أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | مواقع | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

إصداراتي الأدبية

أكثر من 25 مليون زائر، لموقع القصة السورية، رغم إنشغالي بالكتابة للثورة السورية، خلال الأعوام العشرة الأخيرة

يَحيَى الصُّوفي

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 03/09/2022

الكاتب: محمد زين الشحاذة

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

المؤهل العلمي:

 

إجازة في الصحافة (جامعة دمشق) 1995

 

في مجال الدراسات:

كيمياء الصوفية – قراءة في الشعر العربي الحديث - غير مطبوع

تداعيات المشيب وتجلياته في الشعر العربي – يطبع قريبا

مجموعة قصصية – ماذا سيقول التاريخ ؟! ستطبع قريبا

 

حائز على عدة جوائز في القصة القصيرة والشعر

منها:

•جائزة الدكتور عبد السلام العجيلي للقصة القصيرة – مديرية الثقافة بالرقة – دار الاسد2005

•جائزة البتاني – للقصة القصيرة -مديرية الثقافة بالرقة2006

•جائزة ثابت بن قره الحراني – للقصة القصيرة -مديرية الثقافة بالرقة – مركز تل ابيض2006

•جائزة خليل جاسم الحميدي – للقصة القصيرة -مديرية الثقافة بالرقة – مركز ثقافي دبسي عفنان 2007

•جائزة ثابت بن قره الحراني – للشعر -مديرية الثقافة بالرقة – مركز تل ابيض2006

مراسل صحفي سابق للعديد من الصحف المحلية إضافة لمكاتبة العديد من الصحف

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

مجرم خطير

شيء ما يشبه القمر

كان عيدا

أريد طفلا 

نساء وخطايا

انكسار

فنان

 

أريد طفلا

 

أفاق مذعوراً تناول شاي الصباح عوضاً عن القهوة، لأنَّ معدته متضررةٌ إلى حدٍ كبير من الحموضة، فحالته النفسية سببت له عدت قرحات، ارتدى ملابسَه على عجلٍ، ركَّبَ قدمَه المستعار، مشى بحذرٍ خوف أن تنفلت الساق المستعارة، في طريقه نحو العمل، أخرج عينه البلورية اليمنى مسحها بسائل خاص وجففها بمحارم ورقية رفعها نحو الشمس  فالتمع بريقها  دسها في محجره وهو يدلف إلى بناء المؤسسة.

ولج  إلى مكتبه وكالعادة استصبح بابتسامه زميله النكراء الشامتة وهو يقول:

المدير طالبك.

هرول إلى المدير، ما كاد يصل الباب حتى عاد مسرعا نحو الحمامات، أفرغ كيسَ القسطرةِ  من البول وأعادَ تركيبه اضطر إلى ذالك بعد حادثِ مرورٍ ألمّ به، ما أن انتهى حتى أسرع إلى المدير دخل لاهثاً تمتم بالتحية فجاءت مغمغة غير مفهومةِ المعالم الأمر الذي جعل المدير يحدجه بنظرة حادة ارتبك حاول أن يتحدث وقع طقم أسنانه  أعاده بسرعة وقد بدأ جبينه ينز عرقاً  شعر المدير ذاته بالإحراج ونسي لما طلبه  أشار له بان ينصرف، عاد أدراجه يجر أذيال الخيبة  في الطريق إلى المكتب تبعه أبو محمود موظف الديوان ضربه على رأسه ممازحا فطار شعره المستعار  وغطى وجهه، التفتَ إليه مؤنباً دون أن  ينطق بحرف  عدل الباروكة ومضى يلعن هذا الزمن المر، ألقى بظهره على المقعد وبدأ يقلب الأوراق بعد أن خلع يده اليسرى من المفصل والتي ركبها اثر إصابته في الجيش لأنه لا يجيد العمل وهي معلقة على كوعه ...  تعالت تكات صوت الصمام الشرياني  يعرف أن مرد ذلك شعوره بالإعياء  أخرج مجموعة من الأدوية تناول واحدة لارتفاع الضغط وأخرى للسكر، مسكنا لألم المعدة، رابعة لخفض معدل الكوليسترول ومسكنا للصداع وأخرى لألم المفاصل  ومن كثرة ما شرب وراء الحبوب من الماء شعر بان بطنه قد أصبحت قربة يتلاطم الماء فيها فيصدر هديرا كهدير الموج.

رفع السماعة أدار القرص وضع السماعة على أذنه اليمنى لأن اليسرى فقد السمع بها ولم تنفعه كل العمليات الجراحية، تحدث بهدوء مفرط همس في المهتاف:

أريد حلاً لا بدّ من حلٍ .. انتظري قليلا.

اخرج قطرة من جيبه قطر منها في منخريه حرك رأسه نحو الأعلى وهو يهزه، ثم أخرج علبةً معدنيةً صغيرة ضخ منها بعض الرذاذ بفمه، تنحنح بصق في المحارم التي بيده وأعاد السماعة إلى أذنه وتابع بذات الهمس:

الو أنت معي..؟؟  اسمعي قلت أريد حلاً  يجب أن تنجبي طفلاً بأية وسيلةٍ كانت أريدُ طفلاً يرفع اسمي.

وأعاد السماعة بذات الهدوء،تحسس كيس القسطرة البولي فشعر بامتلائه أسرع نحو المغاسل وهو يحلم بغد أفضل.

 

 

كان عيداً .؟!

 

السكونُ يعربدُ، يتغلغلُ حتى أخر نسغٍ ، ينسابُ في كل الخلايا كما الكآبةُ والبردُ والعطشُ، أشهرٌ طوالٌ مرتْ كجبلٍ يزحفُ في رتابةٍ وهدوءٍ مفرطين .

في مكانٍ قصي كحرزٍ مصون ٍقضتْ أيامَها الأخيرةَ منذ أن نقلوها من المشتل .

يومها حلمتْ بمستقبلٍ بهيٍّ باهر ٍلكنَّ أحلامَها تهادتْ على صخرة المستودع صريعة ً.

بيد أنَّها في هذا الصباح الشتائي حاولتْ أن تنسى ما سلف منذ أن امتدتْ إليها تلك اليدُ القويةُ الخشنةُ، تحسستْ ساقهَا وأوراقهَا ثم وشكان ما حملتها في الهواء فبعث ذلك فيها إحساساً بعودةِ الحياة ولمَّا تمَّ نقلها إلى ظهرِ مقطورةِ جرارٍ أيقنت أن الحياةَ تضحك لها من جديد .

غازلها الهواءُ الباردُ برطوبته عندما بدأ الجرارُ يمضي معانداً الريحَ والمسافاتِ فتغلغلتْ ذراتُ الماءِ بانساغِها بمرونةٍ لم تعهدها قبلا ً.

منّتْ الروحَ بأيام ٍتطوي مرارة َالحرمانِ والعطش والتجاهل وحلمت بأيامٍ تمطرها فيها بذرات الماء البارد وعزف ريح يطرب أوراقها وخلاياها وهزيم رعد يزلزل أركانها فتكبر شامخة في وجه الزمن.

سرتْ قشعريرة ٌعذبة ٌفي ساقها عندما امتدت اليدُ لتطوقها ثم لتحملها إلى نسقٍ طويلٍ من قريناتها المصطفات على مدخل بناء شاهق حيث احتشد الناسُ، فراح بعضهم يرش الماءَ وآخرون يمسحون أوراق الشجيرات ثم تلاهم جمع أخر ذروا السماد على التربة التي ضمتها أكياس الزرع .

فجأةً وجدتْ نفسَها في خضم ِهذا الصخبِ والزحام ِفتلاشتْ مرارةُ الماضي الذي حلمتْ بوداعه إلى الأبد كانتْ تدرك أنَّ ذلك التجاهل لن يطول إلى الأبد فهي لم تخلق لتركنَ في المستودع أو لتنصب على رفٍّ ما في زاويةٍ من زوايا أحد البيوت كما نباتات الزينة الاصطناعية.

ساد الهرجُ والمرجُ، تعالى الصياحُ ، تداخلت الأصوات، ارتفع وقع التصفيق إلى درجة لم تدرك معها كنه ما يدور، ثم سرعان ما بدأت الأصوات تخبو وتتلاشى شيئاً فشيئاً خفتتْ الأضواءُ ومضى الخلقُ حتى لم يبق أحد فسادتْ الظلمةُ التي غطت ما حولها.

ألتفتْ الأصابعُ حول ساقِها حملتها برعونةٍ وخشونةٍ ومضتْ إلى طريق العودة .

على بصيصِ ِ ضوءٍ اكتشفتْ أنَّها قد عادتْ إلى ذاتِ الركن ِ القصي ومن وراء الباب تناهى إليها صوت المهندس يخاطب العمال:

انتهينا من عيد الشجرة لهذا العام وللعام القادم يخلق الله ما يشاء.

انتهت

 

 

شيءٌ ما يشبه القمر

 

لا شيء في الزنزانة، غير رائحة القلق، والعفونة التي تسري في أرجاء السجن برعونة وقسوة.

الزنزانة أشبه بفم ضبع، تفيض جيفة فتختلط برائحة العرق، والخوف والجبروت.

الشيخ عمر كعادته يتسلم قياد الحديث ، وقد تحلقوا حوله منصتين كأن الطير على رؤوسهم ، العيون مشرئبة ، تشخص إليه تنفر من محاجرها تتابع حركاته وساكناته...   

أما هو فقد انفرد هناك ، وحيداً في زاوية الزنزانة ، يلتحم معها في عناق صامت ، وكأنه يخشى السقوط ، انتفت أحاسيسه ، كان رهين أحاديث الشيخ عمر ، أنصت في خشوع غريب .

يحفظ الحكاية عن ظهر قلب، بيد أنه يتلهف لسماعها، كأنه يسمعها لأول مرة، كل أحاديث الشيخ عمر عن القمر.

غريب...؟! حقاً غريب ؟! ثلاث سنوات بأيامها ولياليها وهو ينصت لذات الحديث، كثيراً ما راوده الشك.

أتراه يعرف هذا القمر...؟! هل ثمة قمر غير الذي يعرف ...؟! جهد في رسم صورة أو تصور للقمر . لم تسعفه الذاكرة، خانه الخيال، ظل هذا اللعين لغزاً مبهماً أسطورة ضاربة في الغموض.

ربما تغير كل شيء ... ولم لا ..؟

أصبحت وطأة الأيام شديدة عليه ، الأيام الثلاثة الباقية ، قد تعدل السنوات الثلاث الفائتة وعزاؤه الوحيد أنها ستمضي شاءت أو أبت.

كان مشتاقاً إلى حد الجنون، ولكنه ليس شوقاً للأولاد ولا لأمهم شعور مقيت بالغربة والعزلة، والاغتراب، لكنه شيء ما ربما.. القمر ولكن أي قمر.. أي قمر..؟!

اصطلى في بحر من الحيرة لا يشغله سوى القمر تساءل كثيراً ولم يجد جواباً.

الليالي الأخيرة مرت بتثاقل، وكأنها قطار يعبر فوق جسده لم يبق سوى ساعات وينبلج الصبح.

أخيراً أصبح لقاء القمر قريباً قاب قوسين أو أدنى..

وغداً عندما يصبح طليقاً وينعتق من المحبسين ، محبسه المقيت وأحاديث الشيخ عمر ،

سوف يشكو للقمر التياعه ولهفته، سيجالسه مطولاً. يشكو إليه عوزه وفاقته، أحس بخدر يسري في أعضائه، وقد تملكه النعاس فغط في نوم عميق. ثمة شيء ما ... قاس ... صلب ... يكاد ينغرس في أحشائه ، لم يأبه بادئ الأمر ،  لكن الألم بدأ يزداد شيئاً فشيئاً فتح عينيه رغيماً.. صعق ، ارتعدت أوصاله سرت رجفة شديدة في جسده ، انتصب كرمح أشد ، ما أن أبصر العريف هتلر .. كان يعرف أنه لو تأخر ثانية، لهشم رأسه أو لحطم فكه.

هتلر ينتصب كتمثال من الحجر ارتدى ملابسه على عجل وهتلر يدندن نشيد الوداع والاستقبال :

يا جحش يا ابن الجحش...

اقتاده هتلر إلى غرف عديدة يسلم ويستلم ، يوقع ، يبصم حتى إذا بلغ المساعد قاسم الموسى أجبره على الرقص على أنغام النشيد وهم يضحكون بملء أفواههم .

كغزال ذبيح في لحظة النحر، رقص تمنى لو يستطيع نحر..نحر نفسه على الأقل .

انصاع لرغباتهم رغيماً، كل شيء يصبح في طور الممكن فقط ليضحك الحديد .. هتلر وإكراماً لعيني القمر ، طوبى له ، طوبى لمن يسكرون ، لمن يقتلون له ، طوبى له..

مرت اللحظات الأخيرة، كدهر من العفونة، واللزوجة، والقسوة، خطواته الأولى جاءت مختلة كطفل يخطو أولى خطواته.

ثم ما لبث أن أسرع بعيداً، وكأنه خشي أن يتبعه السجن إلى البيت، صور الأشياء نافرة، رعناء حتى أشعة الشمس كانت عدوانية، وكأنها موتورة تطلب منه ثأراً.

وصل إلى البيت ،كان البيت خاوياً ، لم تترك زوجته شيئاً ، أخذت الأولاد والأثاث لم تترك إلا العفونة النفاذة ورائحة القلق ، ولو استطاعت لاقتلعت الجدران ، سكت فساد صمت عميق غلف العالم  الذي حوله ، غير أن أنيناً خافتاً انطلق من معدته الخاوية ، زاد من حدة شعوره بالجوع ، جعلته رائحة العفونة صعب الاحتمال ، لاشيء يسكت به الجوع ، تمنى لو يستطيع قضم الخشب .

سحب الباب بقوة، وهو يخرج، فارتجت أركان البيت كأن زلزالاً أصابها لاشيء يشغل باله غير القمر.. تذكر قول الشيخ عمر :

" القمر لا يأتي إلا في الليل .. لذا فضل الليل على النهار ..."

وكأن الشارع مسكون بالصمت ، حتى كاد يتخيل الناس أشباحاً ، توقف أمعن النظر فيه ، تسمر وهو يرقبه ، الشيب المختلط بالغبار أحال الشعر عن لونه ، تجاعيد الوجه كسبخ جاف،العينان غائرتان كأنهما تخشيان الفقء ، انحنى ليصبح في مواجهته ويسأله :

يا عم هل تعرف القمر ..؟! هل رأيته .. صفه لي أرجوك..

اختفت كل معالم الطيبة والبراءة من الوجه الوسخ ، خرج الصوت فظاً قاسياً لم يتناسب وهشاشة معالمه ، وهزالة الجسد:

مثل    رغيف الخبز ، مثل  الرغيف  تماماً ، أتعرف  الرغيف  ؟؟ 

صفه لي أرجوك ...

أضحى مطلوباً بعد أن كان طلاباً، هز كتفيه لم يزده المتسول إلا حيرة وجهلاً، أدرك خطأه لذا سرعان ما انسل متجهاً إلى فتى في ريعان الصبا واستفسر بدماثة:

سيدي.. هلا أخبرتني ما تعرف عن القمر ...؟!

حدجه الشاب بنظرة أثارت فيه مشاعر شتى ، عيناه كعيني ثور هائج .. لم يتفوه الشاب بحرف ، ثم مضى غير مكترث أما هو فقد استدار والخيبة تملأه ، استطلع المكان بعينين خائبتين وتذكر الشيخ عمر،مرت صورة الشيخ أمام عينيه كطيف شبح،استعاد كلماته:

يا أبنائي مفتاح علم القمر في خزائن النساء لا تنسوا ذلك..

رائحة عطرها قوية نفاذة تغلغلت إلى أعماقه استوقفها، تلعثم.. تمتم وهو يضغط مخارج الحروف :

سيدتي بودي لو تحدثينني عن القمر أتوسل إليك، هل ستفعلين..؟! خرج صوتها مدوياً أجشاً:

 ألا تراه . ؟! إنه أمامك.. أم أنت أعمى ..؟! بل بالتأكيد أعمى

دمدمت ببضع كلمات لم يتبين فحواها أي حظ عاثر ترميه إليه الأقدار ؟ طلاسم تفك طلاسم ، وكيف الفكاك من هذا العذاب ، قدماه لا تقويان على التحرك ثمة ما يشدهما شداً وثيقا

 إلى القاع السحيق ، ما الذي يريده منه هذا الرجل المتجه إليه ، يقطر نعمة ، أناقته السابغة لا تتناسب وبدنه المترهل البض حتى إذا بادره الرجل قائلاً :

تريد أن تعرف القمر أليس كذلك..؟! انظر .. أتدري ما هذا ؟ ألا تعرفه ؟! إنه دينار ذهب .. تماماً كالقمر مدور، منير جذاب، جميل، الفرق أن هذا هو القمر الحقيقي أم ماخلا فباطل...

قال الرجل كلماته وتوارى خلف الزحام أما هو فقد أخذته الحيرة والدهشة ولسان حاله يقول:هه لقد فسر الماء بعد الجهد بالماء .. أهي أحجية يصعب فك طلاسمها؟. لغز مغرق في الغموض ! يضاف إلى رصيده المفعم بالمجاهيل ..!؟ زفر زفرة قوية في محاولة يائسة لطرد الهموم المتشبثة بصدره ، استنشق الهواء بعمق فامتلأت رئتاه برائحة .. رائحة ما ، شهية ، غريبة ، مثيرة ، تملكته ، أثارت فيه نهماً شديداً تغلغلت حتى أخمصي قدميه فلم يملك نفسه وراح يتبعها دون أن يدري حتى وجد نفسه أمام مخبز صغير وأمامه طاولة متهرئة يأكلها الصدأ وعليها بضعة أرغفة طازجة يفوح أريجها ، فأقترب  امتدت يده المرتجفة ببطء ، كادت أنامله تلمسها ، تعانقها تتبارك بها ، حاول أن يلمس الرغيف لم يستطع ، عبثا حاول وكأن شيئا يحول دون رغبته، ذهبت محاولاته سدىً ، عندئذ حاول دفع كامل جسده ولم يقدر ثمة قوة جبارة تمسك بتلابيبه ، فاستكان استدار ببطء فالتقت عيناهما ..

خفض رأسه في حياء ووجل وقال :

سيدي العريف هتلر ..؟!

هل هذا المدور البارد الذي يطوق معصمي .. هو القمر ...؟!

 

 

مجرم خطير

 

بعد أن أعيى المحققين أرسلت برقية عاجلة حضر بموجبها المساعد الأكبر خبير الاعتراف ، باشر التحقيق أرسلت بعدها برقيات ، حضرت خبرات ،تراكمت كدمات لم يعد الرجل يعرف نفسه في المرآة ، بعد سنوات اكتشفوا أنه اخرس..

 

 

نساء وخطايا

 

لم يقنعه ركام التحاليل، تزوج للمرة الرابعة،دون جدوى، جمع نساءه، مزق ملف التقارير الطبية، اخبرهن انه سيتزوج ، على إحداهن أن تضحي قال بحزم وأناة:

أريد ولداً، من سيرث كل هذا الإرث من الفقر والحرمان من بعدي

الدمع والشعور بالذنب كان رد جوابهن.

 

 

انكسار

 

جاء في المأثور الشعبي أن المصفاةَ عيرت الإبرة بخرمها.

أصيبتْ الإبرةُ بإعياء ، ثم أُحبطتْ، وتصعّد إلى عُصابٍ ووسواسٍ قهريٍّ، انهارتْ، اعترتها حبسةٍ لفظيةٍ، فقدتِ القدرةَ على الكلام، انتابها رهابٌ مزمنٌ، انزوتْ تُداري سوأتهَا في بكرات الخيوط.

وقيلَ إن المصفاةَ والغربالَ أسسا جمعية (سرية) لمحاربة الإبرة وتعالى شأنهما.

 

 

فنان

 

وهجر السرقة- على حبها- فقد كانت مصدر رزقه الوحيد وإن لم تكن حلالا وعاد إلى هوايته الأم في الرسم فتوافد الناس إليه وكثر المراجعون والزائرون لمرسمه وأغدقوا عليه المال الوفير لقاء نسخ مقلدة عن لوحات عالمية شهيرة

 

أضيفت في 16/01/2008/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | المجلة | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2021  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية