في طائرة
" كان في الطريق إلى التشيلي وكانت إلى جانبه
في الطائرة فتاة إسبانية ، تحدثه عن أمجاد أجدادها
القدامى، العرب، دون أن تعرف جنسية من تحدث".
وثـبت تـستقرب الـنجم مجالا
وتـهادت تـسحب الذيل اختيالا
وحـيـالي غـادةٌ تـلعب فـي
شـعرها المائج غـنجاً ودلالا
طـلـعةٌ ريَّـا، وشـيءٌ بـاهرٌ
أجـمالٌ؟ جـلَّ أن يُـسمى جمالا
فـتـبسمت ُلـهـا، فـابـتسمت
وأجـالت فـيَّ ألحاظاً كسالى
وتـجـاذبنا الأحـاديـث فـما
انـخفضت حسا ًولا سفَّت خيالا
كـل حـرف زلَّ عـن مرشفها
نـثر الـطيب يـميناً وشـمالا!
قـلت يـا حـسناءُ، مـن أنـتِ؟
ومن أيّ دوحٍ أفرع الغصن وطالا
فـرنـت شـامـخة أحـسـبها
فـوق انـساب الـبرايا تـتعالى
وأجـابـت أنـا مـن أنـدلسٍ
جـنة الـدنيا سـهولا وجـبالا
وجـدودي، ألـمح الـدهر عـلى
ذكـرهم يـطوي جناحيه جلالا
بـوركت صحراؤهم كم زخرت
بالمروءات ريـاحاً ورمـالا
حـملوا الـشرق سـناءً وسـنى
وتـخطوا مـلعب الغرب نضالا
فـنـما الـمجد عـلى آثـارهم
وتحدى، بـعدما زالـوا، الزوالا
هـؤلاء الـصِّيد قـومي فانتسب
إن تـجد أكـرم من قومي رجالا!
* * * *
*
أطـرق القلبُ، و غامت أعيني
بـرؤاهـا وتـجاهلت السؤالا!
1953
موسم الورد
(( كأني بالمرأة تحب من أذنها
لا من عينها..))
هنــا في موســـم الوردِ
تلاقَيْنــا بـلا وَعْــــدِ
وسِرْنا في جــلال الصمـتِ
فـوق مناكبِ الخُلْـــدِ
وفـي ألحاظنا جــوعٌ
عـلى الحرمـان يستجـــدي!
وأهـوى جيدُكِ الــــريانُ
متكئــاً علــى زِنـــدي
وشعرك مائجٌ، والطيبُ
يفضحُ فجوة النهدِ
فكُنــا غفـوةً خرســـاء
بيـن الخَدِّ والخَـــــدِّ !
* * * *
مُنـى قلـبي أرى قلبـــكِ
لا يبقـى عــلى عَهْـــدِ
أسـائـلُ عنــكِ أحــلامي
وأُسكتُهـــا عــن الــرَدِّ
أردتِ فنـلتِ مــا أمَّـلتِ
مَن عِـزّي ومـن مجـــدي
فأنــتِ اليــوم ألحانـــي
وألحــان الدُّنـى بَعْـــدي
فمـــا أقصـرَه حُبَّـــا
تـلاشى وهــو في المَهْــدِ
فهذا الورد ما ينفكُ
فوق غصونه المُلد
ولـم أبـرحْ هنـا، فـي ظـل
هذا المّلتقى وحدي!
1946
بعض الطيور
(( طير الإوز لا يغني إلا ساعة موته ))
تـصغين؟ .. أغنيتي رفَّات أجنحةٍ
مـا مـسها فـي ليالي شوقه وتر!
نـثرتها مـن جـراحاتٍ مضمدةٍ
ومن منىًً ليس لي في جودها وطرُ
ردت إلـيكِ عـهودا ما نعمت بها
أيـام أنـت الصبا والزهوُ والخفرُ
ما أحزنَ الوردَ لم يُعرف له عبقٌ
وأضـيعََ الغصن، لم يُقطف له ثمرُ!
* * *
* *
تـصغين ؟ أيّ إيـاب تحلمين به
وأيّ درب بـه مـن خـطونا أثرُ
لا تـسألينيَ مـا تـرجوه أغنيتي
بعض الطيور تغني ... وهي تُحتضرُ!
1964
|