أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 15/08/2024

الكاتب: فيصل سليم التلاوي-فلسطين

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

فيصل سليم التلاوي

-ولد عام 1948 في تل - نابلس- فلسطين

-بكالوريس آداب - جامعة بغداد -1970

-عمل مدرسا في عدة أقطار عربية

-نشر العديد من القصائد والقصص القصيرة في الصحف والمجلات .

 

صدر له:

-أوراق مسافر (شعر) مركز الحضارة العربية- القاهرة- ‏‏1998

-يوميات عابر سبيل (قصص قصيرة) مركز الحضارة العربية- القاهرة-1999

-على مفترق اليقظة والحلم (شعر) مركز الحضارة العربية- القاهرة - 2001

-لبلاد طلبت أهلها (قصص قصيرة) مركز الحضارة العربية- القاهرة -2001 .

-النعاس يغشى المدينة (قصص قصيرة) مركز الحضارة العربية - القاهرة-2007.

-وكر الزنابير (رواية) مركز الحضارة العربية - القاهرة -  2007.

-من يعلق الجرس (رواية) مركز الحضارة العربية – القاهرة - 2010

 

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

حديقة بلا سياج

طلب توظيف

القطار 

 

 

القطار

  

صعد الرجل العجوز درجات سلم القطار بخطوات واثقة , حيث لم تنل السنون من ثبات قدميه واستقامة قامته وحدة بصره . ما لوحت له يد بوداع .

جلس في ركن العربة طاويا تحت إبطه صحيفة ومجلة , لا بد أنه قد حرص على اقتنائهما لتزجية الوقت في رحلته الطويلة .

 

لم تنقض سوى دقائق معدودات حتى امتلأت العربة  حوله بمجموعة من الشباب في مقتبل أعمارهم , يجمعهم حديث متداخل مشترك حول تصديق الشهادات الجامعية التي نالوها حديثا من بلدان شتى , مختلط بفرح تشي به ملامحهم وتشع به عيونهم واجتهاداتهم المتضاربة :

- الخارجية أولا ثم التعليم العالي .

 

- السفارة قبل ذلك .

- بل سفارة بلادك في الخارج قبل ذلك كله .

ودّ  لو يدخر لهم جهودهم , ويوفر عليهم أوقاتهم ونقودهم التي سينفقونها في مشاوير ذات اتجاهات خاطئة فيقول لهم بكلمات مقتضبة:

- من صدقها من سفارة بلاده في الدولة التي تخرج منها ، فليذهب للخارجية ثم للتعليم العالي , أما من صدقها من خارجية الدولة فقط دون سفارة بلاده هناك , فليذهب إلى سفارة الدولة هنا أولا فالخارجية فالتعليم العالي , فيحسم بذلك كل قول . لكنه تردد قبل ان يقولها , وحدث نفسه قائلا:

- ومن قال إنهم سيصدقونني ويأخذون برأيي ؟ ونبش عميقا في غور ذاكرته وهو يسترجع عشرات الجولات التي قطعها في رحلة تصديق شهاداته الجامعية وشهادات الخبرة بعد ذلك في سيارات التكسي آنا وعلى قدميه آونة أخرى , دون ان يسأل احدا , وأردف محدثا نفسه:

- لا أحد يصدق تجربة غيره , ولا أحد يقتنع بخبرة من سبقه , لا يقتني الإنسان إلا الشيء الذي يدفع ثمنه من كيسه .

 

دعهم يجربون حتى يهتدوا لضالتهم بأنفسهم, وأضاف هامسا لنفسه:

- ثم إنهم قد يلتقطون إشارة غمز واستخفاف تطيح بالنشوة التي تدور برؤوسهم عندما يدركون أن هذا العجوز المنزوي في ركن العربة أمامهم قد مر بتجربتهم هذه , وفرح الفرح الذي يفرحونه الآن قبل ما يقارب الأربعين عاما .

لم يطل مكث هؤلاء الشباب بصحبة العجوز في عربة القطار, فسرعان ما نزلوا في المحطة التالية , وخلت العربة إلا من العجوز وحده لبضع دقائق ريثما ازدحمت بشباب أكبر سنا بقليل من الدفعة السابقة , وقد فاحت من أحاديثهم روائح النفط وأزيز الطائرات والموانيء البحرية وركوب الأخطار , مما يوحي بانخراطهم في عالم الأعمال والأسفار والاغتراب لاهثين وراء الثروة والشهرة والجاه .

يطول حديثهم وتباريهم في سرد غرائب الأخبار والمغامرات التي ينسبها كل منهم لنفسه ( فليس أكذب من شاب تغرب إلا ...) وأطبق العجوز فمه عن إتمام بقية القول خشية أن يناله منه نصيب .

 

تطول رحلة هؤلاء نسبيا أكثر من سابقيهم , فمحطتهم التالية أبعد مدى , لكنهم يدركونها بعد لأي على أي حال .

 

يغادرون القطار دفعة واحدة ويبقى العجوز في ركنه متصفحا جريدته, بينما  يصعد لمرافقته في العربة فوج جديد . أزواج متأنقون وزوجات جميلات هذه المرة , بعضهن يحضن أطفالا على صدورهن وأخريات يمنين أنفسهن بالدخول في التجربة .

 

تختلط أحاديث  هؤلاء الرجال حول المستقبل وتأمين العيال وأسعار الأراضي وبناء المساكن , بينما تتحدث نساؤهم من وراء مكياجهن الفاقع عن أحدث الأزياء ومواصفات غرف النوم والسفرة وأحدث الأكلات العصرية التي يتابعنها مع الشيف رمزي وأضرابه من طهاة الفضائيات وقد أنسين ذكر طهو أمهاتهن وجداتهن .

تطول بهؤلاء المسافة طويلا قبل بلوغ محطتهم التالية , مثلما يطول على العجوز إرغام نفسه على تجرع ثرثراتهم المتداخلة التي لا يكاد يسيغها , والتي يحس أنها معاول تنقر في دماغه فتسبب له الصداع والغثيان .

 

يتنفس الصعداء أخيرا عندما يزفر القطار زفرته الطويلة مؤذنا ببلوغ المحطة التالية , فينفض من حوله هؤلاء الذين ما أخمد السفر الطويل ألسنتهم , ولا هد أبدانهم , يتسابقون متدافعين عبر باب العربة الذي يلفظهم إلى رصيف المحطة ليستقبل غيرهم .

 

دفعة جديدة من الكهول بصلعاتهم اللامعة ونظاراتهم الطبية , وبقايا أناقة تنبىء عن أيام بذخ فائتة , وتنم عن مهابة آفلة .

 

يجلس الركاب الجدد برزانة ووقار , يصمتون أكثر مما يتكلمون على نقيض الدفعات السابقة من الركاب . تتمحور أحاديثهم المقتضبة حول الأبناء الذين بلغوا أشدهم , وحلوا محلهم , فملؤوا كل فراغ خلا باعتزال آبائهم وخلودهم إلى سكينة وادعة . وأحيانا يعود بهم الحديث إلى ذكريات شيقة خلت , أو يحملهم على جناحه فيطالعون وجوه أحفادهم وحفيداتهم الصبوحة فينتشون فرحا يرتسم بسمات على وجوههم .

 

لم تطل صحبة العجوز لهذه الدفعة المريحة من الركاب , إذ سرعان ما أدرك القطار محطته التالية التي غيبهم فيها رصيفه الموحش , فشهق شهقته المفجعة المعتادة مواصلا سيره .

 

لم يصعد أحد في هذه المحطة  إلى عربة العجوز الذي عاود من جديد تصفحه للمجلة التي تصفحها من قبل مرات ومرات لا يحصي لها عدا .

لم يطل مسير القطار حتى توالت زفراته الحادة المتقطعة مثل نباح متواصل لكلب جريح مؤذنا ببلوغ المحطة النهائية .

لم يتزحزح العجوز من مكانه , ولا همّ بمغادرة القطار ,بل واصل تقليب صفحات مجلته , واستمر على ذلك حتى أدركه مفتش القطار الذي يمر على العربات واحدة واحدة ليتأكد من خلوها من الركاب ,وان القطار قد أفرغ حمولته كلها قبل أن يبدأ رحلة العودة .

فوجىء المفتش بالعجوز الذي لم يبرح مكانه بعد فسأله :

- لم لم تغادر القطار أيها الشيخ وقد أدرك محطته النهائية؟

- ألا أستطيع العودة معكم في رحلة الإياب ؟

- أبدا , فهذا قطار ذو اتجاه واحد , ذهاب فقط . لا يؤوب إلا فارغا , ليتمكن من الإتيان بحمولة جديدة كاملة .

- ولو دفعت لكم ثمن التذكرة مضاعفا , وتعهدت بالعودة معكم في الرحلة القادمة؟

- كلا , فلا يحق لراكب أن يركب هذا القطار غير مرة واحدة في العمر .

لا بد ان تنزل أيها الشيخ ليتسنى للقطار أن ينطلق عائدا إلى محطته الأولى .

- وماذا أصنع هنا في هذه المحطة؟

- تنتظر على الرصيف , تنتظر الذي يأتي والذي قد يطول أوان قدومه أو يقصر ,أنت وحظك . وأردف المفتش :

- كثيرون من ركاب القطار لا يبلغون هذه المحطة أيها الشيخ, وقلة يبلغونها وقد هدهم الإعياء والتعب فلا يطول انتظارهم على رصيفها الموحش المهجور , وأقل منهم من يبلغها متعافيا صحيح البدن مثلك فيطول انتظاره .

  نهض الشيخ من مكانه هابطا درجات سلم العربة متمتما :

- إنني أستطيع تحمل مشاق الرحلة كلها , ومن محطتها الأولى وحتى الأخيرة لو تتاح لي الفرصة ثانية .

يلقي به السلم على الرصيف الموحش المهجور مقرورا وحيدا ليبدأ الدخول في تجربة الانتظار.

 

 

 

طلب توظيف

 

عامان مرا على تخرج إبراهيم في الجامعة ، أدمن فيهما على تقليب الصفحات الداخلية للصحف اليومية متعقبا إعلانات التوظيف ، مدققا في عناوينها ، مجشما نفسه عناء الوصول لمكان الإعلان مهما بعد، مستفسرا ومستوضحا عن أمور يمكن الاستفسار عنها هاتفيا بدل تحمل مشقة الوصول إليها.

 

بل إنه ليتابع على وجه الخصوص إعلانات الأماكن النائية ، لاعتقاده أن كثيرا من طالبي الوظيفة لا يعيرونها اهتماما ، فهم لا يبحثون عن الوظيفة إلا من باب رفع العتب أمام ذويهم ، كما أنهم يدللون أنفسهم  كثيرا فلا يقبلون إلا على الأماكن القريبة من مساكنهم ، والتي لا تحملهم عنتا بمشقة مواصلاتها ووعثاء السفر إليها . مؤملا نفسه أن يكون حظه أوفر في الأماكن النائية .

 

عامان بطولهما انقضيا ، غرس إبراهيم فيهما نظره  في آلاف الإعلانات ، وتقدم  بمئات الطلبات مرفقا معظمها بالصور المطلوبة والمصدقة للمؤهلات ، وأجرى عشرات المقابلات الشخصية ، بل وألقى عشرات الدروس التجريبية أمام لجان الاختيار في المدارس الخاصة ، وكان في جميعها  مبدعا متألقا في مادته وأسلوبه وقدرته على إدارة الصف وجذب الطلبة إليه . وانتهت كل تلك المقابلات بالبسمات الواعدة والمطمئنة التي تعقبها الإجابة المكررة :

- سنتصل بك إن وقع عليك الاختيار بعد إنهاء كافة المقابلات .

 

وظل ينتظر عامين كاملين لم يتصل به فيهما أحد ، وكثيرا ما كان يراجع المؤسسة نفسها مستفسرا عما إذا كانت نتيجة المقابلات قد ظهرت ، وهو إنما يقصد أن يذكرهم بنفسه وبطلبه وببلائه الحسن في المقابلة ، فربما يكون طلبه قد نسي في درج طاولة ، أو أن اسمه قد سقط سهوا فيذكر بنفسه ، فلا يتلقى إلا الجواب عينه :

-  تابع الصحف ، إعلاناتنا تظهر في الصحف ، أو نتصل بك هاتفيا عند الحاجة .

 

لا يعير إبراهيم أدنى اهتمام للإشاعات المغرضة التي يطلقها المرجفون من أن هذه الإعلانات كلها شكلية ودعائية، وأن التعيين يكون قد سبق الإعلان بمدة طويلة وأن المؤهل الوحيد الذي يعتد به هو الواسطة وحدها .

 

لا تفت هذه الدعايات من عضد إبراهيم وهو يواصل تقديم طلباته بنفس الهمة العالية ،  ويعتقد أن أصحاب هذه الدعايات إنما هم من الكسالى الذين يبررون ضعف مستواهم وفشلهم في المقابلات فيسعون لإحباط غيرهم .

 

يعود كل مرة بخفي إبراهيم الذين اهترأتا من طول المسير ولا يجد ما يجددهما به ، وليس بخفي حنين كما يقول المثل ، ولا يحير جوابا يرد به على أمه وأخواته اللاتي أمضين نهارهن في انتظار عودته مؤملات أن يفتحها الله في وجهه ، وأن يتعلق بخيط وظيفة مهما كان واهيا ، فقد بتن يخشين عليه قعوده عاطلا عن العمل وتأثير ذلك على نفسه أكثر مما يخشين على أنفسهن .

 

قبيل نهاية العام الدراسي في شهري نيسان وأيار يحل موسم الإعلانات المدرسية  فتتبارى المدارس في إعلاناتها ، وتزدحم صفحات الجرائد بطلبات التوظيف من كل حجم ولون وعبارة جذابة مستملحة .

 

يفرد الإعلان صدره العريض لمزايا المدرسة ، بدءا بمرافقها الترفيهية العصرية   ورياضاتها المتنوعة من الفروسية إلى إجادة فن العوم في أرقى المسابح الحديثة ، ثم يثني بالثناء على هيئتها الإدارية وفلسفتها التربوية الملتزمة دينيا ووطنيا ، واعتمادها  أحدث الأساليب التربوية العصرية. ثم يوجز في ذيل الإعلان عن حاجة المدرسة لمدرسين ومدرسات من كافة التخصصات ، مشترطا الكفاءة والخبرة والفتوة ، محذرا من هم فوق سن الخامسة والأربعين من التقدم بطلباتهم ، ولا ينسى اشتراط شهادة I.C.D.L لضرورتها الملحة في زمن الحاسوب والانترنت والعولمة.

 

يركض إبراهيم في هذا الموسم ركضا ليتمكن من تقديم أكبر عدد من الطلبات .

يسري كل يوم من قريته البعيدة ، ويظل حتى الثانية بعد الظهر متنقلا بين أحياء العاصمة من مدرسة إلى أخرى ، مؤملا نفسه أن ينال في الموسم الثالث ما لم ينله في الموسمين السابقين .

 

لا يدري لماذا تفاءل كثيرا عندما طالع إعلان ( مدرسة الطريق القويم)، فلعل اسمها قد جذبه، فيمم وجهه شطرها مبكرا فور قراءته الإعلان وهو يمنّي نفسه أن تكون اسما على مسمى ، وأن يكون له فيها نصيب .

 

ملأ طلب التوظيف ببياناته الشخصية وسلمه للموظف المختص ولم ينس الاستفسار عن موعد إجراء المقابلات .

أجابه الموظف بعد أن سأله إن كان قد ملأ الخانة الأخيرة حول أدنى راتب يقبل به :

- تابع الصحف ، ستعلن المواعيد في الصحف اليومية .

 

واستمر على متابعته الصحف اليومية ، فهو يفعلها باستمرار دون ان يطلب أحد منه ذلك ، فهي نافذته الوحيدة التي ينظر منها إلى الوظيفة وإلى الدنيا كلها . وليس له إلا الوقوف أمامها مهما أوصدت حتى تنفتح ذات يوم.

 

وصدقت ( مدرسة الطريق القويم )  وعدها ، فلم تنقض الأسبوعان حتى أعلنت عن موعد إجراء المقابلات الشخصسة لطالبي الوظائف ، مخصصة يومين لكل مادة.        كعادته كان إبراهيم أول الواصلين إلى المدرسة ، فلم يستمع لنصائح الناصحين الذين   اقترحوا عليه أن يذهب آخر الدوام عندما تكون لجنة المقابلة قد فترت همتها ،وصارت تختصر الوقت وتقلل الأسئلة ، بدل الذهاب صباحا واللجنة على أتم الاستعداد ، قد شحذت عزمها وسنت أسلحتها بكل سؤال معقد وعقيم تستعرض به عضلاتها وتدعي تميزا وعلوا على سائر الممتحنين .

 

أجرى المقابلة بنجاح وجرأة اكتسبهما من طول خبرة في مثل هذه المقابلات ، واحس بالرضا التام عن أدائه وأمل نفسه أن يكون من أوائل المقبولين .

وبدافع من طمأنينته تلك تشجع لسؤال أعضاء اللجنة عن موعد ظهور النتائج ، حيث تلقى الجواب المعتاد :

- ستظهر الأسماء في الصحف أو نتصل بكم هاتفيا .

 

عاد إبراهيم أدراجه إلى قريته وهو يؤمل خيرا،وقد اطمأن لهذه المقابلة أكثر من غيرها ، لكنه مع ذلك لم يفصح عن شعوره لأحد ، فقد تعلم  بخبرته القصيرة ( أن يحذر الفرح ، لأن خيانته قاسية) .

لما طال على إبراهيم الأمد ، ولم يظهر اسمه في الجريدة ولم يتصل به أحد ، قرر ان يفعلها كعادته ، أن يذهب بنفسه للمدرسة مستفسرا ومذكرا بنفسه .

كانت هيئة المديرين تعقد اجتماعا عندما وصل إبراهيم إلى المدرسة .

 

-ربما لإلقاء النظرة الأخيرة على الأسماء المرشحة للقبول قبل إعلانها .

 

هكذا حدث إبراهيم نفسه ، ولم يشأ أن يكدر على المجتمعين خلوتهم بسؤاله ، فجلس في غرفة مجاورة للإدارة منتظرا أن ينفض اجتماعهم ليبادرهم بالسؤال عن اسمه إن كان بين المرشحين للوظيفة .

 

لكن أصواتهم المختلطة كانت تصل إلى مسامعه وهو في الغرفة المجاورة دون ان يشعر بوجوده أحد إلا الفراش الذي أومأ إليه بالجلوس منتظرا في الغرفة .

يرتفع صوت أحدهم معدد مزايا الخطة :

- أرأيتم ما عا د به علينا الإعلان في الصحف ؟ أسبوعان من تقديم الطلبات وأسبوعان من المقابلات والمدرسة كأنها ميدان الطرف الأغر ، مئات من المدرسين والمراجعين اصطفوا بباب المدرسة ، بعضهم جاء من مدن وقرى بعيدة . حراك ملأ الشارع كله ، ولفت أنظار الجميع إلى مدرستنا الناشئة . ويضيف آخر:

- وكل من حضر أخبر أهله وأصدقاءه بموقع المدرسة ولفت نظرهم إلى مزاياها  المعلنة المتعددة .

- ترى كم طالب سيلتحق بالمدرسة نتيجة لهذا الإعلان ! أنسيتم إعلان السنة الماضية وكم أسهم في تنشيط الحركة وجذب طلبة جدد ؟

- وتقول لي يا أبا خليل لا ضرورة للإعلان ، نحن لا نحتاج لمدرسين ، ومدرسو المدرسة عددهم كاف ، ولم يستقل منهم أحد .

- أهذه خبرة العشرين عاما في الإدارة المدرسية التي تباهي بها ؟

- يا عزيزي ، الإدارة المدرسية في المدارس الحكومية تعامل مع طلبة ومدرسين وأولياء أمور وليست تسويقا .

- إن رغبت في الاستمرار معنا فانس إدارتك السابقة ، الإدارة هنا ترويج بضاعة ،   تعلم فن التسويق .

 يلزمك ان تاخذ دورة في علم التسويق العصري ، فقد صار علما قائما بذاته ولم يعد فنا مكتسبا .

- نحن بهذا الإعلان استقطبنا عشرات الطلبة الجدد ، ولفتنا نظر الناس إلى مدرستنا وأعطيناها حجما يفوق حجمها أضعاف المرات ، ولم نكن بحاجة لا لمدرسين ولا لمدرسات من أي تخصص ، ولم يكلفنا ذلك سوى ثمن الإعلان الزهيد .

 

قام إبراهيم من جلسته ومضى على رؤوس أصابعه ، حتى لا يشعر بوجوده أحد  فيفضح الفراش الذي تواطأ -  لأمر في نفسه - على إسماعه الحديث الذي سمعه .

أدار ظهره ومضى ، وكلما قابله شخص ممن يعرفهم قاصدا المدرسة للاستفسار عن النتائج أومأ إليه أن اجلس في الغرفة المجاورة للإدارة ريثما تسمع اسمك .

 

 

حديقة بلا سياج

 

كانت لا تزال غضة طرية ، تخلب براعمها المتفتحة عين الناظر إليها ، حيثما وقعت عيناه عليها مدبرة أو مقبلة ، مهما لفعت  أغصانها اللدنة الممتلئة ، وغلفت ثمارها الشهية - التي تتوق إلى  موسم قطاف- ببرقع من حياء شفيف تمشيا مع أعراف أهل الريف .

 

فماذا تنتظر الثمرة الناضجة غير القطاف ؟ وبيدٍ صناع ، وإلا فمآلها إلى ذبول وعطَنٍ .

 

كان الصيف في أوائله ، ومواسم الجني في بداياتها ، والثمار بعد غضة تلسع لسان مُتذوقها يوم أتاها من بعيد، يختزن في صدره حرمان عمر شرقيّ بطوله ، يتحرق ظمأً ويتوق لري غليل كابده عمرا بطوله .

 

جنى ثمارها واعتصر كرمها ، نهل وعلّ حتى الثمالة ، فِعل نَهِمٍ بعد طول ظمأ وحرمان .

 

لكنها لم تكن إلا( جمعة مشمشية)غادر بعدها من حيث أتى ، ومضى يبحث عن لقمتي عيش ، وليس عن لقمة واحدة كسابق عهده ، وربما عن لقمة ثالثة لغرسة توهم أنه  أفلح في غرسها ولكن خاب ظنه .  خلف أرضه التي حرثها بهمة وانفعال شديدين- لكن لحرثة واحدة- خلفها دون بذار مؤملا إياها ريّاً أفضل في موسم مقبل .

 

أودعها في بيت أهله على عادة الفتيان المغتربين من أبناء الريف . ولما كانت ابنة تاجرالقرية وثريها ، فإنها لم تعتد لا هي ولا ذووها على مكابدة هموم الزراعة ومواسمها من حرث وتعشيب وحصاد ودرس ، ثم إن والدها قد اشترط لدى موافقته على تزويجها من محمود  أن لايكون لها شأن مع الفلاحة بتاتا.ولما كان جمالها الأخّاذ يشفع لها ، والمتهافتون على أعتاب والدها يبدون استعدادهم لتلبية كل شروطه ، فقد وافق اهل محمود على بقائها في المنزل طيلة النهار أثناء انشغالهم في الحقول .

 

إن تطوعت من تلقاء نفسها فأعدت لهم طعام العشاء قبيل عودتهم منهكين متأخرين ، كان ذلك حبا وكرامة ، وإلا فهي في الخيار من أمرها معززة مكرمة .

 

كانت تمضي سحابات أيامها في نوم إلى وقت الضحى  ثم تسلي نفسها ببعض الأشغال المنزلية الخفيفة ، فإن سئمت الوحدة وحاصرها الفراغ ، لم تجد لها ملاذا غير بيت أهلها ، رغم أنها قد ملت سماع توجيهات أمها ونصائحها المتكررة بوجوب الإقلال من الخروج من منزل أهل زوجها أثناء غيابهم ، وإن كانت لا بد فاعلة فعليها أن تلتزم بآداب الطريق المعروفة لكل نساء الريف ، خاصة من كانت في مثل حالها شبابا وجمالا وغيبة زوج ،فعيون الجميع مصوبة نحوها وطامعة فيها . ومع أنها تحفظ وصايا أمها عن ظهر قلب ، وتستطيع أن تُذَكرها بالكلمة التي تنساها بين مرة وأخرى ، إلا أنها كانت تحس أن شيئا ما يدغدغ كيانها  ويملؤها نشوة وزهواً وهي تطالع عيون المعجبين المصطفين على جانبي الطريق وسط سوق القرية المكوّن من بضعة دكاكين .تتعمد سلوك هذا الطريق المزدحم ، متذرعة بقصره عن الطريق الآخر البعيد الذي يمر بطرف القرية ، والذي يندر عابروه .

 

وقد تجد شيخا لا يتمالك نفسه لدى وقوع نظره على هذا الوجه الصبوح ، فينطلق لسانه مصليا على النبي مردفا:

- يا أرض احفظي ما عليك.ِ

 

ويثب شاب من جلسته منتصبا كمن لدغته أفعى مخلفا وراءه الحجر المُربّع الذي كان يلبد فوقه منتظرا هذه اللحظة ، وقد تواتيه الجرأة فينطق بعبارة غزل ولهفة تسقط  في أذنها سقوط الجوهرة في  الكف ، وإن تظاهرت بعدم سماعها .

 

 كانت تطرب لعبارات الثناء  والإعجاب وتجد لها صدًى  يملأ فراغا في حياتها لا تجد من يملؤه ، وقد تنفرج شفتاها عن طيف ابتسامة أحيانا ، أو تحاول تثبيت منديلها على مقدمة شعرها ، وقد أرخت له العنان من قبل ليتراخى إلى مؤخرة رأسها .

 

كان ذلك الانسحاب وحده ، الذي يفسح المجال لغُرتها الشقراء أن تتطاير مع هبات الهواء  فتردها بيسراها إلى سابق عهدها ، إلى جانب بعض التثني المصطنع في خطوات معدودة كأنها تضع لمسات على بعض مواضع الفتنة في الجسد الظامىء .

 

هذه الإيماءات وحدها كانت كافية لإشعال حرائق من الشهوة يتلظى بنارها المعجبون الطامعون . لكن أحدهم ما نال منها وطَرا . لا هذا الذي يمضي ليله يحوم حول بيتها مثل ثعلب شرهٍ ، ولا ذاك الذي اعتاد أن يقذف بوردته الحمراء إلى شباكها كل مساء دون أن يجرؤ على الإفصاح عن نفسه ، ولا معلم المدرسة الأنيق في بدلته الإفرنجية السوداء الذي يطيل عبارات الثناء التي يكتبها في كراسة شقيق زوجها الصغير .

 

كل هؤلاء وغيرهم ما ظفروا منها بأكثر من نظرة بطرف عين ، أو مشروع ابتسامة تهيأ لهم أنه ارتسم على محياها .

 

أما هي فقد كانت تنتشي طربا بنظرات المعجبين وهمساتهم وتعليقاتهم ، وتجد فيها إلى جانب رسائل تردها بين شهر وآخر من الزوج الغائب الذي فجر ينابيعها، وأيقظ الفتنة النائمة ثم تركها ومضى ، وهو يؤملها ويعدها مرة إثر مرة بقرب الموافقة على طلب الاستقدام والحصول على تأشيرة الدخول .كانت تجد في ذلك تسليتها الوحيدة .

 

وحتى تؤنس وحدتها ،وتقطع طول ليلها ، وتذهب عنها بعض الروع الذي قد يتسلل إلى نفسها كلما كسر سكون ليل الريف صوت حيوان أو إنسان في هدأته العميقة ،وحرصا من حماتها على صون هذا الكنز الذي حظي به ابنها دون سائر شباب القرية ، فما كانت تكتفي بالبخور والشب الذي تحرقه وتطوف به حول رأسها وسائر بدنها متمتمة بما تحفظ من الأدعية لتطرد عنها عيون الحاسدين والأرواح الشريرة .

 

إلى جانب ذلك فما كانت تطمئن إلا إلى ناطورها الأمين الذي دربته وعهدت إليه حراسة زوجة أخيه ، والنوم معها في غرفتها ،وفي نفس فراشها ، ولا تنسى أن تؤكد عليه مرارا بأن لا يغفل عنها ، وأن لا يغلبه النعاس فينام قبلها ، وتخاطبه مشجعة:

- أنت راجل ، عليك أن تحرس زوجة أخيك حتى تنام, ثم تنام بعدها لتكون جديرا بأن أزوجك أختها .

 

تقبل سعيد الأمر على مضض في أيامه الأولى ، فقد اعتاد من قبل أن ينام حرا يتقلب في فراشه كيفما يشاء ، ويرمي بغطائه عن بدنه أنىّ يشاء ، ويحلم أحيانا بصوت مسموع كما يخبره والداه في صبيحة اليوم التالي .

 

وخشي أن تتضايق زوجة أخيه من تصرفاته أو تفزعها أحلامه . لكنه يوما بعد يوم صار يألف المكان ويبكر في موعد نومه . إنه يحس بدفء يغمر كيانه ، ونشوة تسري في سائر بدنه ما أحس بمثلها من قبل .

 

في أول أيامه كان يغمض عينيه على استحياء ، وينام غير ملاصق لجسد زوجة أخيه ، وإن كان في أعماقه يتمنى أن يقترب منها ، وأن يلامس جسده جسدها ، لكن الشجاعة لا تواتيه، ويخشى أن تعد ذلك قلة أدب فتشكوه لأمه في اليوم التالي . لكنه كان يتظاهر بالنوم أحيانا ، فيقوم بحركات لا إرادية ، يمد يده أو رجله في حركة عفوية لتلامس الذراع البض أو الفخذ الممتلئة وما تكور أعلاها ، فيحس أن تيارا كهربائيا يسري في أوصاله , فيسارع إلى سحبها ثم يدير ظهره ويتكور على نفسه،ويضيع في متاهة على مفترق اليقظة والنوم.

 

نام سعيد كعادته غير ملاصق للجسد الفائر بجانبه .آخر نظرة تلصص بها من بين فرجات أصابعه التي غطى بها عينيه متظاهرا بالنوم أرته الجسد الممدد على ظهره ، وقد انحلت عرى قميص النوم الشفيف فبان عاريا معظمه . لم يخف عن ناظريه منه سوى بعض خلجان نائية .

 

ألقى سعيد نظرة وداع على التلال والروابي الخضراء التي رآها وغط في نوم عميق لم يقطعه سوى حلم غريب. حَلم أنه يسمع صوت أنفاس تتلاحق متصاعدة ، وأن الفراش تحته يهتز اهتزازا متتابعا ، وأن ذراعين ناعمين وفخذين أملسين يطوقانه ويهصرانه هصرا ،وساقين يلتفان حوله بقوة، وشفتين حارتين تطبقان على فمه كأنما تحاولان انتزاعه انتزاعا ، والأنفاس تتلاحق حتى تستحيل إلى لهاث متقطع . .بينما يداه الصغيرتان تقبض عليهما من معصميهما يدان قويتان  تجرانهما جرا نحو أكمتين ناعمتين مستديرتين ، نفر في وسط كل منهما مثل حبة عناب ناضجة . وقادتاه مرغما على أن يدعك ويدعك بقوة ليست قوته ، وأن يعضعض بأسنان ليست أسنانه .

 

أفاق مذهولا ،وشقّ طرف عينيه آسفا على ضياع الحلم الجميل ،لكنه أطبقها بقوة عندما ألفى نفسه يمتطي صهوة صدر ممراع، ويمرغ وجهه يمنة ويسرة وسط أخدود بين نهدين صلبين نافرين لا مثيل لهما إلا ذانك اللذان رآهما في منامه .

 

أطبق أجفانه بشدة خشية أن يفر من بينهما الحلم العذب ، وقرر أن يتشبث بحلمه حتى الصباح ،وأن يحلم به كل ليلة ،وأن لا يحدث أحدا عنه خشية أن يجفل ولا يعود.

حرص سعيد كل ليلة على أن ينام مبكرا ،وأن يحافظ على حيائه المعهود ، فيترك مسافة ولو ضئيلة بين جسده وجسد زوجة أخيه ، ويلبد منتظرا حلمه الساحر الذي ظل يعاوده كل ليلة , لا تكاد تنقضي لحظات على إغماضة عينيه حتى يباغته الحلم الليلي الموعود. يبتدىء بلمسة سحرية من أنامل دافئة تلامس طرف كتفه فيلبي النداء وينقلب على ظهره مهرولا داساً نفسه في أعماق مكمنه الليلي الذي ألفه منذ اهتدى إليه ليلة الحلم الأول .

 

يلفه دفء غامر يسري في عروقه ،ويعبق أنفه برائحة الشذا المنبعث من كل مكان حوله. لم يعد يتكور على نفسه في نومه ، بل إنه يجهد نفسه في أن يتمدد ويمط نفسه عاليا وسافلا محاولا أن يملأ حيّز هذا الخليج الساحر الذي يرسو في أعماقه ، وأن يلامس بجسده كل نتوء ، ويتتبع كل حِنوٍ من أحناء هذا الغور الدافىء الذي تطبق ضفافه عليه بقوة ، وتهدهده جنباته حتى يغفو إغفاءته الليلية التي يتمنى أن لا يطلع فجرها .

 

بعد أن ينفض الاشتباك الليلي ،وقبل أن ينبلج الفجر يجد نفسه ممددا على نفس هيئته التي أسلم نفسه بها عندما أوى إلى مضجعه محافظا على مسافة الشعرة التي تفصله عن الجسد الذي سرح في أرجائه طيلة الليل على جناح الحلم اللذيذ .

 

ولا ينسى في غده أن يتظاهر بالبله وفقدان الذاكرة عندما يدركه الصباح ، وأنه لا يعي من أمر ليلته الفائتة شيئا:

إنه صغير ،ابن عشر سنين ، لم يطلع بعد على عورات النساء ، ولا يعلم  شيئا ،ولا يعدو الأمر بالنسبة له أن يكون لحظات دفء وحنان وحلم .هكذا أولت الأمر لنفسها ، وارتاح ضميرها لهذا التأويل الذي ارتأته وجنحت به على هواها.

 إنها لا ترتكب إثما ، ولا تأتي محرما ،تدفىء الصغير وتقيه من لسعة برد متسللة إلى بدنه ليس إلا. لم يكن الأمر كله أكثر من أطياف لطيور مهاجرة تعبر أفق خيالها ليلا وتنآى عن دنياها مع تنفس الصباح ، ثم تحدث نفسها قائلة :

- ما الضرر في ذلك ؟ أليس ذلك أفضل من الوقوع بين براثن واحد من العشرات الذين يحومون حولي ، وتلاحقني عيونهم كأنها سهام تنغرس في لحمي .

ضاق الفتى ذرعا بسره مع مرور الأيام ، وما عاد يطيق صبرا على كتمان حلمه الشهي ، وواته الشجاعة ذات يوم ليحيل الحلم إلى حقيقة . فقرر أن يحدث به شريكته أولا فقال وهو يخاطبها :

لقد حلمت ليلة أمس حلما حرت في تفسيره .

- حلم؟ وبلعت ريقها وهي تمني نفسها أن يخطو الخطوة الأولى على طريق الرجولة ، فيجد في نفسه الجرأة للانتقال بعلاقتهما من الحلم إلى الحقيقة .فقالت مشجعة:

- وماذا رأيت في حلمك؟ قل وأنا أفسره لك.

- رأيت نفسي ... ثم تردد متلعثما

- أين رأيت نفسك ؟ أكمل ولا تخف . ربما أصبح حلمك حقيقة .

- رأيت نفسي أدخل حديقة بلا سياج ، فيها ما تشتهي الأنفس من ألوان الفاكهة .

- وماذا أكلت منها؟ وماذا حملت لي ؟ أم أنك نسيتني ؟

أكلت رمانتين لا مثيل لهما في الحلاوة ، واكلت كرزا كثيرا وعنابا ، وجلت في الحديقة كلها .

- وأين كان أصحابها عنك؟

- كانوا في غفلة من أمرهم . صاحبها مسافر لبعض شؤونه ، لكنني ظمئت ظمأ شديدا بعد أن امتلأت معدتي .

- ألم يكن في الحديقة بئر تطفىء منها ظمأك ؟

- فيها بئر لا أعذب من مائه ولا أشهى ، ولكنني ما استطعت الوصول إليه ، فقد كان عميقا عميقا ما طالته يداي .

( جمعة مشمشية ) كناية عن قصر المدة

 

أضيفت في 17/10/2010/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية