أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 15/08/2024

لقاءات وحوارات أدبية

حوار مع الكاتب: نزار ب. الزين

إلى صفحة الكاتب

 

لقراءة الحوارات

 

 

الحوارات

حلمي الرئيسي أن أرى أعمالي معروفة عالميا

 

حلمي الرئيسي، أن أرى أعمالي الروائية والقصصية معروفة عالميا.

 

أجرى الحوار: راوية سامي

 

س – الأستاذ هل من نبذة سريعة عنك، ضيفنا الكبير؟

 

ج - نزار بن بهاء الدين الزين من مواليد مدينة دمشق في الخامس من تشرين أول (أكتوبر) سنة 1931، متزوج منذ عام 1956 ولي ثلاثة أبناء وبنات وسبعة أحفاد.

س - هل لك أن تحدثنا عن حياتك ودراستك؟

 

ج - تلقيت علومي في مدارس دمشق حتى الثانوية العامة ، ثم التحقت بوزارة التربية كمعلم لمدة خمس سنوات، وأثناء ذلك التحقت كمنتسب بجامعة بيروت العربية - كلية الآداب وحصلت على ليسانس علم نفس وعلم اجتماع وفلسفة عام 1972، وأثناء ذلك تعاقدت مع وزارة التربية الكويتية كمدرس أولا ثم كأخصائي إجتماعي حتى عام 1990.

 

و في تلك السنة تم إنهاء تعاقدي في الكويت، ثم غادرت إلى الولايات المتحدة ملتحقا مع زوجتي بابننا وسيم عام 1992.

 

س - ما هي مواهبك وهل من هوايات لا زلت تمارسها حتى الآن بعد هذا العمر المديد، أمد الله في عمرك؟

 

ج - مارست كتابة القصة منذ عام 1949- 1950 ؛ وبتشجيع من أستاذي سامي الجبان – رحمه الله – أصدرت أول مجموعة قصصية تحت عنوان (ضحية المجتمع) ، و كما قمت بالنشر في الصحف السورية كالأيام والقبس منذ ذلك التاريخ . وأثناء قيامي بوظيفتي في الكويت ، كنت أكتب القصص والمقالات لصحيفتي الرأي العام والقبس، هذا وقد جمعت قصصي في مطبوعتي الثانية تحت عنوان (ساره روزنسكي)عام 1979.

 

أما هوايتي الثانية فهي الفنون التشكيلية ، وقد أقمت معرضا لإنتاجي الفني بمركز المزة الثقافي في مدينة دمشق ، خلال شهر تشرين أول (أكتوبر) عام 1999 خلال إحدى زياراتي للوطن ، ولكن طبيبي منعني من الاستمرار في ممارسة هذه الهواية بعد استفحال إصابتي بمرض الربو التحسسي .

 

س - ما هي أنواع الكتب التي تجذبك وتجد متعة في قراءتها ؟

 

ج - كتب الرواية والقصة وكتب علم النفس والفلك والفنون والخيال العلمي .

 

س - ما هي أهم الدوريات التي نشرت فيها ؟

 

ج - في دمشق نشرت في الأربعينيات وأول الخمسينيات في جريدتي الأيام والقبس .

و في الكويت ، نشرت في السبعينيات والثمانينيات في صحف كل من الرأي العام والقبس وأحيانا في الأنباء.

 

أما في الولايات المتحدة ، فقد نشرت منذ قدومي إليها في جريدة (أنباء العرب) الصادرة في لوس أنجلس في صفحتي الخاصة بعنوان (مشاكل وحلول) في محاولة لعلاج مشاكل العرب في المهجر .

 

س - يلاحظ في مسارك التعليمي كما في إنتاجاتك تنوعا كبيرا ومرورا من حقل معرفي لآخر، ما السبب في ذلك؟ هل يعود ذلك إلى رغبة مقصودة في تعديد خلفيات تكوينك وتنويعها أم أنه محاولة دائمة للبحث عن ذات لا تجد نفسها أبدا ؟

 

ج - إنني من عشاق المطالعة وقد قرأت خلال حياتي المدرسية والعملية مئات الكتب ، وحين كنت طالبا كنت أقضي إجازاتي الصيفية في المكتبة الظاهرية وهي المكتبة العامة الوحيدة في مدينة دمشق في ذلك الحين، وهذا ما كوّن خلفيتي الثقافية التعددية .

 

س - ما محل الترجمة من الإعراب داخل كل هذا ؟

 

ج - درست اللغة الفرنسية خلال المرحلة الثانوية والجامعة ، ثم درست اللغة الإنكليزية حين قدمت إلى الولايات المتحدة ، إلا أنني لم أبلغ في كليهما ما يؤهلني لأن أكون مترجما.

 

س - لكل عالمٍ ومفكر وأديب مصادر أسهمت في تكوين خلفيته الثقافية العامة من جهة، وتنمية وتطور ملكاته في مجال تخصصه. فما هي مصادر ومناهل المعرفة التي كان لها أكبر الأثر في تكوين خلفيتك الثقافية العامة وأيضاً خلفيتك العلمية في مجال تخصصك الأكاديمي ؟!

 

ج - كما نوهتُ سابقا ، المناهج الأكاديمية كان لها أثرها ، و لكن المطالعة و الاعتماد على التثقيف الذاتي كان لهما أكبر الأثر في تكوني الثقافي .

 

س - من هم أبرز الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم وتفتخر بهم ولماذا ؟

 

ج - كما أسلفت سابق ا، فإن الأستاذ سامي الجبّان ، كان أول من لاحظ تفوقي في الإنشاء العربي فشجعني ودفعني لأن أقدم أول مطبوعة ، و لا أنسى أيضا فضل الأستاذ الدكتور محمد سلطان الذي كان يطلع على ما أكتبه في الصحف ويشهره بين زملائي الطلاب متفاخرا ومشجعا ، ولا أنسى أيضا الأستاذ بشير كعدان والأستاذ نصوح بابيل في المجال الصحافي ، أما أكثر المشجعين فكان والدي المحامي الأستاذ بهاء الدين الزين – رحمه الله - الذي لفرط إعجابه بقلمي كان يطلب مني كتابة مرافعاته ، يقدم لي النقاط الرئيسية في المرافعة ثم أقوم بصياغتها له ، كنت أستمتع جدا بالقيام بذلك رغم عدم انجذابي لمهنة المحاماة .

 

س - ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها ؟

 

ج - أبرز وأهم إنجازاتي إنشاء مجلتي الخاصة وهي (مجلة العربي الحر) على الإنترانيت بمساعدة ابني وسيم وهو تقني في مجال الحاسوب (الكمبيوتر) ، وهي مجلة ثقافية تعنى بالأدب والعلوم والتكنولوجيا والدراسات النفسية والاجتماعية ؛ كان حلمي الدائم أن تكون لي صحيفتي الشخصية، وقد أتاح لي اختراع (الإنترانيت) تنفيذ هذا الحلم .

 

س - ما هي المشاريع التي تحلم بإنجازها ؟

 

ج - حلمي الرئيسي، أن أرى أعمالي الروائية والقصصية معروفة عالميا.

 

س - ما هي الطموحات التي تسعى إلى تحقيقها في مجال الترجمة ؟

 

ج - أن تترجم أعمالي الأدبية إلى اللغة الإنكليزية وغيرها .

 

س - يلاحظ المرء أنك رجل تتمتع بطاقة ذهنية هائلة -ما شاء الله- فما سر ذلك ؟

 

ج - لدي - و الحمد لله - ذاكرة قوية وشراهة لا حد لها في التهام ما يقع تحت يدي من كتب وأعمال فكرية.

 

س - هل لديكم مشاريع مستقبلية ، و في هذا الباب أطرح السؤال التالي : هل يمكن للمترجم أن يتقاعد ؟

 

 

ج - كما أخبرتك سابقا فأنا لم أدّعِ قط أنني مترجم ، وإن كنت قد حاولت أن أدرس ذلك في كلية (فوللرتن / أرنج كاونتي) لمدة سنتين ، إلا أن ظروف مرضي ، أوقفتني عن الاستمرار ، ثم لا تنسي أن عمري الآن قد تجاوز الرابعة والسبعين .

 

- وماذا عن ترجمة النصوص الإبداعية ؟

 

- كما أسلفت فإن أمنيتي أن تترجم أعمالي الروائية والقصصية ، و آمل أن أجد من يترجمها لي ، على أساس المشاركة بالأرباح المأمولة...

 

س - نعود إلى الثورة الرقمية ، كيف تقيم المشهد الثقافي العربي في الأنترنت ؟

 

ج - الثورة الرقمية هي معجزة القرن ، وأعتقد أنها تفوقت على معجزة الثورة الصناعية والثورة الكهربائية و هي التي سوف ترفع مستوى الأمة العربية ثقافيا وهي التي سيكون لها وزنها الكبير في تفاعل الثقافات العالمية ، فعلى سبيل المثال، يردني إلى موقعي (العربي الحر) مواضيع من مصر وتونس وليبيا والمغرب العربي ومن دول الخليج العربي والمشرق العربي عموما إضافة إلى عرب المهجر، و من خلال مطالعتي للمواقع الثقافية الأخرى فإنني ألاحظ هذا التفاعل المدهش الذي لم تحققه من قبل المطبوعات الورقية .

 

س - ما هي الصعوبات التي تواجهها في عملك اليومي ؟

 

ج - كما أسلفت لك سابقا ، فإنني متقاعد ، و عملي الرئيسي هو إدارة مجلتي الإلكترونية و هو عمل حر أجد فيه المتعة و لا أعاني فيه من أية صعوبات.

س - هل تعتقد أن المبدعين العرب من أمثالك قد نالوا حقهم من الأضواء أو الانتشار؟ ولماذا ؟

 

ج - عدد قليل جدا من المبدعين - بالنسبة إلى عدد سكان البلاد العربية – نالوا حقهم من الانتشار والشهرة وعدد أقل بكثير ممن نالوها على المستوى العالمي ، ويعود ذلك إلى قلة وقصور مؤسسات النشر، أما اتحادات الكتاب العرب فقد قتلتها التشرذمات والأسلوب الروتيني في تعاملها مع المبدعين ؛ إضافة إلى رقابة وزارات الإعلام والأجهزة الأمنية.

 

س - ما هي أهم النقائص والسلبيات التي يعاني منها النظام التعليمي في الوطن العربي ـ آخذين بعين الاعتبار التفاوت في مستوى الجودة بين النظم التعليمية من قطر عربي إلى قطرٍ آخر ـ وما هي آفاق التطوير المنشودة للارتقاء بنظمنا التعليمية لتصبح أكثر مواكبة لروح العصر؟

 

ج - لا زالت مناهجنا التعليمية أسيرة للأساليب التقليدية الموروثة منذ أيام العثمانيين والانتداب الفرنسي، هناك بعض الدول العربية كالكويت (التي كنت أعمل فيها) ، تحاول باستمرار التجديد واللحاق بركب التربية الحديثة ، إلا أن بعض المدرسين القائمين على تنفيذ ذلك ، كانوا غير مؤهلين التأهيل التربوي الكافي لمسايرة هذا النهج ، و لكن البلدان العربية الأخرى ، لا زالت تعتمد أساليب الحشو والتلقين ، و لا زالت الامتحانات تشكل اكبر أزمة للطلاب في مسيرتهم التعليمية و خاصة امتحانات الشهادتين المتوسطة والثانوية ، وأضرب مثلا بشهادة الثانوية العامة التي لا تتجاوز نسبة النجاح فيها 40% في أعلى تقدير في كثير من البلاد العربية ، ولا زال التنسيق لدخول الجامعة يعترضه حاجز المجموع العام مقرونا بإمكانيات الجامعات الإستعابية المحدودة .

 

س - ما هي الشروط المصاحبة لدراسة لغة غير اللغة الأم بحيث لا تلقى أهميتها عند المتعلم ؟

 

ج - في اعتقادي أن تعليم لغة أخرى ، يحتاج إلى المعلم المتمكن المستخدم للوسائل التعليمية المتنوعة المرئية والصوتية والرقمية وحلقات المحادثة ؛ إضافة إلى إجراء التقويم المستمر لمنجزات طلابه ، كما يحتاج إلى طالب جاد متفاعل مع الدرس منفذ للواجبات المنزلية ومستعد باستمرار للاختبارات الشفوية والتحريرية . فإهمال الدارس لمتابعته الجادة والمتواصلة أو تفاعله مع مدرسه وزملائه ، سوف ينعكس سلبا على تقدمه اللغوي .

 

س - لوحظ في السنوات الأخيرة إقبال العرب على تعليم أولادهم في مدارس أجنبية ، فهل في اعتقادك بأن هذا سيساعد في ازدهار حركة الترجمة بشكل يساعد في تغيير نظرة الغرب لثقافتنا ؟

 

ج – بالتأكيد ، لانفتاح المدارس الأجنبية على أساليب التربية الحديثة وأساليب التقويم المتطورة والاهتمام الرئيسي باللغة التي تنتمي إليها المدرسة الأجنبية ؛ فالطالب المتخرج من هذه المدارس يمكنه عندئذ – إذا شاء – أن يتجه بكل ثقة نحو التخصص في مجال الترجمة.

 

س - ما تفسيرك لكثرة عدد الإناث اللواتي يدرسن الترجمة في الجامعات والمعاهد ؟

 

ج - الأنثى بطبيعتها، لديها قدرة – أكثر من الذكر - على الصبر و الجلد و المثابرة التي تحتاجها دراسة ومزاولة مهنة الترجمة !

 

س - هل من الضروري تعليم المترجم وتدريبه على أن يكون حيادياً دائماً عند الترجمة ؟

 

ج – بالتأكيد ، و لهذا سمي الممتهن لهذه المهنة بالترجمان المحلف .

 

س - هل ترى أن النظرية القائلة بأن الترجمة وظائفية في محلها، بمعنى أن المقصود هو أن يؤدي النص المترجم نفس وظيفة النص الأصلي بغض النظر عن التقيد بالنص الأصلي؟

 

ج - باعتقادي أنه لا بد من التصرف ، بشكل لا يخرج عن المعنى العام .

 

س - كيف نتقي التحريف في الترجمة ؟

 

ج - بالحصيلة العلمية الوافية والتدريب المكثف .

 

س - كما نعرف لا توجد في أوروبا والغرب مؤسسات أو مدارس كافية لتعليم أسس وفن الترجمة الأدبية، ويقول المتخصصون إنه لا توجد سوق كافية للترجمات الأدبية لذلك يميل أغلب المترجمين للترجمات التقنية والفنية ، ما قولك في ذلك وهل تحتاج الترجمة الأدبية إلى تدريب مستمر ومنهج تدريسى واسع ؟

 

ج - المترجم الأدبي بنظري يجب أن يكون أديبا إضافة لتمكنه من فن الترجمة.

 

س - ما رأيكم بخصوص إنشاء جمعيات مهنية تختص بميدان الترجمة واللغات في سوريا والسعودية وليبيا ومصر وغيرها من البلدان العربية الأخرى ؟ وما هو الدور الذي يجب أن تقوم به ؟

 

ج - الجمعيات المهنية لها دور إيجابي في تطوير المهنة ، و تبادل الآراء ، و المعلومات حول المشكلات المهنية و أعتبر جمعيتكم (جمعية المترجمين العرب) مُبادِرَة في هذا المجال .

 

س - هل تعتقد بأن عقد المؤتمرات يكفي لخلق حراك في حركة الترجمة ؟

 

ج - المؤتمرات في أي مجال ، مفيدة في تبادل الخبرات و المعلومات و المستحدثات بما يفيد التطوير المهني .

 

س - لماذا تعتمد حركة الترجمة والتأليف في عالمنا العربي على الوزارات و المؤسسات الحكومية و ليس الأهلية ، أو إسهامات القطاع الخاص المدعومة من قبل الأثرياء والشركات الكبرى ؟

 

ج - قلة عدد القراء في العالم العربي لا تشجع على قيام مؤسسات نشر كبرى من القطاع الخاص

 

س - ما هي أهم المخاطر التي تحدق باللغة العربية ؟

 

ج – 1 - اللهجات العامية التي تحاول أن تفرض نفسها في بعض النصوص .

2 - و بعض مقتني الحواسيب لم يدخلوا النوافذ العربي فيها ، مما يضطرهم إلى كتابة العربية بالحروف اللاتينية ، أما الحروف التي لا يقابلها مثيلا لها بتلك اللغة فيضعون رقم الحرف من الألفبائية العربية بدلا من الحرف نفسه ، مثل رقم6 بدلا من حرف الحاء و7 بدلا من الخاء وهكذا ؛ و هذا ، ربما يدفع البعض للمطالبة بكتابة العربية بالحروف اللاتينية .

 

3 - ضعف مستوى تعليم اللغة العربية في المدارس الأجنبية.

 

س - لماذا لا يتم إحياء مشروعات الترجمة الكبرى التي كان لها الفضل في ازدهار حضارتنا مثل "مدرسة طليطلة" في أسبانيا و"دار الحكمة" في بغداد ؟

 

ج - مشروعات كهذه تحتاج إمكانيات مادية كبيرة لا تقوى عليها المؤسسات الخاصة. واقع الترجمة والمترجمين

 

س - من مهمته أصعب في رأيك: المترجم الفوري أم المترجم التحريري ؟

 

ج - المترجم الفوري بالطبع ، فلن يتمكن من العمل في هذا إلا من يتحلى بنسبة عالية جدا من الذكاء والحاصل على مستوى عالٍ جدا من التعليم والتدريب اللغوي ، إضافة إلى الثقة العالية بالنفس ، أما المترجم التحريري فلديه الوقت الكافي لإنجاز عمله و توفر إمكانية مراجعته للقواميس و المراجع أنى شاء .

 

س - تذكر المصادر التاريخية أن حركة الترجمة عايشت فترة ازدهار كبيرة في بغداد ، عاصمة الخلافة العباسية ، ما هي الأسباب الكامنة وراء هذا الازدهار ولماذا لا تعاود الازدهار مرة أخرى الآن ؟

 

ج - كان الخلفاء يشجعون حركة الترجمة والتعريب و ينفقون عليها من أموال الدولة الإسلامية والتي لهم مطلق الحرية في إنفاقها ، و مع اتساع رقعة الأرض العربية الإسلامية و استقرارها السياسي ، و الإطلال – من ثم - على علوم و آداب الشعوب الأخرى ، ظهر تعطش كبير للحصول على معارف تلك الشعوب ؛ فاجتمعت بذلك الرغبة الجامحة مع الإمكانيات المادية الهائلة ، وهو الأمر الذي ساهم في تلك الطفرة الثقافية .

 

س - ما هو تقويمك لواقع الترجمة في الوطن العربي في الوقت الراهن ؟ و ما هي رؤيتك للكيفية التي يمكن بها تجاوز السلبيات و المعوقات التي تحول دون الانفتاح على العالم المعاصر ـ عبر نافذة الترجمة ـ و التواصل مع تياراته المختلفة أخْذاً وعطاءً بحيث تصبح الثقافة العربية جزءاً مؤثراً وفعالاً في الثقافة العالمية ؟!

 

ج - لا زالت حركة الترجمة ضعيفة ، و لذلك عدة أسباب منها ضعف رواتب الأساتذة الجامعيين الذين يمكن أن نعول على مجهوداتهم في هذا المجال ، و الاضطراب السياسي الذي يشمل معظم العالم العربي ، إضافة إلى سلبيات المناهج التعليمية المتحجرة ، و عندما تتمكن الجهات المعنية من تجاوز مثل هذه السلبيات، يمكن أن نأمل بحركة ترجمة فاعلة متفاعلة محليا وعالميا.

 

س - لماذا هذا التباكي دائماً على الماضي بدلاً من المساهمة في بناء المستقبل في ظل توافر عدد كبير جداً من علماء اللغة والترجمة العرب المعاصرين ونظل نحن واقفين عند اسحاق بن حنين ؟! ألا يوجد مئات إسحاق بن حنين في هذا العصر ؟!

 

ج - أي مجهود لإنشاء حركة للترجمة و التعريب بحاجة إلى إمكانيات مادية ، و معظم الإمكانيات العربية الرئيسية في العالم العربي ، متجهة – للأسف - إلى الاستثمار في الغرب .

 

س - ما رأيكم في إشكالية المصطلح في العالم العربي ؟ و كيف السبيل إلى حلها ؟

 

ج - لا بد من تحريك و تحديث المجمعات اللغوية ، و لا بد من الاعتراف بما يبتكره بعض الكتاب و المفكرين من مصطلحات ، كما اعترفنا بالتلفزة التي ابتكرها الدكتور (أحمد زكي) والمغازة ( الذي يستخدم في تونس بمعنى المخزن التجاري ) و المذياع (بمعنى الراديو) و البنطال والحافلة ؛ فالعلم يتقدم بشكل مذهل وتتقدم معه في كل لحظة مصطلحات تواكبه ، فأين نحن من كل هذا ؟

 

س - إن المترجم من لغة إلى أخرى يضيف -بقصد أو بدون قصد- إلى المادة التي يترجمها مستمداً إضافته من ثقافته أو فكره أو حتى بيئته ، ما قولك في ذلك ؟

 

ج - المترجم النزيه يجب ألا يتأثر بثقافته الخاصة ، و لكي يصل إلى هذه المرحلة من النزاهة عليه أن يتمكن علميا و تدريبيا .

 

س - ما هي مواصفات المترجم الناجح في نظرك ؟

 

ج - الدراسة الوافية ، التحصيل العلمي المتواصل ، التدريب الكافي ، الصبر والمثابرة، و الكياسة واللطف.

 

س - لماذا نجد إقبالا على الكتب الأجنبية غير المترجمة إلى العربية في البلدان العربية وخاصة في معارض الكتب وهل تعبر هذه الظاهرة عن عدم مواكبة للمؤلفات الأجنبية أو ضعف الثقة في النتاج الفكري العربي ؟

 

 

ج - هناك اتجاه في التفكير العربي عموما هو الإيمان بجودة كل ما هو أجنبي بدءا بالملابس والأفلام و انتهاء إلى الكتب .

 

س - ما تعليقك على قيام دولة صغيرة مثل أيسلاندا التي يصل تعداد سكانها إلى ربع مليون نسمة بترجمة كل ما ينشر داخل حدودها إلى اللغة الأيسلندية ؟

 

ج -إنها دولة تسعى لخدمة شعبها ورفع مستواه الثقافي .

 

س - كيف ترى واقع القواميس والمعاجم العربية وهل ترى أنها تفي بحاجات المترجمين وتواكب التطورات المستمرة في مختلف المضامير ؟

 

ج - معظم القواميس والمعاجم العربية تخرج إلينا بجهود فردية ، و بوضعها الحالي من الصعب مواكبة التقدم العلمي الهائل في كل مجال .

 

س - هل ترى تقصيراً من أهل الحل والعقد تجاه المؤسسات الثقافية والفكرية العربية من أمثال الجمعية الدولية للمترجمين العرب ؟

 

ج - لا أشك من وجود مثل هذا التقصير، وإلا لازدهرت حركة الترجمة و التعريب .

 

س - ما رأيك في قيام الجمعية بإنشاء دار جمع للنشر والتوزيع ؟

 

ج - فكرة رائعة يتمناها كل كاتب ومفكر.

 

س - ما رأيك في شروع الجمعية في الإعداد لكتابين مرجعيين في الترجمة ؟

 

ج – و هذه أيضا فكرة ممتازة و جهد مشكور سوف ينمي حركة الترجمة والتعريب .

 

س - كيف ترى مستقبل الجمعية الدولية للمترجمين العرب ؟

 

ج - مستقبل زاهر، ونظرا للحرية المتاحة من خلال الشبكة ، فمن المنتظر أن تنمو بسرعة .

 

س - ما رأيك في التقليد السنوي الذي اتبعته الجمعية وهو تكريم للعلماء والمبدعين والمفكرين في الأول من يناير من كل عام في ذكرى انطلاقتها ؟

 

ج – و هذا أيضا عمل آخر مشرف تقوم به الجمعية و له تأثيره الحافز لدى المثقفين العرب .

 

س - كيف يمكن للجمعية الدولية للمترجمين العرب أن تساهم في حركة الترجمة التي يشهدها العالم عموماً والوطن العربي خصوصا ً؟

 

ج -من خلال منتسبيها من المترجمين العرب ، على أن يبادروا – بدايةً – بالعمل تطوعا.

 

س - كيف تنظر للجمعية ؟

 

ج - بكل إكبار واعتزاز، فهي من الحركات الثقافية القليلة التي سوف تحقق النجاح .

 

س - ما هو الدور المتوقع من الجمعية الدولية عربياً وعالمياً ؟

 

ج - دور رائد – بلا أدنى شك - في تعزيز الثقافة العربية ونقل الثقافة العربية إلى العالم .

 

س - ما رأيك في إصدار مجلة واتــا للترجمة واللغات ؟

 

ج - فكرة رائعة كبقية أفكار الجمعية .

 

س - الترجمة هي نشاط ثقافي إبداعي يتساوى مع وضع كتب "أصيلة"، ما تعليقك؟

 

ج - الترجمة جهد ناقل ، ولكن هذا لا ينقص من قيمتها كجهد يقرب بين الثقافات العالمية .

 

س - لماذا يقال إن في الترجمة الأدبية إعادة كتابة أو إعادة خلق أكثر من كونها ترجمة و ذلك لأن المترجم يعيد كتابة النص الأدبي كل بطريقته أو أسلوبه الخاص ؟

 

ج - بالطبع لأن الترجمة الحرفية تشوه النص ، لذا قلت في السابق أنه على المترجم الأدبي أن يكون أديبا، فعليه أن يفهم روح النص قبل أن ينقله إلى اللغة الأخرى .

 

س - ما السبب وراء محدودية فرص نشر المواد الأدبية التي تتم ترجمتها ؟

 

ج - في الأربعينيات والخمسينيات ظهرت حركة ترجمة جيدة في مجال الأدب وخاصة من الأدب الروسي إلى العربي ، و أنا من ضمن الكثيرين الذين اقبلوا على تلك الروايات والكتب المترجمة ، و لكن – كما أسلفت – فإن الاضطرابات السياسية و الحروب و الثورات و الانقلابات ، حدت - برأيي - من هذه الحركة ، ثم جاءت التلفزة التي اجتذبت الكثيرين بعيدا عن الكِتاب بشكل عام .

 

س - هل يمكن ترجمة الشعر وأن تحقق الترجمة نفس التأثير في الثقافة واللغة المترجم إليها ؟

 

ج - الشعر كالأجناس الأدبية الأخرى بحاجة إلى فهم لروح النص قبل إعادة صياغته مترجماً.

 

س - هل تعتقد أن الآداب والعلوم الأجنبية حظيت بقدر كاف من النقل إلى العربية ؟

 

ج - لا أظن ذلك .

 

س - هل ثمة سؤال كنتم تتمنون أن أطرحه عليكم، ضيفنا الكبير؟

 

ج - كنت أتمنى لو سألتيني عن إنتاجي القصصي الغزير وكيف لي أن أترجمه إلى لغات أخرى .

 

س - هل من كلمة أخيرة توجهها إلى المعنيين بشأن الترجمة والثقافة عالمنا العربي ؟

 

ج - إلى جميع المهتمين برفع مستوى المثقف العربي و إثراء تحصيله العلمي ، أهيب بهم أن يهتموا بالترجمة و التعريب ، فالإنتاج الأجنبي في جميع المجالات المكتوبة يحقق قفزات هائلة من حيث الكم و النوع ، و لا بد وجود العدد الكافي من المترجمين المحترفين أو إنشاء المؤسسات الخاصة بحرفة الترجمة للقيام بعملية التعريب ، كما لا بد من نقل ما يكتبه مؤلفونا العرب إلى اللغات الأخرى ليتأكد الآخرون من أننا أمة نشطة وليست خاملة كما يدعون ؛ و بذلك نفرض احترامنا على الآخرين .

 

أضيفت في 23/11/2005/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية