حب على الشاطئ
* تطلق كلامها، بشكل هستيري، فيلوي عائدا إليها كما لو أنه اصطدم بجدار من
حديد... درجة الحرارة الكامنة بداخل صدرها تتجاوز، بكثير، درجة الحرارة عند
منتصف أغسطس...
* يجلس على صخرة نائية عن البشر، باستثناء السائح الذي هو بصدد رسم لوحة
تشكيلية، وزوجته التي هي بصدد البحث عن أشياء لم يتمكن من معرفتها، وخمن في
أنـها قد تكون أصداف الشاطئ...
* تعود إلى غرفتها... تشاهد مسلسلا عربيا، فتتأثر للمصير المؤلم لمديحة
التي تركها فارس أحلامها، وهجرها إلى بلاد بعيدة كي يتزوج من عجوز ميسورة
هناك...
* يتأمل البحر في صمت رهيب... عيناه تكادان تنـزلقان عن جمجمته، وتكاد تنط
منهما الأفاعي، والعقارب، وأسماك القرش، فلا يدري المرء إن هو غاضب لأمر ما
أم أنه بصدد خوض حرب باردة ضد البحر...
* أخيرا تبتسم، وتفكر في أن تصفح عنه...
* أخيرا يبتسم، ويفكر في أن يكتب لها رسالة يعتذر فيها عما صدر عنه في ذلك
اليوم المشؤوم...
* تتوصل بالرسالة، وتقرر أن تذهب إليه...
* يجلس، من جديد، على الصخرة النائية عن البشر... عيناه تكاد تنط منهما
الأفاعي، والعقارب، وأسماك القرش، ولا تعودان إلى وضعهما الطبيعي إلا وهو
يلمحها قادمة...
* تصل إليه، وتبتسم في وجهه ابتسامة عريضة... تجلس، إلى جانبه، وهي تعيد
شعيرات إلى مكانـها الطبيعي بعد أن انزلقت، شيئا ما عند أسفل خدها
الأيمن...
* يصر على طلبه...
* تقول إن ذلك عيب...
* يقول إن الأمر ليس عيبا ما دام البشر لا يراهما...
* تذعن له، ثم، في لحظة من اللحظات، تطلق صرخة مدوية في المكان...
* يقوم مذعورا... يلتفت يمنة ويسره ... يركض، ويركض، ويركض...
* لقد وقعت لها الواقعة...
* يقرر أن يقطع البحر، في اتجاه الضفة الأخرى، خوفا من كلام الناس
ونظراتـهم اللاسعة... يعزم على أن لا يعود أبدا... يقول لنفسه إنه لو كان
له عمل قار، وسكن مستقل عن ذويه، لما تركها تواجه مصيرها المؤلم... يقول
لنفسه هذا الكلام، وينقلب الزورق الذي يقله إلى الضفة الأخرى، فتقع له
الواقعة...
مولود عجيب !!!
كيف؟؟ ماذا ؟ !! ؟ لا ... لا ... من يصدق هذا الكلام؟؟؟ هذا أمر غريب
للغاية !!!
... ما علينا... الأمر بكل بساطة ( وربما بكل صعوبة ) أن مولودا جديدا ولد
وهو يضحك !!!
كيف ؟ !! ؟
نعم ... قهقهاته المنبعثة من غرفة والديه تسمع أكثر مما تسمع الأحاديث
الجانبية للمدعوين إلى الحفل... انتبه أحد المدعوين إلى ذلك فصاح قائلا:
- من ذا الذي يضحك هذا الضحك الجنوني ؟ !! ؟
قال صاحب الحفل:
- لا... لا تفزع... إنه المولود الجديد الذي نحتفل بعقيقته.
... فر جميع المدعوين إلى الحفل من شدة عدم القدرة على تصديق ما يحدث...
الكل يقول إن المولود الجديد يستحيل أن ينتمي إلى فصيلة بني آدم...
... كبر الطفل وهو ما يزال يضحك... أدخلوه المدرسة وهو يضحك... من شدة خوف
المعلمين ألا يكون من فصيلة بني آدم، كانوا يمنحونه نقطا ممتازة... حصل
صاحبنا على الشهادة الابتدائية، ثم الثانوية، وهو يضحك... كذلك كان يفعل
قبل وبعد الظفر بشهادة الإجازة الجامعية...
صار صاحبنا عاطلا عن العمل... اجتاز مباراة للتوظيف... يوم الإعلان عن
النتائج قال له صاحب الشارب الطويل، في مكتبه، إنه لم ينجح في اجتياز
المباراة، وإنه سوف يظل عاطلا عن العمل حتى إشعار آخر... تلقى صاحبنا
الخبر، كالصاعقة، وهو يضحك !!!
... يوم موته، حملوه إلى مثواه الأخير جثة هامدة في تابوت هش... حفروا
قبره، وحين هموا بوضع التابوت داخل الحفرة، فوجئوا به يحيى من جديد وهو
يضحك ... انـهار الكل وأغمي عليه من شدة عدم القدرة على تصديق ما يحدث...
حين لمح الكل قد أغمي عليه، شرع يركض، ويركض، ويركض، وهو يضحك، ويضحك، و..
ي... ض... ح... ك.
روتين
إلى الذي كنته، ذات مرحلة
يسير، مرتخيا، ورجلاه تلتويان، مثل عجلتي دراجة هوائية معطوبتين.... جفناه
ظلا مفتوحين إلى حدود الثالثة من صباح هذا اليوم... فهو متابع باجتياز
امتحانات الطور الأول من هذا الموسم الدراسي في الشهر المقبل، ولم يعد
يفصله عنها سوى أسبوعين...
يدرسونه مواد كثيرة، وفي كل مادة، من المواد، يدرسونه صفحات عديدة...
مطبوعات ومحاضرات وأبحاث تطبيقية وأشغال توجيهية، و،و،و،و......
دائما يقول حين يسأله أحد عن أحواله الدراسية:
- كانعدي وخلاص... المهم هو الحصول على الشهادة...
استيقظ، هذا الصباح، بعد أن نام أربع ساعات فقط... خرج من الغرفة التي
يكتريها، رفقة ثلاثة طلبة من البلدة، مع الجيران... ثلاث سنوات متتالية وهو
يتقدم بطلبات السكن لأجل الحصول على سرير شاغر بأحد الأحياء الجامعية، لكن،
دون جدوى... نصف ساعة، مر، وهو ما يزال واقفا في انتظار الحافلة... لم يكن
يصطدم سوى ب "السريع"... بعد انتظار طويل يصل "العادي"... يصعد ويصطدم
برائحة تزكم الأنوف... هي، في الواقع، مزيج لروائح مختلفة: رائحة البنزين،
رائحة عرق متصبب من جسد بدين، رائحة غائط ملتصق بحذاء مجهول لأحد الركاب...
يصل "العادي" إلى محطة لا تبعد عن باب الجامعة سوى حوالي مائة متر...
ينـزل... يقف، لحظة، محاولا استرجاع أنفاسه... يتأفف... يلعن اللاشيء في
مخيلته... يشعل سيجارة... يبصق على الأرض والسماء... ويسير متمتما بكلام
مبهم كالمجنون... عبثا يحاول إيجاد مقعد بالمدرج، لكن، فعلها "العادي"...
لقد وصل متأخرا عن موعد الحصة الدراسية بنصف ساعة، وكل مقعد من مقاعد
المدرج المتآكلة أطرافها، يقتسمه طالبان... عند مؤخرة المدرج، أو جوانبه،
طلبة واقفون وملتصقون ببعضهم البعض... التحصيل يكاد يكون منعدما... يخرج من
المدرج... يشعل سيجارة عسى تساعده نارها على إخماد النار المشتعلة بداخل
صدره... ساحة الجامعة فارغة، تماما، من الطلبة... يخرج بعيدا عن الجامعة...
رجلاه تجرانه إلى مكان لا يعرفه ولا يريد معرفته... يتأفف... يبصق...
يتوقف... يشعل سيجارة... يدخن ويدخن سيجارته إلى أن تحرق مؤخرتـ ها
شفتيه... يصيح بأعلى صوته:
- آي... ياي... ياي... ي... ي... ي... ي... ي...
... ويبصق، من جديد، وهو يسير إلى مكان لا يعرفه، وإنما تعرفه رجلاه، ولا
يريد معرفته...
جاكلين وفطومة
... قبالة جهاز التلفاز، الذي يتحكم فيه ذاك الصحن المقعر المسمى "بارابول"،
جلست فطومة تتابع أحداث الحلقة الأولى من سلسلة: "الفاتنة جاكلين" التي
شرعت تبثها قناة أجنبية... جاكلين دائما مبتسمة، وفطومة دائما عبوسة...
جاكلين تبعثر أوراقها المالية يمينا وشمالا، وفطومة ما تزال تتقشف في صرف
منحتـها التي قبضتـها منذ شهرين ونصف... جاكلين ترتدي تنورة قصيرة خضراء،
قالت عنـها فطومة إنـها أحدث موضة ظهرت بالسوق، لذلك قررت أن تنـزع عنها
الجلابية، وأن تبتاع لها واحدة مثلها بمجرد أن تخرج من البيت في اليوم
التالي...
... شاهدت فطومة جاكلين تخرج رفقة جون من الجامعة، وأعجبت أيما إعجاب بتلك
الجلسة الرومانطيقية التي جمعتهما بمقهى "لاجونيس" بدعوة من جون طبعا...
تذكرت فطومة يوم دعاها عباس لشرب مشروب على حسابه بمقصف الجامعة... تألمت
لرفضها الاستجابة لدعوة المسكين عباس، لذلك قررت أن تطلب – هي هذه المرة –
منه مرافقتها لشرب مشروب، على حسابه طبعا، وللاستمتاع بجلسة رومانطيقية،
تماما، مثل التي تستمتع بها جاكلين، الآن، برفقة جون...
... علاقة جاكلين بجون لا تزال مستمرة، لكن فطومة طلبت من عباس أن يتقدم
لخطبتها من أهلها، وهددته بوضع حد لعلاقتها به لأن القيل والقال كثر هذه
الأيام... رفض تلبية طلبها رفضا قاطعا، وقال إن هاجسه الأول هو الحصول على
الشهادة... تألمت فطومة، كثيرا، لموقف عباس من الطلب، وتساءلت ماذا كان
سيكون موقف جون لو أن جاكلين طلبت منه ذلك ؟؟؟
... لكن... ماذا يفيد السؤال يا فطومة وقد انتهت حلقات سلسلة: "الفاتنة
جاكلين" ؟؟؟ !!!
من أين له بالحمار ؟ !
... استيقظ من النوم، هذا الصباح، متأخرا... نظر إلى ساعته اليدوية، فأخبره
عقرباها أنه لم يعد يفصله عن موعد الحصة الدراسية سوى ربع ساعة... لا أثر
لأية حافلة من حافلات النقل الحضري التي تقل إلى المعهد العالي... يفكر في
أن يركض، إلا أن الأرق الناجم عن قلة النوم، طيلة ليلة الأمس، يمنعه من
ذلك، كما أنه لم يتناول إفطاره بعد، ولم يدخن ولو سيجارة واحدة كي يفتح
بـها عينيه: صحيح أن المدمن على التدخين لا يستفيق من النوم، بشكل فعلي،
إلا بعد أن يدخن سيجارة أو سيجارتين من النوع الذي تعود تدخينه... يصل إلى
مكان بجوار محطة القطار بمشقة بالغة... ينظر إلى ساعته اليدوية فيخبره
عقرباها أنه قد تأخر عن موعد الحصة الدراسية بخمس دقائق، وما تزال تنتظره
نفس المسافة التي قطعها كي يصل إلى المعهد العالي... يقرر أن يعود من حيث
أتى... في طريقه إلى الحي الجامعي، يبتاع علبة من التبغ... يعد كأسا من
القهوة السوداء... يشعل سيجارة، ثم يستلقي على السرير... بالنعش المقابل
لنعشه، بالمرقد المتكون من أربعة وعشرين سريرا، تنبعث موسيقى رائعة مصحوبة
بصوت فيروزي عذب جميل... جعلته تلك المقاطع الموسيقية يشرد في يم من
التفكير... اللعنة على هذا التفكير الذي صار يلاحقه، كظله، أينما رحل
وارتحل إلى درجة صار معها رأسه كاللغم القابل للانفجار في أية لحظة، وصار
معها جسده نحيفا كالمسمار... يقول لنفسه، مقهقها، إن رجليه صارتا مثل
قصبتين يعلوهما، من الخلف، ثقب عند الوسط... يتذكر طبيعة الطلبة المقيمين
بالحي الجامعي "المنظر الجميل"... جلهم يتوفر على سيارة، أو، على الأقل،
على دراجة نارية من النوع الرفيع ... يتمنى لو أنه يمتلك حمارا... نعم...
حمار.... سوف يكون ذلك شيئا رائعا... يقول لنفسه، مقهقها من جديد، ما أعظم
ركوب الحمار من الحي الجامعي إلى المعهد العالي، وما أعظم وقوف حماره إلى
جانب سيارات الموظفين وبعض الطلبة... سوف يتساءل الجميع عن صاحب الحمار،
فيجيبهم بكامل الاعتزاز والافتخار: "إنه حماري".
... لكن... من أين له بالحمار ؟؟ !!
موكب
... الساحة عبارة عن مثلث متساوي الأضلاع... حول المثلث تجمهر عدد غفير من
عباد الله... وسط المثلث يوجد برميل زبالة وزبال: لا شيء غير برميل الزبالة
ولا أحد غير الزبال... عباد الله ينظرون إلى البرميل الأسود والزبال الأسمر
في صمت رهيب... يلتحق بوسط الساحة موكب من العاطلين... العاطلون صامتون وفي
أياديهم أوراق ملفوفة ... يتقدمهم رجل أنيق، وخلفهم ستة رجال أنيقين،
زادتـهم ربطات العنق الصفراء أناقة أكثر... يزداد الزحام كثافة، فيشرع عباد
الله في التدافع، بعنف، كما لو أنـهم قردة من فصيلة "الشامبونزي"... تتطاول
أعناق الذين في الخلف للنظر إلى الأمام... ينتظم أهل الموكب، مصطفين، وسط
المثلث وأمامهم البرميل الأسود... كل عاطل علق على صدره رقم عريض مصنوع من
القصدير، ومطلي بطلاء أسود... شرعت تنبعث الأحاديث الجانبية للمتفرجين
لتكسر رتابة الصمت، ثم تتكاثر:
- إنـهم عشرة؟
- لا... ثلاثة وعشرون...
- لا... لا... ثلاثون...
- مساكين... شوف كيف دايرين؟
- شعورهم مشعككة، ولحيهم مدلية وخانزة.
- شوف، شوف، شوف... مس...اااااااا....كين...ن...
... يتقدم الرجل الأنيق أمام العاطلين... الرجال الستة خلفهم... الزبال
الأسمر بجانب البرميل الأسود... الصمت يسود، من جديد، بين المتفرجين...
عيون عباد الله في عيون العاطلين، وعيون العاطلين في عيون عباد الله... بعد
لحظة، ينادي الرجل الأنيق على العاطل الأول... يتقدم العاطل فيصرخ في وجهه
الرجل الأنيق:
- تقدم وألق بشهادتك في برميل الزبالة.
يتردد العاطل في تطبيق الأمر... يلحق به زبال الشواهد، ويسحب منه الشهادة
الملفوفة، بعنف، ثم يلقي بـها في برميل الزبالة... ينادي الرجل الأنيق على
العاطل الثاني، والثالث... والعاشر... والعشرين... والثلاثين... يتبول زبال
الشواهد على آخر شهادة ويلقي بـها في البرميل... يفرغ لترات من البنـزين في
البرميل، ثم يلقي فيه بعود كبريت مشتعل...
... ومثلما التحقوا، صامتين، بالمثلث المتساوي الأضلاع، انسحبوا صامتين،
يتقدمهم الرجل الأنيق، وخلفهم الرجال الستة، والرجل الأسمر...
ثلاثة أيام لرجل واحد
* اليوم الأول:
... الجو حار... الشمس ترسل أشعتها إلى قنة رأسه الصلعاء من دون شفقة ولا
رحمة... لحمه وشحمه يكادان يذوبان تحت جلده، أو ربما هو جلده الذي يكاد
ينسلخ عن باقي جسده... من جبينه، وأسفل إبطيه، يتصبب عرق غزير، ومع ذلك
يسير سعيدا ناحية تلك البناية كي يتسلم ورقة التعيين، وليشرع في ممارسة
وظيفته التي طالما انتظرها، مثل باقي العاطلين، بصبر كبير...
* اليوم الثاني:
... يصل إلى تلك القرية النائية، والتي توجد – تحديدا – في قمة جبل من
الجبال، حيث لا متاجر ولا مقاهي ولا حمامات... أخبروه، بتلك القرية، أن
السكر والملح، وغيرهما من ضروريات الحياة اليومية، يمكنه اقتناؤهما من
السوق الأسبوعي، كما طمأنوه أن سكان تلك القرية لا يبخلون على المعلمين،
الذين كادوا أن يكونوا رسلا، بوجبات الفطور والغذاء والعشاء ناهيه عن البيض
والحليب والزبد وغيرها من منتوجات القرية التي يمكن أن يجلبها له التلاميذ
معهم كل صباح... يقول، لنفسه، إن كل شيء يهون في سبيل تلك الوظيفة التي
كادت أن تجعل منه رسولا... يصل إلى المدرسة المكتوب اسمها على ورقة
التعيين... يرحب به المدير، ويعرفه بقاعة الدروس طالبا منه الشروع في
مباشرة العمل... يلتحق بالقاعة مزهوا بنفسه، غير أن هذا الزهو سرعان ما
تلاشى وهو يكتشف، عن طريق حديثه إلى التلاميذ، أنه يدرس لأربعة مستويات في
فصل واحد...
* اليوم الثالث:
... يلاحظ السيد المدير أن قاعة المعلم الجديد مغلقة، وأن التلاميذ مكتظون
أمام بابـها منتظرين قدومه... يلتحق السيد المدير بجمع التلاميذ ذوي
المستويات الأربعة... يفتح باب قاعة الدرس، فيجد المعلم قد انتحر بواسطة
حبل مشدود، بمصباح الإنارة، عند السقف.
فكرة
منذ زمن والفكرة تراود صاحبنا، ولم يفرغ من إتمام إنجازها إلا مساء الأمس،
لذلك فهو الآن بقبيلة ( ألف )، يخبر أهلها بالأمر، بعد أن مر بقبيلة ( باء
) وأخبر أهلها بنفس الأمر...
أما الفكرة، فكانت بناء ضريح، واسع، ومزركش بأفخر أشكال المرمر والفسيفساء،
بداخله قبر قال إنه يحتوي على جثمان ولي صالح قال إن اسمه هو: "سيدي فرتلان".
بجانب ضريح "سيدي فرتلان" اجتمعت القبيلتان... قال كبير قبيلة ( ألف ) إن
الولي الصالح ينتسب إليهم وإنه ابن فلان المنتمي إلى شجرة فلان، وإنـهم
ينوون إقامة موسم احتفالي به لا ككل المواسم... قاطعه كبير قبيلة ( باء )،
ملوحا بـهراوته، وأكد أنه فلان ابن فلان المنحدر عن سلالة فلان، وأن الموسم
لن ينظمه أحد سوى أهل قبيلته... اختلفت القبيلتان، واشتد خلافهما حتى كاد
يتحول إلى صراع بالعصي والهراوات لولا أن تدخل صاحبنا قائلا:
- طيب، لدي اقتراح... لنهدم القبر، ولنتأكد من هوية المدفون به، ثم نعيد
بناءه من جديد.
ارتاح كبيرا القبيلتين لاقتراح صاحبنا... تم هدم القبر، فإذا بـها جثة حمار
أشهب !!؟؟
|