أحن لدمشق
أحن للأرصفة القديمة وأغاني الثمانيات تصدح من نوافذ المراهقين
وأزهار الياسمين تتناثر على أكتافي حين أعبر تحت أغصانها بعد صباح وظهيرة كل
يوم ألملم بعضها " بسيدارة الفتوة " ..أخاف أن أدوس فوقها .. فيختفي العبق..
كما اختفت أصوات ضحكاتنا مع الصديقات فرح ولمى وفوز وناديا وفتون ورشا وبنان
وهزار ورنا وماريا وريم وهانية ومي ولونا وسلافه وجوجو ..والكثيرات .. إذ كنت
لا أنتمي لمجموعة معينة أو صديقة وحدة لأنني لا أحب التملك وأحب أن أكون حرة
نفسي .. فكنت صديقة للجميع ..ومنذ صغري لا أحب (( الشلل))...
أحن لوقت انتهاء دوامنا المدرسي وصوت ذاك الجرس العالق صداه بأذني
أبدا .. واسم ثانوية عادلة بيهم الجزائري....مازال خالدا ليومنا هذا ..
غائبة عنه أنا ..
أغلقنا دفاتر وكتب ما زالت أسمائنا تشهد اننا مررنا بيوم من الايام
ها هنا تاركين ما جادت به ايادينا من محاولات بائسة لمحي معالم الصفحة دون
جدوى وكم كورنا صفحات وحولناها لكرات تتطاير بسماء الصف لطالما تساءلنا لماذا
ندرس ؟؟؟ !! والمعلمة تدون الدرس على السبورة .. أو جالسة خلف المنضدة ذات
الغطاء الأغباني الأخضر وفوقه نايلون شفاف .. وديكور بسيط أو مزهرية ورودها
اصطناعية .. تصحح الواجبات وتدون كلمة (( شوهد )) بالأحمر وحين تسلمنا الدفاتر
تعقد حاجبيها لأزداد خوف ورهبة !! .. أحن لصور معلماتنا الفاضلات التي لا
تخلو من القسوة كي نكون على ما نكون به اليوم .. ترى أين رحلوا ؟ وكم بقي منهن
؟
أحن لذاك الخوف الغامض قبل الامتحانات .. قبل حصص الرياضيات والجبر
والهندسة التي أكرهها وحصص الفرنسي .. التي كنت أتمنى أن يحن علينا وزير
التعليم ويلغيها من مناهجنا ..............
ولا أدري إن كانت تقرأني آنسة تللو ،،فأكيدة أنا لكانت ضمتني كونني
أكتب بالفصحى ،،
وأكيد لعاتبتني آنسة شمعة كوني لم أحب مادتها فعذرا منكن ..
كان يتملكني شعور غريب بأنني أضيع وقتي حينذاك بالدراسة بمواد لا
أحبها وكنت شاردة الذهن بالحصص التي لا أحبها .. أراقب حبات المطر التي تنقر
النوافذ المحصنة بالحديد وكأننا في سجن .. كنت أركض بين الحصة والأخرى لاشتم
عبق الأرض المفروشة بحبات المطر وحب العزيز ..وأراقب النسوة تحت المظلات
الهاربات من الصقيع مع أكياس الخضار .. والشبان ببذات الفتوة الهاربين من
المدارس من أجلنا كي ينتظرون خروجنا منذ ساعة دخولنا للصف !! وكان الأكثرية
يتباهى بسيارة والده المسروقة دون علمه ...........
كنت في الصف أحلم بقدوم الصيف ..وفي الصيف أحن للمدرسة وأتمشى تحت
أسوارها .. كنا لا نعرف ماذا نريد .. نعم ولا ولا ونعم ولماذا .. هكذا مضت
أعمارنا ..
ومع الوقت اكتشفت أن هناك كما" هائلا" من الكلمات المبعثرة بداخلي
بحاجة لترتيب وإعادة تشكيل الأحرف لتصبح حياة داخل صفحة وتخرج من هوامش داخلي
المحشوة بها إذ ليس هناك متسعا لاصبع فمعدتي متخمة كلمات وقلبي مفعم بالكلمات
ورئتاي ملأى بالكلمات وكذلك بؤبؤ عيني اليمنى حرف الحاء وبؤبؤ عيني اليسرى حرف
الباء .............. والقمر مازال في السماء .. سماء شهدت ليالينا وظهور
وغياب القمر .. شهدت دمعاتنا وضحكاتنا .. جنوننا وعقلانيتنا .. سماء الشام
الصافية تتداخل نجومها وتتشابك كأيدي المحبين العاشقين الواقفين أبدا" على قمة
جبل قاسيون ينتظرون قدومي كل صيف ليضموني ضمة الوليد لوالدته بعد غياب ..
لتهديني حديقة أبي طوق الياسمين ويعد السنين .. سماء شهدت حقائب فارغة وملأى
غنية بالأشواق .. لشارع المطار الطويل .. لبناء المطار القديم وطائراته التي
تطير بقدرة قادر ......بأهل سوريا الأحبة ..
لكل بناء مدخل خاص به ولون ورائحة جميلة من مطابخ الأمهات ،، ولكل
شرفة حكاية وتبقى الكراسي ومنضدة مستديرة صغيرة تتسع لاكواب القهوة تنتظر
جالسيها بشكل يومي ففنجان القهوة الصباحي مع زغردة العصافير شيء من طقوسنا
اليومية في دمشق يتماشى مع اغاني السيدة فيروز ..
وللسيارات معرضها الدائم على ارصفة الشوارع ترى الجديدة وترى
القديمة التي يخال اليك انها اتت للتو من متحف الاربعينيات ولكنها تمشي مع
حفيد مالكها الاول
دمشق تلك المدينة البهية السيدة الجميلة الحسناء التي لا تخلو من
أحزان رغم ابتسامتها بعرض جبل قاسيون ودموعها تملئ نهر بردى بالشوق والحنين ..وزخات
ماطرة تهطل فوق البحر اللازوردي .. وبلدات الساحل الرائعة .. وقلعة حلب ..
وروح زنوبيا التي نشعر بها حين نلمس أعمدة تدمر .......... تراها مازالت مبتسمة
للقاء أبنائها وبناتها الذين غادروها ولم تغادرهم ؟
أحن لمساءاتك ووتر عود هارب معقود بحبل يصل ما بين النجمة وبيني
.. أحن لعراضة سورية تزف عروسين توجهما الحب .. أحن لعناق حاراتك القديمة
وأصالة أهلها .. أحن لأكلة فول نابت وبليلة .. للبوظة العربية من دامر ..أحن
لصوت تصفيق الأطفال مع أغنياتهم المفضلة .. أحن لزغاريد الأمهات بالأفراح ..أحن
لبساتين الغوطة لطالما رحلاتنا المدرسية كانت تحت أشجار الربيع المزهرة .. أحن
لثلوج بلودان وتلك الأيام ..
دمشق أنت أغنية وأنا بغربتي أرتب لك اللحن الذي يليق بك قبل أن
يليق بي
أحبك .. انتظريني لتغمريني بسعادة ... أتسمعين ندائي ؟
من خلف الغيمات أطل برأسي الصغير وأراك سيدتي شامخة كجبالك وعزك
بأبنائك .. انتظريني فأمثالنا لا يقدر على فراقك انا المفطومة على حبك وحب شعبك
..كحبي لأبي وأمي وإخواني ........
ابنة الياسمين غيداء الطباع ليل 24\12\2007
حارس مرمى الحياة
واستيقظت الطفلة الصغيرة من حلمها الكبير ووجدت الحياة .. هناك من
ذكر لها أن الحياة ثابتة ونحن المتحولون وأنها لا تستحق اللعنات ..وقالت لا
انا الثابتة والحياة أعيشها حياتان .. هي المتحولة الجميع يركض للحياة والحياة
تركض ورائي تريد اللحاق بي وانا اهرب منها واسرع بخطواتي وألملم عبرها ومنها
لغتي وعثراتي .. لا ادري تارة احب ان اركلها بقدمي الصغيرة وأرميها لملاعب
الصبا لربما تصطدم الكرة بأرجوحتي التي تطيرني للاعلى إلى الغيمات لأسقط بعدها
على ارض الواقع أرض الحقيقة وتبعثر مكنوناتي ورواسب أفكاري الراكدة .. كنت أظن
ان الاحرف راكدة على بحيرة الضجر ولكن حين أيقظتني لمسة يدك الحنونة على جبهة
الورقة ما لبثت ان تحركت المياه بهدوء وانسابت لزوايا الورقة قررت أيها الهداف
اللعب بأشواقي بعارضة لا تقبل ضربات الترجيح والتجريح ..
أيا لاعب بكرات الضجر ألم تكفيك انتصاراتك على ملاعب غيري ؟
مدرجات ملاعبنا كبيرة تتسع لجمهور من الحروف والشجون وتلك الغرفة الزجاجية
يتردد منها صدى العد التنازلي للبدء بين فريقين من الذكور والآخر من الإناث
ومن المعروف ومنذ البدء أنكم الرابحون وأكاد أرى غمزاتك لأصدقائك وأنك على رهان
بأنك ستربح وستدخل أهداف جديدة للحياة التي تنشدها أنت ولا أنشدها انا لانني
لا ادري لماذا كلما اقتربت من خطوط التماس ابتعد انا وأكاد برجوعي أن اتسلق
الحاجز الشفاف وأتخذ لي مكانا " بين الجمهور واتحول من لاعبة إلى مشاهدة !!
أجل هكذا هي أنا تجرجرني الكلمات وتلملم ما بقي مني من أحرف وتشدني إلى مقعد
لأرتاح وانعم بمشاهدة النصر بأرض سلبتها يد الغدر .. يد الطفولة المكسورة
المجبرة بألف ألف آه .. يا زمن كيف لك ان تتاجر بروح ؟ تزرع لها اجنحة وتطير
بها لسنوات وتحط بها فجاة على ارض ملعب شيد حديثا بعام 2008 طبقا" للمواصفات
العالمية .. بجودة الحداثة للقادمة من مدينة معتقة مخضبة بالحناء ؟ مخضبة
بالياسمين ومدارج الشمشير وعرائش الليلك..
استيقظت الطفلة وشاهدتك شامخا بقامتك تعزف لها لحنا جديدا للحياة
للحب للامل تريد ان تمحي من ذاكرتها تلك الكوابيس العالقة ابدا .. وتستزيد عزفا
وتستعطفك بان لا تتوقف لطالما أسرت خبايا النفس المليئة بالعتمة بدروب ضيقة
وفجأة يقترب مني حارس المرمى ليزج بيدي كرة زرقاء مليئة بعواصم
العالم ويشير باصبعه إلى دمشق ويقول لي ودمعة سالت على خده لم يمسحها تركني
اتبعها وهي تسير لاسفل ذقنه لتقع على الأرض وتتحول لنهر بردى وأرى فيه مراكب
على متنها أبي وامي واخواني واصدقائي مراكب تتجه شمالا ومراكب تتجه جنوبا وتركت
النهر وانزلقت للبحرالمتوسط ارمي بشباكي لعلي أظفر بصيد ثمين من سمك بلادي
الغالي .. لأنعش ذاكرتي وأرجع عبر البحر عبر العواصم لسريري الذي غادرته ولم
يغادرني منذ حلمي الأول إذ أنني تركتك أيها السرير وتركت طفولتي و ألعابي وكتبي
وأغطيتي وثيابي وأصدقائي وعصافير كنت أنتظر زقزقتها كل صباح وقطط أنتظر موائها
كل مساء وغيمات أنتظر حبات مطرها وياسمين أضمه بخيط أبيض لأصنع منه عقدا" لأمي
بالأعياد وأغنيات الثمانيات أنتظر أصوات الدكان المجاور لبيتنا وفتح اقفال
أكلها الصدأ كي أركض ببرائتي و أشتري ما لذ وطاب من " عمو البياع " وأبتاع
الحليب الطازج كي تغليه امي على نار أكلت من أشواقي قشدة الحياة ..أما زلت أيها
الحارس والهداف والعازف تتأمل كلماتي أتهت بأصقاع غربتي مثلي ؟ كيف لك أن
ترجعني لمدرستي ولو على جناح فراشة لن أزعج المعلمة والتلاميذ مجرد نظره
..مجرد نظره.. من نافذة القدر..
كيف لك ان ترجعني لبيتي لحضن أمي وأبي والحنان ؟ لأشجار التين
والرمان لعناقيد العنب المعرشة على اكتاف ابي لشجرة التوت البري .. لبيت لم
يعرف مغيب للشمس .. لأرض مباركة لشوارع عطشى للقائي كعطشي للحياة مرتين .. لبيت
المرحومة جدتي التي كانت تستضيفني عندها وتدللني كأميرة ؟ لنوافذ وقفناها مع
صديقات الصبا نراقب من كانوا يحبوننا لأخلاقنا لجوهرنا .. نضحك همس .. ونتكلم
همس ..
كيف لك أن توقف الزمن لحظة وترجعني لهؤلاء الذين تمنوا نظرة مني ؟
فقط لألقي تحيتي البريئة وابتسامتي كي لا يقولون عني بخيلة.. وأن مشاعري كزيت
السراج انطفأت منذ قرون .. كي أكشف لهم اول حرف من اسمي.
كيف لك أن ترجعني لجلسات مع من أحبهم من الكبار الذي رحلوا وانا
بغربتي أستلم الأسماء .. أسماء مختلفة لمواليد واموات رحلوا ليعانقوا التراب ..
دون حتى ان اودعهم .. دون ان أقبلهم قبلة الوداع .
كيف لك أن ترجعني لأيام اللهو والمرح والضحك دون الشعور بأن خطواتي
مثقلة بهموم العالم والحروب أحمل جبالا" من حزن ..
كيف لك أن ترجعني لأيام العوجا والجانرك .. أيام الصبارة التي لم
أشعر بشوكها يوما .. أيام كانت يدي صغيرة تتسع داخل يد أمي وأبي حين أذهب معهم
إلى أهلهم وأصدقائهم ..أيام كانت أمي تمسد لي شعري وتمشط شلال شعري المتدفق على
قلب محبتها الأبدية ..لأيام المدرسة وقت الصباح تجدل ضفائر شعري ..
إذا" لكل منا تحولاته لطالما لا يقيم بأرض ثابتة لطالما الغربة
تحولنا بطائراتها من بقعة لأخرى من البحر الى البر من عاصمة لعاصمة لن نجد ابدا
الثوابت لطالما موشومين بكلمة م غ ت ر ب ي ن .. من الجميل أن نجد بغربتنا ورقة
نرسم من احرفنا وجوه لتحاور وجوه عبر السطور عبر العصور عبر قطارات ورقية
وطائرات ورقية وأحلامنا تبقى وردية وحقيقية لطالما نعيش لنعبر الضفة عبر أهداف
سامية عبر النصر إلى الانسانية الحية فينا عبر المحبة المقيمة بدمنا ونصحو
ونستوعب أيامنا القادمة لنبدأ بأنشودة المطر أنشودة السعادة ونبحر بمراكبنا مع
حقائب ابتساماتنا ..
20-1-2008 غيداء الطباع
أضيفت في 30/01/2008 / خاص القصة السورية / المصدر: الكاتبة
جنين
ضباب وغبار بدروب ..القبلة
لم نسمع الأذان ..
من سيقيم الصلاة ؟
كسروا الأجراس
منعوا القداس
خنقوا كنيسة المهد
أقاموا السياج ..
يتموا النبي والمسيح
داسوا ورود جنين ..
محو معالم الحنين
مزقوا الكتب السماوية
قلبوا تاريخ الإنسانية ..
شردوا الابتسامات
جثث الأبرياء .. رماد
الويل لكم ..!
تسرقون الأدوية
تمنعون الطعام ؟
تقطعون الأوصال ..
تدفنونهم أحياء !
تدمروننا بآلياتكم.. الورقية
تنسفون البيوت فوق رؤوسنا الحديدية ؟
تخشون حجارتنا العتية
تتفشون كالطاعون ..
ونحن الصامدون ..
فلسطين جريحة
فلسطين وحيدة
لا شيء سوى.. الأمطار
ودماء الشهداء
تبلل ترابها ..وتناجيها
وصوت الرياح .. يواسيها
غيمات الأمل.. تمسح أقنية عينيها
ونحيب الأرامل
والقنابل .. يفزعها ..
أغنية قديمة ..
وحنان الجدات
يدفئ صقيعها ..
تحت أشجار الزيتون
وأوتار العود المكسور ..
أمهات المخيمات
ينجبن الأبطال .. . . !
بالبزة العسكرية ، والبندقية
ليدبكن.. فرحة الانتصار
في فلسطين العربية
برعم .. ينزف ينادي :
يحمل قلبه بيديه ..
سأراكم في جنة عدن
دماء الشهداء سالت أنهارا"
تصب في محيطات الحرية
دول تزحف
حدود موصدة !
العدو يحتل ديارنا ..
وأطفالي أيتام ..
يبكون ، جياع بلا بيوت ..
الغد آت
وشارون ماض
انتظرني يا أبي
مع حجري
سأعود لقريتي ..
أحرر أرضي ..
أقبل يد جدتي ..
أطعم هرتي ..
أسقي ورود حديقتي ..
ألملم دفاتري ..
أعود لمدرستي ..
وبحبر دمائي ..
سأنقش أسماء الشهداء
لأزين تاريخ أمتي
انتظرني يا أبي
مع رغيف .. أمي
---------
أضيفت في 03/12/2005 /خاص القصة السورية
إلى أبناء وبنات الياسمين
أيها الإنسان لا تخشى
مستر ميليس
فسلاح الكلمات أقوى من الدبابات
وقنابلهم النووية
أمهات سوريا فاتنات
لطالما أنجبن الشاعرات والشعراء
أمهات سوريا مميزات
لطالما شربونا حب القضية
وشربنا و أطفالنا جراح بغداد العصية
وحفيداتنا ينجبن قصائد مسيجة
بالبزات العسكرية
مزنرة بكلمات غير مستوردة
مزروعة بحقول القطن
والسنابل
والبيادر
فخورات شاعراتنا بانتمائهن
وأصلهن ونسبهن
لسوريا مهد الحضارات
أم نزار وأدونيس
جيران
جبران ومي
درويش
والسياب
أم السلاطين
أم زنوبيا
سوريا قوية
ومليئة بآثارها التاريخية
ومدرج بصرة العنيد
وخط دفاعها الأول
ك ل م ة ضمير
مزركشة على أسوار الكون
لن يخضع لتقرير المصير
دمشق لن تنطفئ
لطالما أنا لهيب شموعك
دمشق أشد عليك
في قبضة يدي
في صحوة أحلامي
أستمد منك ألقي
ويفنى ضجري في ليل غربتي
يتيمة أنا دونك
وحيدة أنا من بعدك
دمشق
مفاتيح أبوابك السبعة معي ..
أخبأها بجيوب القلب والروح
أنا منك وإليك الرجوع
نسمات تشرين تناديني
وعيني على الأفق
يا مدينة السلام والرجاء
مدينة ألف شهقة
وألف ألف قصيدة
تنتهي ب ياء النداء
تلون السماء الزرقاء
مستر ميليس :
هل تسمع صدى النداء ؟
لا نريد أمطارا" من حديد ودم وفولاذ
من خلف أسوار الياسمين
4-11-2005
أجمل أحلامي
يا أجمل أحلامي
سنين عمري
على أعتاب رضاك
انتظرك
يا أجمل من عين القمر
ناجيت ربي من شرفة الفضاء
من لي سواك ؟
من قمة كل جبل
من خلف الوديان
من رحلات الشرق والغرب
كنت معي
بالمقاهي
ولوحات المتاحف
وآه من ميلانو
وكنيسة الدومو
حين تسلقتها
ذات غروب
وعملت من أشواقي
جرس
لطالما وحيدة مثلي
مشهورة
من دون أجراس
أناديك من الساحات الماطرة
وجلسات العشاق على ضفاف
بحيرة جنيف
تمشيت وصديقتي
الوحدة والمظلة
و ظلك بحارات زوريخ
المشابهة لحارات شامنا المعتقة
أتوقف عند كل متجر
يبيع تحف أثرية
لعلي أجدك بينهم ..
أناديك من مقعد كل ميترو
اتحدى عتمة الأنفاق
والسان جيرمان
من مقاعد كل الطائرات
من فوق كل غيمة
ما أصعب غيابك
أبعث لك دمعات أشواقي
دمعة
دمعة
أنا لا املك كنزا" إلاّك
وآه من حي البيازين
وقصر الحمراء
لوحدتي حزين
تبكي منمنماته
على
ولا ّدة
غيداء
لا فرق
بنت المستكفي
بنت الطبّاع
فالشدة تجمع ألقابنا
والأندلس
مهبط أجدادنا
لا فرق
وذاك التاج الذهبي
والجدران مليئة
ولا غالب إلاّ الله
ومالك أشواقي
توج آلامي
ترك نوافذ القصر
وستائره الأرجوانية
المتأرجحة بنفحات
لطيفة
داخلة وخارجة
صاعدة وهابطة
نحو السماء
مشرعة لي
كألحان الفرح
أتكئ عليها
وأركن رواياتي
فتات يقتات منها
كل طير
نقر بخفة زجاج نافذة
هاربا" من نسمات
ت ش ر ي ن ي ة تشرينية
ت ش ر ي د ي ة تشريدية
أنظر من خلالها
إلى أفواج السياح
لربما تفاجئني
طلتك البهية
كوردة أضيفها لورود
حدائق القصر
لطالما عرفت عني
وأنني أديبة
أعشق الرحلات
وكلماتي لا انثرها
إلا ّ منهكة ومنكّهة
بطعم
كل أصالة
دمشقية حلبية
لافرق
أتابع المسير
مع العابرين
وكاميرات التصوير
الديجيتال والفورية
وألف فلاش
وذاك الدليل
يحدثهم عن غرناطة
التاريخ وأمجاد أجدادنا
وفتوحات الأندلس
وكنت أنا أصغر المسافرين
وينظر إليهم وعينيه تثقبني
وتجرأ وسألني
ولم يصدق إنني عربية !
وعيناي لا ولم تنظر لسواك
وعبقك الاندلسي
المنحدر من بردى
ولعميق بئر أحزاني
حاول وغيره
أن يرمي بدلوه تلو الدلو ..
ولكن
أعمق من بئر أنا
وأكبر من حلم
على خاصرة الزمن
وأنت
لم تدرك
لم تترك لي لا ماء
ولا رشفة مطرزة بخبر
شحيح موسمنا
شحيحة آمالنا
وآه من الأحزان
طافت رقراقة
وأغرقت محيط الأشجان
أناديك ولا أنسى هواك
وعيني لا تنظر لسواك
في الشانزليزيه
كانت الواجهات مليئة بك
على درجات إيفل الفولاذية
تسلقت سلّم الذكريات
وسنوات كانت فواحة كالياسمين
ومن منظار ثابت أرى
باريس
من خلف قضبان حديدية
كي لا يقع الجسد
بفراغ الدهشة
وأستمر بالتجوال عبر المنظار
وأملك شوارع المدينة بعيوني
والمدينة مسكونة بجمالك
وإنارة غرفتك الخافت
وصورة بعرض الحائط
رسمتها لي بليل ملون
بريشة أنفاس فنان
مازالت تسنده روحي
وجديلتي تتمزق على
مسمار أكله الصدأ
ونظرتك الشاردة
لكتاب تقرأه
يحمل بطياته
توقيعي
مذيل باسمي
أرى العنوان
لامعا"
لامعا"
لطالما حبره
من قلمك
ألمك
ندمك
لافرق
الزوار خلفي بالعشرات
يرمونني بالشتائم
الهندية
والصينية
والإنجليزية
شتائم يا حبيب بكل لغات العالم
وأنا بسري اضحك
وأزيد المنظار فرنكات فرنسية
وليرات سورية وإيطالية
لطالما نشتري بها سعادة وقتية
تتلاشى مع آخر قطعة نقود
من ذاك القلب المثقوب
ويتبخر يورو الصمود في سماء رمادية
واتابع النظر صوب شقتك
المطلة على بوا دو بولونيا
بوا دو قلبينا
لا فرق
اوه أرى سيارتك الماساراتي
وذكرياتنا المتناثرة
العابقة بطهر أنفاسي
ورائحة عطري .. تريزور
وشعرة طويلة كستنائية
وحدقة عيني الخضراء
ورمش
ونصف قلب
وخيال لوجهي
المستطيل على المرآة
ومعطف الفرو الجميل
وبضعة أغنيات فرنسية
رددناها معا"
لجين مانسون وجوداسان
حين خرجنا
من السينما ذات صدفة
منسية
وقبلت يدي أيها الماركيز
وتناولنا بمكسيم
العشاء الأخير
والباباراتسي ينصبون لنا
كمينا" بزوايا الريتز
لماذا ..
ل م ا ذ ا ؟
من لي سواك ؟
وحيدة بي
مونتي نابليونه
سال الدم
من كعب القدمين
أردم آثار خطواتنا
خطوة
خطوة
والمسافات
بعيدة
يا حبيب
بفيا سبيغا
بيدين تحملان بقايا
الروح المجروحة
المحمولة على أكتافي
وعمودا" كان فقرّيا"
كان قويا" بك
يسكن ظهري
مع بقية أفراد عظامي
مع أحرف كنت كتبتها لي
في زمن العربات القديمة
وأسرجة الأحصنة
وثوب ماري انطوانيت
يجر أذياله الدانتيلية خلفي
تلحق بي أقمشة كانت جميلة بي
ترتديني الدهشة
تلحق بي القبعة الكبيرة
تسبقني
أيادي الفقراء الحانية
الممتدة للسماء
يبحثون عنك
يشاركونني دمعي
علك تكون قربان المحبة المسروقة
من شرفات القدر
وصوت لامارتين وبريفيير يؤنس
لياليّ
وأنا
مازلت بعقدي الثالث
ما زلت أنادي
ويرتد صدى صوتي بكل وادي
أنا لا املك سواك
ولتفنى البشرية
9-11-2005
أو القرن القادم لا فرق
Safety matches
أحمل بيدي علبة أعواد
ثقاب
مذيلة ب:
Safety matches
Made in Sweden
أو صنع سويداء القلب
لا فرق ..
أخرجت الأعواد
أشعلتها
عودا" عودا"
الأول لأحرق الحريق
الثاني أشعل جمر رمادي
الثالث تتمزق أشجاني
الرابع أبكاني
الخامس أطفئ كياني
السادس انتشل أحلامي
السابع هجر قلبي
الثامن أنفخ أنفاس عفريت
التاسع تاريخ .. وربيع
العاشر شكرا" يا حبيب
انتهت علبة الأعواد
واهلا" بلعبة الأحقاد
وعشرة أعواد
عشرة أعوام
حارقات
هل لي بمزيد
من الاحتراق
سأخبئ آخر عود كي تعود
من ظلمة الليل
وأراك بنور
سأذهب لأشتري علبة جديدة
مختلفة غير قابلة للاحتراق
القريب
القريب
مذيلة ب :
Safety love
Made in our
soul
2- 11- 2005 من أعواد الأعوام!
انتبه
انتبه
اليوم يسيل الحرف
على أجنحة الفراشات
فراشة فراشة
رقراقا"
وتستيقظ الكلمة على
حلم الشمس الشفافة
انتبه
أنا للتو أكتب
أبحث عن أنين
جراحي الغائرة في الأعماق
أرمم جرحا " جرحا " وابتسم
انتبه
لن أبكي أمسي
دمعاتي اليوم وغدا"
تحولت لقطرات عسل
تتقاطر
قطرة قطرة
من شفاه الغجر
من جنات عدن
على نسائم الشوق
وصفحات المحبة
انتبه
اليوم أكتب
أنا وهي وهن
لن نترك لكم سطرا"
سنغلق دور النشر بوجهكم
ونسرق الأقلام
ونكسر المحابر
وننثر الورود مع الأحلام
ونجتاحكم كإعصار
بقوة كاترينا وريتا
وتغدو دور النشر
نسائية
نسائية
قرأنا لكم كثيرا"
منذ الأزل
ووجود آدم وحواء
وأنتم تحتلون الكرة الأرضية
ورئاسة البلدية
والقصائد العصية
وحان دوركم
كتاباتنا جميلة
مثلنا
تستحق التأمل
ربما تكون رجعية
لطالما تأملناكم وأحببناكم
أحببناكم وتأملناكم
أحببتمونا
أحببناكم
وأبكيناكم
وانتظرناكم
كل العمر ..
انتبه
أنا اليوم أكتب
لأنني أحببت غناء عينيك
ونقاء قلبك
وصدقك أيها الإنسان
ونبتت بمساماتي
أحرفا" جديدة
ومعان لحياة
مساءاتها جديرة بنا
أعمدتها رخامية
جدرانها وردية
تتساقط النجمات
نجمة
نجمة
من ثقب ألف سقف
وألف غياب
النساء مشغولات
تطبخ وتعمل تثرثر
وأنا أغزل قاموسا" للحب
ورداء
لم يقرأ بعد
وأتفرد بألحان لقيثارة حديثة
انتبه
أنا اليوم أكتب
كلمة
كلمة
حرفا" حرفا"
أتجنب الفواصل والنقاط
أجلس على زوايا المدينة
وأجيب عن أسئلة العتبات
التي لا نهاية للمسافات بعدها
وأجوبتها كريستالية تشيكية
مدموغة بجودة النخب الأول
للبلاد الرأسمالية
انتبه
بيننا المدن والقرى
الجبال والسهوب
البحار والأنهار
وتغريد عصافير العصور
ولكن ..قمرنا واحد
والشمس هي هي
أراها من نوافذ ألف غياب
روحك اختصرت كل المسافات
وما بين الفراغات البيضاء
هنا تلتقي لوحة الابتسامات
تجدني تجدها نجدكم
والعنوان أنا
والخاتمة أنا
وأنت كل بداية
ولا نهاية لأحلام تتحول لحقيقة
وأنت وأنا الحقيقة
وأنا وأنت الحقيقة
انتبه
كرر ما أقول :
ا
ل
ح
ق
ي
ق
ة
وهل من مزيد سيدي الزمن ؟
وماذا بعد الإصغاء ..
سوى إعادة لقراءة
كلمات كتبتها
بعطر الهناء والوفاء
وشوق بخور الرجاء
اقرأ
اقرأ
ترجم ألحاني للفرنسية والاسبانية والإيطالية
وتبقى الأصلية عربية عربية
شرقية أنا أيها الإنسان
وعواطفي معتقة بطهارة كل الجدات
وكلماتي شامية ..
مغطسة بنهر بردى والعاصي
دجلة والفرات
ورودي البنفسجية من ربيع غوطة الفيحاء
ولغتي من جبل قاسيون
المطل على حديقتنا
ومن ثلوج بلودان..
تنزلق الكلمات على مزالج الصبا
وجبل الشيخ والجولان مزهوا" بك
وفي جويخات ألمس الغيمات من الشرفات
ومشتى الحلو يولد النص
وبأمطار كسب وصلنفة
تعلق أيقونات الغادات
أه من مرمريتا وصافيتا وقلعة مصياف
وأشجار الصفصاف
وهدير شلالات مزيريب
وترانيم معلولا وأسمائنا المنقوشة
عند شق الجبل وكلمة حب أبدية
حين كنا صغارا" برحلة مدرسية ..
وساحل اللاذقية غريق بجميلات كل سوريا
وكل إنسانة
شرقية
إغريقية
لا فرق لطالما اسمها ابتداء لكل غين
نامت بين هدب العين
دهرا"
عمرا" لا فرق
انتبه ..
أنا الشامية والحلبية
الحمصية والحموية
اللاذقانية والجبلية
البدوية والغجرية
وربما مليئة بي
جميع المحافظات السورية
ومحافظتي لك وبك
سرية
سرية
أنا الشامية
ولأجل عينيك سأحفر
اسمينا على جبل قاسيون
وفي ركن قصي لقلبك
ستسكن غادة عذراء
اسمها
غ
ي
د
ا
ء
كانت يتيمة ..
اثنين وعشرين عاما" يا أمي
وأنا بعيدة عنك
وأنا منك
أقرأ لي
و أسأل كل مرآة عني
من أنا ؟
أنا أكتب لك
وأسأل عني عنك من نحن
ربما غوتيه وشيلر لم يذكروني بكتاباتهم
لا بأس .. أنا لست متعالية
وأكره الفوقية
لن أحتاج لتوقيعهم
يا ألمي
وراء أغلفة كتبي
يكفيني إنسان من بلدي يملك
محابر الحرية
أعطوني شوارع دمشق
وأكون بألف ألف خير
ابعثوا لي رائحة المطر من حديقة أبي
انثروا الياسمين وأشعار بودليير ولامارتين
على أعتاب طاولتي بين أسطر نهاياتي وبداياتي
خذوني لوطني المزروع في ّ
أرجعوني لرحم أمي
وأحضان أبي
انتبه
هل ترى الفراشات فراشة فراشة
وتسمع صهيل الغابات غابة غابة
غيداء
أحيت الأوراق
أحبت أشجار الصنوبر
وزرعت قصيدة
من رحيق فراشة
وهوية
أطوي ليل الأحزان
ألقي فرح الحبق
أمحو كل قلق
بوجه من قرأ
صفحتي الأدبية
دمت
أنا
لك
بك
أبدية
سأوفر كل الحب
سأوفر كل الحب لمن يستحق ..
وأهدي الحنان لمن يملك صفات إنسان ..
أطبع بصمتي على جدار قلب ..
أرمم ابتساماتي..
أهرب من ذاتي..
أعانق صمتي
وأسأل النجمات عن سر دهشتي؟
عن أيام كان الزمان يضحك علي ,, عن ضحكات كنت أطلقها بحرية ، لم ادري أنها
ستختنق بحنجرتي ، أبحث عنها في أروقة الذات في نفوس المحبين الذين سافروا مع
سراب طرقات المدينة
أيها الجواب : أين أنت ؟
أصرخ في الوديان أتسلق الجبال أغوص لعمق البحار أمدد جسدي بقطع خشبية ومسامير
في عيوني الدامية أصنع مني درجات وسلما" كي أصل السماء بهذا المساء، وأمدد
رأسي المتعب عبر غيمة قطنية, تسحقني الطائرات تحرقني نجمة منسية أتجمد هناك في
أعالي السماء وأسقط كشهب لأرى تمزقي وأشلائي على كرسي قديم في شرفة القدر بشارع
الضجر وأتأمل من جديد القمر واتوه بصمتي الصامت وأسال من جديد عن ضحكاتي
البريئة من سرقها ؟ عن قوتي وشبابي ؟ عن فرحي ؟ عن مدينة ضائعة تبحث
عن الحقيقة..
عن الحرية ..
أغلقت أنفاق الحزن الألف
ودعت الدمعات الألف
لن أرجع للخطوات
سأعدو وأعدو وأستقبل
كلمات الحنين الألف
أغلقت أنفاق الحزن الألف
أشرعت نوافذي لألف نجمة
وغادرتني ألف غيمة
فتحت بابي لقمر واحد بعد الألف
من خان قلبي لألف
واغتصب طفولتي لألف
رحل مخلفا" ركاما" أسود
ألقيتهم بألف ساقية
واليوم ..
ودعت الدمعات الألف
وبيدي ألف كتاب
وألف أغنية جميلة
وألف لحن..
وابتسامات.. ألف فجر
وعقد ياسمين
أطوق به فرحي
فرحنا
أصنع تاجا" للمستقبل
اليوم
ودعت الدمعات الألف
ونفخت آخر ذرة غبار
وتجرعت كأس الحياة
واخضرت الأشجار
ونمت براعم لألف قصيده
ورحل الخريف وأوراقه
وعادت الغيمات
بأمطار الأمل
ورفرفت الفراشات
وذاك العصفور غرد بي
حملني على أجنحة الدهشة
وغاب
غاب
كبخور عيد
هناك بين أغصان الطفولة المسروقة
بين ظلال وارفة قامت الغيداء
من نوم سريري
كأميرة أتت من بعد الف غياب
وألف عتاب
وألف شهقة
وألف ألم
والف ندم
وألف قيد
تألقت وألقت من قبضة يدها
دمعات كريستالية
مخدوشة آلاف المرات
أمسكت بها وأعدت لها.. قبيلتين
لتلك العينين الخضراوين
وعاد ذاك البريق
وكسرنا باقي الدمعات
بمطارق اللهفة
اليوم
وبعد اثنين وعشرين حزنا"
ودعت الدمعات الألف
عاد اللمعان
ودفنت أيام اليأس
وليال البرد
وخلعت معطف البؤس
وارتديت دفء الحنان
وبدأنا بالشدو معا
مع الضمير
هناك أقمنا
والإيمان بالقدر
بيتنا ..
والسماء تباركنا..
وهذا المساء
ودعت الدمعات الألف
وأضأت الشمعة الأولى
وهمست :
حبيبي
كنت أبحث عن حقيقة ما..
وأنت حقيقتي .
غيداء الطباع
22 – 9 - 2005
سألت الصبر أن يلازمني كظلي ..
سألت الصبر أن يلازمني كظلي ..
فباعد الصبر ظلي عني ..
وهددني .
أكتب إليك وأتمزق شوقا"
يعتصر قلبي عطشا"
لصوتك الدافىء
السائل بعروق دمي
كرغوة أمواج البحر
إقرأ كلماتي
المغطسة بكأس عمري
في دجى الليل
والقمر على عتبة السماء
ذكرت ليال كانت براقة كمنارة
أين أنا من حبكم من وعدكم
سهام صوب قلب.. غرزت
ونزيف دافئ فوق أجنحتي
أخاف من غبار الصحراء
من سراب الوهم
من غدر الغدير
تخاريف مشعوذة
من قرطبة أتت
من سواقي الأندلس
بللت قدماي
وزرعت دمعي بحديقة الرصافة
سألت عنك يا أميري
وتبعت آثار خطواتك
ركضت بالأزقة القديمة
حاورت أشجار الصفصاف
وإذا بي التصق بأشواك غدرك
مجنونة ملعونة مسجونة حريتي
الأحرف تقفز من يدي
يفضحني بياض الورق
يختلط الأسود باللهب
والأخضر يزيد صفرة كآبتي
أجراس الدعوة للانتقام
باغتتني وسرقت الضمير خلسة
معارك بين النجوم
والأصفاد بأيادي الدهشة تضحك
كلماتي غير منتظمة كدقات قلبي
يقولون عن غيداء جميلة
وارى ذاتي بوجه إنسانة يتيمة
الثياب رثة
والشعر منكوش
والجسد مثقوب
والقلب قنديل شحيح
والعينان غائرتان
نائمتان في الأحلام
أصنع سدادتان
لا أريد الإصغاء
لا أريد النفاق
اصرخ بأعالي الجبال
وصدى الآه يوقظ أمواتي
كفى
لا أريد أشواك الصبار
أريد جذورك أيها الإنسان
تزهر مع صحوة الضمير ..
ومازالت أمي تسألني :
أتحبينه ؟
وأترك الجواب على جدار السؤال
أتابع المسير صوب التلال ..
مع ظلي ..
يلازمني صبري ..
وأبتسم لقدري.
غيداء الطباع
2005- أيلول
أضيفت في 17/10/2005 / * خاص القصة السورية
ذات قدر
أكتب إليك أيتها الورقة
وتنتابني الدهشة مع دمعات تتساقط بمحاولة يائسة لمحي الحقائق
والدخول إلى عالم لا ادري ما أصفه سوى باختصارات المعاني لكلمة " خيانة " !
أكتب إليك أيتها الورقة وأحملك حزني وهمي .. لأنك الوحيدة بيضاء وصافية
ذات قدر..
سرق عمري وجمالي وأيامي سرق ضحكاتي وابتساماتي سرق لمعة كانت بعيوني ، سرق
طفولتي .. لماذا؟
لماذا أيها الرجل تتزوج وأنت لست أهلا" للزواج ؟
لماذا تسرق روح وقلب وبراءة طفلة ؟
حين ينتابك شعور بعدم الشعور ، وتنعدم البهجة في غياهب العدم ، وكل شيء يتحول
لجماد ، والأخضر إلى يابس ، والورد إلى شوك ، ويختفي القمر بغيمات السواد وتغيب
شمس الحقيقة
حين يلازمك الخوف من المجهول وأنك ضيفة مؤقتة في منزل تقيمين به بصفة خادمة
..لا بل الخادمة أوفر حظا" على الأقل لديها مسؤولياتها في نطاق التنظيف فقط ..
وهي حرة تغادر متى تشاء حين لا يعجبها الكفيل .
أما المدعية " نجوى " هي الضحية في مؤامرة يحيكها الرجل بصفة تملك المرأة
والعصمة كما يتملك سيارة أو عقارا أو لوحة .. يحق له أن يرميها وقت ما يشاء..
و أنه متزوج ولديه أطفال ليحتفظ بالوجاهة أمام المجتمع وأهله بأنه " آدمي "
وزوج وأب مثالي !!!
لطالما الرجل يعيش بعقلية مزدوجة وحياة مزدوجة وأفكار مختلطة لملمها من العالم
خلال رحلات العمل والاستكشاف .. والمراهقة التي لن تنتهي وأصدقاء السوء
كيف له أن ينسى العهد والقسم ؟
كيف له أن يؤسس الشراكة المبنية على الكذب والخداع وعدم الاحترام للطرف الآخر ؟
كيف له أن ينسى أم الأطفال وتعبها ؟
كيف له أن يتجاهل روح طاهرة وإنسانة نادرة تقيم في منزله ؟
كيف للآه أن تتجزأ لآهات وتتحطم الكلمات أمام الأحرف ؟
كيف للمجتمع أن يصدق " نجوى " ومعاناتها التي لا يعلمها أحد سوى الله ؟
كيف للمجتمع أن يصدق أن " سالم بك " يرتدي أقنعة وأنه شخصية متعددة الوجوه ؟
شكرا"
شكرا" أيها الرجل لأنانيتك وانك تعيش لأجلك ولنزواتك وسهراتك
شكرا" لليالي الحالكة التي أ ذابت روحي كمكعبات ثلج وأغرقت دمعاتي الوسادة
الخالية والصمت المخيف
شكرا" لاهمالك لي منذ ألف عام
شكرا" لأنك علمتني الصمت والخرس بحضورك
شكرا" لأنك حولتني لمدمنة طعام بعد أن كنت حورية
شكرا" للدمعات التي لم تعد تنشف وكم وكم سالت بسواقي خدودي إلى أن غرقت بها ..
شكرا" للأقنعة التي أزلتها بيدك وكشفت الأيام لي كم أنني كنت طيبة لدرجة الحمق
والبلاهة ..
شكرا" لمن كتبت لك رسائل الغرام وصور .. خبأتها بجيوب القدر
شكرا" لقتلك لي بسيوف الغدر والخيانة
الموت صعب جدا" على الإنسان وليس هناك حزنا" أكبر من فاجعة الموت وما بالك أنني
ميتة عندك ؟ أتحرك فقط لأن قلبي مازال ينبض بدقات حزينة ستتوقف ذات يوم لأنني
انتظرها بفارغ الصبر .. لطالما حولتني معاملتك لي إلى جيفة !
الصبر .. آه تذكرت الأوليين وكيف أن كلمة الصبر مقدسة ، اصبري غدا" سيتغير ،
اصبري سيرجع لك ولأولاده ، اصبري غدا" سيعرف قيمتك ويضعك تاج على رأسه !!!
اصبري اصبري ، يا نجوى بيتك قبرك !
صحيح صدقتم أن البيت هو القبر لطالما العمر انقضى ما بين الكفن والعتمة
والهلع ..والصبر لعشرات السنين .. بانتظار الغد المزعوم .. والتتويج من غير
لقب
ما معنى لحياتك دون حياة ؟
ما معنى للوجود دون شريك حقيقي .. إنسان كامل ؟
ما معنى للضحكة وهي مصطنعة
ما معنى للانتظار والساعات رملية أقلبها مئات المرات ؟
لمن ستتعطري وتتكحلي وتتأنقي ؟
لمن الشموع في ليالي الدموع
لمن الورود والعشاء اللذيذ وجرعات من شراب الجحيم
أغبط الصديقات حين يتكلمن عن أزواجهن بلهفة المشتاق بلهفة الأحبة والحنان بلهفة
كل الحب وأسأل ذاتي : لماذا لا أشعر مثلهن ؟
بت أتجنب الاجتماع بهن كي لا يبكي قلبي وينزف حرقة وألما"
كرهت التمثيل عليهم وعلى ذاتي الإنسانية والتظاهر بالفرح وأننا أسعد زوجين !
كنت أحسب أنني حالة مؤقتة ويوما" ما سأتكلم بلغتهم لغة العشق والحب والشوق
للحبيب .. وأنه سيفاجئني باتصال هاتفي بحضورهم أو ربما بغيابهم وكلمة "
مشتاق لك "..
سيفاجئني بباقة ورد وصحوة ضمير
سيفاجئني بدمعة ندم واعتذار عن جرائم ارتكبها بحقي منذ ملايين السنين لساعة
كتابة هذه السطور .. وبيتنا يعج بالأحفاد ..
سيفاجئني بمقولة أنت تاج رأسي وأنا في دنيا حبك مقيم
سيفاجئني بأن قلبه لا يتسع إلا لي ولأولاده
لكنني لم أفلح
أعترف بالفشل الذريع
الفشل الحزين المقرون بالقهر .. وتأنيب الضمير لانتظاري واستسلامي وصبري الطويل
بهاك السنين ..وشعري أصبح رمادي ..
تبدلت الفصول ولكن حياتي فصل واحد من الصقيع وثلوج القطب الشمالي
أعيش بوحدة وصمت .. روتين الحياة اليومية والضجر
وما زالت كلمة اصبري تتردد على مسامعي من أعماقي.. لماذا
أشعر بأنني في التاسعة والتسعين .. وصديقاتي في العشرين !
لا أريد شفقة أو نصيحة ولا القول بأنني السبب ..
بل أريد أن يتوقف الزمن وامحي شريط الذكريات وأبدأ بمحاسبة كل من ساهم
باغتيال سعادتي
وكل من ساهم بتربية الذكور على أنهم يملكون الكون والنساء .
رن .. رن ها هو الهاتف
-ألو ماما
-ها حبيبي ماهر ؟ كيف حالك وزوجتك الغالية ؟
-الحمد لله نحن بخير، وأنت يا أجمل أم كيف حالك؟
-لطالما أنت تحترم وتحب زوجتك الغالية أنا بخير يا ما ما أنا بألف خير يا
حبيبي
- أنا تربيتك يا نجوانا الحبيبة
-ونعم الابن و الزوج الصالح .. وفقكم الله وحماكم ودامت المحبة عنوانا" للحياة.
-إلى اللقاء
-إلى اللقاء
ذات صباح
قرأت مذكرات المرحومة زوجتي " نجوى " وتوقفت عند هذه الصفحة المعنونة بذات
قدر ..
رحمك الله يا " نجواي " أين رحلت وتركتني وحيدا" حتى الأولاد لم أعد أراهم ..
لقد ظلمتك معي يا حبيبتي وظننت أن مغامراتي لن تنتهي ولم اعتقد يوما" أن النساء
الرخيصات لا يردنني لجوهري وإنما طمعا" لمالي .. وحين لم يبقى معي المال لم أجد
سواك ينتظرني
وأنت يا نجواي الطاهرة لم تظفري بي ولا بمالي ..
كنت بخيلا
نعم بخلت عليك بالحب
بخلت عليك بالمال
كنت ظالما" جلادا" قاسيا" .. لم أعاملك كما تستحقين ..
أحبك يا نجوى
آه لو تعودي ساعة فقط لأعوضك ما فاتك من حنان وحب ولأعيشك معنى الزواج
الحقيقي
لأتوجك ملكة على عرش محبتي
أحبك يا نجوى
ها هي صورتك وابتسامتك وكأنك تسمعينني ..
نجوى هل تسامحينني؟ أعرف أني تأخرت ولكني أطلب العفو من الله ومنك يا ملاكي ؟
وذهب سالم إلى" المقبرة " بعد أن كتب اعتذارا" منها وعشرات من أبيات الشعر
والغزل وباقة ورد حمراء مروية بدمعاته ، وعرج إلى المكتب وأخذ من الخزنة
الحديد تاجا" فيه أربعون حجرا" من الألماس حرص كل عام أن يشتري ماسة ويرصعه
ليهديها إياه في عيد زواجهما الأربعين .. وهذا العام باع آخر قطعة أرض ليسدد
ثمن آخر ألماسة ، ولكن شاء القدر أن يضعه على شاهدة القبر وينحني ويقبل
الرخام ويتوقف قلبه مع الندم وينتهي الألم.
دفن " سالم بك " بجانب قبر المرحومة نجوى
سرق لصوص المقابر التاج و " الموبايل " الذي عثر أحدهم عليه أيضا" ..
وقرأ بعض الرسائل القصيرة :
1-يسعد مساك سالم بك .. موعدنا الخميس القادم مع عارضة الأزياء الإيطالية ..ولا
تنسى مائة ألف دولار لقضاء أجمل ليلة .. أبو معروف
2-أجمل سالم بك .. لن أنسى لاس فيغاس .. والجناح الملكي – فيفي
3-هاي سمسم 10 مرات اتصلت فيك وينك؟ السبت موعدك عندي لا تنسى الشيك الذي
وعدتني به،
ثمن
المنزل .. بااااااااااااااااي .. سوسو الغنوجة
4-شكرا" على رحلة باريس لن أنساك – سكرتيرة الشركة – وفاء
5-بابا الحبيب أين أنت أنا في المطار وصلنا الآن - ابنك ماهر
غيداء الطباع11/5/2005
إذا
غيرت رأيك واحتجت إلي
إذا غيرت رأيك واحتجت إلي
أعلمني
بعد أن ضيعت حلمي وغادرت عالمي
ستجدني
..
إذا غيرت رأيك وتريد وصلي
أعلمني
..
بعد أن وضعت النقطة بنهاية سطر الأيام
..
سأعلمك أيها الإنسان بأن
:
أسطري بلا نهايات.. خالية من الفواصل والنقاط والآلام
..
لطالما نجحت ودخلت قلبي
..
كنت وستبقى لصفحاتي كتاب أنت عنوانه
الفهرس مليء بك وبي
تركتني وحيدة مع الذكرى والصمت
أضمد الجراح
..
إذا غيرت رأيك وتريد وصلي
أعلمني
..
ستراني بانتظارك لأن ذاك المكان في القلب
لك وحدك
فرصك قليلة .. معهن
ولكن معي .. كثيرة
استغلها يا حبيب
وسأعمل كل ما في وسعي لأسعدك
يمكنك أن تأخذ طائرة نفاثة وتخترق أجواء روحي
إذا غيرت رأيك وتريد رؤيتي
أعلمني
سأعطيك عيوني وروحي .. مع قلبي الوحيد
أن أكون صادقة معك
وأقولها لك إنني أقوى من ذي قبل
وهناك الكثير لنفعله معا"
هناك الأيام الجميلة تنتظرنا
وذاك المقعد الخالي المواجه لضوء القمر
بحديقة حبنا الجميلة
..
بشارع قصتنا القديم
..
هلم .. حبي لك قوي
لن تكسره عواصف الضجر
..
تعال .. لأنك لن تلقى من يحبك بصدق مثلي
لن تجد من تخلص للحب والإنسانية مثلي
كل العمر
..
هيا . . أريد لشمسي أن تلمع بحضورك
والورود تضحك حين تغمرني بشوقك
والأمطار تسقي صحراء غربتي
أتكئ على كتفك .. تحملني بأرجوحة حنانك وعطفك
تعبر بي أجواء الكون وتخاطب العالم
وتعلن انك حبي واني حبيبتك الأبدية
وتعزف لي ألحانك القديمة
لأصغي مع الأصدقاء لأجمل ألحان شوبانية
بحيث أضيع يا حبيب
ولم أعد أدري أنك شوبان
أم شوبان هو أنت ؟ ؟
ونستعيد ذكرياتنا المعتقة بكروم جدك الإسبانية
حين سرقت الغيتار من ذاك المتسول
ورقص
المارة بجانب البحيرة
وابتسمت
أنا
وقبلتني أنت
..
هل تذكر يا حبيب
..
الركض على الشريط الموازي لبحر اليونان
حين أخذت الفرشاة من يد العجوز..
وصبغت نوافذها الزرقاء
واخترت الجدران البيضاء لي قائلا"
:
لونك
هذا
لون الطهارة والعفة يا غيداء
..
وزينت أنت الحائط الأبيض بحرفين من زرقة البحر
G & ... FOR EVER
وهربنا
وتركنا الأصباغ المختلطة .. وبصمات شغبنا
على حائط شهد أيام حبنا .. وجنوننا
..
هربنا
..
هربنا .. أيها الإنسان .. ببراءتنا
كأطفال .. ضاحكين .. تمسك بيدي وأستمد القوة منك
لطالما
كنت تستغل ضعفي وطيبة قلبي
والغريب يا حبيب
الربيع الماضي مررت أمام أطلال ذاك المنزل باليونان
وتبسمت حين رأيت الجدار مازال مزينا" بالحرفين
وأصص الزهور في الأسفل
..
فما كان لي إلا أن أشكر العجوز
وأهديها
عقدا" كنت أهديتني إياه هناك في اليونان..
وبطاقة سفر
..
وحين سألتني عنك ؟
أجبتها أنني جرحتك
...
وأنا التي غادرتك
!!!
وأنك تستحق إنسانة أفضل مني!
داريت على جرحي !!!! أيها الإنسان
..
محت حرفي.. ووضعت اسمها عوضا" عني
!!
شتمتني هي باليوناني
وشتمت أنا حظي بالشامي
أول
باش تان : يضرب حظي
ثاني
باش تان : يضرب الحب شو بيذل
ودمعاتي تلك الليلة أبكت الحجر..
تعال يا حبيب
ستجد السماء والقمر والشجر مبتسمين
العجوز وانا في قارب اللهفة
بمنتصف
البحر ننتظرك
وكورس من النوارس على الشط
يعزف أنشودة لم تترجم بعد
..
إذا غيرت رأيك واحتجت لي
أعلمني
..
سترى القبل مزروعة بحديقة القدر
لأنك
أنت
قدري
وحرفي النازف شوقا" لحبك
..
أنت ألحان لقيثارة تنتظرك
..
ترمم لها جروح رحيلك
..
وتعزف لها أغنية من كلماتك
..
..
مرددا“
آه لو تعلمي كم اشتقت إليك
..
كم
أحتاجك ..
لو
تتقبلي أسفي يا عمري ؟؟؟؟
وتعلمي
أنك حب حياتي ومهجة قدري
.....
غيداء .. أرجوك لا ترحلي
أين أنت ؟
أرجوك لا ترحلي
لا
توجد غيرك إنسانة تمسح دمعي بمنديلها المطرز باسمي
..
أبوابي مشرعة تنتظر رجوعك لقلبي
..
لمكاننا المفضل جانب مدفأة الحطب
وأضمك
بذراع الألم والندم
..
أرجوك لا ترحلي
..
أنتظرك
سؤال
Do You Really Want To
Hurt Me?
اليونان
أبحث بين الدقائق عن الكلمات
بين الصور العتيقة والبحار
ألملم الدموع من ورائي
وأصنع منها مطرا"
أجلس على العتبة الأولى
وظلال الياسمينة تحميني
من ضوء الشمس
والغربة..
أصبغ جدران البيوت
في اليونان ..
وأنتظر الغروب
وأصنع من خيالاتي سقفا"
وبيتا" أسكن فيه
مع ظلي وبقية أفراد
أحلامي ..
البيوت الكلسية
والنوافذ السماوية
في اليونان
القرميد الأحمر
والأوهام ..
والخزائن الأثرية
والحقائب المنسية
في العلية
تحكي عني
بلغتي .. الأبجدية ..
في اليونان
مرايا مذهبة
معتقة بثرثرة
نساء حالمات
ننزلق مع الغروب
إلى البحار
نلملم أشلاء الأشياء
ونلصق الأرواح
مع ..
الفخار المكسور
ونبيع أحلامنا
أحجار الودع
أن أهمس للكلمات بكلمة
أن ألمس للاعتذار عذرا"
أن أقول ألف ألف شكرا" !
أن يخونني ألم الزمان
وتهجرني الأمكنة
لماذا؟
أن أشرب غدر من كان اسمه
إ ن س ا ن
ويهديني حطام الكأس
وفتات زجاج ؟
أمشي أقف..
أتابع مشوار الألف ميل
وأرجع بخطوة للوراء
وتسبقني عيون اللهفة
وتستقر خلف رأسي
تسأل عنك ؟
أيها الإنسان
أما زلت هناك ..
أم هو السراب؟
أرمي المنظار المعتق
وأهديه لقارعة الطريق
وأتابع المسير
مع الضمير
وحقيبتي الفارغة
أنتظر الأمطار
ويد غيمة
وبرق شوق
ورعد الوعد
لأهجر الأرض
وأقبل وجه السماء
وأصرخ بأعلى
صوتك
وصوتي
أيتها المحبة
عودي
صيفا" وشتاء"
خريفا" وربيعا"
عودي طفلا"
عودي غدرا"
عذرا"
كفي صغير
يحمل
الشمس والقمر
وأوراق الخريف
وزهر الربيع
وفي قلبي
تسمع
همسة
الروح
تنادي
اسمك
وتلملم الغجرية أحجار الودع ..
وأنقطها بالروبية الهندية
وتسلمني الأذية
فأقتلها وأضحك وأبكي
وأنت ما زلت تقتلني
وتتابع وتقرأ ..
تتحجر
دمعاتي
وأعانق
صمت
المطر
ويحترق الأمل ..
سؤال :
ألم تنتهي من ذبحي .. بعد ؟
مازلت تهمس لها ؟
أيها الإنسان..
دعني أهمس لك :
أني وهن .. مازلن ننتظر
أحفاد
الوعد
والعهد
لكل مدينة عاصمة
أن تهرب من الضجر
وتكتب كلمات يحملها الهواء
لتصل إلى غيمات الأحلام
وتعزف سيمفونيات القدر
ثم تناديني وتقول قدر !
الأفكار تتشابك يا صديق
تعلن نهاية الأشياء
المركونة بزوايا القلب
المشتعلة بنيران الأمل
ضجر ضجر
من أنا
من أنت
من نحن
من هم
لماذا لكل مدينة عاصمة ؟
ولكل إنسان عقل
ولكل امرأة قلب
ولكل رجل قلبين
لماذا ؟
لماذا مدينتي بلا عاصمة
لماذا بيتي دون أبواب
وجدراني بلا نوافذ
لماذا سقف بيتي مفتوح
على السماء
والنجمات تتساقط فوق رأسي
وأراقب الشهب
وتبللني الأمطار
وأتجمد من ثلوج غدرك
ولا أملك حطبا" للموقد؟
الجميع يملك حذاء
وأنا أسير عارية القدمين
غيري يسير على سجاد حرير
وأنا أسير على شوك الأيام
تملك غطاء للبرد القارس
وغطائي مثقوب
تسكنه الجرذان
ضجر ضجر
أوراق الأيام تتساقط
تسافر السنين
ولا تعود تلك الضحكات
التي لصقتها على الحجر
لا تبكي هذا المساء
فالأعياد على الأبواب
والاحتفالات لك ولهم
وأنا أصغي مع الجرذان
لأغنية
من خلف الوديان
تنقلها عواصف الضجر
وتلك الألعاب النارية
تحرق بيتي
تحرق قلبي
الجميع يهتف
عام سعيد
الجميع يتمنى
وأنا أحلم
الجميع يرقص
وأنا وحيدة
مصلوبة
تطير القبل
أراها تعبر بيتي
تتجاهلني
لأتابع
نومي
تحت
سقف
الضجر
أنتظر
قبلة
العام
الجديد
|