الأدب
الصوفي
عرض وتقديم: يحيى
الصوفي
تقول الكاتبة د. ناهضة ستار في كتابها (بنية
السرد في القصص الصوفي)
((أول ما ينبغي البحث في جذور التصوف في العالم، لا بد أن نبدأ من
البداية الصحيحة –تاريخياً- في تسلسل ولادة الحضارات الإنسانية على الأرض، ما
دامت هذه الفقرة التمهيدية تبحث في جذور التصوف وبداياته. والبداية الصحيحة
–تاريخياً- هي في بلاد وادي الرافدين والحضارات التي نشأت على أرض العراق
القديم من سومرية وأكادّية وآشورية بدءاً من الألف الثالث ق.م. بوصفه التاريخ
الصحيح لأمة العرب والجذر الحضاري الذي انطلقت لتنير للبشرية طريق الحرف
والآداب والعلوم والحضارة. وليس تلك (150 أو 200) سنة قبل الإسلام التي دأب
الدرس الأدبي على أن تكون مقولة (الجاحظ) هي المحدد لعمر شعر العرب والعربية.
بناءً على ما سبق، فإن عنصر التفوق الزمني والحضاري الذي تجسد في الحضارة
العراقية القديمة لا بد وأن يتزامن مع تفوق فكري وعقائدي. والحق أن هذه الفكرة
ظلت تلح على الباحثة حتى سنحت الفرصة للحصول على مصادر تخص الموضوع للوقوف على
هذه المسألة تصريحاً أو استنباطاً. فبدا أن موضوعة التصوف شديدة الارتباط
بمفهوم الدين، ففي الفكر العراقي القديم بدا الدين بشكل (غريزي وعميق، ليس
باتجاه أفقي كما هو حب البشر، بل عمودي، أي ليس نحو شيء حولنا، بل فوقنا، إنه
الشعور الغامض بوجود نظام للأشياء هو أسمى منا، ومن كل ما يحيط بنا هنا، فلا
تكتمل ذواتنا إلا بالاتجاه نحوه)( )، هذا يعني أن صفة الإحاطة والكمال والهيبة
هي الصفات الإلهية التي عرفها الإنسان العراقي القديم، على الرغم من الطابع
الوظيفي الذي طبع مهمة كل إله، فللريح إله وللخصب إله وللحب آلهة و.. وهكذا.
وهذه مسألة طبيعية بحكم الديانة الوثنية. لكن تعدد الآلهة لم يغلق الباب أمام
التفكير في ما وراء الأشياء، بل إن (تعدد الآلهة المعبودة وعدم وجود إجابات
قاطعة لتساؤلات أزلية غير قابلة للإجابة، جعلت الإنسان في العراق القديم يفكر
في ديانة وحدانية الإله)( )، فغلب استخدام رمز (الطريق) أو (البوابة) للدلالة
على ما وراء ذلك التعدد فهو لا بد منته إلى (واحد) كامل، مطلق، لا نهائي.))
/ أنظر
(شخصيات
صوفية)
قصص وحكايات وأشعار في الأدب الصوفي
دراسات في الأدب الصوفي1
دراسات في الأدب الصوفي2
دراسات في الأدب الصوفي / كتب
|