المرأة في القصة العربية
موضوع أحببت أن أتطرق إليه
وتداوله لما له من كبير الأثر والأهمية فيما يتناوله الكاتب من مواضيع في قصصه
ومدى تأثير وحضور المرأة فيها سواء بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
( وأنا هنا لن أخوض بموضوع
كتاب القصة من السيدات فهذا شأنا أخر سأتطرق إليه في طرح مستقل. )
فمن منا لم تكن أولى حروفه
التي خطها على قصاصة من ورق أو مقعد أو جدار أو جزع شجرة ولم تكن موجهة ومخصصة
لفتاة أو امرأة ؟
فرسم منذ أن كان طفلا مع
أولى الحروف التي أتقنها مشاعره، ونقل بخطوطه المتعرجة البريئة تلك الكلمة
الدافئة الحنونة -التي تعود لفظها وسماعها( ماما )- على صفحات دفتر لتستقر وقد
أخذت لها شكلا خاصا بها تكون وسيلته للدلالة عليها ومخاطبتها والتقرب إليها.
وكطفل صغير لم يتقن خطواته
بعد يدرك ثمن إتقانه وحفظه وتمرسه في كتابة تلك الحروف الجميلة المعبرة التي
تستطيع أن تنقل مشاعره وأحاسيسه بصمت إلى الطرف الآخر دون أن يراه أو يسمعه
احد.
فيعطي لتلك الكلمات التي
جمعت حروفه القدسية التي تستحقها.
فخلف كل خطوة يتقنها هناك
الكثير من المشقة، حتى لتبدو وكأن المسافة التي سيقطعها بين سماعه الكلمة
الجميلة التي أحبها وبين إتقانه في كتابتها تشبه تلك المشقة التي حملته على
تحمل أحجام الأشياء المهيبة التي تحيط به حتى عودتها إلى طبيعتها مع تقدمه
وتصلب عوده.
ومن منا لم يتخذ مما يحيط
بنا من نجوم وغيوم وأمطار،... وعصافير وطيور وأشجار،... وكثير من أنواع
الفراشات والورود والزهور لنستدل بها عليها فنلبسها من خيالنا أثوابا فضفاضة
مليئة بالأنس والألوان وكثير من السحر المشحون بالموسيقى التي تطفق بها قلوبنا
فنعطي ومع كل خفقة منها اللحن الذي يليق بها، حبا كان أم كرها،... حزنا أم
سعادة،...رهبة أو خوف أو انتصار.!
ومن منا لم تكن المرأة هذا
المخلوق الرائع اصل أولى خواطر نخطها ويوميات نكتبها ووسيلتنا لمخاطبة الذات
نعود إليها كلما شعرنا بحاجتنا إلى وجودنا قرب من نحب أما كانت أو أخت أو حبيبة
أو زوجة أو ابنة، فنخاطبه بكلمات وسطور وفصول لا بداية ولا نهاية لها دون قيود
أو شروط فنفرج عما يحتبس في قلوبنا وعقولنا من مشاعر تعجز ألسنتنا عن النطق بها،
وتكون ها هنا حرة طليقة تصول وتجول على صفحات من ورق تضمها بحنان وتحرص على
حمايتها وإيصال ما بها لمن نريد وفي أي وقت نريد.
فنعود إلي أحضانها الوديعة
بعد كل عثرة أو إخفاق لنستمد منها العون والغفران والرضا، ونتلمس السبيل إلى
صدرها نستدرك العطف والحنان والأمان بعد كل خوف يصيبنا، ونسترد من عباراتها
المشحونة بالفرح بعد كل نجاح لنا ذلك الشعور المليء بنشوة الانتصار والفخر
والذي لا يمكن لأي شيء آخر أن يحل مكانه أو يعوضه.
ولهذا فالمرأة حاضرة هنا
عند كتاب القصة من الجنسين وقد اتخذت كما أسلفت الأشكال التي نريد أن تظهر بها
وتقمصت أنواع من الشخوص والرموز فظهرت واعية ناطقة عند البعض، متخفية ساكنة عند
البعض الآخر، تحزن البعض إذا ابتعدت وتمردت ؟ ! وتفرح البعض الآخر إذا حضرت
وامتثلت ؟ ! وتغضب الآخرين إذا ما تطلبت وتثير الغيظ إذا ما تدللت وتكبرت، ؟ !
وتصيب المعجبين بها والمتيمين والعاشقين بالجنون أو فقدان المصير إن هي تركتهم
بأوهامهم دون تدبير.
فيعمل القصاصون كل حسب
تجربته ومحنته على إظهارها المظهر الذي يخدم غرضه، عاكسا بذلك بعض من ثقافته
وتربيته وبيئته وتجربته الشخصية.
ولهذا فلقد اتخذت شعاري (
أنا لا استحي أبدا من أن تكون وراء عزيمتي امرأة ووراء كل نجاح قصة حب
) لأنها تعبر بطريقة أو بأخرى عن هذا الدافع الصامت الذي يحركنا دون إذن منا
نحو المغامرة والحلم والنجاح حتى إنني تساءلت في قصيدة نثرية تحت عنوان (
لو عاد الزمن بنا ساعة = في الخلق = ) إذا ما كانت حواء هي
الأصل من خلق الكون وبان ادم لم يكن إلا وسيلتها وحجتها . وهذه مقاطع منها
لكن ...؟ لله في خلقه شؤون
وآدم -حجته عند البشر- من دونه لا يكون
ونزعة الحب والكره مسكونة
في لبه وكيانه كأحسن ما يكون
فكيف أن يعتكف في الجنة معها ... أهو مجنون
يتبادلان أناشيد الهوى ... يتسامران
في يوم لا
نهاية له ... هائمان هكذا بالكون
لا يعرفان لكل أطياب الجنة من طعم
ولا من روائحها وعطرها المكنون
وتلك اللذة يسمعان بها
هي أسم بلا طعم وسر مدفون
بشجرة لم يتذوقان ثمارها
ممنوعة عنهما بشروط العقل والمجون
ومجونه بحواء مرتبط بها
دونها ليس للجنة من طعم ولا لون
تذوق أطياب الجنة وألوانها
ممنوعة عنه دون شجرتها وثمرها المفتون
بعبق تسحره بها ... ووعود توحي بأنها
سبقته إلى المتعة بكل ما فيها من فنون
وبمكر الأنثى اخفت سرها
بأنه لا غيره مفتاح جنتها ... وجواب للظنون
وكطفل وديع استسلم لرغبتها
وتجاهل نصيحة الله خالق الكون
واستأثر بلحظات من لذة
لم يعرف بان الندم بعدها لا يفيد ولا يكون
وتساءل في سره هل هو حقا محبوب الله
أم هي حواء وانه لم يخلق إلا لتكون
وبان الدنيا لم تخلق إلا لها
ولكل ما فيها من حب ... وكره ومجون
وبأنه لم يكن إلا مأثرة في قصة بطلتها حواء
فهي من تنجب دونه وأن هو إلا كحرف النون
في قصيدة يتساءل بها
عن سره ... سر حواء ... سر هذا الكون.
يحيى الصوفي / جنيف في 06 /06 /2004
(
للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول
أدب المرأة )
المرأة ذلك المخلوق
الغامض
المرأة ذلك المخلوق الغامض هل يصعب علينا فهمها حقا ؟... أم إننا بسطاء لدرجة
استعصى علينا استيعابها !؟... وهي اقرب إلينا من أي شيء أخر في الوجود.
فهي التي أنجبتنا وعلمتنا وزرعت في جوارحنا ما ترغبه فينا من حب وكره ؟!...
فأين المشكلة إذاً ؟.
هل هي بها أم هي بنا أم هي في كلانا ؟.
لقد حيرتني تلك الأسئلة البسيطة، ولكي اعثر على جواب لها ولو بسيط ومؤقت كان
لابد لي من أن اقسم الموضوع إلى قسمين.
القسم الأول:
ويتعلق برأيي في المرأة من الناحية الدينية والاجتماعية، وهو يتلخص في أنني أحب
واقدر جداً حرية المرأة ومساواتها مع الرجل إلى ابعد الحدود، سواءً كانت حسب
الشريعة الإسلامية أو أي شريعة أخرى، لأن الديانات والشرائع هي وليدة الفطرة
ووليدة الحاجات الاجتماعية والإنسانية لتنظيم المجتمع والعائلة والفرد، واحمد
الله انه منَّ علينا بالإسلام كدين وشريعة ننظم حياتنا وحوائجنا من خلاله كأحسن
ما يكون.
وإيماني بحرية المرأة ذاك يعتمد بالدرجة الأولى على متطلبات الحياة الاجتماعية
كونها الجزء المهم والعامود الفقري الأساسي للمجتمع، وعملها ومنذ بدء التاريخ
كان ها هنا حاضراً... فهي تزرع وتحصد، وتربي الماشية وتحلبها، وتصنع اللبن،
وتعد الطعام، وتنجب وتربي الأولاد، وتعتني ببيتها وزوجها وعائلتها.
وانه لجهد كبير وعظيم جداً ما كانت تقوم به كجزء من المشاركة الفطرية والطبيعية
إلى جانب الرجل لتقدم العائلة والمجتمع.
ماذا حدث بعد ذلك ؟... لتتقوض هذه العلاقة الوجدانية الطبيعية للمرأة، ولماذا
بدأت الديانات تتدخل في تنظيم علاقتها بين أفراده ؟ وكأنها عنصر غريب عنه وليست
جزءً منه كما كانت دائماً وأبداً ؟.
والجواب بتصوري هو -ربما- لعصور الظلام التي بدأت تجتاح البشرية عندما بدأت
المجتمعات تكبر وتتطور، وبدأت المرأة تتحول من عضو فاعل ومشارك ومتكامل فيه،
إلى سلعة يتبادلونها سواءً للمتعة، أو لتشغيلها واستغلالها كيد عاملة رخيصة !؟.
ولهذا جاءت الديانات وجاء الإسلام ليعيد هذه العلاقة الطبيعية والإنسانية بين
الرجل والمرأة وبين المرأة والمجتمع، إلى مكانها الطبيعي، وسنت الشرائع
والقوانين لحمايتها.
ماذا فعلنا نحن بالدين ؟.
بالغنا بالدين، وبالغنا بالتعصب، وبالغنا في الاضطهاد إلى نفس المرأة، وبنفس
القوانين التي جاءت لتحميها، وذلك بالتفسير والتحليل والإضافات على القرآن
والسنة هم فيها ومنها براء.
ولو نظرت للمرأة في صدر الإسلام وكما رباها وعلمها الرسول (صل) لرأيتها طبيعيةً
جداً تقوم بدورها على الفطرة واثقة بالنفس حافظة لحقوقها وحقوق زوجها وعائلتها،
ومتحررة إلى ابعد الحدود.
فهي التي تعمل حسب ناموسها ومن قراره نفسها... وتشارك في تطوير العائلة
والمجتمع، ومسئولة مسؤولية كاملة عن أعمالها وتصرفاتها، لأن روادعها الأخلاقية
مأخوذة من الدين نفسه الذي يحميها، فالشريعة والقانون جاؤوا من صلب الطبيعة
البشرية وليست من خارجها... وتحترم وتتناغم بشكل فريد مع الأعراف والتقاليد
لأنها صورة عنها !؟.
أين هي المرأة اليوم ؟ وما هو موقف الدين منها وموقفها منه ؟.
في الحقيقة أنا ابحث عن المرأة منذ سنين ولم أجدها، المرأة كما عرفتنا بها
لغتنا العربية الجميلة والمشتقة من المروءة، حتى إنني لم اعثر بعد على المروءة
ذاتها !؟.
أنا بكل بساطة أشاهد أمامي معركة طاحنة لا هوادة فيها ولا رحمة... بين فريقين،
فريق يريد أن يحتفظ بالمرأة كعبدة عنده، تحت ستار المحافظة عليها من الفسق
والانحلال والتشرد، ويستخدم بذلك كل وسائل التخويف والتهويل بالحرام والحلال
والحدود الخ الخ الخ.
وبين فريق آخر يريدها حرة كاملة الحرية حتى يستردها هو الأخر كعبدة له، في
فراشه وفي مصنعة وفي مكتبه وبيته !... مستخدماً كذلك كل الوسائل التي يملكها
وتحت ستار كلمات براقة كالحرية والديمقراطية... مبتدعين شتى أنواع القوانين
والشرائع والدساتير خصيصاً لها.
حتى لظننت في مرحلة ما وكأنها مخلوق غريب عنا، شيء ما قادم من كوكب أخر ومن
عالم أخر ولا يشبهنا بتاتاً !!! ؟.
ولهذا ولكي أكون معكم صريحاً جداً... أنا ضد التعصب بشتى أشكاله وضد من يحمل
الدين والقرآن والسنة تحت إبطه يتاجر بهم، ويأخذهم كريهنة لتمرير غاياته
وحوائجه الشخصية !؟.
ولا أرضى على هذه الممارسات التعسفية والمشينة التي يقومون بها بعض من الدعاة
لحصر المرأة في زاوية مظلمة من زوايا التاريخ، وتحديد ما يجب ومالا يجب عمله
!؟.
وأنني لأشعر بعيونهم وأقرأ على شفاههم ذلك الخوف الغامض من أن تفلت تلك المرأة
من بين أيديهم ... فلا يستطيعون بعدها من اللحاق بها وإمساكها !!!؟.
ولو دققنا ملياً في كل الدروس التي تطفح بها محطات التلفزة العربية عن المرأة،
وعن همومها ومشاغلها وحريتها وواجباتها... وهذا الجهد الهائل المكرس من أجلها
ومن أجل الحفاظ عليها من الحضارة وأمراضها، لشعرنا بتلك الرهبة القابعة في
قلوبهم، وكأن همهم الوحيد من الدين كله هو إيصال تلك المرأة إلى فراش زوجها
بكراً لم تمسها يد إنسان من قبل !.
وهذه الرهبة وهذا الخوف مرده بكل بساطة إلى عدم الثقة المتأصلة فيهم اتجاهها ؟.
أما إذا سئلت رأيي في هذا الموضوع، فأنا أسوقه متمثلاً بموقفي من ابنتي أو ابني
وكيف علي تربيتهما ؟.
وأنا على فكرة لا أحب أن أميز أبدا بالتربية بين الجنسين واعتبر بأن الفتى
كالفتاة لهما نفس الحوائج والمتطلبات والغرائز، فما يحرم عليهما واحد وما يحلل
لهما واحد، ولا أميل لفكرة كون المرأة تسأل عن أمر يسيء إليها ولا يسأل الفتى
عنه ؟.
وأتصور بأن بديهة البديهيات في حياتنا الاجتماعية أن نكون مسلمين ملتزمين
بديننا وبسنة نبينا هذا لاشك فيه، ولكن لا أحب أن تقهر الفتاة أبداً على الطاعة
العمياء لكل ما يقال بخصوصها، وما حلل وما حرم لها في الدين، بل اشرح لها ما
يحببها في حلاله وحرمته كجزء من الحماية المنطقية والطبيعية التي تتعلق بها
وبأنوثتها، وأعاملها في سنها المناسب على أنها إنسانة حرة تملك قرارها وحريتها
بيدها وعليه يتحتم أن تتحمل المسؤولية !!! ؟.
أجل المسؤولية تلك الكلمة الثقيلة التي يهرب الجميع من لفظها أو مواجهتها، لأنه
وعلى أساسها تقام حدود الله وشرائعه، حيث تنطوي تحت جناحيها !.
ما يلزمنا بالخير أو الشر، بالصدق أو الكذب، بالعفة أو الضلال، وكثير غيرها من
المعاني التي يحارب الإنسان من اجلها !؟.
وهنا يأتي سؤالي لك يا عزيزتي المرأة كيف تعرفت إلى الله وكيف أطعته وماذا فعلت
لكي تتحملين مسؤولية تلك المعرفة وتلك الطاعة ولماذا ؟.
وهل تشعرين بأنك حرة فيما اخترت وفيما فعلت وكيف ؟.
أنتقل الآن إلى القسم الثاني:
ويتعلق بموضوع المرأة بي، وكيف أريدها أو انظر إليها كرجل، وماذا أحب بها وماذا
اكره ؟.
أنا وككل الرجال أحب المرأة الواعية الصادقة المثقفة المؤمنة بالله عن صدق،
تخافه في نفسها وغيرها خوف إعجاب ومحبة ووفاء، تهرب من القشور إلى الجوهر، تحمل
صفات الأنثى بكل معانيها وكما خلقها الله، عفيفة تتعامل بفطرتها وحسها الأنثوي
الذي لا يخطئ في تقدير الخطأ من الصواب، في الحب والكره، في العناية بنفسها
وزوجها وأولادها وعائلتها، في عملها وفي علاقتها بالمجتمع وإخلاصها لهم.
تعرف كيف تعتذر إذا أخطأت وكيف تتوب إذا تعثرت، وتملك الشجاعة على تحمل
المسؤولية في أي قرار تتخذه بمليء حريتها.
واكره في المرأة جهلها، وخلطها بين أمور الدين والدنيا، وتغليب احدهم على حساب
الأخر.
اكره فيها المكر والخداع والمناورة والكذب في الوصول إلى ما تحب أن تقول أو
تفعل ! ؟.
اكره إهمالها لنفسها ولعائلتها، وتغليب مصلحة الغير على العائلة، واكره عليها
العمل إذا ما كان ذلك يضر بها أو بعائلتها، وأعتبر أن كل وقت فراغ أضافي نكسبه
هو ربح لنا لكي نهذب أنفسنا به، كسماع الموسيقى أو المطالعة أو حتى اللعب،
والعناية بأنفسنا وروحنا لما فطره الله فينا من حب للحياة فنعمل لها كأننا نعيش
أبداً ونعمل لأخرتنا كأننا ميتون غداً.
اكره أن تكون "مسترجلة" تتصرف بما يخالف طبيعتها... كالرجال ... تتصرف مثلهم...
تتكلم مثلهم... وتدير شؤونها مثلهم ؟؟؟!!!.
واكره ألا تعرف حدود علاقتها مع الآخرين، فتخلط بين القريب والصديق والزميل.
واكره أكثر ما اكره عدم إخلاصها فيما تعمل ؟ !.
هكذا نحن الرجال نحب المرأة ولأجل ما ذكرت نكرهها ...!!!
فهل لديك سيدتي... رأي آخر فيما عرضت، وكيف تنظرين أنت كامرأة إلينا... وماذا
تطلبينه منا نحن الرجال ؟؟؟.
وللحديث بقية.
يحيى الصوفي جنيف في 3/04/2004
(
للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول
أدب المرأة )
المرأة ستحكم العام قريبا
ستكون المرأة هي العنصر المسيطر على كل مناحي الحياة في العالم،
باختصار.. المستقبل للنساء، كما توقعت عالمة بريطانية كبيرة وقالت البارونة
سوزان غرينفيلد البروفيسورة في جامعة اوكسفورد وأول امرأة تتولى ادارة المعهد
الملكي في بريطانيا ( إن التطور السريع الذي تشهده تقنية الانتاج ووتيرة
التغيير الذي تشهده أماكن العمل تمحي الفروق بين الرجل والمرأة، بل وتمنح
المرأة الفرصة الأكبر للحصول على الوظائف التي كانت تقليديا من حصة الرجال. كما
ان التطور الطبي يساعد النساء على التأخير في تأسيس العائة، بل وحتى تكوين
عائلة بدون الحاجة الى وجود رجل، مثل الحمل بالتلقيح الصناعي او زرع الأنسجة،
مما يقلل بل يعدم دور الرجل ولم يعدن بحاجة الى الرجال )
وقالت غرينفيلد ان الضغوط على المرأة لكي تختار بين العائلة
والعمل ستختفي كليا لأن التكنولوجيا الجديدة وفرت لها ان تجمد بويضاتها وتحفظها
لكي تستعملها مستقبلا. واكثر من هذا اعلن علماء اميركيون حديثا انهم نجحوا في
الغاء سن اليأس عمليا بإزالة خلايا مبيض امرأة شابة وتجميدها ثم اعادة زرعها في
المبيض نفسه بعد سنوات عديدة. وحسب البارونة (تصوري انك تحصدين بويضاتك وانت في
الثامنة عشرة من عمرك، اي في عنفوان خصوبة البويضات، وانت تعرفين ان بإمكانك ان
تختاري المرحلة العمرية التي ترغبين في استعمالها لانتاج الأطفال. مثل هذه
التقنية تعطي الحرية الكاملة للمرأة لكي تختار حياتها العملية وفي الوقت نفسه
تؤسس حياتها العائلية متى تشاء، فما هو اذن دور الرجل )
ومع ازدياد القوة النسائية في كل مجالات الحياة، وتفوق الطالبات
على الطلاب اكاديميا، فإن سيطرة النساء قد بدأت فعلا كما ترى البارونة غرينفيلد
التي تؤكد ان المستقبل سيبنى على هذا الأساس ( المستقبل سيكون انثويا لأسباب
كثيرة، لعل ابرزها اننا نتحول من نمط الانتاج الصناعي الثقيل الذي يتطلب قوة
عضلية الى العمل بأدمغتنا امام شاشات الكمبيوتر.) واضافت (المرأة لم تعد في وضع
ضعيف لأنها غير قادرة على حمل الآلات الثقيلة او استعمالها.) ..... عن الشرق
الاوسط
منذ أيام أطلت علينا وسائل الإعلام العربية والأجنبية بخبر مهم صادر عن
أحدث دراسة بريطانية للعالمة البارونة (غرين فيلد) تنبئنا بان المرأة ستحكم
العالم خلال السنين القادمة، ؟
معتمدة في دراستها وتقيمها لهذا الاكتشاف البريطاني الجديد بان امرأة
المستقبل ستنجح في حكم العالم الذكوري لان كل عوامل التطور الحديثة ستكون إلى
جانبها بدءا من الإنجاب بمفردها عن طريق التلقيح الاصطناعي مرورا باستغنائها عن
الرجل في الأعمال اليدوية الثقيلة باستخدام الآلات وأجهزة الكمبيوتر المتطورة
وانتهاء (بالجنس عن طريق العقاقير والمجسات الكهربائية الموصلة بالدماغ ؟ ) (
الأخيرة مضافة من قبلي )
أف الحمد لله ! ... أخيرا أدرك البريطانيون بان المرأة ستحكم العالم
على أساس أنها ومنذ بدء التاريخ حتى ألان كانت خارج العالم، ؟ ! وأخيرا صفق
البريطانيون ومن خلفهم العالم بالاكتشاف الجديد الذي لم يستقبله الكثير من رجال
هذا الكوكب إلا ببعض الحسرة والألم وقليل من الشفقة على المرأة ذاتها قيد
الدراسة، ؟ !
لان الموضوع لم يخرج عن كونه سلسة قديمة ومرقعة من سلسة علم الخيال
التي كنا نشاهدها في السينما وعلى شاشات التلفزيون ونطالعها في كتب الجيب منذ
أكثر من ثلاثين عاما مع فارق واحد بان تلك الأفكار كانت من إنتاج وإخراج الخيال
الذكوري البحت ؟
لماذا انظر كغيري من الرجال إلى هذا التقرير بالحسرة والشفقة على
المرأة ؟
بكل بساطة لأنه دليل جديد على بساطة في التفكير يقترب من حد البلاهة
والغباء وتسلط فردي لعقول مريضة على مقدرات ومستقبل أكثر من نصف طاقات المجتمع
وفي زمن ندعي فيه بالديمقراطية ؟
ولأنها وللمرة الألف هي التي تتحمل القسط الأوفر من أضرار تلك الأفكار
وهي الوحيدة التي تدفع ثمن خطابات ودراسات ونشاطات المدافعين عنها ؟ !
على اعتبار بان الذكورة وما يتصف بها الرجل من صفات خاصة تتمثل بقوته
الجسدية، وموقعه أمام المرأة فيما يخص علاقتها العاطفية والجنسية معه، ومركزه
الاجتماعي ومكانته الخاصة والمميزة كرب للأسرة هم سبب الخلاف فيما بينهما،
وبأنها ولمجرد أن تستطيع السيطرة على تلك المميزات ستستطيع الحلول مكانه ؟؟؟ !!!
هي بلا شك لم تدرك بان الذكورة أو الفحولة ليست صفات جسمية يمكن أن
نتغلب عليها ببساطة الطرح الذي عالجت به الموضوع، وبالهرمونات والآلات وأجهزة
الكمبيوتر ؟ !
وان الفائدة من الرجل التي تنفي حاجتها إليه لا تتمثل بتقليد الخواص
التي يمتلكها ؟؟؟!!!
لان تلك المميزات والصفاة والخواص التي يتصف بها تتمثل بكل بساطة
بطريقته الخاصة في التفكير والإدارة والنظر إلى الأمور ومعالجتها بشكل فريد
يختلف عنها فيه ولا اسم له، ! ... انه بكل بساطة ( الرجل ؟ )
وإذا عدنا بالزمن قليلا إلى الوراء ومع بداية الحركة النسائية العالمية
ونشاط الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة لرأينا حجم الخسائر الفادحة التي منيت
بها نفس المرأة وعلى كل الصعد الاجتماعية والنفسية والمالية والعاطفية. وخسارتها
لمكانتها المميزة كمربية للأجيال. خاصة بعد إن تساوت وبحكم القوانين مع الرجل
فأصبح هو كذلك يربي ويعتني بمنزله وأطفاله.؟ وبفضل قوانينها تلك استطاع أن يحصل
على حقوق جديدة لم تكن تحسب له كحق الحضانة وأجازات الولادة المدفوعة الأجر.!؟؟؟
كما إنني لا افهم أين يقع ذنب الرجل في ضعف المرأة أو عدم كفاءتها في
أداء بعض الأعمال الخشنة حتى يتحمل وفي كل مرة غضبها واستنكارها وتمردها
وسخريتها ولماذا لا تلجأ إلى الله خالفها لتعترض على وجودها أصلا ؟! أم إن مجرد
محاولاتها تلك ما هي إلا اعتراض ضد الخالق وتمرد عليه ويجب نحن الرجال أن
نتركها تفعل بنا ما تشاء ؟؟؟
والحمد الله بان تلك الأفكار لم تكن إلا من والى زمرة من النساء المرضى
يعممونها على الأخريات دون إذن منهن ؟ ولا يتعلق بإعطائهن حقوقهن المسلوبة
ومساواتهن بالرجل بالأجر وتحمل المسؤوليات، وإنما بالبحث عن الوسائل للحلول
مكان الرجل وتجاوزه أو بكل بساطة الاستغناء عنه، ؟ ! وألا لما شاهدنا وسمعنا
اعتراض اقلهن شأنا وأولى الضحايا كعارضات الأزياء وبنات البغاء والراقصات
بالملاهي الليلية وفي أندية القمار ( وهن أولى أهداف حملاتهن ) على تلك
الجمعيات ؟!
هذا طبعا إذا ما تداركت وأضفت على اللائحة الغالبية الصامتة منهن
وبالأخص الراهبات اللواتي خفن من ضياع قدسية المرأة الوحيدة المبجلة لديهم
والمتمثلة بالعذراء أم النساء والدليل الوحيد على عفتهن وتميزهن وسمو جنسهن !!!
قد أبدو من خلال مداخلتي البسيطة هذه بأنني أقف ضد المرأة أو حريتها أو
إعطائها حقوقها !!! لا .... أنا بكل بساطة أتحسر وأشفق على ملايين الضحايا
الجدد التي ستسقط من جراء مثل هذه الأفكار، إذ انه لا يكفينا بان نقوم بتقديم
الدراسات الاجتماعية وتوثيقها بالأدلة والبراهين حتى نثبت صحة النظريات التي
نبتكرها، والموضوع لا يتعلق بصدقها ومقدار مطابقتها مع الواقع لتنفيذها. !
فإذا تجاوزت عرضا الثغرات الكبيرة التي لم تجب عليها صاحبة الدراسة
خاصة فيما يخص المشاعر الأنثوية والعواطف والحوائج الجنسية ومتطلبات التغير
الفزيولوجي والنفسي والذي تتعرض له المرأة ابتدءا من المراهقة والطمث ومرورا
بسن اليأس وانتهاء بالهرمونات وتأثيرها على مزاجها اليومي وطبيعتها واستقامة
تفكيرها ؟ لأن تلك الصفات بسلبياتها وإيجابياتها هي التي تميزها عن الرجل وتحفظ
لها مكانتها واستقلاليتها عنه، ! خاصة مقدرتها على تأسيس أسرتها ومصاحبة
أولادها في طفولتهم باكرا واستغلالها لشبابها وشباب زوجها على أكمل وجه.
فان التحدث عن تغلبنا على كل تلك المميزات وكما ادعت الباحثة بحفظ
البويضات النشطة في الثلاجات لاستخدامها فيما بعد للإنجاب وتعاطيها للهرمونات
الذكرية من اجل التغلب على مناعتها وقدرتها على تحمل الزمن والوقوف ضد الشيخوخة
المبكرة الخ الخ الخ من المبتكرات العصرية للتغلب على الرجل تقودنا إلى مخلوق
آخر جديد ليس له علاقة بتاتا بالمرأة التي نعرفها والتي تدافع عنها الخبيرة
الاجتماعية في دراستها، ؟ ! ... والأولى لها أن تخبرنا عن ميلاد مخلوق جديد لا
يمت بصلة إلى المرأة بتاتا ؟؟؟؟!!!! عندها أوافقها تماما في كل مقولتها واصفق
لها !!!
بل سأكون من أول المشجعين لها داعيا لها ورأفة بالإنسانية أن تتحكم
أيضا في نوع الأجنة - طالما أصبح ذلك ممكنا - لتكون كل الأجيال القادمة من
النساء حتى يأتي اليوم الذي لا تجد فيه من ينافسها على مكانتها وسلطتها وتفوقها
وربما ستكون حربها القادمة على أجناس أخرى لا علاقة لها بالبشر وقد تكون من
سلالات أخرى هذه المرة !!! أو مع مخلوقات وهمية تخترعها لتصنع حربا معها وكما
جرت العادة فتفرغ ما يفيض بالقلب من حقد ورغبة في الانتقام. ؟!
طبعا الموضوع لا يتعلق بالتطور الحضاري الطبيعي الذي نعيشة وتستفيد
المرأة منه كثيرا من اجل مساعدتها في التغلب على مصاعب الحياة اليومية خاصة
وأنها أصبحت عاملة ونشطة في كل المجالات، بل يرتبط بالخلط في استخدام الحضارة
والتكنولوجيا واستغلال تلك الوسائل العصرية للتسبب بالأذى لها والقضاء على كل
المكاسب الأنثوية في التحكم بقدرها ومصيرها،
وحتى لا نجد أنفسنا يوما ما أمام جيل من النساء الهرمات يلدن في الستين
من العمر دون أدنى شعور بالرأفة والمسؤولية عن جيل من الأطفال الأيتام التعساء
؟ وإلى الانتهاء عبيد لمشاريع شيطانية لا تؤدي إلى نتيجة ؟؟؟
وكان الأحر بها وهي تفند وتستدل على تطور المرأة نحو ذاك المصير التعس
كنتيجة حتمية للتطور الحضاري، بالبحث عن الحلول الناجعة لها للحفاظ على مكانتها
كامرأة وعلى مستقبلها كأنثى، لا أن ترسم طريقا ورديا تشجع من خلاله على استخدام
تلك الوسائل الحضارية والتقدم العلمي لتغير من طبيعتها لمجرد أن تصارع الرجل
وتحاربه وتحويله إلى عدو على مكانة لم يمنعها عنها أصلا وسلطة لم يستأثر بها، ؟
لأنه لو كان الأمر كذلك، فسيكون خطأها بخطأين لأنها هي التي تنجب وهي
التي تربي وهي التي تعلم الرجل منذ طفولته كيف عليه أن يعاملها أو يحترمها أو
يعطها حقوقها، فان هو لم يفعل ؟ فهذا دليل ثان وأكيد على فشلها في إدارة حياتها
كأنثى وأم ومربية وعليها وحدها تقع عاتق تحمل النتائج.
وأخيرا رفقا بنا أيتها البارونة،...رفقا بالمرأة ايها المناضلين من اجل
المرأة ارفعوا أيديكم عنها ودعوها تعيش طفولتها ومراهقتها وشبابها وهرمها كما
يحلو لها بإيجابياتها وسلبياتها،...بأحزانها وأفراحها،...دعوها تعيش بكل بساطة
مع أنوثتها وطبيعتها وفطرتها كامرأة بسلام.
ملاحظة: هذا الموضوع خاص بالرد على الدراسة الاجتماعية المقدمة من قبل الباحثة
الاجتماعية البريطانية ولا تخص المرأة العربية إلا بمقدار قبولها أو رفضها لما
عرض، ولها معي حديث خاص حولها قريبا.
يحيى الصوفي جنيف في 05/04/2004
(
للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول
أدب المرأة )
المرأة ذلك المخلوق
الرائع
لماذا ( المرأة ذلك
المخلوق الرائع ) بعد مقالتي ( المرأة ذلك المخلوق الغامض ) ؟
بكل بساطة لان روعة المرأة
هي سبب غموضها؟!
وحتى لا أتوه في التحليل
والبحث عن التفسير وأضيع في متاهات الكلمة بعيدا عن الموضوع سأختصر وانتقل
مباشرة إلى صلب الموضوع.
وصلب موضوعي اليوم هو
المرأة،... من هي وأين حقوقها. ؟
أنا سأتفذلك قليلا وأحاول
أن أجد تفسيرا يناقض عما هو متعارف عليه في هذا الموضوع وببعض الرومانسية
والشفافية كتلك التي تشبه الروح.!
اجل الروح التي هي أصل
الخلق منها ابتدأت وبها تنتهي حياة الإنسان من الجنسين.! ؟
إذا وبما إننا سنتفق بأن
الإنسان روح قبل أن يكون جسد وبأن هذا الجسد لم ولن يكون أكثر من رداء نلبسه في
مهمة الحياة الدنيوية التي وهبت لنا للقيام بدورنا فيها من عبادة تتمثل في شتى
أنواع العمل الذي كلف به ومنها الإنجاب للحفاظ على النوع من الانقراض.؟!
فالمسألة تصبح بسيطة جدا
والرجل والمرأة لن يكونا نقيضين بل هم مخلوق واحد مؤلف من اثنين يكمل بعضهم
بعضا.؟!
إذا لما الخلاف؟
الخلاف ببساطة يعود
1- إلى الكيمياء،...!: إلى الهرمونات التي تلعب
الدور الأساس في تصنيف النوع والتأثير به وتحديد صفاته ونوعه ذكرا كان أم
أنثى.!!!
ومن خلاله وحسب جنسه يتصرف
الإنسان بالخصوصية التي عرف بها رجلا كان أم امرأة.؟!
إذا لا خلاف بين الذكر
والأنثى في موضوع الذكاء ولا في موضوع الابتكار والاختراع والموهبة والإبداع
ولا حتى بالإلهام والتي تشبه في ذروتها للرسالات السماوية ( لا أحب أن أخوض
موضوع النبوة عند المرآة ولماذا حصرت بالرجال حتى لا أضيع قد أعود لها في مكان
آخر).!!!
لأنها هي جزء متمم للآخر،
وهم -الذكر والأنثى- يشكلون في النهاية مخلوق واحد اسمه الإنسان كرمه الله بان
أودع -كما هي حال المخلوقات كلها- كماله فيه بأن انسه بنفسه وجعل من بعضه ونصفه
الآخر شبيه به في رحلة الشقاء الدنيوية ليمارس الحياة معها فيبني ويتكاثر.
وألا لو أراد سبحانه لجعل
من هذا الإنسان وحدة واحدة دون تحديد جنسي له يتكاثر إما بحمله لأدوات تكاثره
كالديدان أو بالتناوب في تغيير الجنس كما تفعل بعض الأسماك دون حرج أو ضرر
للحفاظ على نوعها.؟؟؟!!!
إذا لخلق الإنسان من نصفين
متممين احديهما للآخر عبرة تفوق موضوع التكاثر والحفاظ على النوع إلى موضوع
المهمة التي كلفنا بها في بناء الأرض من خلال بناء الأسرة وتأهيل أفرادها ونقل
المعرفة من جيل إلى جيل في رحلة العبادة والغفران إلى ما شاء الله.
إذا اتفقنا على هذه النقطة
في أن الرجل والمرأة هم متعادلين ومتكافئين وبان احدهم إذا ما كان يمثل المرأة
فان النصف الثاني والذي يمثل الرجل يتممه وبأنه لو قدر لأي منهم أن يأخذ -أثناء
تكوينهم بالرحم- مكان الآخر لما وجد صعوبة في ذلك فالخالق واحد والرحم واحد
والروح واحدة والكيمياء واحدة وان قدر لتلك النطفة في كل مرة أن تنفلق إلى
اثنين وتعطي وفي كل مرة مولودين توأمين متشابهين (ذكر وأنثى) وقدر لهم أن
يتعايشا ويتزاوجا لما وجد فيما بينهم إلا الوفاق والاتفاق والمحبة حيث لا
يستطيع أي منهم أن يكره الآخر وكل منهم يحمل في بعضه جزء من الآخر ولعم السلام
والأمن والسعادة الأرض ولانتهت الحكاية قبل أن تبدأ ( يعني هذه بعض من الفلسفة
لتقريب الموضوع أكثر للذهن)
ولكن لله شان آخر وان أراد
لأباح وفعل.؟؟؟!!!
وهذا الشيء الآخر هو الذي
منح وأعطى للإنسان حوافزه فعرف الحب والكره وعمل على تجنيدهم لأغراضه ليبني أو
يدمر... ليعطي الحياة أو يقتلها...ليحتكر الحرية أو يمنعها... بكل بساطة ليمارس
الحياة كما أودعت في نفسه بكل سلبياتها وإيجابياتها.
2- بعد الكيمياء تأتي المورثات الجينية: التي تؤثر في الطباع وتهب
الإنسان شخصيته وتطبع سلوكه وتكرر من خلال العامل الوراثي المنقول عن الأهل
لصفاتهم مع بعض الإضافات التي يكتسبها كل واهب لتلك المورثات خلال تجربته
ورحلته في الحياة منذ بدء الخلق.
3- الغرائز على أنواعها: ( من جوع وعطش وجنس
واجتماع ودفاع عن النفس وعلى رأسها غريزة الغاب التي تمكنه من تقدير المخاطر
لأي عمل قد يقدم عليه دون أن يعرف السبب (الحاسة السادسة)...بالإضافة للكثير
غيرها ) تتحكم به وبتصرفاته وتجعل من علاقة الرجل بالمرأة تتعدى الشراكة
والمصلحة المشتركة في بعض الأحيان إلى صراع على البقاء.؟؟؟!!!
4- العادات والتقاليد: أو المورثات الاجتماعية
كما يحب للبعض أن يسمها وهي إحدى أهم المشاكل التي تعترض الجنسين لارتباطها
بتاريخ وحضارة كل شعب من الشعوب مع كل التراكمات من أعراف وتقاليد تعود في
بعضها لطقوس دينية وفي بعضها الآخر لنظم وقوانين تعارف عليها المجتمع والتزم
بها للدفاع عن وجوده والحفاظ على تميزه، وهي متفاوتة بين امة وأخرى وبين شعب
وآخر وبين حضارة وأخرى،... تتجاذب وتنفر من بعضها البعض بمقدار تأثرها بين
الغالب والمغلوب سواء بقوة الحجة والمنطق أو بقوة السيطرة والحرب... أو بكل
بساطة بقوة الجمال وسحر الكلمة المكتوبة كالشعر أو اللحن الآسر كالموسيقا أو
الريشة المبدعة كالرسم أو إثارة النفوس بحركات البدن المدربة كالرقص.
5- الدين: والذي لعب دورا محوريا
وأساسيا في حياة الإنسان منذ بدء الخلق لإقامة المساواة وإحقاق الحق وكان دائما
وأبدا على صراع مع الإرث الإنساني والعادات والتقاليد المبنية على الجهل
والاستغلال والغريزية الحيوانية وقانون الغالب والمغلوب، فعمل فيها التهذيب
وقوم خصائصها إما بالترغيب أو الترهيب، وأوجد لها القوانين الصارمة للحفاظ على
الإنسان مقدسا يعمل لما كلف وخلق له، وهذا الصراع لازال قائما إلى يومنا هذا
لارتباطه أخيرا بالهوية القومية أو المصالح الاستعمارية.
أطلت قليلا بهذه المقدمة
الشاملة لأصل إلى جوهر الموضوع وهو المرأة في حياتنا المعاصرة أين هي وأين نحن
منها هل هي حرة مكتملة الحقوق.؟
وهنا أحب ألا ابتعد كثيرا
عن المرأة العربية بالذات لخصوصية المرحلة التي تمر بها والهجمة المركزة عليها
من الداخل والخارج وكأنها طريدة علينا اقتناصها والوصول إليها قبل الآخر.؟! ومن
هو الآخر.؟! بل هو يطاردها ربما دون أن يعرف الآخر.؟؟؟!!!
أولا: أحب أن أثير موضوع الحرية،... حرية المرأة في
العالم العربي لأقول بأنها لا تختلف عنها عن حرية الرجل واستغرب أن تصرخ طالبة
بعضا منها من الرجل نفسه الذي سلبت منه ولا يملك منها شيئا وفاقد الشيء لا
يعطيه وهو والمرأة في هذا سواء.؟!
ثانيا: مسؤولية المرأة في صياغة حريتها
وترسيخها عند الرجل كونه يربى ويتدرب على أيديها منذ وعيه الأول للحياة. فهي
التي تنجب وهي التي تربي وهي التي تصنع الجيل الذي سيمسك في زمام الأمور ويكون
بمعييتها مسئول عن إصدار القوانين ورسم حدود حريتها واحترامها وإعطائه حقوقها،
وان هي لم تستطع الحصول على أي من المكاسب التي تطلبها ومنها حريتها فهذا ولا
شك لفشل ذريع في تربيتها لذاك الرجل نفسه الذي تطالبه بها.؟! وأنا هنا أحب أن
انقل بعض الصور عن حياة المرأة في الريف في البلاد العربية وحتى لا أبالغ
سأقتصر حديثي عما اعرفه عنها في سوريا لأقول بأنها أكثر حرية من المرأة في
المدينة ولم تكن في أي يوم من الأيام مهضومة الحقوق حيث حفظ لها العرف والدين
حقوقها كاملة وحافظت على خامة الرضا والقناعة بدورها وكانت الأكثر تقبلا للتطور
بحكم الحاجة وليس للتقليد وأكثر ثقة من مثيلاتها في المدن ربما لمجاورتها للرجل
واقترابها منه ومشاركتها له عمله وآلامه وأفراحه ( هناك دائما استثناء لا يخضع
لقاعدة ويكون محكوم بالفقر أو العوز أو الغيرة ويلبس ثوب الدين والعرف وهو منه
بريء)
ثالثا: الهيمنة الثقافية والتي جعلت من حقوق
المرأة العربية المسلمة وكل مكاسبها التي حفظت وأعطيت لها عن طريق الدين أو تلك
التي سنت على شكل قوانين تبدو وكأنها تراوح في مكانها لما تراه وتسمعه عن
المرأة في المجتمعات الغربية،...؟ ! وأنا هنا أحب أن انقل تجربتي وخبرتي في
الموضوع لأقول بأنه لا يتعدى في ظاهره أكثر من التطبيق، أي أن القوانين التي
تحفظ حقوق المرأة سواء في العالم العربي أو في أوروبا بدأت تصب في بحر واحد بعد
أن سعت البلاد العربية إلى نسخ القوانين الأوربية حتى دون الأخذ بعين الاعتبار
لخصوصية المرأة العربية، ولهذا فتستطيع المرأة في معظم البلاد العربية (عدى
بعضا منها ) من مقاضاة زوجها ومنعه حتى من ممارسة الحب معها تحت بند إقلاق
راحة؟! في حين هو لا يستطيع ذلك؟؟؟!!!
وتستطيع أن تطلقه وتستطيع
أن تفرض عليه النفقة وتمنع عنه أولاده وتستولي على أملاكه وتطرده من بيته وهذا
كله منصوص عليه في القوانين ولصالحها وتستطيع فوق كل هذا أن تسجنه بدعوى كاذبة
تحت ستار التعرض لشرفها في حين لا يستطيع ذلك.؟؟؟!!! الخ الخ الخ
وحتى لا اتهم بالمبالغة
ادعوكم لقضاء يوم سياحي في أقبية المحاكم الشرعية والمدنية في البلاد العربية
لترصدوا هذه الفوضى الأخلاقية التي أضافت نقطة سوداء أخرى على المرأة بدعوى نيل
حقوقها المسلوبة بدلا من معالجة تلك الحقوق بالاحتكام للقرآن والسنة فتجاوزت
بذلك المرأة الأوربية بخطوات لا تحلم بها رغم السنين التي قضتها الأخيرة في
محاربة ظلم وتسلط الرجل عليها.؟!
وإذا أحببتم وعلى سبيل
المثال أن أقارن بين بعض الحقوق عند المرأة المسلمة والغربية أقول بان المرأة
المسلمة لها الحق بالتصرف باسمها ومالها وارثها وناتج عملها في حين لازالت
المرأة في أوروبا إلى الآن محكومة بالخضوع للزوج وحمل اسمه (بعض الدول أباحت
للزوجة حمل اسمها الصريح مع اسم الزوج) وتقاسم مالها ومنافستها على الحضانة (
وهو حق شرعي خاص للام لدينا لا ينازعها الرجل فيه) وبان المحاكم الأوروبية
لازالت إلى الآن تخوض النقاش حول قوانين جديدة مستقاة كلها من الشريعة
الإسلامية للحفاظ على العائلة وتحاشي الطلاق وضمان حقوق الأطفال. وأنا لا
أستطيع التوسع فيها لأنها تحتاج لكتب ولكن أحب أن اطمئن المرأة العربية ومن
خلال تجربتي ومعاشرتي للغرب الذي تخلى عن دينه وأباح الحرية ( حرية الفسق قبل
حرية الرأي)
بأنه ليس بالمثال الذي
يحتذي به لأنها إذا ما طلبته وأصرت على تطبيقه فستجد نفسها يوم ما في فراش
ابنها أو تجد زوجها في فراش ابنتها أو إذا ما كانت من المحافظين المتقين فلن
تستغرب يوما إذا ما طلبت ابنتها أو ابنها لتجدهم وقد دفنوا في غابة ما بعد أن
عبثت أيدي الطغاة من الشواذ في أبدانهم وأحالت طفولتهم وبراءتهم إلى
العدم.؟؟؟!!!
عكف الكثيرين من المقربين
إلي للهزأ من هذا الطرح واعتبروه تخويفا في غير محله وأنا في الحقيقة لا الجأ
بتاتا إلى هكذا أسلوب بل أنا من المدافعين عن الحرية للجنسين لأنه بها وعن
طريقها نستطلع قوة إيمانهم وصلابة أرادتهم ونقدر من خلال تصرفاتهم حجم ما
نقلناه أليهم من معرفة ودين وخلق ولأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح (وأما
الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض).
ولكن أنا قطعا لست من
أنصار الفوضى وتلك الحرية المقنعة التي تصل إلينا عبر الشاشة الصغيرة ما هي إلا
صورة مغلوطة عن مجتمعات تصدر قشورها ولن أكون مبالغا إذا قلت بان الفتاة في
العالم العربي عندما تقلد نظيراتها في الغرب فهي تقلد عوام الناس منهم (الحثالة
إذا أحببت أن أصفهم بدقة) وليس الطبقة المحافظة المتعلمة والتي تنأى بنفسها عن
تلك المظاهر التي نشاهدها وهم كثر ويعتمد عليهم المجتمع بالغرب على الحفاظ على
ارثه الثقافي والديني والاجتماعي وهم في الحقيقة من يمثلون النخبة الحاكمة (
طبقة المثقفين والإداريين والسياسيين والمحامين والأطباء والمهندسين والعاملين
على كل مجالات الإبداع في كافة القطاعات الفنية والإنسانية والمهنية) وليس عوام
الناس الذين يسرحون بالشوارع يرقصون ويتعاطون المخدرات.؟؟؟!!!
أي في الغرب يجد الإنسان
شبيهه ونظير سلوكه ومن يمثل طموحه ورغباته، فمن بحث عن الفسق وجده ومن بحث عن
العلم وجده ولكل رغبة خليل وقرين وثمن.؟؟؟!!!
ورغم ذلك فهي فقدت محبة
واحترام وثقة الرجل،؟! لقد فقدت بكل بساطة أنوثتها عندما رضيت أن تلعب لعبة
المساواة التي أعجبت الرجل وأزاحت عن كاهله المسؤولية فسهل عليه استخدامها
لأغراضه دون أي عقدة بالذنب أو تردد.
قد يسأل سائل ما العمل
وكيف نحافظ على العفة ولا نخسر الحرية وكيف نكسب الاحترام دون أن نخضع وكيف
نكسب الحب والأمان دون أن نستسلم.؟؟؟!!!
فأقول ببساطة قول الرسول
الكريم (استفتي قلبك) واتبعه يدلك على الطريق الصحيح وعش حياتك كما تشعر بها
فليس اصدق من كلمة حق قيلت في مكانها وليعد الإنسان إلى أصله إلى نفسه ويتضامن
ويتحالف مع نصفه الآخر فلا يَظلم ولا يُظلم.
وأخيرا أقول إلى المرأة
ذلك المخلوق الرائع بان تحافظ على روعتها بأنوثتها لتكون كما كانت دائما وأبدا
زوجة صانعة للرجال(خديجة مع رسولنا العظيم محمد)وأما ومربية للأجيال ( خديجة
نفسها مع أولادها وأولاد غيرها من الصحابة)
( إذا أحببتم عندي مئات
الأمثلة لتاريخ المرأة العربية والمسلمة في صناعة التاريخ لا تسعها صفحتي)
والاهم من كل هذا أن تختار
المكان الذي تريد أن تكون فيه والدور الذي تحب أن تقوم به حتى تستطيع بجهدها من
كتابة تاريخ المرأة العربية من جديد ومن خلال أجيال جديدة تعلمهم على احترامها
لتحصد حريتها المنشودة.
يحيى الصوفي / جنيف في 23 /06 / 2004
أضيف في 01/06/2004 / خاص موقع
القصة السورية
(
للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول
أدب المرأة )
|