أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 15/08/2024

الكاتب: عبد الكريم المقداد-الكويت

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

-قاص وناقد سوري مقيم في دولة الكويت

-من مواليد 1964

-إجازة في الأدب الإنكليزي – جامعة دمشق

-نشر الكثير من الدراسات والقصص والمقالات في دوريات اتحاد الكتاب العرب بدمشق،

 وفي العديد من الصحف السورية والصحف والمجلات الثقافية الكويتية والخليجية

-شارك في تحكيم عدد من مسابقات الرواية والقصة القصيرة على مستوى الوطن العربي

-عضو هيئة تحرير مجلة (الكويت) الصادرة عن وزارة الإعلام الكويتية

-سكرتير تحرير قسم الأخبار المحلية في جريدة (الوطن) الكويتية 

 

المؤلفات

-(وقائع موت شامة) – قصص – دار نينوى للطباعة والنشر- سوريا 2005

-(ملامح الحركة القصصية غي الكويت) – دراسة نقدية – صدر عن وزارة الثقافة السورية عام 2007

-مجموعة قصصية جديدة في طور الترتيب والإعداد للطباعة

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتب

فحيح الوحشة

 سمك طائر

 

 

سمك طائر

       

 

 

فرحت جدا حين أحضر أبي السمك. وبينما كانت أمي تنتقي وجبة منه لتودع الباقي في الثلاجة، غافلتها، أخذت سمكة صغيرة، وتوجهت مسرعا إلى النافذة، ثم غرزتها في السنارة.

 

مرات كثيرة رأيته يجلس على الشرفة في الطابق الثالث، في الشقة التي فوق شقتنا تماما. يمسك بقضيب حديدي يتدلى منه خيط ينتهي بما يشبه الصنارة. يرمي بالخيط إلى الأسفل حتى يحاذي شباك الغرفة التي أنام فيها. يظل ممسكا بالقضيب لدقائق، ثم يرفعه ساحبا الخيط إلى أعلى حتى يدني نهايته إلى سلة يركنها إلى جانبه. بعدها، يرمي الخيط من جديد... وينتظر.

 

كنت أراه فرحا بما يفعل. يهز رأسه يمينا وشمالا بينما هو ممسك بالقضيب، ويحرك شفتيه... ربما كان يغني، رغم أنني لم أكن أرى أي سمك يعلق بسنارته.

 

في المرة الأخيرة رأيته على الحال ذاتها، فلم يشد انتباهي. كنت وقتها وقد انتهيت من اللعب مع أصحابي جوار العمارة، وصعدت إلى الشقة. لكن ما أن رأيت أمي تقلب السمك بين يديها حتى تذكرته. أمسكت بإحداها وسارعت إلى النافذة. غرزتها، ونزلت إلى أسفل البناية فورا لأرى.

 

سحب الخيط ببطء إلى أن بدت السمكة واضحة أمام عينيه. حدق فيها لبرهة، وحوله وتحته لبرهة أخرى، ثم انقضت يده على السمكة، فانتزعها، وطوحها بعزم إلى أسفل. وبذات الحركات العصبية لف الخيط حول القضيب، ورماهما إلى تحت، ثم أتبعهما بالسلة. رأيته بعد ذلك يزحف إلى الخلف حتى أسند ظهره ورأسه إلى الحائط، وينفجر في موجة بكاء حار... ومرير!.

 

في صباح اليوم التالي اختبرتنا المعلمة بسؤال عن السمك أيضا:

 

بعد انتظار طويل علقت سنارة الصياد بسمكة كبيرة، فماذا كان شعوره؟

 

ـ حزينا

 

ـ فرحا

 

ـ غير مبال

 

اختر الإجابة الصحيحة.

 

على الفور اخترت الإجابة الأولى، لكن الصدمة كانت آخر الدرس حين سلمتنا الدفاتر، واكتشفت أنها وضعت لي علامة الصفر!.

 

كنت واثقا من أن أبي سيفتح دفاتري، كالعادة ويراها، لكن لم أجرؤ على أن أمزق تلك الورقة، ولا أن أتلاعب بالنتيجة لأن المعلمة من أقارب أبي، وقد تخبره بالأمر حين يلقاها ويسألها عني.

 

احمرت وجنتاي منذ بدأ أبي بتقليب الدفتر، وحين وصل إليها هاله الأمر:

 

ـ صفر... صفر ياولد!

 

ـ ...

 

- طيب يا بني... لماذا يذهب الصياد إلى البحر؟.

 

ـ لكي يصطاد السمك.

 

ـ وإذا اصطاد السمك هل يفرح أم يحزن.

 

ـ يحزن.

 

ـ لماذا؟!.

 

ـ هذا الذي صار.

 

ـ متى؟!.

 

وبينما كنت أخبره عن جارنا المقعد والسمكة التي غرزتها في سنارته رأيت منه ما لم أره في حياتي. ثار في وجهي، وصفعني بشدة، ثم ركلني، وواصل ضربي إلى أن انتشلتني أمي من بين يديه، وهربت بي إلى الغرفة الأخرى.

 

كم ندمت وقتها على أنني لم أعلق سمكة كبيرة بدل الصغيرة في سنارة صديق أبي.

أضيفت في15/12/2007/ خاص القصة السورية / المصدر الكاتب

 

 

 

 

فحيح الوحشة

 

 

 

قلبي كان يرفرف طربا حين ألمح البهجة تفيض من كل قسمات وجهها ، كنت أسترق النظر إليها وسط زغاريد النسوة ، فأراها تعيش لحظات نشوة ما بعدها نشوة 00 أعود بانتباهي إلى الرجال من حولي بحيوية وطاقة جديدة تحملني إلى آفاق مفعمة بالرحيق والحبور والنوارس طالما حلمت بها0

 

في نهاية العرس ، وبعد أن بارك المدعوون للعروسين وأهليهما ، غادر الجميع تقريبا ، ولم نمكث ، أمي وأنا وأخواتي ، إلا قليلا حيث باركنا لأنسبائنا الجدد ، وباركوا لنا مشيدين بالنسب وأصل العائلة ، ثم 00 ورغم إلحاحهم علينا بالبقاء توادعنا على أمل اللقاء في اليوم التالي0

 

*         *           *

 

في البيت لم تخف أمي فرحتها ، التي كنت أسترق النظر إلى بعضها ، إذ راحت تشيد بأنسبائنا الجدد وأخلاق العريس و 00 انتبه أحد أصهاري فبادر ممازحا :

-ها00 نسيتنا من أولها ياعمة0

-أستغفر الله يا عمة أنتم الخير والبركة 00 أنتم الأساس0

 

رشفت من كأس الشاي أمامها نصف رشفة وكأنها على عجلة من أمرها و:

-هل رأيتن يا بنات ؟0

-خير يا أمي 0

-البنت طلعت بالإكليل ملكة جمال 00 كانت تجنن 0

-صحيح 00 لكن لم تكن أجمل منا وقت زفافنا ، أم لأنها آخر العنقود ؟0

 

بعد مرح استمر أكثر من ساعة بدأت أخواتي وأزواجهن يستأذنون للمغادرة ، وما هي إلا ساعة حتى بقيت وأمي لوحدنا 00 قالت :

-ماذا نطبخ ( صباحية ) للعروس غدا ؟0

-أي شيء تريدين يا أمي وأنا جاهز 0

-أي شيء ؟0

-أي شيء

- أريد دجاج وملوخية وكوسا ولحم مفروم ) 0

-بسيطة00 سأذهب الآن وأحضر لك كل ما طلبت0

-الله يرضى عليك يا ابني ويفتحها بوجهك دنيا وآخرة0

  

قبلت رأسها ومضيت0

 

*              *              *

 

حين أفقت صباحا كانت الساعة تقارب الثامنة ، بحثت عن أمي فوجدتها في المطبخ :

 

-صباح الخير يا أمي0

-صباح الخيرات يا حبيبي0

-ما هذا000 ماذا تفعلين يا أمي ؟0

-أعددت كل شيء 00 دقائق فقط ويكون جاهزا0

-أصلحك الله يا أمي ، لم لم توقظيني لأساعدك0

-أردتك ترتاح يا ابني و00 الشغلة شغلة حريم0

-طيب00 اتصلي باحدى أخواتي على الأقل0

-يا ولدي 00 كل واحدة من أخواتك مشغولة بأولادها وزوجها00 الله يعينهن ، على كل حال انتهيت من الطبخ كما ترى وما عليك إلا أن تجهز نفسك كي نذهب0

 

*                  *                * 

بعد عودتنا حدثتني أنها ارتاحت الآن بعدما اطمأنت على كل البنات ، وتشعر بالسعادة لولا أمر واحد فقط00

 

-خير يا أمي00 قولي وأنا أحققه لك إن شاء الله0

-أنت يا ولدي0

-أنا ؟!0

-هل ستبقى بوظيفتك في الشام فلا أراك إلا آخر الأسبوع 00 لم يعد في البيت غيري كما ترى و00 

 

ضممتها إلى صدري بشدة 00 اغرورقت عيناي ولم استطع زجرهما :

-لم يفتني ذلك ، صدقيني يا أمي ، لقد كلفت واسطتين لنقلي إلى هنا منذ خطبت أختي الصغرى 00 لقد وعداني خيرا خلال أيام0

-بسيطة00 الأيام تمر يا ولدي لكن لا تنسى0

-ماذا؟0

-ما عادت لك حجة في عدم الزواج00 البنات فتح الله عليهن ، والمال ليس هما 00 أحلم أن أرى أولادك قبل أن 00

-أطال الله عمرك ، سترينهم إن شاء الله ، فكرت في ذلك يا أمي صدقيني ، لكن كل ذلك مرهون بانتقال عملي إلى هنا وهو قريب 0

-خير يا ولدي 00 لا تتهاون مع الواسطة 00 عجل بالأمر0

 

*                    *                  * 

حين ودعتها مساء شعرت أن قلبي يتمزق00 كتمت دموعي بقوة عجيبة حتى لا تراني ، وما إن ركبت الباص حتى انزويت في المقعد الأخير ، وتركت الحرية لعيني فانبجستا دما0

*                            *                        *

 

حفيت قدماي في الشام من الركض خلف الواسطات ، الوعود نشفت دمي والروتبن أزهق أعصابي0

في الليل 00 أتذكرها وحيدة فيكاد رأسي ينفجر00 أتقلب في فراشي فأحس بالشوك يخز كل جوانبي00 لا أنام إلا بعد أن يسكن الإعياء كل مساماتي 00 آخر الأسبوع لا يأتي إلا بعد شهر !

ثلاثة أسابيع مرت وأنا أمنيها بقرب موعد نقلي ، كلما زرتها أخر الأسبوع أواسيها وأشحذ همتها 00 أحفزها على أن تبحث لي عن العروس المناسبة فتطير فرحا ، لكن ما إن أودعها مساء اليوم التالي حتى أرى فرحها قد تيبس وتساقط0

 

*                       *                          *

 

في الأسبوع السابع 00 نجحت الواسطة00 تسلمت أمر النقل فلم تسعني الدنيا ، ولما كان الأمر حدث وسط الأسبوع عزمت على شد رحالي إلى العجوز لتكون أروع مفاجأة ، اشتريت لها ثوبا ، وبعض الحلويات ، وقبل شروق الشمس توكلت0 

 

*                        *                            *

 

ما إن وصلت الساعة الثامنة صباحا حتى كنت أدق الباب على الوالدة0

أعرف أنها تصحو مبكرة ، لكن هل يعقل أن تكون ذهبت لتشتري الخبز00 لا 00 أولاد أخواتي يتكفلون بذلك كما أعلم0

دققت الباب للمرة الرابعة دون نتيجة 00 جربت أدخل فإذا الباب غير مقفل00 دخلت :

 

-صباح الخير يا أم محمود00 أين أنت ؟

 

وضعت الحلويات والثوب في الصالة ، ورحت أبحث عنها :

-وقعت المعجزة يا أم محمود 00 لن أتركك بعد اليوم00 أمي 0

فتشت في المطبخ ، في الصالة ، في غرفة الضيوف00 لا أحد 00 هل يعقل أنها مازالت نائمة !

-أمي 00 يا أم محمود0

دفعت باب غرفة نومها ، وإذ بها متكئة على الوسائد ، وبيدها ومن حولها تناثرت ألبومات صور أخواتي وأبنائهن 00 كانت مستغرقة تماما 0

-صباح الخير يا أمي 00 لقد فتشت البيت كله وملأته صياحا فلم لا تردين ؟!

-        0000

-أمي !

  اقتربت منها 00 حركت يدها 00 سقطت كلها دفعة واحدة !

-أمي 00 أمي !

هززتها00 طبطبت على وجهها 0

-000

احتضنت وجهها البارد ، وجسدها المطفأ ، ورحت أبكي وأصرخ كرضيع بحث عن أمه طويلا ولم يجدها 0

 

أضيفت في 18/05/2007/ خاص القصة السورية/ المصدر: الكاتب

 

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية