أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 15/08/2024

دراسات أدبية - اللغة العربية

اللغات والآداب السامية

 

 

لقراءة الدراسات

 

 

الدراسات

            الكتابات السامية

اللغات والآداب السامية

اللغات السامية القديمة 

اللغات السامية 

الأبجدية العربية 

 خط المسند

 

اللغات والآداب السامية

 

بقلم الكاتب: د. عبد الرحمن السليمان

 

من المعروف أن اللغة العربية لغة سامية وأن اللغات السامية تنتمي إلى أسرة لغوية أكبر هي أسرة اللغات السامية الحامية.

 

أسرة اللغات السامية الحامية:

 

1-التسمية:

التسمية: السامية الحامية ـ قياسا بالهندية الأوربية. ظهرت التسمية سنة 1781 وأطلقها المستشرق النمساوي شلوتزر وقد أخذها عن التصنيف التوراتي للبشر بعد الطوفان، أي نسبة لأبناء نوح وهم: سام وحام ويافث. وهذا التصنيف خاطئ في جميع الأحوال لأنه يعتبر الفينيقيين ـ وهم ساميون ـ حاميين لأنه كان بينهم وبين اليهود الذين دونوا التوراة عداوة. أضف إلى ذلك أن الزنوج اعتبروا من سلالة حام الملعون، لأن التوراة تنسب إلى نوح عليه السلام لعنته حاما الذي لم يغط عورة أبيه، مما عرضهم ذريته للعبودية فيما بعد.

 

والنظرية السائدة في الدراسات السامية الحامية أن أصل تلك اللغات من الجزيرة العربية، هاجروا منها بعد أن تصحرت بداية الألفية الخامسة قبل الميلاد، فقصدوا مواطن الماء والكلأ على ضفاف دجلة والفرات والعاصي في الشام.

 

كانت بداية الهجرة من الجزيرة بداية الألفية الرابعة قبل الميلاد، حيث خرجت قبائل من الجزيرة العربية إلى مصر والمغرب العربي الكبير، واختلطت بالسكان الأصليين في الشمال الإفريقي، فنتج عن هذا الاختلاط القبائل التي كونت الحاميين فيما بعد. فالشعب المصري القديم، والشعب الأمازيغي، تولدا من اختلاط القبائل السامية المهاجرة إلى شمال إفريقية، بالقبائل الأصلية فيها.

 

أما الهجرة الثانية فكانت في منتصف الأف الرابعة قبل الميلاد، وهي هجرة الأكاديين إلى بلاد الرافدين.أما الهجرة الثالثة فكانت هجرة الأوغاريتيين إلى غربي سورية في منتصف الألف الثالث قبل الميلاد. ويغلب الظن أن الأوغاريتيين كانوا عرباً استعمروا غربي سورية وكانت حاضرة ملكهم في رأس شمرا غربي سورية.

 

ثم تلت بعد ذلك هجرة الآراميين والكنعانيين إلى بلاد الشام بداية الألف الثالث قبل الميلاد. والكنعانيون هم: الفينيقيون والمؤابيون والعبران.

 

ثم هاجر نفر من عرب الجنوب إلى إفريقية بداية الألف الأول قبل الميلاد واختلطوا بالسكان الأصلين ونتج عن ذلك الشعب الإثيوبي القديم.

 

قبل الدخول في تصنيف اللغات السامية، نتوقف قليلاً عند التسمية التي يقصد بها قبل كل شيء الدلالة على طائفة من اللغات التي ترتبط ببعضها بقرابة لغوية بادية. فالتسمية لا تفترض وجود شعب سامي بقدر ما هي تسمية اصطلاحية للدلالة على أسرة لغوية تنتمي إلى أصل لغوي واحد اصطلح على تسميته باللغة السامية الأم. وأول من اهتدى إلى تلك القرابة وتنبه إلى وجودها هم العلماء العرب واليهود المستعربون مثل ابن حزم الأندلسي والنحوي اليهودي مروان بن جناح وغيرهما ممن سأذكر أدناه.

 

يقول ابن حزم الأندلسي:

"إلا أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعبرانية والعربية التي هي لغة مضر لا لغة حمير لغة واحدة تبدلت بتبدل بمساكن أهلها فحدث فيها جرش كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي، ومن الخراساني إذا رام نغمتهما. ونحن نجد من إذا سمع لغة فحص البلوط، وهي على مسافة ليلة واحدة من قرطبة، كاد أن يقول إنها غير لغة أهل قرطبة. وهكذا في كثير من البلاد فإنه بمجاورة أهل البلدة بأمة أخرى تتبدل لغتها تبدلاً لا يخفى على من تأمله.

 

ونحن نجد العامة قد بدلت الألفاظ في اللغة العربية تبديلاً وهو في البعد عن أصل تلك الكلمة كلغة أخرى ولا فرق، فنجدهم يقولون في العنب "العينب" وفي السوط "أسطوط" وفي ثلاثة دنانير "ثلثدا". فإذا تعرب البربري فأراد أن يقول الشجرة قال "السجرة"! وإذا تعرب الجليقي أبدل من العين والحاء هاء فيقول "مهمداً" إذا أراد أن يقول "محمداً". ومثل هذا كثير. فمن تدبر العربية والعبرانية والسريانية أيقن أن اختلافها إنما هو من نحو ما ذكرنا من تبديل ألفاظ الناس على طول الأزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم، وأنها لغة واحدة في الأصل".[1]

ويفهم من هذا الكلام أن ابن حزم كان عرف تلك اللغات!

 

ويقول يهوذا بن قريش:

"وإنما كانت العلة في هذا التشابه والسبب في هذا التمازج قرب المجاورة في النسب لأن تارح أبو [هكذا] إبراهيم كان سريانياً ولبان سريانياً. وكان إسماعيل وقدر مستعربين من دور הפלגה من زمان البلبلة في بابل ... وإبراهيم وإسحاق ويعقوب عليهم السلام متمسكين [هكذا] بـ לשון קדש [لشون قودش = اللسان المقدس] فتشابهت اللغة من قبل الممازجة كما نشاهد في كل بلد مجاور لبلد مخالف للغته من امتزاج بعض الألفاظ بينهم واستعارة اللسان بعضهم من بعض فهذا سبب ما وجدناه من تشابه العبراني بالعربي غير طبع الحروف التي يفتتح بها في أول الكلام والحروف المستعملة في أواسط الكلام والحروف التي يختم فيها [هكذا] في أوخر الكلام. فإن العبرانية والسريانية والعربية مطبوعة في ذلك على قوالب واحدة. وليس ذلك بموجود في لغة من سائر لغات الأمم سوى لسان العبراني والسرياني والعربي".[2]

 

ويقول يهوذا اللاوي:

"فإنها [أي العبرانية] اللغة التي أوحي بها إلى آدم وحواء وبها تلافظا ... وقد كان إبراهيم سريانياً في אור קשדים [أور الكلدانيين (والحق هي أور السومريين)] لأن السريانية لغة קשדים [= الكلدان]. وكانت له العبرانية لغة خاصة לשון קדש [لشون قودش = اللسان المقدس] والسريانية לשון חול [لشون حول = لسان حال]. لذلك حملها إسماعيل إلى العرب فصارت هذه الثلاث لغات السريانية والعربية والعبرانية لغات متشابهة في أسمائها وأنحائها وتصاريفها".[3]

 

ويقول مروان بن جناح القرطبي:

"أفلا تراهم [الضمير عائد إلى علماء التلمود] يفسرون كتب الله من اللسان اليوناني والفارسي والعربي والإفريقي وغيره من الألسن؟ فلما رأينا ذلك منهم لم نتحرج [من الاستشهاد] على ما لا شاهد عليه من العبراني بما وجدناه موافقاً ومجانساً له من اللسان العربي إذ هو أكثر اللغات بعد السرياني شبهاً بلساننا. وأما اعتلاله وتصريفه ومجازاته واستعمالاته فهو في جميع ذلك أقرب إلى لساننا من غيره من الألسن، يعلم ذلك من العبرانيين الراسخون في علم لسان العرب، النافذون فيه وما أقلهم"![4]

 

ويقول موسى بن عزرا:

"وأما المقاربة التي بين اللغات العبرانية والسريانية والعربية فبسبب تصاقب الديار وتداني الأمصار، حتى أن لا فرق بينها في أكثر أسماء الجواهر إلا بمقدار اليبس والرطوبة، وسببها اختلاف الأهوية والمياه المتقدم ذكرهما. وعلل أبو إبراهيم ابن برون رضي الله عنه هذا التشابه الذي بين هذه الثلاث لغات بغير هذا التعليل، وما أرى ذلك. على أنه ما قصر في أكثر ما أتى به في تأليفه ذاك الملقب بالموازنة من التقارب بين الأنحاء واللغات في الملتين حتى ذكر ألفاظاً قليلة الكم توافقت [العبرية] فيها اللغة اللطينية والبربرية، وهذا أمر إنما وقع في ما أظن بالاتفاق". [5]

 

والقرابة اللغوية تكون ثابتة عندما تكون قرابة مضطردة المجالات الأربعة التالية:

1. الصوتيات (مثلا الأحرف الحلقية)

2. الصرف (بناء الكلمة، مثلا: فَعْلٌ/فِعْلٌ/فُعْلٌ)

3. النحو (بناء الجملة)

4. اللغة (أي المفردات)

 

والقرابة اللغوية بين الساميات مضطردة اضطراداً ثابتاً تحكمه قوانين صوتية ولغوية عامة.

 

2-التصنيف

تتكون أسرة اللغات السامية من ثلاثة أفرع:

1- الفرع الجنوبي: ويتكون من اللغة العربية البائدة (لغة جنوب الجزيرة العربية أو العربية الجنوبية، بالإضافة إلى الثمودية واللحيانية) والعربية الفصحى (أو العربية الشمالية) والحبشية (الجعزية والأمهرية)؛

2- الفرع الشمالي الشرقي: ويتكون من الأكادية بلهجتيها البابلية والآشورية؛

3- الفرع الشمالي الغربي: ويتكون من اللغات الأوغاريتية والآرامية واللغات الكنعانية (الفينيقية والمؤابية والعبرية) وكذلك الإبلية (على اختلاف بين علماء الساميات في ذلك).

 

وهنالك لهجات كثيرة تفرعت عن اللغات السامية المذكورة أعلاه.

 

أما اللغات الحامية فتتكون من المصرية القديمة ولهجاتها اللاحقة كالقبطية، ومن اللغة الأمازيغية (الاسم الصحيح للبربرية) والكوشية (لغة محكية في مناطق في تشاد ومالي ما إليهما) وبعض اللهجات الأخرى.

 

والقرابة اللغوية بين اللغات السامية، وبنات عمها، اللغات الحامية، ثابتة علمياً، إلا أنها دون القرابة بين الساميات فيما بينهما نسبة، ولا تبدو بوضوح لغير المتخصص إلا بعد بعد رد الأصول إلى جذور ثنائية.

 

مثال:

الجذر الدال على الإيمان: في كل الساميات: /أمن/ وفي الحاميات /من/. ومعنى هذا الجذر الأساسي في اللغات السامية والحامية هو "صدَّق، ثَبَت، ثبت بالإيمان" كما ترى في /أمِنَ/ في العربية، وفي /آمن/. ومثله في الحبشية: /أَمَنَ/ "ثبتَ (بضم الباء)، وفي الحميرية: /أمنت/ "أمانة"، وفي السريانية: ܐܡܝܢ: أمين "ثابت، قوي، سرمدي"، وكذلك في العبرية: אמן: آمِن "آمين" وكذلك אמנם: أمنَم "حقا". والكلمة العبرية الأخيرة منصوبة على الحال بالميم وهو من بقايا الإعراب في الساميات الذي كان فيها بالميم ثم أصبح في العربية بالنون (التنوين). ولقد وردت الكلمة في اللغات الحامية التي أذكر منها المصرية القديمة /م ن/ "ثبت، صدق". ومن هذا الجذر اشتق أيضا اسم الإله المصري القديم "آمون"، الذي كان يعبد في "نو"، والذي ورد في اسم الفرعون "توت عنخ آمون".[6]

 

تعتبر اللغة الأكادية أقدم اللغات السامية من حيث التدوين لأنها أول لغة سامية دُونت بالكتابة المسمارية التي أخذها الأكاديون عن السومريين والسومريون هم أقدم الأقوام المعروفين الذين سكنوا جنوب بلاد الرافدين وبنوا فيه أول حضارة في تاريخ البشرية واخترعوا الكتابة المسمارية وهي أول كتابة في التاريخ أيضاً. ومن المعروف أن اختراع الكتابة كان الحد الذي يفصل بين الحقبة التاريخية وحقب ما قبل التاريخ.

 

وتعتبر اللغة العربية الفصحى أو الشمالية (لغتنا الحالية) آخر لغة سامية دونت. أما العربية الجنوبية (لغة ممالك سبأ وقتبان وحضرموت وحمير) فقد سبق تدوينها تدوين العربية الشمالية بقرون كثيرة، وتسمى الكتابة التي تكتب بها بخط المسند وهي أبجدية مكونة من تسعة وعشرين حرفاً، وهي مجهولة الأصل.

 

وعلى الرغم من أن العربية الشمالية آخر اللغات السامية تدويناً إلا أنها احتفظت بجل خصائص اللغة السامية الأم، كالإعراب الذي اختفى من كل اللغات السامية باستثناء الأكادية. واللغة السامية الأم هي لغة فرضية تُوُصل إليها بعلم اللغة المقارن (أي مقارنة الساميات ببعضها). ويعلل ذلك بسبب العزلة النسبية التي عاشتها القبائل العربية التي بقيت في الجزيرة العربية بينما تأثرت لغة القبائل السامية المهاجرة باللغات الأخرى غير السامية التي اتصلت بها وأخذت منها وأعطتها، الشيء الذي أدى إلى حدوث تغيرات لغوية أبعدتها من الأصل السامي وهذا ما وقع للأكادية والعبرية والحبشية وغيرها.

 

3-اللغات السامية الحامية الحية:

لقد اندثر معظم اللغات السامية والحامية ولم يبق منها اليوم إلا اللغات التالية:

 

اللغات السامية الحية:

1-اللغة العربية الفصحى التي لم تتغير صوتا وصرفا ونحوا منذ تدوينها حتى اليوم. أما الفترة التي سبقت تدوينها، فهي ضاربة في القدم. ولقد رأينا أنها أقدم من الأكادية خصوصيةً لغويةً ساميةً، علما أن تدوين الأكادية يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد!

 

2-العبرية الحديثة: وقد تم إحياؤها على يد اللغوي اليهودي اِليِعَزَر بن يهودا بداية القرن العشرين، وتبنت ذلك الحركة الصهيونية. ولعل إحياء العبرية أهم إنجاز من إنجازات الصهيونية العالمية!

 

3-اللغة الأمهرية: لغة إثيوبيا اليوم. وتكتب بكتابة مقطعية مشتقة من خط المسند الحميري.

 

4-اللهجات الآرامية: ويحدث بها اليوم حوالي ثلاثة ملايين شخص متوزعين كما يلي:

 

5-السريانية: ويتحدث بها اليوم في معلولا وصيدنايا في سورية. ويسمى المتحدثون بها بالمسيحيين السريان.

 

6-الكلدانية: ويتحدث بها اليوم في القامشلي والمالكية في شمال شرق سورية وفي شمال العراق في منطقة الموصل وزاخو وبطنايا وفي شرقي تركيا في منطقة حسنة وما جاورها. ويسمى المتحدثون بها بالمسيحيين الكلدان. إلا أن المستعمر سماهم بالآشوريين فراجت هذه التسمية عند بعضهم!ـ المندعية: ويتحدث بها في شمال العراق، في منطقة وودي لالش. ويسمى المتحدثون بها بالمندعيين/الصابئة، وهم المعروفون في العراق باسم اليزيديين/عبدة الشيطان!

 

اللغات الحامية الحية:

إذا استثنينا القبطية ـ وهي لغة كنسية ـ فإن اللغة الحامية الوحيدة التي لا تزال محكية هي اللغة الأمازيغية المحكية في الجزائر والمغرب وما إليهما من بعض المناطق الصحراوية. وتتوزع اللغة الأمازيغية اليوم على اللهجات التالية:

 

 

1-الجزائر:

ـ الأمازيغية: ويتحدث بها نواحي كثيرة من الجزائر، وأفصحها اللهجة الزّْواوِيَّة المحكية في منطقة تِيزِي وِزُّو التي شهدت نشاطا كبيرا لإحيائها.

 

2-الصحراء:

ـ القبائلية: ويتحدث بها قبائل الطوارق المنتشرين في الصحراء بين المغرب والجزائر؛

 

3-المغرب:

ـ الأمازيغية/السوسية (تاسوسيت): ويتحدث بها في جنوب المغرب؛

ـ الشِّلحة (تاشلحيت): ويتحدث بها في جبال الأطلس؛

ـ الريفية (تاريفيت): ويتحدث بها في شمال المغرب؛

 

3-مالي وتشاد:

ـ الكوشية: ويتحدث بها في بعض نواحي تشاد ومالي.

 

4. أهمية دراسة اللغات السامية:

إن معرفة اللغات السامية أمر في غاية الأهمية لأسباب كثيرة أهمها التاريخ والسياسة وعلم اللغة والمفردات الخ. ولقد ظلت هذه الدراسات زمناً طويلاً حكراً على المستشرقين الذين بدؤوها وأسسوا لها وطوروها. لكن إلى متى؟

 

وتتلخص الأسباب الموجبة لدراسة اللغات السامية الحامية فيما يلي:

1. الأسباب اللغوية: اللغة العربية لغة سامية تنتمي إلى أسرة اللغات السامية الحامية، ومعرفة تلك اللغات شرط أساسي لعلم اللغة لمقارن والأدب المقارن!

2. الأسباب الثقافية: نحن ـ العرب ـ ورثة الإرث الحامي السامي القديم!

3. الأسباب السياسية: هنالك اسباب سياسية كثيرة تدعو لدراسة اللغات السامية لوضع الأمور في نصابها سوف أتطرق لها فيما بعد.

ملاحق:

[1] ابن حزم الأندلسي، الإحكام في أصول الأحكام. تحقيق أحمد شاكر. القاهرة، 1980. ج 1 ص 30.

[2] يهوذا بن قريش، الرسالة. صفحة 2 و2= مكرر.

[3] يهوذا هاليفي، كتاب الحجة والدليل في تصر الدين الذليل (كتاب الخزري). ص 2:68.

[4] مروان بن جناح القرطبي، كتاب اللمع. صفحة 7-8. ومن الجدير بالذكر أن كتاب التوراة يحتوي على الكثير من الكلمات المجهولة المعنى تسمى في الدراسات التوراتية بـ hapax legomena (من اليونانية ومعناها "الكلمات التي وردت مرة واحدة في النص" وترادف "الغريب أو النادر" في دراسات العربية). ولا سبيل إلى تفسير تلك الكلمات إلا بمقارنتها بالعربية وأول من اتبع هذا المنهج هو سعاديا الفيومي (القرن الثالث للهجرة) في كتابه "كتاب الثمانين لفظة المفردة" وهو كتاب مطبوع.

[5] موسى بن عزرا، كتاب المحاضرة والمذاكرة. صفحة 21 و22. وقد ألف ابن برون كتاباً قيماً اسمه "كتاب الموازنة" بين العربية والعبرية يدل على مدى تطور علم اللغة المقارن في تلك الفترة. وكان يهوذا بن قريش قد سبقه إلى ذلك في "الرسالة" وقد قارن فيها بين العربية والعبرية والسريانية إلا أن ابن برون توسع كثيراً في كتابه الذي أفرده للعربية والعبرية فقط.

[6] ربما رد بعض الملاحدة الدهريين كلمة "آمين" إلى اللغة المصرية القديمة، مثلما ردوا التوحيد الذي دعا إليه نبي الله موسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، إلى ديانة إخناتون، وفي ذلك نفي لأصلها السماوي. ومن الجدير بالذكر أن ديانة إخناتون لم تكن توحيدية كما زعم فرويد وغيره لأنها كانت تعتبر إله الشمس "رع" الأله الأكبر دون نفي وجود الآلهة الآخرى، بينما تقوم عقيدة التوحيد لدى المسلمين والنصارى واليهود على الإيمان بالإله الواحد خالق السماوات والآرض وما بينهما، الذي عرف البشرية بذاته العليا بواسطة الوحي إلى الأنبياء والرسل، عليهم السلام. فديانة إخناتون كانت مشوبة بالشرك، وتسمى "التوحيد المشوب بالشرك" (Henotheism)، بعكس "التوحيد" المطلق (Monotheism)، فليتنبه إلى ذلك.

أضيفت في 04/06/2008/  خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

 

 

الكتابات السامية

 

بقلم الكاتب: د. عبد الرحمن السليمان

 

 

المرحلة الأولى: المرحلة الصُّوَرِيَّة

إن أول كتابة ظهرت في التاريخ هي الكتابة المسمارية التي اخترعها السومريون، وهم شعب مجهول الأصل. وكانت الكتابة المسمارية في الأصل كتابة صُوَرِيَّة بمعنى أنه إذا أراد الكاتب أن يكتب الكلمة الدالة على الرجل فإنه يرسم هيئة الرجل، تماماً مثلما نرى في الكتابة الهيروغليفية التي هي أيضاًَ كتابة صورية. والفرق بين الكتابتين الصوريتين المسمارية والهيروغليفية يكمن في أن أشكال الكتابة المسمارية تطورت بسرعة لتتخذ أشكالاً مجردة هي أشكال المسامير ـ ومن ثمة تسميتها بالكتابة المسمارية ـ بينما حافظت الكتابة الهيروغليفية على أشكالها الصورية البدائية. وهذا الفرق عائد إلى طبيعة المادة المستخدمة في الكتابة، فلقد استعمل الرافدينيون الطين والماء والقصب في الكتابة، فصنعوا ألواحاً من الطين مربعة أو مستطيلة، واستعملوا في الكتابة قلماً من القصب كانوا يغرزونه في الطين وهو رطب ثم يخطون ما يريدون تدوينه من النصوص، ثم يطبخون الألواح الطينية في التنور فتشد وتصلب لتبقى حتى اليوم. ومن الجدير بالذكر أن غرزة القلم في الطين كانت تكوّن مثلثاً في اللوح أشبه ما يكون برأس المسمار، تتبعه خطوط مستقيمة نحو الأسفل أو اليسار، مما أدى إلى نشوء أشكال تشبه المسامير التقليدية، وهو ما أوحى بتسمية الكتابة الرافدينية بالكتابة المسمارية كما أسلفت. أما قدامى المصريون فلقد استخدموا ورق البردي والحبر في كتابتهم، وورق البردي سهل الاستعمال ولا يفرض استعماله على الكاتب مناورات معينية ولا يؤثر على طبيعة الكتابة، من ثمة عدم تطور أشكالها ومحافظتها على شكلها الصوري البدائي، بعكس الكتابة المسمارية التي أصبحت تختلف كثيراً عن هيئة مسمياتها التي كانت في البداية صورية بدائية أيضاً (مثل الصينية اليوم)!

 

والكتابة الصورية كتابة صعبة لأنها تفترض وجود صورة لكل مسمى، وهو ما يجعل حفظها واستعمالها بوضوح أمراً صعباً لكثرة المسميات والأشياء وكثرة الاشتراك في معاني صورها. أضف على ذلك أن كتابة المفاهيم الفكرية والمجاز شبه مستحيل في هذه الكتابة لصعوبة تصويرها. وللتمثيل على ذلك أتوقف عند مفهومَي الإله والسيادة في الكتابتين المسمارية والهيروغليفية.

 

لقد دل الرافدينون على كلمة /الإله/ بلغتهم ـ وهي إلٌّ ـ بنجمة. والنجمة تشير إلى السماء، وهذا يعني أن الرافدينيين كانوا يعتقدون أن الإله إنما يكون في السماء. من جهة أخرى باتت صورة النجمة مشتركة لأنها تدل على 1) النجمة و2) السماء و3) الإله. أما قدامى المصريين فعبروا عن مفهوم /السيادة/ في لغتهم برسم صورة أسد رافعاً رأسه بشموخ وعز. وهذا يعني أيضاً أن صورة الأسد في الكتابة الهيروغليفية مشتركة لأنها تدل على معنى حسي هو الأسد ومعنى مجازي هو السيادة.

 

إذاً أدت كثرة الاشتراك في الصور والرموز وكذلك صعوبة الدلالة على المفاهيم الفكرية والمجاز إلى اختراع طائفة من الرموز في الكتابتين لتحديد المعاني وضبطها حتى يتمكن الكاتب والقارئ على السواء من فهم السياق من أول وهلة، وهي الرموز المسماة بمحددات المعاني. مثلاً: استعمل الرافدينيون النجمة للدلالة على الإله أولاً ثم على كل ما له علاقة بالدين والعبادة ثانياً. فبمجرد رؤية نجمة في جملة يفهم القارئ منها أن الجملة تفيد معنى دينياً. الأمر ذاته ينطبق على الهيروغليفية التي تثبت صورة الرجل للدلالة على أي شيء يشير إلى الإنسان، أوصورة الخشب للدلالة على أي شيء يصنع من الخشب، بما في ذلك القوارب والسفن، مما يؤدي إلى نشوء نظام اصطلاحي يسهل على الكاتب والقارئ أمر الكتابة والقراءة، ويعقده في الوقت ذلته، مما أدى بالرافدينيين والمصريين إلى البحث عن حلول لمشكلة الكتابة الصورية التي باتت غير قادرة عن التعبير بوضوح عما يريدون تدوينه مع التقدم الفكري والعلمي للحضارتين الرافدينية والمصرية.

 

ومن الجدير بالذكر أن الكتابة الصينية اليوم لا تزال في المرحلة الصُّوَرية بحيث يجب على الطفل ـ مثلاً ـ أن يكون حافظاً لبضعة آلاف رمز حتى يستطيع أن يقرأ كتاباً من كتب الأطفال!

 

المرحلة الثانية: المرحلة المقطعية

إذاً الكتابة الصورية هي كتابة تصور الأشياء التي يراد كتابتها تصويراً كما مر معنا. أما الكتابة المقطعية فهي كتابة صوتية. والكتابة المقطعية الصوتية تتكون من مقاطع صوتية تبدأ بحرف صامت يتبعه حرف صائت قصير مثل /بَ/، /بُ/، /بِ/، أو يتبعه حرف صائت ممدود مثل /با/، /بُو/، /بِي/. وأول مَن مارسها هم أواخر السومريون وأوائل الأكاديين ـ على خلاف في ذلك. وعليه فإن الكتابة المسمارية المقطعية كانت أول كتابة مقطعية في التاريخ تطورت من خلال بحث الرافدينيين عن حل لمشكلة الكتابة الصورية، فأتت "المساميرُ" المفردة والمركبة فيها ليس للدلالة على رموز مجردة بل على مقاطع صوتية بعينها مكونة من حروف ساكنة وأصواتكما أسلفت.

 

وتمر قراءة الكتابة المسمارية المقطعية بثلاث مراحل هي:

1. قراءة النص الأكادي ونقل المقاطع الصوتية المسمارية إلى العربية؛

2. تجميع المقاطع الصوتية وتكوين الكلمات؛

3. القراءة والترجمة.

 

مثال:

1. بَعْ.عَلْ شَ.مِ.اي و إِرْ.صَ.تم

2. بَعْل شَمِي وإرصَتِم

3. "رَبُّ السماوات والأرض".

 

ومن الجدير بالذكر أن الهيروغليفية طورت أيضاً، في مرحلة لاحقة، كتابة مقطعية أيضاً، إلا أن الفرق بين الرافدينيين وقدامى المصريين أن الأوائل تخلوا نهائياً عن الكتابة الصورية والرمزية بعدما طوروا الكتابة المقاطعية، بينما لم يتخل قدامى المصريين عن الكتابة الصورية قط، وهو ما جعل من الكتابة الهيروغليفية كتابة معقدة جداً تتكون من صور ورموز ومقاطع صوتية ثنايئة الأصوات وثلائية الأصوات وحروف أبجدية! وهذا عائد إلى المكانة الرفيعة التي كان الكتاب المصريون القدامى يحتلونها، وهي المكانة التي جعلتهم يحولون دون تبسيطها وبالتالي انتشارها حفاظاًَ منهم على مكانتهم العالية والامتيازات التي كانت ترتبط بتلك المكانة العالية.

 

وأخيراً أشير إلى أن الكتابة المقطعية تتكون من 200 إلى 400 مقطع صوتي حسب أصوات اللغة المستعملة لها. ومن اللغات التي لا تزال تستعمل الكتابة المقطعية حتى اليوم: اللغة الأمهرية، وهي لغة سامية تعتبر امتداداً للجعزية، لغة مملكة أكسوم في الحبشة. فالكتابة الجعزية/الأمهرية هي كتابة مقطعية مشتقة من خط المسند الحميري. وهذا من عجائب اللغات لأن الأحباش أخذوا الكتابة الأبجدية التي تعتبر آخر مرحلة من مراحل تطور الكتابة، وحولوها إلى كتابة مقطعية، فأداروا بذلك عقارب الساعة إلى الوراء كما يقال!

 

هيئة الكتابة الإثيوبية المقطعية:

 

 

المرحلة الثالثة: المرحلة الأبجدية

 

1-النشأة:

المرحلة الثالثة والأخيرة من تاريخ الكتابة هي المرحلة الأبجدية التي سميت هكذا نسبة إلى ترتيب الحروف في الأبجدية السامية الأولى وهي أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ، وهو الترتيب الذي غيره في العربية أبو الأسود الدؤلي عند تنقيط الحروف إلى الترتيب الحالي الذي يقال فيه أيضاً إن الخليل بن أحمد هو الذي صنع ذلك.

 

كانت النظرية السائدة أن الأبجدية اشتقت من رسوم الكتابة الهيروغليفية في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلا أن اكتشاف أبجدية أقدم منها بخمسة قرون، وهي الأبجدية الأوغاريتية، التي تستعمل أشكالاً مسمارية لا علاقة لها بصور الكتابة الهيروغليفية، ألغى هذا الرأي تماماً. فالأوغاريتيون استوحوا أشكال أبجديتهم الأوغاريتية، التي تحتوي على كل الأصوات السامية القديمة (وهي ثمانية/تسعة وعشرون صوتاً)، من الكتابة المسمارية، ولكننا لا نعرف على وجه التحديد كيف اختزلوا الكتابة المقطعية إلى الكتابة الأبجدية، بينما ننستطيع أن نتايع ذلك الاختزال في الأبجدية الفينيقية، حيث قام الفينيقيون باستعمال الصور الدالة على مسميات بعينها (مثلاً: صورة الثور للدلالة على الثور؛ صورة العين للدلالة على العين؛ صورة المربع للدلالة على البيت؛ صورة الموج للدلالة على الماء وهلم جراً) ليس للدلالة على تلك المسميات، بل للدلالة على الأصوات الأولى لتلك المسميات كما سيتضح أدناه.

 

يسمى "الثور" في اللغة السامية الأم: /أَلِفٌ/ ـ بلفظ التنوين تَمِّيماً ـ و"البيت": /بَيْتٌ/ و"العين": /عَيْنٌ/ وهلم جراً.

 

في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد بدأ الفينيقيون باستعمال الرمز الدال على "الثور" ـ وهو رأس ثور مثلث الشكل بقَرنَيْن وعينَيْن ـ ليس للدلالة على على كلمة /ألفٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /ألفٌ/ فقط، وهو حرف الألف. ثم استعملوا الرمز الدال على "البيت" ـ وهو مربع ـ ليس للدلالة على على كلمة /بيتٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /بيتٌ/ فقط، وهو حرف الباء. ثم استعملوا الرمز الدال على "العين" ـ وهو صورة العين ـ ليس للدلالة على على كلمة /عَينٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /عَينٌ/ فقط، وهو حرف العين، وهكذا دواليك حتى أتوا على أصوات لغتهم، وهي اثنان وعشرون صوتاً فقط.

 

ثم رتب الفينيقيون الأبجدية مبتدئين بحرف الألف ثم الباء ثم الجيم ثم الدال إلى آخر ترتيب أبجد هوز. ونحن لا ندري بالضبط لم رتبوا أبجديتهم هكذا، أي لم بدؤوا بالألف ولم يبدؤوا بغيره؟ وقد يكون لذلك علاقة بالمعتقدات الدينية لقدامى الكنعانيين حيث كان الثور يرمز عندهم إلى كبير آلهتهم بعل. وقد يعني "البيت" للساميين ذوي الأصول البدوية لا شيء أكثر من "المعبد" الذي يعبد فيه إلههم، ولكن هذه مجرد تكهنات.

 

ثم أخذ الإغريق في أوائل الألف الأول قبل الميلاد الكتابة عن الفينيقيين وحاولوا كتابة لغتهم فيها إلا أنهم اكتشفوا أن الأبجدية الفينيقية لا تحتوي على كل الأصوات اليونانية من جهة (خصوصاً الحركات)، وأنها تحتوي على أصوات غير موجودة في اللغة اليونانية مثل حروف الحلق من جهة أخرى. فاستعمل اليونانيون حروف الحلق للدلالة على الأحرف الصائتة في اليونانية لأن الأبجديات السامية لم تكن تحتوي على أحرف صاتة فيها، فاستعمل اليونان حرف العين الفينيقي للدلالة على الـ o، والحاء للدلالة حلى حرف الإيتا (وهيئته في اليونانية: η وهو مثل حرف الـ i ولكنه أكثر مداً منه) وهلم جراً. ثم أسمى اليونانيون نظام الكتابة التي أخذوها عن الفينيقيين بـ αλφαβετα = Alfabeta والسبب في ذلك قانون صوتي في اليونانية يحول دون انتهاء الكلمة اليونانية بالفاء فأضافو إلى "ألف" فتحة وألحقوها بالباء أيضاً لتصبح "ألفابيتا" كما رأينا، وهي "الألفباء" في العربية. أما الـ Abecedarium في اللاتينية، فهي ترجمة حرفية لـ "أبجدية".

 

وأخيراً أشير إلى أن الأبجديات السامية لا تحتوي إلا على حروف ساكنة، لثلاثة منها ـ وهي الألف والواو والياء ـ استعمالان اثنان الأول هو استعمالها أحرفاً ساكنة والثاني هو استعمالها أحرف مد للدلالة على الحركات الطويلة. وهذا يعني أن للغة السامية الأم ثلاث حركات فقط ترد قصيرة ويعبر عنها بالفتح والضم والكسر، وطويلة ويعبر عنها بالألف والواو والياء. والعلة في عدم ورود الحركات القصيرة على شكل أحرف كما هو الحال عليه بالنسبة إلى حروف المد، هو القاعدة السامية العامة التي تحول دون ابتداء كلمة سامية بحركة أو بحرف ساكن. وإذا عرفنا أن الأبجدية السامية اشتقت من الأصوات الأولى لكلمات سامية بعينها كما أبنت أعلاه، فهمنا جيداً السبب في عدم احتواء الأبجديات السامية حروفاً تدل على الحركات الثلاث القصيرة لأن ذلك غير موجود في كلامهم.

 

-2الأبجديات السامية حسب الترتيب الزمن

الأبجدية الأوغاريتية:

هي أقدم كتابة أبجدية سامية ظهرت إلى الوجود بداية الألفية الثانية قبل الميلاد غربي سورية. اشتق الأوغاريتيون أشكال أبجديتهم من الكتابة المسمارية. ويتعتقد اعتقادا قوياً أن الأوغاريتيين كانوا عرباً.

 

هيئة الأبجدية الأوغاريتية، وفيها جميع الأصوات الموجودة في العربية:

 

خط المسند

لا ندري على وجه التحديد متى تم وضع خط المسند، ولا يعرف شيئاً عن مراحل تطوره، ويعتقد أنه أقدم كتابة أبجدية سامية على الإطلاق. فهو أقدم من الأبجدية السينائية (1500 ق.م.)، وقد يكون أقدم من الأبجدية الأوغاريتية (2000 ق.م.). وفي الواقع هنالك اختلاف شديد بين مؤرخي الأبجديات بخصوص تاريخ خط المسند. زد على ذلك أن هنالك لغزاً محيطاً بهذا الخط هو عدم تشابهه مع أي من الكتابات القديمة باستثناء تشابه جيمه مع الجيم في الأبجدية اليونانية /Γ/. فنحن نستطيع أن نتابع تطور الكتابة الفينيقية، المشتقة من الكتابة الهيروغليفية، ولكنا لا نستطيع ربط خط المسند بأي من الكتابات القديمة.

ولخط المسند شكلان: الشكل القديم والجديد:

الشكل القديم لخط المسند (2000 ق.م.؟):

 

الشكل الجديد (السبئي) لخط المسند: (600 ق.م.):

 

الأبجدية الفينيقية

اشتقت الأبجدية الفينيقية من الكتابة المصرية القديمة، الهيروغليفية، اشتقها الفينيقيون وطوروها في القرن الخامس عشر قبل الميلاد.

 

ويعتقد عالم الآثار اليهودي أولبرايت أن الذين طوروا الأبجدية الفينيقية بناء على الصور الهيروغليفية كانوا "عبيداً ساميين" كان الفراعنة استعبدوهم واستخدموهم في مناجم صحراء سيناء، وذلك دون تحديد هويتهم لأن ذلك غير ممكن. وربما أراد أوابرايت نسبة اختراع الأبجدية الفينيقية إلى اليهود بربط ذلك برواية الخروج من مصر التوراتية. ومهما يكن، إن اكتشاف الأبجدية الأوغاريتية في غرب سورية ـ وهي أقدم من الفينيقية ـ أفسد على أولبرايت فكرته التي لم يأخذ بها أحد من علماء الساميات وتاريخ الكتابة.

 

تتكون الأبجدية الفينيقية، شأنها في ذلك شأن الأبجديات الكنعانية، من اثنين وعشرين حرفاً فقط، بعكس الأبجدية العربية والسبئية والأوغاريتية التي تتكون من ثمانية/تسعة وعشرين حرفاً تحتوي على جميع الأصوات السامية الأصلية.

 

هيئة الكتابة الفينيقية:

 

 

الأبجدية الآرامية

اشتقت الأبجدية الفينيقية من الأبجدية الفينيقية، اشتقها الآراميون وطوروها في القرن العاشر عشر قبل الميلاد.

 

ومن الجدير بالذكر أن الأبجدية الآرامية القديمة انتشرت انتشاراً كبيراً الشام والعراق (بعد سقوط الدولة الآشورية في القرن السادس ق.م.) واستعملها أقوام كثيرة لذلك يختلط الأمر على غير المتخصصين بشأن تسميتها.

 

هيئة الكتابة الآرامية القديمة:

 

وأول من استعملها هم أصحابها الآراميون، ثم أخذها عنهم السامريين في القرن الثامن قبل الميلاد وعدلوها تعديلاً طفيفاً ودونوا فيها بعض نقوشهم القديمة، لذلك تسمى هذه الأبجدية أحيانا بالأبجدية السامرية وهذه التسمية غير دقيقة. ثم استعمل العبران في القرن الثامن قبل الميلاد أيضاً هذه الأبجدية الآرامية/السامرية ودونوا فيها بعض نقوشهم القديمة، لذلك تسمى هذه الأبجدية أحيانا بالأبجدية العبرية القديمة، وهذه التسمية غير دقيقة أيضاً. فهذه الأبجدية التي استعملها الآراميون والسامريون والعبران هي الأبجدية الآرامية القديمة.

هيئة الكتابة الآرامية القديمة:

 

هيئة الكتابة السامرية:

 

الأبجدية الآرامية المربعة

تعرف هذه الأبجدية بالكتابة اليهودية أو الكتابة المربعة نظراً لأشكال حروفها التي تشبه كثيراً المربعات المجردة. أما اليوم فتسمى بالكتابة العبرية أو اليهودية لأنها كتابة اليهود.

 

لم يطور اليهود أبجدية مخصوصة بهم بل أخذوا عن الآراميين كتابتهم ودونوا فيها ـ ابتداء من القرن الثامن قبل الميلاد ـ أسفار العهد القديم (800 – 500 ق.م.) ثم المشناة (القرن الميلادي الأول) ثم التلمودين البابلي والمقدسي (القرن الثاني حتى السادس الميلادي).

 

تتكون الأبجدية العبرية ـ شأنها في ذلك شأن كل الأبجديات الشمالية الغربية ماعدا الأوغاريتية ـ من اثنين وعشرين حرفاً فقط كلها حروف صامتة. استعار اليهود والسريان عن العرب نظامَيْ الإعجام والحركات وضبطوا بهما أصوات لغتهم في القرن

ولهذه الكتابة ثلاثة خطوط متباينة:


الخط المربع المستعمل في الطباعة فقط، وهيئته

 

خط اليد وتستعمل في الكتابة اليدوية فقط (مثل الرقعة عندنا) وهيئته:

 

خط الحبر راشي الذي استعمله في تدوين تعليقاته وشروحه على أسفار العهد القديم، وهيئته:

 

الأبجدية النبطية

الأنباط المنسوب إليهم هنا هم قبيلة عربية كانت تشتغل بالتجارة بين الجزيرة العربية والشام، وكانت عاصمة دولتهم "التجارية" في سلع المعروفة اليوم بالبتراء في الأردن. (البتراء ـ Πετρα ـ هي الترجمة اليونانية لكلمة سلع العربية وتعني الصخر).

 

اشتقت الأبجدية النبطية من الأبجدية الآرامية كما توحي بذلك أشكال الحروف، وظهرت إلى الوجود في القرن الثاني قبل الميلاد. اتخذ بعض حروفها أشكالاً قريبة من كتابتنا العربية كما ظهرت في النقوش التي عثر عليها عشية ظهور الإسلام وبداية العصر الإسلامي. وهذا أمر طبيعي لأن الأنباط هم الذين طوروا كتابتنا العربية الحالية. فكتابتنا العربية الحالية من تطوير الأنباط وهم عرب أقحاح كما هو معلوم، ولا علاقة لهم بمن كان مؤرخو العصر العباسي يسمونهم بالنبط والنبيط أي أهل السواد! وأبجديتهم التي نراها هنا هي بداية كتابتنا العربية الحالية. ولي عودة مفصلة إلى موضوع كتابتنا بعد استكمال السرد إن شاء الله.

 

هيئة الكتابة النبطية:  

الأبجدية السريانية

ظهرت الأبجدية السريانية إلى الوجود في بداية القرن الثاني للميلاد، وهي أبجدية مشتقة من الأرامية القديمة، عبر النبطية فيما أظن. وتعرف الأبجدية السريانية التي ظهرت في القرن الثاني للميلاد باسم "كتابة الإسطرانجيلو"، وهي تسمية يونانية تعني "الكتابة المستديرة"، أطلقت على هذه الكتابة التي استعملتها المسيحيون السوريون في كتاباتهم الدينية وخصوصاً في ترجمتهم أسفار الكتاب المقدس المعروفة باسم "بْشِيتا"، أي "الترجمة البسيطة"، والتي سميت هكذا لحرفية النقل عن العبرية، ـ وذلك لتمييز كتابة الإسترانجيلو من "الكتابة المربعة" التي استعملها اليهود في تدوين أسفارهم.

 

بعد الانشقاق الذي وقع في القرن الخامس للميلاد بين صفوف السريان إلى يعاقبة ونساطرة، وهروب النساطرة من البيزنطيين إلى بلاد فارس، تفرع عن كتابة الإسترانجيلو كتابتان: "كتابة السِّرْطا" (وتعرف اليوم باسم "كتابة السِّرْطو"*) التي يستعملها اليعاقبة، و"الكتابة النسطورية".

 

ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن لكتابة الإسترانجيلو نظام حركات لتشكيل الكلمات وضبط الأصوات، وأن اليعاقبة استعاروا عن اليونانيين أحرفهم الصوتية لضبط أصوات لغتهم،

 

أ-هيئة كتابة الإسطرانجيلو

 

ب-هيئة كتابة السِّرْطا:


 

ج. هيئة الكتابة النسطورية:

 

الأبجدية العربية الشمالية

إن الأبجدية العربية الشمالية، أبجديتنا الحالية، هي آخر الأبجديات السامية ظهوراً، اشتقها عرب الشمال من أبجدية إخوانهم الأنباط، الذين اشتقوا أبجديتهم من الأبجدية الآرامية القديمة كما أبنت أعلاه، وذلك في القرن الخامس الميلادي.

 

كانت الأبجدية العربية تتبع ترتيب أبجد هوز، إلا أن إضافة نظام الإعجام إليها في القرن السابع للميلاد أدى إلى تغيير ترتيبها إلى الترتيب الحالي. وقد احتفظ العرب بالترتيب الأول الذي استعملوه في حساب الجمل المعمول به في سائر الأبجديات السامية المستعملة اليوم

 (أ = 1، ب = 2، ج = 3، د = 4، هـ = 5 وهلم جراً).

 

الأبجدية العربية الشمالية هي الأبجدية السامية الوحيدة التي استعملت حروف العلة للدلالة على الحركات الطويلة باضطراد لأن ذلك نادر في العبرية والسريانية اللتين لم تكونا تثبتان الحركات الطويلة كتابةً إلا نادراً. أما الحركات القصيرة، وهي الفتحة والضمة والكسرة، بالإضافة إلى علامة السكون والشدة، فقد أضيفت في القرن السابع أيضاً ليتم بذلك تطوير الأبجدية العربية نهائياً، وهو ما أوحى لليهود والسريان بتطوير أبجدياتهم المستعملة نهائياً أيضاً، فأخذوا عن العرب نظامَي الإعجام والحركات كما أبنتُ ذلك مراراً.

 

وغني عن القول أن الأبجدية العربية أكثر الأبجديات السامية انتشاراً، فهي أكثر الأبجديات انتشاراً في العالم بعد الأبجدية اللاتينية، وأن حروفها اتخذت أشكالا كثيرة حسب موقعها من الكلام، وأن العرب طوروا فن الخط العربي ليصبح من أهم الفنون الإسلامية بسبب جمالية الخط العرب الذي يعتبر أجمل خط في العالم.

 

أ-هيئة الكتابة العربية:

 

 

ب-هيئة الحركات العربية:

 

الكتابات الحامية

الكتابتان الحاميتان الوحيدتان هما الكتابة الهيروغليفية وكتابة التيفيناغ. وأبدأ بوصف هذه الأخيرة.

 

كتابة التيفيناغ

إن كتابة التيفيناغ هي الكتابة التي دونت فيها النقوش الأمازيغية القديمة في المغرب الكبير. وتوحي التسمية (تفيفيناغ = [الكتابة] الفينيقية) بأن الأمازيغ أخذوها عن الفينيقيين في قرطاجة (قرطاجة: من الفينيقية /قرت/ "مدينة") وهي كبرى مستعمرات الفينيقيين في المغرب العربي الكبير، إلا أن شكلها يوحي بأنهم أخذوها عن خط المسند. (قارن بخط المسند أعلاه).

 

يحاول اليوم بعض الناشطين الأمازيغ إحياء كتابة التيفيناغ، وبمقدور أي مهتم بها أن يحملها ويضيفها إلى قائمة الأحرف في حاسوبه.

 

هيئة كتابة التيفيناغ:

 

الكتابة الهيروغليفية:

تتكون الكتابة المصرية من خمسة مكونات رئيسية لها هي:

 

1. الكتابة الصورية

2. الكتابة المقطعية المكونة من صوتين

3. الكتابة المقطعية المكونة من ثلاثة أصوات

4. الكتابة المركبة

5. الكتابة الأبجدية (المنشورة أدناه)

 

 

بالإضافة إلى مكملات صوتية ورمزية ومحددات للمعاني كثيرة لم أستطع نسخها إلى هنا لذلك أحيل إلى الرابط التالي المحتوي على كل أصناف الكتابة الهيروغليفية:

 

الكتابة الهيروغليفية الأبجدية:

وهي آخر مراحل الكتابة الهيروغليفية وهيئتها:

أضيفت في 04/06/2008/  خاص القصة السورية / المصدر: الكاتب

الدكتور عبد الرحمن السليمان 

حماة (سورية)، 1962. الإقامة: بلجيكا / المغرب.

 

التكوين:

•ماجستير في الفلسفة والأدب اليوناني  (اليونان).

•ماجستير في اللغات والآداب السامية  (بلجيكا).

•دكتوراه في الآداب (التخصص: الأدب العبري القديم).

•عدة دورات تكميلية/تخصصية في الإدارة والقانون والدبلوماسية.

 

العمل:

تنقل بين وظائف كثيرة فعمل قبل تخرجه أستاذا في الثانويات البلجيكية ثم مستشارا متفرغا في وزارة الثقافة البلجيكية ثم مديرا لشركة ترجمة. واليوم يقتصر نشاطه المهني على ما يلي:

•رئيس قسم اللغة العربية في جامعة لوفان الكاثوليكية ـ كلية الآداب ـ مدرسة ليسيوس العليا للترجمة.

•مستشار غير متفرغ لدى الحكومة البلجيكية (عضو في لجنتين وزاريتين تجتمعان عند الحاجة).

•مترجم أدبي.

 

مهارات خاصة:

•معرفة سبع لغات حية (العربية والإنكليزية والهولندية واليونانية والعبرية والألمانية والفرنسية).

•إتقان القراءة والترجمة من حوالي ثلاثين لغة ميتة (كل اللغات الحامية والسامية بالإضافة إلى اليونانية واللاتينية والأبستاقية والحيثية والسومرية وغيرها)، بالإضافة إلى كل كتابات العالم المقروءة ما عدا الكتابات الآسيوية (الصينية واليابانية وما كان بحكمهما من كتابات الشرق).

 

متفرقات:

•مترجم وكاتب له عدة كتب بالهولندية والفرنسية (وقريبا بالعربية) بالإضافة إلى مقالات علمية كثيرة في عدة لغات.

•عضو مؤسس في الجمعية الدولية للمترجمين العرب (الجمعية القانونية وموقعها الرسمي:

في الإنترنت www.wataonline.net، وعضو في مجلس إدارتها (محاسب)، ومتابع لسلسلة "مطبوعات واتا" التي صدر منها حتى الآن أربعة كتب (باللغة الإنكليزية).

•مشارك (مع أعضاء مجلس إدارة الجمعية) في تطوير عدة مشاريع دولية للترجمة، وفي تنفيذها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اللغات السامية

 

 

لوح منقوش بكتابات أكادية أقدم اللغات السامية يعود تاريخها للقرن الرابع عشر قبل الميلاد

 

 

اللغات السامية هي لغات تتبع العائلة الشمالية الشرقية لللغات الأفروآسيوية. ينسب الساميون إلى سام بن نوح، الذي هو أبو الشعوب التي تتحدثها حسب الميثولوجيا الدينية اليهودية، وهو ما لم يعد متناسبا مع النظريات اللغوية الحديثة.

 

يتحدث باللغات السامية حاليا حوالي 490 مليون شخص تقديرا، ويتركز متحدثوها حاليا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وشرق أفريقيا. أكثر اللغات السامية انتشارا هذه الأيام هي العربية إذ يفوق متحدثيها 422 مليون متحدث، تليها الأمهرية بـ27 مليون متحدث ثم العبرية بـ7 ملايين متحدث ثم التجرينية بحوالي 6 ملايين متحدث.

 

اللغات السامية كانت لهجات شفاهية متداولة بين شعوب الشرق الأوسط. وقد سبقت الكتابة بها. وجدت كتابات أكادية سامية تعود للألفية الثالثة قبل الميلاد أي قبل حوالي 5 آلاف سنة مما يجعلها من أقدم اللغات المكتوبة في العالم. انقرضت معظم لغات الشرق الأوسط ولم تبق إلا في النصوص الدينية فقط ولعدة قرون.

 

ولقد كان فك شفرة مخطوطات اللغة المسمارية وهي لغة غير سامية أدى لاستعادة اللغات التي كانت مستعملة قديما في بلاد الرافدين لدي السومريين والبابليين والحيثيين والكاشانيين. ويقال أن هذه اللغة قد اندثرت في القرن الثالث أو الثاني ق.م. وقد كان في جنوب بلاد الرافدين توجد السومرية ولهجات من اللغات السامية . وكان شمالها وفي الشام لغات ولهجات سامية وفي غربي نهر دجلة كانت اللغة الأكادية وقبلها كانت اللغة العمورية .لكن لم يبت علماء اللغات القديمة عن أسباب إختفاء هذه اللغات القديمة.

 

تصنيف اللغات السامية

أوجد اللغويون عدة تصنيفات للغات السامية، إلا أن أحدث التصنيفات تقسم اللغات السامية إلى مجموعتين كبيرتين، شرقية و غربية، و تضع أغلب اللغات السامية المعروفة تحت المجموعة الغربية:

1.اللغات السامية الشرقية

2.اللغات السامية الغربية

1.اللغات السامية الوسطى

 

1-اللغات السامية الشمالية الغربية:

تنقسم لثلاث مجموعات لغوية رئيسية هي العمورية والأغورية والمجموعة الثانية الكنعانية والثالثة الآرامية.

وقد عرفت اللغة العمورية في النصف الأول من القرن الثاني ق.م. وكانت متداولة بين البدو في الشام و معلولا. وقد ورد بعض أسمائها في النصوص الأكادية والمصرية. وكانت الأغورية متداولة بين الكنعانيين بفلسطين والساحل الشمالي للفنيقيين ولاسيما في بلدة أوغاريت بشرق البحر الأبيض المتوسط . وقدإكتشفت مخطوطات في منطقة رأس شمر ترجع للقرنين 12 و13ق.م.

تشبه أبجدية كتاباتهاالكتابة باللغة المسماريةبالعراق .وكانت اللغة الكنعانية تضم مجموعة من اللغات واللهجات الفينيقية بسواحل لبنان وترجع كتاباتها إلي 1500سنة ق.م. ومنها إتحدرت العبرية والفينيقية والبيونكيةوالأنوميتية والأدموتية.

وكانت تكتب بالكتابة الفينيقية . وقد عثر علي رسائل دبلوماسية كنعانية وردت للقصر بتل العمارنة بمصر ترجع للقرن 14 ق.م.كما وجدت سجلات ترجع لسنة 1000ق.م. بالفينيقية في الشام وفلسطين وقبرص. وكانت هذه اللغة متداولة في المستعمرات الفينيقية حول حوض البحر الأبيض المتوسط .وظلت حتي القرن الخامس ميلادي. وكانت الأنومتية والأدموتية تسودان بالأردن مابين القرنين التاسع والخامس ق.م. وكان يشوبهما اللغة الآرامية. واللغة الآرامية قد ظهرت عام 850ق.م. كما يدل حجر منقوش عثر عليه في سوريا بتل فخرية . وانتشرت هذه اللغة وقتها في الشرق الأوسط كلغة رسميةإبان الإمبراطورية الفارسية من أفغانستان مرورا بفارس وحتي مصر.وحلت الآرامية محل الأكادية والعبرية. وكانت أبجديتها من اللغة الكنعانية الفنيقية.

 

2-اللغات العربية:

وتشمل اللغة العربية، و اللغة العربية الشمالية القديمة التي انحدرت منها، بالإضافة إلى اللهجات المشتقة من العربية الفصحى و أيضاً اللغة المالطية.

 

2-اللغات السامية الجنوبية الغربية:

تضم اللغات العربية الجنوبية باليمن وعمان وظلت سائدة منذ عام2000 ق.م. حتي عام 500 م. وكانت تتكون من عدة لهجات إندثرت حاليا. واللغات الحبشية (الإثيوبية ) التي تشبه لحد كبير اللغة العربية الجنوبية باليمن حيث حملها المهاجرون الأوائل للحبشة ،فنشروا كتاباتها التي حاكتها اللغات الإثيوبية ولاسيما في اللغة الأمهرية التي تنتشر في إيثيوبيا وإيريتريا وهي اللغة الرسمية حاليا.

 

3-اللغات السامية الجنوبية الشرقية:

وتضم المهرية والشحرية والسقطرية والبطحرية وهي لغات تعتبر أقرب إلى عائلة لغات سامية شرقية كالـ (الأكادية) من عائلة لغات سامية جنوبية غربية (السبئية والحِميرية والمعينية والقتبانية والحضرموتية وحبشية) ويعتبر البعض ان الشحرية والمهرية لهجة أكادية.

 

لغات سامية شرقية

الأكادية

الآشورية

البابلية

الايبلاوية

 

اللغات السامية جنوبية شرقية

هي لغات مشابه لغة لأكادية ويعدها البعض لهجات اللغة الأكادية.

       

الآرمية العتيقة

أرامية شرقية

السريانية (ܣܘܪܝܝܐ)

الآرامية البابلية

المندائية

التدمرية

الآرامية المسيحية السورية

نبطية

أرامية عربية

السامرية

الآرامية المسيحية الفلسطينية

الأوغاريتية

 

لغات كنعانية    

العمورية (الأمورية)

الفينيقية والبونيقية

العبرية (עברית)

العمونية

الأدومية

 

العربية الشمالية القديمة

تشمل اللغة العربية، واللغة العربية الشمالية القديمة التي انتشرت في سوريا القديمة بالإضافة إلى اللهجات المشتقة من العربية الفصحى و أيضاً اللغة المالطية.

       

العربية الشمالية القديمة

اللحيانية

الثمودية

الصفوية

الديدانية

العربية الحديثة

المالطية

 

لغات سامية جنوبية

تضم اللغات العربية الجنوبية باليمن وعمان وظلت سائدة منذ عام2000 ق.م. حتي عام 500 م. وكانت تتكون من عدة لهجات إندثرت حاليا. واللغات الحبشية (الإثيوبية ) التي تشبه لحد كبير اللغة العربية الجنوبية باليمن حيث حملها المهاجرون الأوائل للحبشة ،فنشروا كتاباتها التي حاكتها اللغات الإثيوبية ولاسيما في اللغة الأمهرية التي تنتشر في إيثيوبيا وإيريتريا وهي اللغة الرسمية حاليا.

 

لغات سامية جنوبية غربية

العربية الجنوبية العتيقة

السبئية

الحِميرية

المعينية (الاقرب إلى العربية)

القتبانية (الاقرب إلى العربية)

الحضرموتية

العربية الجنوبية

حبشية

الجعزية

الأمهرية

الأرغوبية

الخاسية

لغة تجرا

لغات جراجي

هرر

الغافات

 

لغات سامية جنوبية شرقية

عربية جنوبية شرقية

الشحرية

الحرسوسية

المهرية

السقطرية

الجبالية

البطحرية

التهامية

 

الجدير بالذكر هو ان الشحرية والمهرية وللغات المتفرعة عنها تعتبر أقرب إلى عائلة لغات سامية شرقية كالـ (الأكادية) من عائلة لغات سامية جنوبية (السبئية والحِميرية والمعينية والقتبانية والحضرموتية وحبشية) ويعتبر البعض ان المهرية لهجة أكادية. 

أضيفت في 01/06/2008/  خاص القصة السورية

 

 

اللغات السامية القديمة

 

المسندية | الحسائية | اللحيانية | الصفائية | الديدانية | الثمودية | المعينية | السبئية | الحضرموتية | المهرية | العربية | القتبانية | الحمَيَرية

 

الثمودية

تسمية جامعة لعدد كبير من النقوش المكتشفة في شمال شبه الجزيرة العربية والمكتوبة وما جاورها العائدة إلى ما بين 1700 و 200 قبل الميلاد. وهي تسمية لا يقصد بها لغة محدّدة بل تم الاصطلاح عليها من قبل المختصّين لمجموعة من النقوش المكتوبة بخط متشابه ريثما يتم فك رموزها وتصنيفها، وهي مكتوبة بعدة لهجات من لغات شمال الجزيرة العربية القديمة (Old North Arabian). سميت باسم الثمودية نسبة إلى مدينة ثمود باليمن حيث اكتشفت هناك أول مرة.

 

توجد على الصخور وكثير من الجبال نقوش وكتابة بحروف عربية ثمودية متنوعة، الحروف الأبجدية الثمودية هي نفس حروف الأبجدية العربية القديمة مع نقص حرف واحد هو حرف الظاء، مع اختلاف في رسم الحروف فبعضها يكتب مقلوباً والبعض الأخر معكوساً، ولا يوجد نمط محدد للكتابة أو النقش فقد تبدأ من أعلى الحجر أو الصخرة أو تبدأ من أسفله،وأيضا قد تكون من اليمين أو اليسار، وبصفة عامة فإن اللغة الثمودية- وكما يوضح المتخصصون هي لغة عربية شمالية لا تفترق كثيرا عن عربية الجاهلية وعربية الإسلام، وكثير من كلماتها نستخدمه في وقتنا الحالي.

 

المعينية

هي لغة قوم معين وهي لغة يمنية ويوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم. ونعد اقرب اللغات اليمنية إلى العربية.

 

 

لغة السبئية

لغة السبئية لغة يمنية قديمة منطوقة في اليمن استمرت منذ الالفية الثانية قبل الميلاد إلى عام 800 ق.م، وكانت تكتب في الخط المسندي، وهي لغة قوم سبأ المعروفين وموجود عدد من كلماتها في القرأن.

 

إستعملت في إثيوبيا في القرن الثامن قبل الميلاد وتنحدر منها اللغة الغجرية والامهرية في إثيوبيا، وهناك أدلة اثرية كتابية مكتشفة حديثأ توكد أن اللغة السبئية كانت تنطق في إثيوبيا وأرتيريا منذ 2000 قبل الميلاد على الأقل.

 

لغة مهرية

اللغة المهرية لغة قبيلة المهرة في اليمن وعمان، اللغة المهرية تعد من أهم واندر واقدم اللغات الأنسانية وتندرج ضمن لغات سامية جنوبية شرقية أو ضمن لغات سامية شرقية، يتحدث بها أكثر من 200,000 ألف نسمة، وهي لغة سامية تلتقي مع اللغة الأكادية في كثير من مفرداتها.

 

تفرعت منها بعض اللغات كالسقطرية، كما أنها قريبة من اللغة الشحرية في عمان.

 

الجدير بذكر هو وجود الكثير من النقوش والرسومات الجدارية في العديد من المناطق الأثرية في محافظة المهرة وحضرموت وظفار وهذه النقوش هي دلائل وشواهد أثرية معلوماتية هامة لهذه اللغة يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد.

 

المهرية لهجة أكادية

الدارسون للسان بلاد الرافدين القديم يدركون عند مطالعتهم للمهرية والشحرية مدى التشابه النوعي الذي لا يمكن أن يكون راجعاً إلى الصدفة أو مجرد الاتفاق العشوائي. فمن الناحية الصوتية تعد اللغة الأكادية (لسان بلاد الرافدين) اللغة السامية القديمة الوحيدة التي تخلو من العين، الأمر الملاحظ في المهرية أيضاً :

 

إين (عين) سبؤ (أسبوع) أربا (أربع) وغيرها مما هو معلوم لدى الناطقين بهذه اللغة.

 

الملمح الآخر وهو فيما يتعلق بخلو الأكادية من صوت الهاء الذي جعل الأكاديين يستعيضون عنه في الأغلب الأعم بصوت الشين، فتحول ضمير المؤنث :

 

(هــي) إلى (شـي)

 

وهو نطق أكادي مخالف لباقي الساميين، لكنه ظل محفوظاً في اللهجة المهرية بعد انقلاب الشين سيناً ليصير فيها:

(سـيَ)

 

وهذه الظاهرة اللغوية لها مظهر آخر معكوس بشكل عجيب، ألا وهو تحويل الشين إلى هاء! والشين هو الصوت الأصلي للسين العربية المتأخرة. فنجد العدد (5) في اللغات السامية

(خمش)

 

لكنه بتحول الشين إلى هاء صار في المهرية:

 

(خمه)

 

ونفس الشيء مع العدد (6) فهو المهرية:

 

(هـت)

 

وأيضاً العدد (7) فهو في المهرية:

 

(هـبا)

 

 

قتبانية

رقيم مكتوب باللغة القتبانية اللغة القتبانية, هي لغة مملكة قتبان وهي مستعملة في اللغة العربية وتوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم

 

حميرية

هي لغة قبيلة حمير اليمنية وهي لغة عربية ويوجد بعض كلماتها في القرآن الكريم

أضيفت في 01/06/2008/  خاص القصة السورية

 

 

خط المسند

 

 

الخط المسندي أو خط المسند هو الأبجدية العربية الجنوبية القديمة هو الخط الأساسي قديماً في الجزيرة العربيه فقد كان هو الخط السائد قبل الخط العربي الحالي ويطلق عليه بعض المؤرخين الخط المسند الحميري لارتباطه بالحضارة اليمنية الحميريه ، وقد وجدت نقوش لهذا الخط في جنوب الجزيرة العربيه وبلاد النهرين والعراق تدل على أن هذا الخط كان الخط الرسمي في الجزيرة العربيه ، وقد تمكن باحثو الآثار من الوصول إلى الكثير من آثار الحظارات القديمه في جنوب الجزيرة العربيه من خلال قراءة النقوش المكتوبه على الصخور وفي المغارات وعلى بقية القلاع والقبور والأبراج القديمه بهذا الخط .

 

وقد تمكن العرب منذ وقت مبكر من فك رموز الخط المسند، فقد وضع الهمداني ترجمة لهذا الخط من خلال ترجمته لبعض النقوش الأثريه.

 

ومن المعلوم أنه قد يصل العلماء إلى معرفة تسلسل أحداث التاريخ أو حتى الكشف عن وجود حظارة وملوك في منطقة معينه من خلال هذه النقوش حتى ولو لم يكن هنالك آثار حقيقيه ظاهرة لهذه الحظارة ، وقد تحتوي بعض النقوش على أخبار المعارك والغزوات والاحداث التاريخيه ، كما هو موجود في منطقة حائل والعلا وعسير وهظبة العروس في الدارة شرقي أبها .

 

وتنتشر كتابات الخط المسند في الجزيرة العربية بشكل كبير على الصخور في أماكن متفرقه لم يطلع عليها المهتمين حتى الآن، إلا أن هذه الخطوط تتعرض للإبادة الجماعية على أيدي المعدات الثقيله ( دركترات، شيولات، بوكلينات ) التي بدأت في مهاجمة هذه النقوش تحت إشراف الطامحين في التوسع على حساب الأراضي البور ، وهذا الأمر فيه الكثير من الخطورة من الناحية التاريخية ، ففي متن هذه النقوش يكمن تاريخ هذه المنطقة الذي لم ينظر إليه المختصون بدراسة الآثار في المملكة حتى الآن، واستمرار التعدي على هذه الآثار سوف يعني اندثار تاريخنا دون أن يطلع عليه أحد.

 

الأبجدية العربية بالخط المسند

 

أضيفت في 01/06/2008/  خاص القصة السورية

 

 

 

الأبجدية العربية

 

تتكون من 28 حرف هم أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي

 

هناك لغات أخرى تستعمل الأبجدية العربية للكتابة ومنها: الأردو والفارسية والكشميرية والبشتونية والطاجيكية والتركستانية (زنجيانگ) والكردية وبهاسا (بروناي وآتشه وجاوي ماليزيا).

 

نشأة وتطور الأبجدية

الخط السينائي الأوحد (Proto-Sinaitic) عثر عليه وليام فلندرز بتري في شتاء 1904 - 1905 م في سرابيط الخادم بسيناء في مصر، وقُدّر تاريخه بما بين 2000 - 1500 ق.م.

 

الخط العربي

تطورت فنون الخط العربي بشكل كبير بسبب الثقافة الإسلامية التي كانت طاغية بين المتحدثين بالعربية والتي لم تكن تحبذ فن التصوير للبشر وللحيوان، ومن أشهر الخطوط للحرف العربي :

 

الخط الكوفي

خط النسخ

خط الثلث

خط مغربي

الخط الفارسي

خط الرقعة

الخط الديواني

خط جلي الديواني

خط الشكستة

خط الإجازة

 

مسألة تعريب الحرف اللاتيني

مبتكر هذه التقنية : السيد / وحيد المعمري ملكية فكرية رقم : أ م ف 4/217 - 2004م. وذلك, نتيجة لتقرير يتألف من 49 صفحة يقدم بالشرح والتوضيح أسس وقواعد الكتابة العربية بالحرف اللاتيني المعرب

 

ما هو تعريب الحرف اللاتيني : نعني بتعريب للاتينية, تطويع الذهن على عملية تعيين واعتبار بعض الأحرف اللاتينية عربية.. وتوظيفها لتقوم مقام الأحرف العربية التي ليس لها ما يقابلها بالحرف الأخر, يمكن تشبيه هذه المسألة بدخول ص من الناس لدين الإسلام عن طريق نطق الشهادتين, هكذا يصبح مسلماً, وحتى يصبح بهذه الصفة فإن تتوجب عليه أن يقوم بأعمال المسلمين, وفي المقابل يترتب على المسلمين حقوقاً وواجبات تجاهه. فالمسألة تتعلق بمسلمات القبول الذهني للحرف اللاتيني كأداة تعبير للكلمات العربية.

 

العرض الأول : أسئلة وإجابات

1-لمن موجهة هذه الكتابة ؟

- موجهةهذه الكتابة بصورة رئيسة لمستخدمي الحرف اللاتيني في داخل أو خارج الوطن العربي. وهذا الاستخدام يختصر الطريق على المجتمعات الكاتبة والقارئة بالحرف اللاتيني على قراءة القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية. - كما إنها تخدم العربية وتحافظ عليها بدلاَ من عبث مستخدمي الحرف اللاتيني, من قبل العرب أنفسهم, عبر المواقع الالكترونية, الّذين تتزايد أعدادهم يوماَ بعد يوم. وذلك بإيجاد قاعدة موحدة ترقي إلى مكانة اللغة العربية وذوقها الرفيع وخصوبة إحساسها المرهف وغنى مفرداتها.

 

2-ما هو شكل الحاجة لاستخدام الحرف اللاتيني في العربية.

- يوجد, ومنذ فترة غير قصيرة استخدام عشوائي للحرف اللاتيني من قبل الجيل الحالي من الشباب والنشء, مما أضر باللغة العربية وأسأ إليها بدلاَ أن تخدمها بالحفاظ على اللفظ السليم لها مما أدى إلى بعض التحريف لها. إذ يتم استخدام بعض الأرقام مكان الأحرف العربية التي لا يوجد لها رديف في اللاتينية, بينما ظلت حروف أخرى دون لفظ لها. ولا يعي هذه المشكلة إلا القلائل من المستنيرين المثقفين العرب. ولعل هذا الأمر هو ما جعل الكثيرون ممن لديهم الغيرة على لغة العرب, والعديد منهم عبر بآلم عن هذا التخوف من خلال بعض المواقع الإلكترونية.

 

3-هل هنالك ما يخوف من استخدام الحرف اللاتيني ؟

- ليس هنالك ما يوجب الخوف على العربية, طالما لا يمس العربية كلغة وليس كحرف, كما أنه لا يقلل من شأن الحرف العربي طالما أنه هو الحاوي لمخزون الثقافة الغربية والإسلامية وطالما بقي هو الحرف الأصلي للقرآن الكريم. ولا خوف من اندثار وتناسي للحرف العربي طالما هنالك ما يزيد على ثلاثمائة مليون عربي عدا من بقي من المجتمعات الإسلامية خارج جدود الوطن العربي يستخدمون الحرف العربي في تدوين لغاتهم. - الخوف الوحيد والأكبر على اللغة العربية, إذا ما ظللنا نتخوف من انتشار استخدام الحرف اللاتيني في المحادثات الإلكترونية دون أن نستطيع تقديم الحلول الصحيحة والسليمة من أجل الحفاظ على جمال لغتنا.

 

4-هل استخدام الحرف اللاتيني في المجتمع العربي واقعاَ ملموساَ ؟

- نعم, أنه واقع ولا يمكن منع مستخدمي هذا الحرف من ممارسته, بأي شكل أو صورة, إلا أنه هناك حل جذري. فما هو هذا الحل : إنه إيجاد تقنين أمثل للاستخدام.

 

5-ما الفرق بين الطريقة الحالية والطريقة الجديدة لاستخدام الحرف اللاتيني في العربية ؟

- لمعرفة الفرق بين الطريقتين, يتوجب أن نعي على أنَّ هنالك نوعين اثنين مِن متلقي العربية المكتوبة بالحرف اللاتيني, وليس متلقياً واحداً. - المتلقي الأول : هو ذلك الشخص الذي يكتب ويقرأ بالحرف اللاتيني – بالطريقة الحالية. ومن بين المتلقي الأول قد يكون من الأصول العربية ولكن ثقافته لاتينية بحتة. وبعبارة أُخرى : كل مَن لا يعرف أو يجيد العربية وتعليمه لاتيني. - المتلقي الثاني : هو الذي يكتب ويقرأ بالحرف العربي. وقد يكون من بين المتلقي الثاني من أصول غير عربية ولكن ثقافته عربية أو يتعلم العربية. وبعبارة أُخرى : كل مَن يجيد العربية كتابة وقراءة.

 

ونتيجة لوجود نوعين من مستقبلي العربية بالحرف اللاتيني, لكل منهما خلفيته الثقافية, فإنه من الطبيعي أن تكون هنالك لكل منهما طريقته الخاصة في قراءة وفهم معنى الكلمة المكتوبة, والتي تختلف عن طريقة الآخر. فمتلقي الأول تُستخدم له الطريقة الحالية, وهي طريقة توصيل الحالة اللفظية للشيء المكتوب, ولكن ليس بالضرورة أن يعرف المعنى. مثل اسم : سالم, فإننا نكتبها بالحرف اللاتيني : Salim وقد تكتب Salem أو Selim كما يمكن أن تكتب Selem. نرى في هذه الحالة أن الشيء الضروري في هذه الطريقة هو إيصال اللفظ فقط حتى وإن جانب اللفظ الصحة.

 

بينما طريقة الكتابة الموجهة إلى المتلقي الثاني, تكون بتوصيل اللفظ التام الصحيح مع المعنى, وهذه الطريقة هي التي تحاكي القاعدة العربية والتي تتنفس وتعطي من روحها. فإذا كتبنا مثلاً كلمة : نَدَ (بفتح الدال)و نَدَى (بتقصير الدال) أي بالألف المقصورة,  واللتان تكتبان ، كما هو جار حالياً, بشكل واحد, دون مراعاة اختلاف أحدهما عن الآخر في المعنى, حيث تكتب هكذا nada. لكن في الطريقة الجديدة تقوم على تقنية قادرة على أن تفند بينهما, كما يفعل الحرف العربي.أو حَمَد و هَمَد والكلمات المتشابهة في اللغة العربية كثيرة لا تحصى. فكتابة تلك الكلمات باللاتينية يجب أن تتم بطريقة قاعدة الحرف العربي, وإلا أصبحت لا تؤدي المعنى الصحيح لها ولا حتى اللفظ السليم.

سأورد أمثلة على بعض الكلمات المتشابهة في النطق ومختلفة في المعنى, ثم أرجو المقارنة بين الطريقتين, ستجد أن الطريقة الجديدة يتوفر فيها تقنية الحرف العربي تمتلك إمكانيات فائقة, بينما الطريقة التي يجري بها كتابة الكلمة العربية باللاتينية – كما هو جار حالياً – قاصرة ولا تخدم العربية وإنما تسيء لها ككيان لغوي.

 

أرجو الملاحظة:

أن المتلقي الأول: لا يمكن له قراءة الطريقة الجديدة, لإنها تعمل بقاعدة مبتكرة تسير جنباَ إلى جنب مع الكتابة بالحرف العربي وتستقي منها حيويتها وتمنحها الخصوبة والإحساس كما إنها تسلمها كل قدراتها فيما يتعلق في إمكانية كتابة العربية لفظاً ونطقا واختزالا, أي يمكن لممارس الطريقة الجديدة أن يكتب الكلمات العربية بدون ومع تشكيل الأحرف بالفتحة والضمة والكسرة وإذا أحتاج إلى شدها أو تهميزها يمكنه أن يفعل ذلك بكل يسر وسهولة.

 

كما أرجو الملاحظة : أنه لا يعني بأي حال توقف المتلقي الأول من استخدام الطريقة الحالية ذلك لكونها تعريف بالأسماء والعبارات العربية في عدد من المجالات كالطرق ووجهات المحال التجارية وغيرها. لماذا ؟ لأن المتلقي الأول كما قلنا هم : للذين لا يجيدون القراءة او الكتابة العربية وبسبب القاعدة المستخدمة.

 

6 حسنات أخرى للطريقة الجديدة ؟

يعرِفُ الّذين يمارسون الكتابة الحالية للعربية باللاتينية – من العرب – بأنهم لا يستطيعون التعبير بها بسلاسة وبمتعة لأن الطريقة تفقدهم الحس اللازم بالكلمة وتجفف منابع الخيال لديهم. وهكذا يجدون أنفسم غير قادرين على كتابة أي نص عربي.

أثناء الكتابة سيجد مستخدمو الطريقة الجديدة إنها أسهل للتعامل مع تشكيل الكلمة بالتنوين أو الشدة والهمزة, حيث لا يتوجب عليهم استخدام زر النقلة (الشفت shift).

 

7. خلاصة العرض الأول:

هذه الطريقة تستهدف بالدرجة الأساسية تسهيل وتقريب قراءة القرآن الكريم لفظاً ومعنى سليمين وذلك عن طريق تقصير الفترة الزمنية التي في العادة يستغرقها غير العربي في تعلم الحرف العربي. فلماذا لا يتم إعداد وتجهيز القرآن الكريم بنص لاتيني, حسب الطريقة الجديدة, وذلك كنص مصاحب للنص بالحرف العربي. ستكون هناك قيمة مضافة تخدم المصحف الجديد عند تقديمه للمجتمعات اللاتينية. - تستهدف هذه الطريقة توحيد استخدام الحرف اللاتيني في العربية بين مستخدميه من العرب في الوطن الأم (البلاد العربية) أو بالمهجر. وذلك عن طريق إيجاد قاعدة سليمة تخدم العربية وتساهم في تصديرها, وتوقف عمليات العبث والتشويه غير المقصود للكلمة العربية. - كما يمكن من خلال هذه الطريقة إيجاد – الطريقة المثلى لدعم العربية في البرمجيات.

 

العرض الثاني: الاختلاف بين الأبجديتين

1-الأبجدية العربية:

-وجود 28 حرفاً ريساً. يمكن أن نسميها "الحروف الكبرى" o وجود 12 شكلاً من الحروف والعلامات. يمكن أن نسميها "الحروف الصغرى" o يوجد في العربية 40 صوتاً مختلفاً. منها 12 صوتاً لا يوجد لدى اللاتينية ما يقابلها, وهــــــي : 1. الثاء / 2, الحاء, / 3. الخاء / 4, القاف / 5, العين / 6, الغين / 7, الطاء/ 8, الألف المقصورة / 9, الألف الممدودة / 10, والألف المهموزة في الأعلى / 11, الألف المهموزة في الأسفل / 12, الألف المهموزة مع الضمة.

 

2-الأبجدية اللاتينية:

• وجود 21 حرفاً رئيساً. • وجود 5 أحرف صوتية • وجود 26 صوتاً مختلفا – هنالك 8 أحرف تمثل أصواتاً (ألفاظاً) لا يوجد لها مرادفاً في العربية. وهي : ،1.x / 2.q / 3.c / 4.e / 5.o / 6.p / 7.v / 8.q

 

لا يوجد في للاتينية حرف ألف يمتلك نفس مقومات حرف الألف العربية, وإنما يوجد a وهوحرف ألف بمد خفيف. وقد جرى استخدامه خطاءً, ولعله يعود ذلك إلى سبب عدم وجود بالحرف العربي حرفاً مماثلا خاصة عندما يعبر عنه بوسط أو أخر الكلمة, مثل سلام : salam. فحرف a لا يمكن أن يكون بديلاً عن الألف (ا) العربية, ولكن الـa هي حرف (فتحة). إلا أنه يمكن استخدامه كحرف ألف مهموز في الأعلى (أ) عندما يكون كأول حرف, مثل أمَل:Amal .

 

وفي جميع الأحوال ينبغي أن تتوفر في الأبجدية المعربة 3 عناصر مهمة, حتى يمكن لهذه الأبجدية أن تصبح قادرة على تمثيل الحرف الأصلي, وهذه العناصر هي:

 

أولا: أن تكون طريقة تكوين الكلمة العربية مختلفة تماماً عن أية أبجدية آخرى. ثالثاً : من تلك الطريقة : تظهر على أنها ذات شخصية وهوية مستقلة, بحيث لا يمكن الخلط بين معاني كلماتها مع كلمات أية لغة أخرى. وأن لا تلتبس معاني الكلمات العربية بعضها البعض. رابعاً : أن تحتوي الكلمة الواحدة على أقل ما يمكن من الأحرف. خامساً : أن تتمكن الأحرف المتوفرة في الأبجدية اللاتينية

 

الأحرف التي ليس لها ما يقابلها في الأبجدية اللاتينية | (1) ث | (2) ح | (3) خ | (4) ذ | (5) ش | (6) ص | (7) ض |(8) ط | (9) ظ | (10) ق | (11) ع | (12 غ .

 

الحرف اللاتيني الذي ليس له ما يقابله في العربية

,1.x / 2.q / 3.c / 4.e / 5.o / 6.p / 7.v / 8.q

 

الذي ساهم في إعطاء الأحرف العربية الإثراء وميزها عن غيرها من الأحرف المتشابهة كحرف (ص) عن (ض) وحرف (س) عن (ش) و (ب) عن ( ت أو ث) هو وجود النقط عليها أو تحتها, فإنه في عملية التعريب يتوجب إتباع ذات المبدأ عند تعريب الحرف اللاتيني, ولكن ليس بوضع النقاط على بعض الأحرف, ولكن باختيار أحد الأحرف المناسبة وليس لها مرادفاً في اللفظ العربي. وهكذا اخترت لهذه المهمة الحــرف (o) اللاتيني كنقطة وبسبب من شكله الدائري, الذي تمتع بميزة كونه الأقرب في التكوين إلى شكل النقطة وكذلك إلى شكل التاء المربوطة في الكتابة العربية. وهكذا سوف يلعب حرف (o) دور النقطة والتاء (ة) المربوطة أو التأنيث.مثل كلمة : كلمة = klmo . أو kalimo إذا ما تم مراعاة التشكيل.

 

الأحرف اللاتينية المعربة والمنقطة:

ش= ث = to / ح = ho / خ = ko / ذ = do / ظ = vo / so

 

 أحراللاتينية المعربة بدون تنقيط:

ط = v / ص = c / ض = p / ع = x / غ = g / ى = ay

 

أحرف الألف اللاتينية المعربة, 4 أنواع, وهي:

1) ألف بدون همزة : ا = e : تستخدم في أي موضع من الكلمة. مثل كأول حرف: اسم = esm ، مثال في الوسط : هام = hem. مثال كأخر حرف : سما = sme 2) ألف مع همزة فوق: أ = a 3) همزة مع همزة تحت : إ = I 4) ألف مع همزة مضمومة : أُ = u

 

تختلف وظيفة ثلاثة من هذه الأحرف, عدا الألف (ا = e) الغير مهموزة, حيث تستخدم في أي موضع من الكلمة. بينما الأخرى تتحول وظيفتها إلى 4 حالات, كما هي مبينة تاليا:

1) في بداية الكلمة : يكون حرف الألف – (أ) مفتوحة بالهمزة, أو (إ) مكسورة بالهمزة, وإمّا ألف (أُ) مضمومة. 2) ما بعد الحرف الأول : فإنها تتحول إلى حرف تشكيل, فتحة a أو كسرة I أو ضمة u. 3) كحرف أخير من الكلمة : وسبقتها علامة معلقة (( ' فإنها تصبح همزة ؛ يمكن أن تكون همزة مفتوحة (a) أو همزة مكسورة (i) أو همزة مضمومة (u) مثل : مساءَ mse'a أو مساءِ mse'i أو مثل : مساءُ mse'u. علماً أنه يجوز الاكتفاء بحرف a للتدليل على الحرف همزة. 4) حرف ألف المهموز يستخدم ما بعد الحرف الأول :

 

*ألف مفتوحة بالهمزة (أ = ea) مثال : الأمر = eleamr ، اقرأ = eqrea

*ألف مكسورة بالهمزة (إ = ei) مثال : الإسلام = eleislem ، الإقدام = eleiqdem

*ألف مهموزة بالضمة (أُ = u) مثال : الأُمم = eleumm ، الأُسس = eleuss

 

تاء التأنيث (المربوطة) وهي:

اخترت الحرف اللاتيني إلo للقيام بهمة الحرف العربي (ة), وحتى يستطيع أن يلعب هذا الدور في جميع الحالات بشكل واضح وبدون تعقيدات في الاستخدام, فإنه يجب أن يوضع عليه خط صغير أو أي علامة للدلالة عليه. مثال :- يمامة = Ymemo ومغ التشكيل Yamamo كلمة = Klmo مع التشكيل kalimo

 

العرض الثاني: الاختلاف بين الأبجديتين

 

 سورة الفيل -  Swro elfyl

الأحرف المعربة : و = w / ة = o

بسم الله الرحمن الرحيم - Bsmi el'lhi elrhomeni elrhoymi

 

الأحرف المعربة : ح = ho / ي = y / ألف بدون همزة = e بدون التشكيل :

 

ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل* ألم يجعل كيدهم في تظليل* وأرسل عليهم طيراً من أبابيل* ترميهم بحجارة من سجيل* فجعلهم كعصف مأكول*

 

بالحرف اللاتيني المعرب - بدون التشكيل:

 

Ea lm tray kyf fxl r'bk beachoeb elfyl * Ea lm yjxl kydhm fy tplyl * Wa arsl xlyhm vyr abebyl* Trmyhm bhojero mn sjyl fjxlhm kxcf meakwl

 

الأحرف المعربة: أ - ألف الاستفهام والتعجب = ea / ى = ay / أ - الألف المهموزة في الأعلى إذا ما جاءت ما بعد الحرف الأول فإنها تكتب كألف الاستفهام هكذا : ea / الألف الغير المهموزة = e / ع = x / ض = p / ط = v / ص = c / ة = o / و = w

 

مع التشكيل:

ألَم تَرى كَيفَ فَعَلَ رَبُّكَ بأصحابِ الفِيلِ* ألَم يَجعَلَ كَيدَهَم في تَظليلِ* وأرسَلَ عَلَيهِم طَيراً مِن أبابيلِ * تَرميهِم بِحِجارةٍ مِن سِجيلِ* فَجَعَلَهُم كَعَصفٍ مأكُولٍ*

 

بالحرف اللاتيني المعرب - مع التشكيل:

Ea lam taray kayfa faxala ra'buka beachoebi elfyli * Ea lam yajxal kaydahum fy taplyli * Wa arsala xalayihim vayra abebyli* Tarmyhim bihoijeroin min sijyli fajaxaalhum kaxacfin meakuwli

 

 وهذه أمثلة  على الكتابة الصحيحة والسليمة حيث تحاكي قاعدة الكتابة بالحرف العربي:    

                         * أمّة = U'mo

                         * سليمة = Salymo

                         * على = xlay

                         * سامية = Semyo

                         * قصّة = Qi'co

تمتاز هذه الطريقة على أنها تحاكي الكتابة بالحرف العربي. طالع :- الألف المقصورة (ى) = (ay). الفتحة = (a) . الألف المضمومة (أُ) = (u) هذه الألف لا تستخدم إلا إذا كانت كأول حرف. الشدّة = (‘) علامة معلقة ومكانها فوق على يسار الحرف المشدود. التاء المربوطة (ة) = (o) مع وجود خط صغير عليها إذا دعت الحاجة. كانت الكتابة -المكونة من الأبجدية العربية طبعًا- تكتب وليس معها تنقيط أو ترميز بالحركات الصوتية( َِ ُ)ونحوهن, حتى حصل الفتح الإسلامي ودخل العرب مع غيرهم, فارتأى أبو الأسود الدؤلي -بعد مشورة علي بن أبي طالب- أن يضع قواعد الكلام, ووضع الحركات كمعين لمعرفة أحوال الكلم العربي بين الرفع والنصب والخفض والجزم من جهة المعربات, أو كانت مبنية لازمة لحاتها مع اختلاف العوامل. ثم جاء زمن الحجاج بن يوسف فرأى أيضًا خبط العجم في القرآن -وكان متقنًا للقلرآن والعربية- فأمر العلماء بإحصاء آيات القرآن وحروفه ثم وضع التنقيط المعروف مع اختلاف بين تنقيط أهل المشرق وأهل المغرب لا يكاد يذكر.

أضيفت في 01/06/2008/  خاص القصة السورية

 

أضيفت في 01/06/2008/ خاص القصة السورية / جمعت من مصادر مختلفة

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية