الاطفال الذين سيقومن بقاءة ومطالعة هذا الادب, واتمنى ان يحدث تقدم كبير في مجال ادب الاطفال في وسطنا العربي وفي مجتمعاتنا العربية, سواء كان في الشرق الاوسط او في كل بلدان العالم.
الى اللقاء....
....................................................................................
محمد انعيم
..............
9-5-2006
................
الهاوي
جواب
المشاركة
Tuesday 25 April 2006
00:30:56
يبدو ان العالم اصبح اليوم اصبح تابعي ما تدلي به حدائق الورود ولا يستجيب لطواعية الصغار وارادو ان
ينشئوا جيلا من عدم
فارس السردار
farisalsardar@yahoo.com
المشاركة
Thursday 20 April 2006
16:58:27
قصة قصيرة لفائض القيمة معول أيضا
فارس سعد الدين السردار
قال الرجل للمرأة التي بدت مرتبكة بعدما أخفقت كلماتها المتعثرة في الإحاطة بحاجتها.
(إنها لم تتجاوز الرابعة عشر ربيعاً)
_ قالت : دعها تعمل أرجوك
_قال : يا سيدتي القانون يمنع
_ قالت المرأة : نحن في حرب
_ قال : أنت تحرجيني
_ قالت : لو لم يكن الأمر ملحا
اجلسا .. اجلسا، أنت قد لاتفهمين واقع الأمر . أني بحاجة لها ، لكن القانون صارم . ابنتك بحاجة إلى المدرسة .والعمل في الخياطة أمر يحتاج إلى جلد ،ونفس طويل ، ربما تأتي يوما إلى المشغل مع دميتها .
_ هي لا تملك دمية
كانت الفتاة مطرقة الرأس ، بدت له خارجة لتوها من المدرسة ، ألقت صدريتها وجاءت على عجل ، الحذاء صحيح انه متعاف إلا انه مصنوع من قماش ،قد يعجز عن درء شتاءنا الموحل ، وفستانها باد انه قد ضاق على جسمها منذ زمن .
_ من أرسلك ألي..
_ الناس تتحدث عنك بخير .
_ هل عملت سابقاً في مشغل
رفعت الفتاة عيناها متطلعة بالرجل فبان في عينيها حور مفصحاً عن عينين جميلتين ،وملامح بريئة ، وكمن يحاول أن يهجر مواطئ أقدامه متطلعاً لأفق ارحب . فهم الرجل انه اصبح مدانا في نظرها ما دام يتحجج.
_ لم تخرج سوى إلى المدرسة
_ في أي صف هي
_ الثاني متوسط
_ هل هي فاشلة في المدرسة (قال الرجل وقبل أن تجيبه ا لمرأ ه)
_قالت الفتاة : بانفعال الأولى على صفي .
_ ما دمت قد تكلمت .. هل تعرفين شيئاً عن الخياطة .؟
_ أستطيع أن أتعلم ..
_ ستجلسين على ماكنة صناعية سرعتها فائقة.
_ الفتيات يساعدنني ..
كانت مفعمة بالثقة والإصرار وهي تحاورني ، لمحت في عيني المرأة سحابة دمع حامت، مع ابتسامة خفيفة تحاول أن تداريها وبدت لي تقاطيع وجهها آخذة بالاسترخاء.
طرق الباب ، ودخلت فوزية ، حاملة الشاي ،؟ووضعته أمام المراه وابنتها.. بعد أن حيتهما ووقفت أمامهما .
_ بعد أن تشرب الشاي خذيها معك لتطلع على العمل ..
ارتجفت يدها المطبقة على القدح وهي تنظر الى فوزية ، التي بدأت حديثها مع المراه ، عن موقع البيت ، وساعات الدوام
انشغل الرجل بالمكتب المكتظ بلوازم الخياطة ، المجلوبة من السوق والتي كان على وشك توزيعها مخزنياً.. وهو يحاور نفسه : سيتحول المشغل يوماً ما إلى روضة أطفال ..ماذا عساي أقول .
خرجت الفتاة مع فوزية. وثمة فرح طفولي يوشك أن يعربد .وبقيت المرأة جالسة.
_ أتعلمين انك تظلمين ابنتك .
_ يا سيدي . المعيشة صعبة
_ ماذا يعمل والدها.
_ انه شهيد .استشهد قبل أن تتم العشرة .
_ قد أجد لك مكاناً هنا ..
_ يا سيدي عندي أطفال صغار ، أرجوك الفتاة متحمسة
_ لتأتي في العطلة الصيفية.. أو عطلة نصف السنة .
_ نحن بحاجة لمورد ثابت
فتح الباب مشيراً للمرأة أن تتقدمه، وقبل أن يدخلا إلى قاعة المشغل بدت غير متيقنة من قراره ، بعدما اجتازا الممر وجدا نفسيهما بمواجهة العاملات اللواتي كن أحطن بالفتاة وكل منهن تشرح لها جزءاً من عملها ، وعلامات الدهشة قد أخذت من الفتاة كل مأخذ.
اقتربت الفتاة من أمها .
_ هل أعجبك العمل
_ كثيراً..
_قال الرجل : سنشتري لك ماكنة .. ونضعها في بيتكم بعد أن تتعلمين على الخياطة ، وسأوفر لك العمل . على شرط واحد .
_قالت الفتاة : ما هو
_ قال الرجل : ؟أن لا تتركي المدرسة .
قفزة الفتاة جذلى وهي تحتضن أمها .. وتحلقت العاملات حولهن بينما خرج الرجل وهو يحدث نفسه هكذا أوقف ماكنة هناك واهوي بمعولي على الرأسمالية . وتركهم يحتفلون .
فارس السردار
farisalsardar@yahoo.com
المشاركة
Tuesday 11 April 2006
13:30:57
السادة المشرفون على القصة السورية
أدب الطفل اشكر لكم ادراج مقالتي عن ادب الطفل الاسرائيليوان شاء الله ساتواصل معكم بنصوص ابداعية عن ادب الطفل
تقبلوا تحياتي فارس السردار
طارق البكري
docbakri@yahoo.com
المشاركة
Tuesday 10 April 2006
10:01:56
سـمر والقمــر قصة: طارق البكري طلع القمر كاملاً هذه الليلة.. مستديراً مشرقاً مثلما يكون عادة في ليالي صيف منتصف الشهور القمرية.. بدا الجو ساحراً والنجوم تزيّن السماء، والقمر البهي فخوراّ بنوره اللامع البراق... كمن غسل وجهه بماء من فضة ولا تزال نقاط الماء تنساب على جبهته.. نظرت سمر من نافذة غرفة نومها.. فرحت بهذا المشهد البديع.. رفعت يدها.. لوحت بكفها كعادتها في كل ليلة تكتمل فيها استدارة القمر.. لتلقي عليه التحية.. تحية الكمال. هذه المرة شعرت برعشة القمر.. يهتز كأنهما يريد رد التحية.. يلوح لها بكل قرصه المستدير.. فرحت فرحاً كبيراً.. إنها المرة الأولى التي يرد القمر فيها سلاماً.. جلست قرب النافذة على كرسي صغير تراقب القمر.. كانت النجوم من حوله تهتز طرباً.. قضت سمر ليلتها تسامر القمر.. دهم النوم عيني سمر.. فيما كانت النسائم تمسح وجنتيها.. اقترب القمر، دنا منها شيئاً فشيئاً.. كيلا يوقظها.. عندما وصل نافذتها الصغيرة فوجىء القمر.. وجد الكرسي فارغاً.. سبقته أمها وحملتها الى السرير..
حليمة من المغرب
ahlam_cloune@hotmail.com
المشاركة
Tuesday
02 April 2006
22:30:55
والله أنا بحب الطفل أوي وأتمنى أني أكون في المستقبل مربية أو منشطة أطفال
د . فاروق مواسي/ فلسطين
faruq_m@macam.ac.il
المشاركة
Saturday 01 April 2006
19:17:25
إلهام دويري وإبداعاتها في أدب الأطفال
بقلم: د.
فاروق مواسي
- فلسطين
إلهام دويري تابري ابنة الناصره شخصيه تربوية لها دورها في التثقيف التربوي، فهي قد حصلت على شهادة M.A في موضوع ( البيـبليوترابيا) - أي العلاج عن طريق الكتاب أو النص، وقد شهدنا مؤخرًا كثرة كتابتها في الصحف ، واستضافتها في المؤسسات الأكاديمية المختلفة، فهي متخصصة في مناحي اهتمامها.
أصدرت إلهام عددًا من قصص الأطفال هي سلسلة " فراس" الخاصة بالفئة العمرية بين الثالثة والعاشرة، وأصدرت كذلك سلسلة (هنا) الخاصة بالجيل المبكر (من الرضاعة حتى السنة الخامسة) ، ولها قصة علاجية تعالج موضوع العنف العائلي "يا ناس" ، وقصة أخرى تعالج موضوع الطلاق "في بيتنا طلاق"، كما أن لها مجموعة قصص ( بائع الزنابق والورود).
أما القصص الدينية فلها فيها "بلال في شهر رمضان" " وهدية بابا نويل". ولها من الحكايات كذلك سلسلة" كشكش" التي أصدرت منها حتى الآن : " كشكش يحب أن يطير"، " لوزة في الشارع "، "جسم كشكش" و"أسنان كشكش"
ومن الجدير أن أذكر أنها أسست" دار الإلهام للنشر"، ويساعدها في إنجاح مهمتها ابنتها فاتن قطوف - المهندسة المختصة بفن التخطيط المعماري ، وقد رافقت الكاتبة -أمها- في الإخراج الفني لمعظم مجموعاتها. كما يساعدها في الرسم ابنها كمال الحاصل على شهادة فن ( الجرافيك) من كلية غوردون.
أهمية الحكاية للطفل في مرحلة الرضاعة:
هناك من يدعو إلى ضرورة إسماع الطفل (الجنين) وهو في بطن أمه ألوانًا من الموسيقا ، وكذلك فإن إلهام قد اهتمت بأن تختار للرضيع القصة التي تتوفر فيها العناصر - كالرسوم الجميلة والقراءة المشوقة والموضوع الملائم – كل ذلك بإيقاع لغوي موسيقي يشجعه على الإصغاء بمتعة . فعند إصغاء الرضيع للسرد القصصي فإنه ينصت ويستقبل – حتى على المستوى الخارجي – مفردات وعبارات. فإذا ما شاهد المثيرات البصرية كالرسوم من محيطه فإن ذلك يثري معرفته وينشط حب الاستطلاع لديه .
ولإلهام في هذا المجال قصة " أتعرفون من أنا؟ أنا اسمي هنا " ، ولنقرأ:
" أنا أحب المصاصة مع أرنوبي الصغير. وأنام بجانب صوصي الأصفر بالسرير"
والمحتوى بصورة عامة هو من واقع حياته اليومي في يقظته واستحمامه ومع لعبته وملابسه:
" كل يوم بالماء والصابون أسبح وألعب وبرجليّ ويديّ أضرب ولا أتعب"
وكم كان بودي لو أن الكاتبة أبقت على لغة يشترك فيها المذكر والمؤنث حتى تصلح لكليهما - كما هو الحال في النموذجين أعلاه ؟ لكنها ما تلبث أن تواصل على لسان المؤنث
}"لما أصير جوعانة وأبكي وأصرخ زعلانة"{
صحيح أنها أثارت الانتباه إلى المجال المعرفي والعاطفي للطفلة كذلك،ولكن هذه اللغة يجب أن تتغير تبعًا للمخاطَب، بالطبع فإنها كانت تدرك هنا أنه سيأتي دور الراوي الذي يغير لغة المتكلم حسب جنس الطفل.
لقد مضت الكاتبة في قصتها هذه للنزهة مع الأطفال الرضع لتعرفهم على حيوانات البيت، وهي بالتالي تقدم في كتابها الصورة الجميلة التي سيراها الرضيع، وإخال الأم تقلد كذلك أصوات هذه الحيوانات حتى تزيد من متعة الطفل. إنها تصحبه كذلك إلى الأزهار فتقول :
" بالجنينة قعدت . وردة حمراء قطفت ورائحتها الحلوة شممت"( ولا أرى غضاضة أن تقول" شميت").
فاللغة هنا هي لمرحلة ما قبل التعليم الرسمي، ثم إن" شميت" لها من يبررها حتى في اللهجات الفصيحة.
وها هو الرضيع يتعرف على الأقرباء أيضًا . فالرضيع يتململ ويقول "جدتي بحضنها أخذتني وصارت تغني لي وترقصني ......"
فمثل هذا الموقف—كما لا يخفى- يؤثر على أحاسيسه وارتباطاته العاطفية،ويبعث لديه الأمان والمحبة، ويدل بأنه جزء من المجموع، وبأنه مشارك له حتى بنظراته الراضية المشرقة والبراقة.
سلسلة فراس
إن التجربة الذاتية العاطفية والواقعية إذا صيغت حبكتها بصورة مثيرة يكون لها أهميتها في خطاب الطفل. ثم إن التجربة القصصية التي ترتبط بحياة الطفل وواقعه هي وسيط فاعل يعمل على لقاء الفرد مع ذاته. من هنا تأتي أهمية مخاطبة المشاعر المكبوتة، وخاصة في حالات الخوف والفرح والتردد والاكتئاب، وتظل الأرضية النظرية أو المنطلق تتمثل في مساعدة الطفل في التخلص من حالات الإحباط، كأنه يتحدث بمشكلته إلى صديق أو يتوجه لأب أو مستشار ، أو ينفس عن نفسه بأنشطة يرغب بها....وهذا ما يعرف ب " التسامي".
تحكي قصة " فراس في رحلة المدرسة" عن تجربة طفل في الصف الأول.
إنها مرحلة واقعية جديدة – مرحلة الانتقال من صف الروضة( الرحب الذي فيه الحرية النفسية) إلى عالم أكثر تقييدًا:
" لما رجعت للبيت حدثت أمي عن اليوم الأول في المدرسة..
لحقتني أختي نورا تركض..."
" نورا أختي الصغيرة تريد أن تدرس معي. أجابتني أمي : هي تريد ان تجلس بجانبك.أعطيها ورقة وأقلامًا ملونه... في المساء بعد أن رجع أبي من عمله اشترينا حاجات ومأكولات الرحلة"
فقد وجدنا من خلال هذه النصوص وأمثالها أن الكاتبة حاولت أن تراعي مرحلة التطور اللغوي وزيادة المفردات، وحاولت كذلك أن تعبر عن الانتماء الذي هو عنصر عاطفي هام في جميع مراحل النمو ، فالانتماء لديها هو الانتماء العائلي والانتماء الاجتماعي .
كما وجدنا أهمية أن يكون الطفل "بطلاً إيجابيًا" بالنسبة لأخته الصغيرة، فهذا من شأنه أن يقوي لديه التجربة الاجتماعية ، وهذا " البطل " بالنسبة لأخته هو نموذج إيجابي يحلو لها تقليده.
أما التجربة العاطفية القاسية التي مر بها فراس عند ضياعه في شاطئ عكا فإن فيها درسًا يعلمه كيف يصمد ويرفض الاعتداء الجنسي عليه، وكيف يعبر بصدق عن إشباع عاطفته بالبحث عن الأمان والاطمئنان.
ولا تنسى الكاتبة أن من طبيعة الطفل أن يبحث عن قصص المغامرة، ذلك لأنه يحب الغموض ... ومحاولة كشفه... والتوصل للحقيقة فيما بعد .
إنها تروي بأسلوب يجذب الطفل ويثيره:
" خلعنا أحذيتنا وركضنا على الرمال. نرش بعضنا بالمياه. قلت لصاحبي: أنا أحب الأصداف. هيا نجمعها. بعدما جمعت الكثير الكثير. نظرت حولي فلم أجد أحدًا. سألت رجلاً أمام الدكان: أين معلمتي؟ أين أصحابي......."
وبعد برهة القلق والخوف تتابع القصة:
" خفت وركضت لا أعرف أين أذهب"
وتأتي لحظة الانفراج أو الحل:
" وإذا بشرطي يقف خلفي ويسألني:
هل أنت فراس ؟! "
ومن جهة أخرى فإن الكاتبة كانت تعي أهمية انتصار الخير على الشر وإبراز عنصر التفاؤل على الإحباط والقصور، وهي تدرك كذلك أن أسلوب الوعظ والإرشاد فيه إملاء على الطفل وقسر لرغباته، ففي قصة " أسنان كشكش" مثلاً أرادت أن يدرك الطفل أهمية التقليل من الحلوى حفاظًا على أسنانه من التسوس .فكشكش (البطل) شخصية حيوية اختارت اسمها لأنه مضحك أولاً وغير وارد في مسميات الأطفال ثانيًا. ( وإلا فإن ذلك سيكون مدعاة للضحك على من يحملون هذا الاسم) ..... تبدأ القصة هكذا:
" أكل كشكش حلويات
وملبّس بالمعجنات
وما غسل أسنانه طول اليوم
ولا حتى قبل النوم"
وبالطبع فإن هذا السلوك يجذب انتباه الطفل ، لأنه غالبًا ما يشبهه في سلوكه هو، فيتولد لدى الطفل فضول المعرفة حتى يعرف ما يمكن أن يحدث لكشكش:
" السوس سبب لكشكش الأوجاع والعذاب،
والنوم من عينيه طار وغاب
كشكش بكى وبكى ، ولإمه حكى وشكا"
ويتضح الهدف القصصي عن طريق الإفصاح عن البكتيريا التي هي سبب عذاب الطفل.
وتاتي أهمية الرسم الإيضاحي الذي هو يوضح حالة كشكش المتألم من أسنانه المتورمة ، حيث تنهمر دموعه....... ورد الفعل سيكون طبيعيا بعد ذلك:
" تناول معجون الأسنان. وعلى الفرشاة عصر.... وللهجوم تحضر. فرك أسنانه وفرك ..... والفرشاة حرك وحرك وما ترك"
وبالطبع فإننا نلاحظ أهمية الأفعال بحركيتها وتكرارها وبإغرائها للتمثيل.
وقد اختارت الكاتبة شخصية (الطائر) المصاحب للطفل، وهو يلعب دور الضمير أو الرقيب الداخلي للطفل. إنه يوجه البطل ويحميه من المخاطر... فالطائر بنبّه كشكش:
"كشكش يا كشكش
حلو يا كشكش
لا تنس تفرك أسنانك
كشكش يا كشكش"
وبهذه الصياغة قد يتذكر الطفل مثلاً لحن " نعنع يا نعنع أخضر يا نعنع" فينبعث في جوانحه جانب يرد تنغيميًا أو ترقيصيًا في أكثر من قصة.
وتظل العبرة تحمل التأثير التربوي، وذلك بعد أن اندمج الطفل بالحبكة القصصية المثيرة، وبالتالي فإن احتمالات تغيير سلوكه السلبي ستكون أقوى، لأنها كانت مقدمة بطريقة غير مباشرة وبدون إكراه. وحبكة القصة يجب أن تلامس الواقعية الطبيعية المناسبة للفئة العمرية التي ينتمي إليها الطفل، فالواقعية( البعيدة عن المثالية) من شأنها أن تجعل الطفل يشارك ويتماثل، وبالتالي يتلقى ويتأثر. وحتى لو كانت هذه الواقعية فيها مشاعر سلبية فإن ذلك وارد أيضًا، لا ليكون عبرة، وإنما ليكون وصفًا لواقع، ولنأخذ مثلاً:
" لما ولد ياخذ من كشكش لعبة، يزعل منه، يعضه، ويضربه ضربة صعبة"
فهذا السلوك المرفوض تربويًا يجذب انتباه الطفل، ويضعه أمام تساؤل ودهشة لا يتخلص منها إلا بوجود الطائر ( الضمير ) :
" لا لا يا كشكش. هذا صاحبك أنت تحبه وهو يحبك"
هنا نجد كشكش يقدم اعتذاره للمعتدي عليه.
أما قصة "جسم كشكش" ففيها توعية جنسية قلما نحفل بها في تربيتنا لأطفالنا، فنحن نرتبك إذا واجهنا أبناءنا وبناتنا بأسئلة جنسية مباشرة، ويبدأ التصنيف الجنسي لدينا، وتكثر ألفاظ " عيب" و" حرام"
الكاتبة تعرف أهمية أدب الأطفال وسيلة ووسيطًا تربويًا صحيًا للدخول الى موضوع صعب وشائك كهذا الموضوع.
"في يوم كشكش كان في الحمام
سأل أمه عن جسمه باهتمام
عرف أن جسم الصبي وتركيبه
مثل جسم بابا حبيبه"
والقصة تروي لنا كيف أن الأم تطلب من ابنها أن يحافظ على جسمه من أي اعتداء جنسي قد يقع عليه:
" جسمك حلو وقوي دافع عنه ، وحافظ عليه،
وعند الخطر لا تسمح لأحد أن يؤذيه"
وتتحدث القصة عن شخص غريب يطلب مرافقة الطفل ، حيث يغريه بالألعاب والحلوى، وبعد أن يخطئ وينسى توصية أمه كان الطائر ينبهه ويقول:
" لا لا يل كشكش . لا تمش وحدك مع الأغراب!
وتأتي القصة على محاولات الطفل المقاومة لهذا الغريب، وكأنها توحي للطفل أن يكون مسؤولاً عن جسمه، وألا يخاف من أحد حتى ولو كان أكبر منه أو أقوى .
" كشكش نط عليه وعضه. كشكش هجم على الغريب، وبالحائط رأسه لطم. بكوعه ورجليه دفش وضرب. والغريب خاف منه وهرب"
وفي رأيي أن الطفل عندما يستمع إلى حكاية كشكش وكيفية خلاصه في هذا المقطع الدرامي سيشعر في النهاية بالراحة النفسية، وسيسترد النفس الذي كان قد كاد يتوقف. فموقف البطل الشجاع وتغلّبه على الشرير يجعل المتلقي يتضامن معه، بل سيكون هذا البطل في سلوكه نموذجًا أعلى. فالطفل اعتمد على نفسه في حل المشكلة ، لذا فإن التماثل معه يؤدي به إلى التفريغ أو التنفيس أو في لغة المسرح إلى "التطهير"
( كاتارسيس) حيث يتخلص من المشاعر الضاغطة التي تبعث القلق في نفسه.
* * * *
تبدأ قصة " لوزه في الشارع " هكذا :
" لوزة بنت حلوة ولطيفة ، غرفتها مرتبة.. وثيابها نظيفة... كل يوم تغسل وجهها وأسنانها.... وللروضة تلبس لوحدها فستانها"
فالشكل المسجوع من شأنه أن يثير الانتباه للسرد ، وذلك بسبب الإيقاع الصوتي المتشابه . وفي رأيي أن السجع غير المتكلف يأتي طبيعيًا تلقائيًا يحرك مشاعر الطفل ويجعله مشاركًا في الحدث.
ومن تجربتي أنني حكيت لحفيدتي ذات مرة قصة مسجوعة ، فكانت تقابل كل سجعة بضحكة، وتلح عليّ ايّما إلحاح أن أعيد القصة وأعيد.
موضوع قصة ( لوزة) يعالج مشكلة الأخطار ، فلوزة تمر في محاولات استكشاف البيئة المحيطة، وتتعرف على العالم الجديد المحيط بها، وهي ترغب بالقيام بالعديد من الأنشطة .
إنها ترغب أولاً أن تتمتع باللعب بمفاتيح السيارة، ولوزة التي ضيعت المفاتيح ، وظلت تبحث عنها خسرت المشوار الحلو الذي كانت ، ستشارك فيه تلك الساعة.
وهناك قصة أخرى عن دمية لوزة التي كادت تدهس ... لولا أن تداركها الجّد ، وأنقذها من عجلات السيارة.
إنها قصص مختلفة تحاول أن تجذب الطفل إلى أجزاء من عالمه ، فتصاحبه لترشده ، أو لتوجهه دون أن تقدم ذلك بصورة مباشرة : " افعل" أو "لا تفعل"،
هي حكايات مستقاة من عالم الطفولة الذي يجب أن يتمثله الكاتب حتى يستطيع سبر غوره..
والكاتبة التي ثقفت النظريات التربوية للطفولة ودرست العرض العلاجي عن طريق النص كانت تنطلق في كتاباتها نحو بناء عالم طفولي جميل - عالم يشيع فيه الأمان والحب ، ويكون الطفل مبدعًا جريئًا ، يقول كلمته ويدافع عن جسمه.
وإلهام صاحبت الطفل بدءًا من سني الرضاعة لتعايش تجاربه، وتتمثل مناغاته وصولاً إلى انطلاقِـهِ نحو حياة يسود فيها الجمال والأصول المرعيّة، والقيم التربوية.
وكلمة حق في كتابة إلهام:
إنها من القلة القليلة التي تكتب من خلال رسوخ المعرفة التربوية ، وعن اطلاع على النظريات التربوية واضطلاع بمسؤولية جسيمة تراها واجبًا مفروضًا عليها.
وعائلة إلهام قد شقت لنفسها طريقًا بناء تصاحب فيه الأطفال وترشد فيه الآباء .
إنها حكاية الحرف والرسمة والإجراء الفني - تتضافر جميعها لتصب في نهر العطاء والوفاء.
فلا أقل من تقدير جهودها بحسن الثناء.
المراجع
مؤلفات إلهام دويريتابري:*
أنا إسمي هنا، رسم فاتن قطوف، دار الإلهام _ الناصرة_ 1998.
فراس في رحلة المدرسة، رسم فاتن قطوف، _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
كشكش يحب أن يطير ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
جسم كشكش ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة_ 2001
أسنان كشكش ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
لوزة في الشارع ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
مصادر مساعدة: *
الحديدي ، علي : في أدب الأطفال، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة _ 1986
شحاته ، حسن : أدب الطفل العربي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة _ 1993
منشورات الاتحاد العام للأدباء العرب : أدب الطفل العربي ، مؤسسة شومان ، عمان _ 1992
نجيب، أحمد : فن الكتابة للاطفال ، دار الكاتب العربي ، القاهرة ، _ 1986
الهيتي ، هادي : أدب الأطفال ( فلسفته وفنونه ومسالكه ، الهيئة المصرية العامة للكتاب) القاهرة _ 1977
لمى مبارك علي سيف البيشي
المشاركة
Saturday 18 March 2006
11:58:53
القصه جميله انا احب القطط
غالب أحمد مصري
ص ب 73620 - أبو ظبي
المشاركة
Saturday 11 March 2006
23:04:37
أود الإشارة إلى ديواني الفائز بالمركز الأول لجائزة أنجال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان لأدب الطفل العربي، لدورة عام 2001، والصادر عن الجائزة منذ أكثر من عام، وهناك مجموعة أخرى من قصائد الأطفال، مع ملحمة الطفولة التي تتحدث عن الطفولة وتبلغ حوالي ثلاثمائة بيت. وأنا مواطن سوري أعمل في الإمارات، ولي من القصائد التي نشرت أو لم تنشر في المجلات والصحف التي تتناول مختلف الموضوعات وتخاطب الكبار أيضاً، ومنها ملحمة الأمومة البالغة نحو 300 بيت أيضاً. عنواني الإلكتروني هو:
masri12@hotmail.com
وشكراً
فارس سعد الدين السردار
farisalsardar@yahoo.com
المشاركة
Friday 10 March 2006
21:42:26
ما ينتجه أدب الأطفال الإسرائيلي
دراسة نقدية
بقلم الكاتب: فارس سعد الدين السردار*
إن العربي الجيد هو العربي الميت . ودون ذلك فان صورة العربي المزروعة في أعمال أدبية خاصة بالأطفال والفتيان وعلى مدى سنين طويلة أي منذ 1950 حيث ظهرت أول سلسلة لقصص الأطفال مكتوبة باللغة العبرية والتي يمكن إدراجها ضمن كتب المغامرات المثيرة التي استمر صدور أعداد جديدة منها حتى وفاة مطلقها في عام(1994 ) .
وقد تبوأت هذه السلسلة مرتبة متقدمة جدا في قائمة أكثر الكتب الشعبية التي يتناولها (القراء الصغار ) بين اليهود الإسرائيليين إلى درجة أنها تفوقت على اشهر القصص الأجنبية مثل (روبنسون كروزو )و ( جزيرة الكنز ) و (أليس في بلاد العجائب ) و (توم سوير ) و( ثمانون ألف ميل تحت سطح المياه ) وتسمى السلسلة أعلاه ( حسمبا) وقد واكبها وانتهج بنهجها خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات سلاسل كثيرة بنفس التوجه ولقد تركت كل هذه القصص والكتب في ذهن الطفل اليهودي الإسرائيلي قناعان كبرت معهم واليوم نحن نتعامل مع من تربى وتغذى على تلك الأفكار التي أفصح عنها استفتاء حاول رسم صورة لما يمكن إن ترسخه تلك المفاهيم العنصرية التي بثت في ثنايا الأسطر ودفعت بأحداث القصص إلى ذروتها والى صناعة متعمدة لأبطال وبطلات عمقت أفكارا معادية للإنسانية ليست فقط التي تعيش معنا بقدر الإساءة حتى إلى من سبقها أيضا ، إضافة لما ينتج من سلالة بشرية متوقعة مستقبلاً .فالإدانة هنا تنبع من فكر عنصري مصّر على عنصريته وعلى استعلاءه المترسخ في الأعماق .وقد أفصح الاستفتاء من خلال مجموعة من الأسئلة وجهت إلى شريحة واسعة من الأطفال وكانت النتيجة مذهلة سوف لا نذهب إلى تحليلها لأنها لا تحتاج إلى تحليل فهي واضحة ومباشرة وتمتلك قوة صدم عارمة تذهل وتحتاج إلى إعادة النظر في التعامل والتفكير به .وصراحة إن قراءة الإجابات ستخلق تساؤلات عميقة في أسلوب العمل والفهم الذي يروج له من أفكار تعايش ودمج وما يسمى بالشرق أوسطية . أجرى الاستطلاع أستاذ جامعي وباحث في أدب الأطفال . البروفيسور ( أدير كوهين ) فاختار (520) طالباً من الصفوف الرابعة والخامسة والسادسة وكان عنوان الدراسة ( انعكاس شخصية العربي في أدب الأطفال العبري ) صدر في 1985 عن دار منشورات ( رشفيم) وطلب منهم أن يكتبوا في خمسة مواضيع هي :
أولا: ما هي التداعيات التي يثيرها سماع كلمة عربي .
ثانياً: كتابة قصة أو وصف قصير أو موضوع إنشاء حول لقاء مع عربي .
ثالثاً : تلخيص كتاب قرءوه وينطوي على وصف للعربي وشرح مؤثرا ته عليهم .
رابعاً : محاولة شرح أسباب النزاع مع العرب .
خامساً: المجاهرة بآرائهم فيما إذا كان إحراز السلام ممكناً وفيما إذا كان ممكناً قيام حياة صداقة وتعاون مع العرب .
أظهرت النتائج :
أولا: مستوى الخوف من العربي عال بشكل مذهل ففي أكثر من 75% من الإجابات ترافقت شخصية العربي مع (خاطف الأولاد) (القاتل) والمخرب) ( والمجرم) وأشباه ذلك.
ثانياً: في حوالي80% من الآراء وسمت العربي ضمن قولبة تتفق ومعاني الجمل التالية ( يعيش في الصحراء ) ( صانع الخبز ) (يلبس الكوفية ) و(راعي بقر ) و(وذو سحنة مخيفة ) (في وجهه ندبة ) و(قذر) و(نتن) ( تنبعث منه رائحة كريه) وغيرها …
ثالثاً : الجهل التام بين أوساط الطلاب اليهود , الشكل العربي ، وهيئته ،وهندامه ,وتاريخه ، وعاداته. فبعض الطلاب قال إن العرب ( أصحاب شعر اخضر ) فيما أكد البعض الأخر ( إن العرب لهم ذيول )
رابعاً : 90% ينكرون حق العرب في البلاد ، ويؤمنون بأنه ينبغي قتلهم أو شنقهم أو ترحيلهم
خامساً: عدد قليل حاول شرح أسباب النزاع فيما الأغلبية اكتفى بجمل مقتضبة مثل إنهم أي( العرب ينوون قتلنا ، وتشريدنا من البلاد واحتلال مدننا وقذفنا إلى البحر )
سادساً: أما أيمانهم بالسلام ينبغي أن يعني تسليم العرب بالسيادة الإسرائيلية على ارض
إسرائيل الكاملة .
أمام ما تتقدم من حقنا أن نتساءل ماذا نعلم نحن أطفالنا وهل لدينا أدب أطفال يتعرض في خطابه للعالم وينفي عن نفسه هذه التهم وهذا اضعف الأيمان أن لم يكن لنا كأمة خطاب واضح نقدمه للعالم نرفع به شان الإنسان فوق هذا المستوى الرخيص والعدائية التي لا تلد إلا النار والدمار . وفوق كل هذا العجز الواضح نجدنا نوصم بالإرهاب والعداء للبشرية وبأننا نقف بوجه التقدم والتنوير ، ألا تر بان هذه الاتهامات والاستطلاع أعلاه ينبعان من بؤرة آسنة نتنه لا تلتقي وأهداف الإنسانية
*فارس سعد الدين السردار كاتب من العراق
سعيد مضية
التربية أداة التحول الاجتماعي
المشاركة
Wednesday 01 March 2006
13:57:06
تعاني المجتمعات العربية من علل العجز التي تحيل مشاكلها إلى قضايا مستعصية، وتجهض الجهود الرامية لمجاراة العصر ورد التحديات الخارجية أو الداخلية. وتغلب عادة تدبير الحال لدى مواجهة المشكلة والاستهتار بالعواقب المترتبة فينمو العجز عن تبصرها وتتفاقم المشكلة وتتعقد. هكذا يغيب التفكير الاستراتيجي ونظل نفاجأ بالأزمات دون إعداد أو تأهيل. وتجري إعادة إنتاج متواصلة لعوامل العجز والتخلف هذه من خلال التعامل مع الأطفال وتربيتهم. وحيث أن الأسرة تمثل الخلية الأساس في المجتمع، فإنها تنطوي على مختلف عوامل العلة المدمرة لشخصية الإنسان، الذي يعتبر أهم عوامل القوة الذاتية في المجتمع. ويجري بصورة متعمدة تصوير الوضعية المعتلة كحالة طبيعية تعكس جوهر الطبيعة البشرية التي لا فكاك منها. وبهذا تطمس حقيقة أن العلة ظاهرة ذات أبعاد تمتد في الواقع المعاش وتتجلى في التربية التي ينشأ عليها الفرد ويعتادها منذ أن يكون طفلاً في اللفاع، تنشأ معه وترافقه كل مراحل حياته وتتناوب الحضور مع تعاقب الأجيال. ومن ثم فإن الإصلاح الاجتماعي الناجح والسلس، غير المصحوب بالهزات، يبدأ من التعامل مع الطفل، العناية به وتربية شخصيته تربية متكاملة من خلال تعليمه في البيت والروضة والمدرسة والجامعة.
ينظر إلى الطفل في المجتمع السليم كطاقة تنبض بالحيوية والثقة بالذات يندفع بالمبادرة الذاتية المستلهمة للخير العام والمصلحة الاجتماعية. والطفل الذي يحصل على تربية متكاملة تتضافر في شخصيته الصحية الفسيولوجية والنفسية ـ الروحية والذهنية. ولما كانت الأسرة والأبوان على وجه الخصوص هما مدخل الإنسان إلى المجتمع فإنهما يصوغان البنية الأساس لشخصية رجل المستقبل ولنمط علاقته بالآخرين. الأب المتسامح يعود طفله على الجسارة والبحث وينمي لديه الاعتماد على الذات. وشخصية الأم المثقفة الخبيرة بشؤون الحياة تغرس في نفسية طفلها التطلع إلى المعرفة والاحتكام إليها. فليس غير تنشيط المبادرة والإبداع لدى الطفل ما ينمي شخصيته السليمة. الطفل يحتاج إلى المحبة والتدليل، وهو يبكي إذا ما افتقد الحب والحنان، ولكن الإفراط في الحنان يفسده. الطفل كيان مستقل يبتهج إذا ما منح حرية التصرف وروعيت حاجاته وميوله للاعتماد على النفس وإذا ما ترك يمارس حريته ويكتشف بنفسه بيئته تحت المراقبة والرعاية. للطفل حاجات نفسية ينبغي التعرف عليها وتلبيتها. مثل حب الاستطلاع وتحليق الخيال والاستدلال على عالم الكبار وقيمهم والتواصل معهم وترقية الحس الجمالي.
قد يتسرب الخطر الذي يفسد الطفل ويسلب إرادته من خلال اعتباره ملكية خاصة وتعويضاً لمهانة لحقت بالأم. ففي مجتمعات القهر يلحق بالمرأة النصيب الأوفر من القهر والاستلاب. واستلاب إرادة المرأة هو الذي يحرمها من اكتساب المعرفة وتطوير مواهبها ويدفعها من ثم لملء فراغ المعرفة وقلة الحيلة بالخرافة للاتكاء عليها في ممارساتها ونظرتها إلى العالم. والادعاء بأن وظيفة المرأة تلخص في الإنجاب والتربية إنما يجهل أو يتجاهل أن تربية الأطفال تتطلب خبرة بالحياة ومعارف علمية خاصة فيما يتعلق بنفسية الطفل وآلية عملها وتفاعلها مع المؤثرات الخارجية. والكثير من المؤثرات، ومنها بالذات ما يصدر عن الأم، يترك آثاراً حاسمة على نفسية رجل المستقبل وذهنيته ومجمل سلوكه. قد تفتح الأم وعي الطفل على حقائق الحياة وتؤسس لديه احتراماً للذات وثقة بالنفس وبالقدرة الذاتية على ولوج دروب الحياة وتسامحاً حيال الآخرين، وقد تغرس فيه انفعالية وغربة عن مجريات الحياة وتعصباً وتزمتاً يغلقان مجالات التفاعل مع الغير ومع الحياة. المرأة المستلبة تعوض استلابها بامتلاك الطفل وإغداق الحنان عليه بحيث تعطل تدريبه على الاعتماد على الذات والتعلم من خلال التجربة الذاتية. وحيث ينشأ الطفل في حضن أم مضطهدة يصعب أن يكون شخصية مستقلة. ويستفحل الضرر إذا ما قيدت الأم إبنها بواجب الوفاء وعرفان الجميل، حيث تحكم عليه بالتبعية للآخرين. فمن خصائص الحب التملكي، كما يقول علماء النفس، التساهل بكل شيء ما عدا الرغبة في الاستقلال.
وحيث يتعود الفرد منذ الطفولة على تلقي الأوامر والنواهي مع حليب الأم، وحيث يتلقى المعارف عن طريق التلقين وحده، تتعطل في نفسيته روح المبادرة والبحث والثقة بالذات، وتتعطل في ذهنيته ملكة الإبداع. فهذه الملكة وما يتفرع عنها من خيال جامح وتطلع للكشف وجسارة على ولوج المجهول والابتكار يتم غرسها في مرحلة الطفولة المبكرة وتتعهدها وتنميها التربية العصرية في حضن الأم وروضة الأطفال والمدرسة. إن موهبة الكشف وجسارة ارتياد المجهول يستلهمان خيالاً متوثباً وتذوقاً جمالياً يحفزان الحلم ويؤججان الخواطر والأشواق وهذه وظيفة القراءة، ووظيفة أدب الطفل على وجه الخصوص.
الطفل الذي ينشأ على تلقي الأوامر والإذعان لتوجيهات الكبار وتلقي المعرفة في المدرسة عن طريق التلقين والنسخ، ويتعود التفكير بواسطة القياس إنما تتربى نفسيته وذهنه على موقف سلبي ووضعية إذعان بحيث يلوذ بالموروث ينشد فيه حل المشكلات، التلقين يعطل تطور التفكير، حيث يتناقض مع مهمة إكساب مهارة البحث والتقصي في الواقع وتنمية مهارة الابتكار. إنه يعطل موهبة التفكير النقدي ويبقى المرء على جهل تام بالصيغ العلمية لدى تناول الأمور، وتتفاقم الحالة مع اعتماد التخويف والترويع أداة تربية وتهذيب للناشئة، حيث الخوف يتسيد المواقف كافة، وتهيمن الخرافة والسحر على محاولات حل المشاكل. والمجتمع المتساهل مع الخرافة والشعوذة لا يجد غضاضة في إحاطة الأطفال بالخرافات، والمجتمع الذي يقيد مبادرات الأطفال إنما يمهد لمستقبل يستسيغ الاعتماد على الأجنبي في مأكله ولباسه ومسكنه وأدواته، ومن ثم التبعية له. أما المجتمع المراد أن تسوده علاقات إنسانية ويتطلع إلى السيادة والحرية فإنه يضع الطفل في بيئة إنسانية تحترم شخصيته وحاجاته وتراعي ميوله وتكتشف مواهبه وتنميها، فيفجر بذلك مبادرات أطفاله ويربي ملكة الإبداع لديهم ويشحنهم بالعزيمة والإرادة الفاعلة.
وعطب آخر أشد فداحة يكتنف العملية التربوية ويتمثل في حشو المناهج الدراسية بالمعلومات التي يتوجب حفظها ويفرض على المعلم إنجاز البرنامج على أسلوب "تدبير الحال". ويتحايل التلميذ على ضعف قدرته على الحفظ باللجوء إلى الغش. يغدو الغش حيلة متبعة وقيمة تربوية. وينمو الطفل على تعود التحايل على المشكلات وتدبير الحال. يغدو تدبير الحال النمط الشائع لدى معالجة القضايا الحياتية كافة، ومع التعود ينقلب التحايل إلى خداع للذات ينطوي على مختلف نماذج العجز وقصر النظر وضعف البصيرة.
من هنا يقول المربون بحق أن فلسفة التعليم مشتقة من فلسفة الحياة الاجتماعية المرشدة للمجتمع. ويقول الفلاسفة أن التربية والتعليم هي إعادة إنتاج العلاقات السائدة داخل المجتمع. حقاً فعالم المستقبل يتكون في رحم الحاضر عبر التعامل مع المتخلف والضار اجتماعياً وبالذات في نهج التربية وأساليبها.
التربية الجمالية
يشيع مفهوم خاطئ فحواه أن حشو ذهن الطفل بالمعارف هو الغاية، وكلما تكثفت المعارف في النص الأدبي ينطوي ذلك على المزيد من القيمة التربوية. أما الحقيقة فتؤكد أن القيمة التربوية للنص الأدبي تكمن في قدرته على إثارة خيال الطفل وتحفيز ملكة التفكير لديه. لا يقتصر أدب الطفل على تقديم حقائق علمية وتلقين المعارف الجاهزة، إنما يتركز جهد الأديب على شحن وجدان المتلقي وتعزيز صلته بالمجتمع وتكثيف إحساسه بالتعاطف مع قضايا المجتمع وتخيله لها. فالتخيل نافذة للمشاركة والتعلم. والتخيل موهبة تنمو بالمران وعبر الممارسة، حيث أنه بمثابة إهمال الفكر في الصورة المقدمة وتحليلها ونقدها وصولاً إلى ابتكار تصور خاص.
ينمو خيال الطفل ويتطور حسب المراحل العمرية. في المرحلة الأولى، مرحلة الطفولة المبكرة، يؤطر الخيال بالبيئة الضيقة ويكون حاداً مقطوعاً عن الواقع. فطفل المرحلة المبكرة يجهل تماماً العلاقة السببية. خيال الطفل في مرحلة تشكل الوعي يجمح إلى اللامعقول، وغالباً ما يتفوه بعبارات تتنافى مع الإدراك السليم، فينبغي أن لا يواجه بالتقريع وبكلمات العيب والحرام. هو يلتقط ما يصدر عن الكبار المحيطين به وما يوحي إليه عن طريق الحركة والإيماءة. ويترسب في وعيه ولاوعية كل ما يتلقاه من خلال التصرف معه بالتسامح أو الفظاظة. ويتجاوب الطفل بالضحك أو البكاء. البكاء أول لغة يتعامل الطفل من خلالها محتجاً على صنوف الحرمان والقهر.
وفي المرحلة الثانية ينطلق الخيال بلهفة الكشف وراء الصور الحسية البصرية وتجلياتها عبر التجسيد والتشخيص. الطفل في المرحلة الوسطى (تمتد حتى العاشرة أو الحادية عشرة) يشخص الحيوان والجماد، وينطلق خياله لتفسير الظاهرات. وبحثاً عن اليقين يتجاوز العلاقات العيانية المعروفة علمياً بين الأشياء والظواهر. فهو لم يبلغ بعد عتبة التفكير الممعن في الأشياء والظواهر. وتنطبع في ذهنه أساليب السحر والشعوذة والخرافات الشائعة في المجتمع. وقد تلازمه في حياته اللاحقة. ويقال أن الأساطير عبرت عن طفولة البشرية، نسجتها المخيلات عبر أجيال متعاقبة وخضعت للتعديل والتطوير وتم تناقلها شفاهة، حيث حملت علاقات وهمية خيالية بدل العلاقات الجوهرية الموضوعية الدائمة التي كانت مجهولة في حينه بين الأشياء والظواهر.
وفي المرحلة الثالثة ينهض الخيال ليدخل في مغامرات الأبطال والمكتشفين والزعماء الثوريين، وتستهويه تلك المغامرات. تستعين التربية بطقوس يتم من خلالها تسريب القيم والمثل وزراعتها في النفوس، والتربية الديمقراطية تستحضر قيم التعاطف الاجتماعي والتعاون والمعرفة وتستعين بالاجتماعات ولقاءات الحوار والنقاش وبرحلات الاستكشاف وغير ذلك من الأنشطة الجماهيرية التي تفتح الأذهان على الواقع وتستنهض الهمم. بينما تركز التربية الفاشية على طقوس القوة والعنف والتعلق بالزعيم مع تعمد إغفال التبصير بالعلل والأسباب. وفي مرحلة "إعلام الصورة" التي نجتازها يجري ترويج ثقافة الملاعب وثقافة العنف والجريمة وعبادة القوة والإذعان لمنطقها وتقديم أبطالها قدوة للناشئة عبر التلفزة. كما يقدم نجوم الفن لغرض تربوي. ويسترعى النظر التعتيم على نجوم الثقافة والفكر وإغفال نتاجاتهم في برامج التسلية وبرامج الدعاية. فالبرامج الدعائية التي تقدمها المؤسسات الاقتصادية تعتمد مواد التسلية الرخيصة والفن المبتذل.
في إسرائيل ينصب القتلة أبطالاً ملهمين لأجيال الشباب. في السنوات الأولى من قيام إسرائيل جرى تنصيب مظلي يدعى منير هارتسيون قدوة للشبيبة اليهودية. ظل دايان يتفاخر به ويشير إلى فعلته: فقد عبر في إحدى الليالي الحدود إلى قرية عربية واختطف أربعة من رعاة الأغنام وراح يتلذذ بغرز السكاكين في لحمهم حتى فارقوا الحياة!! أشار موشيه شاريت إلى الحادثة مستنكراً ومتسائلاً. حول مصير شعب "يصدر من بين أفضل أبناء الشبيبة لديه شباناً قادرين على إزهاق الأرواح، بلا تردد أو انفعال، وبدم بارد، بواسطة غرز السكاكين في أجساد بدو شبان لا حامي لهم".
والفن بمضمونه الإنساني هو من أهم ينابيع الخيال الذي يفتح البصيرة، وأغزرها طاقة مولدة لإبداع الطفل. تحظى التنشئة الجمالية للطفل بنفس أهمية التنشئة الفسيولوجية والعقلية والاجتماعية وتتفاعل معها جميعاً. من خلال جمالية العرض الفني للظواهر والعلاقات المتبادلة، حيث تستثير الدهشة لدى الطفل وتنشط رغبته في اكتشاف المجهول. ومن خلال التنشئة الجمالية تتحقق التربية الوجدانية، حيث يهتدي الطفل إلى السمو الروحي ويستوعب القيم الإنسانية بالتدريج وحسب تطور الخيال. تكتسب الفضائل وحب الخير والعلاقات الإنسانية من خلال تربية الذائقة الجمالية بواسطة أدب الطفل وفنونه وثقافته، وليس من خلال المواعظ. ومن خلال التربية الجمالية يتم توليد انفعالات الخير وأشواقه. خيال الأدب والفن ينشط حركة الطفل ويفعل لهفته للانطلاق والتجريب. وأنجح نماذج الثقافة التعليمية هو ذلك الذي يبتعد عن الوعظ وتقديم الأخلاق المجردة المحلقة فوق الواقع المعاش. فالخيال الفني يولد بهجة تحفظ همة الطفل وتوجهه نحو التعاطف مع الآخرين، وهو ما يولده الأدب والفن الملتزم بقضايا الإنسان، يتحول الفن بعد استيعابه إلى ممارسة حياتية غير مباشرة تضاعف تجربة الحياة وتكثفها وتطهر الروح وتسمو بالقيم. والخيال لمولد لعنصر الدهشة هو ما يحفظ لدى الناشئة طاقة البحث والكشف ويمدهم بنزعة نقدية تنفر من الخلل الشائع والراسخ عبر التقليد والنمط المعتاد. فقيمة الفن التطهيرية أمر معروف منذ العصور القديمة. ولهذا اكتسب الفن بجميع صنوفه قيمة اجتماعية وأهمية الرسالة التربوية المحفزة على التحرر الإنساني والتقدم جنباً لجنب مع العلوم.
تكتسب تربية الطفل، من حيث الأساليب والمضمون، قيمة اجتماعية مطلقة. فإما تحفظ التربية حرية الإرادة وتنمية الوجدان وتنشيط العقل، أو تعطل كل ذلك وتخضع الوجود للصدفة والحظ والقدرية. إما أن تنشئ جيلاً معتمداً على الذات، أو جيلاً اتكالياً يعوض عجزه بالانتظار. من خلال التربية يتحقق الخلاص بسلاسة من علاقات القهر والخضوع ومن مختلف مظاهر التخلف الأخرى، مثل العجز عن إرادة الخلافات وشيوع التعصب والتحيز واعتماد لغة القوة والإخضاع نظراً لانعدام التفكير المنطقي وتجنب الموضوعية، حيث يتدهور النقاش بتأثير الانفعال إلى صراخ فشتائم لتتدخل لغة حركية تمارس النمط المعتاد من إخضاع المنطق للقوة. وتلك هي خصائص وجودنا الاجتماعي.
وحيال العجز عن احتواء المشكلة أو الخلاف تغدو المشكلة الوجودية برمتها خاضعة لمنطق القوة وللقدرية ولضربات الحظ والصدفة. العجز عن استيعاب المشكلة واحتوائها يدهور النقاش بصددها إلى مهاترة تحفز إلى الحركة، وعجز العقل عن السيطرة يفجر الانفعالات مما يزيد من حدة العجز. ومكمن الداء تغلغل القهر في ثنايا الحياة الاجتماعية، قهر الطبيعة وقهر المجتمع، الأمر الذي يشيع علاقة التسلط ـ الخضوع على صعيد المجتمع بأسره. وأبرز نتائج هذه العلاقة وما يتمخض عنها هو تهميش الغالبية الساحقة من المجتمع وقبول هذه الغالبية بالوضعية المهمشة المستلبة. وبينت عمليات التحول الاجتماعي التي جرت في بعض الأقطار العربية خلال عقدي الخمسينيات والستينيات أن تجاوز علاقة التسلط ـ الخضوع ليس بالأمر السهل لأنها متجذرة في أعماق كل نفس وفي مختلف مظاهرة البنية الاجتماعية. وهي ليست خصائص عرقية ملازمة لنا كجنس عربي، إنما هي نتائج لعلل متأصلة كامنة في وجودنا منذ عصور التخلف ولم نحدث قطعاً حاسماً معها. ولابد من إحداث هذا القطع والحيلولة دون استمرارها في وجودنا إذا أردنا التقدم والتطور نحو وجود اجتماعي قادر على التعامل بنجاعة مع مشكلاته ومع التحديات الخارجية.
ما الذي جرى في الشارقة؟
المشاركة
Tuesday 21 February 2006
10:32:25
اجتمع سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ـ حاكم الشارقة ظهر الأربعاء 25/1/2006م مع المشاركين في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب، وذلك بمناسبة عقد اجتماعه حالياً بالشارقة بالتعاون بين اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات ودائرة الثقافة والإعلام في قصر الثقافة في الشارقة من 23/1ولغاية 25/1/2006... ويشارك في هذا الحدث الذي تصاحبه ندوة حول "جماليات التحديث في الأدب العربي" ثلاثة عشر اتحاداً.
وأعرب سمو الشيخ عن أمله في أن تتمخض لقاءاتهم عن خطط وأفكار وأعمال ثقافية وأدبية قيّمة، وأكد أن الارتقاء بأدبنا وثقافتنا العربية، هاجس كل مخلص ومثقف ومهتم بمستقبل أفضل لأمتنا.
وأشار إلى ضرورة الاهتمام بالترجمة من العربية وإليها للتواصل الإيجابي مع الثقافات.
وأشاد بالطاقات العربية الثقافية والأدبية الخلاقة التي يقع عليها العبء الأكبر في الارتقاء بثقافة أمتنا العربية.
ورأى أن الارتقاء بأدبنا وثقافتنا العربية هاجس كل مخلص ومثقف ومهتم بمستقبل أفضل لأمتنا لأن الثقافة بأشكالها وأدواتها المختلفة تعد السبيل للارتقاء بالإنسان ووعيه والنهوض بأمته.
وتبيَّن أنه لابد من ضرورة إيجاد طرق ومخارج وأساليب جديدة لتفعيل الأنشطة الثقافية والأدبية في المجتمع بالصورة الحيوية المناسبة وذلك لخلق قاعدة من المهتمين تفرز لنا أجيالاً جديدة من الأدباء والمثقفين على القدر الكافي من الوعي والمسؤولية والتميز تجد التشجيع المناسب لتسير على الطريق الصحيح ونستطيع أن نسلّم لها الراية، معرباً عن أمله في أن تأخذ المؤسسات المسؤولة عن الثقافة في مجتمعاتنا العربية في الاعتبار ضرورة زيادة الإمكانات والمعطيات المتاحة للعمل الثقافي والأدبي والتي تعد محدودة للغاية وذلك حتى تستطيع المسيرة الثقافية لأمتنا العربية أن تزدهر وتنطلق لآفاق أرحب.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالترجمات من وإلى العربية حتى يتم التواصل مع الثقافات الأخرى بالصورة الإيجابية المنشودة، مؤكداً أن الكتاب الجيد يختصر لنا مسافات طويلة للتعبير عن قيمنا ومبادئنا وإعطاء الصورة الصحيحة عن أنفسنا والوصول إلى الآخرين، واصفاً ذلك بأنه مهمّة كبيرة تقع على عاتق كل المثقفين والأدباء والمخلصين.
من جانبهما عبّر كل من /عز الدين ميهوبي/ رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب وعلي عقلة عرسان الأمين العام للاتحاد في كلمتين عن التقدير والعرفان لصاحب السموّ حاكم الشارقة على إتاحة الفرصة لهم للقاء سموّه وشكره على ما وفرته الشارقة من حفاوة ورعاية وإمكانات لإنجاح فعاليتهم، مؤكدين أن كلمة سموّه التوجيهية خلال اللقاء تعبّر عن رؤية عميقة تجاه دور المثقف وجهود سموّه البناءة في تفعيل المشهد الثقافي متمنين لسموّه أن يحفظه الله ويرعاه لخدمة بلاده ورعاية كل فعل ثقافي جاد.
وبهذه المناسبة أصدر "المكتب الدائم" بيانه الختامي الذي جاء فيه: نحن أدباء وكتاب الوطن العربي الممثلين للاتحادات والروابط العربية للأدباء والكتاب، والمشاركين في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دورته المنعقدة في الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة نتوجه بالشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً ومثقفين، ونخص بالشكر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتفضله برعاية الاجتماع والندوة المصاحبة، ويؤكدون وقوفهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة في حقها التاريخي في جزرها المحتلة، موضحين أن الأدباء والكتاب العرب ضمير الأمة الحي وعقلها المفكر. ويقفون بكل حزم إلى جانب إخوتهم المناضلين في فلسطين المحتلة ويشاركون الشعب العراقي محنته الوطنية والقومية التي يتعرض لها بسبب الاحتلال الأمريكي ـ البريطاني، ويدعمون القطر العربي السوري فيما يتعرض له من ضغوط سياسية وإعلامية وتهديدات أمريكية ـ صهيونية، ويدعون للحفاظ على وحدة السودان وعروبته وسلامة أراضيه.
من جهة أخرى اختتمت فعاليات الندوة المصاحبة للاجتماع المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والتي عقدت تحت عنوان "جماليات التحديث في الأدب العربي ـ الخليج وشبه الجزيرة العربية إنموذجاً حيث استكملت فعاليات الجلسة الرابعة، والتي قدمت فيها د. سعاد السيد (السودان) دراسة حول "الرؤى الاجتماعية والأخلاقية في القصة الإماراتية" وتناول د. صالح هويدي (العراق) تجليات العزلة ـ قراءة في مظاهر التحديث السردي عند القاصة الإماراتية سلمى مطر، بينما رصد د. نجيب العوفي (المغرب) جماليات القص في القصة الإماراتية مركزاً في دراسته على قصص مريم جمعة فرج وسعاد العريمي وأمينة عبد الله.
أعقب ذلك فعاليات الجلسة الخامسة والتي تمحورت أبحاثها حول جماليات التحديث في أدب الطفل، شارك فيها الكاتب والناقد هيثم الخواجة (سوريا) رصد فيها أهم المشكلات التي تواجه الكتابة للأطفال بسبب ما يعرف بالتداخل المعرفي والثقافي والتربوي والسيكولوجي، خصوصاً ونحن نعيش في واقع يغرق بالمتغيرات من حوله في مجال التكنولوجيا ومظاهر العولمة والحروب والتناقضات، موضحاً أن أدب الأطفال ينقسم إلى أربعة أقسام هي أدب المرحلة التي تشمل صفوف الروضة والسنوات الدراسية الأولى والثانية، وأدب مرحلة الصفوف الثالث والرابع الابتدائي، ومرحلة صفوف الخامس والسادس والسابع، ومرحلة الصف الثامن والتاسع.
وبعد أن استعرض أدب الأطفال في الإمارات، تناول البنية الفنية لأدب الأطفال في الشعر والقصة، من خلال دراسة تطبيقية على بعض الأعمال الصادرة في مجال الكتابة للطفل.
الباحث السيد نجم (مصر) قدم دراسة حول الدوريات الورقية المتخصصة في أدب الطفل مستعرضاً مسيرة أدب الطفل تاريخياً وإنسانياً، ثم ركز من خلال وقفة مع الشعرية العربية على موقع الطفل العربي واهتمام وجمال الفكر والعقيدة بمكانة الطفل العربي، مؤكداً أن اكتشاف الطباعة في القرن الجديد أعطى دفعاً جديداً وجاداً في مجال أدب الطفل العربي، ودعا إلى الاهتمام أكثر بثقافة الطفل وخصوصاً في سنواته العمرية الأولى لكونه يتحسس الصورة البصرية قبل أن يتعلم القراءة والكتابة.
وقدم حسين أحمد حسون (السودان) ورقة حول تطور أدب الطفل في الخليج أوضح فيها أهمية الطفل في واقعنا الإنساني من حيث ما سيكون في غده إما هو الأم المدرسة، أو هو الأب المقوم المؤدب، والآمر بكل فضيلة، إضافة إلى كونه هو إنسان المستقبل، وهو ما يتطلب البعد به عن أي إيديولوجيات فكرية أو سياسية بل بتقديم الأساسيات الثابتة له في السلوك، وفتح مداركه للبحث والعلم والاضطلاع ـ بما يتناسب مع عمره وعقله وقدراته، مع عدم إهمال وسائل الترفيه والتسلية التي يحتاجها حسب عمره. ودعا إلى أهمية التركيز على أصول التربية وعلم النفس والالتزام بالمنهج الإسلامي، حتى نحميه من الضياع واضمحلال ثقافته وسط هذا الكم الإعلامي الذي يجعله يهجر الكتاب ويتبع بهرجة الصور التلفزيونية التي تحكي البطولات الزائفة واللامعقولة.
واختتم الجلسة الباحث عبد الرحمن عبد الخالق (اليمن) الذي استعرض مسيرة أدب الأطفال في اليمن، وتعقب الإرهاصات والبدايات الأولى لظهور أدب الأطفال عربياً وعالمياً، وتناول في توضيحه دور الإذاعة اليمنية والشعر والقصة ومسرح العرائس الذي شكل تجربة رائدة في مجال مسرح الأطفال، وتتبع دور الصحافة الموجهة للأطفال منذ السبعينيات من القرن الفائت إضافة إلى الإصدارات التي عمدت إلى مراعاة المراحل العمرية المختلفة للطفل، بخصائصها النفسية واللغوية والعقلية والتي سعت إلى تحقيق فلسفة حياتية تحاول الوصول إلى الطفل.
واعتمد في بحثه على بعض الإحصائيات التي تبرز بؤس وضع الطفل العربي وواقعه داعياً إلى ضرورة قيام المؤسسات بدورها الحقيقي في الاهتمام بالطفل ورعايته ثقافياً وتربوياً وعلمياً، من خلال الإعداد العلمي الصحيح للمناهج العلمية، وإصلاح التعليم باعتباره الأساس الرئيسي للارتقاء العلمي والثقافي بإنسان الغد.
وقد أثرى النقاش الذي دار بعد الجلسة الأبحاث المقدمة، والذي شارك فيه د. مصطفى بشارة ود. رشيد أبو شعير ود. صالح هويدي وهشام السقا والزميل محمود أبو حامد، حيث طرحوا بعض القضايا التي تهم أدب الطفل العربي ومنها الهجمة الإعلامية الإلكترونية التي اقتحمت كل دار وجدار، وقضية عزوف الإنسان العربي عن القراءة عموماً، في زمن تتصارع فيه الدول للهيمنة والسيطرة على بقية الشعوب والدول من خلال ما يسمى بالعولمة التي تحاول اجتثاث القيم الأصيلة من جذورها، وأهمية أن تقوم الدول والمؤسسات فيها بمسؤولياتها حيال الطفل منذ مراحله المبكرة، والعمل على غرس القيم الأصيلة في نفسه وسلوكه وشخصيته.
كما تناولوا في نقاشهم أهمية الاطلاع على الثقافات الجادة وتشجيع حركة الترجمة وخصوصاً فيما هو موجه للأطفال والعمل على توسيع الإنتاج الدراسي خصوصاً أن الطفل المعاصر يعيش في عالم الصورة التي تفرض نفسها ثقافياً، ودعوا إلى أهمية أن يكون أدب الطفل عملاً جماعياً يشاركه فيه التشكيلي وعالم النفس والكاتب والمفكر، وإن أخذوا على الأبحاث المقدمة بعدها عن المحور الرئيس للندوة، وأن أغلب الأبحاث باستثناء ما قدمه هيثم الخواجة، كانت عبارة عن سرد تاريخي في مجملها، ولم تتناول أدب الطفل في الخليج والجزيرة العربية.
حمد اللو
أدب الطفل
المشاركة
Tuesday 21 February 2006
10:27:22
لست هنا بصدد إضافات تنظيرية لأدب الأطفال، وإنما سأحاول تلمّس بعض المواطن المتعلقة بهذه القضية، ومحاولة تقريب مفاهيمها، والخروج من ذلك ببعض الأفكار القريبة؛ لتفعيل هذا النوع المهم من الأدب، وليكون له وجوده في واقع الأسرة المسلمة.
قضية أدب الطفل لها مكانتها غير القابلة للجدل، وأهميتها نابعة من:
أ- وجوب الاهتمام بشأن الطفل.
ب- أهمية إيجاد البديل الإسلامي له في ظل تسرب الغزو الفكري بشتى صوره.
جـ- للطفل خصوصيته التي تقتضيها مرحلته العمرية، مما يستدعي أن يكون له أدبه الخاص، فالأدب الموجّه للكبار لايصلح بطبيعة الحال ليخاطب به الصغار.
د- معظم ملامح شخصية الإنسان تتكون في طفولته الأولى، حيث يتحدّد- بناءً على هذه الشخصية المكتسبة في الطفولة- كثير من ملامح الشخصية العامة في الكبر.
لهذه الأمور وغيرها؛ يجب أن نختار بعناية مايقرأ أطفالنا، وفي الوقت نفسه نبتعد قدر الاستطاعة عن أدب الأطفال المستورد، الذي يؤثر عليهم سلباً.
وقد قالوا: «الطفل كالصفحة البيضاء»؛ ولذلك يجب أن نختار بعناية مانوّد أن يرسخ في وجدانه وعقله.
2- ماالذي يمكن أن يحققه أدب الطفل الهادف؟:
إن هذا الأدب يمكن أن يحقق مايلي:
أ- غرس القيم الخيّرة والأخلاق الفاضلة لدى الطفل؛ ليتمثّل ذلك سلوكاً فيما بعد.
ب- تنمية الإدراك والمعرفة وحب التعلّم، ويركَّز على القصص العلمية في هذه النواحي.
جـ- تطوير ملكة القراءة وحب الاطلاع لدى الطفل، وكذلك القدرة على الكتابة الصحيحة؛ حيث تمر على ناظريه- حين القراءة- الصور الصحيحة لكتابة الكلمات.
د- استغلال جزء من نشاط الطفل واستثماره وتوجيهه نحو شيءٍ مفيدٍ هادف.
3- صياغة هذا الأدب:
أ- من حيث المضمون: ينبغي استلهام المواقف والأحداث والقصص التي وردت في القرآن الكريم- ومنها قصص الأنبياء-، وكذلك ماجاء في السنة النبوية والسيرة العطرة والتاريخ الإسلامي العريق، حيث يُستمد من كل ذلك مادة لايستهان بها، ينهض عليها أدب الطفل، إن لم يكن كلّه فجلّه. كما يمثل ماسبق ربطاً قويّاً مبكراً للطفل بدينه وتاريخه وثقافته الإسلامية.
ب- من حيث الشكل: تصاغ المضامين صياغة معينة، قائمة على البساطة والوضوح والجذب، متناسبة مع عقلية الطفل وتفكيره في هذه المرحلة من عمره.
ومما يشار إليه أن أدب الطفل أدب مكتوب بالدرجة الأولى، لكن ليس معنى هذا أنه لايُقدَّم للطفل إلا أشياء مكتوبة، فالطفل يمكن أن تُحكى له القصص الهادفة المتضمنة للقيم والأخلاق الإسلامية كالصدق والأمانة والتعاون وحب الخير ومساعدة المحتاجين، وغير ذلك.
يُحكى له كل ذلك بأسلوب قريب من فهمه وإدراكه وتصوره. ومرحلة ماقبل المدرسة يناسبها ماذكرت آنفاً، أما مابعد هذه المرحلة فالمناسب لها القصص المكتوبة.
4- مقترحات: هناك أمور تسهم في إيجاد تفاعلٍ بين الأطفال والأدب الموَّجه لهم، وهي كثيرة أذكر منها:
أ- اصطحاب الأطفال إلى المكتبات العامة والتجارية، ويختارون مايناسبهم من القصص ونحوها تحت إشراف الآباء أو من يصحبهم من الكبار.
ب- أن تكون بعض الهدايا والجوائز المقدمة للأطفال أشكالاً متنوعة من أدب الطفل الهادف.
جـ- يمكن أن يُسأل الطفل- بالطريقة المناسبة- بعد قراءته لهذا الأدب عن:
1- فكرة الموضوع- في القصة أو غيرها من الأشكال- لتعويده تجميع الأفكار وتلخيص المضامين.
2- الذي استفاده الطفل بعد القراءة (لتنمية القدرة على الاستنباط لديه).
3- رأيه فيما قرأ (لتعويده إبداء الرأي واستقلالية القرار مستقبلاً).
كما تسهم هذه الأسئلة عموماً في تطوير قدرات الطفل الذهنية واللغوية التعبيرية، فضلاً عن تعميق وترسيخ ماقرأه الطفل
أمير عبد الحسين الخفاجي
/ العراق
اهمية ادب الاطفال
المشاركة
Sunday 19 February 2006
10:05:13
تراه صغيرا في حجمه ..بسيطا في عقله .. عظيما في موقعه .. ضخما في دائرة تاثره بالمحيط الذي يتمحور فيه ..او الوسط الذي يتحرك خلاله.. لايقوى على الارشاد بل ديدنه التامل وسجيته حب الاستطلاع وطبيعته تقليد الغير .. نقي الجوانب .لين العريكة سهل الاستغفال .. تلك الحمامة البيضاء .. انه الطفل ..ذلك السر العجيب ؟
ان شئت جعلت منه اديبا .. لكن كيف السبيل الى ذلك ؟
اعتقد ان السبيل يكمن في الاجابة على السؤال التالي :
هل للطفل ادب خاص ؟ او بعبارة اخرى هل هناك ادب خاص بالطفل ؟
الجواب : نعم ، ولربما نصطلح عليه ب(ادب الطفل ) يلتقي هدفه مع اهداف تربية الطفل .. وثقافة الطفل ..وغير ذلك مما يتعلق بالطفل0
وحيث ان هناك ادب المراة وادب الشباب فلابد ان يكون هناك ادب الطفولة تتناول طبيعة تلقي الطفل للادب والفن في مرحلة الطفولة..لكي ترافق الحركة الادبية الانسان عبر مراحل حياته المختلفة منذ طفولته وحتى كهولته..وهذا ليس بالامر الهين جدا ، ولا بالعسير جدا ، الا انه من قبيل الاسلوب السهل الممتنع الذي يرغبك ولا يسمع لك بالتجاوز او العبث0
فانت ايها الاديب - او المختص بادب الاطفال - عليك اولا الانفتاح على عالم الطفل والتوغل فيه للتعاطى معه كي ينكشف لك سره وتعرف ملكاته الادبية المغمورة في عالمه الداخلي الى ان تستقر انت بداخله وتعيش بداخله وتكتب بداخله .. فتحاور داخله حتى يشعر هو بنفسه من الداخل وينصهر في بوتقة الخطاب الموجه اليه من خارجه لداخله فيتلاشى امامه ويتبعه كظله وعند ذالك يكون الادب قد وصل غايته وحقق للطفل رغبته ليحكي مع الاديب قصته ويغني للاخرين غنوته قائلا لهم :دار الزمان وعاد ليقول : (حصل الان في حديث الزمان) وليس ( كان يا ما كان في قديم الزمان)0 )
ثم ان ادب الطفل يتم ببناء شخصية الطفل كاولى اهتماماته ثم يتخذ دور الموجه له في المرحلة التالية من عمره 00
فهو يهيء الارضية الخيالية للطفل بحيث يخلق جوا فضائيا لديه ليسمح له بالتحليق خارج دائرته الانية المحصور ذهنه فيها00
ولعل من مهامه انه لا يسمح للطفل بالسفر بعيدا كي لا يفرط في التحليق فلا يعود الى ارض الواقع مرة اخرى او انه يفصل بين الواقع والفضاء الذهني الادبي .. وهذا ما يحدث كثيرا في اي مرحلة من مراحل عمر الانسان وفي اي مجال علمي او ادبي او ديني ..الخ
بسبب ما يروى من المور او القصص التي تعتبر من الاساطير الخرافية التي لاواقعية لها امثال روايات الخيال العلمي مما يسبب رفضها بالكامل .. لذا يراعي الكاتب او المؤلف نسبة الواقعية في القصة او الرواية0
.وبغض النظر عن نوع العمل الادبي فان المطلوب هو الصورة الموجودة فيه فانها تعتبر مركز العمل الادبي ومحوره الاساسي وعليها يعتمد المغزى (الثيم ) للاديب او القاص او الروائي0
واما المسرح فلايخفى ما لمسرح الطفل من اهمية كبرى من ابراز شخصية الطفل فمن جراة الوقوف على منصة المسرح امام المشاهدين وحتى الضحك من قبل المشاهدين كلها لها اهميتها في ذلك المجال كما ان الحوار المسرحي له اثره ايضا في تنمية احاسيسه ومشاعره وزرع بذرة المواضيع العصرية فيصبح ذا مشاعر حية تتفاعل مع الحدث الذي يضحكه او يبكيه حتى اذا ما شاهد موقفا مماثلا لتلك المواقف خارج دائرة المسرح اي في مسرح الحياة الحقيقية اخذ يحركه من الداخل ليحدث اثره فيه بالصميم 0
ويضيق المجال بنا لذكر اهمية فن الخطابة لدى الطفل والاقصوصة وغيرها .. كلها تعتبر ركائز يجمعها ادب الاطفال.
شمس الدين العوني
ادب الطفل - عالم مخصوص... ومفتوح
المشاركة
Saturday 15February 2006
19:20:14
تعتبر الكتابة للطفل من أعسر المهمات الابداعية بالنظر الي عالم الطفل المخصوص وما ينطوي عليه من شواسع تستدعي الدقة والتحري، غير ان ذلك لا يلغي ما يحدث من متعة وحميمية وما يحصل من اللذات لدي من يلج هذا الكون الابداعي كتابة وبحثا ونقدا.
فالكتابة للاطفال تطرح اسئلتها باعتداد هو من قبيل التدليل علي ان هذه الكتابات الموجهة للاطفال مطلوب منها التخصص وعدم الاستخفاف والتبسيط والسذاجة، فعالم الطفل كون من الخصائص والشروط ولا تفتح ابوابه لمن هب ودب اي بمعني آخر، الكتابة للطفل لها شروطها وقواعدها التي تراعي نمو الطفل النفسي والذهني والعاطفي ومختلف تفاعلات علاقاته بالاشياء وبالعالم المحيط القريب والبعيد الداخلي والخارجي...
وامر الكتابة الموجهة للطفل يطرح ايضا مجموعة من التساؤلات المشروعة والمبررة لكتابة هذه الورقات ايضا منها:
ــ هل هناك ادب للاطفال وآخر لغيرهم، للكهول مثلا؟
ــ ما هي دلالات كلمة أدب، هل نعني به المكتوب لوحده ام يدخل ضمنه المرئي والمسموع والمصور..
ــ من هو الطفل الذي نتقصد الكتابة اليه.
ــ ما يكتب اليوم للأطفال في تونس هل يستوفي شروطه ويستجيب لمختلف التبدلات والتحولات الداخلية والخارجية.
ــ مسؤولية الكتابة للطفل هل انها عائدة للمؤلف ام انها ترجع الي مختلف الهياكل ومنفذي البرامج المختلفة الخاصة بالاطفال من رياض الاطفال وناشرين واصحاب القرار ومنجزي البرامج الرسمية وغيرهم.
انها متاهة من الاسئلة الحقيقية والحارقة التي ترمي الي النهوض بواقع الكتابة للاطفال او ادب الطفل انطلاقا من مختلف الانشقاقات الابداعية التي ذكرناها منذ البداية والتي تنتج عن المفهوم العميق والشامل لمعني ادب الطفل .
في تونس يطغي علي الادب الموجه للطفل الشكل القصصي من ذلك ان عدد القصص المنشورة في كتب لتونسيين يبلغ 1500 قصة وذلك في فترة موالية للاستقلال بينما يبلغ عدد المجموعات الشعرية 50 مجموعة مثلما يذكر ذلك محمد البدوي في دراسته حول ازمة الشعر التونسي المكتوب للاطفال .
وبرغم العدد القليل من الشعراء الذين يتجهون في نصوصهم للاطفال فان اغراض القصائد لم تخرج عن مساحات المدرسة، العائلة، الوطن والطبيعة.. في تشابه وتكرار ملحوظ بالمعني نفسه والاحساس والصور تقريبا.
وقد يعود ذلك الي اتساع عوالم الفكر والسياسة ضمن هموم الشعراء بحيث يصعب بعد ذلك التعبير عن رؤية الاطفال للاشياء وقد يعود ايضا الي غياب النقد الذي من شأنه التقويم والتنبيه، فنحن نجد العديد من الكتاب الذين يقولون بأنهم كتبوا نصوصهم للاطفال بغاية مساعدة رجال التعليم وتوفير مادة دراسية تؤازرهم في تعليم الاطفال وما يتطلبه ذلك من ربط وتناسق مع برامج التعليم المطروحة والمسطرة.
اما المسرح المكتوب الموجه للاطفال فانه غائب بامتياز وتبقي الملاحظات جائرة بخصوص المجلات الموجهة للاطفال من خلال ما تنشره من شعر ونثر في طرائق العرض والتقديم. وامام ما نشر من قصص موجهة للاطفال وفي مراحل مختلفة وحسب قراءاتنا التي تنهض علي ما بيناه سابقا في فهمنا لمسألة ادب الطفل نطرح بعض الملاحظات التالية والتي هي في نهايات الامر استنتاجات نخلص اليها دفعا لفكرة الكتابة للاطفال الي الامام بما يجعلها مستوفية لشروطها ومستحدثة لخصائصها الجديدة المتناغمة مع المبتكرات الراهنة والقادمة في عالم هذه المتغيرات الرهيبة التي يقبل عليها انسان هذه اللحظة التاريخية.
بعض القصص بعيدة عن عالم الطفل وبئته وحياته وعن خياله فهي لا تخاطب فيه المكمن الابداعي بقدر ما انها تسعي لعصور اخري محفوفة بالخرافة والسذاجة .
جمالية اللغة منعدمة بمعني الخصائص النفسية والذهنية والهشاشة الحسية لدي الطفل تتطلب جميعها لغة مخصوصة طافحة بالليونة والطمأنينة والحلم ضمن بلاغة اللغة العربية وبيانها وسماحتها.
القصص تتعامل مع الطفل كمتلق وتنأي به عن المشاركة بحيث يكون كاتبا آخر من خلال فهمه للنصوص وذلك ضمن مفهوم شامل وحداثي لمسألة التلقي.
التراث الادبي العربي والانساني واعادة صياغة النصوص المستلهمة منه (فكليلة ودمنة) من اهم المؤلفات وفوائده عظيمة في الادب الانساني، والسؤال كيف نعيد قراءته، فلقد أشبع تقليدا واقتباسا بعقلية الانتهاء الي الحكمة والدرس وانتهي الامر، وبالتالي يتربي الطفل علي النصوص المنتهية بهكذا حكم وتوجيهات..
علينا ان نفكر في الابتعاد عن صورة العبر والنصائح والحيوانات التي ضجت بها عقول اطفالنا بعيدا عن النصائح البالية باتجاه جماليات جديدة ومبتكرة تذهب الي الخيال والحرية والكتاب لا يعسر عليهم ابتداع ذلك، كما ابتدع الآخرون أدبهم في لحظتهم التاريخية مع الذهاب ايضا الي مناطق خصبة وعذراء في ارض الادب.
ضرورة ان تحايث النصوص المكتوبة للاطفال سياقات تطور المجتمع التونسي حتي يكبر لدينا اطفال منا والينا بعيدا عن الاشباه والغرباء.
بعد هذه الاستخلاصات الضرورية يمكننا القول ان ادب الطفل شأن علي غاية من الاهمية بحيث يجدر بالساهرين علي هذا الامر الاهتمام بتقديم الكتاب للطفل وتطوير اشكاله والعمل علي دعم فكرة الورشات والترغيب في المطالعة وابتكار كتب اخري في مستوي الشكل تدخل منذ لحظات الطفل الاولي عالمه الحسي والنفسي وصولا بعد ذلك وفي مراحل اخري الي مسائل قراءة النص والتأويل والفهم الذكي والاستفادة من القراءات المستحدثة البصرية والاعلامية ضمن جماليات متناسقة هي في نهاية الامر من جماليات عالم الاطفال الخالص.
وهكذا نصل الي اهمية عالم ادب الطفل الذي يحتاج الي عناية فائقة متواصلة ومفتوحة قتلا للسائد وللسهل وللساذج.
ماجدولين الرفاعي
magdolen_refaie@yahoo.com
المشاركة
Sunday 05 February 2006
14:33:10
تحية ومودة
أطفالنا براعم اليوم شباب المستقبل الواعد
ولهذا فجميل منا الاهتمام بالطفولة وأدب الأطفال واشكر الزميل الأديب يحيى الصوفي لاهتمامه بفتح المجال أمام الأدباء للحديث عن أدب الطفل والذي لااظنه منفصلا عن ثقافة الطفل بشكل عام ودارسة مصادر الثقافة التي يستقي الطفل منها معلوماته ولعل التلفزيون
من أهم وسائل الإعلام التي تنمي وتؤثر على نمو الطفل عقليا وذهنيا إضافة إلى دوره الفعال في تثقيف الطفل وتعليمه ونقل كل ما يدور في العالم
فيأخذ من الطفل كل انتباه وتركيز وهو بالإضافة إلى ذلك يعتبر أكثر وسيلة إعلامية يتابعها الطفل منذ نعومة أظفاره ,تحرص الفضائيات العربية على تخصيص قنوات خاصة للأطفال كنوع من الاهتمام بالطفل ورغبة منها برعايته تلك القنوات معظمها يبث برامجه على مدى الأربع والعشرين ساعة يوميا وهذا يتطلب من القناة جهدا وتعبا إضافة إلى الكلفة المادية التي تحتاجها القناة لتغطية كل الفترة بشراء المسلسلات الكرتونية التي تحتاجها القناة لتغطية الوقت الذي تعرض به برامجها وجميعنا يعلم أن معظم تلك المسلسلات أجنبية مستوردة من دول مختلفة منها الأمريكي ومنها الصيني أو الفرنسي والى ماهنالك ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هل جميع البرامج المعروضة تتناسب وقدرات الطفل العقلية؟ وهل تتناسب مع معتقداتنا وأفكارنا العربيةاو على الأقل هل تلك المسلسلات والبرامج هادفة؟أم تسعى فقط لإضاعة الوقت وسلب أطفالنا أوقاتهم وفي نظرة سريعة لبعض البرامج نرى إن هنالك الكثير من المسلسلات والتي تعتمد على الخيال العلمي مستخدمة نماذج لحيوانات خرافية ضخمة ومراكب فضائية وأسلحة نووية إضافة إلى لغة الحوار التي تحتاج إلى أطباء وكيميائيين لشرح معانيها ففي احد المسلسلات الكرتونية التي تابعتها مع صغيرتي كانت الحلقة تتحدث عن ثلاث فتيات يذهبن إلى طبيب الأسنان وهنالك يتبين لهن أن الطبيب مزور وانه قاتل مأجور وتسير الحلقة كلها في هذا المنحى حيث تحاول الفتيات التخلص من ملاحقة طبيب الأسنان الذي يود قتل الفتيات وتستخدم تلك الفتيات تقنيات مختلفة ووسائل غريبة للدفاع عن أنفسهن وأخيرا وبعد التخلص من تلك المعضلة تقول إحداهن للأخرى الم اقل لك أني اكره الذهاب إلى طبيب الأسنان
خلال مدة العرض التي لم يتجاوز خمس عشرة دقيقة من الوقت لم اجد أي فائدة ترجى من مشاهدة ابنتي لذاك المسلسل ولكني اتهمت نفسي بعدم فهم خيال الأطفال فسالت الصغيرة عن مجريات المسلسل أجابت أنها لاتعرف كانت تتابع الحركة والألوان دون أن تفهم القصة الحقيقية
إضافة إلى طريقة الحياة والملابس والمفاهيم المغلوطة عن علاقة الفتيات بالشبان والطرق المناسبة لاستمالتهم من ناحية أخرى فقد عفا الزمان عن قصص الحطاب والساحرة والأمير الذي يتحول إلى ضفدع في زمن بات الطفل منفتحا على العالم ولم تعد تقنعه تلك الحكايات
إذا علينا البحث والدراسة لإيجاد طرق جديدة وكتابة أدب جديد يتناسب مع روح العصر والتطور مع الحفاظ على عاداتنا وتقاليدنا التي نحرص دوما على زرعها في نفوس أطفالنا
هذه مصافحة الاولى لكم مودتي
ماجدولين الرفاعي
يحيى الصوفي
دعوة
المشاركة
Saturday 04 February 2006
19:19:14
دعوة إلى جميع الكتاب والمهتمين في
دب
الطفل
في العالم العربي
بمناسبة تخصيص العدد القادم (شهر آذار- مارس) من مجلة القصة السورية
لأدب الطفل في العالم العربي
ندعو كافة الأدباء والكتاب والصحفيين والباحثين والمهتمين بأدب الطفل بالمساهمة
في هذا العدد من خلال تزويدنا بدراساتهم وأبحاثهم ومقالاتهم حول الموضوع
على أن تكون الأعمال المرسلة
من إبداع وتأليف الكاتب وليست مقتبسة
بالنسبة لكتاب القصة يستطيعون اختيار عملا واحدا من أعمالهم القصصية الخاصة
بالأطفال
وإرساله كنموذج عنها
أخر موعد لاستلام المساهمات هو 28/02/2006
للإطلاع على الصفحات المخصصة لأدب الطفل ومتابعة العمل عليها
http://www.syrianstory.com/comment29.htm
للمشاركة في الندوة والتعليق والملاحظات حول الموضوع
http://www.syrianstory.com/comment29-1.htm
متمنيا دوام السعادة والتوفيق والنجاح
تفضلوا أجمل تحياتي والى مزيد من العطاء والإبداع
يحيى الصوفي جنيف في 04/02/2006