أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 14/08/2024

الكاتبة: لينا الشالاتي

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتبة

بطاقة تعريف الكاتبة

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتبة

 

-لينا عبد المالك الشالاتي - سورية - 26\1\1980

-محل و تاريخ الاقامة: سوريا - دمشق

-خريجة إدارة أعمال - إختصاص إدارة من سوريا

-بدأت بأول عمل أدبي تحت عنوان (هذا الحب وقصص أخرى \ أوراق ليلكية)

-أصبحت عضوا ضمن موقع القصة السورية القصيرة

-أحاول أن أرتقي بقلمي ومدادي إلى أبعد ما يمكن للكلمة من سحر ومعنى

 

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتبة

أنواع الحب

عاد لربيع عمرها

 شفاه متعثرة

 

 

شفاه متعثرة

 

هو في ربيع العمر لم يتجاوز الثالثة و العشرين...حالم..و يعشق الهدوء و الوحدة..عاش في تلك القرية الصغيرة النائية عن كل ما يمت لصخب الدنيا...كانت تطل على البحر و يعتاش أهلها البسطاء على الصيد و خيرات البحر ألا متناهية..

تراه يخرج في كل صباح مع إشراقة الشمس منذ ولادتها و ينبعث أول شعاع من نورها و كأنه ملائكة السماء أتت لتوقظه و تنير دربه وسط ذلك العملاق..فما يكون منه إلا أن يترك ذاك الكوخ الخشبي و يرحل لمركبه ....يرحل حيث يكون وحيدا ليرمي بشباكه الممزقة و يبقى ينتظر على أمل أن يهبه البحر من أسراره و يكون كريما معه ....يبقى هناك ساعات طوال..فتمر في مخيلته كل اللحظات الحلوة ...أيام الصبا .

ما زال يتذكر تلك العائلة التي تربى بكنفها...إنهم ذاكرته الوحيدة فما عرفت عيناه غيرهم ...ما زال يتذكر كيف حدثوه أنهم وجدوه على باب المعبد القديم المقام في طرف بعيد من أطراف القرية ....في ليلة شتاء بارد مظلم ...صوت المطر الغزير و الرعد المرعب و ضوء البرق الذي يعمي البصر أحيانا ....لكن صوته و هو ابن أيام قليلة كان أقوى من صوت السماء الغاضبة التي كانت تكون صمتا قلبه الصغير الذي كاد  يتوقف من شدة البرد و بياض الثلج يكسو جسده الخمري ولولا أن سمعوه لكان توقف نبضه و مات .

هذه هي بدايته و تلك العائلة هي التي قامت بتربيته ..تلك الأم العجوز الوقورة و الحنونة التي ما فتأت تعتني به و تعد له كوب الحليب الساخن مع كعكها الصيفي الشهي قبل خروجه مع أبيه للصيد....و ذاك العجوز الذي أسماه في يوم من الأيام(أبي)...عجوز هرم قوي البنية براق العينين و ثاقب النظرة ....هو من علمه طريقة الصيد و الاحتراف فيها .

وتلك الطفلة المختبئة بين سنابل القمح الذهبية ...لا يزال يذكر شعرها الأسود المنسدل على خديها و يتطاير مع نسمات الريح العليلة ..تجده يتماوج مع السنابل ولا يدله شئ عليها سوى قلبه الذي انفطر يوما بعد يوم على عشقها ...هي وحدها.

كم تمنى أن يبوح لها بعشقه و بحبه لها .....لكن صراخ ليلة وجدوه في المعبد هو آخر ما نطق به إلى الآن ......نعم.....إنه ذاك الجسد الذي لا يملك في الحياة سوى مشاعرها و بؤسها ...هو تلك الكلمة التي ما استطاع نطقها بل جعلها وسيبقيها مزروعة بين حناياه....مشاعره مبعثرة بين صمت البحر و هيجات موجه....كل تلك اللحظات و الذكريات تجعله يذوب كشمعة المساء شوقا إليها .

لغته الوحيدة التي تعلمها ( البكاء )..دموعه أحرفه و كلماته و أسطره ....هي ملايين المشاعر ....هي مليون كلمة (((أحبك ))).

هي ذاك القلب الصغير الذي ما زال يشعر ببرد الشتاء القارص خارج المعبد ...لكن نبضه هو عشقه كبراكين تحطم كل جليد الأرض .

بقي صامتا كما يعيش بصمت وهو يشاهدها أمامه تكبر يوما بعد يوم و يزداد جمالها فيزداد هو ألما فملايين عيون شبان القرية عليها ...كان يستمع إلى كل أحاديث الناس في قريته عسى أن يسمع اسمها ...بقي على هذه الحال حتى توفي أبوه ..ذاك العجوز الهرم و هو في عقده السابع من العمر وهو ابن سبع عشرة عاما فقط..قضاها مع تلك العائلة ..يجمع لهم الحطب و يصطاد السمك ..

كانت لحظة وفاته في ليلة شتاء عاصف كليلة ولادته .. ربما أن الأب أرادها أن تكون أجمل ليلة له وأن يعيد أيام ألقه و شبابه .....ربما أرادتها السماء كذلك ..فقد خرجا معا بعد أن عدموا جميعا الحيلة معه ....و في عرض البحر صادفتهما عاصفة هوجاء أردت الأب من خارج الزورق وأخفاه موجه بين حناياه ...و غيبه البحر في غياباته المعتمة ...و عاد وحده ....كانت مخيلته تصور له موقفه أما أمه التي ستنهار أمام رؤيته وحيدا دون والده و معشوقته ....التي تحب والدها و لم يكن يحمله عقله على رؤية دموعهما...و صورة حبيبته الحزينة

كانت الأم و ابنتها تنتظران على أحر من الجمر حتى أنهما ما عادتا تشعران بالبرد و حبات المطر تغطي جسيدهما

عاد وحده ووجدهما تنتظران ...سألته الأم عن زوجها ..و البنت عن أبيها ...فكان رده قاسيا عندما سقطت الدمعة من عينه لترتطم محطمة على رمال الشاطئ مفسرة عن مغيب العجوز ........و بدأت الأم بالنحيب و البكاء ...أما الفتاة المسكينة التي سددت إليه سكينا ذبحته من الوريد إلى الوريد : أكرهك ....أكرهك ...أنت من قتلته ...لم لم تعده ؟؟ لم ؟؟؟و أجهش هو بالبكاء حتى تعالى صوته على أصواتهما و أنين السماء و جثا على الأرض و برقة الأخ و حب العاشق ضمها إلى صدره...كره تلك اللحظة كما كره حياته لم يكن يتمى أن يضمها إليه إلا وهما بكامل سعادتهما ...تمنى أن يضمها دوما كحبيب لحبيبته لا يواسيها ولا يراها بعد ذلك أبدا.... و بقيا لساعات تحت ذاك المطر الممزوج بدموعهم ...علم أن أحلامه و حبه سينقضي يإنقضاء ليله .......لم تمتهل الأم حزنها على زوجها فلحقت به بعد شهرين فرحلت الأم و رحلت ابنتها لتعيش مع أقاربها ...فبقي هو وحيدا في ذاك الكوخ القديم....كل شئ فيه يذكره بمحبوته حتى البحر و هو في عرضه..

رفع شبكته بعد أن أحس بحركتها التي أيقظته من ذكرياته فرفعها و شكلها الممزق كما قلبه الولهان...عاد إلى الشاطئ كم كان يتمنى لو سحبه موج ذاك العظيم ليرحل به إلى ذالك العالم الآخر و أن ينهي قصة عذابه ...

لقد كان يجمع القوارير الفارغة التي يجدها من أشلاء قريته و يضع فيها رسائله التي لم يتعلم أن يكتب بداخلها سوى (((أحبك ))) و يرسلها في صدى البحر الدامع..لم يمل يوما عن ذالك حتى سميت باسمه....كانت كلمة مناجاته الوحيدة تلك الكلمة التي تمنى أن ينطق بها ولو لحظة واحدة ثم يرحل ..أن يخبرها عن مكانها بقلبه.

في ذاك الصباح المرتعد قرر أن يرحل ...بعد أن بقي أسبوعا يصلح في ذالك المركب الهرم الذي ما فتئ يوما منه ...و عند اكتماله رحل ...أرخى سدل أشرعته الناصعة المشرقة كصفاء قلبه ومن يومها لم يسمع أحد عنه شئ منهم من قال أنه تقرصن .....ومنهم من قال أنه وجد جزيرة نائية و بقي عليها .............لكنني أقسم عليكم أنه لن يعود يوما فسفره كان بلا عودة...لقد حدثتني عن ذلك قارورته الزجاجية الأخيرة التي لم يرسلها في عرض البحر بل تركها في البيت الخشبي على سرير محبو بته و بدمه ...أجل ومازالت ورقة البردة تعبق ببكائه لم أتمكن من قر ائتها بوضوح لأن الدم كان ممزوجا بدموعه...قرأت فيها مليون كلمة (((أحبك)))واعذروني لأني بكيت ..نعم ...بكيت عندما قرأت أنه رحل ليبقى ..أرادها رحلته الأخيرة .

أبقيت تلك الرسالة كما هي عندما تنظر إلى زجاج نافذتي تراها موجودة تعانق الشمس كل صباح و تكلم السماء كل مساء...لم أتمكن من إيصالها للفتاة فقد توفيت و أقاربها عندما اشتعل منزلهم وبنفس الليلة التي رحل هو فيها فقد علم بذلك فقرر الرحيل إليها فهو كما خلق ليعشقها رحل ليبقى معها حيث الأبدية 

 

 

عاد لربيع عمرها

 

الثلج غزير في الخارج..إنه شهر كانون الأول و قد مضى على العام الجديد قرابة الأسبوع..يزيد أو ينقص..لم تكن تهتم بعد الأيام ..يكفيها أنها لن تحتفل به بعد الآن و لن تشعر بطعم الحياة ثانية .

كانت واقفة تنظر من شباك الكوخ الصغير الدافئ الذي ما فتأت نار مدفأته تتوقد و هي تضيئه دون هوادة .

كان الكوخ مقاما على تله ليست عالية جدا لكنها تطل على سهل جميل.. في أيام الربيع ينمو عشبه و تلونه الأزهار بألوانها الزاهية و أريجها العابق بالنعومة و الحنان..أما في أيام الشتاء فكأنه عروس في يوم زفافها ترتدي ثوبها الأبيض و ترش عليها السماء مباركتها البيضاء كمنثور أبيض ...و أشجار السرو البعيدة و كأنها اشبيناتها اللواتي يقفن مستعدات لوصولها و قد جملتهم السماء بمباركتها أيضا ..

بقيت على شرودها لمدة ليست بالقصيرة و فجأة دار بها بصرها ناحية المحطبة ....ذاك الجذع المتبقي من شجرة قطعوها ليحتطبوا بها و انتبهت للفأس المغروز بها و يأبى الخروج ...كما الخنجر المزروع بين حنياها وسط قلبها بخسارتها حبيبها ..

هي : أيتها المسكينة ..يا أيتها المذبوحة مثلي و رغم كل هذا صابرة راضية ....لم يكتفوا بسلبك جذعك بل و غرزوا سكينهم / فأسهم / بك ليزيدوا ألمك ألما بل و جعلوك مكسر خشبهم دون رحمة منهم ....آآآآآآآآآآآآآه من غدرك يا زمن ..

هي.............فتاة بسيطة, رقيقة و حساسة ....و ردة جوريا لكن بأشواك عالية ..قلبها كبياض الجوري الأبيض و شوكها كما عنفوانها شامخ لكن من دون تكبر أو رياء أو حقد ....صاحبة لئم حاد و مرحة لحد أنها لا تترك هما على وجه أحد عرفها .....بئر عميق لأسرار أصدقائها ...لديها نظرة واثقة تجاه من ترى..حنونة كريح المساء في الصيف...ليست خارقة الجمال ....لكنك تنجذب إليها دون شعور منك ..عنيدة و عصبية ....لكن تفكر في الأمور الحاسمة بترو و بكل أوجهها و للمستقبل وليس للحظة فقط..

متوسطة القامة و متزنة المشية ..متناسقة الجسم ..رنة ضحكتها أخاذة تفرج الهم عن الصدر...تلك هي / آنيا /.

أخذتها ذاكرتها إلى اليوم الذي التقت فيه / ألكساندريان/ يوم تخرجه ذهبت إلى الحفل بعدما استطاع ابن خالها إقناعها و خطيبته أنها ستسر بذلك ..فهي جديدة في الكلية و انتهت من سنتها الأولى و لم لا تتعرف على أصدقاء جدد و ترى كيف يكون الحفل و و و ...الخ.

و بعد جهد جهيد أقنعاها فسلمت أمرها لهما و ارتدت ثوبا من المخمل الأسود الطويل مع مكياج خفيف و صففت شعرها بشكل ناعم ....

دخلت الحفل و هي لا تعلم منهم / الطلاب / إلا القليل فقط ..شرد عنها ابن خالها و خطيبته و بدأ الطلاب بالرقص ..لم تهتم بهذه الأمور يوما ...أخذت كأسا من العصير و اتجهت ناحية الشرفة ووقفت تتأمل السماء و الحديقة الكبيرة ....

آلك : عفوا أأستطيع الوقوف معك ..أراك و حيدة ف..........

آنيا : / مقاطعة ..و قد نظرت إليه مستغربة من جرأته/ لم أطلب من أحد مواساتي أو مؤازرتي ..

تركت الشرفة و دخلت لتقف مع /جون/ و خطيبته ..تركته واقفا مشدوها منها ومن لئمها ...لكنها أعجبته برغم كل هذا ...فقد كان ينظر إليها منذ جاءت الحفل.

دخل و بدأ يبحث عنها ...لا يعلم لم؟؟ لكن هناك ما يشده ..رغم أنه لم يفكر يوما بذلك ...ولم يحاول مرة باللحاق بأية صبية أبدا .....لكنها مختلفة ....فيها شئ غامض ..

وجدها واقفة مع ....يا إلهي إنه زميله / جون / يا لها من صدفة .....رب صدفة خير من ألف ميعاد .

آلك : مرحبا / جون /.

جون : أنت هنا ..لم ألاحظك من أول الحفل

آلك : كنت هنا ...كيف حالك / ربيكا /...سمعت أن زواجكما قريب!!

ربيكا : نعم ..بالمناسبة أعرفك بنسيبه /جون/ إنها /آنيا /..

آلك : / وقد أخذ يدها مباغتة و انحنى يقبل يدها / تشرفت بمعرفتك ..رغم أنك كنت بغاية اللامبالاة عندما تحدثت معك على الشرفة قبل قليل.

آنيا : / سحبت يدها بسرعة و هي غاضبة و بان الخجل على وجهها/ اعذروني ...علي الذهاب للمنزل ..أشعر بالتعب .

آلك : وحدك............

و لم تترك مجالا ليكمل حتى كانت عند باب القاعة و قد ارتدت معطفها ......استأذن منهم و لحق بها ...

و طبعا وقف ابن الخال و خطيبته و هما لا يعرفان ما يحصل ....

في ذلك اليوم تذكرت كيف أنه أوصلها غصبا عنها ...و حاول الاتصال بها مرارا و تكرارا ....و بقي يحاول حتى استسلمت لقلبها وبدأت الحياة الحلوة تنفتح أمامهما .....

مضت سنة ثم الثانية و الثالثة ..عاشا في خلال تلك الفترة ...الحلو و المر و أرته اللوعة و الدلع المحبب الذي جعله يحبها بجنون المتهور العاقل.....و هي كذلك ..

هو.........شاب أنيق هادئ ليس آخذا بالجمال لكن لديه جاذب ملفت و بياض محمر ....عينان خضراوان يكحلهما رمش أسود..و شعر فاحم مسدل......طول محبب و حديث أنيق خالي من المجاملات الوقحة .

أحبا بعضهما جدا ....في أحد الأيام وجدته يتحدث مع إحدى زميلاته في العمل .....استشاطت غيرة ..دون أن يظهر عليها و امتهلت عليه حتى يخبرها هو .....عندما وجدها لم تسأله أخذه فكره أنها لم تنزعج و لم يعلق بل انزعج لأنه أرادها أن تغار عليه ...لم يعلم أنها كانت تتوقد .....و تشتعل كالبركان ..

و تكررت الحالة ...و حاول هو جرها ليرى إن كانت تغار أم لا ؟؟ هو يرديها أن تخاف عليه و تلح عليه / ليس لدرجة الجنون/ مع من و من تكون و يطمئنها هو أنه لا يرى غيرها ....

وفي آخر مرة لم تعد تستطيع السكوت ...عندما اقتربت منه و زميلته واقفة يتحدثان......و يضحكان و هو يتوقع قدومها سلفا ...

آنيا: مرحبا...كيف الحال؟؟

آلك : عزيزتي ..أنهيت محاضرتك باكرا.....أعرفك / ليزا/...

إنها مدير قسم التسويق لدينا .....

آنيا : مرحبا و تشرفت بمعرفتك..

ليزا : أنا أحسدك على / آلك / يبدو أنه يحبك كثيرا ....لكن عليك أن تنتبهي عليه فالمعجبات به كثيرون و أنا منهم ...ها ها ها ...../ صدرت الضحكة بطريقة مائعة أغاظتها لدرجة الجنون و بان ذلك على وجهها /

آنيا: ومن قال أنني أثق به ثقة عمياء لكنني أعلم أنه لن يجد مثلي .

ليزا : ثقة وقحة لكنها جميلة ....أراكما فيما بعد

شعر بها ....أجل بغيظها ...لا بد و أنها ستنفجر بوجهه ..

ركبا في السيارة دون أن يتفوه أحدهما بكلمة .....وبدأ هو يتحدث ...

آلك : إنها لطيفة ..!!

آنيا : ..............

آلك : مآبك إنني أتحدث معك ؟

آنيا : منذ متى و أنت تعرفها ؟؟

آلك : منذ بدأت العمل هنا ..

آنيا : تستلطفك كثيرا ......ها ...أكثر مما يجب

آلك : لا تقولي لي أنك تغارين منها ؟

آنيا : طبعا .......نعم

آلك : أنت ؟؟ هيا لابد و أنك تمزحين......

آنيا : أو لست أنثى ؟

آلك : نعم ...لكنك لم تحتدي مرة عليها

آنيا : وهل يجب أن أظهر هذا.....إنني أموت غيرة كلما رأيتكما معا و حقيقة أخاف أن تأخذك مني

آلك : أنت ؟؟ لا أصدق!!!!و لم لم تتحدثي في هذا الموضوع قبلا ؟؟

و بدأت طبقة صوتها بالعلو و انزعج هو كثيرا من حدتها فأوقف السيارة جانبا و علت أصواتهما فما كان منها إلا أن فتحت باب السيارة و خرجت غاضبة ...و تبكي

أول مرة يراها تبكي ........لم يستطع اللحاق بها فقد ركبت سيارة أجرة

آلك : /وهو يحدث نفسه/ يا إلهي ماذا فعلت .....؟

عاد إلى المنزل و حاول الاتصال بها مرارا لم يتلقى أي رد..و عاد يفكر و يحاول أن يتذكرها وهي غاضبة ووجها محتقن و عيناها مخضلتان بالدمع .....إنها جميلة جدا ...حورية من حوريات البحر الأسطوريات ...حتى و هي تبكي و عيناها محتقنتان...إنها رائعة جدا .....أحبها و بقوة ....أجل ...

هو لم يخبرها مرة أنه يحبها ...لم يقلها ...رغم أنهما سويا منذ ثلاث سنوات تقريبا .....كان مقتنعا أنها تعرف بذلك ..بطريقة أفعاله و تصرفاته....و حتى هو يعلم هذا كما يرى نور الشمس في النهار..

ذهب إلى الجامعة في اليوم التالي ليطمئن عليها ....ليرضي نفسها و يطيب خاطرها ...و هو يعلم أن لديها امتحانات فهي في سنة التخرج ولا يريد أن يكون السبب بعدم تخرجها و خصوصا أنه يريد أن يفاجئها بطلب يدها مباشرة بعد حفل التخرج...

انتظرها حتى خرجت و كان بادي على وجهها عدم النوم و الحزن و الانزعاج...

نظرت من بعيد فرأته ....وقفت مكانها و بدأ دلع الفتاة عليها بأنها تريده هو أن يتقدم و يكلمها ..فمن حقها أن تغار و أن تغضب..أليس حبيبها ....

آليك : كيف كان امتحانك ؟؟..

آنيا : جيد ...

آلك : سأوصلك للبيت إذا

ركبا و لم ينبسا ببنت شفا.....حتى وصلت للمنزل و قبل أن تترجل من السيارة أمسك يدها ....و أخذ بالأخرى بذقنها و أدار وجهها ناحيته ...

آلك : أنا آسف ..ماكان يجب أن أرقع صوتي ...من حقك أن تغضبي ....كنت أنتظر هذا الموقف منك منذ زمن ....لم أكن أعلم انك تغارين و لهذي الدرجة ...سررت لأنك أظهرتها لي .....

آنيا : أنت تعلم جيدا أن روحي متعلقة بك فلا تفعل هذا ثانية .....و إلا ستكون ردة فعلي أعنف من البارحة صدقني

آلك : / وهو ينظر إليها و إلى عينيها وكأن الزمن توقف بين يديها / أنت جميلة جدا و زادك البكاء روعة.. لكنني لا أريد أن أراك تبكين ثانية و لن أسمح لنفسي بأن أكون سببا لجرحك ...أعدك يا كل العمر...

ودعا بعضهما و قد عادت الأمور لما كانت عليه ........مضت السنة و جاء يوم حفل التخرج....عرج على بيتها ليقلها و يذهبان معا ....

دخلا الحفل و شربا العصير و سلما على الأصدقاء ووجدت صديقة لها فاقتربت منها الأخيرة و سلمت عليهما .....لكنه انسحب و تركهما ...ومازلت الأخيرة ترمقه بنظرات خبيثة ..لم يرتح لها فانسحب و لاحظت / آنيا/ ذلك فاعتذرت منها و ذهبت لتقف إلى جانبه على الشرفة ....و استمرا يتجاذبان أطراف الحديث دون أن يلتفتا إلى تلك الشقراء الداهية و التي أرادت / آلكساندريان/ لنفسها ....فقط لتحرق قلب صديقتها ثانيا و لأنه لم يلتفت إليها و هي الجميلة المدللة و التي لم يفتأ شاب إلا وخطب ودها شغفا فيها ....لكن أن يتجاهلها و يدير لها ظهره ....

 

وبدأ الرقص .....أخذ بيدها و سحبها إلى المنتصف ...منتصف ساحة الرقص .....و بدأا بالتمايل مع أنغام موسيقا السلو الهادئ......همس بأذنها و برقة ..جعلت جسدها يرتعش ....و الدم يتدفق بسرعة داخل عروقها

آلك : ((( أحبك بجنون)))

رفعت رأسها لترى تلك النظرة البريئة و الصادقة داخل عينيه ....فما كان منها إلا أن أحنت رأسها على صدره و أحسا أنهما وحدهما.. نسيا كل من حولهما و لم يشعرا بنفسيهما إلا بتصفيق العالم من حولهما .........و انحنى على الأرض و أمسك يدها و برفق و بصوت عالي .....حبيبتي الغالية يامن علمتني كيف يكون نبض القلب و أن طعم الحياة حلو ....أتقبلين بي زوجا لآخر العمر.. و قدم لها خاتم خطوبة ماسي .......ووسط التصفير و التصفيق من الحاضرين ....بكت من الفرحة و ارتمت بين ذراعيه موافقة ...

خرجا من الحفل و أوصلها إلى المنزل ....و بعد مضي قرابة الشهر .....عملت في شركة كبيرة ..رأته فجأة أمامها و كانت تتكلم مع مديرها ...

ثم أدار وجهه و خرج غاضبا ..لحقت به و هي فزعة منه لم ترى هذه النظرة ..

آنيا : مآبك ؟؟ لم هذا التجهم ؟؟؟

آلك : ماهي العلاقة التي بينك و بين هذا المسخ؟؟

آنيا : إنها المرة الأولى التي تتكلم بمثل هذه الكلمات!! ثم هو رب عملي فقط وأنا مخطوبة لك ...صدقني يا كل العمر لست أفكر بسواك أبدا ....

تركها و رحل و هي واقفة مكانها دون أن تفهم شيئا..وفي المساء اتصل بها و تكلم معها أن هناك من هاتفه و أخبره أن هناك علاقة بينها وبين مديرها و أنه يستلطفها ......فهدأت من روعه و أراحت قلبه ...

لكن من أخبره بذلك بقي ينغص عليهما و بدأت صديقة الحفل تظهر أمامهما ...و ازدادت الفجوة بينهما و تدخلت الأخيرة و كأنها صديقة وفية له دون أن تظهر أمام /آنيا/ و في آخر المطاف أدهت بعقل أحد أصدقائها من العمل ليظهر دائما معها و أمامه...ليكون هناك أمل لتحصل هي على الشاب الذي أرادته ...

و فعلا أوصلتهما لنهاية المطاف بعد أن تعرفت على عائلته و استطاعت أن تتغلغل و تقنعهم بأنها الوحيدة الأفضل ..

لم يقتنع بها كفاية لكن فقط أراد أن يثير حفيظة حبيبته قناعة منه /بعد أن أقنعته الأخيرة أن هذه هي الطريقة لكسبها مدى الحياة / فانفصلا و اقترن ب/ شيفا/....لكن وصلت الأمور لحد ما كانت هناك قدرة توقفها

و أنهما / آلك و شيفا/ سعلنان زواجهما.....و قد دعتها هي بنفسها للحفل ......يا لسخرية الأقدار هل من المعقول أن تحضر مدفنها بيديها .

كل هذه الذكريات و هي مازالت تنظر إلى المحطبة و الفأس فيها ......و بكت كما لم تبكي قبلا أبدا ..........

عملت كوبا من القهوة الساخنة و جلست بقرب النافذة و الثلج يتساقط بغزارة ...

آنيا : إنه يوم الزفاف سيكونا لبعضهما ....كيف لم أنتبه أنا الغبية لهذه المتمردة الجامحة ...

الساعة قاربت الواحدة صباحا .......و سمعت طرقا على الباب ......خافت ..فمن الذي يطرق الباب في مثل هذه الساعة .....أخذت بارودة الصيد التي كان حبيبها يصطاد بها أيام الصيف و تكون هي معه .......

آنيا : من ؟؟

آلك : إنه أنا ......

لم تصدق ....من غير الممكن....فتحت الباب .............ووقفت مشدوهة ....كان وجهه أحمر من البرد....لم يتفوها بكلمة ...فأي كلمة ما كانت ستشرح الموقف و دموعه كافية لتقول لها : لم أستطع ......لست لغيرك ..

ارتمى بين يديها و جثا على ركبتيه و صوت مخنوق : لم أستطع و لم أتصور أنني مع غيرك .......

أخذت بيده و أدخلته ليجلس بقرب المدفأة و أعطته وشاحا صوفيا و صنعت كأسا ساخنا من الشاي ليشعر بالقليل من الدفيء ......و جلست تنظر إليه و هي غير مصدقة و انبعث صوتها الباكي برأفة و حنان : أحبك ...

نظر إليها و سحبها إلى جواره بحنان و ضمها وهو يمسح دموعها بيده و يبكي : أعدك أن لا أكون لغيرك ...لن أسمح سوى للموت بتفريقنا ....ولا أحد يستطيع إبعادك عن ناظري .........أحبك كما لم يحب أحد قط كما يحب القاتل مذبحه ....كما تهوى الورود مطر السماء ...........

ولم يمضي على ذاك اليوم سوى بضعة أيام حتى أقاما زفافا رائعا ......أجل لقد عاد لربيع عمرها .....ليكون كل عمرها

 

 

أنواع الحب

 

سؤال يتكرر دائما ... و بذهن كل البشر و كل يفسره على طريقته ....ما هو؟؟ كيف يأتي؟؟ و لماذا؟؟؟ و...و....و...و نبقى نسأل و نحاول الإجابة

عن ماذا أتكلم ..عن كلمة رنانة الصدى ترتفع الآهات حرقة و الزفرات مطولة و يبكي لدلى سماعها المجروح بحرقة و يسرح الحالم فيها إلى أقصى سماء و المكسور إلى أقصى الهاوية ....((( الحب))).

لكل تعريفه لديه ...و المتعارف عليه أنه ذاك الوهم الأقرب للحقيقة ....صحيح ...لكن من يعرف أنواعه؟؟؟؟

في الحقيقة الغافلة عن الغالبية العظمى هو أربع :

حب محرم

حب من طرف واحد

حب الغرائز

حب عقلاني روحاني

و اعذروني إن تماديت قليلا في شرحي لبعض المواطن لكن مالا يقبله عقل هو أن نغفل أو أن لا نعرف كيف نحب..ومتى يجيب التراجع عن الحب!!!!

لا نعود قادرين مع الحب عن سماع نصيحة أحد و نكذب و ننعت بالجنون كل من يتكلم عمن نحب بالكذب و الجنون...و لا نرى من حولنا من يحبنا بل نلتصق بالمرآة ولا نرى أبعد من أنفنا ....لا نرى أخطاء من نحب بل كل ما يصدر جميل حلو...و تغير نفسك لأجله و تحب كل ما يحب و تتطبع بطباعه دون أن تشعر ....لكن عندما تصحو تنظر جيدا........على ماذا أحببته؟؟؟لم هو؟؟؟لا يوجد فيه شئ جيد ....على ماذا تعلقت روحي به و أضعت ما فات من العمر معه؟؟؟يبقى الألم و جرح و الذكريات الحلو منها و المر .

لكن من ذا الذي يتعلم ؟؟؟و بكل صدق و صراحة ......لا أحد..بل نحاول أن نعوض مرة و اثنتين ..لكن إلى متى؟؟ حتى نشعر بتبلد المشاعر ...حتى نصل إلى درجة عدم القدرة على العطاء ..ذاك الشعور المؤلم و الذي يشعرك بعدم المبالاة و أن كل البشر حتى عائلتك و أهلك ...هم كأشجار الحديقة لا تهتم بهم ولا تشعر بوجودهم ..بل تهرب منهم ظنا منك أنهم يسببون لك الصداع بمشاكلهم أو حتى صوتهم ..كما حفيف الأشجار الكثيف في الخريف.....و تسأل نفسك..أو سأحب ثانية ..؟ هل يمكن أن يعود تدفق الدم من جديد؟ أهناك من يستحق؟؟ و ستظلم كل من يحبك بعد هذا من الخوف......

الخوف!!!!!!!!!! نعم شعور رهيب فظيع..أن تخاف من الحب و من كل من يحاول أن يحبك بصدق و تفاني..و تظلم روحك قبلهم....

والآن اسمحوا لي بالشرح....ليست وجهة نظر صحيحة مائة بالمائة ..لكنها نسبة مئوية بنسبة 98.85% تقريبا تزيد قليلا أو تقل .....لكنها الواقع ..                

الحب المحرم: هو ذاك الصادق بين قلبين لم يكتب لهما أن يكونا معا و من الممكن أن يكونا لبعضهما / احتمال جد ضئيل/ ..وفي معظم الأحيان ..........لا......ولا يجب أن ننكر حقيقة القدر و المكتوب المقدر من الله عز و جل..

هو كما حب قيس لليلى..أو كما ممو لزين.. القصة التي كتبها العلامة / أ.محمد سعيد رمضان البوطي /....لا يعلم أحدهما كيف أحب الآخر لكن هذا الحب الذي يعلم القلب الوفاء والإخلاص لكن من دون وعي ومن دون أن يجعل صاحبه يتعقل ليعرف كيف و متى يتوقف...ليقع في أخطاء غالبا ما تكون فادحة ...كلإنتحار.

ذاك ما يسمى ((الحب الأسطوري))لكنه (عذري)و يتمناه كل عاشق و عاشقة ....يسمو بك للأعلى و يجمح بك إلى الخيال بعيدا عن الواقع لتصحو فيما بعد و قد ارتطمت أجزائك متكسرة على أرض الواقع و تصبح مجنونا سائحا في الطرقات أو في المصح العقلي لأنك لم تتحمل/تتحملين أن تستيقظ/تستيقظي من حلم اليقظة و الليل و السهر و النجوم على سطوع ضوء الشمس الباهر الذي يريكم وضوح الأشياء ...

لن أتكلم كثيرا هنا ..لأنه كما ذكرت أسطوري..في شعر الشعراء فقط.

حب من طرف واحد:أخطر أنواع الحب .....لأنه يجلب العار و المصائب على أحد الطرفين و أغلب الأحيان و معظمها يكون خطره على / الفتاة/.

لن أكون متحيزة إلى بنات (حواء)فهناء من أبناء(آدم )من جارت عليه إحداهم و كانت الغادرة اللعوب ...التي جعلته محطما يكره البنات و الحب ....أو أذاقته العلقم المر دون رأفة منها على قلبه و صدقه و إخلاصه...لكن لم فعلت هذا؟؟؟غباء منها ...

ربما أن حبيبا لها كانت صادقة معه كذب عليها و تركها ..فجعلت من أحبها كبش المحرقة ...أو هي أصلا لعوب تربت على هذا الحال...لكن الزمن كفيل برد الصفعة مهما طال الوقت.

لكن المشهور في العالم هو أن الشاب و الذي هو الذئب المنتحل لصورة الخروف الوديع ..هو الغادر ....يلحق بالفتاة و يخطب ودها و يعرف أن نقطة ضعفها هو الكلام المعسول ..لمسة يد تأخذها إلى سابع سماء ....لكن يهوي بها أخيرا إلى سابع أرض..دون رحمة ...ليكون في اليوم الثاني مع أخرى ....حمقاء لا تدري ما سيكون عليها أمرها ....و تصل أحيانا لحد هدر الشرف و العرض...نعم صدقوني .

إنه قلة وعي منها؟؟؟ربما ...أو أن أهلها لم يعلموها معنى الانفتاح الصحيح ..ربما كثرة الضغط و أن ما يحق للشاب لا يحق للفتاة ...و الشاب كثير الحيلة قليل العاطفة ماكر العقل....ربما ادهي بها للزواج العرفي ..ثم ......بآي بآي ..

أليس هذا هو الواقع ....نعم ......قالوا سابقا: إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب ......أما اليوم فأقول لكم أنتم داخل غابة أمثال غابات الأمازون....صدقوني ...إما أن تعرف و تحاول الخروج و التأقلم دون الحياد  عن مبادئك إن كانت صحيحة ..أو أن تسقط في مستنقع الرمال المتحرك وربما  أكلك أحد الوحوش المفترسة ....و أقول لكم : أن تخرج مصابا خير من أن لا تخرج أبدا..و الفتاة مهما تذأبت...تبقى حملا ..

الوردة وردة مهما كبر و علا شوكها ...إنني أقبل أن أسقط أوراقي بيدي...لكن لا أسمح لشاب أن يقطعها لي و هو فرح مسرور بينما أموت ألما مميتا..

بالله عليكن / عليكم يا من صدقتم و أخلصتم أين العقل في الحب ....لم هذا الاستهتار بما أودع الله بين أضلعكم ...

أن تخونوا أمانات أهلكم و سمعتهم .....يا من لحقتم الغرب دون وعي ..و قلدتم كالعميان....و تجعلون من أنفسكم حديث البشر اللذين يحبون الإشاعات و اللغط بالحديث....

حب الغرائز:.آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه....إنه حب آثم ...زنا و كبيرة .....انتشر من الغرب مع دخولهم عالمنا..و أصبحت كلمة المعاشرة شيئا مسموحا و مباحا.......

لكن تعالوا معي ألا تتفقون أن سمعة الشاب كما سمعة الفتاة ..فمن ذا الذي يقبل أن يزوج ابنته لزير نساء أو سكير ؟؟؟؟

لم الفتاة فقط هي من أخطأت تعاقب ..؟ وأحيانا تقتل؟؟ نعم إنها الهمجية العمياء ......على مبدأ أهل الصعيد في مصر _ الثأر ولا العار_.

الفتاة مخلوق حساس عاطفي جدا .....بكلمة رقيقة و لمسة يد و ربما قبلة ..لا تشعر بنفسها إلا وهي بين يدي حبيبها مستسلمة صاغرة ...يتوقف تفكيرها و تشعر بنفسها أنها في الجنة ....لتصحو بعدها مذبوحة على يد أخيها أو أبيها ........ليقولوا: لقد أهدرت شرفها و جعلت سمعتنا كرماد تذروه الرياح..و يحكى عنا على كل لسان ...

وهو _ الشاب _ هرب بريشه.....إنه ذنب ابنتكم الغبية الحمقاء....هي من أحبتني ...

لا يفكر بعرضه أو شرفه.....لكن إن كانت أخته لذبحها بيده أو ابنته لكان دفنها حية ....لم لا يفكرون أن طعم العلقم كما يكوي أمعائهم يكوي أمعاء الغير ؟؟؟؟ لا يوجد رجل في هذه الأيام ......نعم و أقولها بكل ثقة و صوت مرتفع...توجد غريزة..يكون قادرا على الزواج و لديه المقومات المادية و المعنوية لكن ..لا؟؟؟ لم لا أجرب كما أقراني !!ويسير في درب المحرمات و عندما يتزوج يطلب من لم تفتح عينيها إلا على والديها...لكنه يصل بلا همة أو قوة ..و ربما يحمل مرضا لا يدري به إلا بعد فترة فيحمل المسكينة هذا المرض ......أو يسافر للخارج و يجد المتعة مفتوحة دون رقيب ثم يعود ليقضي على مستقبل إحداهن .

إنهم من تقودهم شهوتهم و تسيرهم غرائزهم.....ويا هول المصيبة ...إنهم يرون كل فتاة ...عارية و إن كانت مرتدية جلبابا.......إنها الحقيقة المرة ...إنه الشاب العربي .

استيقظي يا عزيزتي الحالمة و انظري حولك و انظري إلى من تحبين بتمعن...فما زلت تستطيعين أن تبتعدي قبل أن تهدري دمك على رصيف الشارع.

و أنت أيها الحالم يامن تبعت أصدقائك فرموك في بحرهم ..بحر الملذات و أنه ليست هناك مشكلة من الشرب و مداعبة تلك و أن تقضي ليلة مع أخرى .....

سوف تسأل نفسك كيف وصلت إلى هنا .....ستقول لي: لقد تحيزت لبنات جنسك و لا علاقة لي بذلك !!

لكني سأخبرك أن منا نحن الماكرات الخبيثات من هان عليها شرفها و فرطت في عرضها و أدهت بالكثير من أمثالك لأنها شهوانية أكثر من الشاب و تعتقد أن لا مبالاتها لها وحدها لكن الصفعة قادمة عليها ....فلم تترك نفسك بين يدي هؤلاء الفاجرات أولست روحا مسكونة من الله عزوجل وهبك إياها لا لتعلقها بأشياء ثانوية تافهة بل بما يكون في مصلحتك ....فمن يرضى أن يكون له ولد من فاجرة لعوب أو من ترضى أن تكون لعبة بين يدي كاذب مجنون...

حب عقلاني روحاني:نادر بين البشر ولا يمتلك إلا بموهبة من الله تعالى....هنا لا يطغى عقل على عاطفة أو العكس.....فيعرف كلا الطرفين ما عليهما وما لهما ....هنا لا يسعيان إلى رومانسية زائلة ..بل إلى مودة دائمة..فليس القلب لعبة كومبيوتر و انتهت مراحلها و كفى ..أو المشاعر كعلبة شو كولا بأصناف متعددة كل ما انتهيت من حبة انتقلت لأخرى.....أو يعجبك لون قشرة بيض الفصح لينتهي بك المطاف لكسرها و تكتشف أنها كغيرها بيضة مسلوقة...

إنه تآلف بين قلبين اجتمعا على أساس تحمل المسؤولية كل منهما يكمل الآخر دون نفاق أو كذب ....ليكونا مستقبلا واضعين نصب أعينهما أن ما يكون عليه من فراق أو اجتماع هو مقدر من الله تعالى...مكتوب من الأزل في لوح مر قوم.....لا يجعل الشاب الفتاة كتحفة اقتناها لتكون في خزانة الكريستال لديه و يدير ظهره لها ...ولا يسمح لغيره بأخذها و لو بحقها.....لمجرد الأنانية البحتة التي هو مفطور عليها.....أو الفتاة وكأن الشاب خاتم بإصبعها تحركه كيفما و متى تشاء!

اصحي يا عزيزتي و توقف أيها الفاجر عما تفعل ....يا من ينظرون إليك على أنك من أرقى العائلات و أشرفها و تقوم بالخفاء بما يهين للشرف و تخون أهل الفتاة المسكينة ..فلا الموسيقى الحالمة ولا أفلام الإباحة خلقت لنا ...و لا أسلوب المعاشرة و التعايش لأجلنا ...بل لمن سمحت تربيتهم و أخلاقهم / الغرب / أو لائك التائهون دون هوادة و يعيشون رغم كل هذا على الإغتصابات ...و الخيانات ......إن المرأة الأجنبية الآن تطالب بالعودة لمنزلها و لتكون عذراء لا يمسسها بشر سوى من خلقت لتكون على اسمه و أنت يا شرقية تفرطين بعرضك و شرف أهلك ؟؟

أنظري / أنظر للحياة كالكأس المملوء نصفه ماء ....منهم من ينظر بالتشائم لهذي الدنيا و كأنها الفراغ من الكأس و منهم من ينظر على أنها الممتلئ.......لكن من منا نظر إليها من بعيد و أخذ العبرة من النصفين .....؟؟؟؟

لا أحد !!!!!!!

 

أضيفت في 24/03/2010/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتبة

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية