أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 15/08/2024

الكاتبة: سلوى بكر-مصر

       
       
       
       

ليل ونهار-رواية

     

أرانب-رواية

حلم السنين-مسرحية

نماذج من أعمال الكاتبة

بطاقة تعريف الكاتبة

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتبة

 

ولدت في القاهرة في 1949.

بكالوريوس إدارة أعمال من كلية التجارة – جامعة عين شمس – في عام 1972

وليسانس نقد مسرحي عام 1976.

عملت كمفتشة تموين منذ عام 1974 و حتى 1980.

ثم عملت كناقدة مسرحية وسينمائية لعدة منشورات عربية. في 1985

ركزت على الكتابة الخلاقة المبدعة.

لديها 7 مجموعات قصصية، 7 روايات، ومسرحية.

ترجمت أعمالها إلى عدة لغات.

أستاذ زائر بالجامعة الأمريكية 2001.

عضو لجنة تحكيم مهرجان السينما العربية الأول – باريس.

 

أعمال مترجمة:

للإنجليزية:

كيد الرجال وقصص أخرى:

Quartet Books – London 1992.

Texas University 1994.

A.U.C press Cairo 1997.

كل هذا الصوت الجميل:

G.B.B.O Cairo 1992.

Kali for women – New Delhi – India 1994.

العربة الذهبية:

Garnet Pub – London 1995.

 

للالمانية:

مقام عطية:

Lenos Verlag – Basel 1992.

العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء:

Lenos Verlag – Basel 1997.

زهرة المستنقع الوحيدة:

Lenos Verlag – Basel 1998.

 

الاسبانية:

العربة الذهبية:

Txalaparta – Tafala 1996 and 1997.

كيد الرجال:

Txalaparta – Tafala 1998.

 

الفرنسية:

اليشموري:

L`Esprit des Peninsules – Paris 2003.

الهولندية:

العربة الذهبية:

Goossens – Elmar – Amsterdam 1999.

 

الصربية:

عجين الفلاحة:

Prosveta – Belgrade 2003.

كما لديها عدة قصص مترجمة إلى الهولندية، السويدية، البلغارية، الإيطالية، الفرنسية، والصينية.

 

أعمال تحولت إلى سينما:

العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء – 1992.

أعمال تحولت إلى تليفزيون:

نونة الشعنونة.

ليل ونهار.

 

أعمال تحولت إلى مسرح:

كل ذلك الصوت الجميل

West Shore Community College – Michigan- U.S.A

لقراءة مسرحية: حلم السنين

لقراءة رواية: ليل ونهار

لقراءة رواية: أرانب

زيارة موقع الكاتب     مراسلة الكاتب                                        للتعليق على القصص      مواضيع أخرى للكاتب

نماذج من أعمال الكاتبة

بنخلة ألعب اليوجا 

 

 

بنخلة ألعـــــب اليـــــوجــــا

 

 

أخذت أقطر في عينى الدواء، فثمة غشاوة تضايقنى، لا يماثلها الا ضبابات الروح وانكسارات النفس وبينما النقطة الملحية اللاسعة، تباغت فتحة الرؤية، فينغلق الجفنان عليها بشدة كهجوم مضاد سريع واتتنى الفكرة أخيرا، وكان أن الحت دون أن تشف أو ترق أو تتعطف أو تتكرم كقطرة غيث علـــــــى شفاه من الظمأ، وها هى: سؤال ناصع، ناصح، كتقارير خبراء البيئة – يقول لماذا لا يكون مثل أعلى في الحياة؟ كنت ما أزال أغمض عينى حتى يغيب اللسع، لكن الاغماض جرنى إلى سكة الانجـــــــــلاء والتجلى، وهو مبتدأ العكوف وصولا إلى الكشوف، وها هو وميض الأفكار يأتى، فيطل فيشع فيفصح فيكشف، بينما القطرة تتبحر داخل عينى، وقد رفدتها دموعى، حتى فاضت فسال بعضها من بعضها على خدى.   رحت أستعرض في مخيلتى المرشحين المحتملين لمثلى الأعلى، أبى؟ لا أعرفه، فلقد غادرالحياة مبكرا دون أن أراه، ولأعتذر عن تنحيته كمثل أعلى لهذا السبب وأسباب أخرى أدركتها مؤخــــــرا، أمى؟ لقد فطمت منها منذ زمن بعيد، معلوماتى ومعلمى في المدرسة والجامعة، أعتذر لهن ولهـــــم جميعا، فرغم تقديرى وتوقيرى لدورهم المحدود في تعليمى، فاننى قد تجاوزتهم الآن، ربما بحكــــم الزمن، أو بسبب أننى لا أتذكرهم كثيرا.   اذن، فلا أكون أكثر حداثة ومعاصرة، ولافتش في نخبتنا الغراء، ولكن هل لدينا الآن نخبة حقا؟ لو كان لدينا نخبة، لما قال الشاعر أحمد فؤاد نجم، الاذاعة مستباعة والوطن عاوز كلام" لكـــــنى أفتش، علنى أجد ما أبحث عنه هنا أو هناك، أتأمل، أبحث، فلا أجد الا عصابات من الاقتصادييــــن وشراذم مثقفين، وانتهازيين سياسيين، ويسار ستربتيز وأعتذر للعجمة التعبيرية فرقباء اللغـــــــة لن يغفروا لى استخدام أى من توصيفات قاموسنا اللغوى العريق بما يمكن من ازاحة تلك العجمــــة بعربية صحيحة.   اذن ساضطر لاستيراد مثل أعلى من الخارج، فنحن لن نعد ننتج أمثلة عليا، ربما بسبب الخصصة أو العولمة، والتى جعلتنا نستورد كل شئ ابتداء من رغيف الخبز، وحتى الأفكار المخبوزة بالســــم في الحقيقة لقد حرت، أو داخلنى شعور يتراوح بين الاحباط واليأس، وما بينهما من مسافة لم تغثنى لغتنا بما يوصفها بعد، لذلك وعلى نحو مؤقت وحتى اشعار آخر، سأسميها هزمة.   لدى سلحفاة أو "فكرون" صغير كما يقول التوانسة، والاسم يعجبنى لأنه شـــــــــــــــديد الارتباط بموضوعى، وهذا الفكرون أو الفكرونة- والله أعلم- آراه بالصدفة في البيت، وبين الحين والحين، مثلما ارى جيرانى، مع فارق واحد، هو أن الفكرون يهز رأسه أحيانا متلفتا فأظن أنه يحيينى، بينما ينظر إلى الجيران شذرا، وأبحلق فيهم بدهشة كلما تصادفنا عند المدخل أو على سلالم العلبــــــــــــة الكرتونية القبيحة التى نقطن بها جميعا وتسمى عمارة.   عندما فتحت عينى بسلام بعد انتهاء واقعة القطرة، وجدت السيد فكرون يطل برأسه من تحــــــت الكنبة المقابلة لى، وفى لحظة، خطرت لى فكرة أن أتخذه مثلا أعلى لى في الحياة، فهو أولا كائــــــن عاقل رزين، كثير التفكير والتأمل: الم يطلق عليه التوانسة اسم فكرون؟ثم انه، وربما هذا ما يميزه يعرف حدوده، ولا يتطفل، متطلباته قليلة، يستطيع مواجهة المجتمع الاستهلاكى بكل حزم لا يلـــوث البيئة ولا يعتدى عليها وتبقى علاقته بالزمن علاقة عبقرية محيرة فهو الكائن الأكثر صمودا لهذا الاختراع الانسانى المثير، فهو لا يلاحق الزمن ولا يرغب للزمن أن يلحقه.   كنت قد تحمست جدا للفكرون، وأخذت أسترسل في خصاله ومزاياه حتى أننى فكرت – وأنا التى لا تكتب الشعر – أن أسطر قصيدة عنوانها " في مدح فكرون" ربما كان مطلعها:  

يمضى الزمان  لكن حالك سرجا 

لا هو ذاهب عنك  ولا إليك يجئ 

 

غير أن الفكرون البائس، ماردنى إلى المسافة بين الاحباط واليأس، فبينما أنا أنظره، عاملة فكرى فيه بحثا عن كلمات شعرية اسطر بها بقية القصيدة، اذ به يتراجع برأسه مختفيا في عظاءته، وقد ظن العبيط أننى أضمر له شرا، وبفعله هذا سأظن أنه حجر في صحراء أو شقفة من صخر، بصراحة تراجعت عنه، فهو في الحد الأدنى جبان غير قادر على المواجهة، وميله الفطرى الدائم للانزواء والعكوف ما هو الا حالة مرضية تستدعى الطب النفسى... رغم علمى بأنها حالة لن تؤول الــــــــــى انتحار. لا. لن أدعك فكرونا ولتكن سلحفاة وسأحتفظ بشعرى لمن يستحقه ايها القاسى العنيد.   كنت قد بدأت اقلق وأتوتر، وقد شعرت أن لا جدوى في العثور على مثل أعلى مناسب، قلقى هذا، دفع إلى المقدمة، بالسؤال الذى طالما جاولت تجنبه طوال الوقت: لماذا تبحثين الآن عن مثل أعلــــى بعد كل هذا العمر، وكل هذا الزمان؟ لماذا لم تفعلى ذلك وأنت طفلة، أو وأنت شابة صغيرة؟ أنت لم يكن لك مثل أعلى أبدا، لقد سرت في الدنيا بمثل نفسك، فلماذا الآن؟ هذا الدأب والبحث، والقلــــــــق والتوتر، لايجاد ما ليس من السهل أن يوجد؟، ربما تحاولين تأمين أطفالك، تشيرين إلى نمــــــــوذج يتطلعون اله، ليكونوا كما كان، أو لعلك تبحثين عن سكينة روحية وطمأنينة تطمئن اليها نفسك وقد تجسدت سواء بشريا خيرا وحقا وجميلا؟ لا أدرى.. وهل من قال أدرى فقد درى؟، أيا كانت الاسباب فما أتيقنه اآن هو أننى أحاول ايجاد مثل أعلى لى، وليكن ما يكون، وهكذا عاودت البحث من جديد قلت، فلأفتش عن مثل أعلى في الدنيا الواسعة، فيما وراء البحار في النساء بالطبع، لا.. من بيـــــن الرجال أيضا، وحتى لا أتهم بالنسوية البغيضة، وضيق الأفق وكراهية الرجال وتعريض الأمن القومى للخطر. ألا يكفى أننى لست نخبوبة الطابع، ألا يكفى أننى لست النموذج الأمثل للمثقفة العضوية التى تؤثرالتواجد بين المثقفين الرجال، دون النساء بينما لا تفارق السيجارة شفتيها ولا تكف عن الحديث بصوت عال؟، ألا يكفى أننى لا أنتمى إلى شلة أو جماعة تمسك بمفاتيح الحداثة أو الوطنية، لتفتـــــح بها أبوابا لمن تشاء وتطرد منها من تشاء؟، ألا يكفى كل هذا؟ بصراحة ولأعترف، فأنا ضعيفـــــــــــة والارهاب مؤثر حقا، لذلك سأبحث عن مثلى الأعلى بين الرجال كذلك، ثم ان دخول الرجال مسابقــــــة مثلى الأعلى، سيتيح لى اختيار أفضل فالرجال قوامون ليس على النساء فقط، ولكن على كل شـــــــئ في هذه الدنيا على السماء، والأرض، وكل الكائنات، وباختصار على التاريخ والجغرافيا، وبمناسبــــة التاريخ، فأنا لن أتقيد بمرحلة زمنية معنية، وان كنت أفض التاريخ المعاصر، وربما التاريخ الراهن أو ربما التاريخ الآنى، وقد أفضل اختيار مثلى الأعلى منه، ربما لأننا على وشك الخروج منه ليس لنكون متفرجين فقط، ولكن لكى نكون متفرج علينا ككائنات متحفية، عجيبة، أو ليست السياحة نوعا من المتحفية، وقد حولت الأوطان والشعوب القديمة إلى متاحف مفتوحة حية تدب على قدمين؟ فكرت في ذلك انطلاقا من كل الضغوط الارهابية، حتى أنسى هذه التسوية البغيضة، لكنى في الحقيقة وجدت مخرجا لذلك المأزق، قلت سأبحث عن مثلى الأعلى ضمن حدود النساء الفاضلات، هذا حل سعيد لكل الأطراف، فنحن نحب الفضيلة، وحياتنا كلها متمحورة حول الفضيلة وخصوصا فضيلة مثلث برمودا الخطر والقابع في النصف الأسفل من الجسد، حتى برامج الأطفال في اذاعتنا التى تربينا عليها، وما زلت تتربى عليها الأجيال، تقدمها ابلة فضيلة منذ اربعين سنة اذن فلتحيا الفضيلة ولننحنى للفضيلة والحقيقة أننى بحثت وبحثت فلم أجد خلال عصرنا السعيد غير مارلين مونرو لتكون المثلى الأعلـى للفضيلة.   لكن المشكلة في هذا الاختيار، كانت المرايا، لماذا يا ربى خلقت المرايان لو لم تكن هذه المرايــا لكان الأمر قد سار على ما يرام، ولكانت المرأة التى عشقها العالم بداية من رؤساء وكتاب مرموقين وحتى أصغر مراهق يمارس العادة السرية وعيناه مغمضتان على صورتها، لكانت هذه المـــــــــرأة هى المثل الأعلى، أو ليس أدل على فضيلتها العميقة أنها انتحرت، قررت مغادرة ذلك العالم وفضلت على فضيلته المتدفقة عالم آخر بلا فضيلة؟   فتحت التليفزيون، بينما بقيت أفكر، يا الله. انها السيدة أولبرايت، أجل مادلين أولبرايت تتنقـــــــل برشاقة العصفور رغم التسعين كيلو التى تحملها بين عواصم الدنيا وعواصم الشرق الأوسط بلغة الاستعمار، المرأة والحق يقال غاية في الجدية والنشاط، وهى متجاوزة مسألة المثقفة العضوية والنسوية صيقة الأفق، ولا تكف عن مجالسة الرجال. أهم الرجال. ملوك، رؤساء، سلاطين، طغــاة سماسرة شعوب وبائعو أوطان أو مؤجروها بالعفش أو بدون، لكن أهم مافى أولبرايت من وجهة نظرى ركبتاها، فهى حتى في اشد لحظات المفاوضات حرجا وحساسية، لا تكف عن كشف ركبتيها السمينتين، والجميع يوقع على ما تمليه من اتفاقيات، رغم هاتين الركبتين، بل أجزم أن بعـــــــــض من يوقعون، ربما كانوا في الأصل يبصمون، والغريب أنهم يوقعون رغم أنف الشريعة، والطبيعــــة الخاصة للمجتمعات الشرقية، التى قد تمنع المرأة من قيادة سيارة أو السفر دون الموافقة الكتابية من زوجها للجهات المختصة، ورغم التحفظ على اتفاقيات التمييز ضد المرأة، وحقوق الانسان. لكن المشكلة في اختيارى لأولبرايت، ناجمة عن عدة مشاكل، ليس أولها كراهيتى لأولئك الذيـــــــــــن يوقعون لها وغيرتى منها لأنها تجبرهم على ذلك، ولا أستطيع اجبار ابنى على شرب كوب لبــــن كل صباح، لكن المسألة في الحقيقة ابعد، فالسيدة أولبرايت كشرة، لا تبتسم ابدا، وهذا شئ أنكــــــره عليها خصوصا في عالمنا الذى لا يدعو إلى الابتسام فقط ولكن الضحك والقهقهة لفرط ما هو بائس وساخر.   السبب الأعمق، هو أن السيدة أولبرايت متحيزة ضدنا كشعوب عربية، وهى في الحقيقة رمز مـــن رموز الامبريالية المعاصرةن أجل أقول امبريالية ولا أخجل، لأنى قديمة ولست حداثية، بل وأذكركم بأن كل الامبرياليين نمور من ورق، والا لو كانوا نمورا حقيقية فلماذا لم يلتهموا الصين طيــــــــــب الصين صعبة الابتلاع.. ابتلاع مليار من البشر قد يؤدى لعسر الهضم، فما بالكم بالبسكويتة الهشـــة كوبا.. انها ستذوب في أفواههم ذوبانا. تقولون التهموا الاتحاد السوفيتى وأوروبا الشرقية. أجل. انهم هناك لم يكونوا قد قرأوا كليلة ودمنة. لم يقرأوا قتلت يوم قتل الثور الأحمر ولم تصل اليهـــــــــم قصة مدينة النحاس في الف ليلة وليلة، ولو كانوا فعلوا، لما صاروا في ظل غواية الكوكاكــــــــــولا وأحضان الانفتاح للافلات من ذراعى البيروقراطية القابضة. قبل كل ذلك.. أنا لا أبلع أولبرايت لأنهـا بلاعة أرض ومدمنة مستوطنات، ربما لأنها جاءت من أكبر مستوطنة وهى نيويورك، انهم يبنـــــون مستوطنات، والسيدة أولبرايت تتجاهل، أو تشجع من يقولون سنبنى مستوطنات من النيل الـــــــــــى الفرات، كيف ابلع هذا؟.   ياربى.. أين أجد مثلى الأعلى، لقد بت في أمس الحاجة اليه يقولون ان الزلازل تحدث الآن في أكثر مناطق العالم كثافة بالسكان، ولكن ماذا عن زلازل الروح، أظن أنها تحدث في أكثر مناطق العالـــــم انحطاطا وسخافة، انها السخافة وليست الكثافة، اليس المثل الأعلى محاولة لمواجهة الانحطــــــــاط والسخافة؟ مخرج للروح من يأسها وقد وجدت ما يمكن الرهان عليه؟أن يكون هناك كائن يستحـــــق التوقف عنده والاحتذاء به والثقة في امكانية نهوض الروح، رغم ما حدث في البوسنة والعـــــــــراق وجنوب لبنان وتيمور الشرقية وبلدان افريقيا التى تحولت إلى البرازفيل، ليس بسبب اللغة ولكـــــــن بسبب الشراهة المتزايدة للنوع ألأوروبى تجاه مص الدماء وتدمير البيئة؟   رحت أحدق في الحائط الموجه لى بينما لا زلت أجلس مطرحى، أحاول تجاوز واقعة القطرة علــــى الحائط لوحات وصور لفنانين أحب أعمالهم لدرجة أننى قررت أن يشركوننى تفاصيل يومى من علــى الحوائط، وكنت قد علقت بينهم رسما صغيرا لابنى، هو نخلة رائعة حوى جذعها كل ألوان قوس قزح السحرية وتطايرت سعفاتها بعيدا في السماء راسمة أقواس نصر خضراء، بينما تدلت أسبطة التمــر منها حمراء كقلوب نابضة بالحب.   قلت: ياله من طفل، ذلك الذى اختار النخلة دون سواها ليرسمه، فها هى سامقة الجذع، عالية دون استعلاء، مترفعة باستقامة، أصيلة وقد دفعت جذورها إلى أعماق الأرض، وثمة ذلك العطاء الأحمـــر البهيج، عطاء مجيب مترفع عن السؤال، يقدم ولا يأخذ ثم هى الامتناع السهل بالسموق والعلو، والصلابة الممكنة بالقوة والاحتمال.. ما أعظمها من خلق لخالق ترفع عن كل مخلوق.   فكرت بالنخلة، انها تتوارى الآن خلف كتل الاسمنت العالية المزروعة هنا وهناك، قد يضيعهـــــــا زحام المدن السخيفة وانشغالاتالحياة الكثيفة. لكنها مازالت تواصل الحياة باصرار، أو ليس أدل على اصرارها من أن طفلا يأكل الكنتاكى ويشرب الكوكاكولا ويذهب إلى سوبرماركت كبير اسمه مدرسـة يرسمها دون سواها من خلق اللهن بينما هو لم يبلغ السابعة بعد.   ستكون مثلى الأعلى نخلة، وشعارى سيكون نخلة- لا تنزعجوا لن أشترك بذا الشعار في تمثيلية الانتخابات الديمقراطية- ورياضتى الروحية ستكون بها وقد تمثلتها كمعين لى على واجهة جارتــــى التى زرعت زهور البلاستيك في أصص أما شقتها، والصفحة الأولى في الجريدة، والتى ينسون أن يكتبوا عليها كل يوم صفحة الوفيات، وستكون سندى الروحى لمواجهة نوادى المنتفعين المتربحين ببؤس وحقوق النساء، ولمواجهة النقد المسمد لنصوص بائسة لا طعم ولا لون لها ولا رائحـــــــــة كفواكه هذه الأيام، زللابتعاد عن كل الحروب الصغيرة الحاجبة عن الرؤية المشهد الأهم، المشهـــد الأعمق لحياتنا الراهنة لا.. لن تكون النخلة سبيلى إلى رياضة الروح فقط، بل هى ستكون سبيلــــى إلى الكتابة، فلسوف أظل أكتب دوما بروحها.. روح النخلة

 

أضيفت في 10/06/2007/ خاص القصة السورية / المصدر: الكاتبة

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية