الشجرة الناطـقـة
1-
قرشون : تاجر يملك سفينة ثعبان البحر.
2-
شعبوذ : دجّال يدعي السحر والشعوذة.
3-
دحروج : ضخم ، محب للطعام من رجال قرشون
.
4-
خميس : ابن قرشون ، ساذج محب للطيور.
5-
ذئبان : ماكر ، شرس ، عنيف ، من رجال قرشون
.
6-
رضوان : نجار ماهر يعمل في صناعة القوارب وهو والد هشام وجمانة.
7-
هشام : ابن رضوان ، فتى في نحو السادسة عشرة من عمره.
8-
جمانة : ابنة رضوان ، فتاة في نحو الخامسة عشرة من عمرها.
9-
مرزوق : رئيس البّحْارة ، في حوالي الخمسين من العمر ، ماهر ، شجاع.
10-
فارس : بحّار شجاع.
11-
ديب : بّحار.
12-
عادل: نجار.
13-فصيح
: (الببّغاء
(.
14-
عمار : صاحب الحمار الضائع.
المنظر الأوّل
)دكان
النجار رضوان .. أدوات النَجارة معلّقة على باب الدكان ، صناديق خشبية قيد
الصنع هنا وهناك، إلى يسار الدكان وفي العمق نرى البحر الأزرق النجار رضوان
يقوم بصنع أحد الصناديق الخشبية ،.. نسمع صوت جمانة وهي تنادي والدها من خارج
المسرح ).
جمانة : (تنادي)
بابا .. بابا .. (يتوقف رضوان عن العمل .. تدخل جمانة حاملة رسالة) بابا ..
انظر لقد أرسل أخي هشام رسالة من الميناء الكبير
.
رضوان: (يأخذها
بفرح) من أعطاك إيّاها؟
جمانة : صديق لهشام
كان عائداً إلى بلده..
رضوان: وأين هو ؟
جمانة : لقد تابع
سفره وهو يرسل السلام إليك
..
رضوان: (ينظر بريبة
هنا وهناك) وهل شاهدكِ قرشون أو أحد رجالهِ وأنتِ تأخذين الرسالة ؟
جمانة : كلا .. كلا
..
رضوان: (يفتح
الرسالة) اقرئي الرسالة
..
جمانة : (تقرأ) أبي
الغالي .. أختي الغالية جمانة .. عمي مرزوق النجار العظيم .. أصدقائي البّحارة
لقد أنهيت تعليمي في مدرسة صناعة السفن وسوف أعود إليكم في اليوم الخامس من
الشهر القمري - (تتوقف جمانة وتحسب زمن الوصول) يا إلهي هذا يعني بأنه سيعود
بعد يومين (تتابع القراءة) وأُرسل إليكم ضمن الرسالة صورة لإحدى السفن التي
صنعتها مع رفاقي (تخرج صورة السفينة وتتأملها بسرور كما يتأملها رضوان) أليست
جميلة يا أبي ..؟
رضوان: نعم يا
جمانة .. كم أتمنى أن نصنع مثلها هنا حتى نتخلص من ظلم قرشون ورجاله..
جمانة :( تتابع
القراءة) وسوف أتعاون مع البحارة بعد عودتي من أجل صنع السفينة التي نحلم بها
(يسمع صوت دحروج وهو ينادي من خارج المسرح).
رضوان: هذا دحروج
.. هاتي الرسالة (تعطيه جمانة الرسالة وتنسى رسم السفينة الذي يسقط على الأرض
.. يدخل دحروج وهو يأكل قطعة خبز أو خياره)..
رضوان: ماذا تريد
يا دحروج ؟..
دحروج: أرسلني
قرشون كي أخبرك (يتوقف وكأنه نسي
).
رضوان: بماذا ؟0
دحروج: لقد نسيت ..
يبدو أنني جائع .. ماذا أفعل أنا أنسى حتى اسمي عندما أكون جائعاً
..
رضوان: ولكنك كنت
تأكل خيارة ..؟
دحروج: الخيار لا
يشبعني أبداً .. أنا أحب الكعك .. هل لديك كعك ياجمانة ؟
جمانة : انتظر ..(
تدخل الدكان وتأتي له بكعكة فيأكلها بسرعة
)
دحروج
: (بعد التهام
الكعكة) فطنت .. سيدي قرشون يطلب منك يا رضوان أن تسرع في صنع الصناديق الخمسين
التي طلبها منك ..
رضوان: هل تعرف
ماذا يريد أن يشحن فيها ؟
دحروج: لا أدري
ربما خرافاً أو دجاجاً
..
جمانة:
الخراف لا توضع في مثل هذه الصناديق يا دحروج.
دحروج: (يضحك
بغباء) معك حق يا جمانة ..(فجأة) أنا زعلان منك يارضوان..
رضوان: لماذا .؟
دحروج: لقد وعدتني
بأن تصنع لي سيفاً (يحضر له رضوان سيفاً خشبياً )
رضوان: وماذا ستفعل
به ؟
دحروج: سأقطع به
رأس الببغاء فصيح ورأس خميس (ينتبه فجأة إلى رسم السفينة الذي نسيته جمانة على
الأرض ..يلتقطه) ماهذا .؟
(تحاول جمانة أن
تستعيد الرسم) .. إنه يشبه السفينة..
جمانة : كلا ...
إنه صورة لصحن فواكه .. (تقوم جمانة بتعديل الرسم وترسم على سطح السفينة عدداً
من الفواكه) مارأيك .. أليس لذيذاً ..؟
دحروج: حقاً إنه
لذيذ .... ليته كان صحن فواكه حقيقي (يلف الرسم
).
جمانة : ماذا ستفعل
به ؟
دحروج: سأعلّقه فوق
فراشي حتى أحلم بأني أجلس قرب مائدة مليئة بالطعام والفواكه (يخرج دحروج
حاملاً الرسم)
جمانة : الذنب ليس
ذنبي.. كيف نسي الرسم هنا..
رضوان: أرجو ألا
ينتبه قرشون إلى الرسم...
جمانة : إنه خبيث
ويشك في كل شيء ..(صوت ريح .. ينظر رضوان باتجاه البحر)..
رضوان: يبدو أنّ
هناك عاصفة قادمة
..
جمانة : ولكنّ عمي
مرزوق والبّحارة مازالوا في البحر
..
رضوان: عمك مرزوق
ربّان ماهر وسوف يقود السفينة بأمان إلى هنا إن شاء اللّه
..
)إظلام(
المنظر الثاني
)دكان
التاجر قرشون إلى يسار المسرح .. إلى اليمين والعمق يظهر البحر .. على باب
الدكان عدد من الأكياس والصناديق ، التاجر قرشون يجلس على باب الدكان وهو يشرب
النارجيلة وأمامه طاولة صغيرة عليها صحن مليء باللوز.. ذئبان قد صعد إلى مكان
مرتفع في اليمين وهو يحدق باتجاه البحر .. خميس قد جلس على الأرض وهو يداعب
ببغاءه فصيح(
قرشون
: هل ترى
سفينتي يا ذئبان ؟
ذئبان
: كلا يا سيدي
..
قرشون
: من المفروض
أن تكون قد وصلت إلى المرفأ منذ الصباح .. هيّا تابع النظر يا ذئبان
..
ذئبان
: حاضر يا سيدي
..
فصيح : (الببغاء) :
(يصرخ) : لوز .. لوز..
خميس : هل تريد
لوزاً يا فصيح ..؟
فصيح : (يتابع) لوز
... لوز .. (يمدّ خميس يده نحو صحن اللوز ويمسك كمية ولكنّ قرشون يقبض على يد
خميس بقوة ويضربها
)..
قرشون
: لمنْ تأخذ
هذا اللوز يالص..؟
خميس : للببغاء يا
أبي ..
قرشون
: (ساخراً) ألا
يأكل ببغاؤك المدلل إلاّ اللوز؟
خميس : فصيح يحبّ
اللوز ..
قرشون
: هه .. ماذا ؟
خميس : اللوز يجعله
طليق اللسان ..
قرشون: إنه أكبر
ثرثار في العالم
..
خميس : كلا ياأبي
.. اللوز يجعله مؤدّباً وينطق بالحكم المفيدة..
فصيح : قرشون بخيل
.. قرشون بخيل..
قرشون: اسمع هذه
الحكمة ... اسمع (يهاجم الببغاء بالسوط ويضرب القفص ولكن خميس يحمل قفصه
بعيداً) أنا بخيل يا غراب .. يا بومة .. يا دجاجة بلا ريش... أقسم بأني سأبيعك
في سوق الدجاج والصيصان
...
خميس : إذا بعته
فسوف أرمي نفسي في البحر..
قرشون: ارم نفسك
وخلّصني منك ومن هذه المصيبة (يدخل دحروج شاهراً سيفه الخشبي ومعه رسم السفينة
)..
دحروج: هل تسمح لي
بقطع رأس هذا الببغاء يا سيدي..؟
قرشون: أبعدْ سيفك
يا أحمق وأخبرني ماذا حدث معك ؟
دحروج: لقد ذهبت
إلى النجار وأخبرته
..
قرشون: بمَ أخبرته
؟
دحروج: (يحاول
التذكر) يبدو أنني نسيت
..
قرشون: نسيت ! ..
يا سلام ...
دحروج: أنا جائع
..
قرشون: جائع .. أنت
حوت ولست بشراً (يصرخ فجأة) قل لي ماذا أخبرت النجار رضوان ..؟
دحروج:( خائفاً)
كما قلت لي ..
قرشون: وماذا قلت
لك ؟..
دحروج:لا أدري ..
أنا جائع .. لقد أعطتني جمانة صورة صحن فواكه .. انظر ..( قرشون يضرب الصورة
بعصبية فتسقط على الأرض
..)
قرشون: أرسلك كي
تخبر رضوان بأن يسرع بصنع الصناديق فتأتيني بهذا الرسم السخيف
...!
دحروج: (يلتقط
الرسم ويفرده) انظر يا سيدي .. إنه رسم جميل لصحن فواكه .. أنا أحب الفواكه..
قرشون: (ينتبه
للرسم فيخطفه بسرعة) مَنْ رَسَمَهُ؟
دحروج: جمانة
الحلوة ... وقد أعطتني كعكة
..
قرشون: (يحدث
نفسه) يالها من ماكرة .. إنه رسم سفينة (لدحروج) هل أنت واثق أنّ جمانة هي التي
رسمته ..؟
دحروج: جمانة قد
رسمت الفواكه في الصحن..
قرشون: وماذا كان
يشبه قبل أن ترسم الفواكه..؟
دحروج: كان يشبه
السفينة..
قرشون: حسناً ..
اصعد الآن مكان ذئبان وراقب قدوم سفينتي ثعبان البحر..
)يهبط
ذئبان ويسلم منظار المراقبة لدحروج الذي يصعد ويراقب البحر بملل .. يرتفع صوت
الريح(
قرشون: (باضطراب)
هناك عاصفة قادمة .. هل ترى شيئاً يا دحروج ..؟
دحروج: كلا يا سيدي ..
فصيح : (يصرخ)
عاصفة .. عاصفة ... عاصفة..
قرشون: أسكتْ هذا
الببغاء المشؤوم يا خميس
..
خميس : فصيح متنبئ
جوي وهو يعرف تماماً بأنّ العاصفة قادمة
..
قرشون: عاصفة ..
هذا ماكان ينقصني .. سفينتي في وسط البحر وفيها بضاعة بألف دينار
...
خميس : اخرس.. قطع
اللّه لسانك ..
فصيح : عاصفة ..
عاصفة ..
قرشون: أسكتْ هذه
البومة .. وإلا أسكتُّها أنا
...
خميس : حاضر ..
حاضر .. أسكتْ يا فصيح
قرشون: يجب استدعاء
الساحر شعبوذ لإبعاد العاصفة : (يصرخ) دحروج .. انزل فوراً..
دحروج: لماذا ؟ هل
الطعام جاهز؟
قرشون: سأجهز قبرك
.. انزلْ بسرعة (ينزل دحروج) اذهب حالاً وأحضر لي الساحر شعبوذ (يعطي دحروج
المنظار لذئبان ثم يخطف صحن اللوز ويهرب..)..
فصيح : دحروج لص ..
دحروج لص ... (يركض قرشون ويلاحق دحروج بالسوط خارج المسرح .. نسمع صرخات دحروج
وهو يتلقى العقاب .. يدخل قرشون وقد استعاد صحن اللوز...)
)إظلام(
المنظر الثالث
)طريق
عام .. أمام أحد البيوت نرى الساحر شعبوذ وقد ارتدى ثياباً غريبة الشكل وقبعة
طويلة ... معه كرة بلورية بيضاء مثبّتة على حامل وقاعدة .. أمامه رجل اسمه
عمّار وقد أضاع حماره وشعبوذ يحاول معرفة مكان الحمار(
شعبوذ : ما اسمك ؟
عمّار: قلت لك ..
عمّار
شعبوذ : وما اسم
حمارك ..؟
عمّار: بردوع
..
شعبوذ : (يردد)
عمَّار ... أضاع الحمار .. عمار أضاع الحمار.. وأين أضعتَ حمارك يا عمار..؟
عمّار
: لقد ربطته هنا على
باب الدار ثم دخلت البيت لأتغدى وحين خرجتُ لم أجده..
شعبوذ : وهل دخل
وراءك إلى البيت دون أن تشعر به..؟
عمّار :( وقد بدأ
صبره بالنفاذ) كلا
..
شعبوذ : هل تعرف
أين هرب الحمار ياعمّار ..؟
عمّار : لو كنت
أعرف لما سألتُك...
شعبوذ : (يفطن) هذا
صحيح .. صحيح .. ولكنّي أريدك أن تجيبني على بعض الأسئلة
عمّار : تفضّل
..
شعبوذ : هل أزعجتَ
الحمار ..؟
عمّار : كلا
..
شعبوذ : هل ضربته
وأهنته ..؟
عمّار : كلا
..
شعبوذ : هل شتمته
مرة وناديته يا حمار..؟
عمّار : طبعاً ..
وهل تريدين أن أناديه يا كنار..؟
شعبوذ
: هل حمّلْتَ
فوق ظهر أحمالاً ثقيلة..؟
عمّار: (نفذ صبّره)
كلا .. كلا..
شعبوذ: هل أطعمته
برسيماً ..؟
عمّار: (صارخاً) هل
تريد أن تبحث لي عن الحمار أم لا؟
شعبوذ: اسكت ..
أيها الجاهل .. هذه التحقيقات ضرورية قبل البحث عن الحمار.
عمّار:أسرع وخلصني
شعبوذ : (يحضر
الكرة ويدور بيده حولها) العثور على الحمير قد صار يكلّف الكثير .. وخاصة إذا
ضاع الحمار في هذه الحارة كأنه فارة
عمّار: كم ستأخذ
مني أجراً لإيجاد الحمار..؟
شعبوذ
: (يحوم بيديه
حول الكرة ويهمهم) العفريت دخان يريد دجاجة وبطة وديكاً له عرف أحمر
عمّار: هذا كثير يا
شعبوذ...
شعبوذ
: لاتقل هذا
الكلام وإلا ضاع الحمار كأنه بخار
عمّار: حسن ..
سأعطيك ماتريد
شعبوذ: ليس لي ..
وإنما للعفريت دخان خادم اصطبل الجان .. ماذا قلت ؟
عمّار: حاضر ...
حاضر
)شعبوذ
يدور بيديه حول الكرة ويتمتم ويدمدم
)
شعبوذ : أيها
الحمار الهربان اظهرْ وبان على يد العفريت دخان ... عليك الأمان (يصرخ) يالطيف
.. يالطيف..
عمار: (فزعاً) ماذا
حدث يا شعبوذ؟
شعبوذ: حمارك
الهارب بردوع يطارده ذئب ينهشه الجوع في وادي الزلّوع..
عمّار: أرجوك ..
اطلب من العفريت دخان أن ينقذ حماري من الذئب الجوعان
..
شعبوذ
: (بعد استشارة
الكرة) إنقاذ الحمار من الذئب الجوعان يحتاج إلى جرة من دبس الرمان
عمّار: سآتي لك
بهذه الجرة غداً...
شعبوذ: قلت لك ليس
لي .. ألا تفهم ؟!
عمّار: حاضر. حاضر
للعفريت دخان
شعبوذ : يالطيف ..
يالطيف .. اللّه أكبر
عمّار: (مذعوراً)
ماذا حدث أيضاً؟
شعبوذ: حمارك
اللعين يستعد الآن للقفز فوق سور الصين. وإذا لم تقدم سلة من التين فلن تراه يا
مسكين!
عمّار: سور الصين
..!
شعبوذ
: ادفع يا عمار
قبل أن يطير الحمار
عمّار: سأدفع ..
سأدفع .. اللعنة على هذا الحمار...
شعبوذ
: والآن
سأغنّي لحمارك أغنية سحريّة ..
)يدخل
في أثناء ذلك دحروج جاراً الحمار بردوع ، ويقف في طرف المسرح دون أن يراهما أحد(
شعبوذ: ما اسم
حمارك.؟
عمّار: بردوع ..
بردوع
شعبوذ : واسم أبيه
؟
عمّار: أبوه بردع
.. وأمه بردوعة وأخوه بردعان
شعبوذ
: أسماء لطيفة
(يغني
(
يا بردوعْ يابردوعْ
عُدْ لصاحبكَ
المفجوعْ
لا تهربْ أبداً لا
تهربْ
بل ارجعْ .. ارجعْ
برجوعْ
صاحبُك يبكي لفراقك
وعيونه مثلُ
اليبنوعْ
عمّار: (يبكي) آه..
آه ... نعم عيوني في البكاء مثل الينبوع.. آه..آه..(يندفع الحمار نحو عمار وهو
ينهق ويدفع شعبوذ في طريقه فيسقط على الأرض..)
عمّار: (وهو
يعانقه) حماري .. حماري العزيز
شعبوذ : (مازال على
الأرض) أرأيت ؟لقد عاد من البلاد الصينية ، بفضل أغنيتي السحرية
..
دحروج: كلا .. لقد
وجدته قرب حقل البرسيم يتشاجر مع حمار قرشون .. (يأخذ عمّار حماره ويخرج)
شعبوذ : إلى أين؟
عمّار:
إلى بستاني..
شعبوذ : وأجرتي ..
اقصد أجرة العفريت دخان
عمّار : خذها أنت
وعفريتك (يضحك ساخراً) من بلاد اليابان ..( يخرج مع الحمار)
شعبوذ: لقد أفسدت
كل شيء يا أحمق ..
دحروج: أنا لا
علاقة لي ..
شعبوذ
: (ينهض) ماذا
تريد؟
دحروج: سيدي قرشون
يريدك في الحال
شعبوذ : لماذا؟
دحروج: هناك عاصفة
قادمة
شعبوذ : ومن قال
ذلك؟
دحروج: الببغاء
فصيح
شعبوذ : يا سلام ..
صاروا يصدقون الببغاء فصيح .. لماذا لا يسألونني أنا؟
دحروج: أسرع الآن
لترى قرشون فهو خائف على سفينته من العاصفة
يجمع شعبوذ أدواته
ويضعها في كيس ثم يخرج مع دحروج
)إظلام(
المنظر الرابع
)دكان
قرشون .. صوت الريح قد اشتد ، قرشون يقف في المكان المرتفع ويراقب البحر
بمنظاره وهو قلق ، ذئبان يقف على باب المخزن، خميس يحمل ببغاءه).
قرشون: لا يوجد في
البحر أية سفينة
فصيح : عاصفة ..
عاصفة .. عاصفة
قرشون: هذا الببغاء
اللعين يهيج أعصابي أسكتوه
خميس : اسكت يا
فصيح
(يدخل رضوان
وجمانة)
رضوان: هل من أخبار
عن السفينة والبّحارة يا سيد قرشون ؟
قرشون: (وهو يهبط)
كلا .. كلا .. (يعطي المنظار لذئبان الذي يصعد مكانه)... مصيبة ... مصيبة ..
السفينة فيها بضاعة بأكثر من ألف دينار
..
رضوان: لقد صنعت لك
خمسين صندوقاً ما طلبت
..
قرشون: وماذا
تنفعني صناديقك إذا غرقت سفينتي (صوت الريح يشتد) ألم يحضر الساحر شعبوذ حتى
الآن؟
خميس: لقد ذهب
دحروج لإحضاره
قرشون
:
اللعنة على الاثنين ..
(لذئبان) هل ترى شيئاً في الأفق ؟
ذئبان: كلا يا سيدي
قرشون: إذ غرقت
سفينتي فسوف تكون نهايتي حتماً (يأتي بورقة وقلم ويحسب) ، ثمن السفينة ألفان..
ثمن البضاعة ألف دينار .. ياويلي .. ياخراب بيتي .. سأخسر ثلاثة آلاف ومئتي
دينار .آه..آه..
جمانة: أنت لا تفكر
إلا في السفينة والبضاعة..
قرشون: وبماذا
تريدينني أن أفكر ؟
جمانة: بعمّي مرزوق
والبحارة فارس وديب وعادل .. ألا تفكر بنجاتهم قبل سفينتك ؟
قرشون: لن ينفعني
نجاة البحارة إذا غرقت سفينتي
جمانة: حياة كلّ
بحار أفضل من سفينتك وماعليها ألف مرة
..
قرشون: أنت قليلة
الأدب
رضوان: أنا لا أسمح
لك بإهانة ابنتي
قرشون: ولكنها
خبيثة وقليلة الأدب أيضاً
رضوان: كلا ..
ابنتي لم تقل إلا الحق .. حياة البحارة أهم كثيراً من سفينتك...
قرشون: هكذا إذاً
.. حسن .. لن أشتري منك الصناديق أو أعطيك قرشاً واحداً..
رضوان: أنت الذي
طلبتها
قرشون: لم أعد
بحاجة إليها
ذئبان: (يهبط ذئبان
ويهدد رضوان) سيدي يقول إنه لم يعد بحاجة إلى الصناديق ألا تفهم؟
(يدخل
شعبوذ حاملاً أدواته ومعه دحروج)
قرشون: وصلتَ
أخيراً يا شعبوذ العاصفة ستخرب بيتي. أوقفها قبل أن تشتدّ وتحطم السفينة
..
شعبوذ : ومَنْ الذي
تنبأ بقدوم العاصفة؟
فصيح : أنا .. أنا
!..
شعبوذ : لا .. لا
.. هذا اعتداء خطير على اختصاصي في التنبؤ بالأحوال الجوية
دحروج: (يشهر سيفه
الخشبي) أنا أقترح ذبح الببغاء مع أن لحمه ليس لذيذاً (خميس يخاف ويأخذ ببغاءه
بعيداً)
فصيح: (يصرخ)
دحروج جزّار ... دحروج جزّار
دحروج: (يهاجم خميس
والببغاء) سأقطع رأس هذا الببغاء وأتعشّاه هذه الليلة
(خميس يتناول عصا
ويبارز دحروج مدافعاً عن ببغائه ، الببغاء يشجع خميس)
قرشون: (يتدخل
بينهما) كفى أيُّها الحمقى (يضربهما بسوطه) العاصفة قادمة وأنتم تتشاجرون
كالحمير (لشعبوذ) .. أسرع وخلصنا
(يُخرج شعبوذ قطعة
قماش عليها رسوم غريبة ويربط زواياها بمرس)
شعبوذ : فليمسكْ
كلّ واحد بطرف من أطراف هذا الشراع المانع للعواصف (يمسك كلٌّ من ذئبان وخميس
ودحروج وقرشون بأطراف الشراع
)
هيا قفوا في مواجهة
الريح القادمة من البحر (يقفون باتجاه البحر) عندما تأتي الريح العاصفة من كهف
الرياح فسوف تصطدم بهذا الشراع فتعود هاربة كأنها دجاجة خائفة ... هيا أسرعوا
معاً
إلى الأمام ...
(يتقدم الأربعة حملة القماش إلى الأمام تشتد الريح) تقدّموا تقدّموا يا رجال
كالأفيال .. (قرشون يغني.)
هيا اهربي يا
عاصفةْ
مثلَّ الدجاجة
الخائفةْ
عودي إلى كهف
الجبلْ
قد جاء شعبوذُ
البطلْ
)تشتد
الريح .. أصوات برق ورعد .. يتراجع حملة الشراع ويحاول شعبوذ دفعهم من الخلف في
مواجهة الريح التي تشتدّ لكنهم يتراجعون جميعاً ويسقطون بعضهم فوق بعض ...
إظلام ، برق ، رعد ، ريح ، ... أصوات أمواج ثائرة ، تهدأ الأصوات شيئاً فشيئاً
... هدوء .. أصوات نوارس ... يرتفع غناء البحارة من بعيد وهم قادمون .. إضاءة
.. نلمح شراع السفينة في عمق المسرح
..(
البحارة :
)يغنون(
عُدنا من أعماقِ
البحرِ
نشتاقُ لعناقِ
البّرّ
قاومْنا الريحَ
الجبارْ
صارعنا أمواج البحر
قائِدُنا قبطانٌ
ماهرْ
أنقذَنا من ليلِ
الخطر
)تتقدّم
السفينة من العمق بشراعها .. يخرج قرشون وجماعته من مخابئهم في الدكان أو بين
الصناديق كما يخرج رضوان وجمانة ... تتوقف السفينة ويهبط منها البحارة ... فارس
، عادل، ديب ، مرزوق ... يتقدمون من العمق نحو خشبة المسرح وقد ظهر عليهم التعب
والإرهاق ، يركض شعبوذ وقرشون ودحروج وخميس نحو السفينة ليتفقدوها .. العم
مرزوق يعانق رضوان وجمانة ... رضوان وجمانة يهنئان البحارة بالسلامة(..
رضوان: الحمد للّه
على سلامتكم جميعاً
...
مرزوق: سلّمك اللهُ
يا رضوان ... كيف حالُك يا جمانتي.؟
جمانة: أنا بخير ..
خفنا عليكم كثيراً
فارس: لولا مهارةُ
العم مرزوق لكنا الآن مع السفينة في أعماق البحر
مرزوق: لا تقل هذا
يا فارس لقد كنتم جميعاً أبطالاً في مقاومة العاصفة
جمانة : عندي لكم
أخبار جيدة
مرزوق: ماهي؟
جمانة: (تخرج
الرسالة .. يدخل أثناء ذلك شعبوذ ،) لقد أرسل هشام هذه الرسالة من الميناء
الكبير
)
مرزوق يقرأ الرسالة فرحاً... يدخل قرشون وذئبان وفهيم فيخفي مرزوق الرسالة
.)
قرشون: البضاعةُ
ناقصةٌ يامرزوق
مرزوق: لقد اضطررنا
إلى رمي قسم من حمولة السفينة في البحر أثناء العاصفة
قرشون: ولكن
البضاعة التي رميتموها تساوي ثلاث مئة دينار
مرزوق: احمد اللّه
لأنّ البحارة والسفينة قد وصلوا سالمين
قرشون: أنا لا
علاقة لي بالبحارة .. وأريد بضاعتي سالمة كاملة .. تامة .. مفهوم ؟
فارس : لولا رمي
البضاعة في البحر لكنّا جميعاً في أعماق البحر
قرشون: أنا لن
أتحمل أيّة خسارة
مرزوق: مًنْ
يتحمّلها إذاً؟
قرشون: أنتم
طبعاً.. وسأخصم عليكم ثَمن البضاعة من أجرتكم .. هه (يبدأ حساباته)
..
رضوان: لكنّ
البحارة لا ذنب لهم
قرشون: (لا يرد
ويتابع حساباته) أجرةُ البحار في اليوم ديناران .... بقيتم عشرين يوماً في
البحر... ثمن البضاعة ثلاث مئة وأربعون ديناراً ...(يخرج كيساً) .. خذوا أجرتكم...
مرزوق: (دون أن
يأخذ الكيس) ماهذا؟
قرشون: كيس فيه
عشرون ديناراً بالتمام والكمال
مرزوق: لكن أجرة
البحارة بعد عشرين يوماً من السفر والعذاب ثلاثمئة وستون ديناراً
قرشون: أعرف ولكني
خصمت ثمن البضاعة التي قذفتم بها في البحر دون رحمة
قارس: إنّ هذا
المبلغ لا يكفي ثمن خبز لأولادنا..
ذئبان: هل ستأخذون
المبلغ أم لا..؟
مرزوق: ... كلا...
احتفظْ به لنفسك .. (ينصرف غاضباً مع البحارة
)
قرشون :( ساخراً)
.. مع السلامة .. (يعيد المبلغ إلى جيبه) ستعودون رغماً عنكم وتعملون على
سفينتي...
شعبوذ : سفينة سيدي
هي الوحيدة في هذه المدينة
(
يضحك قرشون ويتبعه
رجاله حتى الببغاء).
فارس : (يتوقف مع
البحارة) لا تضحكوا كثيراً
قرشون: لماذا؟
مرزوق: لأن المنتصر
هو الذي سيضحك في النهاية (يخرج مرزوق مع البحارة)..
قرشون: هل تعرفون
ماذا يقصد ؟
دحروج: يقصد بأننا
سنضحك أولاً وهم سيضحكون أخيراً (يضحك
)..
قرشون: (يضربه
فيسكت) اخرس يا غبي (بمكر) أنا واثق أنهم يدبرون مؤامرة ضدي في الخفاء
...(يصرخ) شعبوذ..!
شعبوذ: حاضر يا
سيدي ..
قرشون: (يحاول أن
يهمس لشعبوذ ولكن دحروج يقترب منهما متوهماً أنهما يتحادثان عن وليمة) اسمع
ياشعبوذ .. تلحق حالاً بالبحارة فأنا أتوقع (ينتبه إلى وجود دحروج يتنصت) ماذا
تفعل يا دحروج؟
دحروج: أريد أن
أعرف مكان الوليمة
..
قرشون: أية وليمة؟
دحروج: التي تريد
إرسال شعبوذ إليها دون أن تخبرني
قرشون: (يضربه
ويطارده) سأرسلك إلى وليمة في جهنم أيها الحوت الشره (يهرب دحروج .. يعود قرشون
لإكمال أوامره لشعبوذ ... يعود دحروج محاولاً التنصت من بعيد) اسمع .. تلحق
حالاً بالبحارة وتتسلل خلفهم فأنا واثق أن مرزوق الماكر وأعوانه يدبرون مؤامرة
ضدي .. هيا بسرعة ...(يسرع شعبوذ للحاق بالبحارة... يحاول دحروج اللحاق به لكن
قرشون يمسك به) .. إلى أين؟ هيّا أنزل البضاعة من السفينة مع ذئبان وخميس
..
خميس: وأين نضعها ؟
قرشون: في المستودع
طبعاً .. هيا بسرعة
قرشون: (ينتزع
القفص) اترك القفص الآن وأسرع لتفريغ السفينة
..
فصيح: (يصرخ) قرشون
شرير .. قرشون شرير
..
)
يغطيه قرشون فيسكت(
)إظلام(
الـمنظر الـخامـس
)دكان
النجار .. مرزوق ، رضوان ، فارس ، عادل ، ديب ، يتناقشون وقد ارتفع صياحهم(
فارس: لم نعد
قادرين على احتمال قرشون أكثر من ذلك
عادل: إنه يسرقنا
..
ديب: أنا لن أعمل
عنده
فارس: وأنا أيضاً
مرزوق: اطمئنوا..
لقد اقترب موعد الخلاص
فارس: كيف ؟
)يدخل
شعبوذ متسللاًً ويستمع ‘إلى حديث البحارة وهو متنكر
)
مرزوق:( يخرج رسالة
هشام) هذه رسالة من هشام ويقول فيها أنه سيصل إلى المدينة بعد غدٍ
...
عادل: وهل تعلم
مهنة بناء السفن ؟
مرزوق: نعم وسوف
نبني معاً سفينتنا بأيدينا..
فارس : ونتخلص من
ظلم قرشون..
ديب: ومن أين سنأتي
بالخشب لبناء سفينتنا ؟
رضوان: من غابة
الصنوبر الشمالية
ديب: يقولون بأنها
مليئة بالأشباح والأرواح الشريرة
مرزوق: هذا كلام
فارغ ينشره شعبوذ الدّجال (تدخل جمانة فترى شعبوذ وحين يلمحها يهرب بسرعة
(
جمانة: (تصرخ) من
أنت ؟ .. (تلاحقه قليلاً ثم تعود...)
رضوان: ماذا حدث يا
جمانة ؟
جمانة: كان هناك
شخص يتجسس عليكم وقد سمع كل الكلام
..
فارس: وهل عرفته
..؟
جمانة: كلا ... لقد
كان متنكراً
مرزوق: لقد أرسله
قرشون حتماً
عادل: وما العمل ؟
لقد عرف الجاسوس موعد قدوم هشام حتماً..
رضوان: لابد من
حماية هشام قبل أن يعتدي عليه قرشون ورجاله
جمانة: سأذهب أنا
وفارس وعادل لملاقاته وتحذيره في الطريق
...
جمانة: أنا عندي
خطة لحماية أخي هشام من قرشون ورجاله..
مرزوق: ماهي يا
جمانة ؟
جمانة: سأشرحها لكم ..
)
تشرح
الخطة همساً(
)إظلام(
المنظر السادس
)دكان
قرشون ... ذئبان ودحروج وخميس ينقلون الأكياس والصناديق من السفينة نحو الدكان
.. وقرشون يحصي الصناديق على دفتره(
قرشون: كم كيساً
نقلت حتى الآن يا ذئبان ؟
ذئبان:
تسعة يا سيدي
قرشون: وأنت يا
خميس ؟
خميس : (يتذكر) لا
أدري .. ربما كانوا
..
فصيح : سبعة ..
سبعة
قرشون: يا سلام
الببغاء يعرف وأنت لا تعرف .. (لدحروج) وأنت كم كيساً نقلت حتى الآن ؟
دحروج: (يعد على
أصابعه) عشرين .. بل ثلاثين
فصيح : عشرة عشرة
دحروج: بل ثلاثين
يا كذاب ..
فصيح :... عشرة ..
عشرة... كذاب.. كذاب
دحروج: (يشهر سيفه
الخشبي) اسمح لي يا سيدي بقطع رقبة هذا الببغاء ، خميس (يدافع عن ببغائه
)
قرشون: كفى ياأحمق
تضعُ عقلك في عقل الببغاء
دحروج: إنه خبيث يا
سيدي ويكرهني
قرشون: اخرس (يدخل
شعبوذ مضطرباً ومسرعاً).
شعبوذ : مصيبة.
مصيبة.. يا سيدي
قرشون: مالذي حدث ؟
شعبوذ : هشام ابن
النجار رضوان سيعود بعد غد من الميناء الكبير وقد تعلّم مهنة بناء السفن.
قرشون: ماذا تقول ؟!
شعبوذ : كماسمعت يا
سيدي .. لقد رأيت الرسالة التي أرسلها من هناك
..
قرشون: ياويلي.
ياويلي سيخربون بيتي .. متى سيعود
..
شعبوذ : بعد غد يا
سيدي ..
قرشون: البحارة
مخادعون. سأطردهم جميعاً من المدينة... سأخرب بيتهم
شعبوذ : لدي يا
سيدي خطة للتغلب على البحارة
.
قرشون: هل هي جيدة
؟
شعبوذ : إنها أحلى
من العسل (ينتبه دحروج إلى كلمة عسل فيسرع نحو شعبوذ وقرشون)
دحروج: أين العسل ؟
قرشون: أيّ عسل يا
غبي ؟
دحروج: ألم تقولوا
بأنكم ستذهبون إلى وليمة العسل؟.
قرشون: (يضربه)
اذهب من هنا فوراً..(يبتعد دحروج
)
شعبوذ : (يهمس) يجب
أن نخطف هشام قبل أن يصل إلى المدينة
قرشون: كيف ؟
شعبوذ : (يهمس)
نذهب في الليل أنا وذئبان وخميس ويبقى دحروج هنا للحراسة
دحروج: هه أنا
للحراسة .... وهم سيذهبون وحدهم لوليمة العسل .. لن أدعهم يذهبون وحدهم
)إظلام(
الـمنظر الــسابـع
)دكان
قرشون. إضاءة خافتة تدل على قدوم الليل ... دحروج نائم وبيده رغيف. ذئبان
وشعبوذ وخميس يرتدون ثياباً سوداء وأقنعة يستعدون للذهاب وصنع كمين لهشام
...يدخل قرشون حاملاً كيساً كبيراً(
قرشون: (يسلم الكيس
لذئبان) أسرعوا الآن إلى خارج المدينة واختبؤوا على طريق الميناء الكبير بين
الأشجار والصخور وعندما يمر هشام تخطفونه وتضعونه في هذا الكيس وتأتون به إلى
هنا
خميس : وماذا ستفعل
به ؟
قرشون: سأسجنه
أولاً ثم ...( يزأر) سأقطع رأسه .. هيا أسرعوا
...
ذئبان: ومَنْ سيحرس
المكان في غيابنا..؟
فصيح: أنا... أنا
.. أنا.
قرشون: اخرس أنت
.أيقظوا هذا الفيل بسرعة
ذئبان: (يوقظ دحروج)
دحروج .. دحروج
دحروج: (ينهض
مضطرباً) ماذا حدث ؟ ... هل الطعام جاهز ؟
قرشون: كلا.
الحراسة هي الجاهزة
ذئبان: (يعطيه
الرمح) خذ ,.. وقفْ مكاني..
دحروج: ولكنني جائع
ولا أستطيع الوقوف
قرشون: ستأكل ّ
عندما يعودون منتصرين ومعهم الأسرى والغنائم..
دحروج: هل سيذهبون
إلى وليمة العسل؟
قرشون: كلا يا أحمق
دحروج: إلى أين
سيذهبون؟
قرشون: إلى جهنم ..
اسكت فقط وقف حارساً هنا فقط ... (لخميس وذئبان وشعبوذ) ... جاهزون..؟
شعبوذ : نعم
قرشون: (لخميس الذي
يحمل الببغاء) وإلى أين تأخذ هذا الببغاء الثرثار ...؟
خميس : سآخذه معي.
قرشون: اتركه هنا
سيفضحكم بصراخه (ينتزع قرشون الببغاء من خميس.)
خميس : سأشتاق إليه
فصيح : (يصرخ)
شرير .. شرير ..
قرشون: سأخنق هذا
الببغاء يوماً ما أمام عيونكم
..
دحروج: (يشهر سيفه)
اسمح لي بقطع رأسه الآن يا سيدي
..
قرشون: (يضربه)
عُدْ إلى مكانك ... وسوف يقف الببغاء حارساً معك
...
دحروج: ولكني أكرهه..
قرشون: اخرس ولا
تسمعني صوتك ...(لخميس وذئبان وشعبوذ) هيا أسرعوا فقد انتصف الليل
..
ذئبان: ألن تذهب
معنا ياسيدي ؟.
قرشون: كلا. سأعود
إلى البيت. يجب أن أحسب ثمن البضاعة ...( يخرجون )
قرشون: اسمع
يادحروج. إيّاك أن تغادر هذا المكان (يخرج قرشون ... يقوم دحروج بالحراسة
متأففاً. تدخل جمانة وتستمع إلى حديث دحروج مع الببغاء)
دحروج: أرأيت يا
فصيح لقد ذهبوا إلى وليمة العسل وتركونا هنا ؟
فصيح: عسل .. عسل
.. عسل
دحروج: نعم عسل
ونحن نحرس جائعين
)تظهر
جمانة(
جمانة : مساء الخير
يا دحروج. مرحباً يا فصيح
دحروج: أهلاً يا
جمانة الحلوة
جمانة : ماذا تفعل
هنا يا دحروج ؟
دحروج : أنا أحرس
مخزن السيد قرشون
جمانة : يالك من
مسكين يادحروج
....
دحروج : أنا مسكين
جمانة : وغبي أيضاً!
دحروج : أنا غبي
(يضحك) أعرف هذا ولكن لماذا ؟
جمانة : ذئبان
وشعبوذ وخميس ذهبوا إلى وليمة مليئة بالطعام ... وأنت هنا
دحروج : وأين هذه
الوليمة؟
جمانة : في بستان
الجوز على طريق الميناء الكبير
دحروج: وهل سيضعون
في الوليمة فطائر العسل .. ؟
جمانة : طبعاً
فطائر العسل ولحم الدجاج وطيور محشوة بالأرز والصنوبر .. وأرانب مشوية
دحروج: كفى ... كفى
... أرجوك أنت تعذبينني بهذا الكلام
جمانة : هذا ليس
عدلاً ... أنت هنا جائع وهم يلتهمون كل هذه الطيبات
دحروج: وماذا أفعل
؟
جمانة : إلحق بهم
دحروج : سيعاقبني
قرشون
جمانة : قرشون نائم
الآن في بيته ... هيا أسرع والحق بهم
دحروج : أنا خائف
فصيح : جبان ...
جبان
دحروج : (يشهر
سيفه) سأقطع رأس هذا الثرثار
جمانة : (تدافع عن
الببغاء) أنت لا تُظْهِرْه شجاعتك إلا أمام الببغاء
دحروج: ولكني خائف
... سيعرفونني إذا تبعتهم
جمانة : (تلقي إليه
عباءة سوداء وقناعاً) خذ .. ارتد هذه الملابس ولن يعرفك أحد أبداً
دحروج: فكرة ذكية
... سألحق بهم دون أن يعرفوني
....
)يضع
الرداء والقناع ثم يغادر المسرح في الاتجاه الذي خرج منه خميس وشعبوذ وذئبان
)
)إظلام(
الـمنظر الثامن
)طريق
فيه صخور وأشجار وأعشاب تصلح للاختباء .... أصوات الليل المعهودة... فارس وعادل
ومرزوق يدخلون من يسار المسرح. ينتظرون عودة هشام(
عادل: هل أنتم
واثقون أن هشام سيعود من هنا؟
مرزوق: نعم .. هذا
هو طريق العودة
فارس: أخشى أن يكون
قرشون وعصابته قد سبقونا
مرزوق: كلا
...الأفضل أن نختبئ حتى لا يرانا أحد (يختبؤون.... نسمع صوت هشام وهو يغني
فرحاً بالعودة إلى بلده)
فارس: هذا صوت هشام ..
هشام: (يغني من
خارج المسرح ثم يدخل حاملاً كيساً)
قد طال غيابي
عن بلدي الغالي
ما أحلى العودةْ
ولقاءَ صحابي
وسأبني معهم
مركبَ أحلامي
)يخرج
إليه مرزوق وفارس وعادل
(
هشام: عم مرزوق .(
يعانقه فرحاً) فارس. عادل. (يعانقهما) كيف حالكم.؟.لماذا أنتم هنا ..؟
مرزوق: لا وقت
للكلام الآن ... يجب أن تغير طريق العودة
هشام: مالذي حدث؟
مرزوق: ستعرف كل
شيء في الطريق ... تعال الآن (يخرجون من عمق المسرح أو من الجهة التي جاء منها
هشام .... فترة صمت قصيرة يدخل شعبوذ ثم ذئبان وخميس ومعهم الأسلحة والكيس)
شعبوذ: (يشير إليهم
كي يتوقفوا) توقفوا .... المكان مناسب للاختباء ونصب الكمين..
شعبوذ: هل سيمر
هشام من هنا ؟
شعبوذ: طبعاً ..(
يخرج كرته البلورية) كرتي السحرية تقول بأنه قادم بعد قليل. هيا نختبئ بسرعة (يختبؤون
يدخل دحروج متنكراً وهو يلتفت هنا وهناك...)
ذئبان: من هذا ..؟
شعبوذ: إنه هشام
حتماً
خميس
ولماذا هو
متنكر؟
شعبوذ : طبعاً ...
حتى لا يعرفه أحد ..ولكنه قد نسي أني أمكر ساحر في العالم ..
ذئبان: استعدوا
للهجوم .... واحد. اثنان. ثلاثة (يهاجمون دحروج من الأمام والخلف ذئبان يضربه
بعصا على رأسه فيغمى عليه ، ويضعونه في الكيس ، ثم يربطون فم الكيس .. يحملونه
بصعوبة..)
خميس: إنه ثقيل
شعبوذ: يبدو أنه
كان يأكل كثيراً في الميناء الكبير
ذئبان: أسرعوا قبل
أن يشاهدنا أحد هنا..
)يخرجون
...(
)إظلام
(
الـمنظر التاســـع
)دكان
قرشون .. الوقت عند الصباح ... يدخل قرشون ويبحث عن دحروج داخل الدكان وخارجه(
قرشون: أين ذهب هذا
اللعين ..؟ قسماً سأحرمه من الطعام شهراً كاملاً
فصيح : (يصرخ
منادياً) خميس. خميس. خميس
قرشون: اخرس الآن،
سيعود خميس ومعه كيس من اللوز والفستق
..
فصيح : كذاب. كذاب
قرشون: (يغطي قفص
الببغاء الذي يبقى صارخاً... ثم يهدأ يدخل ذئبان وشعبوذ وخميس وهم يحملون دحروج
... يضعونه في منتصف الخشبة ... قرشون يدور حوله فرحاً ظافراً)
قرشون: أهذا هوهشام؟
شعبوذ : نعم يا
سيدي
ذئبان: خطفناه قبل
أن يصل المدينة
قرشون: هاتوا العصا
(يعطونه العصى فيبدأ يضربه) خذ. خذ. تريد أن تبني سفينة يالعين حتى تخرب بيتي
.. خذ ... (دحروج يصرخ.)
دحروج: (من داخل
الكيس) آخ ... آخ... توقفوا أرجوكم
...
قرشون: (ينتبه
للصوت) ماهذا؟
فصيح : (يصرخ)
دحروج دحروج. دحروج
قرشون: أسكتوا هذا
الببغاء قبل أن أصاب بالجنون ... (خميس يسكت الببغاء ويطعمه
)
قرشون: (يضرب دحروج
ودحروج يصرخ ... يتوقف قرشون عن الضرب وقد ساورته الشكوك...) هل أنتم واثقون من
أن الذي في الكيس هو هشام؟
شعبوذ : طبعاً يا
سيدي
قرشون: (يلتفت) أين
دحروج ؟ ... هل رآه أحد منكم؟
ذئبان: كلا
شعبوذ: أنا سأعرف
أين هو ... (يخرج كرته البلورية) أيها العفريت كربوج أظهر لنا أين يختفي دحروج....
اظهر وبان ... اظهر وبان
قرشون: ألم يظهر
بعد.؟
شعبوذ : كلا
خميس : ربما كان في
وليمة ....(يضحك مع الببغاء)
قرشون: اخرس ...
أنت وهذا الطائر السخيف..
خميس : هل تريدون
ظهور دحروج ..؟
قرشون: طبعاً ...
أريد أن أعاقب هذا الأحمق على تركه مخزني دون حراسة
...
خميس : سأخرجه لكم
(يصرخ ويتبعه الببغاء) حان موعدُ الطعام ... تفضلوا على الكباب ... حان موعد
الطعام. تفضلوا على الكباب
)دحروج
يشق الكيس بسرعة هائلة ويخرج كالصاروخ، وسط دهشة الجميع.(
دحروج: أين الطعام
...؟ أين الطعام ..؟
قرشون: يا إلهي
... ! ماهذا ؟ ماالذي جاء بهذا الأحمق إلى هنا ..؟
دحروج: أين الطعام
؟
قرشون: (يضربه)
هاهو ..... (يهرب دحروج) ...(لشعبوذ) ماالذي أدخل دحروج إلى الكيس ..؟
شعبوذ : ربما كان
هشام ساحراً يا سيدي وخطف دحروج وأدخله إلى الكيس...
قرشون: اخرس ....
سأعاقبكم جميعاً (لدحروج الذي عاد) وأنت ماذا كنت تفعل في الكيس؟
شعبوذ : كنت ذاهباً
إلى الوليمة ...
قرشون: أية وليمة
..؟
دحروج: التي ذهب
إليها شعبوذ وذئبان وخميس...
قرشون: ومَنْ قال
لك إنهم ذهبوا إلى الوليمة ...؟
دحروج: جمانة ابنة
النجار...
قرشون: يالها من
فتاة ماكرة ... لقد ضحكت عليكم يا أغبياء .... أرسلكم لإحضار هشام فتأتون بهذا
الدب الأحمق ...
دحروج : أنا أحتج
على هذه الإهانة
..
قرشون: (يضربه)
اخرس ... نحن نضيع الوقت في السخافات والبحارة يخططون لبناء السفينة
..
شعبوذ : لدي فكرة
ياسيدي ...
قرشون: أفكارك
سخيفة مثل عقلك
...
شعبوذ : اسمعني
لحظة ... يا سيدي... أرجوك..
قرشون: تفضل
...
شعبوذ : من أين
سيأتي البحارة بأخشاب لبناء السفينة ..؟
قرشون: من الغابة
طبعاً ..
شعبوذ : (يبتسم
ابتسامة ذات معنى) ولكن الغابة ليست ملكاً لهم
...
قرشون: ماذا تعني
؟... لم أفهم ...
شعبوذ : تدّعي يا
سيدي .. بأن هذه الغابة ملكٌ لجدك
...
(
يتابع خطته هامساً
)...
قرشون: وإذا لم
تنفع الخطة ؟
شعبوذ : سوف نحرق
الغابة ونحرمهم من أية شجرة...
ذئبان: أنا جاهز
لإحراق أي شيء...
قرشون: هيا بنا
....
)إظلام
(
الـمنظر العاشــر
)دكان
النجار رضوان حيث نرى البحارة يستعدون للذهاب إلى الغابة ومعهم المناشير
والفؤوس والحبال .. هشام يحمل لوحة سفينة يريها لوالده وللعم مرزوق(..
هشام: سنصنع مثل
هذه السفينة .. لاحظوا أن المستودع فيها يتسع لبضائع كثيرة...
مرزوق: كم شراعاً
ستجعل لها ..؟
هشام: تسعة أشرعة
..
ديب: وكم شهراً
يستغرق بناء السفينة..؟
هشام: عشرة أشهر
...
ديب: ومن أين سنأكل
مع أطفالنا خلال هذه المدة..؟
مرزوق: قسم من
البحارة سيبني السفينة وقسم آخر سوف يصيدون السمك لإطعام الجميع
..
رضوان: المهم الآن
أن نجهز الخشب اللازم لصنع السفينة (يستعدون للذهاب...)
فارس : أسرعوا قبل
أن ترتفع حرارة الشمس
..
(
يدخل قرشون وشعبوذ
وذئبان وخميس الذي يحمل قفص الببغاء ..)
قرشون: (ساخراً)
إلى أين ؟
مرزوق: إلى غابة
الصنوبر ...
قرشون: وماذا
ستفعلون هناك ..؟
مرزوق: سنقطع بعض
الأشجار لبناء سفينة...
فارس : ولن نعمل
على سفينتك أبداً بعد الآن
...
قرشون: (يصرخ) وهل
أخذتم إذناً مني بدخول الغابة ...؟
مرزوق: وما علاقتك
أنت بأشجار الغابة..؟
قرشون: يبدو أنكم
لا تعرفون أن هذه الغابة ملكي أنا ولن أسمح لكم بقطع غصن واحد..
مرزوق: هذا غير
صحيح ... الغابة ملك للجميع...
قرشون: (يخرج صكاً
قديماً) انظروا إذاً ..... هذا العقد يثبت أن الغابة ملك لجدي قرشان الثاني وقد
اشتراها من الملك أبو صفصافة
..
مرزوق: الغابة لأهل
المدينة جميعاً منذ مئات السنين
...
قرشون:.إقرأ لهم
عقد البيع يا شعبوذ
..
شعبوذ : حاضر يا
سيدي (يقرأ العقد) أنا الملك المعظم أبو صفصافة ملك البر والبحر والغابات الخضر
قد بعت لصديقي قرشان الثاني غابة الصنوبر المحبوبة بمبلغ ألف دينار وقد قبضتها
واشتريت بها حصاناً وغزالين ... التوقيع... الملك أبو صفصافة ...( ينتهي من
قراءة العقد) انظروا هذا هاهو توقيع الملك
...
هشام: هذا العقد
مزور..
قرشون: هذه إهانة
وأنا لن أسمح بإهانة جدي قرشان رحمه الله أبداً ... أبداً
..
رضوان: ومن أين
نعلم أن هذا توقيع الملك كما تدعي ..؟
قرشون: اسألوا جدي
قرشان ..
مرزوق: كيف نسأله
وقد مات منذ مئات السنين...
قرشون: نعم لقد مات
,.... ولكن روحه كانت متعلقة بالغابة فسكنت في إحدى الأشجار..
مرزوق: هل تعني بأن
روح جدك قرشان تسكن في إحدى أشجار الغابة...؟
قرشون: نعم ويمكنكم
أن تسألوها عن الحقيقة
..
مرزوق: (يشير إلى
الجميع كي يوافقوا) حسن ... سنذهب جميعاً ونسأل الشجرة
..
قارس :ولكن هذه
خدعة ...
قرشون: إياك أن
تعيد هذا الكلام وإلا تحولت على يد جدي إلى بجعة
...
يخرجون جميعاً
.....
)إظلام
(
الـمنظر الحادي عشر (الأخير(
)الغابة
... عدد من الأشجار على المسرح تمثل غابة ... هناك شجرة ضخمة لها شكل غريب تصلح
للاختباء في جوفها ... يخرج منها دحروج الذي يبدو وكأنه جائع وقد ملّ الانتظار(
دحروج
: أنا جائع ...
خمس ساعات هنا وأنا أنتظر داخل هذه الشجرة اللعينة ... قال لي شعبوذ أنت جدّ
المليونير الديناري قرشان ... أنا لا أصدق هذا الكلام ... كيف أكون جداً غنياً
وأنا لا أملك رغيفاً واحداً ... هل رأيتم مليونيراً يسكن في شجرة ..؟ لقد وعدني
قرشون أن يجلب لي كباباً إذا اتبعت نصيحته
..
(يصغي) إنني أسمع
أصواتاً ... (يختبئ في قلب الشجرة ... يدخل قرشون ورجاله ثم يدخل البحارة
ورضوان وهشام وجمانة...)
قرشون: هاهي الشجرة
المسحورة المباركة ... التي ترقد فيها روج جدي قرشان ... رحمه اللّه ...( يسلم
على الشجرة) مرحباً يا جدي
...!
دحروج: (من داخل
الشجرة) أهلاً يا قرشون...
قرشون: كيف حالك يا
جدي ...؟
دحروج: بخير ولكني
جائع .. هل أحضرت لي كباباً كما وعدتني ...؟
قرشون: سأحضر لك
فيما بعد ، غداً إن شاء الله
...
دحروج: غداً أكون
قد متُّ من الجوع...
قرشون: ولكنك ميت
يا جدي ... هل نسيت..؟
دحروج: معك حق ...
نسيت ... مَنْ هؤلاء الأشرار ... الذين جلبتهم إلى هنا لإزعاجي...؟
قرشون : إنهم من
سكّان الخليج الأزرق يا جدي...
دحروج: ولماذا
جاؤوا إلى الشجرة المباركة..؟
قرشون: يريدون أن
يطرحوا بعض الأسئلة..
دحروج: أنا مستعد
ولكن ... الويل كل الويل لمن لا يصدق إجابتي ... سأعمي عيونه ... وأسلخ جلده
... وأسحب عظامه من لحمه وأشوي جسده بلعناتي ..
ديب: يا لطيف ...
أنا خائف ياعم مرزوق
....
مرزوق: لا تخف
ياديب وانتظر حتى النهاية
...
قرشون: هيا اسألوا
جدي قرشان عمّا تريدون...
هشام
: هذا احتيال
...
قرشون: (ثائراً) يا
لطيف ... اسكت... اسكت
...
دحروج: مَنْ يقول
هذا الكلام ...؟
شعبوذ : إنه هشام
..
دحروج: ابتعدوا عنه
ابتعدوا ... سأحوله إلى فرخ حمام حتى يتعلم أصول الكلام
..
قرشون: سامحه يا
جدي .. أرجوك ... (لهشام) هيا اعتذر من جدي ...(هشام يبتعد غاضباً .. دحروج
يخرج من الشجرة دخاناً...) ... لا تغضب يا جدي ,... أرأيتم؟! إنّ روحه غاضبة
.... سوف يحرق الغابة إذا لم تصدّقوه ... هيا اسألوه بسرعة...
مرزوق: لمَنْ هذه
الغابة ..؟
دحروج: أنا مستعد
للجواب إذا أتيتم لي
بصحن كباب
...
قرشون: (غاضباً)
الأرواح لا تأكل الكباب ... يا أعز الأصحاب ... مَنْ باعك هذه الغابة قبل أن
تموت يا جدي...؟
دحروج: باعني إياها
الملك صفصافة ... آه ... أنا جائع
...
فصيح : (يصرخ)
دحروج ...دحروج...
قرشون: أسكتوا هذا
الطائر الأحمق (ينتبه هشام لصياح الببغاء ويبدأ بالدوران والبحث حول الشجرة
..) ..
قرشون: وبكم اشتريت
هذه الغابة يا جدي...؟
دحروج: بألف دينار ...
قرشون: هل تسمح
لأحد بقطع غصن واحد منها..؟
دحروج: كلا ... كلا
... أنا جائع ...
فصيح : (يصرخ)
دحروج ....دحروج....
قرشون: (يطرد خميس
مع الببغاء ..) هيا انصرف من هنا إن ببغاءك الغبي يزعج جدي في شجرته
...
ديب: الأفضل يا
سيدي أن نبتعد عن هذه الغابة...
فارس: وكيف نبني
السفينة دون خشب...؟
ديب: ألم تسمع ما
تقوله الشجرة ..؟
عادل: ستؤذينا جميع
الأرواح الشريرة التي تسكن في هذه الغابة
..
هشام: (بعد أن
اكتشف حيلة قرشون) هذه الغابة لا يوجد فيها أرواح .... هاتوا المنشار..
قرشون
: ماذا ستفعل ...؟!
هشام: سأقطع الشجرة
...( يتراجع الجميع خائفين..)
شعبوذ: هل أنت
مجنون ؟ سيحل عليك غضب جميع الأرواح الشريرة
..
هشام: لا تخافوا ..
تعالي يا جمانة ... (تقترب جمانة وتمسك معه الطرف الآخر للمنشار ويبدأان بقطع
الشجرة ... يركض قرشون وذئبان للدفاع عن الشجرة
..)...
قرشون: لن أسمح لكم
بقطعها ...
هشام: لماذا ..؟
قرشون: لأنها مقدسة
يسكن فيها جدي قرشان..
هشام: هذه حيلة
تريد بها إبعادنا عن أشجار الغابة ... (مرزوق والبحارة يتشجعون ويبعدون قرشون
وذئبان ... يتابع جمانة وهشام قطع الشجرة ودحروج ينفث دخاناً
....)
قرشون: انظروا ...
انظروا ... أنتم تطردون روح جدي ... اللعنة عليكم ... (يتابع هشام نشر الشجرة
..) فجأة نسمع صراخ دحروج ... قرشون ورجاله يهربون وعادل يتبعهم
..)
دحروج: (يصرخ من
داخل الشجرة ..) توقفوا أرجوكم .. توقفوا عن قطع الشجرة ... آه ... (يخرج دحروج
وهو بحالة سيئة يحاول الهرب لكن بعد مطاردة يقبض البحارة على دحروج
..)
مرزوق
: ماذا تفعل
داخل الشجرة ...؟
دحروج: لقد طلب مني
قرشون أن أدخل هذه الشجرة وأدعي بأنني جده قرشان الثاني صاحب الغابة
...
مرزوق: هذا يكفي
.... لقد عرفنا كل شيء ... (يدخل عادل صارخاً ..)
عادل: قرشون ورجاله
يشعلون النار في الغابة (تظهر خلف المسرح نار متراقصة ... ونسمع أصوات حريق ...
يظهر قرشون وذئبان وهما يحملان مشعلين
..)
قرشون: سنشعل
النار في الغابة ونحرمكم منها
...
)
يحاولون إشعال النيران لكن البحارة يتصدون لهم ... يهربون ... يلاحقهم البحارة
... يهربون من اليسار... يظهر شعبوذ من اليمين حاملاً مشعلاً ... يلاحقه فارس
ويهرب .... إطفاء وإضاءة عامة .... تظهر بعض الأشجار محروقة ... يدخل مرزوق
والبحارة وهم متعبون وآثار السواد والحروق على أيديهم ووجوههم(..
مرزوق: الحمد للّه
... لقد أطفأنا جميع الحرائق التي أشعلها قرشون ورجاله...
)
يدخل
فارس وعادل(
مرزوق: ما الأمر يا
فارس ...
فارس: لقد هرب
قرشون ورجاله في سفينة ثعبان البحر
...
مرزوق: هذا أمر
طبيعي ... فهو لن يستطيع الحياة في هذا الميناء بعد الآن
....
ديب: ربما عادوا
لإحراق الغابة ..
مرزوق: سوف ننظم
الحراسة ..
رضوان: ونزرع
أشجاراً مكان كلّ شجرة محترقة
...
هشام: حان الوقت
لصناعة السفينة التي نحلم بها
...
مرزوق: إلى العمل
..
)يبدأ
الجميع العمل لبناء السفينة ... جلب جذوع أشجار النشر ... تجهيز الأشرعة ....
صنع المجاذيف مع غناء يدل على حبهم للبحر ... والعمل على التحرر من الظلم
..(
البحارة يغنون
:
يامركبَ الأحلامْ
يا نجمةَ البحارُ
آلتْ سواعدُنا
نبنيك ليلَ نهارْ
هيا ارفعوا الساري
أعلى من النجومْ
وانشروا الشراعْ
يسابقُ الغيومْ
هيا بنا شرقاً
نسعى إلى اليابانْ
نمضي لبحر الصين
نمضي إلى اليونانْ
لكننا دوماً ..
سنعودُ للأوطانْ
إظلام
النهاية
..
|