ولد في حلب عام 1911
تلقى تعليمه في معاهد حلب للروم الكاثوليك حتى نهاية الدراسة الثانوية
ثم نال
الدبلوم في الصحافة من القاهرة.
عمل في حقل التعليم فدرس اللغة العربية والأدب العربي والتاريخ والجغرافيا
في
مدارس المعارف والمعاهد الخاصة في مدينة حلب
وهو صاحب ورئيس تحرير
مجلة"الضاد" الشهرية التي بدأ يصدرها عام 1931.
عضو جمعية الشعر.
مؤلفاته:
1-المنذر ملك الحيرة- حلب 1929- مسرحية.
2-الزفرات- حلب 1933- قصص أدبية اجتماعية.
3-في حمى الحرم- حلب 1933- رواية مقتبسة.
4-خيوط الغمام- حلب 1942- شعر.
5-وضوح الاملاء- حلب 46 الى 1941- كتاب مدرسي.
6-حصاد الذكريات- حلب 1966- شعر.
7-سفراء بدون تكليف رسمي- حلب 1978- يتضمن أعمال د.ابراهيم ديب.
8-من أعلام العرب في القومية والأدب- حلب 1978.
9-فنزويلا وجاليتنا العربية- حلب 1980- أدب رحلات.
10 قطاف الخمسين- حلب 1981- مقالات أدبية واجتماعية وانتقادية.
توفي سنة 1996.
في حلب عاش
في حلب عاش , وفيها أسس مجلة الضاد الحلبية عام / 1931م/
لتبقى
منارة للآداب والعلوم والفنون والاجتماعيات ولتبقى - كما
وصفها نجله رياض - شامخة كالطود , عالية كالسروة الماردة , لاتزيدها الرياح
الهوج إلا رسوخاً في أعماق الأرض وارتفاعاً في كبد السماء وهي لاتزال تصدر بعد
مرور خمسة وسبعين عاماً بالزخم نفسه لأن ذوي الشاعر آلوا على أنفسهم أن يتابعوا
مابدأه صاحبها ومؤسسها وأفنى عمره في سبيله يقول :
سأبذل في سبيل الضاد جهدي
لتسمو الضاد بالأدب الرفيع
فحبُّ الضاد ينمو في فؤادي
نمو الزهر في فصل الربيع
وليس غريباً لمن أعطى عصارة أدبه وفنه لأمته أن يحب
مجلته إلى درجة العبادة .
أوشكت أعبدها وكنت الراهب
صلى وصام على بلاط المعبد
أطعمتها من ذوب قلبي مااكتفت
تبغي المزيد وكل ماملكت يدي
وحرمت أطفالي لأشبع جوعها
نهم المطابع قد أطاح بموردي
شاعر مسيحي فخر بالإسلام
الشاعر والأديب الذي غاص في كتب الأدب والتاريخ , أدرك
أن المسيح بشر بالنبي (باسم أحمد) وقد وردت هذه البشارة في أبواب الإنجيل
يوحنا .
ونقلت عن التراجم العربية المطبوعة 1821-وسنة 1831 وسنة
1884 في مدينة (لندن ) وبرأيه أن من يريد أن يثبت بذور الفرقة بين المسيحيين
والمسلمين و يبعدهم عن الوئام يقتلنا ويقتل الوطن ولذلك دعا إلى نبذ الانقسام
وإلى التسامح الديني تحت سماء العروبة :
سأظل ما أبقيت حيا ً
بالصواب أجاهر
وأسير في ظل الصليب
وبالمسيح أفاخر
وفي قصيدة أخرى يقول :
عربي أنا , أحب نبياً عربياً ,
وأكرم الإسلام
فلنصن وحدة القلوب فإنا أمة تأبى
أن تموت انقساماً
ومايثلج صدورنا في الوقت الذي يتعرض فيه رسول الإنسانية
إلى أبشع إساءة ممن سولت لهم جاهليتهم النيل من شخص النبي الكريم - القصيدة
الجميلة التي طرزها الشاعر عبد اللّه يوركي حلاق باسم ( محمد ) صلى اللّه عليه
وسلم وفيها يقول :
إني مسيحي أجل محمداً
وأراه في سفر العلا عنواناً
وأطأطئ الرأس الرفيع لذكر من
صاغ الحديث وعلم القرآنا
ويؤكد الشاعر بأن هذا الحب رضعه
مع حليب أمه :
أمي أرادت أن أكون بنفسجاً
وبجب عيسى أن أذوب وأحمد
الدين للّه والوطن للجميع
شعار تبناه الشاعر ونادى به في
كثير من قصائده, ففي قصيدته لبنان يقول :
داء التعصب كالطاعون ذو خطر
على الجميع فكيف العقل يرضاه?
الدين للّه والأوطان تجمعناه
على صعيد إخاء قد ألفناه
وقد شعر بغصة ودمعة حرى عندما مر في مبنى الأمم المتحدة
في نيويورك فرأى في الساحة الممتدة أمام المبنى جميع الدول ا لمنتسبة إلى تلك
الهيئة وبينها العلم السوري فقال :
نحن من أصل عريق واحد
إيه ياربي وحّد علمي
فمتى نلقى لواءً واحداً
خافقاً في شملنا الملتئم
الشاعر عبد اللّه يوركي حلاق تغنى بمدينته التي كانت
موئلاً لكل المبدعين يقول :
من يعرب أهلي ومن حلب معاً
بلد الأشاوس والحسان الخرد
حلب تراب المكرمات ترابها
وعليه طاب تمددي وتوسدي
خيوط الغمام
عنوان الديوان الأول الذي أصدره الشاعر وفيه مجموعة
أشعار غزلية واجتماعية ووطنية قدم له الكاتب كرم ملحم كرم 1942 بقوله :
في خيوط الغمام شعر ماندت عنه الرشاقة ولاجفته العاطفة
فالسلاسة تجري فيه على انبساط والانسجام يسدده خطوه برفق هنيء وعطف شجي ,
والوصف البهيج يرقص في مهاويه :
لما أطل البدر شقت كل فستقة رداها
هذا وصف حلب الشهباء , وطن الشاعر وحلب مهد الفستق
النضير , الساطع في الأفنان كالنجوم اللوامع في الفلك الأزهر , وفي الأداء
إجادة تدل على عين ثاقبة ,وشاعرية مسعفة طروب :
شاخ الزمان وقلعة ال شهباء ظلت في
صباها
وترفد (خيوط الغمام) في شعره وطنية صادقة مراع يتغنى بها
في قصائد جمة , وطنية تسبغ عليهاالعروبة ظلها الوريف ويسقيها الاتحاد دمه
الصواح لتزهو وتنمو وهو الذي عُرِف بنضاله الوطني والقومي , فقد سار في ركاب
الكتلة الوطنية في سورية منذ مطلع فتوته , وناهض الانتداب الفرنسي بالكلمة
والعقيدة الوحدوية الراسخة فأوقف مراراً وضرب مراراً أخرى , وأنشدت قصائده في
كبريات الإذاعات العربية والاوروبية والامريكية .
عبد اللّه يوركي حلاق الصحفي
إضافة إلى كونه علماً مبرزاً وشاعراً وأديباً وكاتباً,
كان صحافياً أيضاً يحمل دبلوماً في الصحافة ويقدس العمل الصحفي الشاق , ويرى
الصحافي مجاهداً بالكلمة , شارك في العيد الأول للصحفيين وألقى قصيدة في 3شباط
1992م :
لو أن كل النيرات قوافي
لجعلتها عقداً لكل صحافي
حر يجاهد في سبيل بلاده
هدف المجاهد أشرف الأهداف
يفني لياليه على قرطاسه
ويذوب سهداً والعيون غوافي
تكريم يليق بالمبدعين
كرم الأديب والشاعر غير مرة فقد استحق الوسام الذي قلدته
إياه وزيرة الثقافة آنذاك السيدة نجاح العطار / 1985م/ .
وفي يوم الأربعاء / 1983/ أقيم في دار الكتب الوطنية
بحلب حفل تكريم للمبدعين الذين خدموا الوطن في مجالات العلم والأدب والفن
والصحافة , وكان شاعرنا واحداً من أولئك المكرمين .
إضافة إلى أنه يحمل وسام القدس ووسام ارامزام السرياني
برتبة فارس , نوهت بأدبه موسوعات عربية واجنبية عديدة , ترجمت بعض آثاره إلى
بعض اللغات الحية .
بعد كل هذه السيرة الحافلة بالعطاء ساءني ماقرأته مؤخراً
في خبر نشرته صحيفتنا من أن الشاعر كان يعاني من حالة قهر واكتئاب نتيجة
الإهمال الذي تعرض له, وكان آخر مانظمه قبل رحيله بساعات:
سئمت الحياة , سئمت البشر
سئمت العيش بهذا المقر
ماهكذانتمنى أن يموت العظماء وقد سئموا تكاليف الحياة
التي كانوا أكسيرها بماتركوه لنا من إبداعات ونتاجات .
|