مرثية لطائر أبيض
غيركَ التوى واستوى
وتقلّص على جسد الهوى
وذاب …
تُرى ؟؟
كيف يمتصُّ التراب
سحنتنا .؟..
تدعوني ..
كي أُقاسمُِك نخب
ظمأ الشفاه ..
كأنّ خرخرة المياه
بصوتك – حين تضحك –
وخضرة الربيع ..
كنت أسمعك تسأل دائماً ..
يا أيها اللون الرمادي ..
قل لي ..
كم انتظرت َ حتى صِرتَ
رماديّا ؟؟..
ويُثمِلُكَ الجواب ..
وتشرب الأنخاب
للعيون الجائعة !!
لكل رسائل العاشقين
الفاشلين ..
تُرسِل همّك ..
وعصفورة قلبك
المُتعبَه ..
لم يكن غمامٌ
ذلك الذي
هبط على صدرك
فجأه .. ..
وأنت تنأى .. ..
يوقظك صمت الأشجار ..
و تكتسحك شهوة
بأن تصبح طيراً
أبيض ..
كي تهرب من كل
ألوان الفزع ..
ومن بحار الدمّ التي ..
خضّبت الأرض ..
ورتقت روحك
بالجروح !!..
...............
هذي الأرض ..
لا تؤمن بالأسرار ..
وهذي السحابه
تُفشي ..
بتغريد الأطيار ..
وتهطل على روحك
كآبة .. ..
.. .. .. .. .. .. ..
على مائدةٍ ..
في مقهى على الشاطئ
جلسنا .. ..
وحبسنا ..
كل ترنيماتنا القديمة ..
وكل الأغاني ..
كأن أيدينا ..
امتداد للأبد ..
وكأن المعاني ..
حروف أليمة ..
وعصافير تذوب
في جسد !!..
وحدك في هذا المخاض ..
وتشدُّكَ رغبة جامحة..
للبكاء !!
كأن السماء ..
تهطلُ عليك ..
جمراً .. وورداً ..
و كأنّ المساء ..
يبتلع المسافات ..
ويتقمَّص خُطاك !!..
قرباناً للرياح ..
تقُدّم قلبك ..
بعد أن خُذِل ؟
تتعلّق وحدك بالذكريات ..
وترحل عيناك ..
مع الرؤى الناقصة ..
للأشياء المسافرة ..
والنظرات الفاترة ..
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
تُحدّق فّي ..
فأتحوّل خفقةً هاربة ..
ُتحدّق فيّ ..
تنهضُ ، وتهرب منك ..
تكتب على الرمل
أشياء مبهمة ..
ترسم قلباً ...
وأجنحة طيرٍ منتحر ..
كأن الدنيا .. لديك ..
تتوقف في هذه اللحظة ..
والصمت يطغى ..
على الكائنات !!
يتراقص الحزن في قلبك
هذا المساء ..
وأراك تتلاشى ..
و تنصهر ..
في ارتعاش الروح ..
قبل السفر ..
وقبل اضمحلال
المطر .. ..
.. .. .. .. .. .. .. ..
كنتَ في تلك المُترَبِعَةِ
على التلّ .. وحدك ..
وكنت أعلمُ ..
أنك وحدك ..
وأذكرُ ..
كم كنتَ تُصلّي ..
لأحجار ٍجامدة ..
تنظرُ من النافذة ..
وتنحني أمام الأشجار ..
وتتمنّى ..
كنت أعلم ..
أنك ستصرخُ
بوجهي ..
وتَرِفّ .. بيديك ..
كالعادة ..
لكني ..
وحين فتحتُ الباب .. .
فرّ من النافذة .. .
طير أبيض !! ..
اعترافات .. ناقصة
عندما يلمس الفنان الريشة ..
يرسم لوحة ذاته ..
وحين يسحُر الشاعر ..
القلم ..
يكتب قصيدة .. آهاته ..
وعندما يتقمّصني ..
يراعي ..
تنساب على الورقة ..
البيضاء ..
نقطة من الدم ..؟..
. .. .. . 2 .. .. ..
الفرح .. كذبةٌ صغيرة ..
السعادة .. كذبةٌ أكبر ..
الحياة .. كذبةٌ كبيرة ..
فقط .. الحزن .. و القبر ..
هما حقيقة الوجود ..
. .. .. . 3 .. .. ..
كلما أمسكت القلم ..
لأكتب ..
أشعر أن جزءا مني ..
قد انصهر .. على الورق ..
حينذاك ..
لا أجد بُدّاً ..
من ابتلاع دموعي ..
لأني .. أخاف يوماً ..
أن أتلاشى ..
هكذا .. على الورق ..!!..
.. .. .. . 4 .. .. ..
علمّني .." رياض الريس "..
أن أكره أحلامي ..
لأكون .. واقعياً ..
حين أكتب ..
علمّتني .. " غادة السمان "..
كيف أنبش قبر .. أفكاري ..
و أمارس طقوس .. الحرية ..
بجرأة ..!!..
ودون سريّة ..
علمّني .." محمود درويش "..
متعة الرقص ..
على المشانق ..!!..
ومضغ المستحيل ..
من الأقوال ..
ودمان رائحة ..
البرتقال ..
في فوهات .. البنادق ..؟؟..
علمتني .." فائزة أحمد "..
كيف أموت ..
حين أسمعها ..
وكيف .. أُُحب ..
وكيف الدمع _ بعد الوجد _
ينضب ..!!..
علمّني .. بيت جدي ..
القديم ..
كيف أتذوق التعب ..
والقهوة ..
وصوت فيروز ..
تحت شجرة الكينا ..
ودالية العنب ..
.. .. .. .5 .. .. ..
علمّتني .. أمي ..
كيف أجترع .. غصات اليتم ..
ولا أنكسر ..
وكيف أرتجف _ لفرط الحنين _
وكيف أنفجر ..
حُبّاً .. وَدِعةً ..
لأطفال العالم ..
علمني والدي الشهيد ..
كيف أكون في الحياة ..
مرحوماً ..!!
وأنا الآن ..
أشكر هؤلاء ..
الموتى .. و الأحياء ..
ثم ألعن الزمن ..
وهواء الوطن ..!!..
أقاويل .. عن الحب
..
كلما مرّت من فوقي ..
حمامة ..
واختلطت أجنحتها .. البيض ..
بزرقة السماء ..
أتذكر أنني ..أحبك ..
في الصباح .. والمساء ..
في اليقظة والنوم ..
في الصيف والشتاء ..
وكلما نظرت لأي شيء ..
أحبك ..
.. .. .. .. 2 .. .. ..
في هذي اللحظة تماما ..
كم أشتاق ..
لأن أقبَلك ..
ألف مرة .. في الدقيقة ..
كم أشتاق ..
لأن أقول لك ..
أحبك .. " ندية ووديعة "..
ونتعانق طويلا ..
نسخر من الحقيقة ..
ونرمي جانباً ..
كل العناوين ..
والملابس .. والماضي ..
ونخجل ..
حين تتجلى ..
أجسادنا الرقيقة ؟..
نلتحم طويلا ..
وبحرارة ..
ونضحك .. كطفلين ..
يلهوان ..
ثم نتجرّع .. جراح السكاكين ..
وألم الحياة ..
.. .. .. 3 .. .. ..
حين ينجذب قلبينا ..
الصغيرين ..
أسمع قلبي ..
يعلن لقلبك المرتعش ..
كعصفور ..
أنه يحبك ..
لا تسخري مني ..
بقبلةٍ ..
سأروي شفاهي العطشى ..
بنظرةٍ ..
سأبني للحب ..
معنى جديداً ..
بسنبلةٍ ..
سأعالج جوع اليتامى ..
ولا يهم ..
أتحت سقف من الحديد ..
أو الإسمنت ..
أو الخشب المتفسخ ..
سآويك ..
وعلى سرير.. بال ..
أو على الأرض ..
سنزرع الدنيا ..
قلوباً .. صغيرة ..
ومن خلال يدين ..
مكبلتين بالورود ..
أو بالسلاسل ..
ومن خلال أذنين ..
محشوتين برنين ..
الأجراس ..
أو بصفير القطارات ..
سأبقى أحبك ..
حتى .. وإن غدرني ..
الزمان ..
حتى .. لو طعن ظهري ..
الخلّان ..
ولو قالوا ..
انتحر الحب ..
واغتيل الأمان ..
سأظل .. أحبك ..
.. .. .. 4 .. .. ..
وأمام محكمة الخيانة ..
سأقف ..
بقدمين من طين ..
ودماء من حبر ..
أدافع عن عنقك الوديع ..
وعن قصائد ..
" نزار قباني .."
وعن نهديك الرافضين ..
كل أنواع العبادة ؟؟..
وأعلن أني ..
لا أريد أن أختلط ..
مع الطقوس ..
والعالم ..
ولا أريد أن أدعو الأصدقاء ..
أو أُحكَم بالغربة ..
أو بالحب القديم ..
لأني ..
في هذا الزمن العقيم ..
أشعر برغبةٍ ..
لأن أتقيّأ قصائدي ..
وغبار القطارات ..
والساعات التي ..
دق فيها .. قلبي ..
وأركض إليك ..
بصدق ملتو ٍ نازف ..
لأنني أدركت ..
في هذه اللحظة تماما ..
أن الذئاب ..
وراء الباب ..
تريد قلبي ..
وخاتم عرسي ..
ولأنني أدركت ..
في هذه اللحظة تماما ..
أن بيني .. و بين ثوب نومك ..
عشرة آلاف عين ..
ُتحدِّق ؟؟..
.. .. .. .. 5 .. .. ..
حين أكون هائما ..
بين الكتب ..
أو بين الأصدقاء ..
الأوفياء .. وغير الأوفياء ..
وحين أخلط ..
بين الحنين ..
وبين البكاء ..
وحين أسافر .. وحدي ..
وحين أقرر أن أغرس ..
خنجر الماضي الملوث ..
بصدري ..
وأستمتع بالألم ..
وحين أستنشق الهواء
المشوب بالدخان ..
وأمضغ بعض الكلمات ..
المقصودة ..
وغير المقصودة ..
عن الموت .. و الشعر ..
والخيانة ..
وعن بائعي السجائر ..
فهذا يعني ..
أنني أحبك ..
.. .. .. 6 .. .. ..
أصبحتِ في هذا المساء ..
أمنية ..
أنظر حولي ..
فلا أجدك ..
عند ذاك .. تمطر الدنيا ..
صراخ أطفال ..
عويل ثكالى ..
خطابات رسمية ..
وأغنيات غير شائعة ..
يتقيّأ قلبي خناجر ..
مُخبّأة ..
ورسائل قديمة ..
فأبلع قهري ..
وأدرك بملء حواسي ..
أنني أحبك ..
وأتمنى لو أملك ..
بندقية ..
تنهيدة قصيرة
لموت قادم ..
أُقفلت بوجه قلبي ..
كلّ الأبواب ..
ولا شيء يرافق حزني ..
غير السّراب ..
حين رحل عني ..
بريق عمري ..
وما آب ..
فصرتُ بلا عمرٍ ..
بلا بسمةٍ ..
بلا شباب ؟؟..
ولساني الذي ..
جهر بدعوة الحب ..
ما تاب ..
ما زال يحفر في صدري ..
ذكرياتٍ .. و عذاب ..
.. .. .. .. 2 .. .. ..
إ نّ قلبي الآن ..
لا يخفق .. إلا للحزن ..
فطوبى ..
لليد التي ..
ستزرع قلبي ..
بين عشب المقابر ..!!
.......3 .....
وغداً ..
عندما أموت ..
ربما ..
تحزنون علي ..
ساعة ..
وربما ..
تزرعون آسةً ..
على قبري ..
ثم تشربون .. القهوة .؟؟..
انتحار ..
في ليلة الثاني من نوفمبر ..
تتغير الأشياء ..
في ليلة الثاني من نوفمبر ..
احترق قلبي ..
عند المساء !!..
.. .. .. 2 .. .. ..
للهواء في تلك الليلة ..
رائحة القيء ..
و للوجوه ..
تموّجات ٍ.. مُقرِفة ..
أيامي ..
صحارى من الرمل
صارت ..
بعد أن كانت ..
بالحب ، مُتَرفَة ..
.. .. .. 3 .. .. ..
في تلك الليلة ..
شربت نبيذ غدرك ..
بلذة .. و انتشيت ..
في تلك الليلة ..
قهرتني .. يا عشتار ..
وحيداً ..
فانتهيت ..
.. .. .. 4 .. .. ..
انطفأت قناديل الرغبة ..
في جثتي ..
و جفت دمائي ..
فلا شيء يؤنس وحدتي ..
غير وهج عنائي ..
.. .. .. 5 .. .. ..
في حلمي ..
أعيش تفاصيل ذكرياتي ..
وفي صحوتي ..
أشهد _ بمرارة _ تجربة
مماتي .. ..
.. .. .. 6 .. .. ..
لا ورود في دنياي ..
بعد الآن ..
لا طيور ..
لا صور ..
غير شواهد القبور !! ..
ولا صوت ..
غير فحيح الماضي ..
ولا رجاء ..
.. .. .. 7 .. .. ..
في تلك الليلة من نوفمبر ..
سخر مني القدر ..
وضحكت لاحتوائي ..
المقابر .. ..
في تلك الليلة ..
ناح من أجلي ..
الشجر ..
وانحنت علي ..
أنصال الخناجر ..؟؟..
تداعيات ..لذاكرة
منهارة
وصل القلبُ مرحلة الخطر ..
لا انقباض فيه ..
لا انبساط ..
لا راحة في هذا العمر ..
محطة الرحيل ..
فيها القطار .. واقف ..
وأنا .. ..
مسافرٌ .. مزّقته الوحدة ..
وخائف ..
أوردتي .. ..
لا دفق للدم فيها ..
وليس لوجودي
انتماء ..
شهق القطار ..
شهقتُ روحي ..
ووحشة الليل ..لجثتي ..
عَزاء ..
.. .. .. .. 2 .. .. .. ..
وداعاً .. .
يا ضحكات الأطفال ..
ويا بحيرات الحدائق ..
وداعاً .. ..
أيتها القرنفلات المجففة
في دفاتري ..
أيتها الشّقائق ..
وداعًا يا أشيائي ..
ومرحباً بالذكرى ..
تجرح في العمق ..
صدري ..
مرحباً بالذكرى ..
تعيدُ لي ماضي ..
عمري ..
. .. .. 3.. .. ..
دار الزمان في عمري
دورتين ..
متُّ فيه ..مرتين ..
مرّةً حين .. افترقنا ..
ومرّةً ..
حين ُحبِسنا ..
بخاتمين !!..
مُترنّحاً .. ..
ألُج دهليز القدر .. ..
وخطواتي .. مبعثرة ..
على جدران قلبي ..
للأحباب صور ..
والكل يمشي ..
باتجاه .. المقبرة .؟.. ..
......4........
الحزن في قلبي ..
ينزفُ .. .. ..
قطرةً .. قطرة ..
والصمت ..
لي رفيق ..
أي أمل يوقف بعض
نزفي ؟؟.. ..
أي حلمٍ .. أي صديق ؟؟..
ضاعت كل الاتجاهات ..
انتحر حرفي ..
ضاع الطريق ..
أنت …
أنت …
يا بسمة الأطفال – عند الصباح -
في السرير …
أنت …
يا نكهة الربيع .. في ماء
الغدير …
أنت …
يا نجمة سماء عمري
القصير …
أنت …
يا حمامة قلبي الأسير …
يا حلاوة الأيام ..في الماضي
المرير …
………… 2 ………
أنت …
يا نبض الحياة في عروقي
ا لناشفه …
يا أمل الغد في عيوني
الخائفه …
أنت في صحراء قدري …
ظلالٌ وارفه
شمعةٌ تضيء أفكاري
النازفه …
أنت لحن ، تهيج له دموعي
الآسفه …
………3………..
أنت وردتي الحمراء ..
وإن طال الطريق …
أنت الأمان إن غدر
الرفيق …
أنت الروح لجسدي …
ولرئتيَ …
أنت الشهيق …
قتيل بحبك أنا …
وبيمّ هواك ..
غريق …
كلما ازددتُ به غرقاً ..
شبَّ بقلبي …
كالحريق …!!
ثلاثية .. لشفيق ..
لأن حزني يسكنك ..
في ليلة ميلادك ..
أرنو إليك ..
وإلى قلبك الذي ثقبته ..
البنادق المحشوة ..
بالأطفال ..
ودمع الأمهات ..
الثكالى ..
وغناء العصافير ..
اليتيمة ..
وحين تصحو من سكرة ..
أحزانك ..
وتتمرد على قهر ..
سجّانك ..
تولد من جبينك ..
نجمة الشهادة ..
وتخيم فوق أحزان ..
الفقراء .... مثل غيمه ..
تعال نرتدي ..موتنا ..
ونزرع قرنفلة فرح ..
في حزن أغانينا ..
فقد ذبلت مراثينا ..
تعال نجدد عشقنا ..
للسوسن ..
فهذه الغربة المتجذرة
فينا .. ..
تسلبنا .. أحلامنا ..
وابتسامات ماضينا ..
ودفاتر مذكراتنا .. المزدانة ..
بالأزهار البرية ..
.. .. .. 2 .. .. ..
في عينيك تنتحر ..
لغة الألسن ..
فبأية لغة .. أناديك ؟؟ ..
بأية لغة ..
أخرج من صمتي ..
المعشش فيك ؟؟..
أعطني مناديل حزنك ..
لأرثيك ..
واسترح ..
فسأتحدث عنك لأشجار
الدروب ..
وأحملك .. جرحا ..
في عينّي ..
وحينما يُعرّش .. حزني ..
سأعود للأماكن التي ..
بكينا فيها ..
وأجرح الذكريات ..
وإن سألتني الدروب ..
والأشجار عنك ..
سأكتفي بالصمت ..
لأن حزني ..
بدون شفاه ..
يقف في ..
وحشة أيامي ..
مثل أشجار الشتاء . ..
خربشات
.. سريالية لغادة السمّان
للدهشة مكان ..
في الرّوح ..
حين تنفُضين عنك ..
شِباك التاريخ ..
وصمت الدهور ..
وتخرجين .. آلهة ..
من لُجّ الماء .. الأزلي
الذي .. كوّننا ...
أين لعناتكِ القبور ..؟؟..
فما أحوَجَنا ..
لتعويذةٍ ..تُداوي ..
زماننا الكسيح ..
وتفتح .. بوابة عبور ..
لمعبد الحرية ..
للتيه ..
في الوطن .. الفسيح ..
رائحة ذلٍ أبدية ..
وطقوس التناسل ..
بين الزبد .. و الريح ..
يباركه .. عتم الليل ..
وسوط العسكر ..
زفرات ..
في
وسط الطريق ..
تقف حبيبتي ..
تسألني ..
والدهشة تحاصر جفنيها ..
" ماذا بين قلبك ..و بين روحي
يا حبيبي ؟؟.."
وتضغط على يدي ..
وأضغط على قلبي ..
وتسألني .. ..
وما زالت .. تسأل ..
.. .. .. .. .. .. .. ..
آه ..يا زنبقة روحي ..
كيف أعّبر عن حبي ..
لك .. ..
دون أن أذبح وريدي ؟؟
ودون أن أجعل دمي ..
مرآة لروحك ..
ولوجهك الشاحب ..
وفي وسط الطريق ..
تسألني حبيبتي ..
عن قلبي الضعيف ..
عن أوردتي المتفرعة ..
عن خلاياي الضائعة ..
عن عيني التائهتين .
عن روحي المتحدة ..
بشاهدات القبور ..
وتبكي حبيبتي ..
حين أحبها أكثر ..
وأتبعثر .. أكثر ..
وتدرك حبيبتي ..
حجم صراعي ..
وصداعي ..
وموتي اليومي ..!!..
.. .. .. .. .. .. .. ..
في كل ترنيمة حزينة ..
هبّةٌ لروحي ..
وبين السوسن ..
وتحت قناطر الحجر ..
كنا نمشي ..
متشابكي الوجوه ..
والأصابع ..
ويمر العمر فوق أجسادنا ..
كالدمعة على خدّك ..
طويلة هي طريقنا ..
مرجومة بالحب .. و الأطفال ..
والقهر .. والأسئلة ..
مزروع في نهايتها ..
غصني .. آس ..
صرخات صامتة
واقفاً ..
بين يديك أيها الإله ..
انتظر موتي ..
ناظراً ..
وكلي أمل ..
ابتهل بما تبقى ..
في الشفاه ..
وأذرف .. دمع المقل ..
كيف يبكي الذليل ..
_ على بابك _ يا الله ..
وأنت الربُّ .؟؟ ..
كيف تتضخّم الحنجرة ..
قهراً ..
كيف ينفجر القلبُ ..؟؟..
جوعاً .. عرياً .. و فشل ..
..............
تتبرعم _ رغم الحزن الأسود _
ورود قلبي ..
تنشر رائحة الطيب ..
والدمع .. والآه ..
أجتّر مأساتي ..
رغم المعا ناه ..
وأبقى ..
للأمل الحلم ..
ناطر ..
أعلل النفس بالتمني ..
فأنا قتيل الوهم ..
أنا ..
قربان المحابر ..
يلفُّني .. في وحدتي ..
صمتٌ .. وسكون يائس ..
ويؤنسني رسم ..
لطفلٍ .. بائس ..
ينظر إلى الأعلى ..
وينتظر مثلي ..
أن َيرِقَّ عليه ..
قلب الإله ..
................
تتراءى أمام عيني ..
مآسي الأمم ..
وتتزاحم .. في أذني ..
صرخات الأطفال ..
كأنّ العدالة ..
قد أصابها .. الصّمم ..
لا تسمع الآهات ..
ولا تراتيل الأجيال ..
فأنظر إلى .. أحزاني ..
و أزفرُ ..
كلمات ..من سفر
الغربة
يسافر بي اللحن ..
إلى بلاد الغربة ..
وأنا ..
لا أتقنُ .. السفر ..
أعاني الموت .. وحدي ..
في هذه .. المدينة ..
كسمكِ .. بلا نهر ..
وطني ..
أيها الجرح الكبير ..
الذي .. نبذني ..
ونبذني القدر ..
أمضغ صمتي ..
بخوف ..
وحولي ..
أوراق الجرائد ..
والمجلات ..
تتقيأ الروتين ..
ووجه القمر ..
سكين .. في حنجرتي ..
وفي عيوني .. مطر ..!!..
وغرفتي الصغيرة ..
على السطوح ..
قفصٌ .. يطوّقني ..
وطاولتي .. الخشبية ..
أضناها الوقوف ..
وحمل أحلامي .. و كتبي ..
ودوواين .. الشعر ..
صورة .." لوركا " ..
على الجدار ..
وراء الباب ..
وذلك الطير الأسود ..
الذي .. ما برح يزورني ..
كل فجر ..
ذاك الأسود .. ذاك الغراب ..!!..
تكفهر الأيام بوجهي ..
وتعلوا الحواجز ..
ضائع أنا ..
بين الفقر ..
وبين القهر القاسي ..
موصدة .. أمامي ..
أبواب الأمل ..
كيف أحيا ..
والآلام القادمة ..
لا أعرف من أين ..
جاءت ..
وقاءت ..عليّ
كل أعباء الزمن ..
ولمّا أزل ..
أبحث بين ركام ..العمر ..
عن لمسة حنان ..
أو زهرة صبر ..
أزرعها .. بين حرائق نفسي ..
وبين عطشي ..
للأمان ..
فهذي الليالي القاهرة ..
تحاصر غربتي ..
بالندم ..
وترمي .. بالآهات القلب ..
و تنسج الألم ..
فوق روحي ..
المسافرة ..
مخاض ..
تحومُ الغِربان ..
فوق بساتين روحك ..
تحوم ..
وأنت ُمطرِقٌ ..
غارقٌ في وجوم ..
ما الذي تنظرُ إليه ..
و لا تراه ..؟؟..
ما الذي يحدث _ الآن _
فوق الِّجباه ..؟؟..
أية قوافل تعبُر بروحكَ ..
صحارى الحنين ..؟؟
أية بشائر ..
تُطمئِن .. فقرك ..
السّجين ..؟؟..
.. .. .. 2 .. .. ..
هذا القلقُ الذي ..
يطرقُ باب قلبك ..
نبيل ..
وهذا الشّوق المتأجّج ..
للحبّ ..
لغابات النخيل ..
يحوِّ لك .. لحناّ ..
قبل الفجر ..
بقليل ..
يرسمكَ وردةً ..
على كفن بثينة ..
شاهدة ً..
على قبرِ جميل ..؟؟..
.. .. .. .. 3 .. .. ..
طوبى لك ..
حين تزرع وردة ً..
في صحراء ..
وتضيء شمعة ً..
في ليل العماء ..
طوبى لك ..
حين ُتعطي للتّيه ..
انتماء ..
وترسم .. بدايةً ..
بعد انتهاء ..!!..
همسات سرية
.. في أذن الوطن
مُتسكّعاً ..
بين زواياك الكثيرة ..
يا وطني ..
أبحث عن رغيف خبزٍ ..
لمعدتي ..
وحذاءٍ لقدمي ..
وأتمنى أن أحيا ..
كالناس العاديين ..
وأن أملك قلباً ..
يحمل ُغير مشاعر ..
الجوع ..
.. .. .. .. .. .. ..
عبر نوافذك _ يا وطني _
أتمنى أن أحلم ..
بحرية ..
وأن أمشي في الشوارع ..
دون أن أتقيّد ..
بالطقم الأسود ..
وربطات العنق !!..
تحت سمائك يا وطني ..
أريد أن أعمل كثيرا ..
في المصانع .. و الحقول ..
أو في حفر القبور ..
وأن أنام بمتعة ..
تحت سمائك يا وطني ..
أتمنى أن أتكلم ببساطة ..
دون أن يخيفني ..
مقص الحلاق ؟؟
.. .. .. .. .. ..
عندما نمتُ بين جدرانك
يا وطني ..
كانت قدماي على الأرض ..
وعيناي .. في رأسي ..
وقلبي .. يخفق في صدري ..
وحين استيقظت ..
في صباح الدهر التالي ..
وجدت كومة من عظام ..
وبين العظام .. رأيت
سِكّيناً .. و فأرة ؟؟
تحت أضوائك _ يا وطني _
يفضحني قلبي المطعون ..
بالحب ..
وأقسم أني ..
لا أتعاطى ..
إلا العشق .. و الخمر الرديئة ..
ولا يوجد في غرفتي ..
غير بعض الصور ..
وبعض الكتب ..
وبعض القرنفلات الحمراء ..
.. .. . .. .. .. .. ..
مللتُ من الموت ..كل يوم
يا وطني ..
ومللت احتراف الغرق ..
في بحر مدائنك ..
تعفنت آمالي .. _ يا وطن _
وصدئت أحلامي ..
بقلبي ..
غدي فيك يا وطني ..
صار امتداد لأمسي ..
المُرّ ..
ولا جديد ..
مياهك السود اء
تدخل تلافيف دماغي ..
و أنا ..
لم أعد أتقن
غير القراءة .. والصمت ..
والصداع اليومي ..
واحتساء الشاي ..
وأن أحلم برصاصة ..
تخترق يراعي .. .
و صية ..
يكفينا .. ما فينا ..
نحن الموتى في قبر
الحياة ..
لا نحمل من هذه .. الدنيا ..
إلا فقرنا ..
والذكريات ..
يكفينا .. ما فينا ..
.. .. .. .. .. .. .. ..
تمر الأيام .. قاسية ً..
كغيماتٍ دون هطول ..
ولا أجد ما يؤنس ..
موتي ..
إلّا زهر البتول ..
.. .. .. .. .. .. .. ..
كنتُ وحدي ..
وحين انكسرت ..
لم يرني أحد ..
سوى غرابٍ ..
كان صامتا ..
وغامض العينين ..
لكني ..
حين رفع جناحيه ..
هويتُ .. مُضرَّجاً ..
بالمرض .. والآمال الخاوية ..
فأدركتُ ..
أن العصافير .. في بلادي ..
تموت ..!!..
.. .. .. .. .. .. .. ..
حتى هذه الساعة ..
وأنا انتظر ..
أن يمرَّ حبيبي ..
قدماي . ترتجفان فرحا ..
ووجهي .. كتلة لهب ..
عيناي ..
تبُصران في الفضاءِ ..
صفاءً ..
وقطيع .. سُحُب ..
كفّاي ..
تمتدّان في الأرض ..
وتغوصان .. فيها ..
حتى هذه الساعة ..
وأنا انتظر ..
ولّما أتى حبيبي ..
لم يجد سوى ..
شجرة ..؟؟..
.. .. .. .. .. .. .. ..
ابتعدي عني _ كيفما تشائين _
يا صديقتي الموهومة ..
فأنا إنسانٌ .. مهزومٌ ..
َخلَقَتني ..
رحم ٌ.. مهزومة ..!!..
إنّ قهري ..
لا ينبتُ في فرح .. البسمات ..
وُهمومَه ..
ُتعر بِش على قلبي ..
دالية أحزان .. !! ..
.. .. .. .. .. .. .. .. ..
بحثتُ بين أنقاض ..
عمري ..
عن نبضةِ فرح ..
أو قوس قزح ..
بحثت عن هوية ..
عن لحظة حرية ..
لكني ..
وحين زفَّتني ..
مُحترقاً ..
عرائس الشفق ..
كانوا هناك ..
كعشبٍ بريٍّ ..
على قبري ..
وعلى جبيني ..
تعويذة أرق ..!!!..
ومضة ..عشق
وأذكرُ ..
حين كنا نلتقي ..
يضحكُ المرجُ ..لنا ..
وشقائق النعمان ..
نرمي كتبنا ..
المدرسية ..
ونتبادل بسماتنا ..
الطفولية ..
ونتعانق ..
فتقهقه .. الأقحوانات ..
من حولنا ..
خجلى ..
تتشابك ..أصابعنا ..
وندور ..
والدنيا ..تدور ..
فلا ندري .. كيف نتهادى ..
وكيف تُصبح ..الزهور ..
لرأسينا .. وسادة ..
لعبة القدر ..
غريباً ..
سعى في أرضٍ غريبة ٍ..
و مات !!..
قلتُ لناعقِ الخبر ..
أحياً لا يزال ؟؟..
قالَ ..فوات ..!!..
إيه ، يا أرضُ ..انشقّي ..
فحبيب عمري ..
صارَ ُرفات ؟؟ ..
.. .. .. 2 .. .. ..
كان يضيء في الظلام
الشموع .. ..
لينير دربي .. ..
كان يَرِفُّ حناناً ..
بين الضلوع ..
ويُتوّج حُبَّهُ
قلبي ..
كان يمسح عن عيني ..
الدموع ..
لقد رحل ؟؟؟
آه .. يا ربّ ..
حسبي ..
.. .. .. 3 .. .. ..
أمام كل دار ..
وخلف كل باب ..
كان عنكبوت العذاب ..
ينسجُ بيت ..الخراب !!..
.. .. .. 4 .. .. ..
واقفاً ..
فوق نعشي ..
ناظراً ..إليكم ..
أناديكم .. ..
يا أيها الواقفون ..
أمام جثتي ..
يا أخواتي الثكالى ..
يا أمي .. .. ..
إني مع الراحلين ..
راحل .. ..
فأرضكم ليست .. لي ..
أرضكم .. قاحل ..
وحياتكم ..
بحارٌ .. ليس فيها
سواحل .. ..
كنت فيها ..
مركب .. تائه ..
فانتزع القدر .. مرساتي ..
ويممّتُ شطر ..
الغربة .. ..
كانت أيامي .. قاسية ..
وليالي .. صعبة ..
وحين قررت .. العودة ..
كنت بيد القدر ..
لعبة ؟؟..
.. .. .. 5 .. .. ..
صامتةٌ هي أحجار
لحدي ..
ووحدي ..
ألجُ .. دهليز الموت .. وحدي ...
ذكرياتي .. كلها .. لكم ..
ووجدي .. ..
و غداً .. ..
عندما .. يأتي الربيع ..
تعالوا إليّ ..
واقطفوا ..
أزهار مهدي .. ..
|