الخيال
العلمي والتكنولوجيا الحديثة وثقافة الطفل
بقلم
الكاتب:
د. طالب عمران
هذه الأرض التي نعيش عليها
بسهولها وجبالها ومدنها وقراها وبحارها ومحيطاتها الواسعة، استوطنها
الإنسان منذ آلاف السنين. وشهدت منذ تشكلها قبل مليارات السنين رحلة طويلة
في الكون مرت خلالها بتغيرات هائلة.. وشهدت رحلة الحياة لأول مرة منذ /
2700/ مليون سنة فكيف بدأت رحلة الأرض؟.
كانت الأرض في البداية على
درجة كبيرة من السخونة، ونتيجة للعمليات التي جرت في الصخور الباطنية،
تبخرت السوائل المعدنية المحبوسة، وتصاعد البخار الذي تجمع حول الكوكب
وألقى ظله المعتم عليها. ولزمن طويل كان الغلاف الجوي ساخناً.
ثم تكاثفت قطرات البخار،
وسقطت على القشرة الساخنة المتوهجة، ثم تبخرت من جديد، وتكررت العملية
طويلاً. وساعد هذا الهطول المتدفق للمطر، على تبريد القشرة، وعلى نفاذ
الحرارة إلى الطبقات العالية من جو الأرض، حيث تسربت إلى الفضاء الخارجي،
وظلت كتل السحب المتراكمة
الضخمة لعدة آلاف من السنين معلقة فوق الأرض، تحول دون وصول أشعة الشمس إلى
سطحها.
وأخيراً.. جاء اليوم الذي
أمكن فيه لقطرات الماء أن تظل سائلةً تملأ فجوات الكوكب الخالي الأجرد، إلا
من الصخور المتوهجة الحارة.
تدفق المطر بغزارةٍ عظيمة
وحدث تجمع للمياه ولم يحدث مثل هذا التجمع في أعظم طوفان في التاريخ..
وربما امتد هذا المطر الغزير لسنوات طويلة زادت عن ملايين السنين وهكذا
تشكلت البحار والمحيطات. ليس كوكب الأرض سوى كوكب صغير من الملايين
الملايين من بين الكواكب السيارة التي تنتشر في الكون.
تدور الكواكب حول النجوم،
والنجوم تشع الضوء والحرارة وهي مختلفة بحجومها وأعمارها، وشمسنا نجم متوسط
بحجمه، تشكلت منذ مليارات السنين من جراء تكاثف السحب الغازية الترابية،
أخذت ذرات التراب بالتجمع مصطدمة بعضها ببعض، فارتفعت حرارتها بالتدريج
وبدأت المواد بالتفاعل التدريجي محولةً الهيدروجين إلى هيليوم ومنطقة كميات
هائلة من الطاقة.
قطر كرة الشمس نحو ( 865380)
ميلاً، وهو أكبر من قطر الأرض بـ ( 109) مرات، وحجم الشمس أكبر من حجم
الأرض بمليون مرة، وتدل الحسابات أن الهيدروجين يلزمه نحو خمسة مليارات سنة
حتى ينفد وعندها تصبح الشمس قزماً أبيض يصغر حجمها ويتضاءل، ثم تعود من
جديد وتكبر منتفخة لتبتلع الكواكب حولها، وتضمحل بالتدريج ليجرفها التيار
كجسمٍ معتم بين نجوم لا تزال باقية تشع.
تبعد الشمس عن الأرض ( 93)
مليون ميل ويستغرق ضوءها ليصل إلينا أكثر من (8) دقائق. وما يزن على الأرض
كيلو غراماً واحداً يزن على الشمس ( 28) كيلو غراماً.
حرارتها في المركز( 20 )
مليون درجة مئوية، وعلى السطح ( 6000) درجة مئوية..
لو سخنا قطعة معدنية، ولنفرض
أنها قطعة نقود، إلى حرارة مركز الشمس فستبلغ حرارتها ما يكفي لأن تجعل كل
كائن حي على بعد آلاف الأميال يضمر ويذبل. ولو تصورنا أن بين الأرض والشمس
أسطوانة من الثلج، قطرها ميلان وسلطنا عليها حرارة الشمس كلها دفعة واحدة
فإنها ستذوب في ثانية وتتبخر في ( 8 ) ثوان..
والشمس تشع ضوءاً وحرارة
فتغذي الحياة على الأرض ولولاها لانعدمت أصول الحياة.. بعد خمسة مليارات
سنة سينفذ الهيدروجين من الشمس، فيصغر حجمها ثم تكبر وتحمر حتى تبتلع عطارد
والزهرة والأرض والمريخ.. قبل أن تتضاءل بالتدريج وماذا سيحدث للبشرية
عندها إن بلغ تطورها التقني حداً يمكنها من الانتقال إلى مجموعة شمسية أخرى
إلى كوكب يدور حول نجم فتي قوي الضوء والحرارة.؟ عندها ستظل حضارتهم متوهجة
ومستمرة.
ولكن من الصعب فعلاً الإجابة
عن مثل هذا التساؤل لأن بيننا وبين نفاد مادة الشمس وتحويلها إلى جسم معتم
( 5000 ) مليون سنة وهو رقم هائل في عمر الإنسان.
إن كوكب الأرض هو ثالث
الكواكب بعداً عن الشمس.. فيه اختزنت أسرار الحياة وقامت حضارات واندثرت
واستمر في مساره عبر العصور يكتنز بالشوائب التي يجمعها من الكون وهو في
رحلته الأبدية مع المجموعة الشمسية والمجرة في كون واسع فسيح الأرجاء.
بعد هذه المقدمة وفيها من
الخيال العلمي الكثير تعالوا نبدأ رحلتنا مع شكل آخر من أشكال الخيال
نتصوره نحن..
لو تأملنا صفحة السماء في
ليلة صافية من الغيوم، غير مقمرة، لطالعتنا أعداد هائلة من النجوم
المتلألئة المتباينة اللمعان، تزين صفحتها، موزعة بتجمعات مختلفة في القبة
السماوية، ويبدو درب التبانة كخط متكاثف من النجوم والسحاب الكوني، يقطع
السماء من أقصاها إلى أقصاها، فما هو العدد الذي يمكن أن تصل إليه بشكل
تقريبي؟
لنفرض أننا في منطقة سهلية –
صحراء مثلاً – ليس فيها من أشجار متسامقة، أو تلال ضخمة فإن بإمكاننا
عندها أن نعد نحو
( 2500 ) نجمة. ترى بالعين
المجردة، ومعلوم أن جو الأرض مهما كان نقياً صافياً … يحجب 3000 نجم، ولما
كنا نعد النجوم في نصف القبة السماوية، فإن النجوم التي يمكن أن ترى بالعين
المجردة في السماء كلها – من الأرض – لا يزيد عن ( 6000 ) نجم، ولما كانت
دائرة السماء كلها هي (360) درجة فيمكن حساب مساحة السماء الكلية التي تبدو
من على الأرض ككرة تحيط بها، فنرى أنها
( 41200 ) درجة مربعة
تقريباً. وبذلك نستطيع أن نقول، بأن هناك نجماً واحداً لكل (9.6 )
درجة مربعة من السماء، كما
ترى بالعين المجردة من الأرض.
وماذا لو تأملنا السماء
بالعين المجردة، من على القمر، جارنا القريب الذي لا يبعد عن الأرض أكثر من
(400 ) ألف كيلو متر ( أي نحو عشرة أضعاف محيط الأرض في منطقة الاستواء )
ما هو العدد الذي يمكن أن نراه من النجوم ونحن فوق القمر؟ ما من شك أن عدد
النجوم سيزداد كثيراً لأن القمر ليس لـه غلاف جوي، وستبدو مليئة بالنجوم
اللامعة في سماء داكنة ولن نرى تلألؤاً في النجوم لأن ظاهرة التلألؤ تظهر
لنا على الأرض بسبب اختلاف الكثافة في جو الأرض. وتصبح النجوم التي لا ترى
من الأرض
لقلة لمعانها، وهي من الدرجة
( 6.9 ) مثلاً وتحتاج رؤيتها لنظارة قوية، ظاهرة في سماء القمر، وحتى
الدرجة ( 6.5 ) فإن بإمكاننا تمييز النجوم من على القمر، لعدد يبلغ نحو
(6000 ) نجم ولأنه ليس للقمر
غلاف جوي فإن عدد النجوم هناك يزيد عما يرى من الأرض بنحو الضعف.
قد تبدو هذه الحسابات صعبة
لدى القارئ العادي لكنها حسابات يمكن الوصول إليها بقليل من المعرفة بعلم
الحساب.. والتأمل الكوني والرغبة في المعرفة، لا تمنع القارئ من محاولة
التعلم واكتساب المزيد من الخبرة في الاطلاع على علم الفلك.
لو تخيلنا أننا بواسطة ما،
انتقلنا للحياة على كوكب يدور حول نجم يقع في مركز مجرتنا التي شبهناها من
قبل بالعدسة.. في المركز تكون - النجوم متكاثفة – فلو حدقنا في سماء الكوكب
الذي نفترض أننا وصلناه واعتبرنا أن لـه غلافاً جوياً كما الأرض، فسيصل عدد
النجوم التي نراها في القبة السماوية المحيطة بنا نحو (780 ) ضعف ما نشاهده
هنا من على الأرض، أي نحو (4.68 ) مليون نجم كأقصى حد، ولو اعتبرنا نفس
الظروف التي يمكن أن تعيقنا في معرفةعدد النجوم على الأرض موجودة هناك في
الكوكب المفترض لوصل عدد النجوم التي يمكن عدها فوق الأفق – أي بنصف القبة
السماوية – نحو مليوني نجم، ستكون السماء بهيجةً منيرة وستزداد كشوفات
فلكيينا أضعافاً مضاعفة، وربما ستزداد أيضاً الأجسام الغريبة التي يمكن أن
تهبط فوق كوكبنا، لأن الجو مزدحم بالنجوم، وتزداد الاحتمالات بوجود كائنات
عاقلة في منطقة تتوفر فيها الظروف لوجود كواكب مهيأة لاستقبال بذرة
الحياة.. وربما لو كان كوكبنا في مركز المجرة كما افترضنا لاختلفت الحياة
عما هي عليه الآن ولأصبح التطور العلمي مهيئاً، للكشف عن عوالم قريبة منا،
يمكن رصدها دون صعوبة.
ولو كان لكوكبنا المفترض قمر
يتبعه بحجم قمرنا لتمكنا من عد أربع ملايين نجم في السماء على سطحه، وسيكون
المنظر عندها فريداً أخاذاً.. ولكننا نعيش على الأرض الكوكب الثالث في
ترتيب البعد عن الشمس، وتقع المجموعة الشمسية في منطقة من المجرة غير
مزدحمة بالنجوم، وأقرب نجم إلينا يقع في مجموعة (الفاقنطورس ) يبعد عنا (
4.25 ) سنة ضوئية أي (25 مليون مليون ميل )، في حين يبعد كوكب بلوتو - أبعد
الكواكب عن الشمس – عن الأرض ذاتها نحو ( 4650 ) مليون ميل، أي أقل من بعد
أقرب نجم لنا بخمسة آلاف مرة، وهي مسافات تبدو إلينا صغيرة في علم الفلك،
لن نستطيع أن نحلم بوصول روادنا الأوائل إلى المريخ قبل نهاية هذا القرن،
فكيف بالوصول إلى بلوتو – الكوكب البارد المظلم الذي يشكل حدود المجموعة
الشمسية إذا لم يكتشف أي كوكب آخر أبعد منه يدور حول الشمس.
لو افترضنا أن السلام سيظل
يعم الأرض وتتطور الحضارة البشرية وتزداد مكتسباتها العلمية يوما بعد يوم،
عندها لن يكون ذلك اليوم بعيداً الذي سيتمكن به الإنسان من الهبوط على
الكواكب المجاورة في مجموعتنا الشمسية، وحتى النجاح في الوصول إلى أقرب نجم
إلينا ولو استغرق الوصول إليه سنوات طويلة، آخذين بعين الاعتبار أن المسافة
بيننا وبين أي نجم من مجموعة ( الفاقنطورس ) كما ذكرنا ( 25 ) مليون مليون
ميل. يستغرق الضوء ليقطع هذه المسافة (4 ) سنوات وربع السنة ولا يمكن
منطقياً الوصول إلى مثل سرعة الضوء لأي جسم مادي، ولو فرضنا أننا أطلقنا
مركبة فضاء في العام (2102 ) ميلادية أي بعد مائة عام بسرعة وصلت إلى
(60 ) ألف ميل في الثانية
وهي سرعة هائلة فإن هذه المركبة المأهولة ستصل أقرب نجم في نحو (14 ) سنة
إذا انطلقت في خط متواصـل نحو ( الفاقنطورس ) ويستغرق زمن عودتها مثل هذا
الرقم. أي أن الحد الأدنى لرحلة من هذا النوع إلى أقرب نجم إلينا – مع
افتراض أن كل شيء سار على ما يرام وأن كوكبنا يعمه الرخاء والسلام والتعاون
ويتطور تقنياً باطراد حتى يصبح السفر في الفضاء رغم كل صعوباته الهائلة
أمراً ممكناً.
الحد الأدنى إذاً لرحلة من
هذا النوع سيكون ( 30 ) سنة ستحدث بلا شك عندها تغيرات كثيرة على سطح الأرض
وستظل
أجهزة البث والاستقبال في
استنفار كامل لتتبع رحلة من هذا النوع على مدار ( 30 ) عاماً… ولن يكون
الزمن الذي سيمر على رواد المركبة كبيراً بالقياس بالزمن الذي مر على الأرض
لأن سرعة المركبة تقارب (ثلث) سرعة الضوء.
ولنحلّق بخيالنا مع تلك
الرحلة ولنفترض أن المركبة تمكنت من الاقتراب من نجم يدور حوله كواكب ستبدأ
بدراسة أحد هذه الكواكب وامكانية الاقتراب منه، وهذا سيستغرق زمناً،
ولنفترض أن العقول الإلكترونية المتطورة تساعد الرواد مساعدة فعالة في
عملهم وليكن عددهم مثلاً ستة رواد يتوزعون بالتناوب على ورديتين، حيث ينام
اثنان منهما باستمرار لفترة شهر في مرحلة السبات للتخفيف من استهلاك الطاقة
ستهبط محطة صغيرة..على متنها (رائدان) من الرواد لتحط على سطحه وسط إشراف
من المركبة الأم.. ولا تتدخل المحطة الأرضية من هذا البعد بالعملية للفاصل
الزمني الكبير بينها وبين السفينة فحتى يصل للمحطة الأرضية بث من المركبة
يلزم أن يستغرق ذلك زمناً قدره (4.25) سنة أي أن ما يصلها في لحظة ما يكون
قد مضى على بثه (4.25 ) سنة لذلك فالاتصالات بينها وبين المركبة غير مجدية
عملياً.
لنفترض أن المركبة الصغيرة
استقرت فوق قشرة الكوكب الصلبة، تبدأ الأجهزة
والعقول الإلكترونية
المتفوقة بدراسة الجو عن كثب.. فقد يكون جو الكوكب غريباً عدوانياً
ببراكينه وزلازله أو حتى بغلافه إذا كان لـه غلاف جوي، ولنفترض أنه من
الكواكب الشبيهة بالأرض التي يزيد عددها عن مليون كوكب في مجرتنا.. ماذا
يمكن أن يرى الرواد؟..
لنتخيل أن أحد الرائدين هبط
من المركبة، وتحسس بقدميه أرض الكوكب الصلبة. يمشي بهدوء يتفحص ما حوله كما
لو كان يمشي على كوكب الأرض نفسه.. فقد يرى جبالاً وخمائلاً وأنهاراً
وسحباً بيضاء أو ركامية، قد ينفلت فوقه طير يزقزق أو يخطو أمامه.. حيوان
لبوني.. وقد.. وقد..
إذا كان الكوكب قد مر بنفس
المرحلة التي مر بها كوكبنا ووصل إلى نفس زمننا سنجد أحياء انقرضت من الأرض
كالماموث والديناصور، والثدييات الطائرة.. والأشجار متطاولة الأوراق
والنباتات البدائية.
وربما سيجد الرواد عندها
تفسيراً لكل تاريخ الأرض الجيولوجي والبيولوجي. ولو كان الكوكب متقدماً
بزمنه عنا قد يجد الرواد حضارة متطورة عن حضارتنا ومحطات فضائية وعقولاً
إلكترونية كأنهم يرون أرضنا بعد آلاف السنين إذا سارت عبر طريق المحبة
والسلام.. ولكن قد نسأل هنا
ما دامت هناك حضارة متطورة عن حضارتنا لمَ لم يبادروا لزيارتنا والتعرف
علينا ما دامت تقنيتهم متفوقة مثل هذا التفوق؟ نقول ونحن نجيب عن هذا
التساؤل:
وماذا عن الأطباق الطائرة؟
والمركبات الغريبة المتطورة التي تشاهد من الأرض واحتارت العقول في مصدرها
وصيغت القصص والحكايات عنها؟ أليس من الممكن أن تكون إحدى المركبات الغريبة
قادمة من كوكب مثل هذا الكوكب المفترض؟ وما المانع في ذلك؟؟.
بالتأكيد عندما تكون المركبة
مخيرة في الهبوط على كواكب تقترب منها قد يختار الرواد كوكباً يمكن أن يكون
له غلاف جوي وقد يكون هذا الغلاف غير مشابه لغلافنا الجوي فسيظل الرواد
عندها في بذلاتهم الفضائية المحصنة يتجولون على الكوكب ببطء إذا كان الكوكب
ضخماً أو بقفزات سريعة إذا كان الكوكب صغيراً حسب الجاذبية التي ترتبط بحجم
الكوكب من حيث الضخامة أو الضآلة. من ذلك البعد (4.25 ) سنة ضوئية تبدو
شمسنا خابية الضوء، لا تظهر بلمعانها مثل غيرها من النجوم الضخمة، وستكون
رحلة الذهاب ورحلة العودة حافلتين بالمخاطر.
قد يصادف الرواد محطات
مجهولة لكائنات عاقلة في الفضاء السحيق تقابلهم وتحاول السيطرة على سفينتهم
والتعرف عليهم، أو تقنع بمراقبتهم عن كثب.. أو قد يصادف الرواد أجساماً
فضائية تهدد بالاصطدام بمحطتهم الضخمة أو يتوهون في الفضاء نتيجة خطأ أحد
العقول الإلكترونية أو حتى تصيبهم أزمات نفسية خانقة لأسباب مجهولة قد يكون
من الصعب السيطرة عليها..
أو يمكن أيضاً أن يصابوا
بأمراض مجهولة قد تقضي عليهم.. ولكن العقل البشري المتطور الواعي لظروف
تواجده في الكون، قد ينجح في التغلب على العديد من المشاكل التي يمكن أن
يصادفها الرواد في الفضاء، فحتى لو حدثت مثل تلك الرحلة إلى أقرب نجم إلينا
في المستقبل القادم بعد قرن، كما تخيلنا، فإن رحلات استكشافية كثيرة
ستسبقها للتعرف على الكواكب المحيطة بالنجم ودراستها والدوران حولها، قبل
أن تقلع سفينة محملة بالبشر ومزودة بدراسات معدة سلفاً عن الطريق الذي
ستسلكه السفينة تختصر لها الكثير من المتاعب والمصاعب.
لو استمر الإنسان في إغناء
مسيرة حضارته بعيداً عن الحروب والأحقاد.
فإن رحلات استكشافية إلى
العوالم المجهولة في الفضاء، ستظل تنشط ذاكرته بالأحلام والخيالات للتعرف
على الكون وكشف أسراره وإقامة علاقة صداقة مع كائناته العاقلة.
ولكن ماذا عن أخطار الفضاء
بين لغة العلم والخيال؟..إن ( جيمس ايروين ) هو أحد رواد ابوللو15، السفينة
الفضائية الأمريكية التي حملت رواداً هبطوا على القمر عام 1971، وكان (
ايروين ) من جملة الرواد الذين ساروا على القمر وقد اهتم بعد عودته للأرض
بالترحال، وسيطرت عليه حالات اكتئاب وخوف من قوى مجهولة تطارده.. في سنة
1985 توقف ( ايروين ) في تركيا في رحلات استكشافية لأكثر من مرة لجبل
(آرارات)، في محاولة للبحث عن آثار سفينة نوح التي قيل أنها استقرت على
الأرض بعد الطوفان في تلك المنطقة الجبلية.. وأبلغ (جيمس ايروين) رئيس
بعثته الاستكشافية (ماروين ستيفنز)، أنه عثر على بقايا سفينة نوح وطلب
ستيفنز من المركز الأمريكي للمعلومات في أنقرة، عقد مؤتمر صحفي لشرح ما
توصلت إليه بعثته من اكتشافات فوق ذلك الجبل البركاني القديم، الذي يقع في
أقصى الطرف الشرقي من تركيا، ويرتفع نحو 5165 متراَ فوق سطح البحر.
وأكد ( ايروين ) في المؤتمر
الصحفي أن البقايا التي عثرت عليها البعثة هي بقايا سفينة نوح.. عوارض
خشبية ضخمة متصالبة، وبقايا أطعمة حفظت تحت الأرض وتصلبت وخرداوات وقضبان
حديدية.
وظل ( اروين ) وبعثته لأشهر
طويلة في المنطقة، يبحث عن المزيد من الآثار في تلك المنطقة، حيث يخرج
لساعات ينقب لوحده شارداً مكتئباً.. وقد كان ضحوكاً باسم الوجه، عرف
بالنكتة وخفة الدم، فما الذي حوله في السنوات التي تلت هبوطه على القمر،
إلى رجل مكتئب شارد الذهن؟ هل هو الذهول الذي أثر عليه وقد رأى الفضاء من
حوله على القمر أو خلال رحلاته خارج الأرض مرعباً مدهشاً بلمعان نجومه
وبريقها الخافت أم أن شيئاً آخر قد حدث له…؟
وقد حدث لبعض رواد الفضاء،
الذين هبطوا على القمر بالتحديد، أن أصيبوا بكآبة نفسية رافقتهم طويلاً قبل
أن ينجح الطب النفسي في علاجهم.. ومنهم من أقدم على الانتحار في عدة
محاولات لم تنجح.
كل ذلك دعا العلماء إلى وضع
دراسات جادة حول الأثر النفسي على رواد الفضاء، في محاولة لإيجاد علاج
لظواهر تحدث لهم، أو قد تحدث لرواد الفضاء عموماً في المستقبل، وهذا ما
حاولت بعض أفلام الخيال العلمـي الجـادة التطـرق إليه بموضوعية في فيلم (
سولاريس ) العلمي الخيالي للمخرج الكبير ( تاركوفسكي )عن قصة الكاتب
البولوني الشهير ( ستانسلاف ليم ) تدور محطة حول كوكب سولاريس الغامض، الذي
يشبه بتكوينه كوكب المشتري، على المحطة تحدث حوادث غريبة غامضة، تؤدي إلى
انتحار أحد العلماء ووقوع الآخرين تحت وطأة كابوس مرعب… فتكلف المحطة
الأرضية العالم النفساني( كريس كليفن ) لدراسة هذه الظواهر التي تحدث حول
(سولاريس). وما أن يصعد المحطة، حتى يقع أيضاً تحت تأثير هذه الظواهر
الغامضة دون أن يفلح في مقاومتها، زوجته المتوفاة، تظهر لـه من جديد،
بحنانها وحبها، يطارده طيفها المجسم، الذي لا ينجح في الهروب منه، هذا
الطيف المجسم لـه القدرة على اختراق الفولاذ وشق الصفائح الحديدية يصبح
طيفها كابوساً مزعجاً يعذبه..
يحاول الخلاص منه يرسلها في
صاروخ خارج المحطة فتعود إليه من جديد تعلم أنها تشكل بوجودها القسري عبئاً
على ذاكرته فتعطيه الحل: أن يعرضها للوميض الضوئي مع الريح ولكن يتردد وقد
خاف فقدانها إلى الأبد… وفي غفلة عنه تعرض نفسها وهي عالمة فيزياء للوميض
بعد أن تترك رسالة وداع.
(سولاريس) محاولة لوضع تصور
لما يعانيه رواد الفضاء في المستقبل وهم يشقون عباب الفضاء بسفنهم السريعة
خارج عالمهم الأرضي……
أضيفت في05/12/2007/ خاص
القصة السورية / المصدر: الكاتب (للتعليق
والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)
أدب الأطفال الأردني..
خطوات واثقة..
وأمل واعد
بقلم
الكاتب: محمود أبو فروة الرجبي
مصطلح أدب الأطفال: لن ندخل في تفاصيل تعريف مصطلح أدب الأطفال،
والتفريق بينه وبين ثقافة الطفل التي تشمل كل الأجناس الأدبية، والفنية، وغيرها
في أدب الأطفال، ولكننا سننطلق من المفهوم الأدبي لمصطلح أدب الطفل، الذي تندرج
تحته الكتب القصصية والشعرية والمسرحية، إضافة إلى المسرحيات المنفذة على
المسرح، والوسائل الحديثة التي تساهم في نشر هذا الأدب، مثل مواقع الإنترنت،
والأقراص المدمجة، والبرامج التفاعلية التي تستند إلى السيناريو المستمد من
القصة الأدبية. وبذلك نكون قد حاولنا ان نكون وسطا في أخذنا لمفهوم أدب الطفل،
وثقافة الطفل، ولا نكون قد أغفلنا الحقائق التي بدأت تترسخ على أرض الواقع.
نظرة تاريخية: بدأ أدب الأطفال الأردني كأدب منظم يشكل كما ونوعا يمكن الإشارة
إليه بداية متأخرة عن الأدب في بعض الدول العربية الأخرى، والسبب انه لم تتشكل
في الأردن صحافة أطفال – مجلات وملاحق أطفال – الا في وقت متأخر نسبيا. ومع هذه
الحقيقة فإن مجموعة من الأدباء، وجلهم ممن كان يكتب للكبار، أصدر بعض الكتب
الموجهة للأطفال، إما بدافع انه أصبح جَداً، ومطلوب منه الكتابة لهذه الفئة، أو
لأهداف تربوية أو دينية، أو نتيجة استكتاب من بعض الجهات الحكومية أو الخاصة،
وان كنا لا نقلل من أهمية هذه الدوافع السامية، الا أننا نعتقد انه ما كان لأدب
الأطفال في بلدنا ان يتطور لولا ان قيد الله هؤلاء الأدباء ليطلقوا الشرارة
التي اشعلت جذوة الابداع من أيامهم إلى وقتنا الحاضر.
في هذا البحث السريع سنتناول أدب الأطفال الأردني المكتوب منذ
بدايات ظهور كتب أطفال وصلتنا معلومات عنها إلى وقتنا الحاضر، وقد وجدت من خلال
استقراء آراء النقاد، وما هو متوفر من بيانات حول أدباء الأطفال ونتاجاتهم في
المملكة، انه يمكننا تقسيم المدة الزمنية التي مرَّ بها هذا الأدب إلى ثلاث
مراحل – مع الاعتراف بوجود تداخل بينها- المرحلة الأولى من البدايات إلى عام
1978، والثانية من عام 1979- 1991م. ثُمَّ نتحدث عن أدب الأطفال الأردني حديثاً
بعد عام 1991م وللآن. ويجب ان نعترف ان هناك صعوبة كبيرة في تقسيم أدب الأطفال
الأردن إلى مراحل، والسبب هو عدم وجود طفرات ملموسة يمكن البناء عليها في هذا
التقسيم، وقد اعتمدنا في ذلك على آراء بعض النقاد الذين تناولوا أدب الأطفال
الأردني في مرحلتيه الأولى والثانية، وفي التطورات الاجتماعية التي شهدتها
المملكة منذ عام 1991م بعيد حرب الخليج، والتي أدت إلى طفرة في عدد سكان
المملكة، نتيجة رجوع عدد كبير من المغتربين الأردنيين، وكان من بينهم عدد من
الكتاب والأدباء، إضافة إلى قدوم بعض أدباء وكتاب الأطفال العرب وإقامتهم في
الأردن، مما أدى إلى حصول تفاعل كبير بين تجارب مختلفة، أدت إلى نوع من التحسن
النوعي والكمية في نتاج أدب الأطفال الأردني. المرحلة الأولى: بدايات تأسيس
المملكة حتى 1977م المرحلة الأولى التي امتدت من بدايات تأسيس المملكة الأردنية
الهاشمية إلى عام 1978، مع طول هذه الفترة، واعتقادي الشخصي ان الكتب التي
حاولت ان تحصر النتاجات الموجهة للطفل في هذه الفترة لم تتمكن من الاحاطة بكل
ما صدر من كتب، الا ان ما هو متاح لدينا يعطينا صورة قريبة جداً من الواقع بإذن
الله. في هذه الفترة، ظهرت تجارب شخصية متناثرة، وظهرت كتب لمجموعة من الكتاب
والأدباء، نذكر منهم: الشيخ إبراهيم القطان، محمد العناني، جهاد حتر، روكس
العزيزي، راضي عبد الهادي، عيسى الناعوري، الشيخ يوسف العظم، واصف الفاخوري،
وغيرهم. وبالرجوع إلى الكتب التي تناولت أدب الأطفال الأردني نجد ان من اقدم ما
كتب للأطفال في الأردن، وتم توثيقه :
روكس العزيزي أصدر كتابه الأول للأطفال 1935م، راضي عبد الهادي
1945م، فايز الغول 1965م، عيسى الناعوري 1963م. وبعد ذلك بفترة ليست طويلة،
ظهرت كتب المرحوم فايز علي الغول، الذي كان له جهود كبيرة في تجميع الحكايات
الشعبية وإعادة صياغتها بما يتوافق مع روح ذلك العصر، بدأ الأستاذ الغول هذه
السلسلة باصدار كتاب الدنيا حكايات ثلاثة أجزاء، ثُمَّ من أساطير بلادي، ومن
سواليف السلف، وكلها كتب ضخمة نسبيا تزيد عدد صفحاتها عن المائتي صفحة، وقد شكل
إصدار هذه القصص خدمة للتراث ونقل منظم لها لتصبح بين أيدي الناس. ومع جهود
الكتاب الرواد، إضافة إلى جهد الأستاذ الغول في مجال الحكايات الشعبية، لا
يسعنا في هذا المقام الا مباركة هذه الجهود الطليعية التي تؤكد ولادة الوعي
لأهمية أدب الأطفال، وان كانت تجارب غضة لا ترقى في مستواها الفني إلى الحد
الأدني المطلوب في بعض الأحيان، وعلى كل يمكننا ان نضع مجموعة من خصائص أدب
الأطفال الأردني في تلك الفترة، على الشكل الآتي: أولاً: تباعد إصدار الكتب،
وفي معظم السنوات لم يكن يصدر أكثر من كتاب واحد في السنة، وفي سنوات أخرى لم
يصدر أي كتاب. ثانياً: بعض الكتاب دخلوا مجال إصدار كتب الأطفال اصدروا كتاباً
واحدا ثُمَّ توقفوا عن النشر، وحتى الذين أصدروا عدداً من الكتب، ما لبثوا ان
توقفوا بعد مدة قصيرة من الزمن، ويبدو ان هناك ظروفا معينة أدت إلى توفر فرصة
للنشر لمثل هؤلاء الكتاب في فترة زمنية، لكنها توقفت بعد ذلك. ثالثاً : معظم
هذه الكتابات لم تخرج عن إطار التجريب، وغلب عليها طابع الوعظ والارشاد، وغلبة
القيم التربوية على حساب القيمة الفنية، بل ان بعض الكتب تغيب عنها بشكل كامل
فنيات القصة أو الشعر، وربما كان الحماس الشديد النابع من شعور الكاتب انه صاحب
رسالة، يجب ان يوصلها للأطفال بشكل سريع وحاسم، وان أمته معرضة لمخاطر داخلية
وخارجية، وانه يجب ان نستعمل الأدب في مجال التعبئة من أجل إنقاذ الأوطان
والعباد، أدت إلى هذه النتيجة. رابعاً : غياب دور نشر متخصصة عن الساحة، وعدم
وجود مجلة أطفال ترسي قواعد لهذا الأدب مثل الدول العربية الأخرى، التي استطاعت
في فترات متباينة ان تتبنى عدداً من الكتاب والمبدعين، الذين واصلوا العمل في
إيجاد أدب أطفال حقيقي. خامساً: جميع.. نكرر جميع الكتب التي صدرت في هذه
الفترة، لم يصدر منها طبعة ثانية، مما اضاع الفرصة على الأجيال التي اتت بعدهم
لمعرفة ماذا أنتج آباءهم واجدادهم الكتاب والأدباء، وربما كان هذا ناتجا عن عدم
القدرة على توزيع الكتاب الذي لم يكن يصدر أكثر من ألف نسخة في احسن الأحوال،
وعدم وجود عدد كاف من المكتبات العامة التي يمكن ان تستوعب عدداً من النسخ.
سادساً: كل من كتب للأطفال في هذه المرحلة كانوا بالأصل كتاب أدب راشدين توجهوا
في فترات معينة، ونتيجة لظروف خاصة للكتابة للأطفال.
المرحلة الثانية 1977- 1991م بعض النقاد يعتبر ان البداية الحقيقية
لأدب الأطفال الأردني، كانت في عام 1977م، إذ تظافرت خلال ذلك العام وما بعده
مجموعة من العوامل التي أعطت دفعة قوية لأدب الأطفال مثل؛ عام الطفل الدولي،
دخول الجمعية الملكية الأردنية عالم النشر للأطفال في مجال الكتب العلمية،
إصدار مجلة سامر الشهرية للأطفال، ظهور إحدى رائدات أدب الأطفال الأردني روضة
الهدهد التي استطاعت ان تنشر عدداً من كتبها بشكل جميل، وبطريقة توزيع جيدة
نسبيا. في عام 1979م وهي سنة الطفل الدولية، هذه السنة شكلت التفاتة مهمة إلى
أدب الأطفال، فقد فتحت المجلات الرسمية التي تصدر عن وزارة الثقافة المجال لنشر
الكتابات الموجهة للأطفال بهذه المناسبة، مما لفت نظر عدد من الكتاب والأدباء
والمهتمين إلى هذا الأدب الناشيئ. ويمكن النظر إلى تجربة روضة الهدهد كتجربة
تستحق النظر، إذ انها ربما كانت أول كاتبة أطفال في الأردن تدخل عالم نشر الكتب
بشكل سنوي متواصل، إذ استطاعت ان تقدم كتبا بهذه الطريقة لفترة طويلة، وكان هذا
أمر نادر الحصول في الأردن، إضافة إلى تواصلها الدائم مع قرائها عن طريق ملحق
الأطفال النشط في صحيفة الدستور اليومية، هذا الملحق الذي تميز باستقطابه لعدد
من الأطفال الموهوبين في مجال الكتابة، بعضهم أصبح من كتاب الأطفال المعروفين
فيما بعد. تتميز كتابات روضة الهدهد بالتأريخ للبطولات الوطنية والدينية، خاصة
في فلسطين، مما أعطى كتبها قبولا كبيراً في أوساط الناس الذين وجدوا فيه فرصة
لتعليم أطفالهم وتثقيفهم وطنيا ودينيا. في الفترة نفسها التي ظهرت فيها روضة
الهدهد، بدأت تغريد النجار مشوارها في نشر كتبها القصصية التي أخذت منحنى طفولي
بحت، والمتتبع لمسيرة هذه الكاتبة وكتبها يجد انها تشكل بحق أدب أطفال راق،
وتتميز بطباعة فاخرة ملونة قريبة من نفسيات الأطفال. وعلى الجانب الآخر، بدأت
مجلة سامر التي صدرت عام 1977م، ويمكن الإشارة إلى أحد ابطالها، ونقول كلمة
بطل، لأننا امام إنسان مجاهد بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فهو أحد الذين حملوا
لواء أدب الأطفال بجد واخلاص، نحن نتحدث عن المرحوم أحمد أبو عرقوب الذي قدم من
خلال هذه المجلة عدداً من القصص التي ظهرت فيها علامات النضوج والبلوغ الأدبي
بشكل مبكر. هذه الأسماء الثلاثة التي ظهرت في هذا الوقت، إلى جانب أسماء أخرى،
ظهرت في الفترة نفسها، أو في السنوات التالية، ساهمت في نقل أدب الأطفال
الأردني إلى مرحلة جديدة، ومن هذه الأسماء التي تنشر لأول مرة، أو انها واصلت
مشوارها في إنتاج قصص ومسرحيات وشعر الأطفال، ونذكر منهم : زهير كحالة، يوسف
العظم، عيسى الجراجرة، د. شحادة الناطور، فخري قعوار، د. كمال رشيد، شهلا
الكيالي، أحمد جبر، يوسف حمدان، علي البتيري، اكرم أبو الراغب، حسن ناجي، محمد
بسام ملص، أمل منصور، محمد الظاهر، أحمد كواملة، هاشم غرايبة, رندا الشاعر، د.
عماد زكي، منير الهور، عطية محمد عطية. وفي مجال المسرح، نذكر كاتبا استطاع ان
ينتظم في إصدار الكتب المسرحية، وان يثري الساحة الأدبية الأردنية بأكثر من
عشرين كتاباً ما بين عامي 1983-1990م، وهو الأستاذ زهير كحالة. وقد تميز أدب
الأطفال الأردني في هذه الفترة بعدة أمور منها: أولاً: زيادة الوعي لدى الكتاب
والأدباء والناس بشكل عام لأدب الأطفال، وقد أدى هذا إلى دخول عدد كبير من
الأدباء في مجال الكتابة للأطفال، وللأسف فإن الغالبية العظمى منهم لم تتخصص في
كتابتها للأطفال، بل كانت تمارس هذا النشاط جنبا إلى جنب مع كتابتها الموجهة
للراشدين.
ثانياً: شهدت هذه المرحلة توجه عدد غير قليل من النساء للكتابة
للأطفال، وقد اسهم هذا في اثراء تجربة أدب الأطفال. ثالثاً: زيادة اهتمام دور
النشر باصدار كتب أطفال، وان لم يصل هذا الاهتمام إلى تشكيل ظاهرة معقولة،
ولكنه كان عملا ايجابيا. رابعاً : مع كل ذلك، فإن معظم الكتاب والأدباء قاموا
في هذه المرحلة بطباعة كتبهم الأدبية الموجهة للأطفال على حسابهم الخاص،
مدفوعين بالحماس الشديد لهذا الأدب. المرحلة الثالثة: 1991م حتى الوقت الحالي
في هذه المرحلة، حصلت نقلة إيجابية في إنتاج أدب الأطفال الأردني، إذ واصل في
هذه المرحلة عدد من الكتاب نشر ابداعاتهم في الصحف والمجلات والكتب، وكذلك
شهدنا توجه عدد من الأدباء للنشر في مجلات عربية واسعة الانتشار، ومن هؤلاء
الذين بدأوا أو واصلوا النشر في هذه الفترة: علي البتيري، شهلا الكيالي، يوسف
الغزو، روضة الهدهد، د.محمود الشلبي، عيسى الجراجرة، محمد جمال عمرو، محمود أبو
فروة الرجبي، نادية العالول، صباح المدني، جهاد الرجبي، تغريد النجار، عبير
الطاهر، أحمد النعيمي، سها العزة، اميمة الناصر وغيرهم. رغم عدم تحقيق تطور
كبير في عملية نشر أدب الأطفال بشكل يرضي الأدباء، الا ان أدب الأطفال الأردني
بدأ يسير بخطوات مدروسة وواثقة في هذه الفترة، التي شهدت أيضاً لأول مرة دخول
مجموعة من الشباب للكتابة في هذا المجال، بعد ان كانت شبه محصورة في السابق في
صفوف الكتاب كبار السن، وهذا من شأنه ان يثري التجربة، ويعطيها بُعدا أكثر
احترافية. ليس هذا فقط، بل الملاحظ على الساحة الأردنية وجود بعض الكتاب الذين
بدأوا يشقون طريقهم منذ الصغر، بل ويقتحمون طرق النشر مبكرا جداً، فهناك على
سبيل المثال لا الحصر: محمود عادل كامل الذي أصبح ينشر ككاتب محترف في مجلة
ماجد الظبيانية واسعة الانتشار وعمره لا يتجاز الخمسة عشر ربيعا، وهناك سماح
العطار وهي طفلة نشرت كتابها القصصي الأول، وهي في الصف الثالث الأساسي، وسلام
الزواهرة في الصف السادس الأساسي، وزهرة محمود في الصف الأول ثانوي، وغيرهم من
الأطفال. هذا عدا عن انه من خلال ملاحظة اعداد وأسماء المشاركين في المسابقات
الأدبية الموجهة للأطفال التي تقيمها مؤسسة عبد الحميد شومان، ووزارة التربية
والتعليم، وجمعية أصدقاء الأطفال، فإن هناك في الأردن ما يقرب من ألف طفل
يكتبون، أو يحاولون الكتابة منذ صغرهم، ونحن حينما نتحدث عن ألف طفل، نقصد
أولئك الذين يحاولون إظهار أنفسهم من خلال المنابر المتاحة، أو المسابقات
المتوفرة لهم. والدولة التي تضم في فترة قصيرة ألف طفل كاتب يحاولون التعبير عن
أنفسهم بهمة ونشاط، هي دولة فتية نشطة، ستثمر ارضها الطبية في المستقبل أدبا
راقيا يشق طريقه بثقة وثبات، ليصل إلى المأمول منه بإذن الله. فلو احترف عدد
قليل من ذلك العدد، فإننا سنكون بلا شك امام أدب أطفال متميز، يبدأ فيه ادباؤه
الاحتراف في سن مبكرة، وهذا بحد ذاته من شأنه ان يطور الأدب بشكل كبير. على كل
يمكننا ذكر بعض الخصائص التي تميز بها أدب الأطفال في هذه المرحلة: أولاً: توجه
الكتاب والأدباء الأردنيون إلى النشر خارج حدود الوطن، في المجلات العربية
واسعة الانتشار، أو من خلال دور النشر المختلفة. ثانياً: دخول العنصر الشبابي
بشكل كبير في العملية الابداعية. ثالثاً : دخول الأطفال أنفسهم بشكل فاعل في
مجال الكتابة. رابعاً : ما زال أدب الأطفال الأردني يحافظ على قيمه التربوية،
مع تاثره بالآداب العالمية دون ان يفقد هويته. خامساً: ما زال هناك مشكلة في
النشر، وان كانت هناك برامج فاعلة لدعم النشر تقوم بها وزارة الثقافة، وأمانة
عمَّان الكبرى. سادساً: بدأنا نلحظ ترسخ التخصص في الكتابة الأدبية للأطفال عند
عدد جيد من الكتاب الأردنيين. الأدباء الأردنيون يحصلون على جوائز عربية في أدب
الأطفال : منذ سنوات طويلة تمكن عدد من الكتاب والأدباء الأردنيين الحصول على
عدد من الجوائز في مجال أدب الأطفال على مستوى الوطن العربي، وخلال الثلاث
سنوات الأخيرة استطاع عدد من الكتاب الأردنيين الحصول على جوائز عربية في مجال
أدب الأطفال، ونذكر منهم: محمود أبو فروة الرجبي – الجائزة الأولى مسابقة
الشيخة فاطمة بنت هزاع آل نهيان لأدب الطفل العربي عام 2000م، محمد جمال عمرو –
الجائزة الثالثة في المسابقة نفسها عام 2001م وقد استطاعت إحدى الكاتبات
الاردنيات الشابات، الحصول على إحدى جوائز مسابقات الشارقة للابداع في عام
2002م. وغيرها من الجوائز. وسائل أخرى غير الكتاب تساهم في تقديم أدب الطفل:
بعد الحديث عن المراحل التاريخية التي مرَّ بها أدب الأطفال الأردني، لا بُدَّ
لنا ان نتحدث عن وسائل تقديم أدب الأطفال من مجلات وملاحق أطفال، وأقراص مدمجة
وإنترنت، ومسرح، وإذاعة. مجلات الأطفال في الأردن: نشأ في الأردن عدد كبير من
مجلات الأطفال، لكن ما زال مستمرا منها مجلة براعم عمَّان التي تصدر عن أمانة
عمَّان الكبرى، حاتم التي تصدر عن أكبر صحيفة يومية أردنية الرأي، وسام التي
تصدر عن وزراة الثقافة. أي أننا امام ثلاث مجلات أطفال شهرية تصدر في العام ما
يقرب من ستة وثلاثين عدداً، وسنركز في بحثنا هذا على مجلتي وسام وبراعم عمَّان،
والسبب ان المجلة الثالثة حاتم، لا تقدم ما يمكن تسميته أدب أطفال إذ انها تركز
على المعلومات، وكأنها كتاب في مجلة. ويمكن القول ان هاتين المجلتين، تقومان
ومنذ وقت ليس بالقصير بالتأسيس لأدب أطفال أردني حديث، إضافة إلى ملاحق الأطفال
في الصحف اليومية الأردنية. من المجلات التي صدرت في الأردن ثُمَّ توقفت عن
الصدور: سامر، عبود، فكرة، لونا، الكرتون العربي، ويمكن القول ان لونا التي
صدرت في البداية أسبوعية، ثُمَّ تحولت شهرية، وما لبثت ان توقفت عن الصدور شكلت
نقلة وطفرة في مجلات الأطفال في الأردن، واستطاعت ان تحقق في فترة قصيرة
انتشارا هائلا بين الأطفال، وكذلك تمكنت من إيجاد عدد من الشخصيات الكرتونية،
ولكن.. لسبب لا نعرفه.. توقفت فجأة.. ومن العلامات البارزة التي لم تستمر
طويلاً.. صحيفة الكاتب الصغير التي افردت صفحات كاملة فيها للكتاب من الأطفال
أنفسهم، ورغم نجاح هذه الصحيفة الا انها توقفت بعد ثلاث أو أربع اعداد، وربما
كان السبب هجرة صاحبها. ولا بُدَّ ان نشير إلى ان ظاهرة إصدار مجلات الأطفال
ثُمَّ توقفها ليس حكرا على الأردن، فهذه ظاهرة تشمل الوطن العربي كله، وربما ان
السبب الأول لفشلها عدم قدرة السوق على تحمل مثل هذه المجلات، إضافة إلى ارتفاع
تكاليف إنتاجها، وعدم قدرتها على أخذ أي حصة من سوق الإعلان العربي. صحافة
الأطفال في الأردن : ساهمت صحافة الأطفال في رفد مسيرة أدب الأطفال في الأردن،
وقد استطاعت الملاحق الأدبية التي تصدر عن الصحف اليومية ان تسد النقص الذي حصل
في بعض الفترات التي شهدت غيابا شبه كامل من مجلات الأطفال. وقد مرت فترة ليست
بالقصيرة كنا نشاهد نماذج رائعة من الأدب الأردني بمختلف أشكاله تنشر في
الملاحق الأدبية، التي قامت بدورها بشكل شبه كامل، وما زالت تقوم بهذا الدور
جنبا إلى جنب مع المجلات الثلاث التي ما زالت تصدر، وبإذن الله ستستمر على ذلك.
ومن اللافت للنظر اهتمام هذه الملاحق بإفراد مساحات واسعة للأطفال الموهوبين
أدبياً لنشر ابداعاتهم، وكل ذلك يسهم على المدى البعيد في إيجاد جيل محترف من
الأدباء، وعلى رأسهم أدباء الأطفال. الإذاعة الأردنية وأدب الأطفال: خلال
السنوات السابقة وللآن، اعطت الإذاعة الأردنية مساحة واسعة لمشاركة الأطفال
الأدبية، من خلال عدد من البرنامج التي ترعى الأطفال ومواهبم , إضافة إلى قيام
الإذاعة بتقديم عدد من مسلسلات الأطفال المستمدة من أدب الأطفال الأردني، ولعل
التجربة التي تم فيها تقديم عدد من حكايات الأطفال الأردنية بمناسبة إعلان
عمَّان عاصمة للثقافة العربية عام 2002م خير مثال على ذلك. ومن البرامج التي
كانت تعطي فرصة للأطفال لاظهار مواهبهم الأدبية، برنامج دنيا الأطفال الذي كانت
تعده وتقدمه ماما هدية..، وقد استمر هذا البرنامج لأكثر من ثلاثين سنة، وقد
استضاف خلالها مجموعة كبيرة من الأطفال، ومن ضمنهم الأطفال الموهوبين أدبياً،
وبعضهم من واصل مسيرته الأدبية وأصبح كاتبا فيما بعد. وهناك برنامج متخصص جداً
بثته الإذاعة الأردنية لاربع سنوات متتالية وهو ( الأدباء الصغار ) الذي قام
باعداده وتقديمه الكاتب محمود أبو فروة الرجبي، وقدم خلال بثه ما يقرب من مائتي
طفل من الأطفال الموهوبين ادبيا خاصة في مجال القصة، وقد كان هذا البرنامج يقدم
فن القصة من خلال مشاهد درامية، ولقاءات مع أطفال وكتاب متخصصين. وما زالت
مختلف البرامج الإذاعية تقوم بمثل هذا الدور، الذي من شأنه تحفيز الكبار
والصغار على ولوج عالم أدب الأطفال الممتع. الأقراص المدمجة ومواقع الإنترنت :
أظهرت الساحة الأردنية مثلها مثل باقي الدول العربية توجها نحو إنتاج أدب
الأطفال عن طريق الأقراص المدمجة، وقد بدأت هذه المسيرة بتحويل قصص السيرة
النبوية إلى قصص أطفال تقدم عن طريق هذه الوسيلة، وقد تم في الفترة الأخيرة عمل
بعض التجارب التي أدت إلى إظهار قصص في إطار درامي مدمج بالالعاب، وما زالت
التجربة في بدايتها وتحتاج إلى مزيد من الدراسة، ولكنني اعتقد انها خطوة في
الاتجاه الصحيح، خاصة إذا عرفنا أن كلفة إنتاج وتسويق الأقراص المدمجة قليلة
بالنسبة لانتاج الكتب، وهي تقل مع مرور الزمن، ويمكن ان تشكل عاملا مهما في نشر
أدب الطفل في المستقبل. ولم يقف الأمر عند حدود الأقراص المدمجة، بل تعداه إلى
مواقع الإنترنت التي تهتم بنشر أدب الأطفال، أو الكتابات التي يبدعها الأطفال
أنفسهم، ومن هذه المواقع يمامة دوت نت، وآراب ويب دوت نيت. أما موقع منهاج دوت
كوم، فإنه يقوم يإدخال عدد من قصص الأطفال واشعارهم من خلال دروسه المنهجية
المقدمة للأطفال، بطريقة تفاعلية يتمكن الطفل من خلالها من اللعب والاستماع إلى
القصة أو القصيدة، ثُمَّ قراءتها ومعرفة معاني الكلمات التي فيها. المسرح
المدرسي: نقصد بالمسرح المدرسي، المسرح الذي يعرض على طلاب المدارس، سواء أنتج
من خلال الجهات الرسمية في وزارة التربية والتعليم أو انتجه القطاع الخاص، وتم
عرضه على طلاب المدارس. لا يوجد هناك تتبع كاف للمسرحيات التي تعرض في المدارس،
لكن يمكن القول ان هناك حركة مسرحية مدرسية شبه منتظمة في الأردن، وان كانت لم
تشهد كما كافيا، أو تطويرا من شأنه الاستمرار. يمكننا الحديث عن بدايات المسرح
المدرسي، التي يمكن تتبعها من خلال مجموعة كبيرة من المسرحيات التي انتجت في
فترات مختلفة. ومن الأسماء التي ساهمت في انجاح مثل هذا المسرح في مجال التأليف
: محمود إسماعيل بدر، منيرة شريح، نديم صوالحة، مارتو ملتجيان، محمد الظاهر،
اكرم أبو الراغب، روضة الهدهد وغيرهم. ومشكلة هذا المسرح ان معظمه يبقى محصورا
في المدارس، ولا يتم خروح عرضه من هذا الاطار، مع بداية ظهور مسرح العائلة الذي
يقصد به ان تكون المسرحية موجهة للعائلة كلها. ولا بُدَّ من التذكير بمؤلفات
الأستاذ زهير كحالة، الذي تحدثنا عن إصداره لعدد كبير من كتب المسرحيات في مكان
آخر من هذا البحث. الشكل الفني لكتب الأطفال الأردنية: علينا الاعتراف ان معظم
كتب الأطفال الأردنية كانت تصدر بالابيض والأسود، والسبب هو صغر حجم السوق
الأردنية التي لا يتم فيها تسويق عدد كبير من النسخ، وهذا يعني عدم قدرة الكتاب
الملون على تغطية تكاليفه. إضافة إلى ذلك كان حجم الكتاب يتراوح بين ست عشرة
صفحة و48 صفحة، وفي بعض الأحيان كان يزيد عن ذلك. لكن ومنذ سنوات قليلة بدأت
اعداد الكتب التي تصدر بشكل ملون تزداد، وأخذ شكل الكتاب وإخراجه يصبح أكثر
جمالا، مع ازدياد الخبرة الفنية، وظهور عدد من الرسامين الجيدين في هذا الإطار.
وقد اتجه بعض الكتاب الأردنيين إلى طباعة كتبهم في بيروت، لما تحمله هذه
العاصمة العربية من خبرة في طباعة الكتب وتسويقها، وقد استطاع أكثر من كاتب ان
يزيد بهذه الطريقة من حجم سوق كتابه. على كل.. الشكل الفني لكتب الأطفال في
الأردن في تحسن دائم، والمستقبل يحمل وعداً أجمل بإذن الله. أدب ما قبل
المدرسة: علينا الاعتراف أولاً ان الأدب الموجه لأطفال ما قبل المدرسة لم يجد
للآن العناية اللازمة، والنشر الكافي في الأردن، مثله مثل باقي الدول العربية
الأخرى، وربما كان هذا عائدا إلى الكلفة العالية جداً لانتاج كتب موجهة لهذه
الفئة، وحداثة دخول هذا الأدب النسبية إلى بلادنا. والطريف في الأمر ان
الدراسات والأبحاث التي تتناول هذا الأدب في الوطن العربي، أكثر من الكتب
المنشورة فيه. هناك بعض الكتب التي صدرت لأطفال ما قبل المدرسة في الاردن، ولا
ننسى الجهد الذي بدأته الرابطة الوطنية لتربية وتعليم الأطفال التابعة لمؤسسة
نور الحسين، إذ انها قامت باصدار ما يقرب من أربع أو خمس كتب في هذا المجال.
ويمكن القول ان كتب السيدة تغريد النجار ربما كانت الاقرب إلى أدب أطفال ما قبل
المدرسة في بعض جوانبها، ومع ذلك لا يمكن ان ندعي ذلك مائة بالمائة. ومع ذلك
فإن هناك اهتماما يتزايد يوماً بعد يوم من الكتاب الأردنيين للكتابة في هذا
المجال، لكن يبقى النشر هو العائق الأكبر امام تطور واتساع مثل هذا الأدب. ولعل
هذه المشكلة أكبر من حجم أي دولة عربية، وهو يحتاج إلى تظافر الجهود العربية،
وإيجاد دار نشر على مستوى قومي تقوم بمثل هذا العمل. أطفال ما قبل المدرسة
بحاجة إلى من يعطيهم أكثر في المجال الأدبي، ولعل الجهود المتناثرة هنا وهناك
تعطي ثمارها في هذا المجال، خلال سنوات قليلة قادمة بإذن الله. مهرجان أغنية
الطفل: من العلامات البارزة التي ميزت وما زالت تميز الأردن في السنوات الأخيرة
هو تبنيه لمهرجان نادر في الوطن العربي، وهو مهرجان أغنية الطفل. استطاع هذا
المهرجان ان يترك بصمته في الحياة الغنائية العربية الموجهة للطفل، وهو يقام
على مستوى الوطن العربي كله، ومن خلاله تعرفنا على عدد جيد من شعراء الأطفال
الأردنيين والعرب. وما زال هذا المهرجان يقام بشكل دوري، وهو يتطور عاما بعد
عام، وقد تمكن القائمون عليه من توفير كافة المستلزمات التي تعطيه دفعة قوية
للامام ليستمر بشكل دائم بإذن الله. تطلعات أدباء الأطفال في الأردن: مع كل ما
سبق فإن كتاب وأدباء الأطفال في الأردن متفائلون بالمستقبل، وهم يعملون بجد
ونشاط مثلهم مثل كل اخوانهم في الوطن العربي من أجل تطوير عملهم. ويتميز أدباء
الأردن عن غيرهم من الكتاب العرب بانهم وفي حالة عدم توفر مجال للنشر، فإنهم
يقومون بنشر كتاباتهم بانفسهم، بل ان الجيل الجديد الذي اندفع إلى ساحة أدب
الطفل في السنوات الأخيرة، والذي تمكن من نشر كتبه بشكل جميل ومتميز، تمكن
بجهوده الخاصة من تسويق هذه الكتب على مستوى الوطن العربي كله، ومثل هذا الحماس
الذي يجعل الكاتب يضحي بكل ما يملك من أجل إيصال صوته وأدبه وفنه للآخرين، لا
بُدَّ ان يثمر في المستقبل القريب ما هو جميل ومتميز جداً. ومع ذلك يمكننا
تلخيص بعض تطلعات أدباء الأطفال الأردنيين التي تتشابه في كثير من جوانبها مع
أحلام وأماني اخوانهم الكتاب والأدباء العرب. أولاً: إيجاد دار نشر وطنية تأخذ
زمام المبادرة في نشر أدب الأطفال الأردني وتعريف العالم عليه، تمهيداً لتكون
هناك دار نشر قومية لأدب الأطفال تعمل على امتداد مساحة الوطن العربي الكبير.
ثانياً : ان تزال القيود على توزيع كتاب الأطفال، لينساب بشكل تلقائي بين الدول
العربية كلها، دون أية عوائق. ثالثاً: ان تزداد حصة الطفل الأردني بشكل خاص،
والعربي بشكل عام من أدب الطفل كما ونوعا، وان تصبح القراءة عادة متأصلة في
الطفل، وان يصل هذا الأدب لكل بيت، حتى ينشأ الجيل واعياً مثقفا قادراً على
التعامل مع معطيات العصر بكل قدرة وذكاء. رابعاً : ان تنشأ حركة نقدية واعية
تكون إحدى الروافع الإيجابية لأدب الطفل، تبحث عن الجيد وتروج له، وتصل إلى ما
هو غير جيد لتساعد أصحابه على تطوير أنفسهم. وبعد،،، هذا هو أدب الأطفال
الأردني.. أدب واعد يسير بخطى بطيئة ولكنها واثقة ومتقدمة إلى الامام دوما بإذن
الله. وندعو دائماً الأخوة الأدباء والكتاب العرب إلى تضافر الجهود من أجل ان
نصنع غداً أفضل لنا ولأطفالنا في عالم متغير لا يعترف للضعيف بوجود.
07-06-2007 : 19:20
أضيفت في05/12/2007/ خاص
القصة السورية / المصدر: الكاتب (للتعليق
والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)
"ايسوب" حكاياته وشخصيته..
بقلم الكاتب:
السيد
نجم
"حكايات ايسوب" من أشهر الحكايات القصصية والتي يقرأها الصغار على
درجة المتعة نفسها للكبار. وقد أعتبرها البعض امتدادا للحكايات الخرافية
التي وردت على لسان الحيوان وتسمى أحيانا "حكايات بيديا" نسبة إلى راوي
الحكايات الهندي, والتي ترجمها "ابن المقفع" باسم "كليلة ودمنة".
ومع أهميتها لم تترجم "حكايات ايسوب" إلى العربية إلا خلال السنوات
القليلة الماضية بقلم "إمام عبد الفتاح إمام" (ترجم أكثر من مائتي حكاية,
وأعيد نشرها في مشروع "الكتاب للجميع" الذي يعيد نشر أهم الكتب في عدد من
الدول العربية وفى الوقت نفسه).
تتميز الحكاية الخرافية بأنها قصيرة وعلى لسان حيوان على الأغلب أو
بعض ظواهر الطبيعة, تحمل في طياتها دلالات أخلاقية. أي أنها أخلاقية
بالدرجة الأولى وليست تاريخية, وهو ما يميزها عن القصص المعروفة الآن. كما
أنها تضم الأمثال والحكم وحكايات المغامرات والأحداث العجيبة.
وجدت الحكايات الخرافية في بداية الحضارة "ألإغريقية, وقبل "ايسوب"
(ربما في القرن السابع أو الثامن قبل الميلاد). والطريف أن أغلب تلك
الحكايات تنسب إلى "ايسوب" منذ القرن السادس قبل الميلاد.. فليس كل ما ينسب
إلى حكايات أيسوب من تأليفه.
وقد استمرت تلك الحكايات وراجت بعد فترة من حياة "ايسوب", بل وظهرت
في بلاد الرومان وغيرها من بعد. بعض تلك الحكايات الخرافية عرف صاحبها مثل
أول مجموعة يونانية بقلم "بابيروس" وان قيل أنه جمع حكايات "ايسوب" وحولها
إلى صياغة شعرية. وكذلك عرف "أفيانوس" الأديب الروماني في القرن الرابع
الميلادي. ومع ذلك توجد العديد من الحكايات مجهولة النسب حتى الآن.
وقد ازدهرت الحكاية الخرافية في أوروبا في العصور الوسطى, وظهرت
مجموعة هامة بقلم "مارى دى فرانس". وبعدها ظهرت صورة أكثر تعقيدا بملاحم
الحيوان..مثل المجموعة المنتسبة للثعلب رينار وهو الذي يرمز إلى الدهاء
الإنساني.
وقد استفاد الأدباء والشعراء من تلك الحكايات في أعمالهم الأدبية
والمسرحية في مرحلة متقدمة. وهو ما تجلى بارزا في أعمال الشاعر الفرنسي
"جان دى لافونتين". ثم تتابع توظيف الحكايات الخرافية ليس فقط في الآداب
الغربية بل والعربية أيضا.
الطريف أن يتحدث الباحثون عن "ايسوب" كما حدث مع غيره من المشاهير..
وتساءل البعض: هل "ايسوب" شخصية حقيقية؟"
مجموعة تعتقد أنه من عادة اليونانيين أن ينسبوا الأعمال المجهولة
إلى مؤلف ما.. إن لم يكن لها مؤلفا. كما يرى فريقا آخر أن "ايسوب" شخصية
شبه أسطورية وأنه المؤلف الحقيقي لتلك الحكايات.. بل ونسبوا إليه صفة
الإصلاح والصلاح, حتى أنه أصلح من أحوال بعض الكهنة في عصره. أما الفريق
الثالث (منهم هيرودوت) يؤكد أنه شخصية حقيقية غير أسطورية, بل وكان عبدا في
أثينا وقد أعتقه سيده. وقد لاحظ البعض وأكد أنه شخصية حقيقية, وذكره بعض
أعلام الإغريق في كتاباتهم (أفلاطون-أرسطو-أرستوفان-أكسينوفان).
وأيا ما تكون الحقيقة, فالحكايات حقيقة ملموسة, حفظها التاريخ,
وترجمت إلى العربية أخيرا. ومن المناسب سرد حكاية أو أكثر للتعرف على هذا
الفن الإنساني الرفيع.
حكاية "الثعلب والقناع":
" دخل الثعلب يوما منزل ممثل, وراح يعبث بجميع محتوياته, فوجد من
بين ما وجد قناعا على شكل رأس غول أو "بعبع", وهو من عمل فنان موهوب فأمسك
به بقدميه وراح يقول: يا له من رأس جميل! خسارة أن لا يوجد فيه مخ!"
المغزى الأخلاقي: تريد هذه الحكاية أن تقول أن بعض الناس الذين
يملكون مظهرا جسديا مؤثرا ينقصهم العقل!!
حكاية "العلاج السهل":
" تجمعت الأنهار يوما وتقدمت بشكواها إلى البحر, فقالت: "لماذا
عندما نصل إليك ونغمرك بمياهنا العذبة الصالحة للشرب تقوم أنت بتحويلها إلى
مياه مالحة غير صالحة للشرب؟" استمع البحر إلى شكوى الأنهار ولومها في صمت
, ثم أجاب في هدؤ:
"العلاج بسيط: لا تأتوا إلى, وعندئذ لا تكون مياهكم مالحة!"
المغزى الأخلاقي: تسخر تلك الحكاية من الذين يقدمون لغيرهم اتهامات
لا مبرر لها!
حكاية "الحمار في جلد الأسد":
" ارتدى الحمار يوما جلد الأسد وراح يرعب الوحوش كلها, لكنه التقى
بالثعلب وأراد أن يخيفه مثل بقية الحيوانات, فقال له الثعلب:
"صدقني كدت أنا نفسي أخاف منك لولا أنني سمعت نهيقك!"
المغزى الأخلاقي: الأغبياء يتخفون في ثياب الآخرين, ثم يفضحون
أنفسهم لأنهم لا يكفون عن الثرثرة.
.. هذه نماذج ثلاثة مختارة من المجموعة المنشورة, لعلها تعبر عن
ملامح الحكاية الخرافية, وسمات الكاتب "ايسوب" إن كان حقيقي أو لم يكن
أضيفت في17/02/2006/ خاص
القصة السورية / المصدر الكاتب (للتعليق
والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)
مجلات الأطفال في الكويت
ودورها في بناء شخصية الطفل المسلم
بقلم الكاتب:
د.
طارق
البكري
مقدمة:
نحمد الله سبحانه وتعالى ، ونصلي ونسلم على المبعـوث رحـمة
للعالمين، وعلى خلفائه الراشدين، وأصحابه الغرّ المنيرين، وأتباعهم، وعلى كل من
سلك سبل الرشاد إلى يوم الدين. أما بعد، فهذا ملخص بحث (( مجلات الأطفال في
الكويت ودورها في بناء شخصية الطفل المسلم ))، المقدم الى كلية الإمام الأوزاعي
للدراسات الاسلامية لنيل درجة الدكتوراه. حيث إن الطفل كان ولا يزال محور
اهتمام جميع الشعوب وفي كل العصور بلا استثناء، وقد توقف البحث عند نقاط بالغة
في الأهمية ، يرى الباحث أن كثيراً منها تستحق دراسـات مستقلة وقائمة. ويقول
الباحث إنه مضى في وعورة البحث ولم يعبأ بما صادفنه من عقبـات ، ابتداء من ندرة
الأبحاث المتخصصة، مروراً بالتنقيب الطـــويـل، وانتهاء بكل جنبات المشكلات
والقضايا - وهذه ميزة البحث الجاد- التي لا يطرحها الباحث لمجرد الطرح، فالهدف
الأعمق والأشد رسوخاً، كان تسليط الضوء على مكامن الضعف والقوة في مجتمعنا
الإسلامي الحديث عموما والخليجي خصوصا، الذي بات اليوم يتعرض لصنوف شتى من
التحديات الكبيرة والصغيرة، في زمن لم يعد يعترف بالضعفاء .
ويقول الباحث إن
الإيمان بدور الإعلام الإسلامي في البناء، يفرض على كل الباحثين أو العاملين في
أي حقل من حقول الإعلام الإسلامي التركيز على تطوير وسائل الإعلام الخاصة
بالطفل المسلم وأن يصحب هذا الاهتمام والتركيز تجارب جادة وفاعلة، تستمد من
التجارب السابقة ما يساعدها على النجاح والتفوق . ولا شك في أنّ الإعلام بات من
أبرز وسائل المواجهة ، ولعله وسيلة للشر كما هو وسيلة للخير ، ولا نذهب بعيداً
إذا اعتبرنا أنّ الإعلام بات أقوى الأسلحة فتكاً في العالم ، بل هـو بمثابة
الجرثومة ، التي يصعب القضاء عليها والاحتراز منها . لقد اخترق الإعلام بوسائله
المتعددة الأستار اليوم ، وأوجد خللاً بيّناً في العلاقات الإنسانية ، وغرس
طباعاً وسلوكيات لم تكن موجودة في مجتمعاتنا ، التي كانت حتى الأمس القريب
مجتمعات مؤمنة ومتماسكة .
وتـأتي مجــلات الأطـفال في عالمنا العربي والإسلامي
، لتدخل تحت عدسة المجهر، وخصصت دولة الكـويت محـوراً للدراسة، حيث كانت مجلات
الأطفال في الكويت، محط اهتمامي نظراً لإقامتي فيها منذ أكثر من خمس سنوات
تاريخ البدء بالبحث . ولمس الباحث المشكلة من خلال اهتمامه بصحافة الطفل، ومن
حيث شعوره بضرورة قيامها ببناء شخصية الطفل المسلم، حيث كان يعمل محرراً في
جريدة الأنباء الكويتية مسؤولاً عن صفحة الطفل اليومية، ويكتب العديد من مجلات
الأطفال، مما أفسح الطريق أمام احتكاكه عملياً وبشكل يومي ومستمر بصحافة الطفل،
حيث برزت لديه مجموعة من المشــكلات تنبع من المثل المقصــودة، والواقع
المفروض، حيث يسفر المُثل والواقع عن مشكلات متعددة، بسبب بعد الأماني
والطموحات عن الوقائع المشهودة. وفي بحثنا هذا فإن المثل هي المقاصد السامية
التي يسعى الإسلام إلى غرسها في نفس الإنسان المسلم ، وخصـوصاً الأطفال ، وذلك
عبر مجلة الأطفال ، والواقع هو حقيقة هذه المجلات على الساحة العربية
والإسلامية عموماً، ودولة الكويت خصوصاً، من خــلال دراسـة المجلات الموجودة
فعلياً، على ضوء الأماني المتوخاة. وتتركز المشكلة حول:
ما هو واقع الإعلام الموجه للطفل؟ وكيف تعنى الكويت بأطفالها من خلال الإعلام الرسمي والشعبي ؟ وما
هو واقع مجلات الأطفال الكويتية؟ وما هي الأدوار المطلوبة من مجلات الأطفال؟
وهل تقوم مجلات الأطفال الكويتية بعملية بناء فعلية لشخصية الطفل المسلم؟ وما
هو تصور الباحث لمجلة أطفال إسلامية نموذجية؟ حاول الباحث تلمس واقع الصحافة
الخاصة بالطفل في الكويت ، وخصوصاً مجلات الأطفال الكويتية . وكان الهدف
الرئيسي لهذا البحث هو معرفة الأدوار التي تقوم بها مجلات الأطفال الكويتية في
بناء شخصية الطفل المسلم ، وإجراء مسح شامل لجميع مجلات الأطفال الكويتية في
الماضي والحاضر . ولتحقيق هذا الهـدف كان من الضروري إلقاء الضوء على حاضر
الطفولة وماضيها ، وإعلام الطفل وخصائصه وأهدافه ، وكل ما يتصل بجوانب البحث .
ولعـل ذلك يحقق استفادة نظـرية وعملية للباحث ، تنمي مقـدرته العلمية ، وتساهم
في رفع مستوى كـفاءته ، من حيث اسـتخدام أدوات البحـث ومناهجه ، والاطلاع على
المراجع المتخصصة ، وفي هذا استدرار لأبحاث أخرى تعود بالفائدة على الباحث وعلى
المهتمين بجوانب البحث . ونظرا لطبيعة بعض الأبحاث العلمية، ومنها هذا البحث،
تقتضي الاعتماد على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يقوم على مبدأ تجميع الحقائق
والمعلومات من مصادر متعددة ، تشخّص الواقع ثم تحلل وتفسر لتصل إلى تعميمات
مقبولة . كما اعتمدت المنهج التاريخي ، من خلال دراسة الطفولة بين الماضي
والحاضر ، ودراسة الجذور التاريخية لمجلات الأطفال الكويتية ، وفي هذا المنهج
نتعقب المجــلات ، وننقب في تطـورها وأحـداثها ، وندرس وقائعها ، ونحللها على
أسس منهجية علمية ، كما اعتمدت منهج تحليل المضمون في دراسة مجلة (( براعم
الإيمان )) . وتمتد جـذور هذا البحث إلى الماضي البعيد ، في عــرض أهمية
الطفولة ، حيث نشير إلى الطفولة في العصر الجاهلي ، ثم كيف حقق الإسلام للطفولة
المكانة اللائقة بها .
وعلى صعيد الصحافة الكويتية ، نعود إلى بداية أول مجلة كويتية ، على يـد الصحـافي الكويتي
الأول / عبد العزيز الرشـيد ومجلته ((الكويت)) التي صدرت في رمضان 1346هـ ـ20
يوليو 1928م ، كما تبدأ حدود دراسـة مجــلات الأطفـال الكويتية مع صدور أول
مجلة أطفال كويتية في عام 1390 هـ ـ1969م . وتنتهي حـدود البحث في رمضان 1419هـ
ـ يناير 1998م ، حيث اسـتعرضت جميع مجــلات الأطفـال الكويتية ، في مسح شامل ـ
في حدود علمي ـ وقدمت بعض الأمثلة للدلالة ، ولم أقدم جميع الأمثلة والنماذج
حتى لا يطول حبل الكلام ، وركزت على جـانب المضمون ، مع بعـض الاهتمام بالشكل
والإخراج . ولم أقتصر على المجلات الكويتية ، حيث عرضت لكثير من المجلات
الأجنبية والعربية . ولم أتعرض للصحـف التي تصـدر صفحــات خاصة بالطفـل ،
واقتصرت على المجلات المستقلة أو الملاحــق التي تصدرها صحافة الكبار . وتنوّعت
الأدوات التي استخدمها الباحث وفقاً لطبيعة موضوع الدراسة المتنوع في مجالات
ومحاور متعددة ،
ومن الأدوات والأساليب البحثية التي لجأ إليها الباحث :
أ-الكتب والمراجع الإسلامية وغير الإسلامية المتخصصة بالأطفال .
ب-الوثائق والتقارير الرسمية وغير الرسمية التي سبق أن أعدتها الجهات المهتمة
بالأطفال في العالم العربي والإسلامي والغربي . ج) الاستفادة من مراكز
المعلومات باستخدام أحدث الأجهزة التقنية ، بما فيها جهاز الإنترنت .
د-المقابلات الشخصية المباشرة .
هـ-الاستفادة من أسلوب تحليل المضمون في دراسة محتوى عينة البحث .
و-الاستفادة من وسائل الإخراج الصحفي وتطبيقاته العملية .
الدراسات السابقة لم يعثر الباحث على دراسة كاملة ، مستفيضة وشاملة
، تنـاولت مجـلات الأطفال الكويتية بالتفصيل . وفي حدود معرفتي فإنّ هذا البحث
لم يطرق في السـابق إلا في حدود ضيقة نسبياً . وأشير هنا إلى دراستين قيمتين
أعدتهما كافية رمضان ( ) ، المتخصصة في إعلام الطفل في الكويت ، والدراسة
الأولى قديمة ومنشورة ، والثانية حديثة نسبياً ولكنها غير منشوره ، وتعتمد على
الدراسة السابقة بشكل ملحوظ:
[1] الدراســة الأولى جــاءت بعنــوان : (( صحافة الطفل ومجلات الأطفال في
الكــويت )) ، ونشـرت في مجلة دراسات الخليج والجـزيرة العربية العدد 56 ،
جامعة الكويت ، ربيع الأول 1409هـ ـ أكتوبر 1988م ، ص .ص 17ـ 44 . [2]
الدراسة الثانية : صحافة الطفل في الكويت ، دراسة تقويمية ، دراسة مقدمة إلى اللجنة الاستشارية العليا للعمل
على استكمال تطبيق أحكام الشـريعة الإسلامية في عام 1414هـ ـ 1994م . فيما
يتعلق بمجلة (( براعم الإيمان )) فهناك دراسة استطلاعية أعدها عدد من الباحثين
وهي : استطلاع آراء المواطنين حول عادات وأنماط قراءة مجلة (( براعم
الإيمان))بتاريخ رمضان 1418هـ ـ ديسمبر 1997م ،وهي دراسة غير منشورة . خطوات
البحث ينقسم البحث إلى خمسة فصول وخاتمة ومجموعة ملاحق وفهارس :
الفصل الأول : الطفولة بين الماضي والحاضر . وحوى المباحث التالية : التمهيد ـ
الطـفـل في اللـغة ـ الطفل في الاصطلاح ـ مراحـل نمو الطفل أهمية مرحـلة
الطفـولة ـ الطفـولة في الإسـلام ـ الطفـولة عند بعـض العلمـاء المسلمين ـ
الطفولة في العصر الحديث ـ الطفولة في الكويت ـ التربية في اللغة والاصطلاح ـ
التربية في الإسلام .
الفصل الثاني : إعلام الطفل المسلم في الكويت .. الوسائل والأهداف . وحوى المباحث
التالية : التمهيد ـ الإعلام في اللغة ـ الإعلام في الاصطلاح ـ تطور وسائل
الإعلام ـ أهمية الإعلام الموجه للطفل ـ وسائل إعلام الطفل ـ تقسيم وسائل إعلام
الطفل من حيث الشكل : الوسائل البصرية والسمعية والبصرية السمعية ـ الإعلام
المدرسي ـ السمات العامة لإعلام الطفل ـ إعلام الطفل المسلم .
الفصل الثالث : مجلات الأطفال ودورها في بناء الشخصية الإسلامية وحوى المباحث
التالية : مجلات الأطفال بين الماضي والحاضر ـ أنواع مجلات الأطفال ـ مضمون
مجلات الأطفال ـ إخراج مجلات الأطفال ـ مجلات الأطفال في الدول العربية ـ خصائص
بعض مجلات الأطفال العربية ـ دور مجلات الأطفال في بناء الشخصية الإسلامية .
الفصل الرابع : مجلات الأطفال الكويتية ودورها في بناء الشخصية الإسلامية . وحوى
المباحث التالية : التمهيد ـ تطور الصحافة الكويتية ـ مجلات الأطفال الكويتية ـ
السمات العامة لمجلات الأطفال الكويتية ـ دور مجلات الأطفال الكويتية في بناء
الشخصية الإسلامية .
الفصل
الخامس : مجلة براعم الإيمان .. النموذج التطبيقي . وحوى المباحث التالية :
التمهيد ـ عادات وأنماط قراءة براعم الإيمان ـ مجلة براعم الإيمان من حيث الشكل
ـ الشرح التفصيلي لمحتويات التصنيف التحريري ـ تحليل محتوى مجلة بــراعم
الإيمان ـ وصف النتائج وتحليلها ـ المختار من براعم الإيمان ـ تحليل محتوى
النماذج المختارة من براعم الإيمان ـ تحديد الأدوار الإيجابية النماذج المختارة
من براعم الإيمان .
الفصل السادس : تصور مقترح لمجلة أطفال إسلامية نموذجية . وحوى المباحث التالية :
التمهـيد ـ اسـم المجـلة ـ مـوعـد الإصدار ـ الأهداف ـ الخصائص والمميزات ـ سعر
المجلة وتوزيعها ـ الإعلانات ـ إدارات المجلة ـ الناحية الفنية ـ اللغة
والأسلوب ـ السياسة التحريرية ـ المواد الدينية ـ الأبواب المقترحة .
وفي الختام قدمت خلاصة ضمنتها أهم النتائج والتوصيات. الفصل الأول الطفولة بين الماضي
والحاضر تناول الباحث في الفصل الأول مسائل الطفولة وواقعها ومشكلاتها المعاصرة
وذكر أن الحـديث عن الطفـولة، ونحن نستقبل الألف الميلادي الثالث أصبح الهمّ
الشاغل، والقلق الدائم لكل من أخذ من عالم الطفولة بطرف فبعد أن كانت الأسرة
الصغيرة المكونة من الأب والأم والأولاد، تعيش في سلام ووئام، زاحمتها مؤثرات
كثيرة، أشدها قوة، الإعلام بأنواعه. وعندما نقلب البصر نرى أقدام مجتمعاتنا وقد
غاص أكثرها في مستنقعات من الإعـلام المسـموم، بأساليب ترضي ضعاف القلوب وتشد
انتباههم، وتسلب قلوبهم، فتلقي في أفهامهم على حين غرة منهم، أفكاراً مغلوطة
ومبادئ مشوّهة، ما كانت لتنال حظها من الانتشار والقبول لولا هشاشة البناء وضعف
الأسوار وشفافية الأستار.
ولما كان للطفولة المكانة الباعثة على النهوض أو الانكفاء، لم يغفل
الإسلام جانباً من جوانب حمايتها ورعايتها ونموها، بل سن كثيرا من القواعد
الراسخة، التي تعين على رقي الإنسان الصالح، حتى قبل ولادته وتكونه في رحم أمه
إلى أن يبلغ أشده، ويشير الباحث الى كثير من الآيات والأحاديث المرتبطة
بالموضوع .
ثم يعرج الباحث الى تعريف معني كلمة طفل في اللغة والاصطلاح وتطورها
ثم يتناول مراحل نمو الطفل ويحددها بمرحلة ما قبل الـــولادة ومرحلة الطفولة
الأولى والطفولة الثانية والمراهقة. ويشر الى أنه وبسبب اختلاف حاجات وميول
ودوافع الطفل في مراحل نموّه ، اقتضى تقنين الأدب أو الثقافة بعمومها المقدمة
له. حتـى تتواءم مع كل مرحلة وبشكل يمكنّه من الفهم والتدبر، ومن ثم الانتقال
من مرحلة إلى أخرى دون صعوبات ولذا فمن الضروري تحديد مواصفات تلك المراحل
وخصائص الأطفال خلالها .
ثم يشير الى هذه المراحل وهي مرحلة الواقعية والخيال المحدود ومرحلة
الخيال المنطلق ومرحلة البطولة ومرحلة المثالية. ثم يشرح كل مرحلة بالتفصيل وما
يناسبها من مؤثرات اعلامية وقراءات.. ثم ينتقل البحث الى الحديث عن أهمية مرحلة
الطفولة بشكل عام والطفولة في الاسلام ويقدم أمثلة معاصرة لاستغلال الطفولة في
العالم المعاصر مقارنا مع العصر الجاهلي، ويشير الى أن الأسرة كانت أهمّ وسائط
التربية عند عرب الجاهلية وقد تشاركها في ذلك العشيرة وينتقل الى القرارات
الدولية المعاصرة الخاصة بالطفل والاعلان العالمي لحقوق الطفل مشيرا الى دول
العالم العربي واكبت التوجه العالمي، وكانت مصر أسبق الدول العربية في هذا
الشـــأن ، فأنشأت (عام 1905م ) محاكم خاصة للأحداث، وكانت حلقة الدراسات
الاجتماعية التي عقدت في بيروت ( عام 1949م ) في نطاق جامعة الدول العربية،وهي
المنظمة التي تجتمع دول العالم العربي في ظلها ومقرها اليوم في القاهرة، وناقشت
الحلقة قضايا الطفولة العربية، وأقرت جملة من التوصيات شملت الجوانب الصحية
والاجتماعية والثقافية. وتتابعت بعد ذلك مجالات التنسيق بين المنظمات الرسمية
والشعبية في مختلف الدول العربية، وأنشئت المؤسسات الخاصة برعاية الطفل وأخذ
الطفل جانباً كبيراً من الاهتمام ، صحياً ونفسياً وثقافيا.
وذكر الباحث بعد ذلك بأن الأسلام سبق كل الدساتير الحديثة ويتناول
دور علماء الاسلام في هذا الجانب وقول إنه قد يعجز كتاب واحد، بل مجموعة كبيرة
من الأسفار الضخمة عن الإحاطــــة بكل ما دونه علماء المسلمين، فيما يخص
الطفولة بمختلف جوانبها وتناول مجموعة من علماء المسلمين الذين قدموا للطفولة
وخصوها بعنايتهم ويشير الى بعض دراساتهم ومنهم : أو حامد الغزالي الذي وعى
الغزالي بثاقب نظرته أنّ الطفل لا ينشأ عن فراغ، وأنّ الحياة سلسلة بشرية، وأن
الإنسان غرس يتفاعل مع محيطه، إيجابا وسلباً، لذا فإنه وجه جانباً كبيراً من
اهتمامه لتوضيح رؤاه تجاه الأطفال وتنشئتهم وبنائهم، على أسس إسلامية راسخة،
وأمعن الإمام بكلامه حول هذا الموضوع، بما توحي بذلك الفهم النفسي والتربوي
الذي كان يتملى به فضلاً عن وعيه الديني العميق ، فكان لكلماته فضل البقاء إلى
هذا العصر ، وبالرغم من مرور سنوات كثيرة .. إلا أن أفكاره لم تمح ، ولا تزال
معينا خصباً لكثير من الباحثين في مجالات عدة .. منها المجال التربوي .
ومن هؤلاء العلماء أيضا الذين تناولهم البحث باسهاب: ابــن سينا،
وابن قيم الجوزية وابن خلدون وابن الجزار القيرواني وابن مسكوية. وبعد ذلك
ينتقل للحديث عن التربةي المعاصرة وأهميتها وأهم النظريات التربوية الحديثة
ويأتي بعدها الى موضوع الطفولة في دولة الكويت ويذكر أن الأطفال في الكويت
يشكلون نحو نصف تعداد السكان( ) بين ذكور وإناث، ويصنف المجتمع الكــويتي
بالمجتمع الفتى الذي لا يزال نصف عدده في مرحلة التحصيل والبناء ، مما يتطلب
عناية كبيرة بهم من جانب أجهزة الدولة ومؤسساتها وسائر المؤسسات الشعبية. ويؤكد
أن عناية الكويت بأطفالها ليست أمراً جديداً، فقد نص الهدف الشامل للتربية في
الدولة على (( تهيئة الفرص المناسبة لمساعدة الأفراد على النمو الشامل المتكامل
روحياً وخلقياً وفكرياً واجتماعياً وجسمياً ، إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم
وإمكاناتهم في ضـــوء طبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله ، وفي ضوء مبادئ
الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة ، بما يكفل التوازن بين تحقيق
الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي بخاصة
والمجتمع العربي والعالمي بعامة ))( ) .
وقد تــأسست في الكويت مجموعة كبيرة من القطاعات المهتمة بالأطفال ،
وهي تحرص على تقديم برامج تهدف إلى الرعاية التربوية والاجتماعية ،
ورعــاية الموهـــــوبين من خلال الأنشطة الثقافية والدينية والعلمية ، التي
تقدمها لإكسابهم معارف وخبرات ومعلومات ،وقدرات ذهنية ، تعمق إحساسهم بالانتماء
لمجتمعهم والاعتزاز بالوطن ، مستعينة في ذلك بما تقدمه من برامــــج في حدائــق
الأطفال ومراكز الشباب وبيوت الشباب [ ووسائل الإعلام المختلفة ] . كما تهدف
هذه البرامج إلى توفير التعاون المستمر بين المدرسة والمؤسسات الشبابية والأسرة
، وذلك بعقد لقاءات وندوات واجتماعات مشتركة لتدريب الشباب على التخطيط ،
وتنفيذ البرامج الخاصة بهم وتحمل المسؤولية والقدرة على القيادة والحياة ، ولا
يقتصر ذلك على البنين فقط بل الفتيات كذلك والمعاقين في المجتمع ))( ).
وأولت الكويت عناية كبيرة بأطفالها ، وركزت على تعليم أبنائها .
وتعيد المصادر نشأة التعليم في الكويت إلى مطلع القرن الثامن عشر الميلادي ،
حيث انطلقت مسيرة التعليم على صورة كتاتيب وحلقات دراسية في المساجد ، وكان
التعليم مقتصراً أعلى حفظ القرآن والقراء والكتابة ، إلى جانب مبادئ العمليات
الحسـابية التي كان يحتاج إليها الإنسان الكويتي في ذلك الوقت ، وكان التعليم
وقتها محصوراً بالبنين دون البنات ، حتى مطلع القرن العشرين حيث ابتدأت الفتاة
تتعلم بعضاً من القرآن الكريم . أما التعليم الأهلي في الكويت (( فقد انطلق مع
بداية العقد الثاني من القرن العشرين وتحديداً في عام 1912م مع إنشاء المدرسة
المباركية ، وتلاها عدد من المدارس .
وبقي الحال على ذلك حتى عام 1936م ، عندما أنشئ مجلس المعارف ، حيث
ابتدأت مرحلة التعليم النظامي بوضع خطط ومناهج دراسية ، وتم تنويع التعليم .
وفي عام 1954م بدأت مرحلة تطوير التعليم الحديث . أما الانطلاقة الواسعة فكانت
مع استقلال الكويت عام 1961م ،وانضمامها إلى جامعة الدول العربية وإلى عضوية
الأمم المتحدة ومن ثم توقيعها اتفاقية حقوق الطفل الدولية بعد إصدارها بفترة
قصيرة ، ومشاركتها في العديد من المؤتمرات الخاصة بالطفل ، وكذلك إنشائها
كثيراً من مؤسسات العناية بالطفولة في عدد من الـوزارات والهيئات العامة
والأهلية ))( ).
ولا تكتفي الكويت برعاية الأطفال الطبيعيين فحسب ، بل إنها (( تنفق
بسخاء على أبنائها غير العاديين لتعويضهم بعض الشيء عما فقدوه ، فأنشأت المعاهد
والمؤسسات الخاصة بذوي العاهات البدنية والحسية ، السمعية والبصرية والعقلية ،
وألزمتهم بحضور المدارس الخاصة بهم بانتظام طالما هم قادرون على متابعة الدراسة
))( ). وللوقوف بشكل أفضل على مضامين ودلالات البيانات المتوافرة عن التعليم
ورعاية الأطفال في دولة الكويت ، نلاحظ أن المصادر الرسمية تشير إلى مفاهيم
أساسية للرؤية الاستراتيجية التربوية التي تتبناها الدولة
حيث يأتي في مقدمتها : ( ).
[1] التربية والتعليم هما السبيل لضمان إعداد الفرد المتوازن في تفكيره
وثقـافته ، والإيجابي في أدائه في مختلف ميادين الحياة الشخصية والعامة ..
كما أن التربية والتعليم يأتيان في مقدمة سلم الأولويات الاستراتيجية لدولة
الكويت بمختلف مؤسساتها الرسمية والشعبية .
[2] المدرسة تتحمل إلى جانب مؤسسات المجتمع الأخرى بدءاً بالأسرة مسؤولية تأصيل وتأكيد الأهداف التربوية المنشودة .
[3] إحداث توازن بين ضرورة المحافظة على ثوابت الهوية الثقافية للمجتمع وبين متطلبات مواجهة المتغيرات على المستوى المحلي والإقليمي
والدولي .
[4] ضرورة توفير الظروف المادية الملائمة لسير العملية التربوية. وتحقيقاً للأهداف التربوية العامة للدولة ، تم إقرار مجموعة من
الخطط والمشاريع ، ضمن إطار عام يستوعب أنشطة الأطفال داخل المدرسة وخارجها عبر
برامج متعددة ، تحقق الأهداف للدولة التربوية في إطار مطالب
المجتمع ومتطلبات النمو وهي بإيجاز :( )
[1]التنشئة على القيم الدينية ومبادئ الإسلام وآداب سلوكه .
[2] تحقيق الانتماء إلى الوطن والأسرة العربية واحترام المبادئ الدولية .
[3ـ4ـ5] تأمين الفرص لتنمية القدرات الفردية ، والتعبير عن الرأي ، والتعاون.
[6ـ7ـ8] إكساب مهارات التعليم الذاتي ،واحترام المهن ، والانتفاع بوقت الفراغ .
[9ـ10] تنمية القدرات والاهتمام بالمواهب .
[11] تنشئة المتعلم على تذوق الفن والإحساس بالجمال .
[12ـ13ـ14ـ15] تحقيق التوازن النفسي وربط الطفل ببيئته ، وتحقيق النمو الشامل المتكامل ، وعلاج مشكلات المتعلمين . ونلاحظ
بذلك مدى الاهتمام الذي تبديه الحكومة الكويتية في مجال تربية أبنائها ، دينياً
ووطنياً ونفسياً وعلمياً ، وعاطفياً .
ولا تتوقف اهتمامات الدولة عند هذا الحد ، بل تتسع اهتماماتها لتشمل
مختلف الجوانب التي تهم الطفل ، كإنشاء النوادي ، والتجمعات الثقافية والعلمية
، والفنية ، إضافة إلى اهتماماتها بمجالات الترفيه والتسلية والرياضة على
أنواعها . وهذا الاهتمام ينبع من الاحساس بأهمية الطفولة ودورها البنائي في
المستقبل ، ومقدار الرعاية التي يستحقها الأطفال من أجل حياة أفضل .
وبعد ذلك يتناول معني كلمة التربية في اللغة والاصطلاح ويشير إلى أن
التربية هي أوسع إطاراً مما يظن بعض الناس ، ذلك أنها لا تقتصر على المدرسة فقط
، فالتربية كلمة مرادفة للتنمية ، ودور المدرسة التنموي رغم أهميته ، محدود
للغاية وإن العملية التربوية هي عملية بناء اجتماعي إنساني شامل ومستمر ، لابد
أن تقوم على موروثات اجتماعية وعقدية معينة ، فالإنسان ليس تركيباً عضوياً فقط
بل سلسلة من القيم والسلوكيات، تنحدر إليه من الماضي الذي قامت عليه ببيئته .
وكلما تشرب الإنسان من هذه البيئة صعب تغيير أفكاره ومعتقداته ، قد
يتغير بالشكل ولكن ذيول الماضي تلاحقه ، إلا إذا كانت التربية الطارئة أقوى
تأثيراً من التربية التي نشأ عليها . فعندما جاء الإسلام بالتربية الجديدة
السامية رفضها الجاهليون بسبب تربيتهم الجــاهلية المتأصلة في نفوسهم ، إلا أن
التربية الجديدة تغلبت عليهم لقوة الإسلام وصلابته .
الفصل الثالث مجلات الأطفال ودورها في بناء الشخصية الإسلامية
ويحتوي الفصل مجمة موضوعات من أهمها مجلات الأطفال العالمية أهداف مجلات
الأطفال العالمية أنواع مجلات الأطفال العالمية مجلات الأطفال في العالم العربي
خصائص بعض مجلات الأطفال العربية مضمون مجلات الأطفال الإسلامية إخراج مجلات
الأطفال الإسلامية دور مجلات الأطفال في بناء الشخصية الإسلامية :
تعريف الشخصية عامة الشخصية الإسـلامية أدوار مجلات الأطفال الإسلامية ويقول ان مضمون مجلات الأطفال الإسلامية من المتوقع أن يكون
مضمونها مصاحباً للتربية الدينية الخاضعة لأوامر الله ونواهيه ، وأن تكون
بمجملها مستسلمة لشريعة الإسلام ، يقول الله ويذكر هنا أن أي مضمون كتابي أو
فني يوجه من خلال مجلات الأطفال ، ويهدف إلى غـرس القيم الإنسانية العليا
كالخير والحب والعطاء والفضيلة والرحمة والتواضع والكرم ، يدخل ضمن مضامين
المجلة الموجهة إلى الطفل المسلم ، ما لم تتعارض بشكل من الأشكال مع شريعة
الإسلام ، وإن كانت تبدو بعيدة عن الدين لأن العبرة بالمسميات لا بالأسماء .
والمهم أن يكون العمل المقدم للطفل من خلال المجلة موحياً بقيم
الإيمان والشجاعة ويشير الى أهمية اخراج المجلات حيث يؤدي الجانب الشكلي في أي
عمل يستهدف شريحة كبيرة من الجمهور إلى اكتساب عدد أكبر من المهتمين أو نفورهم
، فالشكل الخارجي يجب أن يحتل مكانة أساسية ، تقل عن المضمون بأي حال من
الأحوال ، لأن الطعام الغني بالغذاء يفشل في تشجيع الجائعين على تناوله إذ قدم
بطريقة مقززة ومنفرة .
تعريف الشخصية عامة : الشخصية هي الهيئة العامة التي يبدو من خلالها
الفرد ظاهراً وباطناً ، لأن الصفات الفردية المذكورة تشكل الإنسان ككل ، ولا
يمكن فصل إحداها عن الأخرى ، وكل ميزة للفرد تعني إضافة إلى شخصيته ، فيوصف
بالاتزان والحكمة ، إذا كانت شخصيته متأنية وحكيمة ، ويوصف بصاحب الأخلاق
الحميدة إذا كان صادق الحديث ، وفياً ، مخلصاً .. عفيف اليد واللسان .. وهكذا .
وتجتمع هذه الصفات كلها لتشكل شخصية الإنسان ، حيث ينعكس الباطن على
الظاهر ، والظاهر على الباطن ، ولو حاول تزييف شخصيته ، وارتداء ثوب ليس
مناسباً له سرعان ما ينكشف ، ولو ظهرت له بداية قدرة على تبديل الحقائق .
وعند دراسة الفرد وشخصيته ، يكون عسيراً إتمام هذه الدراسة بمنأى عن
البيئة التي تحيط به (( فالشخصية لا تتكون من فراغ ، ولا تنمو من تلقاء نفسها
بصورة تلقائية عفوية أو ارتجالية ، وإنما لابد لها من عوامل تؤثر فيها وتصقلها
وتكونها وتنميها )). إن الشخصية التي تميز الأفراد ، هي نتيجة مجموعة من
المؤثرات ليس أقلها وسائل الإعلام على أنواعها ، والتي باتت ، في عصرنا الراهن
تشكل أحد أبرز الوسائل التربوية ، وربما أكثرها تأثيراً واتساعاً . والتربية
المكتسبة هي قوام الشخصية ، ولا يمكن قيام أمه دون بناء أبنائها بناء حضارياً
متكاملاً ، بكل الوسائل المتاحة.
وعن أدوار مجلات الأطفال الإسلامية يرى أنها تربط الطفل بتراث أمته
وحضارتها وتمده بالمعلومات والمعارف التي تعمق نظرته للحياة وغيرها من المسائل
المهمة التي ترتبط بالفكروالعقيدة والتربية الفنية والعلمية والثقافية.
الفصل الرابع مجلات الأطفال الكويتية ودورها في بناء الشخصية
الإسلامية ونصل الى الفصل الرابع وهو الفصل الأهم في الدراسة ويتناول الباحث
فيه محاور اساسية عن صحافة الأطفال في الكويت ويبدأ بالحديث عن تطور الصحافة
الكويتية ويشير الى أن أول مجلة كويتية صدرت عام 1346هـ ـ 1928م ، كانت على يد
الشيخ عبد العزيز الرشيد عندما أشـرف شخصياً على إصـدار مجلة (( الكويت )) من
مقر إقامته في القاهرة ، حيث كان يتابع عدة حلقات دراسية في الأزهر الشريف ،
لتكون أداته في الدعوة إلى التجديد والإصلاح ، وكان طابعها ثقافياً ودينياً
وأدبياً. مجلات الأطفال الكويتية يصدر في الكويت عدد كبير من مجلات الأطفال ،
وهي كثيرة ومتعددة بعضها قديم ولا يزال مستمراً ، وبعضها توقف ، وبعضها الآخر
جديد ولكنه متعثر الصدور . ونسعى في هذه الدراسة الميدانية إلى تحديد عدد
المجلات الخاصة بالطفل في الكويت ، عبر إجراء مسح عام ، شمل وزارة الإعلام
الكويتية ، وجمعية الصحافيين الكويتية ، ومختلف المؤسسات الصحافية ، وسائر
المؤسسات والأفراد المهتمين بإعلام الطفل في الكويت .
وسنقتصر على مجلات الأطفال أو ملاحق صحافة الكبار الخاصة بالصغار ،
ما دامت تصدر على هيئة مجلة مستقلة ، والدراسـة تقتصر على مجلات الأطفال
الصادرة في الكويت ، سواء أكانت تصدر عن مؤسسات أهلية أم حكومية أم أفراد ،
وسواء أكانت مرخصة من الكويت أم من خارج الكويت . ولا تتوقف الدارسة عند الصحف
التي يقرأها الطفل الكويتي وتكون صادرة خارج الكويت ، ولا يدخل في ذلك المجلات
الكويتية الصادرة في الخارج ، لأنها تعتبر مجلات كويتية حكماً ، ولذا فإنها
تدخل في إطار الدراسة .
وسوف تسير الدراسة وفق الخطوات التالية :
أ-حصر المجلات الصادرة للطفل في الكويت ، قديماً وحديثاً .
ب-عرض كل مجلة من هذه المجلات بشكل يعطي صورة كاملة عنها .
ج-تحليل بعض جوانب المضمون ونقدها شكلاً ومحتوى .
د-دراسة المجلات من حيث : الوصف ـ المحتوى ـ الأهداف ـ الشكل ـ الأسلوب ـ اللغة
.
وقد اعتمدنا في كل ذلك على المجلات الكويتية نفسها وعلى أسئلة
مباشرة ( ) وجهت إلى رئيس تحرير كل مجلة ، وذلك لوضع ردود نظرية ، ومقارنتها
بمضمون المجلة نفسها .
على أن نخلص من خلال ذلك إلى السمات العامة لمجلات الأطفال الكويتية
ودورها في بناء الشخصية الإسلامية.
وقد التزمت في دراستي لمجلات الأطفال الكويتية بتوجيه أسئلة خطية
مباشرة إلى أصحاب ورؤســاء تحـرير تلك المجلات ؛ للحصول على معلومات رسمية من
المصدر المعني ( ).
ثم استخدمت المنهج الوصفي التاريخي في استعراض المجلات بشكل سريع
يلقي الضوء على هذه المجلات وشكلها ومحتواها ، وذلك من خلال بضعة معايير تستخدم
عادة في عملية نقد مجلات وصحف الأطفال استفدت من بعضها بما يتلاءم مع أهداف
البحث ، أما هذه المعايير العامة فهي :
أولاً : مقدار التمازج بين الكلمة والصورة واللون والرسم بما يخدم المادة
المقدمة .
ثانياً : مدى مراعاة الجوانب الفنية في التصميم والإخراج وجودة الورق والطباعة
.
ثالثاً : مدى مراعاة التوازن بين الأشكال الأدبية المقدمة .
رابعاً : سلامة المادة من حيث اللغة والدقة العلمية والموضوعية ، وأسلوبها
ومناسبتها للطفل من النواحي العقلية واللغوية والنفسية ، وموافقتها للميول
المتنوعة للأطفال ، وثراء هذه المادة وقدرتها على القيام بدور فعال في بناء
الشخصية الإسلامية .
خامساً : مدى تركيز المجلة على هموم الطفل وهموم مجتمعه .
سادساً : مدى مراعاة ضرورة غرس القيم والعادات والصفات الحميدة في جمهور
الأطفال.
وفيما يلي عرض لمجلات الأطفال الكويتية بالتسلسل من حيث تاريخ الصدور:
[1] مجلة سعد ( صدرت عام 1390هـ ـ 1969م )
[2] مجلة براعم الإيمان ( صدرت عام 1395هـ ـ 1975م )
[3] مجلة افتح يا سمسم ( صدرت عام 1400هـ ـ 1980م )
[4] مجلة العربي الصغير ( صدرت عام 1406هـ ـ 1986م )
[5] مجلة ماما ياسمين ( صدرت عام 1407هـ ـ 1986م )
[6] مجلة أزهار ( صدرت عام 1408هـ ـ 1988م )
7) مجلة دانة ( صدرت عام 1410هـ ـ 1989م )
[8] مجلة كويتنا ( صدرت عام 1411هـ 1991م )
[9] مجلة جندي المستقبل ( صدرت عام 1412هـ ـ 1992م )
[10] مجلة زينة حياتنا ( صدرت عام 1413هـ ـ 1992م )
[11] مجلة سدرة ( صدرت عام 1413هـ ـ 1993م )
[12] مجلة الأصدقاء ( صدرت عام 1414هـ ـ 1994م )
[13] مجلة أوقات ( صدرت عام 1415هـ ـ 1994م )
[14] مجلة الشرطي الصغير ( صدرت عام 1416هـ ـ 1996م )
[15] مجلة بنات وأولاد ( صدرت عام 1416هـ ـ 1996م ولمرة واحدة فقط )
[17] مجلة القاصر ( صدرت عام 1418هـ ـ 1998م ولمرة واحدة فقط )
[18] مجلة شاهين ( صدرت عام 1419هـ ـ 1998م )
4) مجلة جندي المستقبل : وزارة الدفاع . 5) مجلة الشرطي الصغير : وزارة الداخلية . ب) مجلات جهات ذات صبغة رسمية 1) مجلة
افتح يا سمسم : مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون الخليجي. 2) مجلة
القاصر : الهيئة العامة لشؤون القصر . ج) مجلات جهات ذات صبغة مؤسساتية 1) مجلة
سعد : دار الرأي العام . 2) مجلة أزهار : دار الوطن للصحافة والنشر . 3) مجلة
زينة حياتنا : مجلة حياتنا . 4) مجلة بنات وأولاد : مجلة مرآة الأمة . 5) مجلة
شاهين : مجلة ولدي . د) مجلات الأفراد . 1) مجلة ماما ياسمين : إسماعيل محمد
وادي ـ شيخة الزاحم . 2) مجلة دانة : شيخة الزاحم . 3) مجلة سدرة : كافية رمضان
. 4) مجلة الاصدقاء : ناصر العوضي . 5) مجلة أوقات : سعيد الأصبحي ـ أسعد السند
. 6) مجلة خالد : ناصر الخليفي . ويقوم الباحث بعد القاء الضوء بالتفصيل على كل
مجلة من تلك المجلات باستعرض ملاحظاته حولها ومنها: [1] ثماني مجلات فقط لا
تزال تصدر حتى تاريخ 31/12/1998م ، وهي : براعم الإيمان ـ العربي الصغير ـ جندي
المستقبل ـ سعد ـ شاهين ـ سدرة ـ أوقات ـ خالد . [2] ثماني مجلات صدرت على هيئة
ملاحق لمجلات الكبار وهي : براعم الإيمان ـ العـربي الصغير ( صدرت كملحق لمجلة
العربي أولا ثم استقلت بعد ذلك ) ـ جندي المستقبل ـ الشرطي الصغير ـ أزهار ـ
زينة حياتنا ـ بنات وأولاد ـ شاهين . [3] المجلات ذات الصبغة الرسمية هي وحدها
استطاعت مواصلة الصدور ، دون تعثر ، باستثناء مجلة واحدة ( الشرطي الصغير ) .
[4] أغلب مجلات الأطفال الكويتية لا تحدد الشريحة العمريه المستهدفة ، باستثناء
مجلة (( افتح يا سمسم )) التي تتوجه إلى الطفل غير القارئ ، فيما تتداخل
الصفحات في المجلات الأخرى ، وإن حددت الأعمار المستهدفة ، إلا أنها تخلط
أحياناً لجذب أكبر عدد من القراء والمتابعين ، كما نلاحظ من تخصيص مجلة ((
العربي الصغير )) بضع صفحات للأطفال الذين لا يعرفون القراءة أو الذين يخطون
الخطوات الأولى في عالم القراءة. [5] جميع هذه المجلات صدرت من داخل الكويت
باستثناء مجلة واحدة ،(( كويتنا )) التي صدرت من القاهرة أثناء الاحتلال
العراقي للكويت . [6] مجلة واحدة صدرت مترجمة بالكامل تقريباً ( افتح يا سمسم )
. [7] مجلتان صدرتا بترخيص من خارج الكويت ( ماما ياسمين ودانة ) . [8] لا يوجد
في الكويت حالياً مجلة أطفال أسبوعية ، وجميعها صدرت بصورة شهرية ، وبعضها صدر
قبل عام (1990) أسبوعياً ( سعد ) وكل أسبوعين ( أزهار ) ولكن تعريف معظم تلك
المجلات بأنها مجلة أسبوعية . [9] مجلتان فقط صدرت لمرة واحدة ولمناسبة معينة (
القاصر ) و( بنات وأولاد ) . [10] أهداف معظم هذه المجلات غير واضحة ، وهي في
أغلبها تتركز على العموميات التي تحتمل كل التفسيرات والتأويلات ، ولذلك تأتي
موادها مكررة . [11] مجلة واحـدة ( شاهين ) ظهرت في أسلوب مميز ، حيث ترتبط
بمجلة خاصة بالكبار ، لتهيئة الجو المناسب ليكون هنالك أكبر اتصال ممكن بين
أولياء الأمور والأطفال ، بترجمة ما يتلقونه نظرياً بالتطبيق العملي على
الأطفال . [12] ونتفق مع كافية رمضان ( ) بأن معظم مجلات الأطفال في الكويت
تتميز بالحرص على القيم الدينية والأخلاقية وليست هناك سوى هنات قليلة . [13]
كما أن تلك المجلات تستخدم في معظمها اللغة العربية الفصحى ، لكن أغلبها لا
يحدد اللغة المناسبة للطفل ، وربما يعود ذلك كما تقول كافية رمضان ـ إلى عدم
تحديد المرحلة العمرية ، ومن ثم يتراوح مستوى صعوبة اللغة في العدد الواحد .
[14] تشجيع كل هذه المجلات على مشاركة الطفل في بعض النشاطات ، أو تدفعه
للمبادأة والتعلم الذاتي ولكن في حدود ضيقة ( كافية رمضان ) . [15] تتمـتع أغلب
مجلات الأطفال في الكويت بشخصية خاصة متنوعة تميزها عن غيرها ، وإن كنا نلاحظ
وجود نقولات من مصادر متنوعة ، فيما نلاحظ ايضاً انتشار رسوم لفنانين محـددين ،
كما نـلاحظ انتقال بعض المسلسلات من مجلة إلى أخرى ( مجلة أوقات = مجلة خالد )
و( مجلة كويتنا = سدرة ) . [16] بعض المجلات تنتشر فيها الإعلانات بشكل كبير (
سدرة ـ خالد ـ دانة ) مما يشير إلى اعتماد المجلات الخاصة على الإعلان ، على
عكس المجلات الحكومية . [17] لغة أغلب هذه المجلات تميل إلى اللغة التوجيهية
المباشرة ، حيث لا نستطيع أن نميز أحياناً بين لغة المجلة ، ولغة الكتاب ، أو
لغة القصة ، أو لغة منبر الوعظ والإرشاد . [30] المجلات الكويتية تحاول بشكل
عام أن تبرز الشخصية الكويتية والخليجية ، مما يجعلها حكماً مقتصرة على منطقة
الخليج وإن استطاعت أن تحلق عالياً لتصل إلى كثير من الدول العربية . [31] تنقل
المجلات نصوصاً تراثية ترى فيها بعض القيم التي يحسن أن تغرس في أنفس الأطفال ،
لكنها تنقلها أحياناً بصيغتها الحرفية ، بما فيها من غرابة . [32] احتلت
التسلية ، كالالعاب والفكاهة والطرائف والألغاز والرسوم مساحة واسعة من المجلات
، كما ظهر الاهتمام جلياً بتنمية مهارة الصغار في جوانب متعددة ، مما يدربهم
على التذوق الفني عبر تعليمهم صنع الأشياء بأنفسهم ، ومشاركتهم في حل المسابقات
وتعريفهم بأصول الألعاب الرياضية . [33] تميزت المجلات بالحرص على كشف مواهب
الصغار ، وذلك بمشاركتهم في طموحاتهم وأفكارهم ، عبر نشر ما يكتبونه ، أو
يرسمونه ، أو نشر تجاربهم وأخبارهم ، وغير ذلك من المشاركات . [34] نشرت
المجلات موضوعات كثيرة ومتنوعة ، منها : العلمية والفنية والدينية والصحية
والرياضية … إلى جانب القصص والتحقيقات واللقاءات المتنوعة . [35] اعتمدت
المجلات في عرضها لموادها التحريرية على الصور الملونة لجذب عين الطفل ، وحثه
على القراءة . [36] امتازت صحف الأطفال الكويتية بنوعية فنية عالية ، وبورق
عالي الجودة وغالي الثمن ، وطباعة فاخرة ، وصور جملية وألوان واضحة ، ويعود ذلك
إلى اهتمام الصحافة الكويتية عموماً بالجانب الفني ، نظراً لتوافر التقنيات
الطباعية والإمكانيات المالية ، وخصوصاً لدى الجهات الرسمية . وبعد ذلك ينتقل
ابحث للحديث عن دور مجلات الأطفال الكويتية في بناء الشخصية الإسلامية ويبين
أنها تقوم بعدد كبير من الأدوار البنائيه المتوقعة ، لكنها وقعت في عدد كبير من
الأخطاء المؤثرة والتي كان يمكن تداركها ، وخصوصاً في المجلات الحكومية التي
تمتلك الإمكانات اللازمة لتلافي الأخطاء ، والتركيز على بناء شخصية الطفل
المسلم بطريقة سليمة وسوية بعيداً عن الشوائب . وقد لاحظت الدارسة النقاط
التالية [1] مجـلات الأطفــال الكــويتية تقـوم بدور محدود في بناء شخصية الطفل
المسـلم ، ( باستثناء مجلة براعـم الإيمان )( ) فالمجلات التي صدرت بصورة دورية
، أو التي لا تزال تصدر ، تخلو في معظمها من برامج محددة ، حيث نلاحظ أنها لا
تعمل وفق تصور منظم ، وأهداف واضحة . [2] ورغم ذلك ، فإن أغلب الموضوعات
المقدمة تمتاز بمراعاتها لجمهور الأطفال المسلمين بغالبيتهم . وإن لم تقدم
صحافة إسلامية متخصصة . [3] لكننا نلاحظ وجود ثغرات كبيرة في مجلة عريقة مثل
مجلة (( العربي الصغير )) ولا يمكن أن نعدها هفوات ، لأنها تصدر عن وزارة
الإعلام ، مما يعني امتلاكها لإمكانات ضخمة ، تمكنها من خفض مستوى الخطأ إلى
الحدود الدنيا ، ولا يخفى مقدار تأثير الخطأ في مجلة واسعة الانتشار . [4] كما
نلاحظ أن هذه المجلات تخلو من مراجع شرعي ، وتربوي ونفسي ، وهذا أمر قد نتفهمه
في المجلات الخاصة بسبب إمكانياتها المحدودة ولكنه مستغرب في المجلات الحكومية
خاصة لأنه يؤثر على الدور الذي يمكن أن تؤديه المجلة . [5] وتبين لنا وجود
تجارب قيمة ، يمكن أن تمثل طليعة مجلات الأطفال الإسلامية مثل مجلة زينة حياتنا
، ومجلة القاصر التي صدرت لمرة واحدة ، ولم تتكرر ، لكنها تجارب محدودة وغير
مستمرة وعدم استمرارها يحد من تأثيرها . [6] أغلب الموضوعات الدينية المقدمة
ذات أسلوب وعظي مباشر ، وهذا الأسلوب لا يدعو في الغالب إلى المتابعة ولا يجذب
الأطفال ويخلو من عنصر الحركة والمرح والدعاية التي ترسخ الفكرة ، مما يضعف
الدور المتوقع . [7] ولا تحاول مجالات الأطفال الكويتية ربط المعلومات العلمية
والمكتشفات الحديثة بالإسلام والمسلمين ، وبذلك تقدم المعلومات بحياد ، فلا
تثري ثقافة الطفل الدينية ، فلا تنطبع الإشـارات الإسلامية في ذهنة مرفقة بكل
شيء جديد ، فتترسخ في معتقده ، وتعمق في نفسه ، فلا يعود من اليسير انتزاعها
منه ، فينشأ على منهج علمي إسـلامي سـليم ، مع العلم أن بعض المجـلات مثل ((
سعد )) و(( براعم الإيمان )) و(( شاهين )) تقوم بهذه المهمة التي تحتاج إلى جهد
أكبر . [8] كما أن المجلات الكويتية الموجهة إلى الطفل تركز على إبراز البطولات
الإسلامية وأبطال الإسلام بطريقة سردية ، وبشكل محدود ، فيما نرى أن هناك
تركيزاً على الشخصيات العالمية ، دون ذكر ـ غالباً ـ لفضل علماء المسلمين
السابقين والمعاصرين ، وهذا الدور يحتاج إلى عناية واهتمام أكبر ، ليعتز الطفل
المسلم بتاريخه . [9] كما أن مجـلات الأطفـال الكويتية لا تطرح غــالباً قضايا
وتعالجها معالجة إسلامية ، حيث نجد مشكلات كثيرة معاصرة ، كقضايا الأقليات
المسلمة ، والغزو الفكري ، والتحدي الإعلامي ، وقضية البوسنة والهرسك ، والأقصى
، واحتلال فلسطين ، وغيرها من القضايا لا تنال قسطاً وافراً من المعالجة مما
يضعف الدور المتوقع في تنمية الانتماء . [10] وبذلك نرى أن أغلب هذه المجلات
تحب أن تريح نفسها ، فتعتمد على النقل والترجمة والاقتباس وإن كانت بعض المواد
لا تتفق مع قيم الإسلام ، فيؤدي ذلك إلى إبعاد الطفل عن الدور المتوقع في تنمية
حبه لتراثه وأمته ولدينه . [11] وبعض المجلات لا تكتفي أحياناً بالنقل ، بل
تستخدم عدداً من الشخصيات التي توجد في المجلات الغربية ، وهو أمر يعكس ضحالة
كبيرة ، وعدم الحرص على إيجاد شخصيات عربية وإسلامية جديدة تنافس الشخصيات
الأجنبية ، ولا يقصد بذلك عصبية عربية أو إسلامية ، بقدر قصد غرس روح الانتماء
والتمسك بالأمة وأفكارها وشخصياتها ، وهذا الدور يشجع الطفل على الريادة
والتقدم . [12] ولا نبالغ إذا زعمنا أن بعض مجلات الأطفال الكويتية لا تراعي
بشكل عام الصدور بصبغة إسلامية شاملة ، حيث تظهر المواد الإسلامية في بعض
الصفحات الخجولة ، وفي زوايـا معتمة وغير بارزة .. باستثناء المناسبات
الإسلامية ، مثل شهر رمضان ، حيث تركز مختلف المجلات على الجانب الديني ،
والمطلوب زيادة هذا الدور يشمل جميع أعداد المجلات . [13] ويبدو من خلال
استعراض مجلات الأطفال الكويتية ، إنها تفتقر إلى كثير من القيم التربوية
البنائية ، حيث إسنها لا تتمتع بروح التعاون والتعاضد ، كما أن منطلقاتها
الفكرية لا ترسو على قواعد إسلامية محددة ، وإن كان الإيمان العام يجمعها ،
كونها تصدر عن مسلمين ، وعن جهات إسلامية ، لكن بمشارب متعددة ، وأهداف مختلفة
، تختلف أحياناً بالجوهر والشكل والأسباب المستخدمة لتحقيق الغايات ، وربما
يؤدي ذلك إلى أدوار عكسية تحد من عملية بناء شخصية الطفل المسلم . [14] ومما
تتقدم نتبين أن غالبية المجلات لا تهدف إلى غايات محددة إذ إن أغلبها ذات صبغة
دعائية أو إعلامية أو تجارية ، ولو كان ذلك بشكل خفي ، حيث نلاحظ أن الأهداف
التربوية الإسلامية لم تكن تحكم أبواب المجلات كلها ، مما يفقد أغلب تلك
المجلات الثوب الإسلامي الكامل ، بينما تحتاج المجلة إلى هذا الثوب لتؤدي دورها
البنائي . [15] وبذلك كان تأثير تلك المجلات على شخصية الطفل المسلم من مختلف
الاتجاهات البنائية محدوداً جداً ، ولا يعدو تأثيرها عن كونه بنائياً إنسانياً
عاماً ، فهي تحوي قيماً أخلاقية سامية ، تتفق بمجملها مع شريعة الإسلام ،
ولكنها غالباً لا ترتبط بالتربية الإسلامية . [16] ونلاحظ من خلال الأبواب
والمحتويات ، غياب عنصر مهم جداً ، وهو محاولة جذب الأطفال غير المسلمين إلى
الإسلام ، وتوضيح الحقائق لهم ، بعيداً عن التزييف والتشويه ، بأسلوب ممتع جذاب
، حيث افتقرت المجلات الخاصة بالطفل في الكويت إلى هذا الجانب المهم ، مما يضعف
الدور المتوقع بتنمية شخصية الطفل في الدعوة والدفاع عن الإسلام . [17] لم نعثر
على أي خطط مدونه ، مرحلياً ومستقبلياً ، لكثير من المجلات التي صدرت وتوقفت ،
أو للمجلات التي مازالت تصدر ، وذلك يدل على عدم وجود تصور محدد يهدف إلى توعية
أطفال المسلمين وبناء حاضرهم ومستقبلهم . [18] لم تقم هذه المجلات بدراسة وعرض
المشكلات الفاصلة في حياة الأمة ، عبر تاريخها الطويل ، بشكل تحليلي يبين
الجوانب المشرقة ، كما يبين جوانب الخلل ، وإيضاح المبهمات ، وما يثيره
المشككون ، ليكون الطفل حصيلة جيدة تمكنه من مواجهة الآخرين بجدارة ، ومن
الدفاع عن الإسلام بمعلومات وافية . [19] لم تقم أغلب المجلات بتنمية روح
الجهاد والدفاع عن الأمة ونشر الدعوة ، وإن كانت من جانب آخر ، قد نشرت بطولات
لبعض الشخصيات الإسلامية التي أحدثت تأثيراً ملحاً وفاصلاً في تاريخ المسلمين ،
وهذا يجعل هذا الدور ضعيفاً وغير مؤثر بشكل كبير . [20] لم تبين تلك المجلات
العيوب التي تغلف الحضارة الزائفة والبراقة في وقت واحد ، كما لم تبذل شيئاً
يذكر في مجال محاربة الغزو الثقافي ، إلا ببعض المعلومات الثقافية المحدودة ،
وبذلك تغفل هذه المجلات قضية خطيرة من قضايا العصر ، و هي تحصين الأطفال
المسلمين ضد إفرازات الحضارة الغربية ، وهو دور مطلوب ولكنه محدود للغاية .
[21] ولا يعني ذلك أن مجلات الأطفال الكويتية لا تتحلى أبداً بمزايا إسلامية
سامية ، فهي تعمد إلى تزويد الطفل بالمعلومات والمعارف العامة ، كما تحرص على
غرس القيم والسلوكيات فيه وتعديلها ودعمها ، ومن خلال ما تقدمه من قصص وبطولات
، يمكن لها أن تشبع رغبات الطفل بالعلوم الدينية ، والبحث والاستقصاء والكشف عن
المجهول ، كما تعمل على تعميق الإحساس الوجداني بالدين والأرض والحياة ، عبر
بعض القصص التي تبين العاقبة الوخيمة للسوء والكذب والانحراف ، وكثير من
السلوكيات المرفوضة إسلامياً . [22] وبمتابعة موضوعات مجلات الأطفال الكويتية ،
نلاحظ ، بالرغم من كل الملاحظات السابقة ، أنها استطاعت تحقيق الأدوار المختلفة
لمجلات الأطفال في بناء الشخصية الإسلامية ولكن بدرجات متفاوتة ، وأن بعض
الأخطاء ، لا نستطيع تعميمها ، وإن كانت المجلة ـ موضوع الخطأ ـ تتحمل كامل
المسؤولية ، لأن خطأها قد يسئ إلى شخصية الطفل الإسلامية ، وإن كنا نأخذ على
بعض المجلات الكويتية عدم حرصها على الظهور بالثوب الإسلامي الكامل ، لاعتقادها
أن هناك شريحة من القراء غير المسلمين ، لكن هذا العذر لا يمكن أن يقبل ، لأن
مهمة المسلمين الأولى ، الدعوة إلى الإسلام في أي وسيلة ممكنة ، وما دام هناك
قراء من غير المسلمين ، كان واجباً استغلال هذه الفرصة لغرس القيم الإسلامية
الصحيحة في عقولهم وقلوبهم ، قبل أن يتخذوا مواقف مسبقة من الإسلام والمسلمين .
ونشير هنا إلى أن المجلات الغربية تحرص على نشر القيم التي تؤمن بها دون أدنى
مراعاة للقيم التي تتمسك بها المجتمعات الأخرى ، وقد يكون ذلك حافزاً لنا للحرص
على تبيان ما نؤمن به ، دون مراعاة لشريحة بسيطة من القراء ، على حساب الشريحة
الأكبر ، والتي من أجلها أصلاً صدرت هذه المجلات ، وهم القراء الفعليون لها .
[23]
وبذلك يمكن أن نستنتج أن مجلات الأطفال الكويتية تحتاج إلى وضع
الخطط والتصورات المحددة لتطوير الجوانب الحية في تأدية دورها السليم في بناء
شخصية الطفل المسلم ، مع تقليص الأدوار السلبية إلى حدودها الدنيا ، لأنها تمثل
مجتمعاً إسلامياً ، وتوجه رسائلها إلى أبناء المسلمين . الفصل الثاني إعلام
الطفل المسلم في الكويت الوســـائل والأهــــداف إنّ عملية بناء وتربية الطفل
تسلك عدداً من السبل والطرق ، تنشئ الطفل وتدربه وترافقه إلى الصبا والشباب ،
حيث يصبح بمقدوره الاعتماد على قدراته ، وتطويرها بمعرفته لعل أبرز هذه
المدخلات ما تفرزه وسائل الإعلام السمعية والبصرية ، والسمعية البصرية ، التي
تعتبر من الركائز الأساسية التي تقوم بدور كبير في تنمية ثقافة الطفل وتربيته
ويتناول ابحث معنى الإعلام في اللغة ويشير بعد استعراض مجموعة كمبيرة من
التعريفات أنّ كلمة إعلام تدور حول الاطلاع على الشيء والإخبار أو الاستخبار
والتعـلم أو التعليم والعلامة ، وهي بمجملها تعني معنى واحداً ـ ، يشير إلى نقل
معلومة أو حملها أو إعلامها لشخص أو لمجموعة أشخاص . وبذلك يتضح أن الإعـلام في
اللغة يحتاج إلى حامل المادة ، أي المُعْلم ، والمادة ، أي الخبر ، والمُعْلَمَ
، أي المتلقي للخبر .
وهو ما يوضح لنا أن لفظه الإعلام في اللغة كانت معروفـة في الماضي ،
كما هي معروفة في العصر الحديث ، إلا أن الأدوات تغيرت وتطورت .
ثم يتناول الاعلام في الإعلام في الاصطلاح ويضع مجموعة كبيرة من
التعريفات ويشير الى أن (( الإعلام )) كمصطلح حديث ، فيه تشابه في المضمون مع
اختلاف في الألفاظ. ويمكن استخلاص عبــارة مختصرة تـــوصلنا إلى تحديد المعنى
المتوخى باختصار ، وهي : (الإعلام في الاصطلاح هو إيصال معلومة إلى الغير
بواسطة). ولذلك فإن الإعلام يعد مهنة سهلة الاحتراف ، طيعة لينة ، تعطي يدها
لكل طالب علم ، وتنصاع لكل راغب ، فقد أضحى للإعلام أصول ، ومناهج ومدارس ، حتى
بات بالفعل وكأنه صناعة ثقيلة ، نظراً لتشعباته الكثيرة وأنفاقه المتعددة .
ثم يتحدث عن أهمية الإعلام الموجه للطفل وأن تنبع أهمية الإعلام
الموجه للطفل من أهمية الطفل نفسه كما يلتقيه أي المجـتمع ، في قيمة وأصالته
وثقافته ثم يتناول بعض ما صدر كتب الأطفال الصادرة في الكويت وعددا من المشاريع
الخاصة بكتب الأطفال في الكويت ومكتبات الأطفال وبرامج الأطفال التلفازية في
الكويت وتتحدث عن انتشار الستلايت وأنه بدأ بالظهور في دولة الكويت بشكل محدود،
وذلك في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين الميلادي ، وكان يتحتم على الأفراد
الحصول على موافقة وزارة الإعلام ، ثم أصبح اقتناء الجهاز متاحا دون أي شرط ،
فانتشر بشكل كبير جداً ، لدرجة أنّ المنزل الذي لا يوجد على سطحه طبق الستلايت
، أصبح يمثّل نشازاً في الحي أو المنطقة .
وقد لوحظ ارتفاع نسبة الاقبال على شراء الستلايت في دولة الكويت ،
وخاصة في السنوات الأخيرة ، مما أثر بشكل كبير على الأطفال والناشئة ، لأنه
يمثل ملامح ثقافات غربية ، أصحابها يتفننون في بث كل ما يتنافى مع ثقافة
المجتمع الكويتي الإسلامية ، بقصد جذب المشاهدين والتأثير عليهم فكرياً
وأخلاقياً ، فالأطفال يعيشون تلك الثقافات من خلال جهاز الستلايت ، ويكتسبون
منه سلوك الآخرين ، بعيداً عن مراقبة الآباء والأمهات وتحدث عن واقع سينما
الأطفال في الكويت ومرح الطفل في الكويت والحاسوب 0 الكمبيوتر ) :
ويشير إلى أن الكمبيوتر والانترنت غزا البيوت في الكويت الإعلام
المدرسي :
ويستمد النشاط المدرسي أهدافه في دولة الكويت من أهداف التربية
نفسها ويعتمد على المصادر التي اشتقت منها هذه الأهداف ، وهي طبيعة المجتمع
الكويتي وعقيدته الإسلامية وفلسفته وتراثه الثقافي مع تناسبها مع طبيعة العصر
الذي نعيش فيه ، ومراعاة مطالب نمو المتعلمين وخصائصهم ، ووضع هذه الأهداف على
هدى من الاتجاهات التربوية المعاصرة ، وتسعى في النهاية إلى الإسهام في تحقيق
الهدف الشامل للتربية في دولة الكويت الذي يدعو إلى تهيئة الفرص المناسبة
لمساعدة الأفراد على النمو المتكامل روحياً وخلقياً وفكرياً واجتماعياً وجسمياً
إلى أقصى ما تسمح به استعداداتهم وإمكاناتهم في ضوء المجتمع الكويتي وآماله
،وفي ضوء مبادئ الإسلام والتراث العربي والثقافة المعاصرة بما يكفل التوازن بين
تحقيق الأفراد لذواتهم وإعدادهم للمشاركة البناءة في تقدم المجتمع الكويتي
بخاصة ، والمجتمع العربي والعالمي بعامة . وفي سبيل تحقيق الهدف الشامل ، وضعت
وزارة التربية الكويتية إطاراً عاماً يستوعب أنشطة التلاميذ داخل المدرسة
وخارجها من خلال برامج معدة لتحقيق أهداف عامة ، وأبرزها وسائل الإعلام داخل
المدرسة .
الفصل الخامس مجـلـة بـراعـم الإيـمـان ـ النموذج التطبيقي ـ مقدمة
بعد أن استعرض البحث جميع مجلات الأطفال التي صدرت في الكـويت ، ماضياً وحاضراً
، نأتي في هذا الفصل إلى الجانب التطبيقي ، الذي نستطيع من خــلاله الحكم على
إحدى تجارب مجلات الأطفال في الكويت ، وهي مجلة (( براعم الإيمان )) ، وهي مجلة
متكاملة ، تصدر على هيئة ملحق بمجلة (( الوعي الإسلامي )) ، التي تصدرها وزارة
الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت ، منذ أكثر من 35 عاماً . ويحتوي
الفصل على مباحث عديدة منها: عادات وأنماط قراءة المجلة، تحليل المحتوى ،
المعالجة الإحصائية ، الوصف الكمي للموضوعات، عرض النتائج الكمية في جداول
إحصائية ، وصف النتائج وتحليلها ، الشرح التفصيلي لمحتويات التصنيف التحريري
،مجلة (( براعم الإيمان )) ـ عينة البحث ـ من حيث الشكل ، النماذج المختارة ،
تحليل محتوى النماذج المختارة وتديد أدوارها الإيجابية. وقد ظهر لنا في الفصول
السابقة مدى اهتمام الكويت بالطفولة ، ومدى التركيز على الجانب الإعلامي ، ولا
يقلل من مستوى هذا الاهتمام ، التعثر أو التوقف والتراجع ، الذي تحكمه ظروف
وأسباب ليست مدار بحثنا . ولما كنا ندرس مدى تأثير المجلات في بناء شخصية الطفل
المسلم ، كانت (( براعم الإيمان )) محطتنا المتعلقة بالنموذج التطبيقي ، لثلاثة
اعتبارات :
الأول: أنها تصدر عن جهة إسلامية متخصصة .
الثاني: أنها تصدر ملحقة بمجلة إسلامية عريقة ومعروفة .
الثالث: أنها إسلامية ، والوحيدة من نوعها في الكويت .
فضلاً عن أنها لا تزال تصدر حتى الآن ، منذ صدور عددها الأول في شهر
رجب 1395هـ ـ يوليو 1975م ، ولم تتوقف إلا فترة قصيرة ولأسباب قاهرة . ويقول
رئيس تحرير المجلة للباحث : إن الهدف من إصدار (( براعم الإيمان )) ، توعية
وتعليم أبناء المسلمين أمور دينهم قولاً وفعلاً ، وغرس القيم الإسلامية
والتربوية ، وتوسيع دائرة المعارف من العلوم الشرعية والأدبية والعلمية ، وهي
تخدم شريحة الأطفال من سن 6 إلى سن 10 سنوات . وقـد كـان عدد صفحاتها في بداية
صدورها (16) صفحة ، وتطورت المجلة تدريجياً ، لتزيد على الضعف ، فوصلت في نهاية
العام 1998م إلى 36 صفحة من الحجم الكبير (27×21سم) ، كما تطور عدد نسخ المجلة
من خمسة آلاف نسخة إلى مائة ألف عام 1986م ، ثم انخفض العدد المطبوع بسبب تقليص
الميزانية المخصصة للمجلة من الدولة ، إلى 70 ألفاً ، تم 50 ألفاً ، ثم 35
ألفاً ، وفي نهاية العام 1998م ، وصل العدد المطبوع إلى 32 ألفاً فقط. تطور
طباعة أعداد مجلة براعم الإيمان في نهاية كل سنة ميلادية السنة الكمية 1975م
1976م 1977م 1978م 1979م 1980م 1981م 1982م 1983م 1984م 1985م 1986م 1987م
1988م 1989م 1990م 1991م 1992م 1993م 1994م 1995م 1996م 1997م 1998م 50 ألف عدد
55 ألف عدد 60 ألف عدد 60 ألف عدد 60 ألف عدد 60 ألف عدد 60 ألف عدد 60 ألف عدد
70 ألف عدد 100 ألف عدد 100 ألف عدد 100 ألف عدد 60 ألف عدد 65 ألف عدد 65 ألف
عدد 65 ألف عدد ـــــــ 30 ألف عدد 30 ألف عدد 39 ألف عدد 39 ألف عدد 26 ألف
عدد 35 ألف عدد 32 ألف عدد ومن ثم تحدث البحث عن عادات وأنماط قراءة مجلة براعم
الإيمان وقام بتحليل محتوى عينة البحث و بـذل الباحث جهده الكامل في مراعاة
الدقة أثناء عملية الإحصاء الكمي للموضوعات ، عبر الجداول والنسب الإجمالية
والمئوية ، ولم يثبت جميع الجداول واكتفى بذكر النتائج النهائية .
3)
الوصف الكمي للموضوعات : أ ـ فئة التحليل : إن الفئة التي استخدمت هي فئة
الموضوع ، على أساس أنها أكثر فئـات التحليل انتشـارا ، بحيث تجيب عن الأسئلة
المطروحة حول مضمون مجلة (( براعم الإيمان )) ، وقد قسمتها إلى (27) موضوعاً ،
على الشكل التالي : 1ـ قصص مصورة 2ـ قصص سردية 3ـ قصص حوارية 4ـ بأقلام البراعم
5ـ التسالي 6ـ الأنشودات 7ـ أصدقاء البراعم 8ـ الغلاف الأول 9ـ كلمة العدد 10ـ
الغلاف الأخير 11ـ مسرحيات مدرسية 12ـ موسوعة البراعم 13ـ موضوعات متفرقة 14ـ
ابتسامات البراعم 15ـ مدن عربية 16ـ تلوين 17ـ تعارف الأصدقاء 18ـ تمثيليات
تعليمية 19ـ حوارات شعرية 20ـ مسابقة العدد 21ـ معلومات علمية 22ـ تمثيليات
تاريخية تربوية 23ـ موضوعات عن اللغة 24ـ اقرأ في هذا العدد 25ـ من صفات براعم
الإيمان 26ـ قصص شعرية 27ـ مسرحيات شعرية ب)
وحدة التحليل كانت مساحة الصفحة هي الأساس ، حيث إن المساحة هي أكثر
وحدات القياس شيوعاً بالنسبة إلى الدوريات . 4) عرض النتائج الكمية في جداول
إحصائية استخدمت طريقة الجداول الإحصائية ، لمعرفة النسب المئوية النهائية
للموضوعات الموزعة على صفحات (81) عدداً ، البالغة (2084) صفحة ، بما فيها
الغلافان الأول والأخير .
وقد قمت بتوزيع الموضوعات على جداول إحصائية ، وجمعت عدد صفحاتها
واستخرجت النسبة المئوية لكل موضوع دون أي استثناء ، وقمت بإحصاء عدد صفحات كل
موضوع ، للخروج بجدول إحصائي عام ؛ يبرز عدد الصفحات الإجمالية والنسبة المئوية
لكل موضوع .
الجدول الإجمالي للموضوعات ، وقد رتبت الموضوعات بالترتيب من الأعلى
إلى الأسفل ، على هيئة الهرم المقلوب ، حيث رتبت الموضوعات بشكل تنازلي ، فكانت
الصفحات الأكثر في الأعلى تدريجياً إلى الموضوعات التي أخذت مساحة أقل ، وقد
قمت بتدوير بعض النسب النهائية ، وذكرت رقماً واحداً بعد الفاصلة ، أو رقمين (
أحياناً ) :
النسب المئوية لموضوعات 81 عدداً من مجلة (( براعم الإيمان )) الرقم الموضوع
عدد الصفحات % 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24
25 26 27 قصص مصورة قصص سردية قصص حوارية بأقلام البراعم التسالي معلومات علمية
الأنشودات أصدقاء البراعم الغلاف الأول كلمة العدد مسابقة العدد الغلاف الأخير
مسرحيات مدرسية موسوعة البراعم موضوعات متفرقة مدن عربية وإسلامية تلوين تعارف
الأصدقاء تمثيليات تعليمية حوارات شعرية تمثيليات تربوية تاريخية موضوعات عن
اللغة العربية من صفات براعم الإيمان اقرأ في هذا العدد قصص شعرية مسرحيات
شعرية ابتسامات البراعم 494 206 190 144 127 122 110 108 81 81 81 81 70 62 36
21 14 12 8 6 6 5 5 4 4 4 2 23.7 10.2 9.2 6.9 6.1 5.9 5.3 5.2 3.9 3.9 3.9 3.9
3.3 2.9 1.7 1 0.7 0.6 0.31 0.3 0.3 0.2 0.2 0.1 0.1 0.1 0.09 المجموع الإجمالي
2084 100
وصف النتائج وتحليلها ويلاحظ الباحث أن أكثر اهتمامات المجلة
تكراراً ، القصص المصورة ، حيث حازت أعلى النسب (23.7%) وبفارق يفوق النصف عن
الاهتمام التالي ، وهو القصص السردية (10.2%) . وربما ذلك يرجع إلى أن القصص
المصورة هي من أبرز الأشكال الصحفية وأكثرها جاذبية بالنسبة إلى الأطفال .
وترتفع نسبة القصص المصورة بإضافة نسبة الغلاف الأخير على اعتبار
أنه يقدم أيضاً قصة مصورة ، وإن كنا فصلناها مراعاة لتوزيع الأبواب ، ولأهمية
الغلاف الأخير ( 23.7 + 3.9 = 27.6%) .
ويكشف الجدول السابق عن أن حوالي ربع المجلة يتألف من القصص المصورة
.
ورغم أهمية القصص المصورة ، وسرعة تقبلها من جانب الطفل ، لأنها
ترضي رغبته في الحركة والمغامرة ، ولأنها سهلة القراءة وصورها جميلة ، ويمكن
فهمها بسهولة ، واستيعاب ما فيها من دون جهد كبير يبذله الطفل القارئ ، فإنه لا
يجب أن لا يطغى هذا الشكل الصحفي على الأشكال الأخرى ، وقد يكون اعتماد المجلة
بشكل رئيسي على القصص المصورة دليل ضعف ، لأن القصص المصورة يمكن أن تستخدم
كطعم يجذب القارئ الصغير إلى قراءة أبواب المجلة الأخرى ، لا أن تكون المجلة
بمعظمها مركزة على جانب واحد دون الجوانب الأخرى . أما القصص السردية ، فإنها
تأتي في المرتبة الثانية (10.2% ) ؛ ولكن التفاوت كان كبيراً ولافتاً ( 23.7 –
10.2= 13.5%) ، وكأن هذا يعني أن الطفل لا يميل إلى القراءة المجردة ، فالقصة
يجب أن تكون من الأولويات التي تؤديها المجلة ، لأن القصة السردية تسمح لخيال
الطفل بالتحليق واكتشاف المجهول وابتكار عوالم خاصة وكبيرة ، تقطعها عليه ،
وتفتك بها القصص المصورة ، حيث تكون مساحة التخيل محدودة جداً ، وغالباً ما
تكون معدومة ، إذ ينصب اهتمام الطفل على مطالعة الصور ، وربط الصور بالكلام مما
يمنع خيال الطفل من التمدد وتشكيل الشخصيات والتصرفات حسبما يقتضي تسلسل القصة
السردية وإمكاناته التخيلية .
ورغم أننا نتفق مع الاعتقاد السائد بأن ((
الأطفال مغرمون بالقصص المصورة ))؛ فإن ذلك يجب أن لا يجعلنا ننساق خلف ما
يغرفون به ، خصوصاً إذا أدى ذلك إلى محاذير ، مثل الشعور بالملل السريع ،
والتعود على الوجبات الفكرية الخفيفة ، وعدم التعود على القراءة .. وإذا
انتقلنا إلى المرتبة الثالثة ، نجد أن (( القصص الحوارية )) تساوت تقريباً مع
القصص السردية (9.2%) وهي وإن تشابهت معها تختلف بالعرض والأسلوب ، وإن ظننا أن
(( القصص الحوارية )) تجذب الطفل لأنها أكثر تشويقاً وحماسة وتحركاً ، وتفتح
الباب أمام انطلاق ذهن الطفل وتحليقه في عوالم (( القصص الحوارية )) ليتمثل صور
شخصياتها ، وبذلك تصبح قدوة صالحة له في تعامله مع الآخرين .
وإذا قمنا بجمع نسب القصص المصورة والسردية والحوارية نجد أنها
تقارب نصف العينة (43.1%) ولا يخفى أن ذلك يعني طغيان النمط القصصي على جميع
الأنماط الأخرى ، وهذا خلل بيّن يجب على المجلة أن تتداركه ، رغم إيماننا
بأهمية القصة في بناء شخصية الطفل المسلم بشكل عام . وتأتي (( أقلام البراعم ))
المشاركة في تحرير المجلة في المرتبة الرابعة (6.9%) وهي مرتبة عالية ومناسبة ،
ونسبتها مقبولة .
ولا شك في أن مشاركة القارئ الصغير في تحرير مجلته ، تحفز في نفسه
دافعية القراءة والكتابة والاطلاع والابتكار ، مما يساعد الأطفال على تكوين
شخصياتهم والتعبير عن آرائهم ، وتعميق رغباتهم وإطلاق مواهبهم الكامنة . ولا شك
في أن هذا الباب يسترعي اهتمام الطفل ، وقد كنا ونحن صغاراً نتابع باب القراء
في مجـلات الأطفال ، رغبة بالتعرف إلى آراء الذين يشاركوننا في قراءة المجلة
نفسها ، وهذا يشكل اتحاداً ضمنياً وفعلياً بين الطفل ومجلته وبين الطفل وسائر
القراء الصغار ، مما يشعر الطفل عندما يرى اسمه بالفخر ، ويتحسس من خلال الباب
المخصص لإنتاجه الشخصي رغبته بالكتابة ، وربما ينمي في نفسه توقاً تجاه الصحافة
، وقد يقوده هذا النماء فيصبح في المستقبل من رجال الإعلام البارزين.
ولعل الصحافة الإسلامية تزداد حاجة يوماً بعد يوم إلى رجال مخلصين ،
اتخذوا الإسلام منهجاً وحياة ليشكلوا شخصيات بعيدة عن كل أشكال الزيف والتبعية
. وتأتي المرحلة الخامسة لتحتلها (( التسالي )) (6.1%) ، وهي صفحات لم تغب عن
جميع أعداد المجلة الـ(81) لأن التسلية والترفيه مطلب أساسي للطفل ، حيث يتوقع
من مجلته الإسلامية أن تحقق له هذه الرغبة ، بعيداً عن الجهامة والجدية والعبوس
. والجدير بمجلة ذات أهداف إسلامية أن لا تقدم التسلية لمجرد التسلية ، بل
بإمكانها أن تستغل انجذاب الطفل إلى هذا الباب المسلي ، بأن تركز عليه بشكل
كبير ، وأن لا تعتبره مجرد صفحات متأخرة ، من المفترض إتمامها دون أي معايير
تربوية أو بنائية ، فالأهداف يجب أن تكون متحققة في أي جزء من أجزاء المجلة
الجادة وأن تلحظ التسالي تنمية معارف الطفل ، وقوة الملاحظة عنده ، وتنمية
الروح الجمالية والفنية في نفسه . ويندرج في هذا الإطار باب (( التلوين )) ،
إلا أن المجلة لم تعره اهتماماً يذكر حيث جاء في أعداد قليلة واحتل مركزاً
متأخراً ، مما يجعل تأثيره محدوداً بل ومعدوماً نظراً لعدم تكرره في جميع
الأعداد . وتلحظ المجلة باهتمام الجانب العلمي وضرورة تنميته في شخصية الطفل ،
فتركز على هذا الجانب ، ليحتل المرتبة السادسة (5.9%) ، وإن كنا نفضل أن تزداد
هذه الجرعات العلمية لأننا في عصر يقدم العلم على أي شيء آخر ، كما أن العالم
يقسم إلى مجتمع متقدم ومجتمع متأخر ، بالنظر للتقدم العلمي والتقني أو بالعكس .
أما (( الأنشودة )) فتحتل المرتبة السابعة (5.3%)، وهي مقبولة
نسبياً لأن جميع الأعداد لم تخل من أنشودة مناسبة ، ونضيف إليها الأساليب
الشعرية الأخرى التي استخدمت في المجلة وهي الحوارات الشعرية (0.3%) ، والقصة
الشعرية (0.1%) والمسرحية الشعرية (0.1%) ، وبذلك تظهر المجلة عناية مثلى بهذا
الجانب ، لما له من أهمية في تنمية الذوق الحسي والجمالي واللغوي في نفس الطفل
. وتتوالى بعد ذلك اهتمامات المجلة بنسب متفاوتة ، بتسلسل منطقي ومعقول ، حيث
تظهر المجلة اهتماماً بنشر صور البراعم بشكل لافت فيما كانت بالسابق تنشر
عناوين الصغار ، بشكل أقل اهتماماً ، ثم يتساوى الغلاف وكلمة العدد ومسابقة
العدد والصفحة الأخيرة (3.9%) وهي صفحـات تتكرر في كل عـدد غالباً.
واهتمت المجلة بنشر مسرحيات مدرسـية واستغرقت ما نسبته (3.3%) كذلك
اهتمت بنشـر معلـومات مختلفة في باب (( موسوعة البراعم )) ومدن عربية وٍإسلامية
(3.9%) . كما اهتمت المجلة ، وإن بشكل متدن نسبياً ، بالتمثيليات التعليمية
(0.31%) والتربوية التاريخية (0.3%) والحوارات الشعرية (0.3%) . وتأتي الصفات
الأخلاقية للفتى المسلم لتحتل ما نسبته (0.2% ) وهي نسبة ضعيفة جداً ، حيث تخصص
المجلة باباً بعنوان (( من صفات براعم الإيمان )) . ورغم إقرارنا بأهمية توضيح
الصفات بشكل مباشر ، فإن هـذه الصفـات كانت مبثوثة في معظم أبواب المجلة ، حيث
نجدها في القصص والأناشيد والمسرحيات والحوارات . ثم تأتي موضوعات متفرقة
متساوية في النسبة (0.1%) وهي (( اقرأ في هذا العدد)) ( فهرس تفصيلي لموضوعات
العدد ) ، (( والقصة الشعرية )) وهي قليلة وتحتاج إلى جرعات إضافية ، ومثلها
أيضاً (( المسرحية الشعرية )) . وتأتي في النهاية (( ابتسامات البراعم ))
(0.09% ) لتمثل نسبة ضعيفة وثانوية مع العلم أن مشاركات (( أصدقاء البراعم ))
تضم في الغالب ابتسامات مختلفة . ويظهر من ذلك كله عدم وجود سياسة عامة لتحديد
الموضوعات المنشورة ، إذ إننا نلاحظ وجود اضطراب وعدم تجانس وتناسب وتنسـيق ،
وكأن الهدف هو وضع كم من الموضوعات الخاصة بالطفل ، يكفي بإتمام كل عدد كيفما
اتفق ، دون دراسة كل جانب من هذه الجوانب ، ومعرفة حاجات الطفل وميوله ورغباته
وتطلعاته وآماله من وراء المجلة التي يتابعها .
ونلاحظ أن المجلة بشكل عام ، لم تستفد من الأنماط الصحفية المعتادة
، مثل الاستطلاع والتحقيق والمقال ، وإنشاء باب خاص بالصحفي الصغير ، فضلاً عن
أنها لم تتمكن من توظيف الصورة والرسمة بشكل كامل ، وظل اعتمادها على الحرف
أكثر ، بينما إمكانيات المجلة الطباعية فاخرة ، مما يسمح لها بتوظيف مختلف
الوسائل الإخراجية في خدمة المضمون .
كما أن خطاب المجلة لم يـراع التنويع الجذاب ، حيث جاءت الأبواب
كقوالب متكررة ، نراها في مختلف الصحف والمجلات، وهذه الأمور أفقدت ((براعم
الإيمان)) الكثير من الخصائص التي كان ممكناً لها أن تحقق أكبر قدر من
الإيجابية المطلوبة .
وبعد تحليله المطول قام البحث بتقديم شرح تفصيلي لمحتويات التصنيف
التحريري ثم ينتاول الجانب الفني بالتفصيل. وبعد ذلك يعمد الى النماذج المختارة
من براعم الإيمان ويحللها تفصيليا.
وبعد ذلك تحدث عن الأدوار المختلفة للنماذج وأوضحا بجدول خاص.
الأدوار المختلفة للنماذج المختارة من براعم الإيمان الرقم الأدوار
التكرار 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 إمداد الطفل
بالمعلومات والمعارف التي تعمق نظرته للحياة ربط الطفل بتراث أمته وحضارتها
تنمية وعي الطفل وإحساسه بمشكلات مجتمعه وأمته شحذ عواطف الطفل وتهذيب وجدانه
وتنمية مشاعره الاطلاع على المواقف التاريخية المشرفة والمثل العليا غرس
الفضائل والقيم والصفات والعادات الحسنة تنمية حب الاطلاع والرغبة في البحث
والاستكشاف تنمية القدرات العقلية المختلفة تهذيب سلوك الطفل والارتقاء به غرس
الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة إثراء خيال الطفل والوقوف على احتمالات وتصورات
متعددة ومبتكرة تقبل المتغيرات الجديدة المقبولة دينياً تنمية الإحساس بجمال
الكون وبديع صنع الخالق معرفة الأشكال الأدبية المختلفة تنمية حب المكتبة
والمهارات المكتبية تنمية ثروة الطفل اللغوية وتمكينه من حفظ النصوص الجيدة
تنمية القدرة على إدراك جمال النغم وروعة الإيقاع وموسيقى الشعر الارتقاء بلغة
الطفل وقدرته التعبيرية استثمار وقت الفراغ فيما هو مفيد والاستمتاع به تنمية
القدرات الابتكارية والإبداعية تنمية المهارات القرآنية 10 9 9 8 7 7 7 6 6 5 5
4 4 4 4 3 2 2 2 1 1
الفصل السادس تصـــور مقـتـرح لمجـلــة أطفـــال إســلاميــة
نمــوذجـيـة مقدمة: يقول الباحث إن أطفال المسلمين وهم يلامسون عتبة الألفية
الميلادية الثالثة ، يحتاجون إلى وسائل عصرية لمواكبة العصر ، على جميع الصعد ،
منها المجال الإعلامي بالتأكيد ، وقد لاحظنا سابقاً وجود آلاف من مجلات الأطفال
تصدر في الغرب ، وتطبع ملايين النسخ منها ، وبعضها أسبوعياً ، بينما نجد في
بلادنا مجلات عامة للأطفال واسعة الانتشار ، كما أننا لا نعثر على مجلات
إسلامية شاملة وواضحة الأهداف . إن كل هذه الأسباب ، تمثل الأسباب الحقيقية
والدافعة لإصدار مجلة أطفال إسلامية رفيعة المستوى ، تبنى على أسس علمية واضحة
، تستشف من التجارب السابقة معينها ، لتجنب الأخطاء المتكررة ، وتطوير الجوانب
المضيئة ، وحصر اهتمامات المختصين ، لإنتاج مجلة أطفال إسلامية ذات تأثير شامل
، لا تكون مجرد تجربة ، بل فعلاً متحققاً ومستمراً . ولعل هذا يستدعي قيام جهة
متخصصة بعملية الإصدار ، وتكون أغراضها بعيدة عن النفعية الذاتية ، لأن أطفال
المسلمين هم بأشد الحاجة اليوم إلى من يعينهم على مواجهة التحـديات الكثيرة ،
التي أسفرت في السنوات الأخيرة ، عن ضياع كثير من شباب المسلمين ، وأبنـهارهم
بالبـريق الغربي المـزيف ، وبـات بعضهم يعيش في ديار المسلمين ، وعقله وقلبه
معلق بالغرب ، وليس أدل على ذلك من الهجرات المتتابعة من الشرق إلى الغرب ،
لأسباب شتى ، تظهر أغلبها وهن النفوس ، نتيجة البعد عن حقيقة الدين ، والانخداع
بالاهتراء الأصفر اللون ، الذي يظنه كثير من الناس من أجود أنواع الذهب .
ويقدم تصوراً لمجلة أطفال إسلامية، عبر توضيح الأهداف والخطط
والسياسات وإمكانيات التنفيذ، ويأتي هذا العمل بعد تتبع الكثير من مجلات
الأطفال، عربياً ودولياً، في سياق الدراسة.
وفي هذا التصور قدم أفكاراً عملية واضحة، تسعى إلى مجلة هادفة ترسخ
المبادئ الدينية السليمة عند الأطفال، وتنمي في أنفسهم الشعور والإحساس
بالانتماء الكلي إلى الأمة ، واستشراف الوعي والمعرفة لديهم وتفتيح مواهبهم،
وتنمية مداركهم، وتدعيم القيم الإيجابية في نفوسهم، وبنائهم بشكل شامل وكامل.
ويسير التصور وفق نقاط متسلسلة محددة تعالج منفردة على الشكل التالي:
واقترح اسم مباشر للمجلة وهو (( الطفل المسلم )) ويحوي الاسم إشارة
واضحة وصريحة ، تعلمنا فوراً بأنها للأطفال ، وليس لعموم الأطفال ، بل للطفل
المسلم تحديداً . وبذلك على المجلة أن تتقيد بأسلوب خطابها الموجه لجمهور معين
بالتزام الإسلام شكلاً ومحتوى . ولا يمكنها بهذا التخصص أن تقدم مواد لغير
الأطفال ، كما عليها أن تلتزم بأن تكون موادها المنشورة ذات صبغة دينية شاملة ،
وأن تكون لها أهداف تسعى نحو بناء شخصية إسـلامية سليمة ، بعيداً عن الشوائب ،
وكل ما يسئ إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة .
ولا يخـفى أن انتظام صـدور المجـلة يجعـل الطـفل حريصاً على الحصول
عليها ، ويترقبها ، وأن تتابعها بصورة أسبوعية ، ينشئ بين الطفل ومجلته علاقة
شخصية راسخة ، تجعله يبحث عنها إن لم يجدها في المكتبة المعتاد حصوله عليها
منها ، كما يجعله كل ذلك قلقاً في حال تأخرها ، ومتحفزاً إلى متابعة موضوعاتها
، مما ينمي في نفسه روح المتابعة ، والانتظام والثبات ، ويدفعه نحو البحث عن
الجديد في المكتبات ، نظراً لبحثه الشخصي عن المجلة ، الأمر الذي يعرفه بعدد
كبير من المعروض على الرفوف ، وقد يدفعه حب الاستطلاع للمطالعة الدائمة ،
والتمييز بين الجيد والرديء .
الأهـــــــداف
من الضروري أن يكون للمجلة مجموعة من الأهداف تسعى إلى تحقيقها
بعيداً عن الأهداف الربحية المادية ، ومن الطبيعي أن يكون لها هدف عام ، وأهداف
تفصيلية ، تنبع كلها من النظرة الإسلامية تجاه الطفل ، والتي تناولناها في
جوانب متفرقة من البحث .
أما الهدف العام والأول
، فهو بنـاء شخصية الطـفل المسلم بناء حضارياً متكاملاً لتمكن الطفل
، بالتعاون مع مختلف وسائل التربية في المجتمع ، من أن يتحلى بالصفات السامية ،
التي يجب أن يتمتع بها أبناء الإسلام ، وبذلك يكبر الطفل على محبة الله ورسوله
(صلى الله عليه وسلم) مصقولاً بالعلم والمعرفة والإيمان ، فضلاً عن الأخلاق
الحميدة . ومن الأهمية أن تتسق الأهـداف مع الأدوار التي على المجـلة أن تؤديها
في خطتها الساعية إلى بناء شخصية الطفل المسلم . حيث تعمل الأهداف في خمسة
اتجاهات رئيسية: العقدية، التربوية، التعليمية، الجمالية، الترفيهية. وتتنوع
أهداف المجلة مع تنوع موضوعاتها ، التي تتبدل من عدد إلى آخر ، مع الحفاظ على
شخصيات محددة ، يرتبط بها الطفل ، ويشعر بأنها تفهمه كما أنه يفهمها . وتأخذ
مجلة (( الطفل المسلم )) مكانتها من خلال أهدافها المحددة ، والتي ترتبط بلحمة
الدين وسداته ، فلا تتعارض الأهداف والتطبيقات العملية مع ما يبثه الإسلام من
قيم وأخلاقيات ، تنعكس سلوكيات راسخة تجعل المجتمع بأسره مجتمع الالتزام الديني
، المتقيد بأوامر الله ونواهيه ، وتبث شعاعها في كل أرجاء الدنيا .
الخصائص والمميزات تتعدد خصائص مجلة (( الطفل المسلم )) من حيث الشـكل والمحتوى
والجمهور المستهدف ، ولعل من أبرز هذه الخصائص والمميزات أنها :
أولاً : موجهة إلى شريحة عمرية محددة من الأطفال المسلمين العرب أو الذين يعرفون العربية ، لا لغيرهم ، وربما يقرأها الكبار أو
الأصغر سناً ، ويستفيدون منها ، لكنهم ليسوا هم المستهدفين برسالتها ، وهذا
التحديد يناقض كثيراً من مجلات الأطفال المثيلة ، التي بمعظمها ، لا تحدد
الأطفال المخاطبين ، ويتفاوت الأسلوب من كاتب إلى آخر ، ومن صفحة إلى أخرى ،
وهذا التنوع ، وإن كان مستساغاً في المجلات الأخرى ، فإن مجلة (( الطفل المسلم
)) وضعت لنفسها خطة محددة وأهدافاً معينة لجمهور مقصود لنفسه دون غيره .
ثانياً : لا تعتبر المجلة نفسها متحدثة عن أحد من الناس ، بل هي لا تشبه إلا نفسها ، ولا تتحدث إلا عن نفسها ، وبما أنها
اتخذت الإسلام منهجاً فإنها تخرج من ثوب التبعية لغير الله تعالى ولرسوله
الأمين (صلى الله عليه وسلم) .
ثالثاً : تنشد العالمية ، ولا تحصر نفسها ضمن أطر محلية ضيقة ، لأن خطابها موجه لجميع الأطفال المسلمين ، والعرب منهم على وجه
الخصوص ، والمجلة تخطط مستقبلاً لترجمة موضوعاتها وإصدار طبعات بمختلف لغات
العالم ، على أن تخرج بثوب يلائم المسلمين غير العرب .
رابعاً : تصدر أسبوعياً في (44) صفحة في حجم مناسب للأطفال ،
صباح يوم الخميس ، بداية العطلة الأسبوعية في معظم البلاد الإسلامية
.
خامساً : لا تهدف إلى إشاعة أفكار مذهب معين أو اتجاه ما ، لأنها تؤمن بأن الطفل هو خـارج إطار المذهبية أو الحزبية ، وعليها
أن تقدر أنها لجميع الأطفال المسلمين بلا استثناء ، في إطار الشريحة المستهدفة
.
سادساً : لا تتوخى الربح ، ولا تسعى إلى تكديس الأموال ، بل تهدف إلى بناء شخصية الطفل المسلم ، وإن هدفها ، يفرض عليها أن
تخفض من قيمة الاشتراك وسعر النسخة الواحدة ، وأن لا تسمح للإعلان أن يحتل مكان
النص أو أن يقدم سلعاً تخالف الهدف العام .
سابعاً : إسلامية بالكامل ، وموضوعاتها تخضع للإشراف الديني والتاريخي والتربوي والنفسي ،
وتخصص لذلك مجموعة من المستشارين ، دون أن يكون ذلك مجرد تكريم لهؤلاء ، بل
عليهم أدوار محددة يجب أن ينفذوها بدقة .
ثامناً : حددت منذ البداية أهدافها بوضوح ، وهي تقوم باختيار عناصرها البشرية بدقة متناهية ، وتخضعهم لدورات
متخصصة لرفع كفاءتهم ، وتطور إمكاناتهم باستمرار .
تاسعاً : تهتم المجلة بدراسة الميول القرائية للشريحة المستهدفة بالتعاون مع
الجهات المتخصصة ،
وبواسطة التحقيقات الميدانية ، والاستبيانات العامة .
عاشراً : تقيم المجلة علاقات مباشرة مع الأطفال ، ويحتك المحررون والرسامون وسائر العاملين في المجلة ، بشريحة
القراء مباشرة ، بواسطة الرسائل المرسلة ، أو الاتصالات الهاتفية ، أو عبر
زيارة أماكن تواجد الأطفال من مدارس ونواد ، ودراسة احتياجاتهم ورغباتهم ،
ومحاولة تحقيقها من خلال صفحات المجلة .
الحادي عشر : تقدم صحافة متخصصة للأطفال ، وتتميز بعناصر بشرية مؤهله ، ذات خبرات طويلة ، وقدرات عالية
موهوبة ومجربة ومحترفة ، لأن المجلة تؤمن أن صحافة الأطفال ليست محل تجريب
وتدريب ، ولكن باستطاعة المجلة أن تساعد من ترى لديه الموهبة الكافية للمشاركة
تمهيداً لخوض هذا المضمار مستقبلاً .
الثاني عشر : تمتاز المجلة بأسلوبها الخطابي البسيط والواضح ، والمتجدد ، والممتع والمفيد في آن واحد ، حيث تحرص على انتقاء
الألفاظ والعبارات والقصص والموضوعات بأسلوب تربوي ممتاز .
الثالث عشر : تمتاز المجلة بتركيزها الكبير على الجانب الفني ، وحرصها على اختيار الرسامين الموهوبين ، القادرين على المواءمة بين
الألوان وابتكار الرسوم المتوافقة مع النص ، والتي بإمكانها أن تقدم فوائد ربما
تفوق النص نفسه ، أو على أقل تقدير تدعمه بشكل كبير ، وتساعده ليؤدي غرضه بيسر
وسهولة ، وتسهم بمساعدة الطفل في استيعاب النص وتقبله دون مجهود كبير .
اللغة والأسلوب من المؤكد أن المجلة وسيلة تعليمية مهمة عليها أن
تثري لغة الطفل ، لذا فإن مجلة الطفل المسلم النموذجية ، تقوم على تفهم وفهم
اللغة والأسلوب ، اللذين يراد استخدامهما من أجل تحقيق الأهداف والأدوار ، وهذا
يقتضي أن تكون الألفاظ المستخدمة بسيطة ومفهومة ومناسبة للقراءة الخاطفة ، لأن
المجلة يجب أن لا تأخذ مكان الكتاب ، بل هي بمثابة جرعة أساسية ، يحتاج إليها
الطفل لفترة زمنية حسبما يتاح له من وقت .
ومن هنا فإن من الضروري أن تكون الكلمات والتراكيب سهلة الفهم في سن
الطفل المستهدف ، وهذا يقتضي مراعاة قاموس الطفل اللغوي .
وبما أن هذا الأمر غير واضح ، لأن الأطفال ، يتفاوتون عقلياً
وفكرياً وثقافياً ، نظراً لعوامل متعددة منها المستوى الاجتماعي ، ومكان
تواجدهم ، في الريف أو في المدينة ، وفي مجتمع متقدم أو نام ، أو أن يكون الطفل
أبناً لأسرة أمية أو متعلمة .. فإن ذلك يطرح صعوبة بالغة في تقدير عملية
الكتابة للأطفال ، لا سيما أن المجلة لا تتوجه إلى مجتمع محدد أو منطقة معينة ،
لأنها مجلة تخص الطفل المسلم المعاصر القارئ للغة العربية الفصحى .
السياسة التحريرية تقوم مجلة (( الطفل المسلم )) على مجموعة من
المبادئ الأساسية تنبني عليها السياسة التحريرية ، ومن هذه المبادئ :
أ ) تلـتزم المجلة شـكلاً ومضموناً بقواعد النشر ، على اعتبار أنها مجلة أطفال
إسلامية ، حيث تمنع على الإطلاق نشر كل ما يمس الإسلام بسوء ، مهما كان بسيطاً
، وبذلك فإن إدارة تحرير المجلة مسؤولة تماماً عن كل ما ينشر ، من نصوص ورسوم
وصور وإعلانات ، وعليها أن تكون بمثابة المصفاة النهائية بشكل لا تقبل معه
النشر دون مراجعة شاملة ومعمقة ، حرصاً على الدور الذي تقوم به .
ب ) تعين المجلة مراجعاً للتدقيق اللغوي ، ويكون مؤهلاً تماماً لكشف الأخطاء ،
وتشكيل الأحرف ، بشكل كامل ، ومراقبة الأناشيد ، كيلا يكون فيها خلل في الوزن ،
وعليه أن يراجع النصوص قبل الطباعة الأولية ، ثم التدقيق النهائي بعد تركيب
الصفحات وقبل إرسال الصفحات إلى المطبعة.
ج ) تناط مهمة مراقبة النصوص الدينية بمتخصص في الأمور الدينية ، مع توفير
المراجع اللازمة ، للابتعاد عن قضايا الخلاف ، والتأكد من أن ما ينشر من فتاوى
وأحكام دينية وقصص إسلامية .. كلها متفق عليها ، ولا خلاف بشأنها ، وهذا من
شأنه أن يخرج المجلة من الدوائر الضيقة ويجعلها لجميع أطفال المسلمين بلا
استثناء ، ويستحسن عدم الخوض في الأحكام الشرعية الدقيقة التي لم يتفق عليها
الفقهاء ، لكي لا يشوش ذهن القارئ .
د) تحـظر المجلة نشـر الصـور والموضوعات التي تثير الغرائز تحت أي ذريعة كانت ،
كما أن المجلة تحذر من وجـود الأخطاء الطباعية والفنية ، وتمتنع عن نشر
الرسومات المخلة بالآداب العامة ، أو التي تظهر مخالفة شرعية باستثناء حالة نقد
هذه السلوكيات الخاطئة ، وتبيان موطن الخلل ، ويتبع ذلك إرشاد إلى مكارم
الأخلاق .
هـ) تعين المجلة مستشاراً تربـوياً ، تناط به مهمة مراجعة النصوص ، ودراسة
الصـور ، قبل عملية النشـر ، ومن الأفـضل قبل عملية الصف والإخراج والتركيب ،
ليتسنى له إعادة المواد للصياغة من جديد ، أو لرفضها تماماً ، في حال اعتقاده
أن في ظاهرها إفادة تربوية وفي باطنها أخطاء يمكن أن تزرع قيماً تربوية وسلوكية
خاطئة ، تؤدي إلى عكس ما هو متوخى في المستقبل ، إذا توافرت لها مناخات معينة
تمهد لها الطريق لتسلك سبيلاً مغايراً للخطة والأهداف والتطلعات التي تسعى
المجلة إلى تحقيقها .
و ) وإلى جانب المستشار التربوي ، من المستحسن أن يكون للمجلة مستشار متخصص في
علم نفس الأطفال ، لأنه قادر (( على البحث في كل ما يدركه الإنسان ، كيف يتعلم
وكيف يتذكر وكيف يصمم ، وكيف يفكر وكيف يتخيل وكيف يبتكر ، ولماذا يثور ،
ولماذا ينفعل ، لماذا يحب ويكره ، ولماذا يخاف ويغضب ))( ) . ويساعد المستشار
النفساني إدارة التحرير على تأدية رسالتها ، عبر دراسته طبائع الأطفال الموجهة
إليهم المجلة ، وتوضيح النتائج لإدارة التحرير ، ليتصرفوا بناء على الملاحظات
المبنية على أسس علمية واضحة ، وبإمكان المستشار أن يحدد حاجات الأطفال النفسية
، وما يتوقعونه من مجلتهم .
ولا يخفى أهمية إفساح المجال للطفل كي يعبر عن آرائه بكل حرية ، فلا
يتدخل المحرر إلا في بعض التحسينات اللغوية ، ولا تنشر فقط المساهمات التراثية
أو التي تهدف إلى التسلية فقط ، كما هو ملاحظ في كثير من مجلات الأطفال العربية
، لأن على الطفل أن يتفاعل مع كل ما يحتك به ، وعلى المجلة أن تفتح صدرها لجميع
المشاركات ، وأن يكون باب مساهمات القراء متحركاً ومرناً ، كما أن بعض الأطفال
يملكون موهبة الكتابة أو الرسم ومن المفيد للمجلة ولمستقبل الطفل أن يستفاد من
هؤلاء ، وتنشر مساهماتهم في أبواب المجلة ، وليس التوقف عند ذلك فحسب بل إن
تقديم مكافآت مناسبة ، سوف يجعل من هؤلاء كتاباً محترفين في المستقبل ، ورسامين
ماهرين عندما يكبرون ، بفضل الله أولاً وتشجيع المجلة لهم ثانياً .
وبذلك تستطيع المجلة أن تتغلغل إلى عقل الطفل وقلبه ، ويصبح
بإمكانها إرشاده إلى الطريق السوي في مختلف المسائل التي تتعرض لها في صفحات ،
وتثير لدى الطفل الانفعـالات الكامنة ، وتحفزه نحو المثل العليا التي تبثها
المجلة في أعدادها المتفرقة .
الأبواب المقترحة ومن الأبواب التي قد تطرحها مجلة (( الطفل المسلم )) :
المغـامر الصـغير قصص من تاريـخ المسلمين الاستطلاعات الأخبار :
المقـــال التسلية العالم الصغير الفنان الصغير التحقيق الصحفي الندوة الشهرية
الطاولة المستديرة أبطال المستقبل الطفلة المسلمة قصص الخيال العلمي المسابقات
المتنوعة الداعية الصغير الأناشيد : نادي الطفل المسلم شخصية العدد قرأت لك
لغتنا الجميلة المهارات العملية : حكايات إسلامية بطولات الأطفال المسلمين :
دائرة المعارف الإسلامية الأدب العالمي : الألغاز والأحاجي] الحاسوب ويقول
الباحث إن الحرص الشديد على تجويد عملية إنتاج مجلة إسلامية للطفل يأتي من
الفهم العميق لفداحة الأخطار التي تدهم أطفال المسلمين في مضاجعهم ، ومن تقدير
الدور الإعلامي الكبير الذي يمكن للإعلام الإسلامي عامة ـ ومجلة الأطفال
الإسلامية خاصة ـ أن يؤديه ، رفعاً لراية الإسلام ، وبناء الجيل الصاعد بناء
سليماً .
ولعل براعم الإسلام ، هم في أشد الحاجة اليوم إلى توفير مصادر
ثقافية إسلامية ، بعيداً عن الترهات والسفاسف والأوساخ التي تملأ مساحات شاسعة
من الإعلام الوافد بأنواعه المرئي والسمعي والمقروء .
ولا حجة لمن يقول إن هناك كماً كبيراً من صحف الأطفال ، وهذا كلام
لا وجه للمقارنة فيه ، فحاجتنا إلى إعلام جاد أكبر بكثير من السابق ، كما أن
كثيراً من مجلات الأطفال المنتشرة في بلاد المسلمين هي غير إسلامية ، تبث في
أحيان كثيرة قيماً ومعتقدات تخالف الشريعة السمحاء ، فضلاً عن أن بعضها مترجم
حرفياً ومليء بالسلوكيات الخاطئة والمنحرفة والتي يجب أن يرفضها مجتمعنا
الإسلامي .
إن مجرد التفكير بإصدار مجلة إسلامية للأطفال ، قد يكون أمراً
مرعباً ، لا سيما بالنسبة ، إلى الذين خبروا الإعلام ومارسوا المهنة ، ولم
يكونوا مجرد متطلعين إليها ؛ لأن الحديث عن المعاناة من الداخل لا يشبه مطلقاً
من يرى المعاناة ويتحدث عنها دون تجربة حقيقية ، لكن ذلك يجب أن لا يؤثر على
مسيرة الإعلام الإسلامي ، فسلاح الكلمة أصبح في عصرنا الحديث من أخطر الأسلحة
فتكاً وتدميراً ، مما يستوجب مزيداً من الإصرار والمثابرة لتحقيق أعلى مستويات
النجاح في مجال الإعلام الإسلامي عامة ، ومجلات الأطفال الإسلامية خاصة .
الخاتمة
حاول الباحث في دراسته تقديم صورة مفصلة عن مجلات الأطفال التي تصدر
في دولة الكويت منذ بداية عهدها ، مع صدور أول مجلة أطفال مستقلة ، وهي مجلة ((
سعد ))، في عام 1390هـ ـ 1969م ، التي تعد أول مجلة مستقلة للأطفال في دولة
الكويت ، وهي بداية مبكرة نسبياً ، تسبق صدور عدد كبير من الصحف والمجلات في
الكويت . ونسجل لهذه المجلة أنها استطاعت الصمود والبقاء والاستمرار ، رغم أنها
مجلة غير حكومية ، في وقت أصبحت فيه تكاليف إصدار مطبوعة تفوق كثيراً قيمة
الاشـتراك بالمطبوعة نفسها ، من حيث ارتفاع أسعار الورق والطباعة ، ورواتب
العاملين في القسم التحريري والفني . أوضحنا من خلال البحث مدى اهتمام دولة
الكويت بإعلام الطفل ، وخصوصاً ما يتعلق بمجلات الأطفال ، حيث ظهر بعد إجراء
مسح شامل لمجلات الأطفال الكويتية وجود (18) مجلة ، منها خمس مجلات حكومية ،
ومجلتان أصدرتهما جهتان ذواتا صبغة رسمية ، وخمس مجلات أصدرتها جهات مؤسساتية ،
وست مجلات أصدرها أفراد .
كما تبين أن ثماني مجلات فقط لا تزال تصدر حتى الآن ، وأن أغلب
مجلات الأطفال في الكويت تتسم بشخصية خاصة تميزها عن غيرها ، وإن كنا نلاحظ
وجود بعض العثرات والهنات ، التي تصل أحياناً إلى حد ينبغي التوقف عنده ،
خصوصاً ما راعنا من وجود عدد من الأخطاء الجسيمة في مجلة إسلامية ، وهي مجلة ((
براعم الإيمان ))، كان يجدر أن لا تقع بها لا سيما أنها تصدر عن جهة إسلامية
رسمية ، لديها الإمكانات الكافية ، وأي خطأ فيها يوحي بإهمال القائمين عليها ،
مع العلم أنها شهرية ، وصفحـاتها قليلة ولا تتطلب عناء كبيراً .
وقد قمنا في هذا البحث بدراسة مجلة (( براعم الإيمان )) بشكل تفصيلي
، طوال مدة عينة البحث ، وقد كانت محور الدارسة لأنها مجلة إسلامية متخصصة
للأطفال ، وتصدر عن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت .
وقد استخدمت هذه الدراسة منهج تحليل المحتوى ، الذي يعد أحد أساليب
الدراسات المسحية وتم حساب تكرارات الفئات وترتيب كل منها بشكل تنازلي ، وقمت
باختيار نماذج متفرقة من (( مجلة براعم )) الإيمان لدراسة الأدوار التي تؤديها
. وبنظرة موضوعية على مجلات الأطفال الصادرة في الكويت ، نجد أنها لا تمثل بصدق
صورة صحافة الطفل الإسلامية التي من المتوقع أن تسعى بجد إلى بناء شخصية الطفل
المسلم ، فقد وجدنا نقصاً في مجال التخصص والاحتراف ، كما لاحظنا أن أغلب
العاملين في صحافة الطفل في الكويت من غير المتخصصين ومن غير المتفرغين لهذا
النمط من العمل الإعلامي . ولاحظنا أيضاً أن الكويت تبدي اهتماماً خاصاً بمجلات
الأطفال ، لكن تجربة الكويت كانت متعثرة إجمالاً وغير ناجحة ، وربما تكون هذه
القضية مجالاً خصباً لأبحاث تضع يدها على مكمن المشكلة وكيفية معالجتها .
والسبب الظاهر كما يبدو من وراء هذا التعثر عدم توافر الإمكانات المالية التي
تشـكل عثرة أمام انطلاق مجلة أطفال إسلامية ناجحة وواسعة الانتشار .
وهنا قد نتساءل عن أسباب عجز دولة حباها الله بالنعم الوفيرة عن
إصدار مجلة أطفال إسلامية ناجحة ، وفي المقابل ، هناك مئات الصحف والمجلات
والملاحق والنشرات تصدر في هذه الدولة الصغيرة والغنية ؟ ومن خلال الملاحظات
المبثوثة في ثنايا البحث ، نجد أننا نواجه معضلة على قدر كبير من الخطورة ، وهي
تختصر في انحسار الرغبة الدافعة لإصدار مجلة إسلامية للطفل تؤدي دورها المطلوب
في بناء الشخصية الإسلامية ، في زمن لا يعترف بالضعفاء ، ولا يحترم إلا من
يحترم نفسه ، ويقدر تراثه وأمانيه وواقعه . وفي هـذا المجال ، لا يمكن إنكار
الدور الذي تقوم به مجلات الأطفال الكـويتية ، على الرغم من كل الهنات ، لكن
المتوقع كان أكبر من الواقع الراهن ، وهو الأمر الذي لم يتحقق حتى الآن .
من هنا ، يجب ملاحظة مسألة يمكن أن نسميها بانهزام صحافة الأطفال
بسبب المشكلات العامة التي تحيط إعلام الطفل في الدول العربية والإسلامية ، لا
سيما ضعف الإمكانات المادية ، وندرة العناصر البشرية المؤهلة ، تربوياً ،
ونفسياً ، وفنياً ، فضلاً عن التمويل والتوزيع والإعلان . كما أن الصدور
المتعثر وغير المنتظم لعدد من المجلات الكويتية الخاصة بالطفل ، يفقد المجلة
جزءاً كبيراً من فاعليتها نظراً لافتقادها العلاقة المطلوبة بين المجلة والطفل
. لذا فإننا ندعو إلى التركيز على إعداد العناصر المؤهلة فنياً وتحريرياً
لإصدار مجلة أطفال إسلامية ، لا تقتصر على منطقة إقليمية محددة بل تمتد لتشمل
جميع البلاد التي يدين أهلها بالإسلام .. خصوصاً بعد أن بينا أهمية الطفولة في
حياة الأمم عامة ، والأمة الإسلامية خاصة . وندعو أيضاً إلى تبني فكرة إنشاء
مجلس تنسيق محلي وإسلامي عالمي يجمع المهتمين بإعلام الطفل ، للاجتماع بشكل
دوري ، وبرعاية مباشرة من المؤسسات الرسمية المتخصصة ، لإصدار مجلة إسلامية
واسعة الانتشار توجه إلى الطفل المسلم ، بلغة خطابية ملائمة ، وتركز على بناء
شخصية الطفل المسلم بناء حضارياً متكاملاً ، وأن يكون إصدارها بشكل أسـبوعي ،
وبلغات العالم الإسلامي ، وأن توزع مقابل سعر رمزي .. وليس هذا بالحلم البعيد
المنال ، فإنّ إمكانات العالم الإسلامي كبيرة ، والقضية لا تحتاج إلى معجزة ،
ولكنها تحتاج إلى نيات صادقة ، وابتعاد عن الأنانية ، ورغبة حقيقية في بناء
شخصية إسـلامية متكاملة في مختلف المجالات . ولعل تجويد عملية إنتاج مجلات
إسلامية للأطفال يستدعي تكاتف جميع الجهات ، لأن العمل الفردي يظل ضيق النطاق ،
ومحدود الانتشار ، ومحكوماً بالفشل ، أو على الأقل ، بالتعثر وعدم الانتظام.
لذا علينا أن نشجع دائماً عملية إنتاج صحيفة أطفال تتعاون فيها جميع
الجهات ، لإنشاء جيل مسلم بنّاء ، يعي قضايا أمته ، في ماضيها وحاضرها
ومستقبلها ، ويعرف كيف يواجه العالم الذي يعيش فيه متسلحاً بالعلم والإيمان ،
فلا تزل قدمه ، وينطلق نحو المستقبل بثقة وتفاؤل .. يعمل للدنيا دون أن ينسى
الآخرة . إن الوضع الراهن لإعلام الطفل المسلم يدعونا إلى تأكيد ضرورة البحث عن
مواطن الخلل وإيجاد الحلول ، حتى لا تتفاقم المشكلة ويصبح إعلام الطفل المسلم
كطائر يغرد خارج سربه ، وربما تكون الفرصة مؤاتية لإصدار مجلة أطفال إسلامية
ناجحة تواكب العصر وتواجه التحديات الكثيرة التي يتعرض لها طفل الإسلام في هذه
الأيام.
المصادر والمراجع العربية القرآن الكريم
[1] إبراهيم إمـام : الإعلام والاتصال بالجماهير ، ط1، مكتبة
الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1389هـ ـ 1969م . [2] ابن خلدون ( عبد الرحمن بن
محمد ) : المقدمة ، ط1 ، دار المعارف ، تونس ، 1411هـ ـ 1991م . [3] ابن سيده (
علي بن إسماعيل ) : المحكم والمحيط الأعظم باللغة ، تحقيق عبد الستار فراج ، ط1
، مطبعة دار صادر ، بيروت ، د.ت . [4] ابن سينا ( الحسين بن عبد الله ) :
القانون في الطب ، مصور بالأوفست عن نسخة بولاق ، دار صادر ، بيروت ، د.ت . [5]
ــــ : كتاب السياسة ، نشر الأب لويس معلوف اليسوعي ، المطبعة الكاثوليكية،
بيروت ، لا.ط ، 1303هـ ـ 1911م . [6] ابن فارس ( أبو الحسن أحمد ) : معجم
مقاييس اللغة ، ط3 ، تحقيق عبد السلام هارون ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ،
1402هـ ـ 1981م . [7] ابن قيم الجوزية ( محمد بن أبي بكر ) : تحفة المودود في
أحكام المولود ، تحقيق عبد القادر الأرناؤوط ، ط1 ، مكتبة دار البيان ، دمشق ،
1391هـ ـ 1971م . [8] ابن كثير ( إسماعيل الدمشقي ) : تفسير القرآن العظيم ، ط1
، مؤسسة الريان ، الكويت ، 1416هـ ـ 1996م . [9] ابن مسكوية ( أحمد بن محمد بن
يعقوب ) : تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق ، تقديم الشيخ حسن تميم ، ط2 ، مكتبة
الحياة ، بيروت ، د.ت . [10] ابن منظور ( جمال الدين محمد ) : لسـان العرب ،
دار صادر ، بيروت ، د.ت ، لا.ط . [11] أبو الحسن النيسابوري العامري : الإعلام
بمناقب الإسلام ، تحقيق أحمد عبد الحميد عزاب ، دار الكتاب العربي ، القاهرة ،
لا.ط ، 1387هـ ـ 1967م . [12] أحمد بدر : الاتصالات بالجماهير والدعاية الدولية
، ط1 ، دار القلم ، الكويت ، 1394هـ ـ 1974م . [13] أحمد بن محمد علي القري
الفيومي : المصباح المنير ، ط5 ، المطبعة الأميرية ، القاهرة ، 1314هـ ـ 1922م
. [14] أحمد حسن حنورة : الأدوار الثقافية لأدب الطفل وترشيدها من منظور تربوي
إسلامي ، ندوة ثقافة الطفل المسلم ، المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم
والثقافة ، البحرين ، لا.ط ،1410هـ ـ 1990م . [15] أحمد زكي بدوي : معجم
مصطلحات العلوم الاجتماعية ، مكتبة لبنان ، بيروت ، لا.ط ، 1402هـ ـ 1982م .
[16] أحمد سمابلوفتش : فلسفة الاستشراق وأثرها في الأدب العالمي المعاصر ، دار
المعارف ، القاهرة ، لا.ط ، 1400هـ ـ 1980م . [17] أحمد فؤاد درويش : سينما
الأطفال ، الهيئة المصرية العاـمة للكتاب ، القاهرة ، لا.ط ، 1399هـ ـ 1979م .
[18] أحمد نجيب : أدب الأطفال علم وفن ، ط2 ، دار الفكر العربي ، القـاهرة ،
1415هـ ـ 1994م . [19] اسكندر الديك ومحمد مصطفى الأسعد : دور الاتصال والإعلام
في التقنية الشاملة ، بحث نظري وميداني ، ط1 ، المؤسسة الجامعية للدراسات
والنشر والتوزيع ، بيروت ، 1413هـ ـ 1993م . [20] الأصفهاني ( الحسين بن محمد )
: مفردات ألفاظ القرآن ، ط1 ، تحقيق عدنان داوودي ، دار العلم ، دمشق ، الدار
الشــامية ، بيروت ، 1412هـ ـ 1992م. [21] أمينة أحمد حسن : نظرية التربية في
القرآن وتطبيقاتها في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام ، ط1 ، دار المعارف ،
القاهرة ، 1405هـ ـ 1985م . [22] انشراح الشال : علاقة الطفل بالوسائل المطبوعة
والإلكترونية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، لا. ط ، 1407هـ ـ 1987م . [23]
أنور الجندي : شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامي ، المكتب الإسلامي ، بيروت
، لا.ط ـ 1398هـ ـ 1978م . [24] أيوب دخل الله : التربية الإسلامية عند الإمام
الغزالي ، ط1 ، المكتبة العصرية ، لبنان ، 1417هـ ـ 1996م . [25] بوكودان
دولسكي : التربية والتيارات الفلسفية الكبرى ، ط1 ، ترجمة عبد الأمير شمس الدين
، دار الفكر ، لبنان ، 1412هـ ـ 1992م . [26] تركي رابح : دراسات في التربية
الإسلامية ، ط1 ، بيروت ، لا.ن ، 1402هـ ـ 1982م . [27] جاسم الشمري : الصحافة
المدرسية ، ط1 ، وزارة الإعلام الكويتية ، 1418هـ ـ 1998م . [28] جـاسم محمد
الخواجة وآخرون : الآثار السلبية لبرامج الستلايت على سلوك الأبناء ، دراسة
ميدانية ، ط1 ، وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ، الكويت ، د.ت. [29] جميل
صليبا : التربية العربية بين الأصالة والاقتباس ، أسس التربية في العالم العربي
، من اصدارات المجلس الأعلى لرعاية الفنون والأداب والعلوم الاجتماعية ،
القاهرة ، لا.ط ، 1381هـ ـ 1961م . [30] جوزيف الياس وجرجس ناصيف : معجم عين
الفعل ، ط1 ، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1416هـ ـ 1995م . [31] حسام محمود
مهدي : ثقافة الطفل ، ط1 ، اصدار الامانة العامة للأوقات الكويتية ، 1418هـ ـ
1997م . [32] حسن شحاتة : أدب الطفل العربي ، القاهرة ، لا. ط ، لا. ن ، 1411هـ
ـ 1991م . [33] حسن عبد الشافي : دراسات في المكتبات المدرسية ، ط1، دار الكتاب
المصري ، القاهرة ، دار الكتاب اللبناني ، بيروت ، 1410هـ ـ 1990م . [34] ــــ
: المكتبة المدرسية ، ط2 ، مؤسسة الخليج العربي ، القاهرة ، 1407هـ ـ 1987م .
[35] حسن عماد مكاوي : تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات ، ط2 ،
الدار المصرية اللبنانية ، القاهرة ، 1418هـ ـ 1997م . [36] حسـن ملاعثمان :
الطفولة في الإسـلام ، دار المريخ ، الرياض ، لا.ط ، 1402هـ ـ 1982م . [37]
حسين أبو شنب : سياسات الاتصال في دولة الكويت ، ط 1 ، مطابع الرسالة ، الكويت
، 1407هـ ـ 1987م . [38] حسين حمدي الطوبجي : وسائل الاتصال والتكنولوجيا في
التعليم ، ط2، الكويت ، لا.ن ، 1400هـ ـ 1980م . [39] حمدي قنديل : اتصالات
الفضاء ، الهيئة العامة المصرية للكتاب ، القاهرة ، لا.ط ، 1405هـ ـ 1985م .
[40] خـالد يوسف الحربان وأخرون : دليل النشاط المدرسي ، ط2، إدارة النشاط
المدرسي ، وزارة التربية الكويتية ، 1398/1399هـ ـ 1988/1989م . [41] خليل الجر
: المعجم العـربي الحديث لاروس ، ط1، مكتبة لاروس ، باريس ، د.ت. [42] خليل
صابات : وسائل الاتصال نشأتها وتطورها ، ط2، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ،
1399هـ ـ 1979م . [43] دائرة المعارف العالمية (ورلد بوك ) ، ج15 (
World Book
Encyclopedia
) ، نشر وترجمة مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع ، مكتبة الملك فهد الوطنية
، الرياض ، لا.ط ، 1416هـ ـ 1996م . [44] دونيز اسكاربيك : أدب الطفولة والشباب
، ترجمة نجيب غزاوي ، ط1، وزارة الثقافة السورية ، دمشق ، 1398هـ ـ 1988م .
[45] الرازي ( محمد بن أبي بكر ) : مختار الصحاح ، مكتبة لبنان ، بيروت ، لا.ط
، 1408هـ ـ 1988م . [46] رالف وين : قاموس جون ديوي للتربية ، ترجمة محمد على
العريان ، ط1، مكتبة الانجلو المصرية ، القاهرة ، د.ت . [47] رشدي أحمد طعيمة :
أدب الأطفال في المرحلة الابتدائية ، النظرية والتطبيق ، د.ت. [48] زكي مبارك :
الأخلاق عند الغزالي ، ط1 ، دار الجيل ، بيروت ، 1408هـ ـ 1988م . [49] زيـدان
عبد الباقي : وسائل الإعلام وأساليب الاتصال ، ط2 ، مكتبة النهضة المصرية ،
القاهرة ، 1399هـ ـ 1979م . [50] زيـن العابدين الركابي : الإعلام الإسلامي
والعلاقات اللإنسانية بين النظرية والتطبيق ، ط1 ، منشورات منظمة الندوة
العالمية للشباب الإسلامي ، الرياض ، 1399هـ ـ 1979م . [51] سالم محمد السالم :
مكتبات الأطفال العامة في دول الخليج العربية واقعها وسبل تطويرها ، مكتب
التربية العربي لدول الخليج ، الرياض ، لا.ط ، 1418هـ ـ 1997م . [52] سامي عزيز
: صحافة الأطفال ، ط1، عالم الكتب ، القاهرة ، د.ت . [53] سعيد أحمد حسن :
ثقافة الأطفال واقع وطموح ، ط1، مؤسسة المعارف ، بيروت ، 1415هـ ـ 1995م . [54]
سعيد إسماعيل صيني : مدخل إلى الإعلام الإسلامي ، دار الحقيقة للإعلام الدولية
، القاهرة ، لا.ط ،1411هـ ـ 1991م . [55] سعيد إسماعيل علي : أصول التربية
الإسلامية ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، لا . ط ، 1404هـ ـ 1985م . [56] سعيد
التل وآخرون : المرجع في مبادئ التربية ، ط1 ، دار الشروق ، الأردن ، 1413هـ ـ
1993م . [57] سمر روحي الفيصل : تنمية ثقافة الطفل العربي ، من إصدارات الجمعية
الكويتية لتقدم الطفولة العربية ، الكويت ، لا.ط ، 1409هـ ـ 1988م . [58] سهام
مهدي جبار : الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية ، المكتبة
العصرية ، لبنان ، لا.ط ، 1417هـ ـ 1997م . [59] سيد الشنقيطي : مفاهيم
إعـلامية من القرآن الكريم ، دار عالم الكتب ، الرياض ، لا . ط ، 1406هـ ـ
1986م . [60] ش . ر . رانجاناثان : تنظيم المكتبات ، تعـريب سماء زكي المحاسني
، دار المريخ ، الرياض ، لا.ط ، د.ت . [61] صالح ذياب الهندي : صورة الطفولة في
التربية الإسلامية ، ط1، دار الفكر للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن ، 1410هـ ـ
1990م . [62] طـارق البكري : الصحافة الإسلامية في الكويت ، رسالة ماجسـتير (
غير مطبوعة) ، كلية الإمام الأوزاعي للدراسات الإسلامية ، بيروت ، 1417هـ ـ
1996م . [63] عائشة عبد الرحمن ( بنت الشاطئ ) : الشخصية الإسلامية ، دراسة
قرآنية ، ط4، دار العلم للملايين ، بيروت ، 1406هـ ـ 1986م . [64] عـارف مفضي
البرجس : التوجيه الإسلامي في فلسفة الغزالي ، دار الأندلس ، لا.ط ،1401هـ ـ
1981م . [65] عبد الرحمن الألباني : محاضرات لطلاب السنة الأولى في كلية العلوم
الاجتماعية ، دمشق ، لا. ط ، 1397هـ ـ 1976م . [66] عبد الرحمن النحلاوي : أصول
التربية الإسلامية وأساليبها ، ط2، دار الفكر ، بيروت ، ودمشق ، 1403هـ ـ 1977م
. [67] عبد اللطيف حمزة : الإعلام في صدر الإسلام ، دار الفكر العربي ، القاهرة
، لا.ط ، د.ت . [68] عبد الأمير شمس الدين : الفكر التربوي عند ابن جماعة ، ط1
، الشركة العالمية للكتاب ، بيروت ، 1410هـ ـ 1990م . [69] عبد الله المناعي :
ثقافة الطفل ، دار المتنبي ، قطر ، لا.ط ، 1413هـ ـ 1993م. [70] عبد الله مهنا
المهنا وأخرون : التعليم في الكويت من الألف إلى الياء ، ط2، مكتبة الفلاح ،
الكويت ، 1413هـ ـ 1993م . [71] عبد الرحمن العيسوي : مشكلات الطفولة والمراهقة
، ط1 ، دار العلوم العربية ، بيروت ، 1414هـ ـ 1993م . [72] ــــ : دراسات
سيكولوجية ، دار المعارف ، الاسكندرية ، لا.ط ، 1390هـ ـ 1970م . [73] عبد
الرؤوف أبو السعد : الطفل وعالمه المسرحي ، ط1 ، دار المعارف ، القاهرة ،
1413هـ ـ 1993م . [74] عبد الرؤوف عبد العزيز الجرداوي : الإسلام وعلم الاجتماع
العائلي ، ط2، وزارة الأوقاف الكويتية ، 1415هـ ـ 1994م . [75] عبد العزيز بد
القناعي وآخرون : تحليل نتائج استطلاع آراء القراء حول عادات وأنماط قراءة مجلة
الوعي الإسلامي ومجلة براعم الإيمان ، رمضان 1418هـ ـ ديسمبر 1997م ، ( دراسة
غير منشورة ) . [76] عبد العزيز التمار ومحمد بدوي : المكتبات المدرسية في
الكويت ، ط1 ، مكتبة دار العروبة ، الكويت ، 1415هـ ـ 1994م . [77] عبد الغني
عبود :الفكر التربوي عند الإمام الغزالي كما يبدو من رسالته أيها الولد ، ط1 ،
دار الفكر العربي ، القاهرة ، 1402هـ ـ 1982م . [78] عبد الغني النوري وعبد
الغني عبود : نحو فلسفة عربية للتربية ، ط1، دار الفكر العربي ، القاهرة ،
1396هـ ـ 1976م . [79] عبد الفتاح أبو معـال : في مسـرح الطفل ، ط1، دار الشروق
، الأردن ، 1413هـ ـ 1993م . [80] ــــ : أثر وسـائل الإعلام على الطفل ، ط1 ،
دار الشروق ، عمان ، 1417هـ ـ 1997م . [81] عبد الفتاح مليجي :الصحافة وروادها
في الكويت ، ط1 ، شركة كاظمة للنشر ، الكويت ، 1402هـ ـ 1982م . [82] عبد
الكريم العثمان : الدراسات النفسية عند المسلمين والغزالي بشكل خاص ، ط2 ،
مكتبة وهبة القاهرة ، 1401هـ ـ 1981م . [83] عبد الوهـاب الكيالي : موسوعة
السياسة ، ط1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، 1403هـ ـ 1983م .
[84] عدنان الطرشة : ولدك والتلفزيون ، ط1 ، دار الكتاب والسنة ، كراتشي ،
1418هـ ـ 1997م . [85] عزيزة باقر الموسوي : مكتبة المستقبل ، ط1 ، وزارة
التربية ، الكويت ، 1418هـ ـ 1997/ 1998م . [86] على بن محمد التويجري : (
مقدمة كتاب ) من أعلام التربية العربية الإسلامية ، مكتب التربية العربي لدول
الخليج ، الرياض ، 1409هـ ـ 1988م . [87] على جريشة : نحو إعلام إسلامي ، ط1 ،
مكتبة وهبة ، القاهرة ، 1409هـ ـ 1989م . [88] على خليل أبو العينين : أصول
الفكر التربوي الحديث بين الاتجاه الإسلامي والاتجاه التغريبي ، لا.ط ، د.ت .
[89] عواطف البدر : مسرح الطفل في دولة الكويت ، بحث مقدم إلى ندوة الكتاب
للطفل وتحديـات القرن الواحد والعشرين ، تونس 1417هـ ـ 1997م ، ( غير منشور ) .
[90] عواطف إبراهيم محمد : مفاهيم التعبير والتواصل في مسرح الطفل ، ط1 ، مكتبة
الانجلو المصرية ، القاهرة ، 1410هـ ـ 1990م . [91] الغـزالي ( أبو حـامـد محمد
) : إحياء عـلوم الدين ، مطبعة عثمان خليفة ، لا.ط ،1324هـ ـ 1932م . [92] فؤاد
البيهي السيد : الأسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة ، ط1، دار الفكر
العربي ، القاهرة ، 1394هـ ـ 1974م . [93] فاروق عبد الحميد اللقـاني : تثقيف
الطفل ، منشأة المعارف ، لا.ط ، الإسكندرية ، 1396هـ ـ 1976م . [94] فاضل عباس
المويل : مسرح الطفل في الكويت كوسيلة فنية تربوية ، وزارة الإعلام ، الكويت ،
لا.ط ، 1418هـ ـ 1998م . [95] فايق الحكيم : ثمانية مسرحيات للأطفال ، المعارف
الجديدة ،الرياض ، لا.ط ، 1408هـ ـ 1988م . [96] فخـري رشـيد خضر : تطور الفكر
التربوي ، ط1 ، دار الرشيد ، لا.ط ، 1402هـ ـ 1982م . [97] فرحان الوقيان :
الصحافة الكويتية تاريخ وعطاء ، ط1 ، دار عرب للصحافة والطباعة والنشر ، الكويت
، 1414هـ ـ 1994م . [98] فريزر بوند :مدخل إلى الصحافة ، ترجمة : راجي صهيون ،
مؤسسة أ. بدران وشركاه بالاشتراك مع مؤسسة فرنكلين الطباعة والنشر ، بيروت ـ
نيويورك ، لا .ط ، 1384هـ ـ 1964م . [99] فهيمة عاجل هذال : المواد السمعية
والبصرية في المكتبات ، وزارة التربية الكويتية إدارة المكتبات ، لا.ط ، 1416هـ
ـ 1996م . [100] الفيروز ابادي ( مجـد الدين محمد ) : القاموس المحيط ، دار
الجيل ، بيروت ، لا.ط ، د.ت . [101] القيراوني ( ابن الجزار ) : سياسة الصبيان
وتدبيرهم ، تحقيق الحبيب النصيلة ، الدار التونسية للنشر ، لا.ط ، 1388هـ ـ
1968م . [102] كاترين ريجولية : أولادنا والحاسوب ، ترجمة موريس شربل ، ط1،
جروس برس ، طرابلس ، لبنان ، 1417هـ ـ 1996م . [103] كارول بيلامي : وضع
الأطفال في العالم (1998م) ، مكتب اليونيسف الإقليمي للشرق الأوسط وشمال
إفريقيا ، الأردن ، 1419هـ ـ 1998م . [104] كـافية رمضان : الإثراء الثقافي
للأطفال ، مطبعة حكومة الكويت ، لا.ط ، 1408هـ ـ 1987م . [105] ــــ : الدراسة
العلمية لثقافة الطفل ، ط1، مطبعة الحكومة ، الكويت ، 1404هـ ـ 1984م . [106]
ــــ : الطفل والقراءة ، وزارة الشؤون الإجماعية والعمل ، الكويت ، لا.ط ،
1398هـ ـ 1978م . [107] ــــ : صحافة الطفل في الكويت ، دراسة تقويمية ، اللجنة
الاستشارية العليا للعمل على تطبيق الشريعة الإسلامية ، د.ت ، ( دراسة غير
منشورة ) . [108] لطفي بركات أحمد : في الفكر التربوي الإسلامي ، ط1 ، دار
المريخ ، الرياض ، 1402هـ ـ 1982م . [109] مجمع اللغة العربية : المعجم الوسيط
، ط10 ، دار احياء التراث العربي ، بيروت ، د.ت . [110] مجموعة مؤلفين : المعجم
الوجيه ، القاهرة ، 1410هـ ـ 1990م . [110] ــــ : مسرح الطفل ، الهيئة المصرية
العامة للكتاب ، القاهرة ، لا. ط ، 1406هـ ـ 1986م . [111] ــــ : ثقافة الطفـل
العربي المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ، لا . ط ، 1412هـ ـ
1992م . [112] ـــ : مسرحيات مدرسية ، ط 1 ، وزارة التربية الكويت ، 1414هـ ـ
1415هـ ـ 1994م . [113] ــــ : بحوث ودراسات في اللغة العربية وآدابها ، إصدار
كلية اللغة العربية وآدابها بالرياض ، لا . ط ، 1413هـ ـ 1992م . [114] ــــ :
نـدوة توفير المناخ العلمي لتنمية القدرات الفردية ، ط 1 ، وزارة التربية ،
الكويت ، 1417هـ ـ 1997م . [115] ــــ : مؤتمر التعليم والإعلام ، جامعة عين
شمس ، مصر ، لا . ط ـ 1414هـ ـ 1994م . [116] ــــ : المؤتمر الدولي للطفولة في
الإسلام ، جامعة الأزهر ، القاهرة ، لا. ط ، 1404هـ ـ 1984م . [117] ــــ : كتب
الأطفال في الدول العربية والنامية ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ،
لا.ط ، 1404هـ ـ 1984م . [118] ــــ : الندوة الدولية لكتاب الطفل ، الهيئة
العامة للكتاب القاهرة ، لا.ط 1410هـ ـ 1990م . [119] محمد أبو العلاء : علم
النفس ، مكتبة عين شمس ، القاهرة ، لا.ط ، 1409هـ ـ 1984م . [120] محمد بسام
ملص : الكتاب والأطفال ، دار ثقيف ، الرياض ، لا . ط ، 1404هـ ـ 1989م . [121]
محمـد بن عبد الرحمن الحضيف : كيف تؤثر وسائل الإعلام ، ط1 ، مكتبة العبيكان ،
الرياض ، 1415هـ ـ 1994م . [122] محمد بن على الشـوكاني :الدراري المضية ، شرح
الدرر البهية في المسائل الفقهية ، مؤسسة الريان ، الكويت ، 1416هـ ـ 1996م .
[123] محـمد جميل محمد يوسف وفاروق سيد عبد السلام : النمو من الطفولة إلى
المراهقة ، مكتبة تهامة ، جدة ، لا.ط ، 1404هـ ـ 1981م . [124] محمد جواد رضا :
العرب والتربية والحضارة الاختيار الصعب ، ط 3 ، مكتبة ذات السلاسل ، الكويت ،
1407هـ ـ 1987م . [125] محمد حسن عبد الله : الصحافة الكويتية في ربع قرن ،
كشاف تحليلي ، ط1 ، جامعة الكويت ، 1404هـ ـ 1984م . [126] محـمد حمد خضر :
مطالعات في الإعلام ، ط2، دار المريخ ، الرياض ، 1408هـ ـ 1987م . [127] محـمد
سليمان الأشقر : معجم علوم اللغة العربية ، ط 1 ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ،
1415هـ ـ 1995م . [128] محمد سيد محمد : المسؤولية الإعلامية في الإسلام ، ط 1
، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، دار الرفاعي ، الرياض ، 1403هـ ـ 1983م . [129]
محمد عبد الرؤوف الشيخ : أدب الأطفال وبناء الشخصية ، منظور تربوي إسلامي ، دار
القلم ، دبي ، لا.ط ، 1414هـ ـ 1994م . [130] محمد عبد العليم مرسي : الطفل
المسلم بين منافع التلفزيون ومضاره ، ط1 ، مكتبة العبيكان ، الرياض ، 1418هـ ـ
1997م . [131] محمد عثمان نجاتي وآخرون : من أعلام التربية العربية الإسلامية
من إصدارات مكتب التربية العربي لدول الخليج ، الرياض ، 1409هـ ـ 1988م . [132]
محمد علي الصابوني : صفوة التفاسير : ط6 ، دار القرآن الكريم ، بيروت ، 1405هـ
ـ 1985م . [133] محمد علي عكيلة وآخرون : مدخل إلى مبادئ التربية ، ط 1، دار
القلم ، الكويت ، 1404هـ ـ 1984م . [134] محمد علي الهاشمي : شخصية المرأة
المسلمة ، ط5 ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، 1418هـ ـ 1998م . [135] ــــ :
شخصية المسلم ، ط7 ، دار البشائر الإسلامية ، بيروت ، 1417هـ ـ 1997م . [136]
محمد فاضل الجمالي : فلسفة تربوية متجددة ، ومطابع دار الكشاف ، بيروت ، لا . ط
، 1376هـ ـ 1956م . [137] محمد قطب : منهج التربية الإسلامية ، ط 12 ، دار
الشروق ، القاهرة ، بيروت ، 1409هـ ـ 1989م . [138] محمد المأمون : العقبات
التربوية لتطبيق الشريعة الإسلامية في الكويت ، لجنة تهيئة الأجواء للعمل على
تطبيق الشريعة ، لا.ط ، ذو القعدة 1413هـ ـ أبريل 1993م . [139] محمد متولي
الشعراوي : التربية الإسلامية ، مكتبة التراث الإسلامي ، القاهرة ، لا. ط
1404هـ ـ 1984م . [140] ــــ : الإعلام في العصر الحديث ودوره في تبليغ الدعوة
، ط1 ، مكتبة ابن تيمية ، الكويت ، 1406هـ ـ 1986م . [141] محمد المشيقح : دور
البرمجيات في تنمية ثقافة الطفل في دول الخليج العربية مكتب التربية العربي
لدول الخليج ، الرياض ، لا.ط ، 1418هـ ـ 1997م . [142] محمد معوض : إعلام الطفل
: دار الكتاب الحديث ، الكويت ، لا.ط ، 1414هـ ـ 1994م . [143] محمد منير سعد
الدين : الإعلام ، قراءة في الإعلام المعاصر والإعلام الإسلامي ، بيروت
المحروسة ، بيروت ، لا.ط ، 1411هـ ـ 1991م . [144] ــــ : دراسات في التربية
الإعلامية ، ط1 ، المكتبة العصرية ، لبنان ، 1415هـ ـ 1995م . [145] محـمد
موفـق الغلاييني : وسائل الإعلام وأثرها في وحدة الأمة ، ط 1 ، دار المنارة ،
جدة ، 1405هـ ـ 1985م . [146] محمد نور سويد : منهج التربية النبوية للطفل ،
ط10، دار ابن كثير ، بيروت ودمشق ، 1418هـ ـ 1997م . [147] محمد يوسف نجم :
الثقافة في الكويت ، ط1، دار سعاد الصباح ، الكويت ، 1417هـ ـ 1997م . [148]
محمود أدهم : التعريف بالصحافة المدرسية ، دراسات في الإعلام التربوي ، الإصدار
الأول ، الناشر : المؤلف نفسه ، القاهرة ، 1412هـ ـ 1992م . [149] محمود قمبر
وآخرون : رياض الأطفال في الوطن العربي : الواقع والطموح ، خطة تربية الطفل
العربي ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ، لا.ط ، 1406هـ ـ
1986م . [150] محمود محمد سفر : الإعلام موقف ، تهامة للنشر ، جدة ، لا.ط ، د.ت
. [151] محيي الـدين عبد الحليم : الإعلام الإسلامي وتطبيقاته العملية ، ط2 ،
مكتبة الخانجي ، القاهرة ، 1404هـ ـ 1984م . [152] مسلم ( ابو الحسين بن الحجاج
النيسابوري ) : صحيح مسلم ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لا . ط ، د.ت . [153]
مصطفى الخشاب : دراسات في الإجتماع العائلي ، دار النهضة العربية ، القاهرة ،
لا.ط ، 1404هـ ـ 1984م . [154] المعهد العربي لحقوق الإنسان : وللأطفال حقوق ،
تونس ، لا.ط ، [155] مفتاح محمد دياب : مقدمة في ثقافة وأدب الأطفال ، ط1 ،
الدار الدولية القاهرة ، 1415هـ ـ 1995م . [156] منى حداد يكن : أبناؤنا بين
وسائل الإعلام وأخلاق الإسلام ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، لا.ط ، 1403هـ ـ 1983م
. [157] موسى كولدبرغ : مسرح الأطفال ، فسلفته ومناهجه ، ترجمة صفاء روماني ،
منشورات وزارة الثقافة السورية ، دمشق ، لا.ط ، 1411هـ ـ 1991م . [158] نوال
الباشا : مكتبة الطفل : وزارة التربية ، الكويت ، لا.ط ، 1414هـ ـ 1994م. [159]
هادي نعمان الهيتي أدب الأطفال ، فلسفته ، فنونه ، وسائطه ، دار الحرية ، بغداد
، لا.ط ، 1398هـ ـ 1978م . [160] هدى برادة وفاروق صادق : علم نفس النمو ،
وزارة التربية والتعليم ، القاهرة ، لا.ط ، د.ت . [161] هدى محمد باطويل :
الإنتاج الفكري المطبوع للطفل في المملكة العربية السعودية ، دراسـة تحليلية ،
مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض ، لا.ط ، 1414هـ ـ 1994م . [162] الهيئة
العـامة للمعلومات المـدنية ، دليل المعـلومــات المدنية ، السكان والقوى
العاملة ، الكويت ، لا.ط ، 1417هـ ـ 1997م . [163] وزارة الإعلام الكويتية :
القواعد التي يجب مراعاتها في مجال العمل التلفزيوني ، ملحق رقم (1) ، نشرة
توجيهية داخلية ، لا.ط ، د.ت . [164] وزارة التربية الكويتية : الأهـداف العامة
للتربية في الكويت ، مطبعة حكومة الكويت ، لا.ط ، 1396هـ ـ 1976م . [165] ــــ
: اللائحة الشاملة للمكتبات المدرسية ، لا.ط 1407هـ ـ 1987م . [166] ــــ :
مسرح الطالب ، النشأة والهدف ، لا . ط ، 1413هـ ـ 1993م . [167] ــــ : التقرير
الوطني حول تطور التربية ، الكويت ، لا.ط 1412هـ ـ 1992م . [168] ــــ : سياسة
بناء المجموعات المكتبية ، لا.ط ، 1415هـ ـ 1995م . [169] ــــ : مكتبة القرين
العامة ، نشرة تعريفية ، لا.ط ، 1416هـ ـ 1996م . [170] ــــ : المكتبات ،
حقائق وأرقام ، ط 1 ، 1418هـ ـ 1998م . [171] ــــ : دليل النشاط المدرسي ، ط2
، د. ت . [172] وكالة الأبناء الكويتية : مسيرة 25 عاماً من النهضة الكويتية
الحديثة ، ط1 ، وزارة الإعلام ، الكويت ، 1404هـ ـ 1986م . [173] وليام ويفرز
وآخرون : وسائل الإعلام والمجتمع الحديث ، ترجمة : إبراهيم إمام ، ط 1 ، دار
المعرفة ، القاهرة ، 1395هـ ـ 1975م . [174] وينفريد وارد : مسرح الأطفال ،
ترجمة محمد شاهين ، الدار المصرية للتأليف ، القاهرة ، لا.ط ، 1386هـ ـ 1966م .
[175] يمينة المثلوثي : وللأطفال حقوق ، المعهد العربي لحقوق الإنسان ، تونس ،
لا.ط ، 1415هـ ـ 1995م . [176] يوسف الشهاب وآخرون : الإعلام الرسمي في الكويت
، ط1 ، وزارة الإعلام ، الكويت ، د.ت . لقاءات خـاصة [1] لقاء أجراه الباحث مع
مدير عام قناة اقرأ الفضائية عبد القادر طاش على الهاتف ، ونشر في جريدة
الأنباء الكويتية ، بتاريخ الأول من رمضان 1419هـ ـ 19 ديسمبر 1998م ، العدد
8117 . [2] حديث هاتفي مع كافية رمضان ، صباح الاثنين 10 رمضان 1419هـ ـ 28
ديسمبر 1998م . [3] لقاء أجراه الباحث شفهياً مع مدير تحرير مجلة خالد محمد
عدنان غنام في منزله في الكويت ، بتاريخ 5 رمضان 1419هـ ـ 23 ديسمبر 1998م .
[4] لقاء أجراه الباحث مع يوسف أحمد محمد إبراهيم مراقب الأنشطة المدرسية
بوزارة التربية الكويتية ، في مبنى الوزارة في منطقة الشويخ بتاريخ 10 جمادى
الأولى 1419هـ ـ 1 يونيو 1998م .
المراجع الأجنبية
1-
Barnovw, Erick
Mass Communication, New york , Rinhart and company, 1995. 2- Brown . C . J .
The Media and the people , New York , Holt , Rermehart and Winston , 1998.
3- Emanuel T. prostano and Joyce s . Protano : The School Library Media – 3
rd Ed , Librnies Unlimited, Colorado, 1982 . 4- Frederick H . Harbison :
Human Resources as The Wealth of Nations, New York : Oxford University Press,
1973 . 5- Mannheink , k . and stewart, w : Retledg and Kegan Paul , London,
1969. 6- R. Gordon Kelly : Children’s Periodicals of the U.S Greenwood Press,
1984 . 7- Scheamm, w : Men, Message and Media, New York : Harper and Row,
1973 . 8- The world Book Encyclopodia : Modern Comprehensive picturial ,
Volme 5 , E , The Quarrie, Coporation Checago 34 th Ed, USA, 1996 . 9-
ULRIH’s Interational Periodicals Directory 34 th Ed, U S A , 1986. s
أضيفت في12/04/2006/ خاص
القصة السورية / المصدر: الكاتب (للتعليق
والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)
وسائط اكتساب القيم التربوية ودور الإسلام فيها
بقلم الكاتب:
د. أحمد علي كنعان
يكتسب الطفل القيم الموجبة من المؤسسات التربوية داخل المجتمع الذي
يعيش فيه وتشمل هذه المؤسسات الأسرة، وجماعة الأقران، والمدرسة، والمسجد
والكنيسة والدير، ووسائل الإعلام وما تخرجه المطابع إلى عالم الصفحة المطبوعة..
فالطفل يولد وهو خلو من المعايير والقيم التي توجه سلوكه تجاه غيره
وتغذيه الأسرة بتلك القيم التي تعتنقها والتي تساعده في الحياة والتفكير وهي
تفسر له هذه القيم وتضع له مسلكاً لتطبيقها، والطفل يمتص من الأسرة هذه القيم
عن طريق التحسين أو التقبيح، الاحترام أو الازدراء لأنماط السلوك والثقافة التي
يرثها، وهو في كل هذا يمتص القيم التي تؤثر في أحكامه وحل مشكلاته.
وهذا يعود لكون الطفل يقضي في البيت فترة أطول من تلك التي يقضيها
خارجه في المدرسة أو مع أترابه.
وأما المدرسة فهي بيئة نقية أوجدها المجتمع بهدف التربية إذ تحاول
أن تكسب أفرادها القيم الإيجابية من خلال المناهج، ومن تفاعل المتعلمين مع
المعلمين وإداريي المدرسة، وهذا كله يساعد في إدماج المتعلمين في قيم ومعايير
واتجاهات محددة تتخطى الاختلافات الطبقية، وتساعد في تنقية القيم مما يشوبها،
وغرس قيم جديدة وتبني نسقاً قيمياً مرغوباً لدى المتعلمين.
فالقيم قوة محركة لسلوك الفرد وعمله، وهي توجه أداء الطفل وجهة دون
أخرى، والقيم يتمثلها الفرد من الحياة الاجتماعية، بيد أنها تبدو كما لو كانت
شخصية وملكاً للفرد نفسه، وتكون القيم مرجعاً للفرد في الحكم على الجمال والقبح
والخير والشر..
ومما هو جدير بالذكر أن القيم السائدة في المجتمع ليست بمجملها
إيجابية وإنما هناك قيم سلبية والذي يهمنا أن نطرحه هنا هو ما القيم السلبية
التي يمكن القول إنها تشيع في المجتمع والتي تحتاج إلى أن تلتفت إليها التربية
المدرسية وغير المدرسية، والتي يمكن الاهتمام بها عند الكتابة للأطفال؟
إنه يمكننا أن نجمل معظم القيم السلبية بما يلي:
- القيم الأبوية المستبدة القائمة على التسلط والقسوة تجاه الطفل.
- قيم الأنانية الطفلية والفساد والأثرة المتناهية على حساب
الآخرين.
- قيم الاستهلاك والعمل غير المنتج وازدراء العمل.
- القيم المكبلة لطاقات المرأة والشباب، رغم أهمية المرأة في المنزل
وخارج المنزل في بعض المهن التي تتناسب وقدراتها، وكذلك الحد من قدرات الشباب
بحجة افتقارهم لخبرة الكبار والشيوخ.
والقيم التربوية ليست بالضرورة قصراً على المنزل والمدرسة مما يحقق
نظرة المربين للطفل نظرة كلية تكاملية، وتربية الطفل من الجوانب الثلاثة
المعرفية والحركية والوجدانية يتطلب مساهمة جهات متعددة في تكوين القيم
الانسانية لدى الطفل منذ بداية حياته، ومن هذه الجهات:
المؤسسات التربوية، والمربي، والمناخ التربوي، والمنهاج وهذا يتطلب
وضع المتعلم في وسط إنساني حقيقي لتحقيق هدف التربية التي تتطلع إلى تكوين
الانسان المؤمن بالقيم والاتجاهات السلمية، ولهذا فلابد للمربين والآباء من
توفير متطلبات تلك التربية وتأمين مناخ إنساني ملائم..
ولقد أجمع المربون التقدميون على أن تطوير التربية لتصبح أكثر حياة
ومعنى يتطلب توفير مجموعة متكاملة القوى، وأن غرفة الصف وحدها ليست هي المكان
المناسب لتأمين المناخ الإنساني الصحيح، وفي هذا الصدد تلعب جماعة الأقران أو
الأتراب دوراً فعالاً في غرس القيم وتزويد الأطفال والمراهقين بمعايير تناصر أو
تؤيد اتجاهات الأسرة أكثر من مخالفتها.
وكذلك تلعب وسائل الإعلام من خلال ما تقدمه من خبرات متنوعة وفقرات
ترفيهية دوراً يساعد في غرس وتدعيم وتوجيه والأفراد ونمو قيم محددة موجبة
وتنفرهم من قيم سالبة إذا ما أحسن استخدامها، فهذه الوسائل المسموعة والمرئية
والمقروءة تأخذ وقتاً عريضاً من وقت الطفل وهي تؤثر في نسق القيم لدى الأفراد
من خلال ما تقدمه من القدوة الحسنة والإقناع العقلي والإقناع العاطفي والخبرات
الثرة، وقد تنبه التربويون ومسؤولو الإعلام إلى خطورة هذه الوسائل ودورها
الفعال في حياة الطفل فعقدت الندوات المتعددة ومن بينها الندوة المنعقدة في
دمشق ما بين 10-12 حزيران 1989م، بالاشتراك مع منظمة المم المتحدة حيث نوقشت
موضوعات متعددة شملت ثقافة الطفل وأدبه ولغته وقيمه التربوية. وحضرها العديد من
الباحثين والتربويين والمشرفين على الإعلام والقائمين على رأس العملية
التربوية، بالاضافة إلى المنظمات الشعبية، وتخلل الندوة إلقاء محاضرات ومداخلات
عديدة من المشاركين والحضور.
ولعل أهم ما نحتاجه هو أن نتعرف ما لدينا وبالذات في مجال الإعلام
والثقافة وإجراء مسح شامل لما هو قائم ليكون ذلك هو المنطلق إلى تنشئة الأبناء
دينياً وقومياً وأخلاقياً.
ومن أهم وسائط اكتساب القيم عند طفل ما قبل المدرسة التعاليم
الدينية التي يتلقاها الفرد منذ نعومة أظفاره، ولنقف بإيجاز عند الدين الاسلامي،
وأثره في قيم الفرد وسلوكه.
الاسلام دين السماء الذي استطاع المزج الفريد بين المثالية
والواقعية مع التطلع إلى بناء القيم الأخلاقية في العالم من خلا الألوهية
والتعالي. وقد كان الاسلام آخر الأديان السماوية التي يعتقد المسلمون أن يكملها
أو بالأحرى يصححها ويضع الأسس لبناء نظام دولة أيضاً يقوم على الأسس
الايديولوجية التي وضعها. ويعد الرسول محمد (ص) المثل الأعلى في السيرة الذاتية
لكل المسلمين في أرجاء العالم وبالنسبة للعرب بالذات يعد بطلاً قومياً حتى
بالنسبة للمسيحيين منهم.
ينقسم الاسلام إلى ثلاثة فروع أساسية: الأول هو القرآن الكريم ويعد
كلام الله المنزل وقد تمت ترجمته إلى معظم اللغات الحية، الثاني هو السنة
النبوية وهي كل قول أو عمل للرسول محمد (ص)، الثالث هو مجمل الدراسات
والاجتهادات التي فسرت الجوانب المختلفة للدين. ولا خلاف بين المسلمين على
القرآن وإن اختلفوا حول جوانب تفسيره، وقد كان هناك خلاف حول عدد من الأحاديث
التي قالها الرسول وذلك حول صحة نسبتها إليه شخصياً لأنها جمعت بعد زمن طويل
نسبياً من وفاته، ولكن بالتأكيد فلا خلاف يذكر حول الأحاديث التي تتعلق
بالتربية أو بعض جوانب الحياة الأخرى وتركز الخلاف حول الأحاديث التي تتعلق
بصلب العقيدة الاسلامية وخاصة ما يتعلق بمسألة الخلافة.
وترتكز فلسفة التربية الاسلامية للقيم عند الطفل على قاعدة فصل
الانسان عن ظروف المجتمع الذي يعيش فيه. ون الدين والتربية المناسبة له هو ما
ترشحه فطرة الانسان له من مصير وليس ما توارثه عن المجتمع، فالانسان مفطور على
الخير والقيم المطلقة التي لا ترتبط بمجتمع معين بل بالانسانية كلها.
يقول الرسول محمد (ص): ((ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)). فالوالدان يغرسان في الطفل قيم الدين الذي
يعتنقانه وقد حدد الرسول (ص) ثلاثة أديان معروفة في عهده هي المسيحية،
واليهودية، والمجوسية. الدينان الأولان يعتبر الاسلام أنه جاء مكملاً لهما
وخاتمة للأديان السماوية ومصححاً لكل ما يمكن أن يكون قد دخل فيهما من تحريف في
الكتب المنزلة من السماء: التوراة والإنجيل. أما المجوسية فهي الديانة التي
كانت سائدة في الامبراطورية الفارسية والتي ترتكز على عبادة النار كرمز للقوة
والنور.
والسجل القيمي في كل الأديان المذكورة متشابه وتحديداً في فكرة
العدالة لكن الاسلام يختلف في موضوعية التوحيد المطلق لله وتساوي البشر أمامه
مهما كانت أديانهم ومعتقداتهم وأنه يرزقهم جميعاً: (يا أيها الناس إنا خلقناكم
من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)
الحجرات/ 14.
(وكلاّ نمد هؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظوراً) الإسراء/
21.
وفي هذا المعنى يوجه الشاعر المهجري نسيب عريضة نداءه إلى الانسان
أينما وجده وهو في ديار الغربة:
ادنُ مني مسلّماً نتعارف
قبل أن يعلن العيان زواله
ولنسر صاحبين في مهمة العيش
فنطوي وهاده وتلاله
وسيأتيك أين كنت صدى حبي
فتدري جماله وجلاله
ويرى الاسلام أن المرحلة المبكرة من الطفولة لا تسمح بفهم واستيعاب
القيم، والواضح أن سن العاشرة هي ما يمكن أن نطلق عليه بدء مرحلة عملية
المفاهيم، يقول الرسول (ص): ((علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع، واضربوهم
عليها وهم أبناء عشر)). وهذا يوحي أن هذه المرحلة هي بداية النضج العقلي
الحقيقي علمياً وتحمل المسؤولية، وهذا ما أشار إليه بياجيه حيث يبدأ الطفل
باستيعاب المفهوم والنقد والتحليل في هذه المرحلة ما بين السابعة والعاشرة
وسماها المرحلة الفعالة. ولهذا سمح الاسلام باستخدام العقاب الجسدي من أجل
تحقيق اكتساب القيم الأخلاقية وتطبيقها.
وفي كل الأحوال فإن من الضروري للطفل ما قبل المدرسة في الاسلام أن
يعطى الحرية ليعيش طفولته الحقيقية بعيداً عن أداء الطقوس وبعيداً عن المسؤولية
الأخلاقية وأن تقتصر المرحلة في مجال النمو الأخلاقي على التلقين وشرح المثل
العليا والتعزيز اللازم لبناء هذه المثل تمهيداً لفهمها فيما بعد والالتزام بها
وبالتالي تحمل المسؤولية الأخلاقية تبعاً لقيم المجتمع وقوانينه وتقاليده
المرتكزة على الايديولوجيا الاسلامية. ولكن كان لهذا الدين رأي حاسم في موضوع
بناء الأسرة التي يمكن أن تؤسس وتضع الإطار الذي ينمو فيه الطفل ليصبح صالحاً
وأخلاقياً ليتمكن من هزيمة نزعات الشر الموروثة فيه، ولهذا فقد أعطى الاسلام
للوراثة من جهة المرأة (الأم) تحديداً دوراً حاسماً في تكوين القيم الأخلاقية
لدى الطفل، وركز على ضرورة الزواج من المرأة الصالحة. واختيار المرأة الصالحة
يعني طفلاً ينمو في بيئة تطبق القيم الأخلاقية وتعطيها للطفل بالمعنيين
(الاقتداء والتلقين) واعترافاً بأهمية الأم في هذا المجال، قال الرسول (ص):
((تنكح المرأة لثلاث: لجمالها ومالها ودينها فاظفر بذات الدين..))، وحذر (ع) من
الزواج من المرأة الجميلة التي ترعرعت في أسرة فاسدة، فقال: ((إياكم وخضراء
الدمن، قالوا: ومَن خضراء الدمن يا رسول الله؟ قال: المرأة الجميلة في المنبت
السوء).
وتعد المرأة في الاسلام محورة الأسرة الحقيقي، فهي المربية الحقيقية
للطفل وهي التي تمتلك دوراً بالغ الأهمية في منح القيم الأخلاقية له، ولهذا
أوصى الاسلام بالأم كثيراً، يقول الله عزوجل: (ووصينا الانسان بوالديه حملته
أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير) لقمان/
13.
والرسول يوصي بحسن صحابة الأم ثلاث مرات مما يعني أنها القاعدة
الأساسية للتربية الخلقية في الأسرة وهي بالنتيجة أحق بالصحبة والاقتداء
والتكريم، يقول الرسول (ص): (عندما سأله أحدهم مَن أحق الناس بحسن صحبتي يا
رسول الله؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم
مَن؟ قال: أبوك). وللأب في الاسلام أيضاً دوره الحاسم في الأسرة، فهو يكون
المثل الأعلى للاقتداء والتقليد بالنسبة للذكر والأنثى على حد سواء، فهو الأقدر
على فرض النظام في المنزل ومنع الانحرافات الخلقية، وهو الموجه الأخير للأطفال
نحو المستقبل.
والأطفال في الأسرة الاسلامية بحاجة إلى أب دائماً أو بديل عن الأب،
هذا الدور الذي لا تقدر عليه الأم أبداً وخصوصاً مع الذكور من الأولاد في
المرحلة قبل المدرسية وبعدها. وبشكل عام فإن دور الأم لا يقل أهمية عن دور الأب
في بناء الأسرة وتلقينها القيم الأخلاقية الرفيعة في المجتمع.
ولعل من المفيد في هذا الصدد أن نستعرض بعض النماذج من آراء المربين
المسلمين في الطرائق الأفضل لتكوين القيم الأخلاقية في الطفولة المبكرة ولعل
أهم ما يمكن عرضه هنا هو آراء ثلاثة من أشهرهم: أحمد بن تيمية، محمد الغزالي،
عبدالرحمن بن خلدون، وقد عاش هؤلاء ما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر
الميلادي وهي الفترة التي تميزت بنمو الفكر الأصولي الاسلامي وانحسار حركة
النهوض الفكري الفلسفي المتأثر بالفلسفة اليونانية.
ومما هو جدير بالذكر أن أحمد بن تيمية المولود في جنوب دمشق
(1263-1328م) كان من أبرز العلماء المسلمين في عصره وقد أفتى في ضرورة التصدي
للغزو المغولي للعالم الاسلامي ورغم أن الغزاة قد أصبحوا مسلمين في القرن
الحادي عشر الميلادي.
ويمكن تلخيص آراء أحمد بن تيمية في التربية الخلقية للطفل بالعناصر
التالية:
1 ـ الملاحظة الدقيقة للطفل من قبل الأسرة وتقديم العون والإرشاد
النفسي الدائمين. وكذلك التعزيز في سبيل حل المشكلات الأخلاقية التي تواجهه
داخل الأسرة وخارجها.
2 ـ تأصيل القيم الأخلاقية الاسلامية بحيث تستغرق كل أبعاد شخصيته
مثل: قيم توحيد الله وعبادته والقيم المرتبطة برعاية الجسم وإشباع حاجاته
والقيم المتعلقة بالعمران وعدم التخريب والسعي إلى كسب الرزق والقيم المتعلقة
بالتفكير والتدبير والكرم والحلم والأمانة والمحبة والأمل والأخوة والمعاملة
الطيبة والمسؤولية الاجتماعية وغيرها.
3 ـ غرس القيم الاسلامية الصحيحة في الطفل بوساطة الإرشاد اللفظي
وتعليمه أن تكون حياة الرسول والصحابة والشهداء مثله الأعلى وأن يرفض كل ما دخل
على الاسلام من شوائب فكرية ومذاهب أخرى.
4 ـ أن يكون التعليم الخلقي منسجماً مع خبرات الطفل وسلوكه ودوافعه
البيولوجية لا معاكساً لها، وأن يكون تعديل هذه الدوافع بما ينسجم مع السلوك
الاجتماعي الصحيح ووضع الغرائز العدوانية لدى الطفل في قنواتها الخيرة للسلوك
الطيب.
5 ـ يعتقد ابن تيمية أن الطفل يولد صفحة بيضاء وعلى قدر نوعية
المثيرات الخلقية التي يتلقاها من البيئة التي يعيش في وسطها على قدر اكتسابه
لقيم أخلاقية أو اتجاهه نحو الشر وهذا ما يتعلق بالأسرة.
6 ـ إعطاء الطفل حرية مقيدة وتعويده على أن الحرية المطلقة ليست
مفيدة.
7 ـ استخدام الثواب والعقاب مع التأكيد على أن الثواب (التعزيز
الإيجابي أفضل من العقاب وأحياناً يؤدي إلى تثبيت السلوك أكثر منه إلى تعديله).
8 ـ القدوة الحسنة من قبل الأبوين مهمة جداً في مجال التربية
الأخلاقية.
وأما أفكار الإمام محمد الغزالي المولود في بلاد خراسان (طوس
1058-1111م) في مجال التربية الخلقية للطفل فيمكن تلخيصها بما يلي:
1 ـ إن للأسرة أهمية كبيرة في نمو القيم الأخلاقية لدى الطفل، وعلى
قدر نوعية الخبرات والمثيرات التي يمتصها من والديه ينشأ سليم النفس طاهر
العقل.
2 ـ خلق الطفل قابلاً للشر والخير معاً ووالداه هما اللذان يمنحانه
القيم الأخلاقية أو عكسهما.
3 ـ يجب حجب الطفل عن رفاق السوء وتعويده قيم الاعتدال والخشونة في
الملبس والمأكل ومناهج الحياة.
4 ـ الأم وأخلاقها عامل مهم في تربية الطفل.
5 ـ التربية تعتمد على ضبط السلوك بالثواب والعقاب في سبيل أن ينشأ
الطفل متوافقاً ومتكيفاً مع مجتمعه وقيمه.
يصر الغزالي على ضرورة تجاهل أخطاء الطفل الأولى ومعاقبته إذا عاود
الخطأ مع ضرورة التوضيح والشرح بسبب الثواب أو العقاب في حال استخدامهما.
7 ـ المحافظة على شعور الطفل أمام الآخرين إذا أريد توبيخه أو
معاقبته.
8 ـ يجب عدم الإكثار من توبيخ الطفل لأن ذلك يؤدي إلى تعويده على
ذلك وعدم استجابته.
9 ـ يجب تعويد الطفل على أن يكون سلوكه علنياً واضحاً وأن يتطابق
فكره مع سلوكه وأن يمارس دائماً العمل النافع للجماعة.
10 ـ يجب ذكر الله أمام الطفل دائماً وتشجيعه على الصدق والإخلاص
وإرضاء الله.
11 ـ يجب غرس قيمة الكرم والغيرية في نفس الطفل وأن يتعود على
الإعطاء لا الأخذ ويمكن استخدام مثال الكلب في سبيل منعه من الأخذ.
12 ـ غرس قيمة احتقار المال في نفس الطفل ويعد الغزالي ذلك من
الأمور الهامة.
13 ـ تدريب الطفل باكراً جداً على الاتجاهات المتعلقة بالأدب
الاجتماعي: النظافة، الترتيب، عدم البصق، عدم التثاؤب بحضور الآخرين، قلة
الكلام، آداب الطعام.
14 ـ تعويد الطفل على عدم النوم في أثناء النهار، لأن ذلك يورث
الكسل وكذلك ممارسة الرياضة واللعب الهادئ الجميل الذي يتناسب مع ميوله.
15 ـ تعويد الطفل الذكر على لبس الملابس البيضاء فهي أنسب للذكر من
الملابس الملونة.
وأما المربي ابن خلدون فهو عبدالرحمن بن محمد والمشهور بابن خلدون
ولد في تونس (1332-1406م)، ويعد مؤسس علم الاجتماع بعد تأليف كتابه المعروف
(مقدمة ابن خلدون) وهو من أوائل مَن نادى بديمقراطية التعليم وتكافؤ الفرص في
الحصول على العلم أمام الجميع وضرورة التركيز على التعليم المهني لمصلحة
المجتمع وكذلك التعليم المستمر والنظامي ولهذا فهو يعدّ رائداً من رواد التربية
الحديثة، وقد تحدث في مقدمته عن ضرورة استخدام وسائل الإيضاح والتدرج من البسيط
إلى المركب ومراعاة الفروق الفردية والوسائل المتعددة للتدريس بحسب مقدرة كل
تلميذ على الاستيعاب. وأما في مجال تربية الأطفال والقيم الخلقية فقد جاء ما
يلي:
1 ـ يجب أخذ الطفل بالرفق واللين، فالشدة مضرة وتؤدي إلى عكس
المطلوب.
2 ـ إن العقاب الصارم يؤدي بالطفل إلى التظاهر بغير ما هو عليه
ويعوده على الكذب والخبث والمكر والخداع وغير ذلك من الأخلاق المتجهة نحو الشر
والفساد.
3 ـ يجب مراقبة مقدرة الطفل على الاستيعاب من أجل توجيهه بشكل أفضل
نحو الأخلاق الحميدة. وعلى الوالدين ألا يحملا طفلهما أكثر مما يحتمل من
التوجيهات الخلقية فإن ذلك لا يفيده.
4 ـ يجب الاعتماد في تدريب الطفل على القيم الخلقية بأن يكون
المربون قدوة للطفل مع إتاحة الفرص له لاختبار ما تعلمه وضرورة ضرب الأمثلة
المحسوسة له حتى يتمكن من الاستيعاب فإنه لا يفهم المجردات مطلقاً.
ويجدر بنا في هذا الموضع أن نبين من خلال بعض الدراسات أثر قيم
الأبوين في طفل ما قبل المدرسة ومن بين هذه الدراسات دراسة على أطفال الطبقة
الفقيرة في الولايات المتحدة الأمريكية شملت أطفالاً من 4-5 سنوات تمت فيها
دراسة أثر الاتجاهات الوالدية والمعاملة في المنزل على سلوك الطفل الاجتماعي في
الروضة. هذه الدراسة اعتمدت على زيارات منزلية للأطفال وتسجيل ملاحظات حول نظام
المنزل وقيم الأبوين وأنماط الأطفال موضع البحث (عدواني، غيري، يسعى للمنافسة
إلخ..) وكذلك مدى قسوة النظام المنزلي تجاه الطفل وما يمكن أن يلحقه به من أذى
في سلوكه الاجتماعي وطريقة حله للمشكلات التي تواجهه وشكل المنافسة مع الأقران،
ويقرر الباحثون (بيتت، ودودج وبراون) في عام 1988م أن تحليلاتهم لعوامل الكبت
الذي عانى منه الأطفال نتيجة المعاملة الأبوية يؤثر بدرجة كبيرة على علاقاتهم
بأقرانهم، أما قيم الآباء واتجاهاتهم وتوقعاتهم فإنهم تقوم بدور العوامل
الوسيطة عند الأطفال في تأثيرها على أساليب السلوك الاجتماعية لهم وطريقة حلهم
للمشكلات، وبالتالي فإن الباحثين يوصون بأخذ العلاقات الأسرية في المنزل بعين
الاعتبار عند وضع البرامج الخاصة بالتطبع الاجتماعي للأطفال في الروضة وذلك
لأثرها البالغ والحاسم عليهم وعلى اتجاهاتهم الإيجابية والسلبية تجاه ما يحيط
بهم.
ولابد من الإشارة إلى مسألة هامة تلك هي أثر شبكة العلاقات
الاجتماعية للأبوين على تكوين اتجاهات طفل ما قبل المدرسة (المرحلة الابتدائية)
وأهمية هذه الشبكة تأتي من اتساع تأثيرها على الأبوين أولاً وبالتالي على
الأطفال، فهي بالنسبة للأطفال يمكن أن تسرع في التطبيع الاجتماعي وتخفيف
التمركز حول الذات والنمو الجسدي الأفضل من خلال ممارسة اللعب مع الأقران من
أطفال الأقرباء والجيران وزملاء العمل.. الخ. وكذلك تسريع النمو المعرفي بوجود
المثيرات المناسبة التي يمثلها الآخرون وما يستدعي ذلك من خلق لغة أفضل وتكون
المفاهيم والمجردات والمهارات الحركية وغيرها والعلاقات التبادلية المبكرة
وأثرها على اتجاهات غيرية وتعاونية لمجمل حياة الطفل.
أضيفت في12/06/2008/ خاص
القصة السورية / المصدر: أدب الأطفال والقيم التربوية (للتعليق
والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)
العربي في تعليم
وأدب الطفل العبري
بقلم الكاتب:
السيد
نجم
لقد أوجزت المناهج التعليمية,
وتوجهات الأدباء والكتاب في أدب الطفل, جملة الأفكار التراثية التوراتية
والصهيونية. فقد غلب البعد الأيديولوجي ومعطياته, كل مسعى آخر, وهو ما يشير
إلى رؤية القيادات الفكرية والسياسية للطفل في إسرائيل. وكانت المستجدات
العسكرية والسياسية, وما يتعلق بالحروب الثلاثة بعد عام 1948م.. حضورا
بارزا.
ولما كانت "اللغة العبرية" من
اللغات الميتة, وربما اندثرت منذ عشرين قرنا, إلا من التراتيل الكهنوتية في
معابد اليهود.. بات الطفل هو مستقبل تلك اللغة, والحافظ عليها من الاندثار،
وأصبحت "اللغة العبرية" لغة التعليم وكتب الأدب, فضلا عن كونها اللغة
الرسمية. وبذلك لعب الطفل دوره في ترسيخ فكرتهم حول "القومية اليهودية",
فهي المرة الوحيدة في تاريخ الشعوب, تصبح الديانة هي القومية لشعب أو
مجموعة شعوب.
ولعب "اليعزر بن يهوذا" وهو
الملقب بأبي العبرية الحديثة, هو زعيم بعث تلك اللغة, بعد أن نال منها
الشتات على يد الرومان, منذ تلك الأزمنة البعيدة, ما كانت تسمع إلا في
"الجيتو" و"التجمعات الصغيرة" لليهود, بل وداخل المعابد فقط. (المتدينون في
المجتمع الاسرائيلى– صلاح الزرو– رابطة الجامعيين– مركز الأبحاث, تحليل,
1990م, ص286)
أولا: ماذا عن التعليم العبري
للطفل؟
لقد مرت التجربة العملية
للتعليم العبري على أرض فلسطين, بثلاث مراحل:
المرحلة الأولى (1881-
1918).. وهى المرحلة الفكرية التنظيرية, اعتمد فيها اليهود على رجال الفكر
وأصحاب الرأي حول الإجابة عن سؤال محدد, كيف يجب على اليهود أن يؤسسوا دولة
يهودية, منهم "موشيه هس", "ليو بنسكر", وأشهرهم "تيودور هرتزل". ولعب
"التعليم" دوره في تحويل بعض أفكارهم إلى واقع معاش, كما اتسمت أفكار
المناهج التعليمية خلال تلك الفترة, على المسائل الدينية أساسا.
المرحلة الثانية (1948-
1979).. وهى الفترة التي بدأت بإعلان كيان صهيوني, حتى قبل توقيع اتفاقية
"كامب ديفيد" واتفاقية "وادي عربه" بين مصر والأردن مع إسرائيل.
ففي عام 1949م صدر أول قانون
عام للتعليم, حتى كانت سنة 1953م صدر القانون الالزامى للتعليم, ونشططت
الحركة في إنشاء المؤسسات التعليمية تقوم على أسس المبادىء الصهيونية.. مع
تعميق فكرة الولاء للأرض وللأفكار الصهيونية.
المرحلة الثالثة (1979-
).. وهى الفترة التي بدأت بعد تنفيذ الاتفاقيات المشار إليها سلفا, ويلاحظ
أن المحاور الأساسية الفكرية لم تتغير في المناهج التعليمية.
يمكن الإشارة إلى جملة
الأفكار التربوية الصهيونية المتضمنة في كل المراحل التعليمية, وخلال كل
المراحل التي مرت بها هي: ترسيخ قيم الثقافة اليهودية الأساسية, تحصيل
العلوم بأفضل السبل, محبة الوطن, الولاء لدولة إسرائيل وللشعب اليهودي, مع
التدريب على العمل الزراعي والحرفي.
المطلع على تلك الكتب
المدرسية, يتعرف على الأفكار الصهيونية من خلال الأمثلة التالية:
-مجموعة كتب "الأرض الطيبة"
وهى التي صدرت عن وزارة المعارف الإسرائيلية عام 1986م, تدرس بالمدارس
الدينية اليهودية. تحت عنوان لأحد كتب السلسلة "لمن تنتمي أرض إسرائيل"..
ويجيب المؤلف على أن أرض إسرائيل تنتمي لليهود, لكن جاءت بعض الشعوب
(كالإسماعيلية) ويعنى العرب وكانوا قليلون جدا, إلا أنهم جعلوها خرابا.
-في كتب الجغرافية, ما ورد
بأن "الجولان" و"الجليل" من الأرض الإسرائيلية.. كما حرص على عرض بعض صور
المنازل العربية القديمة, فتبدو متهالكة, بينما يعرض لصور مبان يهودية
جديدة, بما يحمل مضمون أن وجود اليهودي والعمارة الجيدة.
وربما يجدر التوقف قليلا مع
كتاب "تحولات جغرافية الشرق الأوسط" لمؤلفه "أرنون سوفير", وهو من الكتب
التي تدرس للطلبة. وفيه تعمد بعدم ذكر العرب، والاكتفاء بالإشارة إلى
"الدول المتخلفة" ويعنى الدول المجاورة لإسرائيل, ومصطلح "الخليج العربي"
يبدله إلى "الخليج الفارسي".. وصف العرب المقيمين في إسرائيل
ب"المتغلغلين", مع تجاهل عرب فلسطين.
ربما أكثر ما ينتبه له
المتابع, تلك الخطوة المتعمدة بالكتب الدراسية الإسرائيلية, والتي تسعى إلى
تهويد صغار العرب, وتحلل الانتماء العربي منهم. وقد قرروا تدريس سلسلة كتب
"تاريخ الأدب العربي" لمؤلفه اليهودي "مراد ميخائيل".. وفيه يتحدث عن
المجتمع العربي تحت حكم الدولة العبرية قديما, وأن الضفة الغربية وقطاع غزة
أراضى إسرائيلية احتلها العرب من قبل!
*هنا تبرز أهمية دراسة
الأكاديمي الاسرائيلى "ايلى بودة": "الصراع العربي الاسرائيلى في المناهج
الدراسية الإسرائيلية (1948-2000م) (انظر العدد الثالث والسبعون من دورية
"وجهات نظر"- فبراير 2005م)
حلل الكاتب رؤية الفكر
الاسرائيلى داخل الكتب الدراسية لمادة "التاريخ", تلك الكتب التي تدرس في
المدارس الدينية والعلمانية.. مع متابعة البحث عن أسباب الصراع بين اليهود
والعرب من خلال ما يعرض من أفكار وخصوصا تلك الموضوعات التي تناولت الحروب
الأربع الأساسية بين إسرائيل والعرب(48- 56- 67- 73)
قسم الباحث دراستة على ثلاث
مراجل: مع بداية الاستيطان اليهودي لفلسطين في أوائل القرن العشرين, حتى
بداية معارك 67.. ثم مع المعارك في 67 حتى منتصف الثمانينيات.. ومنذ منتصف
الثمانينيات حتى الآن هي المرحلة الثالثة.
المرحلة الأولى: هدف التعليم
فيها هو خلق جيل جديد على قناعة بأن الآخر/العربي هو المخطىء والمبتدىء
بالصراع دائما, وبالتالي يصبح وأهله على قناعة بالدفاع عن الأفكار والوطن
الصهيوني, مع التركيز على عظمة الشعب اليهودي وتاريخه. في المقابل لم يخصص
للتاريخ العربي أو تدريس اللغة العربية إلا النزر اليسير.
المرحلة الثانية والثالثة:
بداية من حرب 67, التي تعد محور ارتكاز لانطلاقة جديدة, فقد كان باحتلال
الضفة الغربية وغزة, مع زيادة الاحتكاك بين العرب والإسرائيليين, زادت
الرغبة في المزيد من التعرف على العرب وتعلم اللغة العربية, وتأثر التعليم
بذلك. فأصبحت الشخصية العربية غير نمطية, وتغيرت ملامح الصورة القديمة.
بعد معارك أكتوبر73, زادت
الرغبة في تعديل المناهج التعليمية, وترددت مقولات بمعنى أن العربي هو
إنسان يمكنه أن يتفوق!, فكان التعديل وان بدا طفيفا, مع زيادة التركيز على
تدريس فكرة "الحق التاريخي لليهود في فلسطين". وعلى الرغم من بعض
الايجابيات, ظل المنهج التاريخ مليء بالأخطاء والتشويه والتحريف المتعمد..
مثل المبالغة في قوة القبائل اليهودية في الجزيرة العربية قبل الإسلام,
ووصف إيمان العرب بالإسلام هو بمثابة ارتداد إلى الوثنية, مع التركيز على
الجانب العسكري من "الجهاد" باعتباره سمة عدوانية, هذا إلى جانب الإشارة
الملحة للتأكيد على وجود اليهود القديم والمستمر على الأرض الفلسطينية.. مع
التأكيد على المقولة الكاذبة, أن فلسطين: "أرض بلا شعب, لشعب بلا
أرض".(المرجع السابق)
ثانيا: ماذا عن الأدب العبري
للطفل؟
لم يكن الأدب بعيدا عن يد
أصحاب الفكر الصهيوني وصناع القرار, فقد حمل "الأدب" كل ملامح التحريض على
استيطان اليهود, وطرد العرب الفلسطينيين, وصورة خاصة ب"البطل" الصهيوني,
بينما شخصية العربي حصرت في حالات خاصة زمنية, مرتبطة بوجود زعيم سياسي ما,
أو حادثة ما، أو لموقف يتسم بالعنصرية والعرقية, وليس لقناعة بأحقية
تاريخية وإنسانية. كما عمدت كتب التثقيف، مثل "الآثار" إقحام بدور ما
لليهود في كل المواقع الأثرية!
*الحق أن أدب الطفل العبري لم
ينل الاهتمام الأكاديمي والبحثي الواجب عندنا، على الرغم من خطورته, وليس
فقط لأهميته في الكشف عن البعد الاستراتيجي للفكر التربوي (الرسمي وغير
الرسمي) هناك, ولكنه يكشف عن كيفية التعامل منذ الآن مع رجال المستقبل
وسيداتها, حتى لا يفاجئنها واقع جديد لم نعد له عدته. يكفى الإشارة إلى
سلسلة المغامرات "حسبما" التي صدرت في عام 1950م, وحتى وفاة كاتبها عام
1994م. وقد صدرت باللغة العبرية وأصبحت أكثر شيوعا من تلك القصص العالمية
الشهيرة مثل "روبنسون كروزو" و"أليس في بلاد العجائب" وغيرها. كما نشير إلى
أكثر من سلسلة صدرت بعد معارك عام 1967م, والتي كتبها "هازى لابين" و"شراجا
أغافينى". والجديد أن تلك الأعمال ترجمت, وتخطت حدود الطفل بالداخل إلى
الطفل اليهودي وغير اليهودي في العالم كله. ويبقى الانتباه إلى دلالة
تاريخ الإصدار, حيث الأولى صدرت عام 1950م, مع بداية وضع ركائز دولتهم
والسعي لتنشئة جيل جديد, بمفاهيم تهمهم. أما الأخريات فقد صدرتا لمخاطبة
طفل العالم وتلقينه المفاهيم نفسها, بعد معركة عسكرية أرادوا حصد الكثير من
ورائها, والانتصار فيها.
*يقول "لابين" كاتب أدب الطفل
وأهم سلسلة هناك:
"كنت أسأل نفسي باستمرار:
ماذا يمكن أن أقرأ لو كنت طفلا أعيش مثل هذا الواقع.. نحن نعيش في زمن
الصراع مع العرب, نعيش فيما يمكن أن يطلق عليه "حقول الدم". لهذا نجد من
واجبنا أن نبتعد عن كتابة القصص الجميلة التي تتحدث عن الفراشات والأزهار
وزيت الزيتون النقي.. هذا سيوقعنا في كارثة, نحن في غنى عنها. ترى ماذا
سيكون موقف الطفل الذي تفاجئه الحرب, وهو يقرأ قصة الطائر المغرد؟ ماذا
سيفعل.. لا شك أنه سيفقد ثقته بنفسه وينهار, وهذا تضليل لا يمكن أن نسمح
به"
بينما تقول الناقدة العبرية
"تامرا مازور":
"إن الظاهرة التي تهزنا بعنف
هي أدب الأطفال في البلد, حيث نجد أن الأطفال تتخاطف الكتب بلهفة وشوق
كبيرين, هذه الكتب التي تركز دائما على موضوع واحد, هو تصوير الأطفال
اليهود بأنهم أطفال جبابرة عظماء لا يقهرون, يهزمون العرب الأغبياء بسهولة
ويسر, هؤلاء الذين يريدون أن يقتلونا من أجل المتعة الذاتية فقط".
تبدو المقولات الأولى
ل"لابين" انفعالية, وتحمل الصورة التي يتولاها الكاتب العبري في تعامله مع
قصة وأدب الطفل.. بينما المقولة الأخرى ل"تامرا" تحمل قدر موضوعية الناقد,
وان كانت ضمن مفهوم (تحصيل الحاصل), حيث أنتجت وستنتج الآداب الموجهة للطفل
بأقلام الكتاب وحدهم.
نخلص في إشارة أولى إلى أن
أدب الطفل العبري.. يتم كتابته بناء على استراتيجية محددة.. أنه يرتبط
بالمتغيرات السياسية على الأرض وفى الواقع.. انه أدب جيد بالمقاييس الفنية
والتقنية وينجح في جذب الطفل غير العبري في العالم كله.. أنه أدب يتسم بقيم
العنف والعدائية على العرب.. وأن أدب الطفل العبري يدخل ضمن منظومة أعلى
وأكبر وربما ضمن منظومة البلاد الاستراتيجية.. وليس من أجل الترفيه أو
التسلية.
*قصة "الأمير والقمر" للقاص
"يورى ايفانز".. نموذجا:(عن صحيفة الأسبوع الأدبي- سوريا)
"قالت الصغيرة لي: من الذي
سرق القمر؟
قلت: العرب.
قالت: ماذا يفعلون به؟
قلت: يعلقونه للزينة على
حوائط بيوتهم!
قالت: ونحن؟
قلت: نحوله إلى مصابيح صغيرة
تضيء أرض إسرائيل كلها.
ومنذ ذلك الوقت, والصغيرة
تحلم بالقمر, وتكره العرب, لأنهم سرقوا حلمها وحلم أبنائها.
(وتتابع القصة الرؤية
العدوانية)
تعليق على القصة:
تلك القصة معبأة بالأفكار
والأهداف التربوية والمعلوماتية, والتي يرى الكاتب العبري غرسها في الطفل
العبري, منها: البحث عن الذات" العبرية, والتي يستشعر الكاتب ضياعها أو
الخوف على ضياعها.. أن اليهود ضحايا التاريخ", وما صنع فيهم يجب الانتباه
له والآ يتكرر.. الاستيطان" وأنها واجبة عليهم وحق يجب غرسه في الأجيال
الجديدة.. الآخر العربي الحقير, الذي يجب قهره", وهو بدا في القصة من
خلال.. خروج الأمير الصغير لمحاربة العرب, أن العرب يسرقون الحلم والنور
(رمز القمر), كما أن العرب سفهاء (يستخدمون القمر للزينة على جدران
بيوتهم).. ربط "اليهودي" أو المنتمى إلى ديانة سماوية, بفكرة "الصهيوني"
العنصري أو المنتمى إلى جملة عقائد أيديولوجية ما.. تكريس فكرة "كره العرب"
و"تعبئة الجيل الجديد بالأفكار الصهيونية" و"القتل هو الحل, مع عدم الرغبة
في القتل, بل ضرورة يجب على اليهودي ممارستها".
*هل نجح تعليم وأدب الأطفال
العبري في تحقيق أهدافه؟
في دراسة تحليلية على شريحة
سنية من العاشرة حتى الثالثة عشر, لعينة عشوائية عددها 520 تلميذا, نفذها
البروفسور "أدير كوهين" تحت عنوان بحثي: "انعكاس شخصية العربي في أدب
الأطفال العبري" (تم البحث عام 1985م).. وقد انتهى البحث بالنتائج التالية:
.. شيوع فكرة "الخوف من
العربي", فأكثر من 75% من العينة وصفت العربي ب"خاطف الأطفال" و"المخرب"
و"المجرم", و"القاتل".. أكثر من 80% من العينة وصفت العربي ب"في وجهه
ندبة", "يلبس كوفية", "راعى البقر", "يعيش في الصحراء", "قذر"...الخ..
الجهل بحقيقة العرب كأفراد وشعب, من الأطفال من وصفه "العرب لهم ذيول",
"العرب لهم شعر أخضر"..الخ.. حوالي 90% من أطفال العينة يرون أنه ليس للعرب
حق في البلاد, لذا يجب قتلهم أو ترحيلهم بعيدا.. الغالبية من أطفال العينة
لا يعرفون أسباب النزاع بين العرب وبينهم.. وكان سمة الإجابة العامة هي: إن
العرب ينون قتلهم, وتشريدهم, واحتلال مدنهم, ورميهم في البحر.. مفهوم
"السلام" عند أطفال العينة, هو سيطرة الإسرائيليين على أرض إسرائيل
الكاملة.
*لعل مجمل الأهداف من التعليم
والأدب الموجه للطفل العبري هي:
أولا: تزكية الروح الدينية في
الطفل.. في سبيل ذلك تقدم المعلومات الدينية, للتعريف بها وربطها بالبعد
الاستراتيجي للصهيونية. كما يتعرف الطفل على بعض الأيام لتعظيمها, مثل عيد
السبت, الحانوكة, التدشين, الأنوار, الشموع, عيد الفصح. وفيها يتبادل
اليهود التهنئة بقولهم (نلتقي في العام القادم في القدس)!(أنظر "هكذا يربى
اليهود أطفالهم"- سناء عبداللطيف- ص94)
ثانيا: إحياء اللغة العبرية
التي ماتت منذ عشرين قرنا.. جعلوا من اللغة العبرية, لغة رسمية للتعليم
والأدب والحياة اليومية.. لعلها تنجح في الجمع بين أناس يتحدثون ثمانين لغة
من بلاد المهجر تعيش داخل إسرائيل, وبالتالي يمكن تعميق الانتماء للأرض
والوطن.
(أنظر المرجع السابق ص109)
ثالثا: تشويه صورة العرب وغرس
العدائية وبذور العنف تجاههم.. إن المسعى هو "تشويه صورة العربي" وغرس
"العنف" تجاهه, تبدى على محورين..الأول بتوظيف المعطيات العقائدية سواء في
التوراة أو التلمود وبروتوكولات صهيون, من جانب.. وعلى الجانب الآخر
بالتعليم (الرسمي وغير الرسمي)("الصهيونية في الكتب المدرسية الإسرائيلية,
هارون هاشم رشيد, كتاب المعرفة, المملكة السعودية, 1418هجرية ص99)
*إجمالا الحث على العنف تجاه
العربي من خلال: تلقين الصغار فكرة أن اليهود هم أساس التطور في فلسطين..
تعتبر فلسطين الجولان أرضا يهودية, والأقاليم المجاورة غريبة عنها.. العرب
محتلين للأرض, والفتح العربي غزو تاريخي.. العرب بدو رحل جاؤوا إلى فلسطين
لهضم الحضارة اليهودية.. توجد ممتلكات يهودية في الأردن وجنوب لبنان.. وصف
العرب في الكتب الدراسية وغيرها على أنهم معتدين وقطاع طرق.. إظهار قدرة
الجندي الصهيوني وكأنه بطل أسطوري.. الادعاء بأن الفلسطينيين هم الذين
هربوا من ديارهم.. اتهام العرب بالعدوان والبدء في كل الحروب التي خاضوها
معهم.
أنظر:مجلة البيان, العدد 173,
ص58)
أضيفت في22 /01/2008
/ خاص القصة السورية / المصدر الكاتب
|