إحسان عبد القدوس 1 يناير 1929 - 12 يناير 1990، كان صحفي وروائي مصري من
أصل تركي من جهة أبويه، فهو ابن السيدة فاطمة اليوسف التركية الأصل
اللبنانية المولد والمربى وهي ُمؤَسِسَة مجلة روز اليوسف ومجلة صباح الخير.
أما والده محمد عبد القدوس فقد كان ممثلا ومؤلفا.
ويعتبر إحسان من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد
عن العذرية وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية. ويمثل أدب إحسان عبد
القدوس نقلة نوعية متميزه في الرواية العربية، إذ نجح في الخروج من المحلية
إلى حيز العالمية وترجمت معظم رواياته إلى لغات اجنبية متعددة.
ولد إحسان عبد القدوس في 1 يناير 1929 وفي طفولتة كانت هوايته المفضلة هي القراءة
، اهتم والده بحسن تعليمة وتشجيعه علي القراءة، وقد تخرج من مدرسة الحقوق
في عام 1942 ، وعمل كمحامي تحت التمرين بمكتب احد كبار المحامين وهو ادوارد
قصيري وذلك بجانب عملة كصحفي بمجلة روز اليوسف، في عام 1944 بدا إحسان عبد
القدوس كتابة نصوص افلام وقصص قصيرة وروايات.
وبعد ذلك ترك مهنة المحاماة ووهب نفسة للصحافة والادب فقد شعر ان الادب والصحافة
بالنسبة له كانا من ضروريات الحياة التي لا غني عنها، واصبح بعد اقل من
بضعة سنوات صحفي متميز ومشهور، وراوئى، وكاتب سياسي، وبعد ان العمل في
روزاليوسف ،تهيات له كل الفرص والظروف للعمل في جريده الاخبار لمده8
سنوات ثم عمل بجريده الاهرام وعين رئيسا لتحريرها.
كان لإحسان شخصية محافظة للغاية، لدرجة ان شخصيته تتناقض مع كتاباته، فالبيئة
التي تربى فيها جعلت منه انسانا صعبا للغاية، فقد كان ملتزما بالمعنى
الاجتماعي، فلم يكن يسمح لزوجته بان تخرج من البيت بمفردها، وعندما يكون
مسافرا يطلب منها الا تخرج، بل وترفض كل الدعوات التي توجه اليها مهما
كانت، بل انه كان صعبا معها في موضوع الملابس، لدرجة انه كان يشترط عليها
ان تكون ملابسها محتشمة لا تصف ولا تشف .
ان ادب احسان عبد القدوس يمثل نقله نوعيه متميزه
في الروايه العربيه الي جانب ابناء جيله الكبار من امثال نجيب محفوظ ويوسف
السباعي ومحمد عبد الحليم عبد الله, لكن احسان تميز عنهم جميعا بامرين
احدهما انه تربي في حضن الصحافه, وتغذي منذ نعومه اظفاره علي قاعده
البيانات الضخمه التي تتيحها الصحافه لاختراق طبقات المجتمع المختلفه وكانت
الصحافه, وصالون روزاليوسف والعلاقات المباشره بكبار الادباء والفنانين
والسياسيين ونجوم المجتمع هي المنبع الذي اتاح لاحسان عبد القدوس ان يصور
الجوانب الخفيه في الحياه المصريه ويتخطي بذلك كثيرا من الحواجز التي حالت
بين زملائه وبين معرفه هذه البيانات، اما الميزه الثانيه لادب احسان فهي
انه كان عميق الايمان بقضيه الحريه, بمختلف مستوياتها السياسيه
والاقتصاديه والاجتماعيه.
وان ادب احسان قد نجح في الخروج من المحليه الي
حيز العالميه, وترجمت معظم رواياته الي لغات اجنبية كاالانجليزية،
والفرنسية، والاوكرانية، والصينية، والالمانية , وقد منحه الرئيس الراحل
جمال عبد الناصر وسام الاستحقاق من الدرجة الاولي له، كما منحه الرئيس محمد
حسني مبارك وسام الجمهوريه, وشارك باسهامات بارزه في المجلس الاعلي
للصحافه ومؤسسه السينما ، وقد توفي احسان عبد القدوس فس 11 يناير
1990،ومازال اسمه يلمع عالميا باعماله وابداعاته المتميزه.
من اهم اعماله:
كان احسان عبد القدوس كاتب مثمر، فبجانب اشتراكة
المتميز بالصحافة كتب مايلي:
49 رواية تم تحويلهم جميعا نصوص للافلام.
5 روايات تم تحويلهم الي نصوص مسرحية.
9 روايات تم تحويلهم الي مسلسلات اذاعية.
10 روايات تم تحويلهم الي مسلسلات تليفزيونية.
56 كتاب تم ترجمة العديد من روايات الكاتب
والصحفي احسان عبد القدوس الي لغات اجنبية كاالانجليزية، والفرنسية،
والاوكرانية، والصينية، والالمانية.
جوائز حصل عليها الكاتب الكبير احسان عبد القدوس:
1-وسام الاستحقاق من الدرجة الاولي منحة له
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
2-وسام الجمهورية من الدرجة الاولي منحة له
الرئيس محمد حسني مبارك في عام 1990.
3-الجائزة الاولي عن روايته :دمي ودموعي
وابتساماتي " في عام 1973.
4-جائزة احسن قصة فيلم عن روايته "الرصاصة لا
تزال في جيبي.
في عام بلغ من محافظة احسان والتزامه ان امه
السيدة روزا اليوسف ارسلت اخته اليه التي كانت اكثر تحررا كي يعاقبها
بنفسه، فقد كانت اخته تركب "البسكلتة" مع ابن الجيران، فارادت والدته ان
تضع حدا لشقاوتها مع ابن الجيران، فارسلتها الى اخيها لتعيش معه في
العباسية .هذا التكوين الاجتماعي منع احسان عبد القدوس من الاعتراف باسراره
الخاصة، فلم يعترف الا بعلاقته النسائية الاولى يقول: ( الحب الاول في
حياتي كان لبنت الجيران، كانت صديقة لابنة عمتي، وكان حبا اعتبره من ارقى
وانظف واعمق انواع الحب الذي يجمع بين صبي وصبية، كان عمري وقتها 14 عاما،
وهي 13 عاما، كان حبا قويا بالنسبة لي شخصيا، وكان لا يتجاوز انها تزور
ابنة عمتي واجلس معها كما كانت التقاليد، كان شيئا راقيا في معناه، وكنت
انتظرها على محطة الترام واركب معها لأوصلها إلى مدرستها "السنية".. ثم
اعود على قدمي بعد ذلك الى مدرستي فؤاد الاول، وكل الذي كان يجمع بيني
وبينها لا يعدو اكثر من ان امسك يديها وكان ذلك منتهى الرومانسية ) .
هذا المدخل يمكن ان نعتبره باردا لموضوع عن
الاعترافات الجنسية لأشهر الأدباء والكتاب العرب، لكنها كانت مهمة لنفض
الاشتباك حول ما يثار عن احسان عبد القدوس، فالناس يظنونه كاتبا متحررا من
كل التقاليد والاعراف الاجتماعية، مع انه ملكي اكثر من الملك، بل وتصلح
نهايات ابطاله الذين يبغون الحرية للتدريس واخذ العظة والعبرة
ولكن احسان عبد القدوس سيد المحللين السياسيين في
زمانه وادب احسان عبد القدوس وشخصيته الظريفه هي التي شغلتني وابعدتني عن
متابعه او الاتصال بالسيده والدته التي هي الباب الملكي لعبور الصحافه
الساخره الجميله في زمانها.
لان احسان عبدالقدوس وكما ساكشف للقراء خلال
مقالاتي هو صاحب فكره ومؤسس وكاتب مذكره برنامج انشاء[ المجلس الاعلي
للاداب والفنون] سابقا قدمها لعبد الناصر واحيلت الي كمال الدين حسين,
غير ان احسان فوجيء برجل الثقه( يوسف السباعي) يخطره انه استبعد من
العضويه العليا للمجلس بعد انشائه الي مجرد عضو مهمش في احدي لجان المجلس
* ولعل هذا السبب الاول بجانب عديدا من العوامل
جعلت احسان عبدالقدوس يرفض في حياته الجائزه التقديريه, لانه فقد الثقه
في المعايير السياسيه وتوازنات المصالح والقوي البعيده كل البعد عن قيمه
وجداره الرمز الفكري والثقافي والادبي ومدي تاثيره في مسار الادب والثقافه
المصريه العربيه, وللاسف مازالت رواسب هذه المعايير قائمه حتي الان,
تحكم منح الجوائز.
*امام هذا التجاهل والصمت المتعمد من اجهزه
الاعلام المكتوب والمسموع والمرئي اسمح لنفسي بان احاول علي قدر جهدي,
وقراءتي المبكره في صباي ومعلوماتي وصحبتي الحميمه لاحسان عبدالقدوس خاصه
من يوم ان تعرفت عليه شخصيا في مكتب توفيق الحكيم وكان وقتها قد ترك حوالي
عام(1974) رئاسه مؤسسه( اخبار اليوم) لخلاف مع( انور السادات)(
قيل بسبب نشر مقالات لمصطفي امين بعد خروجه من السجن دون علم احسان)
واصبح كاتبا متفرغا بالاهرام, ثم اصبح عام1975 رئيسا لمؤسسه وتحرير
الاهرام ثم تركها فجاه بعد شهور( قيل بسبب رفض احسان نقل بعض من كتاب
وصحفيين يساريين, كذلك رفض اغلاق( مجله الطليعه) التي كان يراسها
لطفي الخولي) وسافر الي الخارج فتره ثم عاد كاتبا متفرغا في الاهرام,
ولاحظت ولاحظ القاريء انه صمت عن الكتابه في السياسه وانفجرت موهبته
القصصيه والروائيه فابدع كما غزيرا من الاعمال الجديره بالتقييم النقدي وقد
حاولت حسب جهدي القيام بجزء ضئيل من هذا الواجب في بعض دراسات ومقالات لعل
ابرزها دراستي في مجله الهلال عام1977( المراه والحريه في عالم احسان
عبدالقدوس القصصي والروائي) واقنعته بعد قراره الا يتولي مناصب صحفيه او
رسميه( عرض عليه السادات ان يصبح وزيرا فاعتذر) وبعد تركه للاهرام
باجراء حوار وتم فعلا ونشر بمجله( الدوحه) القطريه اثناء ازدهارها تحت
رئاسه( رجاء النقاش) كانت تدور عن صمته عن الكتابه السياسيه وقربه
وزمالته للسادات منذ عام1948 ومعرفته بعبد الناصر منذ1950 قبل الثوره.
* ما يعنيني هو تامل بتركيز درس احسان
عبدالقدوس ككاتب سياسي وروائي ينتسب لجيل الاربعينيات المجيد نفس جيل ضباط
يوليو1952, فلقد عاش كصحفي يؤمن بحريه الراي والتعدديه وحق الاختلاف وسط
الغليان السياسي الذي يجسد انهيارات النظام الملكي وفشل الاحزاب
التقليديه, بما فيها الوفد بعد ان انتهي دوره بعد معاهده1936 وظهور قوي
شابه جديده تتمرد علي الاحزاب التقليديه التي تتصارع علي كرسي الوزاره
وتوزعت هذه القوي بين مصر الفتاه وتحوله للحزب الاشتراكي الوطني احمد
حسين, والاخوان المسلمين( حسن البنا), والتنظيمات الماركسيه والطليعه
الوفديه.
* وكان موقف احسان السياسي هو رفض النظام
الملكي والاحزاب التقليديه, لم يؤمن بزعيم معين من القدامي ودرس كطالب في
الحقوق واحتك بالقوي السياسيه الجديده ووضع مجتمع الاربعينيات السياسي
والاقتصادي والاجتماعي المازوم.. فاختار استقلاليه الراي وكان صوتا
ديمقراطيا راديكاليا او يعقوبيا.. ولا جدال ان البيئه الفنيه والصحفيه
التي تفتح عليها وعيه ساعدته علي شق طريقه الصحفي فالاب محمد عبدالقدوس
كاتب ومثقف مهندس وممثل له تميزه والام فاطمه اليوسف سيده عربيه عظيمه شقت
طريقها منذ ان جاءت الي مصر في العشرينيات صبيه مهاجره من لبنان واصبحت من
رموز مسرح رمسيس..
* وختاما وقد انتصرت الان قيم ومبادئ احسان في
اتجاه مصر الي التعدديه وحريه الراي ورفض الحكم المطلق وسياده القانون التي
يقودها بحكمه الرئيس حسني مبارك وعواصف وسط انواء داخليه وخارجيه ان الاوان
ان نرد الاعتبار لفارس الحريه احسان عبدالقدوس, وبصفتي ناقدا درس قيمه
انجازه السياسي والروائي الذي ظلمه النقاد وبصفتي عضوا بلجنه الدراسات
الادبيه بالمجلس الاعلي للثقافه الذي كان احسان صاحب فكرته في البدايه,
اطالب بعقد مؤتمر يدرس انجازه المستنير المتحرر لكاتب لم يتاجر ويساوم
بقلمه وهذا هو درس احسان ودرس المستقبل الساقط علي الحاضر.
صاغها اديبنا الراحل احسان عبد القدوس في مقدمه
روايته وفيلمه الوساده الخاليه تقول في حياه كل منا وهم كبير يسمي الحب
الاول لاتصدق هذا الوهم فان حبك الاول هو حبك الاخير وهي عباره تمنح الامل
في استمرار الحياه حتي لاتتوقف علي شيء او احد وحتي لاتتوقف عند شيء او احد
فماذا اراد هذا الفيلم الحب الاول ان يقول
شهد الاسبوع الثقافي احتفال روزاليوسف واسره
الكاتب الراحل احسان عبدالقدوس بمناسبه مرور ثمانين عاما علي مولده ومرور
تسع سنوات علي رحيله, في الصالون الادبي الذي شارك فيه الدكتور مفيد شهاب
وزير التعليم العالي والدوله للبحث العلمي والمهندس ابراهيم شكري رئيس حزب
العمل والدكتور صلاح فضل رئيس قسم اللغه العربيه وادابها بجامعه عين شمس
كما شارك ايضا الاديب محمد عبد القدوس والاستاذه لوتس عبد الكريم رئيس
تحرير مجله شموع والاستاذه نرمين القويسني.
مع عدد كبير من الكتاب والنقاد والمثقفين
والفنانين. ادار الحوار الاستاذ صلاح عيسي الذي اشاد بنضال ودور احسان
عبد القدوس في الدفاع عن الحريات طيله حياته كرائد من رواد الحريه السياسيه
والاجتماعيه.
وفي البدايه تحدث الدكتور مفيد شهاب وزير
التعليم العالي والدوله والبحث العلمي عن احسان عبد القدوس ومعركته مع
الحياه منذ ان كان تلميذا بمدرسه السلحدار حتي تخرج في كليه الحقوق بجامعه
القاهره ثم اشتغاله بالمحاماه لمده عام ثم التحاقه بعدها بالعمل في
روزاليوسف ودخوله السجن بسبب احدي مقالاته.
وتهيات له كل الفرص والظروف للعمل في جريده
الاخبار لمده8 سنوات ثم عمل بجريده الاهرام وعين رئيسا لتحريرها.واضاف
الدكتور مفيد شهاب ان احسان المناضل الوطني اثار قضايا الاسلحه الفاسده
انطلاقا من مناهضته للفساد السياسي.
واسهب احسان في الحديث عن الحريه في اعماله
الادبيه والصحفيه حتي امتزجت لديه النزعه الادبيه الاصيله مع الحرفه
الصحفيه.وكانت كتابات احسان بالمقارنه بزميله نجيب محفوظ ويوسف السباعي
اقرب الي روح الشباب. كما كانت رواياته تصدر عن حس وطني مؤثر فنجد روايه
في بيتنا رجل تدعو للمشاركه السياسيه.
وايضا علي مقهي في الشارع السياسي تكشف عن حبه
العميق لوطنه. وقال الدكتور صلاح فضل رئيس قسم اللغه العربيه وادابها
بجامعه عين شمس ان ادب احسان عبد القدوس يمثل نقله نوعيه متميزه في الروايه
العربيه الي جانب ابناء جيله الكبار من امثال نجيب محفوظ ويوسف السباعي
ومحمد عبد الحليم عبد الله, لكن احسان تميز عنهم جميعا بامرين احدهما انه
تربي في حضن الصحافه, وتغذي منذ نعومه اظفاره علي قاعده البيانات الضخمه
التي تتيحها الصحافه لاختراق طبقات المجتمع المختلفه خاصه الطبقه
الارستقراطيه واوساط السلطه ومعرفه دقائق العلاقات الاجتماعيه في هذه
المجتمعات مما يمثل ماده غنيه تمد مخيله الكاتب الروائي بوقائع وعلاقات
كاشفه عن طبيعه المجتمع ومضيئه لخلفيات الاحداث وكانت الصحافه, وصالون
روزاليوسف والعلاقات المباشره بكبار الادباء والفنانين والسياسيين ونجوم
المجتمع هي المنبع الذي اتاح لاحسان عبد القدوس ان يصور الجوانب الخفيه في
الحياه المصريه ويتخطي بذلك كثيرا من الحواجز التي حالت بين زملائه وبين
معرفه هذه البيانات.
اما الميزه الثانيه لادب احسان فهي انه كان عميق
الايمان بقضيه الحريه, بمختلف مستوياتها السياسيه والاقتصاديه
والاجتماعيهوتقول الاستاذه لوتس عبد الكريم رئيسه تحرير مجله شموع: عرفت
الاستاذ احسان عبد القدوس منذ15 عاما حيث كنت اواظب علي زياراته الاسريه
كصديق للعائله وتوطدت العلاقه مع عائلته وابنائه: محمد الذي اخذ الجانب
الديني من جده ومثل الاتجاه الديني في والده, واما احمد فهو رجل اعمال
واما والدتهم فقد كتب عنها الاستاذ احسان في كثير من رواياته وكان يسميها
رئيسه مجلس اداره حياتي لقدرتها الفائقه علي اداره دفه الحياه كلها.
وفي روايته( لاتطفيء الشمس) قال عنها انها
الحياه ومحور الحياه وكتب لها اهداء قال فيه:( الي الهدوء الذي صان
ثورتي والعقل الذي اضاء فني والصبر الذي غسل ذنوبي).وفي تعليقها على
أعمال أحسان عبد القدوس تتساءل الناقدة: لماذا لم ينل أحسان عبد القدوس حظا
وافرا من اهتمام النقاد؟ ثم تجيب: لعل وصف العقاد لأدب أحسان بأنه أدب فراش
وأدب جنس لا يزال يتردد صداه في آذان النقاد.
وفي رأيها فإن أعمال عبد القدوس تنتسب إلى
الإعداد السينمائي بأكثر من انتسابها إلى لون أدبي آخر.
ومع ذلك فإن الحفاوة بأعمال أحسان عبد القدوس عقب
وفاته قد أسفرت عن بعض الملامح في الملفات التي أصدرتها المجلات الثقافية
عن الكاتب وفي عشرات المقالات والأحاديث التي تناولت حياته وأدبه.
لذا تحاول الناقدة أن تناقش بعض آراء أحسان
عبد القدوس سواء تلك التي تضمنتها أعماله أو أدلى بها في حوارات وأحاديث.
وعلى سبيل المثال ترى الناقدة أن أحسان
ابتدع بعض التقاليد غير الموجودة في مجتمع الريف، وحاول أن يوهم القارئ أن
هذه التقاليد راسخة في الريف المصري.
غير أن الواضح للعيان أن أهل القرية المصرية لا
يمكن أن يفرطوا في مسألة الشرف، سواء أكانوا فلاحين معدمين أو من الأعيان،
فالشرف لا يتجزأ.
وهي ترى أن أحسان لم يناقش مشكلات القرية
الحقيقية، ولا تناول مشكلات المرأة الريفية، بل إنه عرض لسلطة الرجل سواء
كان زوجا أو أخا، وهي تضرب مثالا على ذلك بجمعة في قصة "اكتشاف الألومنيوم"
الذي يتمسك بشكل تعسفي بأن تكون أواني المطبخ من الألومنيوم، ويفشل مشروع
زواجه لهذا السبب، بل يفقد حياته كلها بسبب إصرار فتاته على أن تكون أواني
مطبخها من النحاس الأحمر، كعادة أهل الريف.
ويتحول مشروع الزواج إلى ثأر بين عائلة جمعة
وعائلة عروسه، ولا يكتفي أحسان بتلك النهاية، بل ينهي قصته وقد استخدمت
جميع أسر القرية الألومنيوم، وتعدد نساؤها مميزات الألومنيوم. وتتساءل
الناقدة: هل استخدام الألومنيوم بدلا من النحاس الأحمر يصلح قضية للقرية؟
أية قرية ؟ إن القضية هنا هامشية للغاية.
اللهم إلا إذا وجدنا في ذلك دلالة مجتمعية، بمعنى
أن الألومنيوم هو التعبير عن التحول في المجتمع، بينما النحاس الأحمر هو
الثبات على القديم، على السلفية، والقصة ـ كسابقاتها في أعمال أحسان ـ لا
تتعرض لحياة أهل القرية ولا سلوكهم وهمومهم وأفكارهم.المرأة في أعمال يوسف
إدريس وفي دراستها عن "المرأة أمًّا وزوجة وحبيبة في أعمال يوسف إدريس"،
ترى الناقدة إن أوَّل ما نلاحظه على النماذج التي قدمها إدريس للمرأة أن
هناك نماذج شاذة وغريبة إلى جانب النماذج التي تتسم بالتلقائية والطيبة،
فضلا عن تقديمه للمرأة الساقطة بشكل مكثف سواء أكان هذا السقوط نابعا من
إرادتها أم نتيجة الظروف المحيطة بها، وكان للرجل دور كبير في سقوط المرأة،
وكان للحرمان الجنسي دور كبير كذلك في سقوطها واستسلامها.
وقد صور إدريس سقوط المرأة من خلال سقوط المجتمع
ككل، فقد كان السقوط عنده كاملا، ففي قاع المدينة سرقت شهرت واحترفت
الدعارة، كذلك سناء ارتشت وسقطت مع محمد الجندي، وفي الحرام كان الزنا
والقتل دائما، بعد أن فتك المرض بالرجل وبدأت عزيزة رحلة المعاناة نشدانا
للقمة العيش.
وفي النهاية تتساءل الناقدة: هل تأثرت صورة
المرأة في أدب إدريس بعلاقته بأمه؟ وهي في ذلك التساؤل تستند إلى ما قاله
بعض النقاد إن يوسف إدريس تأثر في رسم شخصية الأم والزوجة أو المرأة عامة،
بعلاقته بأمه منذ الطفولة، تلك العلاقة التي اتسمت في أكثر الأحيان بالتوتر
والجفاء وانعدام الشعور بالحنان والاستمالة من جانب يوسف، والصد من جانب
الأم.
من
أعماله في السينما والتلفزيون والمسرح ومن قصصه التي تحولت إلى أفلام
سينمائية:
اللَّه معنا
-
لا تطفئ الشمس
-
في بيتنا رجل
-
الخيط الرفيع
-
أنا حرّة
-
الطريق المسدود
-
بئر الحرمان
-
الوسادة الخالية
-
أنف وثلاث عيون
-
أبي فوق الشجرة
-
دمي ودموعي وابتسامتي
-
بعيدا عن الأرض
-
لعذراء والشعر الأبيض
-
لا
أنام
وغيرها
كثير،
والكاتب
إحسان عبد القدوس هو صاحب فكرة إنشاء نادي القصة والمجلس الأعلى للفنون
والآداب،
شاركه في
التنفيذ صديقه الكاتب يوسف السباعي وتوفيق الحكيم ومحمود تيمور،
توفّي إحسان
عبد القدوس في الثاني عشر من شهر كانون الثاني/يناير عام 1990 .
|