مشكلة الهمزة
غريب.
أليس من الغريب أن نخطئ بالإملاء وبلادنا بالذات هي التي اخترعت الكتابة؟
وعندما أقول بلادنا فأعني بها بلادنا العربية، وتحديداً المثلث المحصور بين
لبنان، العراق، مصر. ففي هذه الرقعة الجغرافية المحدودة اُخترع أولٌ حرف
للكتابة في العالم، ثم طور بعدئذ إلى أبجدية كاملة، ليجعل من الكتابة
والقراءة أهم ابتكار إنساني حضاري، ثم قدم هدية مبهجة إلى العالم كله سلماً
للتطور، فتمسك به.
وعندما أقول نخطئ بالإملاء. فاعني أول ما أعني الخطأ في كتابة الهمزة.
أليس هذا بغريب؟
ربما يعتقد البعض بأن ليس هناك وجه للغرابة، فشعوب العالم كلها تخطئ في
كتابة لغاتها. فعلى سبيل المثال يعتبر الخطأ في الإنكليزية قاعدة عامة تشمل
الجميع. كتاباً متمرسين، لغويين، أساتذة جامعات، طلاباً، ناساً عاديين،
مثقفين ذي مستويات مختلفة، باختصار جميعهم. أما الاستثناء الشاذ عند الكتاب
في الإنكليزية فوجود من لا يخطئ بالكتابة.
هناك احتراف مهني في مجتمعات دول العالم الأول: "أوربا على اختلاف أقطارها
ولغاتها، كندا، الولايات المتحدة، استراليا" يدعى بالمدقق اللغوي.
Editorوالمهنة
أو الوظيفة هي: Editing
وتعني التدقيق اللغوي. وهي ظاهرة حضارية متطورة لا سبيل لغض الطرف عنها.
لا توجد مثل هذه المهنة عندنا كاحتراف متاحة خدماته للجميع كما في الدول
الأوربية، وإن وجد فوجوده خاص بمؤسسات تعمل في حقل الإعلام من جرائد ومجلات
وإذاعات، وربما بعض دور النشر لا كلها. وعندما أقول عندنا أقصد البلدان
العربية جميعها، كالعراق حيث نشأت، ومصر ولبنان وسورية والأردن حيث نشرت،
وبقية الأقطار العربية التي تزيد على العشرين.
في بلادنا العربية يترك الكاتب ضبط وتدقيق أسلوبه وتعبيره له، أو لجهده،
فإن كان متضلعاً باللغة فلا يحتاج لمن يصوب له لغته، أسلوبه، تعبيره. أما
إن لم يكن كذلك، ويحترم أدبه وقرّاءه ويطمح لإيصال، ما يبدع بشكل حسن، فقد
يلجأ إلى شخص يتلمس فيه خبرة وعلماً، ليقرأ ما كتبه ويصوب أخطاءه. وقد يبدو
هذا تصرفاً حميداً لا شائبة عليه، لكن النتيجة تكون عكسية، وقد تصبح كارثية
إن لم يكن الشخص المقصود ذا وازع أخلاقي، وإنساني، وضمير حي عادل.
وأمامي شاشة كبيرة عليها تجارب لا تحصى، أهمها تجربتان، الأولى لصديق
فيلسوف علماني عميق التفكير، نشر كتاباً فريداً في العلم والفلسفة والتراث،
كان من الممكن أن يكون رائداً في حقله، لو لم تقتل جهده الأخطاء الكثيرة من
تعبيرية ونحوية وإملائية ولغوية والمبثوثة في الكتاب بشكل لا يتصوره عقل.
وكنت تناولت الكتاب بمقالة تشيد بالعمق الفكري وسعة التمكن المعرفي
والفلسفي، لكني صدمت لانهيال أخطاء التعبير من كتابية وإملائية، وقسوت في
نقد الكتاب، لكن الكاتب عندما التقاني أخبرني أنه ضحية أستاذي جامعة من
أصدقائه مختصين باللغة العربية، وكان عهد إليهما بتصحيح لغة الكتاب.
وشكرهما في المقدمة التي تجاهلت قراءتها أنا، وكان ذلك خطأً كبيراً مني،
فماذا يفعل أكثر من ذلك؟
تأكدت بعدئذ أن هذين الأستاذين، لم يقرأا الكتاب قط، أو ربما قرأا بضعة
أسطر أو بضع صفحات منه فقط. لأني رأيت في الصفحة الأولى غير خطأ، ورأيت في
بقية الصفحات أخطاءً أكثر.
أما تجربتي مع التدقيق اللغوي فكانت أكثر أسىً ومضاضة. قدّمت بضعاً وعشرين
قصة قصيرة للنشر إلى دار قاهرية. وكانت جميع القصص منشورة في مجلات وصحف
عربية مرموقة كالآداب اللبنانية، الحياة اللندنية، الأديب المعاصر
الدمشقية، مجلة المدى، الخليج الإماراتية، أخبار الأدب القاهرية الخ. أردت
نشرها في مجموعة قصص. قلت لصاحبة الدار وأنا أقدم نسخاً من القصص المنشورة:
سيدتي، إن هذه القصص لا خطأ فيها، إنها منشورة جميعاً في أفضل المجلات
والصحف العربية، وأرجو أن تنشريها كما هي في هذه الصفحات من دون تغيير.
ويبدو أن صاحبة الدار متوافرة على حسّ حاد في استغفال الآخر وخداعه، وأنها
تمرست فيه، أجابت: سأرسل لك نسخة ما قبل الطبع النهائي فصححه أنت. كانت تلك
خدعة متمرس داهية لم ألتفت إليها لبساطتي. ثم فوجئت بنسخة ما قبل الطبع
النهائي تصلني بالبريد، فوجدت فيها مئات الأخطاء. عندئذ أرسلت لها رسالة
قلت فيها: إنها شوهت لغة القصص، وأحدثت مئات الأخطاء لم تكن موجودة. وعليها
أن تتوقف عن طبع الكتاب إلى أن نلتقي. عليها إن أرادت أن ترجع إلي ما أخذته
مني. أو تنشر الكتاب مصوراً كما هو، وتلتزم بالنص حرفيا من دون تغيير.
لكنها لم تلتفت إلي ونشرت المجموعة، مع كم هائل من أخطاء مخجلة يزيد على
800 خطأ. بما فيه خطأان لا يمكن غفرانهما قط، الأول خطأ في العنوان، فلم
تضع فاصلة أو نقطة، كما هو موجود، فأدّى ذلك الخطأ إلى قلب المعنى كلية،
وتشويهه تشويهاً كاملاً. كان العنوان: طيور الحب… والحرب. فكتبته : طيور
الحب والحرب. وكانت من الغباء والجهل والغفلة إلى حد بعيد، إذ لم تدرك أن
طيوراً للحب والحرب لم تخلق قط لا في هذه الدنيا ولا في الآخرة. وأن
الموجود على الأرض هو طيور الحب فقط، وأن القصة تروي ما لقيته هذه الطيور
في أيام الحرب. أما الخطأ الثاني فهو أنها كتبت اسمي محمد ، بدلاً من
محمود. وفي مقدمة المجموعة ص 5:
محمد سعيد كاتب عراقي الخ.
اِلتقيتها بعدئذ، قالت: لا حجة قانونية لديك لتدينني.
- وماذا عن ردي، وطلبي لك بالتوقف.
-لا تستطيع أن تثبت ذلك.
نعم، قالت الشيء الصادق الوحيد، أنني لا أستطيع أن أثبت أمام القضاء إن
أقمت دعوىً عليها أنني أرسلت الرد، إذ لم أكن خبيراً بالغش والتلاعب
بالقانون، حتى لو أرسلته بالبريد المسجل فلا أستطيع إثبات أنني أرسلت
الرسالة عينها؟ أما النتيجة فكان إتلاف النسخ التي وصلتني كلها، وتوزيع عدد
لا يزيد على أصابع اليد بعد تصحيح الأخطاء في ساعات طوال. في مجموعة القصص
تلك شوّهت دار سيناء الكتابة كما تم تشويه كتاب صديقي الفيلسوف. ومن
التشويهات الكثيرة في الكتاب الأخطاء المتعاقبة في كتابة الهمزةً: فالآمال
كتبت الأمال. الإنكليزية كتبت الانكليزية، بدا أنه، كتبت بدأ انه. المزاح،
كتبت ألمزاح. نعم توجد أخطاء وقعت فيها دار سيناء لا تمت إلى الهمزة بصلة،
لكن أخطاء غير الهمزة واضحة للعيان، يمكن تداركها. وأخطاء الهمزة مشكلة
فيها نظر.
ولعل من المفيد ذكر تجربة تعليمية، فقد أمليت بعض الكلمات فيها الهمزة على
نحو مئة طالب في الصفين السادس العلمي، والسادس الأدبي، وهما الصفان
الإعداديان اللذان يسبقان انتقال الطالب في العراق إلى الجامعة. وكان نسبة
من كتب الكلمات صحيحة كلها، صفر بالمئة، ثم تفاوتت النتائج بعدئذ، لكن
الجميع أخطؤوا في كتابة كلمة "مبتدئاً". منذ ذلك الحين بدأت أفكر بكتابة
الهمزة. فمن المستحيل أن يخطئ مثل هذا العدد في نقطة واحدة. لأن هذا يعني
احتمالاً أو أكثر مما يأتي:
1- كتابة الهمزة صحيحةً مستحيلةٌ، وهذا أمرٌ مرفوض ومستحيل لأن الحرف
المنطوق يجب أن يكتب صحيحاً.
2- إننا فشلنا في تدريسها، وهذا صحيح، فإن كنا نجيد التعليم وفق أسس صحيحة
فلابد من خلق جيل يكتب بشكل صحيح.
3- إن طرق تدريسها خطأ، وهذه نقطة يتوجب التوقف عندها لأنها تحتاج إلى
دراسة علمية.
4- عدم تفهم طبيعة لفظ الهمزة.
إنني أميل إلى تبني السبب الأخير، ودراسة السببين الثاني والثالث.
لماذا ؟
هناك الكثير من الأخطاء يقع فيها الكاتب العربي، منها على سبيل المثال عدم
التمييز بين الهاء والتاء الملفوفة، (دمْعُهُ. دمعَةٌ) ومنها ما يختص
بالإدغام، والتشديد، وإعلال الألف، والقلب: (قلب الواو ياءً، والياء
واواً). وأخطاء المعتل، والخلط بين الضاد والظاء الخ. لكن الهمزة تبقى أهم
مشكلة يعاني منها الكاتب العربي في جميع مراحل تطور كتابته.
ولعل أبرز الأمثلة كتابةُ الفعل المهموز الآخر مع الضمائر:
اِقرأي. اِقرئي.
قرأا، قرءا،
قرؤوا، قرأوا، قرءوا.
يقرؤون، يقرأون، يقرءون.
ويحدث الشيء نفسه مع الأسماء، فتكتب هذه الكلمة على شكلين:
رَؤُف،، رءوف. رؤوف.
رُؤس، رُءوس. رؤوس. الخ.
أهم سبب للخطأ بالهمزة هو وجوه كتاباتها المتعددة كما رأينا، فالمفروض أن
لا يكون لكتابة أي كلمة سوى وجه واحد فقط، فتعدد أوجه كتابة الكلمة دليل
تخبط وعدم استقرار، يجب علينا أن نصطلح على إنهاء ما يقال في نحونا: يجوز
الوجهان، فكتابة اللغة قضية لا تحتمل الوجهين، ككفارة الإفطار في رمضان!
سبب الخطأ:
في حادثة لا أدري إن كانت صحيحة أم لا، وكان المعري بطلها المهزوم، حدثت
بعد قوله:
وإني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه
الأوائل.
استوقفه صبيٌ وقال له: إن الأقدمين جاؤوا بثمانية وعشرين حرفاَ فزدها حرفاً
واحداً، فوجم المعري ولم يجب الصبي.
لا أظن أن الحادثة صحيحة، لأن المعري كان مثقفاً، ولابد أنه اطّلع على معجم
العين للفراهيدي.
إننا نخطئ بالهمزة لأننا ورثنا خطأ مزمناً وهو أن عدد الحروف العربية
ثمانية وعشرون حرفاً، وهي:
ا، ب، ت، ث، ج، ح، خ، 7
د، ذ، ر، ز، س، ش، ص، 7
ض، ط، ظ، ع، غ، ف، ق، 7
ك، ل، م، ن، ه، و، ي. 7
لكن الواقع هو أن الحروف العربية هي تسعة وعشرون حرفاً بالتمام والكمال.
إن كان عدد الحروف تسعة وعشرون كما يؤكد الخليل بن أحمد الفراهيدي، فما هو
الحرف المنسي، والملغي الذي لم يحسب حسابه أحد؟
إنه الهمزة.
إننا نقول: ألف، ونقول: همزة، ونخلط بينهما خلطاً مشيناً يسبب أخطاء لا حد
لها. وكان علينا أن نفرق بينهما، لأنهما حرفان مختلفان عن بعضهما، مستقلان
تمام الاستقلال. نعم ورثنا الخلط بينهما فقادنا هذا إلى أخطاء لا تحصى،
انظر إلى الهمزة الموضوعة خطأً، فوق ألف "الله" في العلم العراقي: ألله
أكبر.
لنرجع إلى الفرق بين الألف والهمزة، فسنرى أن الأخيرة تكتب في أول الكلمة،
وفي وسط الكلمة، وفي آخر الكلمة، وتلفظ بوضوح في هذه الأمكنة كلها.
أما الألف التي تسمى باللينة فلا تأتي إلا في وسط الكلمة وآخر الكلمة فقط.
أما إن أتت في أول الكلمة فاختلفوا فيها، فمنهم من لا ينطقها ويسميها همزة
وصل، ومنهم من يعترف بها ويسميها همزة قطع. ولو فككنا الارتباط بين الألف
اللينة والهمزة لما وقع أي خطأ في كتابة الهمزة، كما لا يقع أي خطأ في
كتابة الباء والتاء والثاء والجيم الخ. لأن لكل حرف صورة يكتب بها، ربما
تختلف تلك الصورة في موقع الكتابة حسب القواعد، لكن الجميع يدركون ما إن
ينتبهوا إلى تلك القواعد يتقنونها لأنها سهلة الإدراك، فعلى سبيل المثال
تقل أخطاء الكتاب في كتابة التاء والهاء والجيم والحاء الخ حسب مواقعها
المتعددة، بالرغم من اختلاف هيأتها:
تدرك.البنت.
البنات.
صيحة.
حماة،
ويتقن الجميع كتابة الهاء بالرغم من اختلافها حسب الموقع أيضاً:
هذا.
بـهذا.
له،
انتباه.
وينطبق الشيء نفسه على الجيم والحاء وباقي الحروف الأخرى.
وإن كنا ندرك سبب اختلاف كتابة الهاء والتاء والجيم والحاء الخ، ولا نخطئ
في كتابتها فسيكون حظنا مع الهمزة مشابهاً، إن تصرفنا معها كما نتصرف مع
هذه الأحرف.
إن نظرنا إلى قواعد كتابة الهمزة فسنراها بالرغم من أن قواعدها فيما يسمى
بالإعلال محدودة، إلا أن التطبيقات بحر واسع لا نهاية له:
1- إذا اجتمعت همزتان في كلمة واحدة الأولى متحركة والثانية ساكنة. إءمان،
إيمان.
2- إذا سكنت الأولى وتحركت الثانية. مثل ساءل.
3- إذا تحركت الهمزتان بالفتح: أون. أي أكثر أنيناً. أئمة. والأصح أيمة.
4- ساكنة بعد حرف صحيح غير الهمزة: رأس. وراس.
5- إذا جاءت بعد ياء أو زائدة ساكنة مثل ضوء. ضو.
6- إذا جاءت بعد ياء أو أصلية ساكنة. سوء. شيء.
7-إذا جاءت في جمع تكسير (حشو، زائدة) ذئاب. ذياب.
8-إذا تطرفت بعد متحرك قرأ. قرا.
لننظر إلى كلمة معينة ترد فيهما الهمزة ولنفكر ما سبب خطئنا:
يقرَءون، يقرؤون، يقرأون.
فالكلمات الثلاث حسب آراء النحاة صحيحة.
لنسأل أنفسنا: إن كانت كتابة الكلمات الثلاث صحيحة فهذا يعني أن كل كلمة
منها صحيحة. وإن كان الأولى على سبيل المثال صحيحة،
فلماذا نكتب الثنتين الأخريين؟
لماذا تكتب الكلمة بثلاث صيغ؟
لماذا نضع بدائل فنشتت ذهن الدارس والكاتب والقارئ؟
هذا في رأيي يسبب الالتباس. وهو نفسه سبب الخطأ لأنه يصور الهمزة بأكثر من
شكل، فيحير الكاتب، في الوقت الذي اعتبرها الخليل حرفاً
مستقلاً، يجب أن يقتصر على شكل أو أشكال خاص بها جاء من ألحقها بغيرها.
فأفقدها استقلالها.
وفي كتاب العين جاء عن الحروف العربية ما يؤكد ذلك[1]
على لسان الليث أبرز تلامذة الخليل بن أحمد الفراهيدي، وجامع تراثه.
الاختلاف:
إذا أدركنا سبب أخطائنا في الهمزة، فنستطيع إيجاد الحل، وقديما قال العرب:
( إن عُرف السبب بطل العجب) إن السبب الرئيس لوقوعنا في
خطأ كتابة الهمزة كما مرّ يعود إلى إلغاء استغلالها، وهذا قاد إلى سبب آخر
إجازة وجوه أخرى لكتابتها، وأظن أن الهمزة عادت لتنتقم منا
لنفسس السبب. وأوقعتنا في أخطاء لا حصر لها، وسببت لنا اختلافات كثيرة، فهي
الحرف الوحيد الذي اختلف فيه النقاد والنحويون
والكتاب.
أما الحل فبسيط جداً وهو منحها استقلالها. ويتم منح الاستقلال ذاك بكتابتها
منفردةً كأي حرف آخر في الكلمات التي يلتبس فيها.
إن منحها استقلالها يعني فك ارتباطها مع الألف وحرفي العلة الآخريْن: الياء
والواو، ويعني في الوقت ذاته إزالة الثقل الباهظ المرمي على
كتفيها، وتحريرها من الكرسي التي فرض عليها الجلوس فوقها أو تحتها رغماً
عنها.
ولكي نرى الشطط في إرث الهمزة الثقيل علينا أن نلقي نظرة على بعض أمثلة
الاختلاف في كتابة الهمزة عندنا والذي ورثناه من دون
تغيير:
1- كنا نكتب في العراق كلمة "هيئة" في الكتب الرسمية واللافتات الحكومية،
ثم صدر في السبعينات، من القرن الفارط، فرمان سلطاني
أوجب تغييرها إلى "هيأة"، وهذا يعني أن المختصين باللغة العربية كانوا كلهم
مخطئين طيلة عقود. بالرغم من أن العراق كان الحاضنة
الكبرى زمن الدولة العباسية للكتابة والأدب والشعر العربي. وكان الدكتور
مصطفى جواد يصدع رأسنا كل يوم لعقود طويلة ببرنامج: قل
ولا تقل. ألا يعني هذا تخبطاً وسذاجة وتدنياً علمياً؟
2- كتبوا راس وهم يعنون: رأس. وبِير لـ: بئر. سُول لـ: سؤل.
3- أجازوا كتابة ضوْ بدل ضوء. ونبوة بدل نبوءة. وخطية بدل خطيئة. بينما
يشمخ بعض الغيورين ويعتبرون كلمات: ضو، وخطية لفظتين
عاميتين.
4- أحدثوا قاعدة شاذة فقالوا إن تطرفت بعد متحرك جاز تثبيتها وجاز تخفيفها.
وما ذلك سوى تبرير غير عقلاني لتثبيت عامية موجودة
في مكان، ومفقودة في مكان آخر، فأجازوا كتابة (قرأ مرة وقرا) مرة أخرى.
و(جرؤَ مرة وجرو) مرة أخرى "من الجراءة"
5- اختلفوا في وقوعها في فعل الأمر فأثبتوها مرة في أُاْمر. وحذوفوها مرة
وقالوا: مُرّ. و(إسأل وسل) وتعسفوا في إجازتهم لفعل الأمر
من أتى أيضاً فقالوا: تِ. لـ "إأْتِ" أي "تعال" و(أجئ مرة وجِيء مرة)
6- لم يجيزوا: بايع. وساير، وقايل. وأصروا أن يقول العرب: بائع، وقائل،
وسائر. في الوقت الذي أجازو فيه بير، وضو الخ. لكن جماهير
الشعب العربي من المحيط إلى الخليج تقول: بايع وساير وقايل. الخ. مع العلم
أن لا سبيل لاستبدال الأحرف الأصلية هنا بالهمزة مطلقا.
ويجري هذا التعسف إلى تغيير الحرف ما قبل الأخير بالهمزة في كلمات كـ
قلائد، وعجائز. بينما يجب أن تكون قلايد، وعجايز كما يلفظها
العامة.
7- كان وما يزال بعض الكتاب يكتب "المسئلة"
ويقصد "المسألة".[2]
مواقع الخطأ في كتابة الهمزة.
الإعلال.
اصطلح القدماء كلمة الإعلال سببا في بعض أخطاء الهمزة، ويظهر فيما يأتي:
ا- يقع الخطأ في كتابة الهمزة حينما تمر في حالة إعلال، فإن اجتمعت همزتان
في كلمة، الأولى متحركة والثانية ساكنة ك:
أ أْمن فإنها تنقلب إلى حرف مد فتكتب آمن.
إِئمان: تكتب إيمان.
أأْدم: تكتب آدم.
أ أْخر تكتب آخر.
الإبدال.
تغيير حرف محل آخر وهو يشبه الإعلال، لكن الأخير سمي إعلالاً لوجود حرف
علة، أما الإبدال فللحروف معتلة وغير معتلة: كاستبدال واو
دُعاو إلى دعاء، واستبدال ياء بِناي إلى بناء. وهذا في نظري أمر جيد، لأن
دعاء أجمل من دعاو، وبناء أجمل من بناي. وهنا لا توجد أي
مشكلة قط، لكن المشكلة تبرز في إضافة هذين المصدرين إلى كلمة أخرى في حالات
الإضافة مع الجر والرفع. فمثلاً نقول: لا أحب سماع
دعائهما. مررت من قرب بنائهما. أعجبني دعاؤهم وبناؤهم. فف هاتين الحالتين
يكثر الخطأ فيهما، بينما إذا بقيت الهمزة في جميع الحالات
مستقلة اختفى الخطأ. فنقول عندئذ: لا أحب سماع دعاءِهما. مررت من قرب
بناءِهما. أعجبني دعاءُهم وبناءُهم.
إننا نرى كتابة بنائهما على هذا النحو أسهل من كتابتها "بناءِهما" لأننا
اعتدنا على ذلك لكن ما بال الأجيال الجديدة هل نتركها تعاني مثلما
عانينا؟
وينطبق الشيء نفسه على بائع، وقائل في جميع المواقع. المنحدرتان من "قاول،
وباوع"
قاءِل وباءِع.
ويبدو الخطأ واضحاً وكثيراً في تهيؤ. وتواطؤ، تنبؤ. إذا أضيفت الكلمة إلى
كلمة أخرى في حالة النصب. فالمنصوب مفتوح في اللغة
العربية تلك قاعدة ثابتة لا يأتيها الباطل من بين يديها أو خلفها. وعلى ذلك
يجب أن تقول: كرهت تواطأهم على الباطل. لكنك لا تستطيع كتابة
تواطأهم هكذا. يجب أن تلغي قاعدة نصب المفعول في الكتابة، وعليك أن تكتب
الجملة هكذا: كرهت تواطؤهم. لأنهم يقولون أن الضم أقوى من
الفتح ولذا تغير الهمزة إلى واو. فهي هذه النقطة بالذات يخطئ الكثير.
والأفضل أن تكتب هنا منفردة متحركة: كرهت تواطءَهم على الباطل.
وهناك تعسف شديد في كتابة الهمزة الوسطية ككتابتها في أُؤْتُـمِن. وهي
ساكنة لكنهم وضعوها فوق الواو لأن همزة ما قبله مرفوعة،
ولو كتبت: ءُءْتُمِن لسهلت على الكاتب ولما أخطأ أحد بها.
ومثل هذا ينطبق على الهمزة التي تجيء في آخر الكلمة ويلحقها حرف اتصال أو
ضمير مثل: هذان شيئان جيدان، واشتريت شيئين
جميلين، هذا نشؤهُ. وتلك خبيئتُه.
تقول القاعدة إن توسطت الهمزة مضمومة بعد فتح كتبت على الواو:
لَؤُمَ وضَؤُلَ ورَؤُفَ، ويقرؤه، ويملؤه، هذا خطؤه.
ومضمومة بعد ساكن ك:
تساؤل، تلاؤم، جزؤه، ضوؤه
الخ.
وإن جاءت مضمومة بعد ياء كتبت على كرسي الياء دائماً:
شيئُه. مجيئُه. يسيئون. يجيئُون.
وهذا تعسف لا مثيل له.
ولا أدري لماذا استبعدوا كتابتها مستقلة؟
لءُمَ. ضءُل. رءُفَ. يقرءُهُ. يملءُهُ. خطءُه.
والأفضل أن تكتب بقية الكلمات هكذا: تساءُل. تلاءُم، جزءُه، ضوءُه.
إن كانت مضمومة فلماذا تكتب على كرسي الياء، والأفضل كتابتها مستقلة:
شيءُه. مجيءه. يسيءون. يجيءون.
ويبدو الخلط على أوجه في قاعدة كتابة الهمزة شبه متوسطة، أي آخرية وتبعها
حرف ما أو ضمير فيجيزون فيها ما يأتي:
يقرأون. يقرؤون. يقرَءون.
يبدأون. يبدؤون. يبدَءون.
وفي رأيي إن كتابتها منفصلة أي يقرَءون ويبدِءون. هو الأفضل.
إنني أقترح فك ارتباط الهمزة كلية في هذه الحالة، فستكون الكلمات السابقة
ك:
ءَامِن. بدل آمن.
ءِيمان. بدل إيمان.
ءَادَم. بدل آدم.
ءَاخِر بدل آخر.
أما إن جاءت في وسط الكلمة وما قبلها ساكن أدغمت بما قبلها. مثل: سائل.
وأرى أن يكتب ساءِل. بدل سائل.
و(يءِنُ بدل يئنُ.)
(يءُمُّ: يؤمُّ.)
وإن كانتا متحركتين ك أِئمة. فالأفضل في نظري أن تكتب ءَءِمة.
وكذلك إن جاءت بالوسط وما قبلها متحرك فتكتب
رَءْ س، بِ ءْ ر بدل رأس وبئر. وخطيءْة. بدل خطيئة. هيْءَة، بدل هيأة مرة
وهيئة مرة
كما يكتبها الجميع ويحتارون أيها الأصح.
هنا أيضاً يستحسن في رأيي أن تكتب منفصلة أيضاً فيقل الخطأ.
وكتابتها تحت كرسي الياء وهي ساكنة من دون مبرر: وإن كتبت
شيءان. وشيءْين، ونشءُه. وخبيءَتُه.
كان أفضل.
هذا جدول لبعض الكلمات التي ترد فيها الهمزة، وتكثر الأخطاء فيها، وأقترح
تعليم الناشئة الجدول الثاني فقط وترك الأول.
الهمزة حسب القواعد (غير مستقلة) |
الهمزة مستقلة |
أئمة.
آخر.
آدم.
آمن.
أُأَكد
إيمان.
بئر
بدؤوا
بدأوا
تساؤل.
تلاؤم.
جزؤه.
خبيئته
خطؤه.
خطيئة
رَؤُفَ.
رؤوف.
رأس
شيئان
اشتريت شيئين.
شيئُه
ضَؤُلَ، ضئيل
ضؤه.
لَؤُمَ، لئما.
مبدؤه
مبدأه
مبدأان
مبدأين
مجيئه
مجيئُه.
مسئلة
مسألة.
نشؤه
هيئة
هيأة
يؤم. يكون إماماً في الصلاة.
يئنّ
يجيؤون
يجيئُون
يقرؤه،
يملؤه،
يسيؤون
يسيئون.
يقرؤون.
يقرأون. |
ءَءِمة.
ءاخِر.
ءَادَم
ءَامِن
ءُءَكد
ءِيمان.
بِءْر
بدءُوا
بدءُوا
تساءُل.
تلاءُم،
جزءُه،
خبيءَتُه.
خطءُه.
خطيءَة.
رءُوفَ
رءُوفَ.
رَءْس
شيءان
اشتريت شيءْين،
شيءه
ضءُل. ضءِيل
ضوءُه.
لءُمَ. لوءماً
مبدءُه
مبدءُه
مبدءْان
مبدءْين.
مجيءه
مجيءه.
مسءلة.
مسءَلة.
نشءُه.
هيءة.
هيءة.
يءُم
يءِنُ
يجيءون
يجيءون.
يقرءُه
يملءُهُ
يسيءون
يسيءون.
يقرءون
يقرءون.
|
الخلاصة:
أقترح:
1-إعلانُ عدد حروف اللغة العربية تسعةٌ وعشرون لا ثمان وعشرون.
2-فكُّ ارتباط الهمزة من أحرف العلة، وكتابتها منفردة في كل كلمة ترد فيها
وتثير اللبس ككلمات الجدول الأول، والالتزام بتعريفها تعريفاً
يفصلها عن الألف.
3-إعادة تعريف الألف المصطلح عليها باللينة، وإيضاح المواقف التي تأتي بها،
وكفها (هي وأخوتها من الأحرف المعتلة) عن التدخل
بشؤون الهمزة.
4-إلغاء تبريرات الأخطاء التي اعتاد الأقدمون التعلل بها كـ (يجوز ويجوز،
ثبتها فلان لكن فلان خالفه، أجازها فلان وفلان، يجوز
الوجهان في كتابة الكلمة، وموقعها هنا يحتمل أوجهاً متعددة) في كتابة
الهمزة، على هذا الشكل وهذا الشكل. أي يجب اختيار شكل واحد
لكتابة الهمزة، لا يتغير. وإلغاء الأوجه الأخرى. لكن هذا لا يلغي حق
المختصين من دارسي اللغة دراسة مناقشة الأوجه المتعددة، والغرق
في بحرها حتى التلاشي، فذلك أمر لا يشكك فيه أحد، أما الكاتب والدارس
والطالب فعليه أن يتعلم أسساًُ ثابتة لا تقبل التعدد مطلقاً. فعلى
سبيل المثال يتعلم دارس اللغة الإنكليزية في أمريكا، وبصرامة وبتٍّ لا
يناقش فيه، أن هناك حرفان مختلفا في اللغة هما: (I
وJ
). لكن
المختص وحده يعلم أن المعاجم الإنكليزية لم تكن تفرق بينهما حتى الثلاثينات
من القرن المنصرم، وتكتبهما في خانة واحدة.
5-تعلمنا، وكان ما تعلمناه صحيحاً لا يقبل الخطأ في الماضي، حتى انفتحت
اللغة العربية على غيرها من اللغات. تعلمنا أن هناك قاعدة
مهمة في اللغة يجب على الجميع مراعاتها، والالتزام بها وهي قاعدة: (لا يجوز
الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وتظهر هذه القاعدة بينة في
مواضع لا حصر لها أهمها هي همزة: إبن- ابنة- اثنان-اثنتان- امرؤ- امرأة-
وايْمن- اسم. الخ.
وتطبيق هذه القاعدة يقضي أننا يجب أن ننطق – على سبيل المثال- همزة "إبن"
إن جاءت في أول الجملة لكننا يجب أن نلغيها إن أتت بين اسمين علمين. لأنها
"همزة قطع"، ولكي ننظر إلى السبب علينا أن نعلم أن الأقدمين فعلوا ذلك قبل
التنقيط والشكل، كي يتجنبوا الخطأ، وكان فعلهم صحيحاً مئة بالمئة، أما
سريانه بعد ذلك فهو نوع مشين من التعسفٌ، وجمود لا مثيل له. علينا في مثل
هذه الحالة أن نثبت طريقة واحدة، أي أن نثبت الهمزة في كل الحالات، أو
نحذفها في الحالات كلها، فاللغات الأخرى لا تلتزم بقاعدة: (لا يجوز
الابتداء بساكن، ولا يجوز الانتهاء بمتحرك)، وإن أهملنا الالتزام بهذه
القاعدة لا نضر اللغة العربية قط، إذ أن الشعب العربي كله من المحيط إلى
الخليج، لا يلتزم بها واقعيا الآن في هذا الوقت، فالكل ينطق : بْراهيم. بدل
إبراهيم. وينطق: سْماعيل بدل إسماعيل. وكلا الاسمين غير عربيين، فلماذا
التمسك بنطق الهمزة هنا؟ في الأقل علينا أن نترك حرية الاختيار لمن يشاء أن
ينطق الكلمة على هواه. لكننا في الوقت نفسه علينا أن لا نلزمه بشيء محدد في
هذه النقطة بالذات.
6-الاستقرار على تعريف واحد لهمزة الوصل فهي تسبب الكثير من الإرباك
للكاتب. فكتب النحو تجمع على تعريف همزة الوصل بـ: همزةٌ زائدة في أوَّل
الكلمة، يُؤتى بها للتخلص من الابتداءِ بالساكن، لأنَّ العرب لا تبتدئُ
بساكنٍ، كما لا تَقِفُ على متحرّكٍ، وذلك كهمزة: "اسمٍ واكتبْ واستغفِرْ
وانطلاقٍ واجتماع الخ".ولكي نوضح الأمر أكثر نحيل القارئ إلى نموذج عن همزة
الوصل، مكتوب في جامع الدروس العربية لمصطفى الغلاييني:
حُكمُ همزة الوصل أن تُلفَظ وتُكتب، إن قُرِئتْ ابتداءً، مثلُ: "إسمُ هذا
الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "إستغفرْ ربكَ"، وأن تُكتَبَ ولا تُلفَظَ، وإن
قُرِئتْ بعد كلمة قبلها، مثلُ: "إنَّ إسمُ هذا الرجل خالدٌ"، ومثلُ: "يا
خالدُ إستغفرْ ربكَ". فالغلاييني يصر على أن همزة الوصل تكتب وتنطق. بينما
يصّر غيره على عدم كتابتها ونطقها، وعدم وضع أي علامة فوق الألف أو تحتها،
بينما يكتبها القسم الثالث مع حركة.
وعلى ذلك تكتب همزة الوصل، على ثلاثة أشكال:
إسم. اِسم. اسم.
أَكتبْ. اُكتب. اكتب.
إستغفرْ. اِستغفر. استغفر.
أما أهم الأخطاء فتحدث في اشتقاق الأمر. لأن الموضوع متشعب ومعقد.
إن السؤال الذي يدور حول هذه النقطة هو: إن وجب رسم همزة الوصل في أول
الكلمة فلماذا يرسمها البعض ويغفل رسمها آخر، بينما
يضع قسم ثالث حركات إعراب فوقها؟
علينا أن نحدد تعريفاً واحداً للهمزة الواردة في أول الكلمة وفي وسطها،
وعلينا كذلك أن نضع تطبيقات لها من دون الإشارة إلى القواعد
العديدة، ولنترك تدريسها لمن يروم الاختصاص لا أكثر.
ملاحظة-1:
اعتدنا على كتابة هيأة، أو هيئة على سبيل المثال، منذ أن تعلمنا القراءة
والكتابة، أي لعشرات العقود، ونرى كتابتهما على هاتين الطريقتين
سهلة، لذلك نجد أن كتابة الكلمة، وفق الطريقة المقترحة، بعد استقلال الهمزة
" هيءَة" أصعب من كتابتها على الطريقتين السابقتين.
وهذه النظرة تبدو صحيحة للناظر غير المتعمق في الأمر، لأن الإنسان حينما
يتعلم شيئاً في الصغر، يصِّر على تطبيقه حتى لو كان خطأً ولا
يقبل تغييره بسهولة، لكننا لو قدمنا الطريقة الجديدة إلى الطفل وهو في
مراحل تعلمه الأولى سنجده يتقبل الصيغة الجديدة لأنها أسهل له
في الممارسة. وسندرك "نحن" بعدئذ أنه لا يخطئ فيها.
ملاحظة-2:
إن بعض النسخ القديمة من القرآن الكريم مكتوبة بالطريقة التي اقترحتها، أما
بعضها الآخر التي كتبت بعدئذ فقد عقدت الأمور، أما القسم
الثالث فقد كتبت بعد وضع قواعد الهمزة الملبسة التي عرضناها، وهذا يعطينا
فكرة أن الكتاب الأوائل الذين كتبوا القرآن اهتدوا إلى الطريقة
المثلى، قبل أن يفسدها التفكير المعقد في التدوين والتنظير.
وهذه هي بعض الأمثلة التي وردت فيه مع ذكر السورة ورقم الآية.
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ
عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ.
(الزخرف. )30
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ
يَقْرَءُونَ
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ
لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ
الْمُمْتَرِينَ (94) يونس
فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ
اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ
(19) الحاقة
عَلَيْكُمْ
فَاقْرَءُوا مَا
تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى
وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ
وَآَخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا
مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ
(20) المزمل.
وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ
إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ
لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
(143) البقرة
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي
نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ
رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ
(207) البقرة
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ
وَاللَّهُ رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ
(30)
آل عمران.
وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ
بِالْعِبَادِ
(30)
التوبة.
وَهُمْ
بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ
أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
(13) التوبة.
فَيَقُولُ
ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي
هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
(17) الفرقان.
فَلَمَّا
رَءَا
الْقَمَرَ بَازِغًا
قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي
لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
(77) الأنعام.
فَلَمَّا
رَءَا الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ
فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ
(78) الأنعام.
أُولَئِكَ
الَّذِينَ ءَاَتَيْنَاهُمُ
الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ
(89)
الأنعام.
وَإِذَا
جَاءَتْهُمْ ءاية
قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا
أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ
(124) الأنعام.
وَمَا
أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا
زُلْفَى إِلَّا مَنْ ءَاَمَنَ
وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا
وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ ءاَمِنُونَ
(37)
سبأ.
وَجَزَاؤاُ
سَيِّئَةٍ
سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.
(40) الشورى
يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ
بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ
كِتَابَهُمْ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا
(71) الإسراء
قال
اللّيث: قال الخليل: في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا: منها خمسة
وعشرونَ حَرْفاً صِحَاحا لها أحياناً ومدارج، وأربعة أحرف جُوْف
وهي: الواو والياء والألف اللَّينَة والهمزة، وسُمِّيَتْ جوفاً
لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج الَّلسان،
ولا من مدارِج الحَلْق، ولا من مدرِج اللهاة، إنَّما هي هاوية في
الهواء فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلا الجَوْفَ. وكان يقول
كثيرا: الألِفُ اللَّينَةُ والواو والياءُ هوائية أي أنها في
الهواء.
وحسب
رأي الخليل (الحُرُوف التي أُلِّفَتْ منها العربية على الولاء، وهي
تسعة وعشرون حرفاً: ع ح ه خ غ، ق ك، ج ش ض، ص س ز، ط د ت، ظ ذ ث، ر
ل ن، ف ب م، فهذه الحروف الصحاح، و ا ي ء فهذه تِسعة وعشرون حرفا
منها أبنيةِ كلامِ العربِ.
والحروف الثلاثة الجُوفُ لا صوتَ لها ولا جَرسَ، وهي الواو والياء
والألف اللَّينة، وسائر الحروف مَجرُوسةٌ.
ويفسر
الليث استناداً للخليل: النَّحلُ تجرسُ العَسَلَ جَرساً، وهو
لحَسُها إيّاه ثم لعسُها إيّاه، ثم تعسيلُه في شَورتها.
ثم
يعود إلى الشرح: الألف الليّنةُ: هافيةٌ في الهواء. (أي خفيفة)
|