عيدٌ لمنْ
كلُّ عامْ
والناسُ تحلمُ بالرَّخاءْ
وأنا أنام على الرصيفِ
مُكَبَّلاً بالبَرْد
حُزْنُ الفناءِ يَلُفُّني
في ظُلمةِ اليَمِّ الذي
لا تلوحُ له ضِفافْ
كَعْكي يُفتِّته اللّصوصْ
وعلى شفاه (الغانيات) سَكَاكري
وأنا وأنتَ وألْفُ آلافٍ
ننامُ على الطَّوَى
دهرٌ قضى من عمرنا والليل أوْغَلْ
الوجْهُ ذاتُ الوجْهِ
والعهدُ الرذيلْ
لَمّا تبدَّل
8 كانون أول 2008
صنعاء
عاشرت بــــــــردين
أيها القادم
لم تعد جميلاً
كشر عن أنيابك القارصة
إنض عن ثيابك الملائكية
كف عن إدعاء الطهر
توقف ...لا تتجاوز هذه العتبة
إرحل عبر هذه القفار
إلى الشمال
حيث الوفرة والغذاء
وحيث العجائز تشويك
أما الأطفال فيهزؤن منك
لأنك عندهم لست سوى دمية
* * * *
إنك تغتال هناءة الصغار
وحيوية الكبار
لايجدون مفراً من غطرستك
لايلتفتون إلى شيء .. سواك
كيف يقهرون سطوتك
ولكنك عات
إنك تمزق الجلد والشعيرات
وتجرح الحبال الصوتية
وتكتم الانفاس
ترتعد لمقدمك فرائص الاطفال والكهول والسيارات
دون حمحمة تنزل فجأة
فتغتال سعادة العيد
وتركس النباتات حتى أعواد " القات "
* * * *
قبل أن أتجاوز عتبة الكهولة
لم أكن آبه لك
كنت أزدريك حين تتحداني
ولكني ما البث أن أحبك
حين تعترف بصلابتي
كان يحلولي النوم معك
وكانت اليقظة تطيب بك
كان النشاط والحيوية صنويك آنذاك
كنت اقترب إلى حنانك
أتأمل في البخار المنبعث من أنفك وفيك
أتطلع إلى عينيك
أدنو من شفتيك الدبقتين
وأغفو
وحين استيقظ كنت أخط بيدي
قلبين على نافذتك
واسترخي
* * * *
أتأمل وشاحك الأبيض
المنتشر في الأحياء
وفوق أقبية الأكواخ القريبة من الغابة
حين يذهب الحالمون بعيد الميلاد
للبحث عن شجرة صنوبر مخروطية منتظمة
لاضاءتها وتزيينها
وبث الدفء حولها بالإبتسامات وفرح الصغار
* * * *
كنت جميلا
وكان وشاحك يغبطني
في الليالي المقمرة
كان يستهويني بياضك
وهدوء الليل
ووشاحك الذي لم تطأة حتى اقدام العصافير
وسكون الهواء
فأنسل إلى الباحة
الهو معك أمرغك واتمرغ
وأمارس رياضات شتى
في حضرتك أيها البرد إستوت رؤيتي
وكبرت أفكاري
ولكن الآن هيهات
إنك تغتال أحلام الصغار .
23 تشرين أول2007
صنعاء
|