حكايا من
المجهول
أسرار عن قوى الإنسان
الخفية.. حين يتفوق الإنسان في استخدام العصب البصري؟
بقلم الكاتب:
د. طالب عمران
الإنسان يتمتع بقدرات خارقة،
ولكنه لكسله لا يستثمر سوى جزء ضئيل منها..
والناس الذين يمارسون اليوغا
يستخدمون أيضاً جزءاً من قدرات الإنسان نسمع عن أن بعضهم يرتفع في الهواء
حيث يمارس بعض المتفوقين في اليوغا رياضة الارتفاع في الفضاء دون أية وسيلة
مساعدة وهي رياضة مشهورة أيضاً، يمارسها قليل من الناس يتمتعون بقدرات
خارقة تمكنهم من الارتفاع بأجسادهم في الهواء.
يتمدد من يقوم بذلك على ظهره
فوق بساط رقيق ويبدأ بالارتفاع بالتدريج وجسمه مشدود قد يصل إلى ارتفاع
يزيد عن المتر ونصف، ويبقى لدقائق وقد يصل إلى ربع ساعة وأحياناً أكثر...
معلقاً في الهواء دون أية خيوط أو حبال تشده ويمارس هوايته في الهواء الطلق
لزيادة إقناع الناس بما يفعله..
قرأت خبراً موثوقاً لأنه من أحد
المشتغلين بالعلم يقول الخبر: "في منطقة خلف الردفورت- أو القلعة الحمراء-
في دلهي عاصمة الهند يوجد أكثر من رجل يمارس هوايته في الطيران المحدود فوق
الأرض وقد أعلن بلافتات ضخمة عن أنه الرجل الطائر".
إنها منطقة مشهورة.. والرجل
الطائر هنا يجذب مئات السياح يومياً لمشاهدته هذه حقيقة، يرتفع الرجل في
الهواء ويبدو معلقاً دون أي رباط يشده.. يبدو أن المشهد كالسحر، والرجل
يعيد المشهد عدة مرات أمام الناس، وفي أمكنة مختلفة..
منطقياً يبدو المشهد خارقاً،
كيف يرتفع الجسم في الهواء ضد قوانين الجاذبية؟
أليس في الأمر سر؟..
ماهو هذا السر المناقض لنظريات
العلم التي تعرف؟
ماهو السر الذي يجعل (كابيل
سنغ) يعيش في قبر ضيق خال من الهواء لثمانية أيام؟
وماهو السر في القدرة التي
يمتلكها ذلك الفقير الهندي الذي يتمدد فوق لوح من الخشب تنتصب فوقه
(مسامير) ناتئة حادة وينام قرير العين كأنه ينام على فراش وثير دون أن تدخل
تلك المسامير الحادة في جسده الهش؟
كل هذا يدخل في علم نفس الحاسة
السادسة، أو الباراسيكولوجي..
ولكن هناك قدرات تخلق بالصدفة
كأن يصحو الإنسان وهو يرى أحلاماً تتحقق بتفاصيلها بعد فترة، أو يتمتع فجأة
بقدرة على تحريك الأشياء عن بعد، أو حرق الأشياء بنظراته المكثفة..
هناك العديد من الناس الذين
ينطبق عليهم ذلك لنسمع أولاً حكاية (بنديتوسويانو) الإيطالي
.. .. إنه شاب في الرابعة
والعشرين من مواليد 1969 كان في السابعة عشرة من عمره حين استيقظ في الليل
على رائحة شواء..
* * *
"يا إلهي.. أشم رائحة شواء ما
هذا؟.. حريق؟.. النار تمتد في السرير.. ماما.. بابا.. أدركاني أنا أحترق"،
هرعت أمه إليه مرعوبة:
-بنديتو حبيبي.. النار..
النار.. عجل يا البرتو.. الصبي يحترق..
-"أنا قادم"، وبصعوبة أطفأ
الوالدان النار.
-الحمد لله، تمكنا من إنقاذه
إنه فاقد الوعي.. يا إلهي..
-لا تخافي يا عزيزتي سيكون على
ما يرام.. تبدو حروقه بسيطة..
-يجب نقله للمستشفى..
-اتصلت بسيارة الإسعاف إنها
قادمة.
عولج بنديتو من إصاباته وشفي
منها.. وبعد أيام حاولت أمه معرفة سبب الحريق:
-ترى كيف حصلت الحادثة، ألا
تتذكر يا بني؟
-لا يا أمي، صحوت على رائحة
الشواء والنار تمتد إلى سريري..
-هكذا دون سبب..
-أؤكد لك يا أمي..
-اسمع يا بني، إذا كنت تدخن
سراً ونسيت إطفاء سيجارتك ونمت، وحدث الحريق فيجب أن تخبرني بذلك..
-أؤكد لك أنني لا أدخن، إن ما
حدث لا أعرف سببه..
-يجب أن تكون حذراً في المرة
القادمة، فاعلم أنه لا دخان بلا نار، لن أحكي لوالدك، أصدقني القول يا
بني.
-أوه.. يا إلهي.. أقسم لك أن ما
قلته صحيحاً..
-حسناً.. لا تغضب.. لن أسألك
مرة ثانية..
* * *
-كم أنت نظامية يا أمي، فور
استيقاظك تعلقين ورقة الواجبات المنزلية المطلوبة منك..
-هكذا أفضل يا بني.. سأعد
الإفطار.. انهض واغسل وجهك..
صرخت به بعد دقائق:
-الإفطار جاهز يا بنديتو..
-يا إلهي، أنا أراقب ورقة
الواجبات المنزلية، انظر إليها، فقط إنها تحترق.. يجب أن أطفئ النار..
-لماذا تأخرت؟ أسرع قبل أن يبرد
البيض.. لماذا لا ترد؟ أنا قادمة إليك أيها الكسول.
-الحمد لله وأخيراً نجحت في
إطفاء الحريق الصغير..
-ماذا تفعل؟ لماذا احترقت ورقة
الواجبات المنزلية؟
-احترقت لحالها، أقسم لك..
-ما هذا الكلام؟ لم تعذبني يا
بني؟ تعلم أنني سأنفق وقتاً لإعادة كتابتها..
-أقسم لك يا أمي لم أمس
الورقة..
-كيف، أتحترق هكذا لنفسها، من
يصدق هذا الهراء؟ لا تعيد الكرة وإلا أخبرت والدك.
-أمي.. والله..
-لا تقسم اصمت لا أحب أن أسمعك
تكذب، لم أعودك على الكذب كما أعلم..
-أمي..
تركته غاضبة وفي اليوم التالي:
-اسمع يا البرتو إن أمر الصبي
يحيرني..
-ما تقصدين؟ لم أفهم..
-كثرت الحرائق الصغيرة في البيت
يبدو أو بنديتو فقد صوابه إنه يتسلى بحرق الأشياء في المنزل..
-ماذا تقولين؟
-الحقيقة يا عزيزي.. أمس أحرق
في الصباح ورقة الواجبات المنزلية، وفي المساء أحرق كتابه كتاب الهندسة
الفراغية واليوم.. أشعل النار في خشب التربيزة الصغيرة في غرفة الجلوس..
-سأرى هذا الصبي الأخرق نتيجة
أعماله..
-إنه يقسم أن النار تشتعل
بنفسها..
-وأي عاقل يصدق هذا الكلام؟
-أرجوك لا تغضب منه حاول أن
تعالج الأمر بهدوء..
-حسناً.. سأناديه فور انتهائي
من تبديل ثيابي..
-لا تزعجه كثيراً إنه ولد
حساس..
-طيب.. طيب.. لا تقلقي..
* * *
-اسمع يا بنديتو، أين أنت؟
-هنا يا أبي، ماذا تريد؟
-ماذا تفعل؟
-أدرس.. أتريد شيئاً؟
-أريد أن أراك.. تعال بسرعة..
-"أنا قادم يا أبي" همست الأم
تخفف من غضب الأب:
-أرجوك يا البرتو كما قلت لك لا
تزعجه..
-اذهبي الآن سأكلمه على
انفراد..
خرجت وتركتهما معاً:
-اسمع يا بني.. أنت وحيدنا ولا
أظن أننا قصرنا معك في شيء..
-ماذا هناك يا أبي؟
-لماذا لا تصدقنا القول عن
أسباب الحرائق التي تحدث في المنزل؟ هذا عمل غير مهذب..
-صدقني يا أبي لم أفعل تلك
الحرائق بنفسي..
-أمن المعقول أن تبدأ تلك
الحرائق دون سبب؟ أي منطق هذا؟
-بحثت طويلاً عن السر وقد عرفته
ولكنه يعذبني كثيراً..
-قل لي لا تخف.. ماهو هذا السر؟
أتفعل أشياء دون قصد؟ أم أنك تقوم بإشعال النار دون أن تشعر، أقصد بلا وعي
منك..
-أنا المسبب للنار ولكن دون
قصد..
-لم أفهم..
-سأجري تجربة أمامك.. سأضع هذه
الورقة في منفضة السجائر.. وسأبتعد عنها.. سأقف قربك..
-نعم..
-حين أركز نظراتي عليها تحترق
لنفسها يا أبي.. انظر..
هتف الأب صارخاً:
-يا إلهي.. إنك محق كيف؟ أيمكنك
أن تعيد التجربة مرة ثانية؟
-بالطبع..
-هذا غير معقول؟ كيف يحدث هذا
كيف؟
-والله لا أعلم.. أنا نفسي خائف
ومتحير.. لقد أصبحت خطراً، خطراً على كل شيء ماذا أفعل؟
-هدئ نفسك يا بنديتو سنجد حلاً
لذلك لا تقلق يا بني..
وحكى البرتو للأم ما رآه، ففغرت
فاها دهشة:
-أيمكن أن يحدث هذا؟
-الصبي معذب ومتعب قام بالتجربة
أمامي ولا يعرف السر يجب أن نأخذه لطبيب..
-يبدو ذلك كالسحر.. يا إلهي يا
للولد المعذب، لم يكذب عليّ، كان يشعل النار بنظراته دون أن يعلم.. أية
طاقة خارقة يملكها..؟
اصطحبه البرتو إلى عيادة أحد
الأطباء وعاد خائب الأمل:
-يجب عرضه على اختصاصي في علم
نفس الحاسة السادسة -الباراسيكولوجي-
-ألم يعرف الطبيب شيئاً عن
حالته يا البرتو؟
-يقول إنها حالة غريبة، ولدنا
يملك طاقة كهربائية عالية..
-ولا حل لمشكلته.. يا كبدي
عليه.. ستتعقد حياته كثيراً.. لقد احترق كتاب آخر من كتبه المدرسية هذا
الصباح وهو يقرأ فيه.. يجب أن تأخذه لاختصاصي نفسي، ألم يدلك الطبيب على
أحد..؟
-نعم، وسنزوره في المساء..
ورن جرس الهاتف، رفعت الأم
السماعة، كان ذلك بعد أيام من مقابلة الطبيب النفسي:
-الو.. نعم.. هنا منزل البرتو
سوبانو.
-أنا ماري من صحيفة غازيتا نرغب
بمقابلة بنديتو سوبانو، أأنت والدته؟
-نعم..
-سمعنا عنه أشياء كثيرة.. أيمكن
أن يحدد موعداً لمقابلتنا؟
-سيعقد بنديتو مؤتمراً صحفياً
نتيجة لإلحاح الصحفيين من كل المدن الإيطالية..
-ومتى سيكون هذا المؤتمر؟
-نشرت عنه صحف العاصمة ألم
تقرأي الخبر؟
-أتحدث إليك من صقلية.. غازيتا
الصحيفة التي أعمل بها تصدر في صقلية..
-سيبدأ المؤتمر في الساعة
الخامسة مساء في قاعة اتحاد الصحافيين في روما..
-شكراً لك..
* * *
يقولون أن بنديتو صبي خارق..
ولكنه في مشكلة حقيقية مولد كهربائي متحرك، يحرق الأشياء من حوله.. حتى أنا
وأنت لا نجرؤ على لمسه، إن كهرباء جسمه تصعق.. يا لولدي المسكين.
-وماذا تفعل؟ أكد الطبيب النفسي
أن حالة بنديتو حالة نادرة ولكن قد تذهب شحنة جسمه الكهربائية مع الزمن..
-ألا يوجد حل؟.. وكيف سيمارس
حياته هذا الصبي المسكين؟
-النصيحة التي أسداها الطبيب هي
أن بنديتو يجب أن لا يركز نظراته على شيء..
-وكيف؟.. لا أظن أن ذلك
باستطاعته..
-لقد أبدى بنديتو تفهماً وقال
إنه مرن نفسه خلال الأيام الماضية بالتحكم بتركيز نظراته أي أنه أصبح يتحكم
بالحرائق..
-هذا أفضل يا للصبي المسكين..
-هدئ نفسك.. سيكون كل شيء على
ما يرام بإذن الله..
* * *
تحت إلحاح الصحافة المحلية قبل
هذا الشاب الخارق أن يجيب على جميع أسئلة الصحافيين..
أقدم لكم أيها الزملاء (بنديتو
سوبانو) ذا النظرات الخارقة..
وهذي هي والدته، ووالده
البرتو.. وهما مستعدان للإجابة أيضاً على أسئلتكم..
-أيمكن أن تجري يا بنديتو
اختبار أمامنا؟
-بكل سرور.. ضعوا على المنضدة
أي شيء قابل للاحتراق.. هناك فوق الوعاء المعدني ووضعت على المنضدة فوق
الوعاء المعدني مجموعة من الأوراق..
-يا إلهي أنها تحترق كما لو
أشعلت بعود من الثقاب؟..
-إنه أمر عجيب.. سأضع هذا
المنديل أيمكن أن يحترق أيضاً..
-نعم..
-يستطيع أن يحرق كل شيء قابل
للاحتراق؟
-كأن أشعة غير مرئية تتركز في
عينيه لتحرق الأشياء..
-وهذا اللوح الخشبي رسمت عليه
دوائر.. سيقوم بنديتو بإحراق الدوائر وفصلها عن اللوح..
-أمعقول هذا؟
-شيء أشبه بالحلم..
-بعد أن رأينا قدرة بنديتو
الخارقة يمكننا الآن طرح الأسئلة عليه..
-هل هناك شيء لافت للنظر في
طفولة بنديتو يا سيدي سويانو؟
-كان ولداً لطيفاً حساساً.. لم
أؤنبه مرة لسوء سلوكه أو لقيامه بعمل مؤذ كان في منتهى الوداعة واللطف..
-وأنت يا سيد (البرتو) ماذا
تقول عن ولدك؟
-هل هناك شيء خارق في تصرفاته
أعجبك، وكتمته عن زوجتك؟
-لا يا سيدي، كان ابني كما قالت
والدته في منتهى اللطف والوداعة.. حتى أنني استغربت عندما قالت لي والدته
أنه يدخن، وأنه سبب بعدم اهتمامه اشتعال النار في الفراش..
-أحقاً كان يدخن؟
-لم نفهم سر الحريق، وعندما
تعرفنا على طاقته الكهربائية فهمنا أسباب تلك الحوادث التي كانت تجري في
المنزل..
-تقصد حوادث الحريق..
-نعم..
-وأنت يا بنديتو حدثنا عن
طفولتك هل كانت مميزة عن طفولة زملائك وأصدقائك؟
-ماذا أستطيع أن أقول كنت طفلاً
عادياً مثل كل الأطفال، أحب قراءة القصص المثيرة وأذهب مع رفاقي لمشاهدة
الأفلام السينمائية..
-الأفلام التي تتحدث عن
المغامرة والبطولة؟..
-نعم.. كنت أعجب كثيراً
بسوبرمان، بالرجل الحديدي، والرجل الوطواط، والعنكبوت وكل الأشخاص الذين
يظهرون خارقين في الأفلام وكنت كثيراً ما أسرح بخيالي في البحث عن إمكانية
وجود مثل هؤلاء الأشخاص.. ويبدو أنني صرت خارقاً دون أن أدري..
* * *
ومرت الأيام، وبنديتو يكبر في
العمر.. ويبلغ الآن كما ذكرنا الرابعة والعشرين من عمره... وهو حالياً في
الجامعة يدرس الهندسة الإلكترونية.. وما يزال يستطيع أن يحرق الأشياء
بنظراته الخارقة..
فحص العلماء والأطباء
الفيزيولوجيون وأطباء النفس بنديتو، وأدار اختصاصيو الباراسيكولوجي حواراً
معه استمر لساعات.. لمعرفة سر الطاقة المحيرة..
ولم يتمكنوا من الوصول إلى
نتيجة:
كانت النتيجة الأكثر منطقية هو
أن الجهاز البصري يلتقط من المخ كهرباء عالية، تمكن عدستي الإبصار من تركيز
الكهرباء بشكل أشعة، تحرق الأشياء مثلما تحرق العدسة الزجاجية الموضوعة في
الشمس أي شيء قابل للاحتراق يقع في بؤرتها..
وحالته نادرة الحدوث في
العالم.. وفي علم نفس الحاسة السادسة وردت عدة حالات كان بطلها يستطيع أن
يحرق الأشياء بعينيه وأن يحرقها أيضاً.. بل وكان بعض هؤلاء الناس ينظرون
إلى الأواني الزجاجية نظرات مركزة، فيكسرونها نذكر من بينهم (لورا دايمون)
وهي فتاة أمريكية، كان بمقدورها أن تحطم أي شيء قابل للتحطيم.. كانت لورا
دايمون ابنة قس يعمل في سان فرانسيسكو ورثت عن جدتها لأمها قوة خارقة
تمكنها من التحكم بنفسها وتركيز نظراتها على كأس مثلاً، وتحريكه لعدة
سنتيمترات وكسر المصابيح الكهربائية لمجرد أن تنظر إليها نظرة عميقة..
أصيبت لورا دايمون في عام 1982
بحادث سيارة.. بعد أن قدمت عروضها في سيرك نيويورك أمام جمهور غفير.. ونقلت
إلى المستشفى وكانت حالتها خطيرة..
-الفتاة تنزف نتيجة جرح كبير في
كتفها من جراء الزجاج المهشم..
-ألا يمكن أن تعيش؟.. أرجوك يا
دكتور أيمكن أن تطمئني على حالتها إنها غائبة عن الوعي الآن وبصراحة حالتها
ليست جيدة..
-تعني أن ابنتي ستموت؟
-أرجو أن تتمكن من الانتصار على
إصابتها الخطيرة..
واستيقظت لورا من أثر المخدر:
-آه، أين أنا؟ كتفي.. ذراعي..
يا إلهي.. ماذا أرى؟
-اهدئي يا ابنتي ستتحسنين إن
شاء الله..
-ماذا حدث لي يا أبي؟
-اصطدمت سيارتك بشاحنة على
الطريق العام.. ولولا ستر الله لكنت في عداد الأموات...
-رأسي تؤلمني..
-سأستدعي الطبيب حالاً..
-لماذا أحاطوا عيني اليمنى
بالضماد؟..
-دخلت نثرة زجاج.. وقد أخرجها
الأطباء ولا خطر عليها..
دخل الطبيب يفحص حالتها:
-كيف حالك الآن يا لورا؟
-متى ستنزع الضماد عن عيني يا
دكتور؟
-الآن.. أعتقد إنها بحالة
جيدة.. هل أنت خائفة؟
-أنا متضايقة جداً من الضماد..
كأنه يمنع عني التنفس..
-إلى هذه الدرجة؟
-نعم..
هه.. اهدئي.. نعم.. هكذا.. لا
تنظري الآن سأضع قطرة من هذا السائل فيها ثم افعلي ما تشائين..
-أه.. يا إلهي.. إنه مؤلم..
-ليس كثيراً.. الآن يمكنك
النظر..
-دكتور.. لا أرى فيها جيداً هل
فقدت عيني؟
-ماذا تقولين؟ سيعود البصر
إليها بالتدريج.. اهدئي ولا تستعجلي كثيراً..
وفي اليوم التالي:
-كيف حالها الآن؟
-لا تزال نائمة، لماذا يا
دكتور؟
-بسبب حقنة المسكن.. سترى الآن
بشكل طبيعي.. لا تقلق..
-لست قلقاً.. قبل أن تنام تمكنت
من تحريك الكأس على التربيزة..
-قلت لها أن لا تتحرك من
السرير، ما الذي أوصلها إلى التربيزة؟..
-ابنتي لورا يا دكتور يبدو أنك
لم تسمع عنها، لها القدرة على تحريك الأشياء بعينيها عن بعد وكسر وتحطيم
القابل منها للكسر..
-هل هي لورا دايمون؟
-نعم.. هي عينها..
-ها.. الآن فسرت سبب وجود ذلك
السائل الكثيف أكثر من اللازم في عينيها..
-ماذا تقصد؟
-"لا شيء ذو قيمة لا تقلق"
وتحركت لورا في سريرها:
-آه.. أين أنا؟ آه كيف حالك يا
أبي؟ ما تزال هنا؟
-أنت بخير يا ابنتي..
-دكتور هل رجلي مكسورة؟
-إنه ثلم صغير ليس كسراً
بالمعنى الصحيح..
-آه.. هنا.. أستطيع أن أنظر
إليه..
-ماذا تفعلين؟ لماذا تنزعين
الأغطية؟
-أريد أن أساعد في التحام
(الثلم) كما سميته..
-كيف؟
-"هكذا" راقبها الطبيب بذهول
وهو يحدث نفسه:
-"يا إلهي ما هذا؟ كأن عينيها
منبع أشعة مخيف".
-ليتني أتمكن من النظر مباشرة
إلى كتفي.. سأحاول على كل حال..
-يا إلهي الجبس يتشقق ويتكسر عن
الكتف عاد الضوء المخيف إلى عينيها..
نهضت لورا بعد يومين من إصابتها
صحيحة معافاة.. وقد طلب منها الطبيب استخدام عينيها للحم بعض الكسور الصعبة
في المستشفى.. وقامت بعمل جبار.. ولكن حالتها ساءت بعد أيام.. نتيجة الجهد
الخارق في تركيز نظراتها.. فماتت في السابع عشر من تشرين الثاني 1982 بعد
أن أظهرت قوة نظراتها الخارقة أمام حشد كبير ضم العديد من علماء النفس
والأطباء.. وكان عمرها في ذلك الحين سبعة وعشرين عاماً.. ولو استمرت حياتها
لحققت معجزات هائلة بقدراتها الخارقة..
أضيفت في
22/12/2006/خاص القصة السورية / المصدر الكاتب
|