في حوار مع القاصة بسمة النسور في برنامج ركن الكتاب
اعتبر نفسي شخص عنده مكر ودقة ملاحظة
جبرا يمثل لي شيء من ماركيز ونوال السعدواي طبيبة جيدة لكنها كأديبة ضعها جانبا
ونزار قباني أكثر شخص أساء للمرأة في الكون
أنا حرة في مسألة الكتابة، ولا أكتب لأجل الاستمرار، ويوجد كتاب لديهم هاجس
الاستمرار وهنا تظهر كتاباتهم أي كلام
ركن الكتاب...
"أنا لست مؤيدة كثيرا لمصطلح الأدب النسوي، ولا أحب التصنيفات القائمة على
الأسس البايولوجية، لكن
أيضا أعرف أهمية أدب المرأة وأدرك أن هناك ظلما واقعا على المرأة الأديبة،
فالنقاد إذا ما تناولوا أدب المرأة دائما ما يحيدون عن الموضوعية (...)"
تقول ضيفة ركن الكتاب القاصة بسمة نسور...
قرأت من الكتب الكثير، وكتبت متأخرة، لكن يحار المرء عند قرأته لقصصها بالشغف
والشاعرية وجرعة الأمل، التي تكلل كلماتها، تقول كان لي محاولات ساذجة في مرحلة
المراهقة تمثلت في كتابة الشعر والخواطر، لكنها كتبت وشجعها كتاب ومبدعين، لاقت
كتاباتها الاهتمام بل وُطلبت بالكتابة أكثر وأكثر...
لبسمة عدة إصدارات قصصية أذكر منها: (اعتياد الأشياء وقصص أخرى) 1994، ( أسياد
الأشياء) (قبل الأوان بكثير) 1999، (نحو الوراء) و( الوجوم)، و(النجوم لا تسرد
الحكايات) الصادرة عام 2002...
أهلا بك في ركن الكتاب...أهلا بك محمد والأخوة المستمعين
القارئ لمجموعتك الأخيرة "النجوم لا تسرد الحكايات" يجد بسمة، تتقلب في اختيار
شخصياتها بين الطفلة والجدة، هل هو البحث عن الذات في عدة شخوص تكتبها بسمة؟
هو لا بد من الإشارة، أنها المجموعة الأخيرة، لكنها ليست حديثة، فقد
صدرت منذ سنتين تقريبا، ربما البحث عن الذات، وأعتقد أنها محاولة الكتابة،
للتعرف على الذات، بغض النظر عن الجنس الأدبي الذي يقترفه الكاتب، وفي مجموعة
النجوم لا تسرد الحكايات، الكتابة تتم بغير قصد، وبعفوية تامة، ولا أقرر ماذا
سأكتب، وعندما كتبت هذه المجموعة، وفي فترة قريبة، بمعنى يوجد مزاج واحد،
اكتشفت أن هناك محاولة لاسترداد الطفولة، أو وداعها، لا أعرف، وسألت نفسي هل هي
محاولة لاسترداد أو التشبث ببعض هذه الملامح، أو هي محاولة الانفصال، وشخصي
طفلة تأبه أن تنمو، والحقيقة هذا محرج، لأننا يجب أن نتصرف بنضج، ولكن قد يكون
لدي ذلك باللاوعي،
تلامسين الأحلام، وتعيشين الأمنيات، لكن هذا خطأ الكاتب؟
الحلم، كان دائما الثيمة الأساسية في قصصي، منذ بدأت الكتابة، بمجموعة
نحو الوراء، دائما أعول جدا على الحلم، ولا أخفيك الكثير من قصصي تبدأ بمرحلة
الحلم، أصحو من النوم، عندي حلم، ساحر، وأترجمه على ورق.
القارئ لنتاجك ربما يتعرف على شخصك فتقولين مثلا في إحدى قصصك لا أحب أن أرى
نفسي كضحية إن في ذلك إهانة كبيرة، وتارة تقولين الحياة ليست أهم من الحرية..،
بدون حرية تصبح الحياة عبثاً ثقيلاً لا يستحق كل هذه المعاناة... ما تقولين؟
أنت جامع أكثر من شيء،
ما أريد قوله هل تكره بسمة أن ترى نفسها ضحية، ونحن في مجتمع شرقي، تنقاد
المرأة إلى الضعف ؟
حتى ولو، المجتمع الشرقي لا يفرض علي أن أكون ضحية، أنا شخصيا كبسمة،
لا أحب أبدا أن أكون ضحية ضعيفة، والتي ترى نفسها كذلك، فيكون لديها نفس
مازوجشي، وهناك كاتبات وكتاب أيضا يستمرؤوا دور الضحية، وهي متعة تحقق لهم، أنا
مع الروح المعتدة، التي تحب نفسها، وما أريد قوله أن شخصياتي تفوهت بحماقة
كبيرة، لكن بالتأكيد الكاتب يعبر عن ذاته أولا مهما كتب أو رسم، ويتاح لنا
كقصاصين وروائيين أن نختبئ وراء شخصياتنا، ولكن يبدو أن هناك انحياز دائما
للمرأة، لكنه انحياز غير واع.
هل هذا من أعباء المجتمع؟
طبعا، إذ سنتحدث عن واقع المرأة، سنحزن كثيرا، مع كل المحاولات
والتطوير الذي يحدث، يظل هناك مسألة أساسية، هي علاقة المرأة مع نفسها أولا،
وكيف الآخر الذي هو الرجل يراها، إذا هي طرحت نفسها كضلع قاصر، وبحاجة إلى
حماية ورعاية، والرجل يريد لعب الدور؛ الحارس، الحامي والمالك بالنتيجة، أنا
أرى المرأة في الأردن والعالم العربي، حققت درجة كبيرة من الاستقلال الاقتصادي،
والذي يرتب عليه الحرية.
وما تقوله أحد شخصياتك، حول أن الحرية تشكل للمرأة عبئا كبيرا؟
يعني أنا أتذكر هذه الجملة بالذات، وردت في قصة علي وأنا محامية، امرأة
تقتل زوجها، بالنسبة لي، شيء غريب، أنا أرى قاتلة، وقد اشتغلت كثيرا على هذه
الشخصية، حاولت أن أضع نفس مكانها، وأتخيل ماذا يمكن أن يؤدي بإنسان، عادي سوي،
قد يكون ذكيا، إلى مرحلة القتل، ووجدت أن الاعتداء على الحرية، مسألة أساسية،
والحياة بلا حرية، بالنسبة لي ليست عبئا، إنما ليست حياة. ومن هذا المنطلق صعب
أن نتحدث عن أن الحرية متحققة، سواء للرجل أو المرأة، لكن تظل المسألة نسبية،
عند الحديث عن حرية العمل والتعبير، واختيار، وهذه حريات حققناها والمفروض أن
نكون سعيدا بها، وبنفس الوقت صعب كل شيء نريده أن يتحقق.
يعتريك بعد كل إصدار فترة من القلق وعدم اللياقة الإبداعية كما تقولين لكن بعد
ذلك أصبحت تشعرين بالهدوء النسبي؟
أظن أني بشهادة قلت هذه الجملة، وهذه الحالة الآن أعيشها، كتبت قصتين
فقط، بينما مجموعة النجوم لا تسرد الحكايات كتبتها خلال شهر فقط، ومنذ سنتين
وأنا في حالة جفاف، ولا أحبها، رغم أني أحقق الكثير على مستوى عملي، لكني كتبت
نص مسرحي أحبه جدا، وهو لوثة تفاح، وأريد أن أقول شيئا، الكم ليس مهما، فلدي
الآن أربعة مجموعات قصصية ونص مسرحي، وأتخيل أنه يمكن أن يخرج معي أيضا مجموعة
قصصية، وأُعتبر مقلة، لكن التجربة لا تقيم بذلك.
أنا حرة في مسألة الكتابة، ولا أكتب لأجل الاستمرار، ويوجد كتاب لديهم
هاجس الاستمرار، والبقاء، وهنا تظهر كتاباتهم أي كلام، وهنا أيضا على المستوى
العالمي؛ تراجع القصة القصيرة في العالم، وهنا أقصد تراجع الاهتمام الإعلامي
بالقصة القصيرة، إلى درجة تصل إلى عدم الاعتراف بهذا الجنس، رغم عراقته، ولا
يقل عن الرواية، والقراء يميلون إلى الرواية، مع أن القصة تعبر عن المرحلة،
وعند ظهور أي رواية جديدة تلقى الصدى، وثمة كتاب القصة القصيرة اتجهوا لكتابة
الراوية كنوع من الاستدراك، وأعتقد أنها ظاهرة يجب أن تدُّرس.
من يثير الاهتمام إذن؟
هذا سؤال صعب، لكن قد تكون الرواية تعطي عوالم أكثر، والمفارقة أن
قراءاتي الأولى في الراوية.
تقولين "أنا لست مؤيدة كثيرا لمصطلح الأدب النسوي، ولا أحب التصنيفات القائمة
على الأسس البايولوجية" والكثير يرى أن ثمة اختلافات لا يمكن وضعها بقالب واحد؟
مصطلح الأدب النسوي، يثير نقاش على المستوى العالمي، وهناك نظريات بهذا
الشأن، ولا أريد أن أدخل بهذا المجال لأنه ليس مجالي، لكن، أريد أن أقول
إحساسي، أرفض فكرة تحت عنوان تاء التأنيث، أصنف كل الكاتبات في الأردن أو غيره،
لأنه يصبح تبرير للرداءة، وأنا كنت دائما ارفض هذا المصطلح، فإذا كاتبة تريد
توصيف حالة ولادة حالة مخاض إحساسه بالرجل، مهما كان الكاتب.
ولا حتى نزار قباني؟
لا، نزار قباني، قصة ثانية، نزار قباني أكثر شخص أساء للمرأة في الكون،
فالمرأة تعبر عن ذاتها كما الرجل ايضاً يعبر عن جسده و روحه و شهواته ورغباته،
فأنا مع المرأة التي تكتب العالم من وجهة نظرها و من إحساسها كأنثى، في بعض
الاحيان كتّاب يدخلون ضمن مصطلح الادب النسوي.
تفضلين استخدام إبداع المرأة وليس أدب المرأة؟
لهذا السبب انا اتحسس من هذا المصطلح لكن أحب المصطلح الادبي الذي
تكتبه المرأة و هو لا يختلف عن الادب الذي يكتبه الرجل ، فأنا أفضل استخدام
مصطلح إبداع المرأة و ليس أدب المرأة .
الرومانسية صفه أصبحت تلازم كل مبدع، هل هي تهمة لدى من يقتنع بضرورة واقعية
المبدع وانضواءه تحت واقع شعبه وهمه؟
انا سوف اختلف معك في الرأي لانني لست رومانسية على الاطلاق، بل هي
حساسية عالية لان الرومانسية تبعد الانسان عن الواقع ( فترسم صورة وردية لشيء
بائس أحياناً مثلاً و هذا نوع من الحماقة )، فأنا إنسانة واقعية و اتهمت بأني
تجريدية بسبب دخولي الى سوق العمل في مرحلة مبكرة من حياتي، فأنا واقعية ولكن
بحساسية عالية وكقاصة التقط التفاصيل الصغيرة، فإحساسي بالحياة في رهافة يعني
تفاعلي مع الشئ الجميل ( مع الموسيقى و المطر و الجمال و الاصدقاء و أولادي...)
يولد نوع من الحميمية، الرومانسية هي صفة غير ملازمة للإبداع، فالمبدع يجب ان
تكون مشاعره حادة و تلقيه للعالم فيه حساسية لكن كيف سيعبّر !!
يجب ان تكون لغته شاعرية و لكن ليس فيها شعر، فاعتقد أن الشاعرية تأتي
في مكانها فأحياناً الشعر و المشاعر هذه الفضفاضة وجحافل الغيوم...
هل هي تكنيك في النهاية ام تلقائية ؟
هي فائض و ليست تلقائية، فمثلاً استطيع ان اكتب التعبير في جملتين و
ممكن أن اكتبه في صفحة ( امطرت السماء... ممكن ان اوصفها في جملتين و ممكن في
صفحة كاملة ) لكن في النهاية تكون الفكرة واحدة، لكن أنا عندما أقول الدنيا
أمطرت ليس معناها انها لا تصلح ان تكون شعرا، فطريقة التوصيل يجب ان تكون
بإحساس.
من خلال الحديث لاحظت ان مجال عملك السابق في المحاماة أعطاك شيء، حملت الكثير
من الواقع وجعلك تتقربين أكثر و أكثر إلى الواقع و خباياه ومشاكل الناس؟
هذا الكلام سليم، لكن المهم انني لا اخذ الشخصية وأعطي من خلالها درس
أخلاقي، فأنا اعتبر نفسي شخص عنده مكر ودقة ملاحظة، و دائماً اتهم بالغرور
عندما اقول ان عندي دقة ملاحظة فهي توصيف للحالة، فأنا أرى شخصية معينة ودائما
تلفت نظري الشخصيات غير سوية فشخصية عادية متحققة لا تثير انتباهي و شخص حابب و
محقق نفسه لا يعنيني كقاصة، لان الأبطال عاشوا حياتهم فإذا اردت ان اكتبها فإني
سوف اسردها كدرس للاولاد ليفعلوا مثل هذه الشخصية، أحب الشخصيات الهامشية فمكن
عندما ارى رجل او امرأة في سوق الخضرة او في مصعد او بتكسي او بمحكمة... فهذه
الشخصيات بلاحظها و بلاحظ نقاط ضعفها و بشتغل عليها و هنا تدخل المخيلة .
أنت متأثرة بدوستويفسكي، تلستوي، وسارتر وألبير كامو ما مدى استفادك و تأثرك
منهم خصوصا وأن كل منهم يعتبر مدرسة مختلفة عن الآخر؟
أنا لا اعرف ان اتحدث بهذه الطريقة و ان اقول تأثرت بفلان وفلان، بل هي
خلاصة ما قرأت وحملت هذه الرواية و أيضاً أتأثر بالسينما ( فمثلاً الكافكا في
روايته العظيمة المسخ ) هذه الرواية عملت لي حالة نفسية فكيف استطاع ان يبتدع
هذا العالم الجميل، وحين أكتب أكون بلا وعي أكيد، ومن الصعب الحديث عن التأثر.
الروائي الراحل مؤنس الرزاز أول من نبهك بضرورة الكتابة، فكتبتي أول قصة في
الثمانينات ونالت القصة الاستحسان لدى النقاد ما هي القصة التي دفعت بسمة إلى
احتراف الكتابة القصصية؟
كنت أحس، أن لدي فائض وشحنة للكتابة، ويجب أن أعبر عن حالي، ومنذ أن
كنت في المدرسة وأن لدي موهبة كتابة الإنشاء، والقراءة موجودة، وكان لدي كتابات
في جريدة الدستور، في زاوية أسبوعية لي، وكانت مقالاتي مفاجئة للكثيرين، وكان
يأتي دائما ردود فعل للجريدة، فمؤنس الله يرجمه، صديقي قال لي يوما يا بسمة
لماذا تضيعين وقتك بكتبة المقالات، أكتب القصص، وأنا كنت حينها معتزة بحالي،
ويقول إن لدي نفس قصصي، وعندما حاولت الكتاب، ظهرت أول تسعة عشرة قصة معي، وكان
يدفعني بطريقة قوية، حيث تعرض للانتقاد، وحين أصدرت مجموعتي نحو الوراء، كان
لديه اعتزاز الأستاذ، وهذا يسجل له بمعنى الاعتراف بالآخر.
وفيما يخص جبرا إبراهيم جبرا؟
جبرا إبراهيم جبرا، يمثل لي البحث عن وليد مسعود، وشيء كمركيز، وصعب أن
نتحدث عنه كإنسان من لحم ودم، وأنا كنت قد قرأت البحث عن وليد مسعود، وهذا
العمل ساحر آنذاك، فتعرفت عليه حين آتى إلى عمان، وكان متميزا على مستوى
الرواية والترجمة، سواء لشكسبير ووليم فكونر، وعمله كفنان تشغيلي.
رغم الكثير كان يقول أنها قاصة جديدة طفرة وتذهب، وأنها تسرق من
الأفلام، وكان متحمسا لصدوري مجموعتي الأولى، وكتب مقدمة هائلة، عندها أصبت
بالغرور لأكون صادقة، وهذا شيء مشروع.
تتحاشين الخوض في المحظور الجنس الدين لا أريد أن أثير حفيظة البعض وليس لي
القدرة على المواجهة، فأنا سريعة اليأس أحاول أن أكون صادقة قدر الإمكان في
تناول الأمور الحساسة كما أني غير مباشرة؟
صحيح، أنا أعلم أن هناك ثوابت، وهذا الكلام يحصل مع أقرب الناس لي، من
إخوتي، أو من قريب من لتطرف، صعب أن تقنع أحدا معتنق مبدأ معين، أنا غير معنية
بأن أغير رأي حدا، وأنا لست صدامية بطبيعتي، ومن باب احترام آراء الآخرين، وأنا
بالناهية لست مصلحة اجتماعية أو مفكرة.
هل تخافين المجتمع؟
ليست قضية الخوف من المجتمع، فالمجتمع له سطوة، ولا أستطيع أن أكون
خارج السرب، لأن مجتمعنا عشائري بالنهاية.
وفي نفس الإطار كيف تجدين نوال السعداوي؟
نوال السعداوي، طبيبة جيدة، ويمكن أن تكتب في قضايا المرأة، لكن
كأديبة، ضعها جانبا، فهي فنيا ضعيفة جدا جدا، ومباشرة أيضا، وروايتها ضعيفة،
ذلك لأن هاجسها قضايا المرأة فقط، فتفتعل عالم الراوية، واللغة ضعيفة، وهذه
وجهة نظري بالنهاية، وقد قرأت جميع رواياتها ولم أعجب بها أبدا، أما على مستوى
طروحاتها، فأنا لا أعرف كيف تناقش شخص مسلم، بثوابته كالحج مثلا، أنت تجرحه،
يوجد غزل للغرب، وثمة مبالغات لدى كاتبات، لأجل انتباه الغرب لهم.
يتجه البعض من الكتاب الأردنيين إلى كتابة الرواية الأردنية التي توثق المكان،
وتعتمد على الوثائق، كنوع من التوثيق التاريخي لهذا البلد؟
المكان، عنصر أساسي في الرواية، وعمان كمكان، ليس له حضور في الأدب،
باستثناءات قليلة؛ مثل زياد القاسم وهو الرائد من خلال سلسلة روايته الزوبعة
والقلعة...، ومؤنس الرزاز كتب عمان، تماما كما كتب بيروت ودمشق، وهناك محاولات
لسميحة خريس وهاشم الغرايبة، وكان يمكن أن مشروعهما أهم بكثير ، لأنهما مشروع
واحد، تماما كمشروع جبرا إبراهيم جبرا وعبد الرحمن منيف المرحومين، لأن
روايتهما كررا بعضهما البعض، فالقصدية تفسد أي فكرة، لنعترف عمان بنت صغيرة
مقارنة بالقاهرة ودمشق، كتراكم حضاري.
قد نجد بسمة تكتب عن مدينتها السلط؟
لا، ببساطة شديدة، فكل مجموعاتي القصصية لم أذكر أي مكان سوا مرة
واحدة، وهو العقبة، فالقصة لا يهمها المكان، علاقتي بالمكان صعب الحديث عنها،
وأنا لم أعش بالسلط، وأعيشها بنفس سياحي.
كيف تجدين واقع المجلات الثقافية في الأردن وانطلاقا من كونك رئيسة لتحرير مجلة
تايكي الثقافية التي تعنى بالأدب النسوي-وهي فلسفة المجلة؟
هناك مجلة عمان، وتايكي المعنية بإبداع المرأة، وأفكار من وزارة
الثقافة، وهناك تراجع في المجلة نظرا لموازنتها، وعلى مستوى تايكي فأنها تحقق
شيء من الحضور، وتستوعب الكتاب والكاتبات، وصحيح أنها معنية بإبداع المرأة
لكنها تفتح المجال أمام الرجل، فهو شريكها بالإبداع ايضا، وطالما تحدثنا عن
المجلات الثقافية فالملاحق الثقافية، الرأي الدستور الغد، وبهذه الفترة أنا جدا
سعيدة بمحلق الدستور، فهو أقوى الموجود حاليا،
كيف تجدين المسرح في الأردن، وكتبتين في افتتاحية تايكي في آخر عدد عن مسرحية
أردنية أسمها مصابة بالوضوح؟
لنعترف أن هناك محاولات، وفي أسماء مهمة، سواء شبابا أم بنات، والخلل
هو أننا طوال لسنة نكون نائمين، وفجأة نركض لإقامة مهرجان المسرح واستضافة
مسرحيات، وبالخلاصة 15 يوما من الجرعات المكثفة، وأنا اقترحت على وزارة الثقافة
أن نقيم مسرحيات على مدار العام، كل مسرحية تعرض أسبوعا، وتعرض على الشباب
وطلاب المدارس، هنا أنت تحدث التأثير والتواصل والتأسيس، والفعاليات التي تقام
هي موسمية، وهناك مشكلة النصوص، وأنا جربت الكتابة من خلال نص لوثة تفاح، وفي
مقولات أن يتحول إلى مسرحية، لكن بالنهاية قلة النصوص المحلية يدفع الكثيرين
إلى الاتكال على النصوص العالمية، والتي أصبحت الأخيرة بدورها مستهلكة "يعني
شكسبير رائع لكن نريد نصوص مختلفة".
والمشهد لثقافي، ما يحويه من فعاليات ونشاطات ثقافية؟
لنعترف هناك تراجعا، وإنشاء الله أسمى خضر وزيرة الثقافة تنتبه لهذه
القضايا، ووزارة الثقافة وأمانة تلعبان دورا مهما، لكن دعنا نتفائل.
كيف تجدين تجارب المبدعات الأردنيات من سميحة خريس جميلة العمايرة سامية
العطعوط..وغيرهن الكثير؟
جميلة العمايرة، كاتبة مقلة في كتاباتها، صدر لها ثلاث مجموعات فقط،
تتعب على حالها، سامية العطعوط لم أحبك كل شيء كتبته، جواهر الرفايعة أظن أنها
قامت بمجموعتين وأن الأولى أفضل، سميحة خريس صديقتي، أحب روايتها الأولى شجرة
الفهود بدعت فيها، دفاتر الطوفان أحببتها، لكن لم رأيت تجربة هاشم وجدتها
مستعجلة لكن روايتها أهم من هاشم الغرايبة.
وغسان كنفاني؟
آه، غسان، أن حزينة لأنه خطف ولم أتعرف عليه، وأيضا تيسير السبول،
وغسان أعود أليه أحبه وأحب عوالمه، موته فجيعة، وكتابته شاغلة الكثيرين، حتى
رسائله لغادة السمان الذين اعتبروها الناس فضيحة بحقه أنا أعتبرها إضاءة لهذا
لجانب الإنساني لشخصيته.
بماذا تشعرين في نهاية اللقاء؟
أشعر بالذنب، أريد أن أكتب قصة، وأنا أكتب الآن نصا مسرحيا عنوانه
"مزيدا من الفرح"، وبالنهاية أتمنى الفرح للجميع.
أضيفت في
24/05/2005/خاص القصة السورية/ عن ركن الكتاب
(
للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول
أدب المرأة )
|