أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 04/09/2022

الكاتب: مختار محمود عبد الوهاب منصور-مصر

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

أديب وكاتب قصة من مصر

تاريخ ميلاده: 17 أبريل 1965م القليوبية مصر
ومكان إقامته: جدة السعودية
مهنته: مهندس مدني

إصداراته الأدبية:

-الملامح ترسمها الكائنات - مجموعة قصصية
-الغرباء لا يمرون أولا -رواية
-تنويعات فيروزية - قصص مع آخرين
-أنا العمار - قصص مع آخرين
-وقائع انقسام أديب مغمور قصص - تحت الطبع
 

المطبوعات:

-أنا العمار، مجموعة قصصية مع آخرين

-وقائع انقسام أديب مغمور، مجموعة قصصية

-الغريب، مسلسل إذاعي مجاز بشبكة الإذاعات الإقليمية بمصر، 

-ملامح ترسمها الحكايات، مجموعة قصصية

-تنويعات فيروزية، مع آخرين هيئة قصور الثقافة

 

تحت الطبع:

-الأجانب لا يمرون أولا، رواية

-جراح على رأس برعي، مجموعة قصصية

 

نال جوائز:

-في أدب الحرب "أكتوبر الذاكرة المتجددة"

-ثاني نادي القصة المصري 1998 م (القصة)

-ثالث إحسان عبد القدوس 1998 م (قصة قصيرة)

-ثالث الهيئة العامة لقصور الثقافة 1999 م (مجموعة قصصية)

-ثاني جريدة الشعب 1992 م (نص مسرحي)

-ثالث وسط الدلتا 1987 م (قصة قصيرة)

 

أماكن النشر:

-المساء والجمهورية والشعب والزمان ووفد الدلتا وعكاظ الأسبوعية (صحف)

-إشراقه وأصداف والثقافة الجديدة والقصة (دوريات أدبية)

-الشمس والقليوبية والفجر (دوريات عامة)

-لأدباء الشبان وضيف على الهواء والمجلة الثقافية (برامج إذاعي(

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

نظارة

الطيشة

سطور قصصية

السكة 

دعوة للقاء

 

السكة

 

 

في كل مرة تمر علي دار القابلة " أم عفيفي "في مدخل العمار ، تحتك بحائطها ، وتبصق ثم تلعن  " سنسفيل " أبيها لأنهما لن تلتقيا مطلقا .  "وقف …  اثبت مكانك ….  البندقية معمرة ….  أي حركة قول علي روحك يا رحمن يا رحيم "  ولم يتوقف المتحرك عن الحركة ، ولم يثبت مكانه !! ، ومع هذا لم يكلفه ذلك حياته ، وبقيت الطلقات نائمة في أجزاء البندقية.  " انت لساك ماشية …  الله يكون في عونهم ….أنا عارف مستحملينك إزاي ؟؟ "  كانت الحركة بطيئة ، والأرجل الحافية المشققة تضغط الأرض في وهن ، والجلباب الأسود المرقع بتدلي فيمسح خلفها الطريق ، وبرقع الحياء يلتف حول مؤخرة الرأس والكتفين ويمتد حتى أسفل الخصر  ، ومشنة من أفرع الحناء المشقوقة تعلو حواية صنعت خصيصا لتخفيف حمل المشنة علي الرأس .  " يا خالة فهيما … "  ما ناداها أحد بخالة قط ، ودائما ما يقترن اسمها بالسباب ، رفعت يدها النحيلة وأدخلت سبابتها عبر صوان الأذن ومنه إلي القناة السمعية ، ونفضت يدها في حركة سريعة لتخرج ما بها من إفرازات ، هي تعلم أن طعم الإفرازات مر ، هي لن تضع يدها في فمها بعد ذلك ، إنما ستتف علي إصبعها وتحكه جيدا بصدر جلبابها الخشن .  " عمتك زمزم عايزاك … بسرعة شوية "  هي تكره عمتها زمزم كثيرا ، وهي تعلم أنها لن تحتاجها أبدا إلا في حالة احتجاز الكلب لأحد لصوص الخيار والجرجير . السيناريو معروف جيدا ؛ ابن الدهشوري نزل يسرق خيارا ، فشم الكلب رائحته ، فاحتجزه قريبا من الظرب الشائك ، وظل ينبح تجاهه لا يفترسه ولا يتركه يذهب لحال سبيله ، وابن الدهشوري لا يجرؤ علي الحركة ، ويظل الوضع معلقا كما هو عليه حتى تذهب إليه وتربت علي ظهره  " خلاص … معلهش … سيب الحرامي … هنوديه للعمدة " فيحن ويزوم ، ثم يتراجع ، والولد مازالت دموع الخديعة في عينيه ، " معلهش يا خالة فهيمة .. .. مش هاعملها تاني "  الظهيرة مدعاة لأن يترك القرد ابنه في بؤونة الحجر بالقرب من قنطرة أبي الحسن ، غير أن الأرجل النحيلة ليست عابئة بالتراب الساخن وبقايا روث البهائم ، والأحجار الملقاة في وسط الطريق . استدارت برأسها إلي الخلف واستدارت معها مشنة أفرع الحناء المشقوقة ، فلم تر صريخ ابن يومين في الطريق ، فاطمأنت أنها مازالت تسير في مسارها الصحيح .  " فهيمة يا مكورة يابنت الباشاوات …  جوزك يافهيمة بعت لك سلامات "  لقد غاب كثيرا ، هي تعلم أنه لن يعود ، رغم كل الوعود التي تركها ، ورغم ارتباطهما العميق منذ ركبت حماره في وسية أبيها ، صغيرة كانت وكان يكبرها ويقبلها ، أرسل لها سلامات كثيرة ، وضاق الناس بوعوده ، ونسي الناس المستخدم الذي خطب بنت سيده  وسافر فابتلعته بلاد الله . والأطفال مازالوا يذكرونه وسلاماته إليها وهي قاربت النسيان ، لولا عمتها زمزم – التي لا تمت لأبيها بصلة – لأكلتها الكلاب . مالت في سيرها إلي شاطئ الترعة تحتمي بشيء من ظل أشجار الصفصاف ، ولم يكن فيضان النيل قد منعه بناء السد العالي بعد .  ارتفعت أصوات الحمير حين شموا ريحها عند مدخل زقاق القصالة ، وتحركت أفراخ الغيط مبتعدة ، واستعد غرابان لالتقاط الأرغفة من فوق رأسها ، أحكمت الغطاء وتشبثت بأحرف المشنة ، واستعدت لإطلاق صرخة مدوية عند اقتراب الغرابان منها .  لم يثر انتباهها حركة كتلة سوداء جرت بجانبها ولم تتعثر في كومة أوراق مشمش جافة قشت لإحماء الأفران ، وعندما تعدد مرور الكتل السوداء أحست بالانقباض .  كان عليها أن تجتاز العقبة قبل الأخيرة : ذكر بط أم محمود الذي دأب علي اصطيادها كلما مرت ، الجمع الغفير من الناس جعلها تمشى مطمئنة ، تضع في بطنها "بطيخة صيفي" من ناحيته وتخرج له لسانها مكيدة ، بينما هو يبطبط في الماء .  استعدت بصدر رحب لاستقبال سباب عمتها زمزم . حين ستأخذ ما تحمله من فوق رأسها ، وتدفعها دفعة لا تتحملها قدماها فتسقط ويتناثر الطين  حولها  ، فتفتعل شيئا من البكاء ، وترتكن إلي الحائط حتى تنتهي عمتها زمزم من الغداء وتنصرف لا ترفع بقايا الطعام ، ولا تأمرها برفعه ، فتقوم تغمس رأسها بالمنديل في حوض الطلمبة  " ربنا يا خدك يا فهيمة … وتستريحي " وتنفض رأسها من الماء المتناثر ، وتمد يدها تلتقط الرغيف المتبقي من عمتها زمزم لتأكل مع تساقط قطرات الماء عليه .  قابلنها النساء : الكتل السوداء ،تجاهلنها تماما ومنعنها من الدخول ، وجوه لم ترها من قبل ، ولا تعرف درجة قرابتها لعمتها زمزم ،تلفتت يمينا ويسارا فلم تجد غير الكلب منكسرة عينه ورأسه منكس . أنزلت حمولتها علي الأرض أمامه فلم يهتم بها ، ورائحة الطعام لا تثيره ، وأذناه مرتخيتان إلي الأرض ، أقعت بجانبه ، زام حين اقتربت يدها منه ، بلعت ريقها ، ونظرت إلي الوجوه التي لا تعرفها ، وصوتها مخنوق بالبكاء سألت : " فين عمتي زمزم ؟"

 

 

سطور قصصية

 

حين ضحك في وجهي وقبلني وأعطاني وردة غفرت له و لم أبال ، وحين تعانقنا ورقصنا سويا غرس في ظهري شيئا أحسسته ولم يبن ،وحين تلاقينا ثانية خلعت له شيئا من كفني كي يستدفئ به.*** *** ***كما اعتاد منذ آلاف السنين في حجرته المظلمة ، يقف علي الأريكة غير المستقرة ، وينزل صورة جده ليمسح إطارها بالجازولين ،ويلتفت حوله يخبر من لا وجود لهم "الله يرحمه ملأ الدنيا نور " ويمصمص شفتيه ويعلقها وينام .*** *** ***عليك أن تذهب للحلاق يوميا ،وتخلع ملابسك ، وتأمره أن يسلخ جلدك !! ولا تخلف له موعدا حتى يتغير جلدك من اللون الأوحد إلي جلد النمر ،عندها سيسجد لك أهل الله .*** *** ***-قلت له "يا ابن الكلب "فانفرجت عضلات وجهه ،وابتسم وقهقه بصوت قبيح-قلت "ماذا جرى لك يا ابن الناس ؟؟ "فامتعض ورفع ضدي دعوة قذف وسباب .*** *** ***كان لزاما عليه أن يقتلني ! فمن كثرة معاشرتي للبني آدم تعلمت ألا أنبح حين أرى اللصوص ، ويوم قتلت لم يكن بمقدوري أن استوضح رائحة اللص من رائحتي .

 

 

الطيشة

 

 

لا يوجد مكان يستوعبهم ويقبل تجاوزاتهم غير البوابة ، الجامع شرقاً والدوار شمالاً ، ودكان خالتك بطة غرباً ، والجنوب الطريق المؤدي إلى الجسر وجزء من حانوت صغير لجزار لم يتجاوز ذبحه عجل لبني أو خروف كبير ، وأنا الجالس على حجر الجير أمام هذا الحانوت ؛ كومة من لحم ، وعينان ضيقتان ترصفان كعيون هرٍ ينتابه خوف وجوع .       كانت الأصوات المتعالية والغوغائية لا تنقطع إلا بإرادة عبد الله أبو معاطي ، الذي يمت لي بصلة قرابة ، صاحب الرأس الكبير المستدير ، والرقبة القصيرة والأقدام المفلطحة الحافية ، والذي يستطيع كبح جماح أي صوت معارض يحاول الفركشة أو الفشكلة ، كنتُ دائماً أحتمي به ، ودائماً لا يعتبرني واحداً في فريق بل طيشة لا ثقل له أو وجود .  " هنلعب إيه ؟ "  قالها ورفع سبابته وحركها إلى أعلى وأسفل ، وفي نيته ألا يوافق على أي لعبة يقترحها خيري فوزي أو أحد أتباعه ، حتى لا يسيطرون على مجريات اللعب ، فيصبح غير ذي رأي في العملية ككل .  اقترح خيري وأخرج منديلاً من جيب البيجامة السفلي الأيمن ، ورفعه في وجوه الواقفين ملوحاً به ، والنظرات تتجه ناحية الرأس الكبير المستدير ، لترى رد فعله ، فيسحب شهيقاً طويلاً وبصوت قبيح يعلن :-  " إنت بتجيب حاجات ما بنعرفش نلعبها "  " لعبة حلوة " قلتُ ولدي قناعة أنني لن ألعب في أي الفريقين  يتمخط عبد الله و يتفل في اتجاهي على الأرض ، ويطلقها صريحة " لأ شوفوا لعبة تانية ... دي لعبة صعبة "  " دي سهلة ... أنا الحكم وقسم فريقين " قال خيري ليقرر الوضع القائم ، ويفرض سلطانه على الوقوف ، هز عبد الله رأسه رافضاً الاقتراح ، وتحرك ناحية عمود الإنارة بجوار دكان بطة ، والجموع الراغبة في اللعب تحركت لتتحلق أمامه ، انكسر خيري وقرر ألا يشاركهم أي لعبة لا تكن من اقتراحه .  " استغماية " قالها جلال مظهر من بعيد فأعجبت بها ،أعلم أنه لا أحد سوف يأخذني في فريقه ، غير أنني سأجري كطيشة ،هتفت مصفقاً " استغماية والعرب جاية "  " بطل ياله إحنا هنعيل " قالها عبد الله ، ودفعني بيده فتكورت وسط الجموع ككرة شراب . التي نهرتني بدورها منقادة لرأي الزعيم المفتري عليّ ، وأنا الصغير المضطهد لا حول لي ولا قوة ، وأرغموني على ترك الحلقة ، والجلوس على مصطبة الجامع دون أن أحدث صوتاً أو أتدخل في اللعب .        بسروالي الدمور وفانلتي الحمراء المهترأة  تحركتُ من المنطقة المضيئة تحت عمود النور إلى مصطبة الجامع ، ووضعت ساعدي على وجهي مخفياً دموعاً تهطل ، وكاتماً لصوت بكاء سيصدر عني لا ينقطع ، ولن أقدر على منعه ، دونما اعتراض جلستُ ورأسي على راحة يدي اليمنى ، فتاهت ملامحي في الظلام ، اقترب خيري بخطواتٍ حذرة ، وربت على ظهري ، وأسر إلى أن أقذف عبد الله أبو معاطى بزلطة كبيرة تشج رأسه ، أو ألعن والديه على رؤوس الأشهاد ، وأنطلق ، وسوف يدفع عني أي أذى جراء ذلك .  فكرت قليلاً ، واتجهت ناحية عبد الله وأخبرته بما أسر به خيري ، فشاط غيظاً ، وواجه خيري بما قلت !!  " دا كداب وابن كلب " قالها خيري واتجه ناحيتي ، يكور يده استعداداً لإرسال لكمة لوجهي الصغير الذي يشبه التعريفة الفضية في استدارته ، بينما كان عبد الله يبالغ في ركل جانبي الأيمن ، وهو يردد " الله يخرب بيت أمك ، عايز تقوم حريقة "     ............................................ من فضلك إذا تعثرت في شيء مكوم على الأرض فترفق به ، لعله يكون قشقش ابن خالتك صديقة بائعة الجبن الذي هو أنا - الطيشة - .

 

 

 

نظارة

 

 

"النيل يجرى كاللبن الحليب "قالالنيل يجرى كاللبن الحليب"قلتدم المناصرة لونه أزرقدم المناصرة لونه أزرقمن خالف فلا يلومن إلا نفسه !!من خالف فلا يلومن إلا نفسه !!دائما كان ينصحني ألا أخلع النظارة كي أرى الأشياء على حقيقتها ، في اليقظة وفى وقت النوم ؛ ربما استيقظت فجأة فلا يجب أن أرى الأشياء مختلفة ، ثقيلة على أنفى ترتكز بدعامتين ، وحين تزحف إلى أرنبة الأنف تبدو عيناي بعيدةً بعيدةً وضيقةً ضيقةً . الأقواس غير المتقاطعة تتداخل ،و الدماء الزرقاء تنفجر ، و نحن نصفق و نهتف .كثيرا كنت أنظر للأشياء بغير النظارة خلسة ، وأستمتع بألوانها المخالفة لطبيعتها و ذلك حين أنفرد بزوجتي فى غرفة النوم ، هى أكثر التزاما منى ، لم تخلعها مذ ولدت و أوصت أن تدفن بها ، أنسب تمردي بعد خلعها الى سوء خلق الزوجة أتلمس بيدي فخذها ، مؤمن أنا أن الممنوع مرغوب ، و أستغفر ثلاثا مما اقترفت من خلعها .أحيانا أخلع نظارتي لإزالة ما علق بها من غبار دون أن يراني أحد ،أستدير لحائط دورة المياه ،و أدعو "يارب استرها " ، أخلعها وأستخرج منديلا ورقيا وأمسح فى سرعة فائقة ،وأضعها ثانية على أرنبة الأنف وعضلات وجهي منفرجة بما أنجزت من مخالفات .مرة واحدة نسيت ونظرت إلى مدير الإدارة بعيني الجاحظتين : ما بينه وبين الجسم النوني لعيني غير زجاج نظارته فقط ،فسقط مغشيا عليه ،ومات دون أن أبرر له أنني ما كنت أقصد . يومها رأيت الألوان مختلفة والأشكال مختلفة وقررت تحرير محضر بالواقعة ، "000؟" ، " الدماء لونها أحمر " أجبت على سؤال تقليدي فقهقه ، " وأغرب من هذا : النيل ليس كاللبن الحليب " امتعض وأكد أنني خالفت ، كان على أن أطيع و ألا أعترض فأصحاب النظارات يرون الأشياء على طبيعتها .في المرة الأخيرة لخلع النظارة ، رأيت صورتي في التلفاز : شابا ثائر الشعر والذقن يلبسه جلباب مرقوع تحته قميص بنصف ياقة ، وبنطال يظهر في خرق الجلباب ، وأثر زيت العربات في يده اليمنى ، ويده اليسرى تحمل " فردة " حذائه اليسرى ،وقدمه اليمنى تلبس بقية الحذاء ، وعيناه زائغتان ، ويده بأثر الزيت بها ورقة حمراء وأخرى زرقاء ولسانه وشيء من شعر رأسه ، وخلفه عصابة تهتف – " النيل لا يجرى كاللبن الحليب " . !!

 

 

دعوة للقاء

 

 

 

 أحب ثلاث أميرات الأولى لأنني أنتمي إليها ،والثانية لأنها أمي، والثالثة لأنها تجمع بين الاثنتين

 

 

قالوا :هل تحبها ؟ قلت : نعم . قالوا : ولكنك لست قوميا ؟ قلت معقبا : هكذا أنا . قالوا باستخفاف : تعال معنا !! قلت بخوف : لا أريدكم . - الحجاج يريدك ! - أنا أحترمه ولكن لا أريده . - ألا تحبه ؟ - لا أكرهه . - إذن تعال لتراه . - ومن قال أنني أرغب في ذلك ؟ - قف !!! - لا أقف إلا لمن هو أعظم مني . - أخرج !!! - أنتم الأولى بالخروج . - تحرك !!! - لا - خذ ……… عندها لم أستطع أن أرسل لفظة للتأوه ، تحركت رغما عني ، قالت " عند آذان الفجر أيقظوه للصلاة " ، فركلوها ، قالت " أنا أمه " ، فزادوها ركلة ، سارت الأرض من قدمي حتى رأسي بينما كنت منبطحا ، وأظافري تلملم معها كل شيء ، حتى لملمت ملابس الرجال النساء ، فبدوا عراة ، وعندما أداروا لحالي ظهورهم تأكدت أن "هم" صارت "هن" لأن النساء في ديارنا تعرف من مقاعدها .  لقاء والحجاجفتحت عيني وكانت مملوءتان بالندف علي رأس قد شج ،فتقيأت …شرع في سبابي ، فأخبروني أنه يناديني ، تذكرت عندها قوله لابن جبير "شقيت وشقيت أمك " بملء في زعقت " احفظ أدبك " ، خرجت "أنا يا ابن الكلب " صخرة صدمتني ، لم تمر عبر قناتي السمعية ، ومع ذلك أحسستها ، كانت أمي نظيفة ، لم تخن أبي يوما ما ، وعاشت عمرها قديسة تحاجي علينا وعرضها من الهواء والنسمة الطائرة ، غير أن قوة السباب جعلتني أراجع نفسي ، لعلها عندما ذهبت إلي الأجداث نبشت بأظافرها الطين ، وخرجت فمارست الجنس مع كلب ، عالم من التهيؤات والرؤى ، وأشياء ترتمي فوق جسدي ، وألوان تمر دون أن تترك انطباعا محددا ، وأنا المرمي منهزما ومقهورا ، لا أحس بشيء من جسدي سليما …. أفقت علي رائحة نتنة تشبه إلي حد كبير رائحة الحراس حين ينفذون الأوامر .  ليس رأسهرفع حاجب الحجاج السيف ، فصل رأسي فسقط علي الأرض ، وارتد كالكرة ، فلقفته بين يدي وأعدته إلي مكانه ، هممت بالفرار . قال الناس حواليّ : لا مناص !! فعدت … نادي الحجاج : يا سياف ، فركعت أمامه استعطفه ، وأقبل يده "يا سيد الكون الكبير ، إن كنت سفيها لا أعلم مصلحتي ، فأنت الحليم الذي تحفظ مصالح الجميع …….." ، لم يدعني أكمل ما أردت من قصائد الشعر التي نظمتها في مديحه ،ازدادت انحناءتي رغبة في تقبيل قدمه لعله يتقبل أو يرضي ،إلا أنه رفع قدمه وداس أنفي فآلمني ،وحين سال الدم قام يلعق دمائي المتدفقة ، وينتفخ بطنه … يلعق فينتفخ ..ولما صار المكان لا يحتويه شقني سيافه نصفين ،اتجه نصف إلي اليمين ، واتجه النصف الآخر إلي اليسار …. وحين صار اليمين واليسار اتجاه واحد ارتميت في أحضان الحجاج . ولست أجد مبررا لأمي عندما أحضروها من قبرها القديم ؛ لتتعرف علي رأسي ، قالت : ليس فيه شيء يشبهه !!!! 

(*) شكرا للحجاج لأنه منحنا مساحة من الألم نخرج فيها تأوهاتنا.

(**) إشارة إلي المواجهة الشهيرة بين الحجاج بن يوسف الثقفي والعلامة سعيد بن جبير.

 

أضيفت في 18/05/2007/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية