لحظات تنفس في الغزل
مالك تسألني عن أخباري ..
عن برامجي عن مشاريعي
عن مواعيد أسفاري ؟
كأننا اللحظة تعارفنا .. ؟
كأننا طوال أيام ٍ
ما رسمنا ..
وقغ المفاجآت الآتية
كأننا في برهة ثانية
لم نغربل تاريخ الأوهام
وكل قصصنا الماضية .. !
كأنني في خلسة لقائنا
لم أسافر إلى بالك
وكأنك لم تسكن في أشعاري ..
مالك فجأة تسألني ..
عن اخباري
كأنك في الحال ستمضي
او كأنني سأغادر ..
ما الذي سكب في عينيك الآن
حيرة مفكر وخوف محب
وقلق شاعر ؟
مالك تسألني كأني
غريبة تطل عليك
بينك وبين
حكاية وصل خاطفة
إنما
لخصنا بها الحكايات
بينك وبيني عمر
لكننا اختصرناه بكلمات
بينك وبيني
كتاب مفتوح
تراني أخفيت أمرا ً عليك ؟
هي صفحة من الصفحات ..
ربما توارت حياء عن يديك
ربما لم أخبرك أني
مشتاقة مشتاقة إليك ...
مشتاقة إليك وأنت معي
كأني لا اراك ولا أسمعك
في حين أنت قربي
تعيش تحت هدبي
وفي مسمعي
مشتاقة
كأنك غائب
وأنا وحدي
ومعك غاب البشر
كأنني مسافرة أو سأسافر
كأنك أنت السفر
والشوق مختزن أنا لديك ..
مشتاقة أنا إليك
كما يتوق اللحن إلى الوتر
كما تحن العيون في صيف بلادي
إلى السهر ..
ومثلما تشتاق أرضنا إلى المطر
مشتاقة أنا إليك
حدثني حدثني
من غير سؤال
حدثني
فالعمر يهرب والدنيا زوال
حدثني عن تلك المرأة
تلك الاسطورة المنسية
عن ذلك الممشوق الجوال
كيف أحب في صمت جنية
كيف أخفى عنها هواه
وحملها رغم الدنيا
في عينيه
في قضيته
وفي حنين
في حنين
حدثني عن تلك المراة
كيف
من اجل عينيه
هدت الكون بهمسة
وبلمسة
بنته
في قصرها المريح
وكيف نسجت من عواطفها
بساط ريح
ورمته تحت قدميه
حدثني
لم يبق لدينا وقت
وأنا مشتاقة إليك
حدثني
عن سر تراتيل الصمت
وعن البوح المختبىء
في المحاجر
ودون علمي
خبئني في محجريك
وبعد ما هم ؟
أن كنت سأمضي
أو كنت أنت
على بساط الريح
ستسافر ...
ما هم ؟
ما دمت أعيش
في العين الرقراقة
وما دمت
رغم وجودك قربي
مشتاقة إليك
مشتاقة
21/5/1984 دمشق
كوليت
|