أصدقاء القصة السورية

الصفحة الرئيسية | إصدارات أدبية | خريطة الموقع | مكتبة الموقع | بحث | من نحن | معلومات النشر | كلمة العدد | قالوا عن الموقع | سجل الزوار

SyrianStory-القصة السورية

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

 

 

السابق أعلى التالي

التعديل الأخير: 14/08/2024

الكاتب: مراد السباعي / 1914-2002

       
       
       
       
       

 

 

نماذج من أعمال الكاتب

بطاقة تعريف الكاتب

 

 

 

 

بطاقة تعريف الكاتب

 

ولد في حمص عام 1914

كتب المسرحية في بداية الثلاثينات وكتب القصة في أواسط الأربعينات.

عمل موظفاً في بلدية حمص عام 1938 ثم انتدب إلى المركز الثقافي

وكلف من وزارة الثقافة بتشكيل فرقة مسرحية عام 1960 وسميت فرقة مسرح حمص الدرامية.

وعمل في هذه الفرقة مديراً ومخرجاً حتى عام 1965

وقد نال عام 1961 الجائزة الأولى في مسابقة المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب في القطر السوري عن مسرحية (شيطان في بيت).

ترجمت بعض أعماله الأدبية إلى اللغة الأوكرانية والروسية والألمانية كمجموعة هدية عيد الأم التي ترجمت إلى اللغة الأوكرانية كما ترجمت إلى اللغة الروسية ثلاث قصص ظهرت في ثلاث مجموعات قصصية:

قصص من العالم العربي وقصص للأطفال وقصص من سورية.

لم يوفق في الدراسة فترك المدرسة قبل الحصول على الشهادة الثانوية.

عمل في رئاسة المكتب الفرعي للاتحاد بحمص بين عام 1972-1982.

 

مؤلفاته:

1- كاستيجا- قصص- حمص 1948.

2- الدرس المشئوم - قصص- حمص 1949.

3- هذا ما كان- قصص- القاهرة 1952.

4- الشرارة الأولى- قصص ومسرحيات- دمشق 1962.

5- الحكاية ذاتها- قصص ومسرحيات- دمشق 1967.

6- تحت النافذة- قصص ومسرحيات- دمشق 1974.

7- هدية عيد الأم- قصص للأطفال- دمشق 1978.

8- أسئلة تطرح وأصداء تجيب- قصص ومسرحيات- دمشق 1979.

9- سباق في مسبح الدم- قصص ومسرحيات- دمشق 1984.

11- محطات في حياتي- سيرة ذاتية- حمص 1990.

12- شيطان في بيت- مسرحية - دمشق 1990.

13- من مرآة الذاكرة - سيرة حمص 1992.

14- مقاطع من رسائل صديقتي شارلوت - حمص 1995

توفي في 2002

نماذج من أعمال الكاتب

الكأس الفارغة

الأنسان والموت

دجاجتي العقيم

 سباق في مَسبح الدّم

 

سباق في مَسبح الدّم

 

لكأنني لست في بلدي، فما أذكر أنني أعرف هذا الشارع الذي أسير عليه ثم إن الناس يختلفون اختلافاً كلياً في لون البشرة وطراز اللباس عن أبناء بلدي، كنت كالضائع لا أعرف أين أنا ولا في أي اتجاه أسير، والعجيب أن الناس جميعهم يمضون في اتجاه واحد، ما الذي يجعلهم هكذا؟.. وماذا يقصدون؟ أهم في مسيرة أم في جنازة؟.‏

 

ثمة طبول تقرع من بعيد وأصوات أبواق وضجيج وهتافات.. قلت في نفسي لا بد أن يكون هنالك احتفال من نوع ما.. ولكن ما المناسبة.. أنا أعرف أن المناسبات عندنا كثيرة ولكن ليس موعدها الآن.. رأيت رجلاً عجوزاً يقترب مني ويهمس بأذني: إنها القذارة... سألته: ما تعني بالقذارة؟.. أجاب والغضب يرعش يديه وشفتيه: سباق في مسبح الدم وجوائز توزع على الفائزين هذه هي المرة الأولى التي تحدث فيها مباراة رياضية من هذا النوع في بلد عربي.‏

 

أدهشني قوله فسألته: متى وكيف أنشئ هذا المسبح وما الغرض من إنشائه.‏

 

أجاب: إنك على ما يبدو لست من سكان هذه المدينة.. ولكن ألا تسمع المذياع ألا تشاهد التلفزيون ألا تقرأ الجرائد؟.‏

 

قلت: أسمع وأشاهد وأقرأ ولكني لا أفهم شيئاً، لا أستطيع الوصول إلى الحقيقة ولهذا فأنا لا أعرف ما يجري في عالمنا ربما كنت عسير الفهم، بل إني كذلك بكل تأكيد...‏

 

قال: تعال معي لترى بعينيك وتسمع بأذنيك، ولكن دعني أتأبط ذراعك فأنا رجل ضعيف أمضى رحلة طويلة من العمر شاقة ومتعبة، ومليئة بالمآسي.‏

 

سألته: ومن أي بلد أنت؟..‏

 

أجاب: الأصل من حيفا، أما الآن فلا مكان لي على الأرض.‏

 

وسرنا مع الناس في اتجاه المسبح، كقطيع من الحيوانات يساق بلا إرادة.. وجوه حزينة ورؤوس مطرقة إلى الأرض كأنما يخجلها أن تشارك فيما لا ترغب في المشاركة فيه لو أعطيت حرية الرأي هكذا كنت أتخيل وربما كنت على خطأ. قلت للرجل العجوز: ألا تلاحظ أن الجميع غير راضين عن المشاركة في المباراة فلماذا يذهبون إذن؟..‏

 

أجاب هامساً: الزم الصمت فقد اقتربنا من المسبح إياك أن تتفوه بكلمة واحدة لا ترضي القائمين على تنظيم المباراة.‏

 

ودخلنا بين صفين طويلين من الجنود يصوبون بنادقهم نحو الجمهور الذي كان يرفع الأيدي تعبيراً عن الولاء والمسالمة.‏

 

وكانت أصوات الأبواق والطبول والصنوج تصم الآذان أما جدران المسبح الخارجية فكانت مزدانة برؤوس بشرية قطعت حديثاً فهي ما زالت تقطر دماً وقد علقت على الحبال المرفوعة كما تعلق بالونات الزينة، رؤوس متنوعة لشيوخ وأطفال وشباب وأطفال ونساء.‏

 

همست بأذن الرجل العجوز وأنا أرتعد من الخوف ما هذا... إنه كابوس فيما أعتقد ولا شيء من الحقيقة فيما أرى. أجاب: بل إنها الحقيقة كل الحقيقة.. اصمت أيها الأحمق فليس المكان مناسباً للتعليق، المهم أن ترى ما يجري في الداخل. قلت: ألا تشم رائحة النتانة.. هذا ليس مسبحاً وإنما هو مذبح.. أريد العودة، لا أريد الدخول إلى مكان لا أجد فيه راحة النفس...‏

 

أجاب العجوز وهو يمسك ذراعي بقوة: إياك.. فهؤلاء الجنود مكلفون بقتل كل من يدير لهم ظهره.‏

 

وهبت آنذاك ريح قوية وتناثرت على الأرض أوراق أشجار برتقالية اللون ورأيت سحابة سوداء تغطي قرص الشمس فيصبح النهار أغبش كالمساء وثمة سرب من الغربان يحوم فوق رؤوسنا وينعق.‏

 

تخطينا الجنود بسلام ودخلنا المسبح وجلسنا في مكان ملائم وكان المسبح مليئاً بدماء حقيقية، لم أكن أتصور ذلك. ذهلت شعرت بدوار وغثيان، كدت أتقيأ، فكرت بالخروج ولكن الأمر الأسلم لي البقاء هنا حتى نهاية الحفلة.‏

 

كانت أمامنا عل الطرف الآخر من المسبح سدة مغطاة بالمخمل الأحمر وحولها رفعت أعلام أجنبية بينها علم عربي واحد، أعرفه، صفقت له يوم رفع في سماء بلادنا ذات يوم... ثمة رجال لهم شهرتهم العالمية يتصدرون المكان منهم المدنيون من ذوي الوجوه المستطيلة والأنوف المعقوفة ومنهم العسكريون من ذوي الرتب العالية والصدور المغطاة بالأوسمة وأمامهم على منضدة من الخشب الأسود كأسان ذهبيتان من الحجم الكبير ستمنحان بلا شك للفائزين الأول والثاني كانوا في غاية البهجة والسرور يتضاحكون ويتندرون ويتبادلون الأنخاب، وكانت عدسات التصوير وأجهزة السينما والتلفزيون تلقي عليهم الأضواء من كل جانب، أما المذيع فقد بح صوته وهو يتحدث عن ماضيهم وما قدموا للعالم من خدمات سيسجلها لهم التاريخ ما دام للعالم تاريخ.. لم يكن للحرية تمثال قبلهم ولولاهم لما كان للإنسان حقوق ولا كرامة ولا عيش، هم وحدهم أول من وضع حجر الأساس في بناء الحضارة الحديثة وهم وحدهم الذين يقدمون المساعدات المالية والاقتصادية للدول المتخلفة، إن جميع الشعوب الفقيرة مدينة لهم بحياتها، تأكل من قمحهم ومعلباتهم وأرزهم وسكرهم، وهذا كله لقاء ماذا؟.. لا شيء على الإطلاق إنهم لا يريدون سوى محبة الشعوب لهم وفتح بلدانها أمامهم واستقبالهم كأصدقاء، وبذلك فقد يسود السلام في العالم وتأخذ الديمقراطية مكانها في جو من الحرية لا استغلال فيه ولا استعباد.. وظل المذيع يتحدث فلم يترك كلمة واحدة في قاموس الكلمات الطيبة لم يستعملها في امتداح من يجلسون على السدة... وسمعت الرجل العجوز يقول بصوت خافت كأنما يحدث نفسه:‏

 

ـ ما أكثر كلابكم أيها المجرمون.‏

 

فجأة يظهر المتسابقون على حافة المسبح لم يصفق لهم أحد سوى الجالسين على السدة أما الناس فقد شدهتهم المفاجأة فأطرق الجميع إلى الأرض وأيديهم على وجوههم من شدة الخجل.‏

 

قال أحد الحضور همساً: عندما تهدر الكرامة تسقط عن الوجوه الأقنعة والبراقع المزيفة.‏

 

وقال آخر: لا بأس فبالتعرية نستطيع الوصول إلى لب الحقيقة.‏

 

وقال ثالث: أليس لدى الدول المتطورة ـ مايوهات ـ تستر أصدقاءهم.‏

 

وقال رابع: ورقة من التوت على الأقل...‏

 

وكان المتسابقون متعاطفين جداً.. لقد تعانقوا وتبادلوا القبلات وتصافحوا.. وهلل المذيع للروح الرياضية المتسامية وقال الكثير والكثير مما يقال في مثل هذه المناسبات ولكني لم أكن أصغي إلى ما يقول فلقد لفتت انتباهي امرأة حسناء ذات شعر أشقر تطلق ضحكة فاجرة وهي ترفع كأسها واقفة على السدة ثم تقول: عندما أفرغ كأسي وأضعها على المنضدة يبدأ السباق.‏

 

وهكذا كان.. وغاص المتسابقون في مسبح الدم.. كان السباق صعباً في الدماء اللزجة وكان التحرك نحو الهدف بطيئاً جداً. ولكن السينما والتلفزيون ووسائل الإعلام الأخرى كانت ت تحرك بسرعة في كل الاتجاهات.. أما الجمهور الصامت فلم يسلط عليه أي ضوء ولم تلتقط له صورة واحدة.... وكأنه غير موجود...‏

 

وسمعت المذيع يرسل صوته كبوق سيارة معلناً عن اسمي الفائزين الأول والثاني وكانت اللغة غير عربية ولكن من حسن الحظ أن الأسماء لا تحتاج إلى ترجمة...‏

 

ووقفت المرأة الحسناء ذات الشعر الأشقر فخلعت أرديتها قطعة قطعة ورمت بها إلى مسبح الدم ابتهاجاً بفوز من تحب. همس أحد الحضور: يا للدعارة. وهمس آخر: وحواء أيضاً تنسى ورقة التوت.. وهمس ثالث: حركة استعراضية جميلة للترفيه عن السادة.‏

 

وهمس رابع: وأين عيون زوجها:؟‏

 

وهمس الرجل العجوز: عينا زوجها موجودتان هنا.. إنهما عينا الفائز الأول.. ألا ترى كيف ينظر إليها بحب مكثف، ويلوح له بيده شاكراً لها ما فعلت من أجله.‏

 

وسمعت صوت المذيع ينبه الناس إلى أنه يحمل إليهم نبأ هاماً ثم قال بصوت مشبع بروح الكبرياء: وردت إلينا الآن من استوكهولم رسالة هاتفية تقول أن جائزة السلام منحت هذا العام للفائزين الأول والثاني، وصفق الجالسون على السدة وجعلوا يقبلون الفائزين الكبيرين ويهنئونهما بالجائزة التي لا تمنح عادة إلا للرجال العظام.. ولكن صوتاً شعبياً هو صوت الرجل العجوز ارتفع من قلب الجمهور يقول:‏

 

ـ أيها المجرمون.. أيها السفاحون... متى كانت جائزة السلام تمنح للقتلة والخونة؟.. لي في دماء هذا المسبح، دم زوجتي وأولادي الخمسة، وعندئذ وقف أحد الجالسين على السدة وقال بصوت هادئ لا اثر فيه للانفعال: اذبحوا هذا العجوز القذر وأضيفوا دمه إلى دماء المسبح.‏

 

وهب على الفور رجل عملاق فطرح العجوز أرضاً ووضع السكين على رقبته... أغمضت عيني كيلا أراه وبعد لحظات قليلة سمعت المذيع يقول: نختتم هذه الحفلة الرياضية الرائعة التي تمت على أحسن شكل ـ وأجمل نهاية بالإعلان عن مباراة ثانية ستجري في مثل هذا الوقت من العام القادم في بيروت.‏

 

أما أنا فمنذ ذلك اليوم أصبت بعمى الألوان وأصبحت لا أرى غير اللون الأحمر، ومع ذلك فأنا سعيد جداً بهذه الإصابة التي جعلتني أدرك ما يجب أن أفعل.‏

حمص في 24/11/1981‏

 

 

 

دجاجتي العقيم‏

 

 

لم أكن قد تجاوزت التاسعة بعد، عندما نازعتني رغبة ملحة، في استغلال المبلغ الزهيد الذي ادخرته من (خرجيتي) خلال بضعة أشهر.. ورأيت بعد طول التفكير أن ابتاع ديكاً حسن الصوت والشكل ودجاجة أنيقة عريقة، تعطيني من البيض أفخمه وأطيبه..‏

وكان ذلك.. وجئت بالديك والدجاجة فوضعتهما في قفص من الخشب صنعته بنفسي، وكلفني صنعه من المشقة الشيء الكثير، لقد جرحت يدي بالمنشار في مواضع عديدة وأدخلت أحد المسامير في إصبعي.‏

ومضت الأيام وأنا أراقب باهتمام عظيم سلوك الديك والدجاجة، وأنتظر بشوق ولهفة ذلك اليوم السعيد الذي أشاهد فيه شيئاً أبيض يتدحرج بين رجلي دجاجتي السوداء..‏

وكانت الظواهر كلها تشير إلى أن أحلامي وشيكة التحقيق، وأن البيضة المنتظرة ستكون في متناول يدي بين ساعة وساعة..‏

فهاهو ذا الديك العظيم يملأ القفص حركة ونشاطاً، ويصيح بصوته الجميل صياحاً متواصلاً لا هوادة فيه، ويصفق بجناحيه تصفيق الفرح المستبشر، ويدور حول دجاجته الحبيبة بزهو متعجرف أين منه زهو الطواويس.. ولا عجب، فالدجاجة في (زحمة) من أمرها.‏

ولكن الأيام تمضي، والشهور تتعاقب، ولا شيء في القفص غير الصياح والضجيج، والجلبة الفارغة، ولا شيء غير الريش المتساقط..‏

آه، يا للدجاجة الممثلة..‏

رأيتها ذات مرة تقبع على القش المهيأ لبيضها، وتدور حول نفسها ببطء وإعياء، وتقوقي بصوت خفيض جداً، كأنها تعاني أشد آلام الوضع، فقلت في نفسي كان الله في عونك وشد ما كانت دهشتي عندما شاهدتها بعد لحظات قصيرة تنتصب واقفة، وتنتفض عدة انتفاضات قوية، ثم تدرج في أرض القفص باحثة عن الطعام، وكأنما الذي فعلته لم تقصد به إلا اللعب بعواطفي.. ورأيتها مرة أخرى... هي وديكها اللعين، يقيمان الدنيا ويقعدانها صياحاً وعربدة وتصفيقاً بالأجنحة، وقفزاً على القضبان، فقلت لقد آن أوانها، ولن يمضي النهار إلا وتكون البيضة في كفي، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، ومضت تلك المشكلة كزوبعة في فنجان..‏

بيد أن المفاجأة قد حدثت ذات صباح.. فقد لمحت بين رجلي دجاجتي شيئاً أبيض كالثلج يأخذ مكانه على القش المبعثر، فتناولته والسرور يرعش يدي، والسعادة تغمر كياني، وانطلقت به إلى جدتي كالمأخوذ..‏

وأخذت جدتي البيضة من يدي فقلبتها بإمعان وتدقيق، وأطالت إليها النظر، وفجأة أطلقت ضحكة ساخرة، ورمت بالبيضة إلى الأرض.. ورأيت البيضة تتدحرج على الأرض دون أن تنكسر، وفي غمرة من الدهش الصاعق لما أصابني أمام هذه المعجزة، سمعت جدتي تقول: هذه بيضة من الجص.. ولا أدري أي خبيث قد وضعها تحت دجاجتك ليسخر منك.. إن دجاجتك يا ولدي عقيم، وما كان العقم لينتج شيئاً على الإطلاق...‏

(للتعليق والمشاركة بالندوة الخاصة حول أدب الطفل)

 

 

الإنسان والموت

 

 

مسرحية خيالية بفصل واحد‏

 

أشخاص المسرحية:‏

 

ـ المريض‏

 

ـ شبح الموت‏

 

ـ الحياة‏

 

ـ الطبيب‏

 

الوقت: ليلاً.‏

 

وفي إحدى الزوايا يجثم شيح أسود، ذو تكوين مرعب رأسه كالجمجمة وأطرافه كالأجنحة ورجلاه كالذيل وقرب السرير تقف امرأة رائعة الجمال ساحرة الأنوثة تلقي على جسمها الممشوق وشاحاً أخضر ذات تموج خلاّب، ومن بعيد تتردد أصداء موسيقى حزينة).‏

 

الشبح الأسود: (بلهجة غاضبة) أوه.. لقد أملني الانتظار، ما لهذه المرأة التي تسمي نفسها الحياة لا تبتعد عن هذا العجوز المريض، الذي أصبح من شدة الوهن لا يصلح لشيء.‏

 

الحياة: أنا أعرف الوقت المناسب الذي يتحتم علي فيه أن أتركه لك فلا تكن ملحاحاً...‏

 

المريض: (مشيراً إلى الشبح الأسود) ما هذا الشيء الأسود الكريه الذي يجثم هناك..؟ أنني لا أرتاح لوجوده.‏

 

الحياة: إنه الموت يا عزيزي.‏

 

المريض: الموت...؟ ماذا تقولين أيتها الحياة..؟ ألم يبق لي ثمة أمل في الشفاء..؟ اقتربي مني.. التصقي بي.. لا تتركيني... أضرع إليك. الخوف يكاد يقتلني.‏

 

الحياة: لا تخف.. فما دمت معك فلن يصل إليك... ألا تجدني قريبة منك؟ فعلام الخوف...؟‏

 

المريض: آه يا سيدتي، الشيء الذي يقلق بالي وجود هذا الشيء الكريه في غرفتي لماذا لا يذهب عني...؟ أتوسل إليك أن تبعديه بأي وسيلة ممكنة.‏

 

الحياة: إنه قوي وشرس وليس من السهل التغلب عليه، وحين يريد شيئاً ما فلا يمكن الوقوف في وجهه، وأنني أخافه أيضاً كما تخافه أنت... وكثيراً ما أتراجع أمام خطواته الصلبة القاسية.. نحن كائنان متناقضان متنافران ولا يمكن أن نلتقي أبداً... إنه يكرهني... ولقد سمعته يقول ذات مرة:‏

 

"ما يضر الأرض لو كانت كبقية الكواكب خالية من الحياة..؟ هذه الحياة التي تزعجني بضجيجها وضوضائها وحركتها الدائمة... نعم، نعم، ولا أروع من السكون، ولا أجل من الظلام...".‏

 

وعلى كل حال فالوقت لم يحن بعد.. فما زلت أيها العجوز تتمتع بشيء من القوة على الرغم من مرضك.. إنه ينتظر، وما يهم...؟ فلينتظر ما شاء فليس في ذلك ما يدعو إلى القلق والخوف...‏

 

المريض: ولكن لماذا لا ينتظر بعيداً..؟ خارج الغرفة مثلاً...‏

 

الحياة: أنت الآن في حالة شديدة من المرض... ومن يدري..؟ فربما...‏

 

المريض: قولي بصراحة فكلمة ـ ربما ـ لا تعجبني... هل سأموت...؟‏

 

الحياة: أنصحك بعدم التفكير بالموت، فالتفكير به يضعف مقاومتك، وبذلك تعطي الموت فرصة أكبر للقضاء عليك... دع الموت وشأنه أنك ما زلت تتمتع بحواسك... ألن تلتهم طعامك هذا اليوم بشهية ولذة.؟‏

 

المريض: نعم، نعم... وتمنيت أن يكون طعامي أكثر تنوعاً وأوفر كمية...‏

 

الحياة: أرأيت... ألم تكن سعيداً آنذاك؟‏

 

المريض: السعادة دائماً مؤقتة، إنها شيء ظرفي يتعلق بحالة من الحالات وليس لها صفة الاستمرار والديمومة...‏

 

المريض: وكيف أنعم بالسعادة وهذا الشيء الكريه الأسود لا يغرب عن عيني لحظة واحدة.‏

 

الحياة: إن هذا الشيء الذي تخافه لم يكن بعيداً عنك في أي لحظة من لحظات حياتك، إن موقفه منك لم يتبدل منذ ولدت وحتى الآن، ومع ذلك فلقد كانت حياتك تمر بظروف مشبعة باللذة والسعادة... أليس كذلك؟.‏

 

المريض: هذا صحيح، ولكن الأمر يختلف الآن عما كان عليه في السابق... أصغي إلي يا سيدتي الجميلة ولا تملي ثرثرتي، فالكبار يتحدثون كثيرا، شد ما أحبك يا حياتي.. اقتربي مني قليلاً، ضعي يدك الغضة الرحيمة على قلبي الخافق المتعب واستمعي إلى ما أقول..‏

 

إنك تعرفين أنني عندما كنت طفلاً لم أكن أفكر بالموت إطلاقاً ولم يكن لصورته القبيحة أي وجود في ذهني، كنت أعرض نفسي للكثير من المغامرات والمخاطر، أتسلق الأشجار السامقة، وأسبح في الأنهار العميقة، وأقاتل من يقاتلني بشراسة وضراوة، وأصبت بالكوليرا والتيفوس والجدري فلم أهتم، ولم أفكر إطلاقاً بالموت... ولما أصبحت شاباً انصرفت إلى ألوان كثيرة من التسليات... عاشرت النساء وشربت الخمرة ولهوت مع الأصدقاء، وضحكت وغنيت ورقصت، وأحببت الطبيعة، فرحت أنشد جمالها في كل مكان، لا أكترث لشيء، ولا أهتم لما عسى أن يجيء به الغد، نعم لقد كنت أعيش للحاضر وحده، لليوم الذي ليس له غد، وللساعة التي ليس لها يوم، وللدقيقة التي ليس لها ساعة... آه، شد ما كنت سعيداً في ذلك الوقت... ألا تذكرين ذلك يا حياتي...؟؟؟‏

 

الحياة: نعم أذكر... فلقد كنت تعطيني الكثير من وقتك وحبك.. وما زلت تعطيني منهما حتى الآن... أنا لا أشك في حبك فكن مطمئناً...‏

 

المريض: ومرت الأيام يا عزيزتي، ومضى الشباب إلى غير رجعة، وجاءت الكهولة بثقلها والتزاماتها... وجاء معها التفكير بمستقبل الأولاد، والبناء لذلك المستقبل مما لم يترك لي أي مجال للتفكير في ذلك الشيء المرعب الذي يسيطر علي الآن على كل حواسي، نعم لم يكن لغير المادة وجمع المال أي مكان في راس وذلك خشية من المستقبل الذي لم أكن أعرف على أية صورة سيجيء... وها أنذا الآن أفتح عيني وأنا في الثمانين لأرى الحقيقة الرهيبة متمثلة في ذلك الشيء القبيح المخيف الذي يقبع في ذاكرتي كل الوقت وينغص علي عيشي، نعم لم يكن كما تقولين بعيداً عني في أي لحظة من لحظات حياتي منذ خلقت وحتى الآن، ولكن لم يكن له وجود في ذاكرتي، لقد كنت أظن أن الحياة أبدية، وكانت الأعوام تبدو وكأنها طويلة مملة... آه ما أسرع الزمن فبين الطفولة والشيخوخة ليس أكثر من لحظة واحدة يسمونها الحاضر... وما الحاضر.؟ أليس هو تلك اللحظة الزمنية التي لا ندركها إلا بعد مرورها، وما الماضي؟. أليس هو تلك اللحظات المستهلكة من حياتنا... آه يا حياتي كثيراً ما يخيّل إلي أن ليس للوجود كيان... خارج الذاكرة...‏

 

شبح الموت: (بصوت قبيح) أذكر ما شئت أيها العجوز المريض من حياتك الغابرة... ولكن لا تنسى أنك قد نضجت جيداً وحان وقت قطافك...‏

 

المريض: ماذا يحسبني هذا الدميم؟ أو يظن أنني نوع من الفاكهة..؟!..‏

 

شبح الموت: نعم أظنك كذلك فالحياة لك ألوانها وصورها تخضع لقانون واحد... قل لي ما معنى وجودك إذا كنت لا تستطيع أن تعطي الحياة أي شيء يستفاد منه... أترك مكانك للذين يخلقون من جديد، لو كنت تعلم كم أنت ثقيل الظل على أهلك وأصدقائك لاخترت الموت ولم تتمسك بالحياة ذلك التمسك الأرعن...‏

 

لقد سمعتك تتحدث منذ لحظات عن الأيام الجميلة التي أمضيتها في شبابك ولكأن تلك الأيام كانت خالية من الألم... نعم إنك لا تذكر سوى المواقف الجميلة من حياتك وتغمض عينيك عن كل ما هو قبيح ومؤلم. لقد نسيت الجوع، والمرض والحرمان، نسيت الأيام الصعبة التي كنت تتمنى فيها الموت فلا تجد ثمة حقيقة ينبغي عليك أن تذكرها دائماً وهي أن الحياة لا تعطيك اللذة إلا مقرونة بالألم بنسبة متساوية. وما دام الأمر كذلك فليس في التعادل خسارة وربح. ثم ما جدوى الحياة لمن اصبح في مثل سنك، فتعال إلي... بمحض إرادتك، ولا تأسفت على شيء...‏

 

المريض: لا لا... إنني ما زلت أحب الحياة. وفي نفسي آمال كثيرة أريد أن تتحقق...‏

 

شبح الموت: أنا أعرف ما هي آمالك... إنها تنحصر في أن تأكل وتشرب، في أن تمتص من الحياة مادة الحياة دون مقابل، وحتى آخر لحظة من لحظات حياتك... لا تكن جشعاًَ إلى هذا الحد.. أترك شيئاً للآخرين الذين سيجيئون من بعدك.‏

 

المريض: أتسمعين ما يقول أيتها الحياة؟... إنه لا يدري مدى حبي لك فهو يتهمني بالجشع ولا يدري أن الجشع إنما هو وسيلتي الوحيدة للبقاء.‏

 

شبح الموت: وماذا تريد الآن؟؟؟.‏

 

المريض: أريد أن ترحل عني، لا أطيق وجودك هنا ألا تسمعني؟...‏

 

شبح الموت: ولكنك مريض بداء خبيث ولا أمل في شفائك... أو ليس من الأفضل أن تتخلص من آلامك دفعة واحدة وترتاح إلى الأبد.‏

 

المريض: إنني أستطيع أن أتحمل أشد الآلام ولا أستطيع أن أتحمل وجودك هنا...‏

 

شبح الموت: الشيء الذي لا أفهمه أن تخاف ممن يود أن ينهي آلامك ويمنح روحك الحرية المطلقة بانتزاعها من جسدك المهترئ..‏

 

المريض: (متهكماً) ما أجمل هذه الحرية التي تجيء مع الموت...‏

 

شبح الموت: أين كنت قبل أن تولد؟..‏

 

المريض: لا أعلم...‏

 

شبح الموت: وأين ستكون بعد أن تموت...‏

 

المريض: لا أعلم...‏

 

شبح الموت: ثق إذن بأنك فيما ستصير إليه بهد أن تموت لن تكون أسوأ مما كنت في قبل أن تولد، فالمجهول الأول كالمجهول الثاني، كلاهما واحد، وكلاهما يحقق للإنسان عدمية سرمدية مريحة... أنصح لك أن تضرب عن الطعام وتكف عن تناول الأدوية وعندها تجد نفسك ضمن أحضاني بعيداً عن الهواجس المرعبة التي تسببها لك الحياة.‏

 

المريض: (يخاطب الحياة) اسمعي يا عزيزتي، إنه يزهدني بك ويطلب إلي أن أهجرك... ولكأنه لا يعلم أن حبي لك يجري مع كل قطرة من دمائي وتمثل في كل خلية من خلايا جسدي.‏

 

شبح الموت: يبدو أن لا جدوى من الكلام مع هذا المخلوق الذي أصبح كالحيوان يعيش بغرائزه لا بعقله...‏

 

المريض: قل ما شئت...‏

 

اشتمني... العن أبي وأمي، ولكن لا تقترب مني.‏

 

شبح الموت: (يتقدم نحو المريض خطوة واحدة) لقد تأكد لي أنك لا تريد أن تستسلم لمصيرك الجميل بسهولة ويسر، ولابد من معركة بيني وبينك، كن مطمئناً، فالمسألة أسهل مما تتخيل، إنها أشبه ما تكون بغفوة قصيرة حالمة وبعدها ينتهي كل شيء وكأنه لم يكن.‏

 

المريض: (يخاطب الحياة) يا حياتي الغالية: افعلي شيئاً من أجلي، ألا ترين أنه يتقدم نحوي.‏

 

الحياة: (تبتعد عن المريض بمقدار ما يقترب الموت منه)......‏

 

المريض: وأنت أيضاً...؟ أتتركينني في أحرج اللحظات؟.‏

 

الحياة: وما عسى أن أفعل؟؟؟...‏

 

المريض: ألا تدافعين عني... ألا تحاولين إنقاذي من براثن هذا الوحش..؟‏

 

الحياة: هنالك من هم أجدر منك باهتمامي ورعايتي، أتعلم من هم؟.‏

 

المريض: (بيأس) لا.‏

 

الحياة: الأطفال والشباب.‏

 

المريض: آه... أيتها الخائنة لقد عرفتك الآن على حقيقتك، فالشيء الوحيد الذي يهمك ذلك الاستمرار الزمني للحركة الحية. ولا قيمة بنظرك لحياة الأفراد.‏

 

(يدخل الطبيب).‏

 

الطبيب: لعلني جئت في الوقت المناسب فلقد قيل لي أن حالتك سيئة للغاية...‏

 

المريض: نعم يا سيدي... إنها سيئة إلى درجة مخيفة...‏

 

الطبيب: لا تخف... فلدي دواء جديد سأجربه فيك... وأعتقد أنك ستشفى في وقت قريب.‏

 

المريض (مسروراً) أحقاً ما تقول يا دكتور..؟ هات أقبِّل يدك...‏

 

الطبيب: ولكنه دواء شديد ولا يجوز استعماله إلا في المستشفى، وتحت إشراف طبيب مختص. وعلى هذا فيجب أن تنقل فوراً إلى المستشفى... فهل تقبل...؟...‏

 

المريض: أقبل اقبل.. هات يدك. ساعدني على النهوض، أليست السيارة على الباب (يخاطب شبح الموت بتهكم) أنظر لقد أصبحت يا مسكين عاجزاً أمام عظمة العلم.‏

 

الطبيب: من تكلم؟.؟.؟. ليس في الغرفة أحد غيري...‏

 

المريض: أكلم... أكلم... لا ألكم أحداً، إنه نوع من الهذيان يصيبني أحياناً. خذ بيدي يا سيدي لعلني أستطيع أن أصل ماشياً إلى السيارة...‏

 

(الطبيب يأخذ بيده ويخرجان).‏

 

(الحياة تمشي وراءهما بعد أن ترشق شبح الموت بنظرة جانبية ساخرة).‏

 

شبح الموت: (يمشي متثاقلاً نحو سرير المريض ثم يجلس عليه ببطء ويطلق ضحكة خشنة ويقول). (عش ما شئت من السنين، فأنت هالك في النهاية، فالزمن وهم، والحياة وهم، وليس من حقيقة في الوجود غير حقيقتي الخالد).‏

ـ الستار ـ‏

 

 

الكأسُ الفارغة

خاطرة

يا كأسي الفارغة...‏

لا تأسفي لما فات فأنا الآن فارغ مثلك....‏

لقد رشفت رحيقك العطر قطرة قطرة....‏

رشفته في تمهل بليد، لأطيل مدة اللذة‏

ولأبعد النهاية.‏

كنت أعرف النتيجة؟.‏

أدركها تماماً..‏

أعرف أنك ستفرغين ذات يوم وتصحبين رمزاً‏

لأيام مضت كانت تمور بالعاطفة، بالأمل،‏ 

بالحب، بالسعادة‏

ولكن ثقي أن ما أخذته منك قد أعطيته للآخرين‏ 

بلا سؤال........‏

أعطيته كما أخذته، يغمرني الفرح وتهزني نشوة‏

العطاء....‏

كلانا قد أخذ وأعطى...‏

كلانا يشعر الآن بالفراغ وألم الحرمان.‏

أنا أجلس الآن أمامك، أتأملك، أستعيد‏

برؤيتك ذكريات أيامي الجميلة..‏

كوني مثلي أيتها الكأس الفارغة...‏

استعيدي في شخصي الصديق،‏

ذكرياتك الحلوة، كوني راضية وابتسمي.‏

لا تأسفي لما فات...‏

أنا أعرف ما تحدثين به نفسك الساعة...‏

إنك تقولين إنك لم تبخلي على حين أفرغت‏

ذاتك في ذاتي...‏

وأنك لتأخذين علي أنني لم أكن أدرك قيمة‏

عطائك وأنظر إليه باستخفاف كشيء تافه..‏

هذا صحيح....‏

ولكن لا تنسي يا كأسي الفارغة إننا نتقاسم‏

الآن فراغ ما جنيناه.....‏

يحتوينا السأم وتضجرنا الأشياء.‏

كل الأشياء.....‏

الأرقام والأوصاف والأسماء...‏

سكون الليل وضجيج النهار...‏

لظى الصيف وثلج الشتاء......‏

ليس للحاضر يا كأسي الفارغة....‏

حلقة زمنية مستقلة....‏

فالكلمة التي تخرج من أفواهنا تصبح‏

ماضياً منذ وصولها إلى أذن المستمع.‏

والنظرة التي نرشقها حولنا تصبح الصورة‏

الماضية لما التقطت عيوننا..‏

فأين الحاضر؟ ما معناه؟.‏

إنه في كل اتساعه المتخيل ليس‏

أكثر من نقطة التقاء بين ماض وماض...‏

إن ما جاء قد جاء ألف مرة ومرة‏

وما سيجيء هو ذاته الذي جاء‏

وفي دوامة الزمان.....‏

تملأ الكؤوس وتفرغ....‏

وينام الناس ويستيقظون على الرغبة‏

في تحقيق الأحلام..‏

غير عالمين أنهم يعيشون حياتهم‏

في حلم أكبر.‏

يا كأسي الفارغة..‏

الامتلاء نهاية والفراغ نهاية....‏

ولا شيء في الماضي الأقل.....‏

ولا شيء في الماضي القابل...‏

والحاضر وهم....‏

وبعد...‏

فهل تأسفين لما فات....‏

يا كأسي الفارغة.؟؟.......‏

 

أضيفت في07/02/2006/  خاص القصة السورية

 

كيفية المشاركة

 

موقع  يرحب بجميع زواره... ويهدي أمنياته وتحياته الطيبة إلى جميع الأصدقاء أينما وجدوا... وفيما نهمس لبعضهم لنقول لهم: تصبحون على خير...Good night     نرحب بالآخرين -في الجهة الأخرى من كوكبنا الجميل- لنقول لهم: صباح الخير...  Good morning متمنين لهم نهارا جميلا وممتعا... Nice day     مليئا بالصحة والعطاء والنجاح والتوفيق... ومطالعة موفقة لنشرتنا الصباحية / المسائية (مع قهوة الصباح)... آملين من الجميع متابعتهم ومشاركتهم الخلاقة في الأبواب الجديدة في الموقع (روايةقصص - كتب أدبية -  مسرح - سيناريو -  شعر - صحافة - أعمال مترجمة - تراث - أدب عالمي)... مع أفضل تحياتي... رئيس التحرير: يحيى الصوفي

الثورة السورية | ظلال | معاصرون | مهاجرون | ضيوفنا | منوعات أدبية | دراسات أدبية | لقاءات أدبية | بريد الموقع

Genève-Suisse جنيف - سويسرا © 2024  SyrianStory حقوق النشر محفوظة لموقع القصة السورية