أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 14/08/2024

الكاتب: عبد المعين الملوحي / 1917-2006

       
       
       
       
       

 

حوار مع الكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

ولد في حمص عام 1917

تلقى تعليمه في حمص ودمشق، وتخرج في دار المعلمين الابتدائية عام، 1941

ودار المعلمين العليا عام، 1942 تخرج في جامعة القاهرة حاملاً الإجازة في اللغة العربية عام 1945.

عمل مدرساً في حماة واللاذقية وحمص، ومديراً للمركز الثقافي في حمص، ومديراً للمراكز الثقافية في وزارة الثقافة، ومديراً للتراث العربي، ومستشاراً في القصر الجمهوري، ومدرساً في جامعة بكين. وعضواً مراسلاً لمجمع اللغة العربية بدمشق.

عضو جمعية البحوث والدراسات.

 

مؤلفاته:

1- ذكريات حياتي الأدبية لغوركي- ترجمة- القاهرة 1945.

2- المتشردون لغوركي- ترجمة- حمص 1951.

3- حادث فوق العادة لغوركي- ترجمة- بيروت 1954.

4- مذكرات جاسوس- ترجمة- بيروت 1954.

5- دور الأفكار التقدمية في تطور المجتمع لكونستانتينوف- ترجمة- بيروت 1955.

6- في سردايي لدوستويفسكي- ترجمة- حمص 1956.

7- حق الشعوب في تقرير مصيرها للينين- ترجمة- حمص 1960.

8- داغستان بلدي لرسول حمزاتوف- ترجمة- دمشق 1975.

9- حارس المنارة لبوي دين بان- ترجمة 1976.

10- ساعاتي ديان فو لهومي- ترجمة- دمشق 1976.

11- الله وبلانكو بوسيني الحقيقي لبرناردشو- ترجمة- دمشق 1977.

12- كيو لنفون دو- ترجمة- دمشق 1977.

13- ديوان ديك الجن الحمصي- جمع مع محيي الدين الدرويش- حمص 1960.

14- اللاميتان- تحقيق- دمشق 1966.

15- ديوان عروة بن الورد- تحقيق- دمشق 1966.

16- تحفة المجاهدين في العمل بالميادين للاشين الحسامي- تحقيق 1977.

17- في علم الفروسية للاشين الحسامي- تحقيق- دمشق 1967.

18- التنبيه على حدث التصحيف للاصفهاني- تحقيق 1968.

19- الحماسة الشجرية- ابن الشجري، تحقيق- دمشق 1968.

20- الأزهية في علم الحروف- الهروي- تحقيق- دمشق 1971.

21- أشعار اللصوص وأخبارهم- تحقيق- دمشق 1974- 1975.

22- المنصفات- تحقيق- دمشق 1966.

23- الشعر الصيني- ترجمة- دمشق 1967.

24- نظير زيتون الإنسان- دمشق 1968.

25- قصيدتان في رثاء زوجة المترجم الأولى وابنته ورود وهي في سن الثالثة عشرة.

26- الفكر العلمي عند ياقوت الحموي- دراسة- دمشق 1971.

27- فهرسة الأغاني- دمشق 1984.

28- عبد المعين الملوحي يرثي نفسه- شعر- 1984.

29- الأدب في خدمة المجتمع- دراسة- دمشق- 1980.

30- نجوى حجر- شعر- دمشق 1971.

31- ثلج على قبر- دمشق 1971.

32- طعم التخمة طعم الجوع- قصص- دمشق 1973

توفي في 21/03/2006 عن عمر قارب التسعين عاماً.

نماذج من أعمال الكاتب

تحية إلى ثورة أكتوبر

 بهيرة

 

 

في رثاء زوجة (بهيرة)

 

  

فـرغ الإلـه وجنــده مـن قـتـل زوجـتي الـصـغيرة

وتجمعوا يتضاحكون وقد ترامت في حفيرة

هـذا يقـول :تركتهـا في الـقبر هامـدة وحيدة

ويقـول أخر : قـد لمست الـترب أبعـث فيه دودا

ويـقـول ثالـثهم : ومـاذا تبـتـغـي الـديـدان مـنهــا

أنا قد أذبت عظامها وسلخت حتى الجلد عنها

وأجاب رابعهم وكان اليوم نشوان انتصار

ما أطيب الألحان ترسلها عروس في احتضار

ويقول خامسهم : وحــزّ الـمـأتم الــدامي فـؤاده

هذي السعادة ليس ترضيني سوى هذي السعادة

ويقول سادسهم : وما أحلى أغـاريـد اليتـامى

مـا لـذنـي إلا سـمـاع عـويـــل طـفـلـتـهـا خـزامـى

وأحب منـظر زوجهـا تنساب أدمـعـه الغزيرة

إذ راح يلــثمــهـا وصـــاح مــع الســـــــلامة يابهيرة

 

***

 

سجد الملائكة خشّعا والله يرمقهم بعــيدا

لو شاء صّيرهم دمى أو شاء صيرهم قرودا

ورآهم إبليس عن كثب فأتبعهم بنظــرة

وعلى ذرى شفتيه ماتت بــسمة صفراء مـرة

 

***

 

كم ثائر للكبرياء بكت عليه الكبرياء

النقـــــــمة الحـــــــمراء تحرقه وتلـــعنه الســــــمــاء

ورمى الإله إلى ســــــواد الأرض نظرته الرهيبة

فإذا حبيب ســـــــاهر يرعى مريضــته الحبيـــــبة

نادته والأوجاع تعصـــــــرها حنــانــك يا حبــــيبي

نادته تحســــب في اســـــمه الميمون أدوية الطبيب

ســـــــمـــع الإله فغاضــــه في نوبـــــة الحمى نداها

نقـم الحليم وقال قد كفرت فأغضبت الإله

ما بالها تــدع الكريـــم وما لها تــدعو فتــاهــا

هــيا انزعوهــا من يــديــه أو انــزعــــوه من يــديهــا

أنا لا أطيــــق معــاني الإخـلاص تمــــلئ مقــلتيهـــا

 

***

 

سجد الملائكة ثم راحوا يركــبون الليل خيلا

يا رب جــــرم ظنه الإصبــاح بعد الفــجر ليـلا

أبهــــــــــــــيرتي هذا إله الغاب في الزمن القديم

لا يرتضي لقبا ســـوى الرحمن أو لقب الرحيم

أبهـــــــــــــيرتي خرف الإله ومات من زمن بعيد

فعلام تعبده البهــائم بالركوع وبالـــســــــجود

 

***

 

لو ذاق ربـــك لوعة الســـــــــــــرطان في نـوبــاتــه

لو ذاق حــــرقته وقــد أعــيــّا عــلاج أســـــــــــــاته

لو كان مســـــــــــلولا يمج دماءه عند الســـــعال

ويـــرى على منديله رئتيه تنثر كالرمــــــــــال

لو كان مسلولا يرى الأفعى تسير ولا يســـــير

لو كان مجنونا يهيــم فلا يجـــــــــــار ولا يجــير

لو ذاق أحلام الشـــــــــــــباب وذاق آمــال الصبــايا

لو ذاق مصرعها الوجيع يموج في صدر الضحايا

لو ذاق ربــك لــذة الدنــيـا وأفـــــــــــــراح الحــيــاة

لو ذاق طعم القبلة الأولى على شــــــــــــــفتي فتاة

لو كان ربك والدا يحنـــــو على الطفل الرضيع

لو كان يبصــــر حمرة الخدين في الوجه البديع

لو كان ربك يقرأ الأنوار في ســـفر الصباح

لو كان ينشق طيب أنفاس البنفسـج والأقاحي

لو كان يشعر بالوجود بكل أشكال الوجود

في الشمــس في الأنغام في ترنيمة النهر البعيد

لو ذاق هذا . لم يكن يرضى بقتل الكون ظلما

لكنـــــــــه ما ذاقه ….. لكنه ما كان يوما

 

***

 

أبهـــــــــــيرتي لا تزعمي أن قد عرفت الحق بعدي

أنا صــــــــنته وبذلت في تعــلــيمه للنــــاس جهدي

أبهـــــــــــيرتي ما الحق تحت الأرض أو بعد الممات

الحق فوق الأرض في الإنســـان في هذي الحياة

ما في القبور سوى التراب . سوى الظلام. سوى الصخور

والبعث بعد الموت كـــــــان ولا يزال من الغرور

لا ترتجي فرح النعيـــــــــم وتختشي هول الجحيم

هذا وذاك أصبحا ذكــــــرى من الماضي الأليم

لا تطلــــــــــــبي إيمـــــــــــــــــان قــلــبي إنــــه ولى وراح

قتلته كارثتي وكان مكابدا أمــس الجراح

لا تزعـمي أن المــمــات ســـــــــبيل عــدل الله فــيـنــا

لن أرتضـــــــــــــي غــير الحـيـاة وغـير ديـن العقـل دينا

 

***

 

أبهـــــــــــــــــــــــيرتي العدل أن نبني الوجود كما نشاء

كم يائــــــــــس نادى الســماء فهل أجابته الســماء

إن كنت أخطأت الصـواب ــ وما أظـن ــ فــأخـبريني

ماذا لقيت لدى الــــتراب ؟ وما حـقـيقــة كل دين ؟

قد كنت صادقة الحديث صريحة بين الصحاب

ولقد ســــألــتـك فــاصدقيني يا بهــــــــيرة في الجواب

ما لي أراك ســـــــــكّت عن رد الجواب ولم تجيب

قد كان معنى الصمت أمس نعم ــ فهمتك يا حبيبي

الصــمت أبلغ منـــــــطــق يهدي النـفـوس إلى الـحقيقة

هل ضجة الأمواج تســــــــمع أنفــــسا ماتت غريقة

لو كان بعد المـــــوت بعث للجـــــسوم و للنـفـوس

لو كان مزقت الحياة على ضريحك يا عروسي

لكنني أحــيــا على طلل الـــهــوى والذكريات

وأعيش أعصر خمرة الأوهام من ســــم الممات

وأعيش كي تجد ابنتي كالـنــاس في أبا وأما

نامي إذا يا أم ابنتي واســــــــــــــتغرقي في القبر نوما

 

***

 

أبهــــــــــــــــــــــيرتي لا لست لي بل أنت خائنة أثيمة

حملتني عبء الــــــهـــوى وتركــت طفلتنا يتيمة

ما الداء ؟ لو لم ترتمي للـــــــــــــداء خاضــــعــة إليه

لم لم تهبي حين حل الــــــــــــــــــداء واثبـــــــــة عليه ؟

ما الموت ؟ ليس الموت عذرا للخيانة في الخؤون

لم لم تثوري للحياة وتقطـــــعي كــــــف الــمـنـون

سنة قضيت على فراشـــــــــك ساهرا برا شفيقا

حين ارتميت ولــــم تر أمــــــا ولم تجـــد شـــــقيقا

أســــــقيك من قلبي دما ، وجعلت دمعك لي شرابا

وأرى عذابي في رعايتك الســــــعادة لا العذابا

كانوا وكنت مريضة يتنافسون على ودادي

واليوم باعوا ثوب عرسك يا بهــــــــــــيرة في المزاد

كانوا وكنت مريضة يرجونني بهوى خزامى

واليوم أضحت ابنتي نـهــــــــبا كأموال الــيـتـامى

ســــــنة قضيت أريق وجهي للــصـــديق والمرابي

وأموت من جــــــوع لأدفع عنك أهـــــــوال المصاب

كم قلت صبرا فسوف تعيش في الدنيا سعيدا

 

***

 

لهفي على تلك الليالي الواثبــــــات على الســــــرير

ما بين تمتمة الشـــــــــــــفاه وبين عربدة الصـــــــدور

لهفي على ثلج الجبال يذوب في لهب الصحارى

لهفي على الوعي الذكي يمجّه هزل السكارى

لهفي على العشـــــــرين يحفر قبرها زوج جريح

فتانة كالفجر لو يســــــــــــــطيع قبلها الضريح

يا أم أحلامي تعالي نبــــــــــــــــك أحلامــي القتيلة

كم بت أسقيها فمات الزهر وانمحت الخميلة

قد كنت أرجو في هواك الأمن من نوب الزمان

فغدوت أنت مصيبتي الكــــــــبرى وقاتلة الأماني

قد كنت أرجو أن أرى في صدرك الفواح واحة

آوي إليه من الزمــــــــان وأتقي منــــه جـــــــــــراحه

فغدوت والســـــــــرطان ينهشه فلا أســــــطيع مسّه

يمتص نضرته وينمي فيه رغم الموت حــــســـــــه

الدمع والزفرات قد جربت حـــــــــــرقتها جـميعا

في مقلتيك وقلبك الواهي بنت وكرا منيــــــــعا

يا صــرخة الســـــرطان تســـــمعها الجبال ولا تميد

لو أنها دهــــــت الحديد لذاب كالشـــــمع الحديد

كم غفوت على يد المورفين بين يدي ســـــــاعة

وأراك نائمة فأخنق في فمي صوت المجـــــــــاعــة

قد حال عرش الحب منذ الليلة العذراء نعشـــــــا

واليوم قد أكل التراب عليه نعشا ثم عرشـــــا

 

***

 

أبهــــــــــيرتي ذات الشعور الحمر قد طلع الصبـاح

والديك صاح فكيف لم يوقظك يا بهـــــر الصباح

ما بال عينك لا تفيق عروســــــــــة ترعى الحـبيبا

ما بال ثغرك لا يرن بقبلة تــــــــــــــــرعى الــقــلــوبــا

قومي بنا نرتع فقد طال رقادك في الســــــــــــرير

قولي ألا يؤذيك لمــــــــس الترب لا مـــــــسّ الحرير

ما زلت ألثم ثغرك الوضاء في الرسم الصغير

قبل الأماسي والكرى لم تنسني قبل البكور

قولي ، أما يفتر ثغرك في ظلام القبر فجــــــــــــــرا

فتنير بســـــمته الضـــــريح وتملأ الديدان ذعـــــــرا

همّ أريد له الــبقــاء ولا بقــاء لــكي أعيـشه

انعيه في قلبي فيصبح في مهب الريح ريشـــــــــة

لكنها الأحــــزان تـثـقــلــــه فيهوى للحـضيــض

ألوان حمى ساخـــــــــــــــرات بالطبيب وبالمريض

أحبيبتي لا تطلــــــبي مــــني الــــــوفـاء ولا الأمانة

أصبحت شيئا ليس يدري ما الوفاء ولا الخيانة

الروض والأطيار والأنهار قد علـمـت هـوانـا

ومضت كما كانت تفيض من الحنان على سوانا

والشمس ما زالت تغيب كما تغيب وتشرق

والغصن يزهو حيث يلثمه الـــــــــــــــربيع ويورق

والغرفة الزرقاء في أفياء ( إهدن ) لا تبـــالي

ساءلتها عنا وعن أســــــرار هاتيك الليــــــــالي

فوجدتها خرساء مدت في غباء ساعديها

كالمومس العمياء من تسمع تخله رنا إليها

مرآتها لمعت تريد لوجــهـهـا وجهــــا جديدا

وسريرها متوثب مترقب عرســــا سعيدا

فتركتها أسعى وحيدا نحو أرزتنا الوحيدة

فوجدتها لم ترع مفجوعا ولم تندب فـقـــــيدة

أغصانها امتدت بغيض لتطردني و حزني

وحفيفها غضبان يصرخ يا شقي إليك عني

لولا السعادة لم أعش دهرا يحاربه الزمان

أنا للهناء خلقت لم أخلق ليقتلني الهـــــــــوان

فمضيت لا حجر ولا شجر ولا بشر أراه

وشربت وحدي لوعتي و دفنت في قلبي أساه

مشت الحياة على الممات فلا يلمها من يمـــــــوت

للميت قبر بارد الجنبات يرهبه الســكوت

وهناك قام على الصخور الصم زوجك كالصخور

أقوى من الدنيا وأسمى من تصاريف الدهـــور

جبل من الفولاذ تلطمه البحار ولا تمـــــــــــــل

لا الطود منهوك ولا الأمواج من عبث تكل

 

***

 

أحبيبتي لا البوم ناح ولا هزار الروض غنـــــــــــــى

ماتت تعابير الوجود فما لها في النفـــــــــــــــس معنى

قالوا العزاء فقلت قد مات العــــــــــــــــزاء مع الحبيبة

ستعيش نفسي بعد أخت النفس شاردة غـــــــريبة

قد كنت أرجو أن نعيش معا ونمضي في الطريق

لكن طلبت الراحة الكبرى فسرت بلا رفيق

 

***

 

أبهيــــــــــــــــــرتي قالوا لنا ما هكذا عرف الرثاء

قولي لهـــــــــــــــم بل أنها نار بها أحترق البكــــاء

صــــــــــــور ملونة تداعب طيفها أعماق نفــــــــــسي

من ثـــــــــــــــــــورة وتمـــــرد طاغ ومن ضعف ويأس

 

 

تحية إلى ثورة أكتوبر

 

 

يحق للإنسان، لكل إنسان، أن يتمنى وجود عالم أفضل من عالمنا الحاضر.

ما تزال حياة الإنسان قصة، ويجب عليه أن يتمّها، أن يستدرك ما فيها من نواقص، أن يتخلص مما في العهود السابقة من آثار سلبية:

الاستعمار، الاستغلال، العبودية، الفقر، الجهل، المرض...

تلك هي الآفات التي ما تزال تفتك بالإنسانية، والتي يجب أن تنقذ نفسها منها إلى الأبد، هذا حقنا و واجبنا الإنساني، فإذا تخلينا عنهما لم نكن بشراً.

كل العهود التي تتابعت على الإنسانية لم تضمن للإنسان أن يكون إنساناً كاملاً.

تتابعت الأنظمة وتوالى الحكام، ملوكاً ورؤساء وزعماء، وعاشوا في نعيم،

ولكننا ـ نحن الفقراء ـ عشنا وما نزال نعيش في جحيم.

عندما كنا عبيداً، كنا نُقتل دون عقاب، ونَخدم دون ثواب، ونصارع الأسود لتسلية السادة، كانت نساؤنا إماء، و كان شبابنا غلماناً.

عندما صرنا أقناناً، كان سادتنا الإقطاعيون لا يعملون ويشبعون ، وكنا نعمل ونجوع، كانت حتى نفوس أمواتنا تحسب من أملاك سادتنا.

عندما غدونا عمالاً كان سادتنا يفرضون علينا ساعات طوالاً من العمل لقاء لقيمات لا تسد رمقنا ولا تكفي عيالنا وأطفالنا.

وعند ذلك ثرنا، رفضنا أغلال العبودية والإقطاعية والرأسمالية، ثرنا لنكون، نحن الفقراء، أصحاب الأرض التي نفلحها، أصحاب المعمل الذي نعمل فيه.

وعانت الشعوب في ظل هذه النظم مثلما عانى الأفراد.

شعوب يغزوها الأقوياء ليستولوا على أراضيها.

شعوب يستعمرها الأقوياء ليسرقوا خيراتها ويجعلوها طعمة للمدافع في حروبهم القذرة.

وعند ذلك قالت الشعوب: كفى، كما قال الأفراد من قبل.

وعندئذ قام الشعب بقيادة لينين بثورة مباركة في أرض مباركة.

حطم القيصرية

أنهى الإقطاعية

ألغى الرأسمالية

أقام الاشتراكية

أسس دولة الفلاحين والعمال،

وانضمت إليها شعوب روسيا القيصرية لتبني "الاتحاد السوفياتي"،

وانتقلت هذه الشعوب جميعاً من عصر "المحراث اليدوي" إلى عصر الذرة،

وأعادت قوى الظلام الكرة، فهاجمت الاتحاد السوفياتي.

وهبت شعوبه بقيادة ستالين لحمايته فقدمت 20 مليون شهيد، فأنقذت نفسها وأنقذت الإنسانية. وأعادت بناء ما هدمته الحرب الضروس في سنوات قلائل.

وبدأ الاتحاد السوفياتي بعد النصر يحرر شعوب الأرض، ويفرض على مستعمريها الخروج منها.

في عام 1919 بعد الحرب العالمية الأولى كانت المستعمرات وأشباه المستعمرات تبلغ مساحة أراضيها 104.5 مليون كم2 و كانت سكانها 1230 مليون إنسان .

بعد الحرب العالمية الثانية تضاءلت المستعمرات وأشباه المستعمرات فبلغت مساحة أراضيها 7.7 كم 2 ، و بلغ سكانها 45.8 مليون إنسان*.

و توالى تحرير الشعوب .

الاستعمار عار على الإنسانية، و هذا العار يقع كله على عاتق النظام الرأسمالي الذي استعبدت فيه حفنة من الدول الإمبريالية الأكثرية العظمى من سكان الأرض.

ثم جاءت ثورة أكتوبر، (و تمّ نصرها في حرب التحرير العظمى) فأيقظت شعوب الشرق، و ألهمتها القوة للنضال ضد الظالمين**.

 

وبدأ الاتحاد السوفيتي يتراجع يوماً بعد يوم. وتسرب خلال ذلك إلى قيادة الحزب بقايا البرجوازية والإقطاعية وعملاء الدول الأجنبية، و هذا التسرب هو الذي دعا المفكرون الأوائل للحذر منه.

وتعاون التفسخ الداخلي، و التدخل الأجنبي في انهيار الاتحاد السوفيتي فانهار.

جاء في كتاب "العلم و الناس"ص 440:

كان الناس يصورون السعادة بصورة طير أزرق يفلت منا في الساعة التي نظن أننا قد قبضنا عل جناحه...)

وقد ظننا أننا قبضنا عليه بقوة حين قام الاتحاد السوفيتي، ولكن هذا الطائر ـ و اأسفاه ـ أفلت منا مرة أخرى بعد سقوطه.

أصبحت الشعوب الضعيفة دون حماية و لا معونة، و تفرد (الشيطان) بالأرض يملؤها عدواناً و طغياناً:

وقد كنتَ لي جبلاً ألوذ بظلــه

فتركتني أضحى بأجرد ضاحــي

قد كنت ذاتَ حميّةٍ ما عشتَ لي

أمشي البرازوكنتَ أنت جناحي

فاليوم أخضعُ للذليـل و أتــقـي

منه وأدفع ظالمي بالراحـي

وأغض من طرفي و أعلم أنـــه

قد بان حدُّ فوارسي و رماحـي ***

 

لقد ولدت عام 1917 سنة ولدت ثورة أكتوبر .

وهاأنذا أعيش، وها ذي ثورة أكتوبر وقد ماتت.

أليس عجيباً أن يعيش إنسان واحد أكثر مما تعيش ثورة شعوب؟

ماتت ثورة أكتوبر، و خلا الجو للشيطان الرجيم.

وها هو أخيراً يترك الصهاينة في فلسطين المحتلة يملكون القنابل الذرية وأسلحة الدمار الشامل، ويرفضون تنفيذ قرار واحد من القرارات التي أصدرها مجلس الأمن و الأمم المتحدة، فلا يحاسبهم، بل يمدهم كل يوم بسلاح جديد، وهو في نفس الوقت يهدد شعوبنا بالعدوان والدمار إن أرادت امتلاك بعض الأسلحة للدفاع عن النفس.

أرأيتم طوال العهود التي مرت بها البشرية مثل هذه الوقاحة؟

 

و لكن:

هل زالت الأسباب التي دعت إلى قيام ثورة أكتوبر؟

ما أظن.

بل إنها زادت قسوة وعنفاً.

الرأسمالية تزداد جشعاً ونهباً للشعوب.

الرأسمالية زادت وحشية في اضطهاد الشعوب.

الفروق بين الأغنياء والفقراء ازدادت أضعافاً مضاعفة.

في أفريقيا يموت الملايين من الأطفال جوعاً ومرضاً

 

إذن فالأسباب التي دعت إلى قيام الثورة الكبرى عام 1917 ما تزال قائمة، ولذلك فستفجر ثورات كبيرة أخرى في العالم.

وسيعود نور الاشتراكية لينتصر على ظلام الرأسمالية السوداء.

لا يمكن أن تكون هذه الرأسمالية السوداء آخر مراحل تطور الإنسانية.

كل حر يؤمن أنّ مستقبل الإنسانية هو الاشتراكية.

والمستقبل كشاف...

عبد المعين الملوحي

عضو مجمع اللغة العربية

دمشق 20/2/1998

الهوامش:

(1) مقدمة كتاب "من خفايا ثورة أكتوبر" ـ ترجمة وإعداد شاهر أحمد نصر ـ مطبعة قوس قزح ـ طرطوس ـ 1998

*** - شاعرات العرب : 296-297

* - كتاب العلم و الناس و المجتمع ( دار التقدم ) ص : 399

** - المصدر نفسه ص : 399-400

 

أضيفت في 14 /06/2007 /  خاص القصة السورية

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية