عصافير العودة
الصمت يسدل رواقه على كل شيء 00ذكريات الأمس محفورة على مرايا
الذاكرة والحلم ينام ملء جفونـه 00كان يدرك أن اللقاء قريب 00 والنحل يعرف
مرعاه يتوجس صوت العصافير على أشجار الكينا والخروب00يشده صـوت اليرغول
أغاني الحصاد ين في مواسم العطاء ونسائم بيارات البرتقال تعطر المشهد
بجمالها كانت تمر أمام عينيه كشريط سينمائي 00 صور تتزاحم من هنا وهناك
تتراكم فــي شغاف القلب تنتظر العودة00 حتماً سنعود 00 حتماً سنعود قالها
بأعلى صوته بينما كانت عيناه تحدقان في الأفق البعيد 00 إلى هناك 00 إلى
هناك يا بني انظر 0000كانت الكلمات تشدني وهو يحدثني عنها 000 أشار
بباكورته إليها 00 انظر إلى تلك الكروم 00 هناك يابني 00 كنا نعيش00 ومازال
طيب الأرض يعيش في قلوبنا والعصافـير مهما غـادرت حتماً ستعود إلى أعشاها
كنت أدرك عمق المعاناة أتلمسها في حروف كلماته 00 مع كل شهقة زفير00 مع
حلمه الغائر في عينيه 00 مع زقزقة العصافير قبل الرحيل 00 مع كل أمنية
تـــشرع أبوابها لشمس الصباح 00 مع أول شعاع ينبثق من شغاف القلب يحمل في
طياته نبضات المعاناة 00أسدل ظره الحاني على الجدار00 قال وهو يربت على
كتفي : الفراق صعب يا بني 00 والغربة مرة 00!!!!
تنهد ملتقطاً أنفاسه التي تعلو وتهبط كموج البحر يعلوها بحة ٌ في
صوته ومد يده إلى جيبه وأخـرج أوراقــاً رثـه أكل الدهــر عليها وشرب 00
وبدأ يتمحصها 00أتعرف ما هذه الأوراق؟؟
قلت باستغراب: لا 00 علت وجنتيـه ابتسامة ثم قال: خـذها إنها
أمانة 00 احفظها لديك 00 و اجعــل أبناءك يحفظونها من بعدك 00 ازداد شوقي
وتلهفي لمعرفة ما تحمله هذه الأوراق في طياتها 00 و لكن سرعان ما وقعت
عيناي عليها و كانت الفرحة تطير من قلبي لا تجد متّـسعا ً لشدتها 00 حلماً
كان ينام ملء جفونــي00إنها صكوك إثبات الملكيه 00 همس في أذني مودعاً 00
حافظ عليها 00000 حتماً سنعود 000 حتماً ســنعود00000 حتماً سنعود
|