لأنك لم تعرفى زمن افتقـادك!
" وفيما هو يقترب نظر إلى المدينة وبكى عليها قائلا : إنك لو
علمت أنت أيضا حتى فى يومك هذا ما هو لسلامك . ولكن الآن قد أُخفى عن عينيك .
فإنه ستأتى أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة .
ويهدمونك وبنوك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر لأنك لم تعرفى زمن افتقادك ."
(1)
قال الشيخ :
ـ كنت شابا.. قويا.. عفيا.. حين رأيت أبى مطروحا.. مبقور
البطن.. نازف الأنف.. اشتعلت نارا.. أمسك بى من لم أرَ ملامحهم.. قالوا : لو
ذهبت للانتقام الآن ستكون من الخاسرين.. لابد من التهيؤ والاستعداد.. ليكون فى
هبَّتِنَا الخلاص..
صَمَتَ الشيخ.. سرحَ فيما لم يجرؤ يوما على البوح به..
كل شىء كان قد ضاع بالفعل..
خلف جثة أبيه كانت الدار مهدومة.. وحولها أشجار الزيتون
مشتعلة.. وهناك كان الحقل مبقور البطن كأبيه.. مهروسة نبتاته فى ترابه.. وألسنة
النار ترتفع من المسجد.. وقارع الأجراس مقتول فى برج الكنيسة العتيقة.. وبجوار
جسد أبيه النازف جلست أمه تولول.. تخبط فخذيها بكفيها وتنوح.. ترفع يديها
للسماء وتستغيث..
" مكتوب بيتى بيت الصلاة يُدعى.. وأنتم جعلتموه مغارة لصوص"(2)
طالعتنى فوهات بنادقهم..
لكثرة ما سمعت فحيح تهديدها تعلمت لغتها.. بادلتها الفحيح :
" إذا فعلتِ فعلتُ "!
ظلت ترمقنى بعيونها الكارهة.. وأرمقها بعينىَّ الواثقتين..
أسمع لهاث توترها.. أشْـتَمُّ رائحة بُغْضِها.. أروح وأجىء أمامها.. تتابعنى..
أشعر بها ترمقنى فى ظهرى.. اُبرق لها بنفس الرسـالة :
" إن فعلتِ فعلتُ "!
على أحجار المسجد تستند فوهاتها السوداء.. بينما تختفى أجساد
حامليها خلف الأسوار.. تنتهز فرصة سجودى.. ينطلق زعيقها.. تخترق حروفها
الحارقة ظهرى.. أنكفئ.. وقبل أن أموت أبعث لها بآخر رسالة.. وأستقبل صراخها
الملتاث..
" الحق الحق أقول لكم : إن واحدا منكم سيسلمنى " (3)
أتى الربيع جالبا معه نفس الهدية..
رائحة زهوره.. هواؤه.. همسات الصيف التى تتخلله.. تحمل ذات
الهم الذى يتربص بنا دوما.. هُوَ هُوَ.. نفس الهم الربيعى الدامى.. نفس
الخيانة..
منذ عانقه يهوذا فى الربيع.. ثم التقط القلم ووقع.. وأخذ
الثلاثين من الفضة.. وترك كنوز المجد الأعظم.. وصار يعد ثروته ويحصيها.. ويقول
:
" مالى به؟ أتعبنى وأتعبنا جميعا "
وعندما أدرك جرمه ألقى فضته فالتقطوها.. واشتروا بها حقل الدم
(4).. وصاروا يدفنون فيه كل ساعة شهيدا!
" إنى مستعد أن أمضى معك حتى إلى السجن وإلى الموت! فقال أقول
لك يا بطرس : لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك تعرفنى " (5)
لم تفارقه ابتسامته..
تماما مثلما لم يفارقه شاله المنقوش بالمربعات البيضاء
والسوداء..
كان يعرف حدود هؤلاء الذين حوله.. يعرف حدود قدرتهم.. وحينما
يلمح وجوه أصدقائه تطالعه من طاقات حصون أعدائه.. لا يندهش.. لكن يوَسِّعُ
ابتسامته!
هو التاريخ.. لايملُّ تكرار نفسه.. ونادر من يتذكره منا..
وهاهو " بيلاطس " (6) يغسل يديه متبرئا..
صار الجميع " بيلاطس "!
ولم تفارقه ابتسامته..
فالجثث الملقاة على المداخل.. والبيوت المهدومة.. والشيطان
المنشب حربته فى بطون الصامدين.. كل هذا قد يفرق القرناء.. قد يطمس
الأُخُوَّة.. لكنه أبدا لايغتال الحق!
مادام "هو" : لا يزال يبتسم!
" ياربُّ.. كم مرة يخطئ إلىّ أخى وأنا أغفر له؟ هل إلى سبع
مرات؟ قال له يسوع : لا أقول إلى سبع مرات . بل إلى سبعين سبع مرات " (7)
سبعون سبع مرات.. هل تكفى؟
الأمهات مازلن يلدن إخوة..
وما زلتَ أيها الشقيق وحيدا..
وأمام الدار يقطع الجلاد أخشابه.. صانعا الصليب.. وعيناه
اللامعتان تتوقان لرؤية دمائك..
ترى.. هل تكفى سبعون سبع مرات من الخطأ لتنفد أخطاؤنا ونكسر
الصليب؟
ولأن نساءنا مازلن يلدن.. فقد امتلأت أرضنا إخوة..
وظللت تسامح.. ولا تحصى الأخطاء.. فسبعون سبع مرات من الخطإ ما
عادت تكفيهم!
" فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم . وعمدوهم باسم الآب والابن
والروح القدس . وعلموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به . وهأنا معكم كل الأيام
إلى انقضاء الدهر " (8)
فوق الصليب مدقوقة يداك وقدماك..
و" باراباس " (9) أطلق ليحتفل بالعيد!
ودماؤك تقطر فتختزنها ذاكرة التراب لتُجَرِّعها للناس ندما
وعذابا..
شالك المنقوش بالأبيض والأسود فوق رأسك إكليل.. وفوق رؤوسنا
عار.. أنت منا..
أسلمناك.. وأنكرناك.. واخترنا " باراباس " ليرتع فى الأرض
دونك.. ثم جئنا نبكيك مصلوبا!
ما عدنا نحزن..
ما عاد " الحزن " تعبيرًا شافيًا.. فلننحت من مآقينا تعبيرا
يناسب المشهد..
نظيفة يدى " بيلاطس ".. سعيد " باراباس " بالعيد.. طروبة نسمات
الفصح.. نحن فقط الشائهون.. جرثومة الجبن رعيناها حتى انطلقت وباء يقتل كل خلية
تهم بالفعل!
لا نستطيع مسح دموع المجدلية.. ما زالت تبكى.. وما زلنا ندير
وجوهنا كى لا ترى العجز فى أعيننا!
سنموت نحن.. وتقوم أنت.. وتظل قائما.. وتتجدد الأجيال من حولك..
حتى يأتى الجيل الذى لا يسلمك ولا ينكرك.. وعندئذ تكون القيامة قد حانت!
أبريل 2002
هوامش :
(1) إنجيل لوقا الإصحاح التاسع عشر .
(2)إنجيل متى الإصحاح الحادى والعشرون .
(3) إنجيل يوحنا الإصحاح الثالث عشر .
(4) حقل الدم هو اسم مقبرة الغرباء التى اشتراها اليهود
بالثلاثين فضة التى دفعوها ليهوذا الاسخريوطى ثمنا لبيع المسيح ، ثم ردَّها
إليهم نادما .
(5) إنجيل لوقا الإصحاح الثانى والعشرون .
(6) بيلاطس الحاكم الرومى للقدس زمن المسيح عليه السلام .
(7) إنجيل متى الإصحاح الثامن عشر .
(8) إنجيل متى الإصحاح الثامن والعشرون .
(9) باراباس : المجرم الذى اختاره اليهود ليطلق سراحه فى العيد
ورفضوا إطلاق سراح المسيح بدلا منه .
لا شك أنه فوجئ..
مسكنه الدافئ.. الناعم.. يثور.. تضربه حوائطه.. تدفعه.. تنطره
وبحيرة " خمارويه " الأسطورية التى كان يسبح فيها يغيض ماؤها..
ويصبح ملقيا فى قاع مسكنه.. تطبق عليه الجدران.. تفعصه.. تنتبه حواسه.. يعرف
معنى الألم! يتقلب داخل بيته.. يرتطم أماما وخلفا.. تكاد الجدران تخنقه.. كفاه
الصغيران لم يعرفا التشبث بعد.. تتسارع حركة الجدران الثائرة.. لا فرصة
للراحة.. الضربات توجع ظهره البض.. وتحتدم الثورة.. ويزداد الضغط.. ويصاحب
الألمَ اختناقٌ.. يعرف معنى الاختناق..
تعانى مؤخرته ضغطا هائلا.. بيته اللين يتصلبُ.. يَدْفَعُ..
يَطْرُدُ..
ينفلتُ خارجًا!
فى نفس لحظة انفلاته.. تخترق صرخة حادة أذنيه.. يعرف معنى
الصوت.. تقبض على ساقيه قوة.. يشعر بلسعات على جسده.. يُؤخذ.. يُقْلَب.. يغمر
فى الماء.. يطمئن.. يظن أنه عاد لبحيرته الأسطورية.. يُرْفَع.. شىء يتردد فى
حلقه.. يُخْرِجُ صوتا.. يرفعه ويرفعه.. يعلن الغضب.. يعرف معنى الغضب.. ترفس
القدمان البضتان.. ينقبض الكفان.. ينثنى الكوعان فى ضيق.. ينسكب شعاع الضوء فى
الحدقتين الصغيرتين.. فتميزان النور.. ينزعج أكثر.. يتقارب الحاجبان الزغبيان
فى تقطيبة مؤثرة.. يرتفع الصوت.. تزداد الرفسات عنفا.. تتسارع حركات الذراعين
المتبرمتين.. تبخرالأمان وانفتحت طاقات الرعب.. يعرف معنى الخوف.. ينقبض
القلب.. تتلألأ الدموع المنحدرة على الوجنتين البضتين..
يسـتند الجسـد المتألم إلى صدر دافئ.. تمتص الشفتان حلمتين
تجودان برحيق الراحة.. يستكين القلب الصغير لهمسات قلب كبير.. يتسرب الخدر
إليه.. ينام.. وشهقات الخوف تنفض جسده المكدود..
يونيه 2000
بَعْـثٌ
القوارير تشع نورها المحبوس.. والبائعون دوما يزيلون التراب
عنها.. فتزداد وميضا ويزداد النور بداخلها إشعاعا..
الغريب يدور فى السوق.. يبحث عن قوارير الظلام.. يحمل فى يده
كيسه المملوء ذهبا.. يتلفت.. يتنهد.. يتمتم :
" أليس فيكم من يبيع الظلام؟ "
بعيدا عن مرمى النور.. جلس بائع الظلام أمام قواريره السوداء..
جرى الغريب إليه.. فرط ذهبه أمامه..
" هذا ظلام يكفى لإعتام الدنيا.. يالها من صفقة! "
بدأ ينتزع السدادات ليطلق الظلام المحبوس.. ولما ضايقه جُبْنُ
العتمة المتوارية فى القوارير السوداء قرر أن يقضى على النور.. وتسارعت يداه
تقذف قوارير النور بقوارير الظلام.. فانفلت النور منتشرا.. وصار الكون كله
قارورة نور!
فبراير 2001
تَسَـلُّل..
تسَـلَّلَ إلى غرفتى ونام على البساط بجوار السرير.. واغرورقت
عيناه حين هممت بطرده.. وتساءل بذلة :
ـ أين أنام إذن يا سيدى؟
مد يده إلى طعامى وألقى بعضه فى فمه.. وعندما رمقته بغضب
ابتسم.. وقال لى :
ـ أنت سيدى!
صرت آكل نصف ما كنت آكله.. وصار هو ينتقى الأطيب من الطعام..
ورغم أنه يدعى عدم تعمده الانتقاء إلا أننى أصبحت آكل يابس الطعام وهو يأكل
سمينه.. ويقول مبتسما :
ـ نحن شركاء
قفز إلى فراشى والتحف بغطائى.. وقال لى :
ـ نَمْ أنت على البساط مرة!
وتكررت المرات وصرت لا أحسب عددها..
لم يعد يرفع بقايا " طعامه " .. ولا يرتب " فراشه ".. ولا ينظف
" حجرته ".. وصرت أنا أقوم بالأعباء وحدى.. وأخاف نظرة الخبث فى عينيه.. وأرتاح
حين يمتدح نشاطى!
أسرع لاستقبال ضيوفه وتحيتهم.. كانوا يظنوننى ضيفه ويظنونه صاحب
المكان.. وكان هو يقول لى : ـ لا بأس.. أنا وأنت واحد!
صار لا ينتظرنى لنتناول الطعام.. وأحيانا يأكله كله.. وصار يغلق
باب الحجرة على نفسه وأنام أنا خارجها.. وصار يأمرنى بتنظيف المكان وترتيبه..
ويدعونى أمام أصدقائه : مساعده! ويقول عنى أننى مساعد لا بأس به لولا أننى
حرون!
فوجئت به يوما يهوى بكفه على قفاى! التفت ثائرا رافعا كفى فإذا
به يقبض على معصمى ويقول :
ـ مزحة! ألا تحب المزاح؟
تكرر مزاحه فى رواحه وغُدُوِّه..
وتحوصل الغم بداخلى..
وازداد حنينى للماضى الكريم..
قال لى :
ـ أريد أن نعقد اتفاقا.. يكون من حقك بمقتضاه أن تنام فى الردهة
ويكون من حقى كل صباح أن أبصق على وجهك! لأننى بصراحة لا أحب أن أبصق على أرضية
" حجرتى " وألوثها!
قلت له :
= أنام فى الردهة؟ أنا أنام على الأريكة.. بجوار باب " حجرتك "
التى كانت فى الأصل حجـ.....
قاطعنى بنظرة متوعدة ولوح بسبابته..
قلت : أنا أنام على الأريكة..
ابتسم وقال :
ـ إذن سأتنازل لك.. وتنام على الأريكة.. ونبرم الاتفاق!
وصار يستغل الحق الذى يمنحه له الاتفاق كل صباح.. فى مقابل نومى
على الأريكة!
تضخم بداخلى الاستياء من نفسى..
وحين جمع أصدقاءه ليشكو لهم ارتفاع شخيرى أثناء الليل بصورة
تؤرقه.. وأصر على طردى من البيت.. رجاه أصدقاؤه وألحوا عليه أن يسمح لى بالنوم
فى الردهة فى مقابل تنظيفى لحذائه كل يوم أمام الدار وهو واضع فيه قدميه!
المرارة تحتل كل خلاياى.. هذا بيتى.. أأتركه وأهج؟
أنا الآن نائم أمام سور الحديقة.. وهو يطلب منى أن نبرم اتفاقا
ليسمح لى بالاستمرار فى النوم أمام سور " حديقته " فى مقابل تقبيلى لقدمه ـ
راكعًا ـ كل صباح!
خرجت الـ : " لا " من فمى ثائرة صاخبة..
رمقنى بغيظ ودهشة.. نظرت إلى بيتى فإذا به بعيد بعيد.. وإذا
أصدقاؤه متناثرون فى الطريق إليه
وفى طريق الآلام الطويل قررت أن أعود!
أبريل 2002
الغربان
ـ عا.. عا..
أطلقت الغربان أصواتها.. ضربت الهواء بأجنحتها السوداء.. تركت
قمم الأشجار وهبطت إلى جانب الطريق السريع.. عادت تطلق حناجرها :
ـ عا.. عا..
الغربان الستة تقف صفا.. ترقب نهر الطريق وكأنها تنتظر حافلة!
ويصيح غراب متعجل نفس الصيحة التى تجمع بين صوت الجاموس وأنين السواقى.. ويحجل
من حطَّ فى المؤخرة ليوازى صف الزملاء.. والجسد الحيوانى الصغير متهتك متناثر
فى وسط الطريق.. لا يظهر إن كان لقط أو كان لكلب.. تساوى الأمر.. هو الآن ميتٌ
ينتظر إرادة الأحياء.. يتزايد عدد الغربان.. تحتشد على حافة الأسفلت.. تتركز
نظراتها على الأشلاء الدامية.. يخلو الطريق من السيارات.. يحجل الحشد نحو
القتيل.. ينتش أجزاءه.. تنقطع أصوات الغربان الآكلة.. ترصدها الغربان المحلقة..
تحط قريبا منها وتحجل حتى تصل إليها.. تقترب السيارات فتطير.. تنتظر على
التراب تترقب.. ثم تحجل.. تنتش وتزدرد.. تتواجه المناقير للتحذير.. يتراجع
البعض فى تسليم.. يلتقطون ما يتناثر من مناقير السادة وينتظرون! بطون السادة
لاتمتلئ.. والضعفاء لا يحلمون إلا بسَدِّ الرمق.. يطير الجميع لتندفع السيارة..
يحط الجميع.. عرف كل غراب موضعه.. يعود من كان فى الخلف إلى مكانه.. يتقدم
معشر الصدارة.. تفسح لهم غربان الجوع فى خضوع.. تنفلت قطعة لحم من أحد المناقير
الطاغية.. يتصارع حشد المؤخرة عليها.. الأجنحة تضرب.. الحناجر تنوح : عا.. عا..
ينتبه فريق الأقوياء.. يتقدم الأسود الطاغى.. يتراجع الجبناء.. تستقر قطعة
اللحم فى جوفه.. يستدير ليكمل وجبته.. يتضاعف غربان المؤخرة مرات.. ويزداد
غربان المقدمة آحادا.. يتمرس الجميع فى الطيران عند قدوم السيارات والهبوط لنفس
موقعه عند انقطاعها..
الصفوف الأولى لا تشبع.. والفريسة تكاد تلتهم بالكامل..
والغراب الشيخ لم يأكل منذ يومين.. لم يعد جناحاه يسعفانه بالطيران والبحث..
وعيناه صارتا عاجزتين عن رصد الفرائس.. والفريسة التى أمامه تكاد تنتهى.. وهو
لا يريد أكثر من نسيرة صغيرة تسكت صراخ أحشائه.. لكن موقعه فى الحلقة
الخارجية.. بل هو بمفرده فى الخارج.. فيما مضى كان يقف وحده أمام الفرائس.. وفى
كل عام يتراجع خطوة.. حتى صار هذا مكانه!
لما طارت الغربان جميعا.. تقدم هو.. حجل بطيئا.. وقبل أن يصل
إلى موضع الفريسة الملتهمة كانت أشلاؤه قد تناثرت.. وعادت الغربان إلى نفس
صفوفها لتتعامل مع الوجبة الجديدة!
أغسطس 2000
|