رسائل حب
مقدمـة الكتــاب
كلما طلعت شمس النهار على القلوب المتعبة نرفع الأكف ضارعين إلى
الله أن يحميها ويعينها
وتتسابق الأنفاس مع كل نسمة هابة ترسم عناء عاشته في خط تكتبه على
رق أيامها أو في تنهيدة ترسلها عبر الأثير ألما أو ندما
وتتسابق أقلام في مدادها بزفرات العمر وخطايا ارتكبت وزلات في أرض
غير صلدة تنتظر من يضع لحروفها النقاط ويعينها على الثبات
هذه هي أقمارنا وشموسنا ..رياحينا وبراعمنا
شبابنا وشابتنا اللذين زلت أقدامهم وصعدوا إلى مهاوي ومهاوي ولم
يجدوا أو لم يسمعوا من ينادي عليهم بالعقل ... فسقطوا وتساقطوا ومنهم من
تدارك فأنقذ نفسه , ومنهم من ينتظر الفرج وفي قلبه دمعة ندم أليمة , ومنهم
من يطلب الرحمة
هؤلاء خطوا بسطور قصص معاناتهم .أرسلوها لي عبر أثير سري خبأته في
ريف عيوني لتسيل منها عبرات على ما آل إليهم الحال
استأنسوا مني أذنا تسمع وقلبا يرأف وعقلا يعي ويعين
فسردوا وهم في القلب ونشروا وهم في القيد وسألوا التوبة والرحمة وهم
في الآلام
فلهم ومن أجلهم ومن أجل كل من يعاني
رسالة حب
تحكي قصصا وترسم حلا وتسمح بفضاء تتنسم فيه أرواح تتعذب
سأسرد بقلمي قصصهم وردي عليهم وردودهم في وريقات حب لهم
إنها وريقات حب لمن عشق حب الخير
وريقات حب للسلام والصلح مع النفس
وحب للحياة النقية الهادئة المعتدلة المحبة لله
==============
الكاتبة: صبــاح الضامن
***
الأولى: صــريــع دنيــا
يا دنيا أقبلي علي
فأنا غريق صريع هواك
إن لم أنل منك ما أتمنى ... فدونك القبر أو الهلاك
==============
صبــاح الضــامــن
الأولـــــــى
من شاب في الخامسة والعشرين
وقد اختصرت منها وصغت ما أتى بها بأسلوبي
يا من تسمعين ....
اسمحي لي بمناداتك ..... بأختي أو أمي .....فقد تقاذفتني الأيام
وشدني الحنين لحضن الأم الرؤوم
إيه يا أمنا ما أقسى أن تشعري بالبرد والعالم في قيظ , حر الدنيا
كأنه النار التي تغلي بها عروقي وأطرافي تشكو البرد .
أرسم في كل يوم خطواتي على رمل شاطيء غريب أنا وأصداف صامتة يقذفها
الموج عنوة عند أقدامي فلا أعلن تمردا وأبقيها تضرب وتضرب لعلني أشعر بشيء
من الألم ..ولكن أنا بلا حياة رغم دقات قلبي التي تضج وتحاكي أصواتا متقطعة
أسمعها هنا وهناك لا معنى لها
لا تعجبي فأنا ميت يتنفس
هل رأيت ميتا يتنفس ؟؟؟؟؟
ربما لا إذن فتخيليني
سأروي لك ما حدث لي لربما تعذريني
ولربما تترحمين علي ولربما تدعين لي ولربما تسمحين لي بهذه الفضفضة
فأنا لا أرجو برءا وأقل شيء أن أعيش الألم
أتجرع مرارته أشرق به وأحتسي قتم الليالي في عز الهاجرة فمن كان
مثلي لا يستحق إلا أن يجوب في نفسه وبيده معول أو فأس يضرب أرضها ليدميها
فتتألم
أقسو على نفسي أليس كذلك ؟؟؟ لا تتساءلي لم؟؟؟؟ فستعلمين
وسأروي لك أردت فقط أن أشعرك بمر ما أنا فيه كي لا تصدمي بما سأحكيه
أنا يا سيدتي ببساطة شاب كمثل ملايين الشباب الذين تتداخل أحلامهم
في واقعهم وتسرح خيالاتهم بلا ضابط ولا رابط
عشقت الأنا ولذاتها
عشقت الغوص في كل ما يجلب لي من متعة
ولم أصغ لعبارت على أسطوانات أهلي المشروخة , وسياط حروفهم اللاهبة
لكل ما هو حولي وعندما تصل لي يتصفح جلدي فلا تؤثر فيه نزلات ونزلات وأظل
سائرا لا تهمني كلمة ولا يقعدني توبيخ ولا يؤثر في عقاب
لأنبت هكذا نبت شيطاني
أتعلم من رفقائي كل شيء إلا الخير
بدأت التدخين في سن العاشرة فلم لا وأبي كان يدخن,, أسرق السجائر
وأحرق عمري معها
ثم أدمنت على كل أمور الجنس سرا
كل الشباب يا سيدتي يمرون بنفس المرحلة ولكن هناك من يمر منها وينجو
لأنه إما أن يجد من يعينه وإما أن يحاول هو النجاة بنفسه لعقل فيه .
أما أنا فلم أنج.......... وقد كنت أحب أن أغرق بذنبي وأستعذب
المتعة السريعة الوقتية فقد كانت لي هدفا !!!!!
لا تتساءلي ما الذي أوصلك إلى إغراق نفسك بالمعاصي
فالإجابة واضحة , كأي نبتة إن لم تشذبيها وتقلميها وتسقيها أولويات
الحياة فإما أن تذبل وإما أن يحتويها عشب ضار سام يبدأ يأكل في جذرها لتموت
في النهاية ,,,,,
وأنا كنت كذلك :
أب لاه بعمله وتأمين المعيشة مع قبيلته التي أنجبها
وأم طحنت بين واجبات الزوج ومطالب الأمة المحيطة بها ولم يتعد
استعدادها للعطاء غير الغذاء والنظافة
وأنا من بين الأفواه المطالبة خبزا
وبدون أن أعرف كيف أبتلعه ومتى ولم ؟؟؟؟
وهكذا مددت جذوري في كل اتجاه لتسكن نفسي الشيطانية غير المهذبة
لاتجاه الخطأ ولأعوض حرمانا فطريا هائلا بإشباع غريزي ثائر
وبلغت الثامنة عشرة وفشل يتبعه فشل في مدرستي لأفر من البيت إلى
........ حيث الهجرة
هاجرت على متن سفينة مغادرة إلى الغرب تهريبا في بضاعة وحطت رجلاي
لتذوق أولى ملوحة الغرب وتتقاذفني أمواجه
اصطادني أحد القوادين وجرني إلى العمل أولا في مطبخ أنظف الصحون
والتهديد بعدم شرعيتي في البلاد هو سلاحه لتلبية طلباته
وأقول لك سيدتي
بدأت ولأول مرة أحس بلسعات السياط على جلدي كلما أهنت من رب عملي
كانت الأمور التي يطلبها مني في البدء التخديم في بيت الدعارة الذي
يديره
وأقول لك وصدقا أنني كنت أتقزز أحيانا من مناظرهم فرغم حبي للمتعة
إلا أنني لم أكن أستسيغ كل الأمور
ولكني كنت أغرق رويدا رويدا وكان بحر النتن يسبح بموجه المليء كراهة
في روحي لتتوحش نفسي فتتبلد مني الأحاسيس وأعيش كحيوان فقط أريد أن أعيش
...كيف وبم لا يهم
المهم أن تمتليء جيوبي بالمال النجس وأمتليء أنا بزبد أنجس منه ,,
لا يطفو بل يتراكم ويتراكم على قلبي حتى ران ما جمعت عليه وأقفله تماما
لأبدأ مرحلة جديدة في حياتي
أعمل مثلهم في الدعارة ..............
كنت رجلا في العشرين يقف على أبواب المطعم الفاخر ليجلب الرجال
والنساء على حد سواء
وتمارس الرذيلة
وتستوحل مني النفس
وتتضخم جيوبي بالمال
وأدمن على كل المنكرات فتارة كي أستسيغ ما أفعل وتارة مجاراة لمن
أقود
وتلاشت من قواميسي مفردات نظيفة
ولم أذكر اسم الله على لساني طيلة سنوات أربع
وحتى أني لم أكن أذكره وأنا في بلادي
ورغم ذلك لم أحس وأنا هناك أشاكس الأهل والصحب, وأمارس الشقاوة
واستعذب الولوج في الخطأ لم أشعر بثقل ما أنا فيه كما الآن ......
ومرت علي الأيام بأقمارها كما هي أقود المنحلين وتمارس الخطيئة. كنت
كالآلة أتصرف ولم يعد الأمر فيه متعة كما ظننت وأنا في ربوع بلادي البعيدة
حتى كان يوم !!!!!!!
آه يا من تسمعين لو تعلمين
كل قواميس الدنيا لا تفي بتفسير ما حدث
كالعادة قدت فتاة إلى الداخل لأفاجأ بها طفلة في الثانية عشرة أو
أكثر بقليل
ومن وطني ......... أتى بها أبوها مهاجرا وتاهت منه لما تاه هو
فمارست الدعارة
أحسست بالدماء الحارة توقد في نفسي وكرهت تقاذف أشباه الرجال لها
ودموعها تتساقط ورأيتهم وكالذئاب يتناوشون البراءة لتسقط وتسقط ميتة
لم أدر ما حل بي
أخذت أصرخ بهم في لغتي ولأول مرة أصيح يا ألله يا ألله ياألله
وسياط الإثم تجلدني وسيوف الألم تقطعني
حملتها بين يدي
وأخذت أسير في الشوارع مثل المجنون أصيح ...أنا من قتلها أنا من
قتلها .....
وأنا حقا من قتلها !
وجرتني الشرطة إلى السجن وحوكمت وأنا صامت وشهدوا علي الأنذال بأني
من قتلها وأنا صامت
وها أنا الآن في السجن أتكلم ومع الورق أنتظر الكرسي الكهربائي
لأعدم
وسأموت
قبل أن أسجد ركعة واحدة لله
فهل أستطيع السجود
وهل أستطيع التوبة
وهل سيقبل مني الله
فأنا العاصي الزاني القاتل
هل تغفر لي يا ألله ؟؟؟؟
تلك كانت الورقة الأولى
لم يكن بيدي أن أرد عليه فقد أراد فقط أن يفضفض
أراد أن يصل صوته إلى كل الناس أن يرى كل من يظن أننا خلقنا في هذه
الحياة لنتمتع دون رابط ولا ضابط نتيجة الولوج في الإثم وإغراق النفس في
المتع الزائلة
أراد أن يقول لكل أب احذر فأولادك زرعك إن لم تتعهدهم وتراعهم
وتحتويهم فسيسقطوا في الوحل
وأراد ان يقول للأب أنت قاتل لابنك إن لم تسر على النهج الصحيح فأنت
القدوة
وتمنى أن تصل ورقته لكل الشباب الحالم بسحر الغرب
هذا هو الغرب وعفنه المزوي في ظلام نفوسهم
إنهم عباد الشيطان الذين لا يتورعون عن قتل الأبرياء لإشباع شهواتهم
ولو أنه لم يترك وطنه سعيا وراء بريق زائف لاحتواه الأهل ولوجد على
الأقل من يعنه في أواخر أيامه إن لم يعنه على تخطيها فها هو يموت في الغربة
كسير النفس وحيدا لم تفده جيوبه المنتفخة ولا لحظات المتعة الكثيرة فهو
الآن بين أربعة جدران وسيأتي عليه إطباق القبر ليقف ويحاسب
هكذا سقط صاحب الورقة الأولى سقط في الرذيلة لأنه نسي الله فأنساه
نفسه
سقط واتبع هواه وما همه إلا العيش كحيوانات الدنيا للأكل والغريزة
وكان يعلم أنه يسقط فما نفعه علمه بل هوى وهذه نتيجة من ابتع هواه
ولكني أقول لك يا بني وكل ابن في هذه الدنيا
وأتمنى أن يصلك كلامي أينما كنت مهما تعاظمت الذنوب فلك رب غفور
مهما استوحلت النفوس وزادت الشرور فلك رب رحيم
أينما كنت فقط ارفع يديك إلى الله وأسقط دموع الندم التي أراها من
على بعد وستجد الله غفارا
ولا تقنط من رحمة الله وتب إلى الله واستغفره ولا تستسلم لشيطانك
لحظة موتك ليثنيك عن التوبة وتذكر قول الله تعالى
((قل يا عبادي الذين أسرفوا
على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو
الغفور الرحيم))
سورة الزمر
***
الثـانيـة: أنا السبب !!!!!
كلما أورقت ورقة على أماليد الحياة سبح الكون
وكلما استضاءت دروب المحبة بنجوم ألفة سبح الكون
وكلما في سكون الأماني وعذب المقال تاقت النفس لنجوى ,,,,فسبح الكون
ونسمع شدوه في ركعة بليل
ونتناغم مع عشق لخلود نفس وسبحاتها في ليل المحبين
ونسائل ونتساءل
أما من سلام !!!!
============
صبــاح الضـامـن
الثــانيــــة:
إليك أكتب فاسمعيني قلبا
وأفتيني عقلا
وارحمي مني ضعفا
فنفسي خلقاء
ودمعي نضب لا سقيا لها
أنا من أضاع العمر وهما واستباح الغرور حياته فسعى فيها الفساد
من أخرج أبي أاباك من الجنة
إنه غرور الشيطان فبابه بسلم فيه صعود وصعود إلى الهاوية
ولدت أجمل من قمر التمام في ليل داج
أنرت دنيا من حولي وتزلف لي الجميع طمعا بنظرة
هكذا ولدت جميلة لم أترك بابا للكبر إلا ولجت منه وغذي إحساسي
العميق بجمالي بمدح المادحين وتزلف المتزلفين لنيل الرضا من صاحبة الطلعة
البهية
وتقاطرت علي أنداء من هنا وهناك تغذي في ذاتي حبها فترعرعت تسامق
السحاب وكأني المتفردة جمالا المتوحدة أصلا
وزاد في غروري تفوقي في دراستي لأجمع بين الحسنين
حسن الخلقة وحسن العقل العلمي
وبدأت في سني المراهقة أستوعب ذاتي أكثر لأبدأ سلسلة من تصرفات
آه كم أمقت نفسي يا أستاذتي
كلما تذكرت ما كنت أفعله أبكي ولا تزيدني الدموع إلا ألما فما
فائدتها غير أنها تؤجج في الندم ولا تشفي غليلي ولا تصلح ما أفسدته
ابتدأت بالسخرية ممن حولي
ولم اكن أستسيغ مدحا من أحد لغيري فلجأت إلى الكذب أولا أتهم هذه أو
تلك بأعمال مشينة أكره الناس فيها حتى أبقى أنا المتربعة على عرش المدح.
وبعقلي وبذكائي كنت أحيك المؤامرات ضد فلانة وفلانة حتى أفرق بين
هذه وتلك
كانت محاولاتي هذه وأنا لا زلت في أولى مرحلة المراهقة لتبدأ بعدها
مؤامراتي ودسائسي تكبر وتتعقد مع تقدمي في السن
فكم من صديقة فرقتها عن صديقتها وكم من معلمة أوغرت صدرها ضد تلميذة
والكل يصدق فقد كنت أحيك قصصي بدهاء وأوقع الكثير في الخطأ وأتنصل
منه كل هذا حتى لا يبقى في الأثير نجما يلمع غيري
وإن كانت تلك أمور طفولية ذوت مع الزمن وتركت ندبا صغيرة إلا أنها
استأصلت في نفسي وتمكنت لتصبح عادة فلا يهنأ أحد ببريق غيري .
وابتدأت مرحلتي الثانية في الجامعة ليكون التهافت علي من بين الشباب
الذين أجعلهم يدورون في فلكي دون أن ألتفت لأحد فأغذي بينهم الغيرة
وأستغلهم لأغراضي الشخصية وأنسحب من الأمور بكل هدوء
ما أصعب أن تنظري إلى نفسك لتري فيها الأفاعي تسعى بكل خسة لتلدغ
ذاك وذاك وعندما يأت الليل تضع رأسها بين شقي حجر فلا يطحنها بل تستسلم
لنوم عميق فرحة بما تغذت عليه من دماء بريئة
كنت أوغر صدر الشباب على بعضهم وأفهم كل واحد أنه المفضل لدي وأبدأ
بالتلحين على نغمات شجية عذبة على قلوبهم أعدهم بطيب المنى وحلو الكلام
فينسى الواحد نفسه ويبيع روحه على مذبح طلباتي لأكون المتوجة دائما صاحبة
العصا السحرية ولأبدأ بالطلبات
تعدت طلباتي لتصل إلى المال والذهب ولم يهمني كيف يأت بها المحب
الولهان المهم أن تأت , وكنت أعلم بظروف البعض الذين كانوا يسرقون من أجلي
لا يهم
ما دمت بعيدة عن أخطائهم وأنعم بكل شيء
إيه يا نفسا تاقت إلى السلام أي حرب تعيشينها الآن أنت القاتل
والمقتول
من ينقذني فما حدث بعد ذلك لا تحتمله نفس
أرجوك يا أستاذتي أن تفهميني
أو ترسلي لي شلالا يجرف أرداني فقد غمرتني واختنقت
ليتك تعلمين كيف آل بي الحال
لا شك أنك خمنت فقد حدثت حادثة كسرت في عنفوان الغرور
لم أتصور أن أحدا سيفلت من ربقة عبوديتي وذلي ؟ كيف
ومن ...؟؟ من أغنى الأغنياء استعصى علي فلم أضمه لحلقة حول عرشي
فكان أن أحب زميلة لي ليس فيها شيء من جمال أو ذكاء كما أنا فيه
هذا الذي كنت أحاول كثيرا إغراءه فيتمنع ويبتعد عني .... الآن يريد
الزواج من هذه
ودارت بي الدنيا وعلا صخب مجون نفسي وجن غروري فما عقل ولا استكان
وأخذت أسقي ذكائي بكل أفكار الدنيا الدنيئة أحاول أن أصوغ مؤامرة
تبعده عنها وحتى يصبح لي وحدي
وابتدأت بالتودد للفتاة الطيبة التي رزحتها الحياة الصعبة وكان هذا
الشاب أملها في حياة رغيدة
و كنت كلما حادثتني عنه أصطنع الفرحة لهما وأراشيها بهدايا بسيطة
ونصائح لتبدو جميلة وأثني عليه طالبة منها احترامه والمحافظة عليه
حتى وثقت بي
لأبدأ مرحلتي الثانية بكل مكر وخديعة
كشرت عن أنيابي وصغت لها قصة عن مغامرة له مع الفتيات قبل خطبتها
وبدأت الثقة تتزعزع
ثم ابتدأت في تغذية هذا الشك بحقائق أجعل فيها بعض الفتيات يقفن معه
ويتبادلن الحوار والمزاح
ثم تطور معي الأسلوب لرسائل مفبركة بخط يده مقلدة إياها أريها
للخطيبة المخدوعة وتتساقط مني دموع التماسيح خوفا عليها
وكان الطرف الآخر وهو الشاب محور آخر من محاور خداعي وضعت له شريط
تسجيل في بريده فيه صوت خطيبته تبث لواعج الشوق لشخص غير معروف كنت سجلت
لها بعض العبارات يوم ادعيت لها أني أعلمها كيف تتدلل عليه وتخاطبه بكل حب
وكنت أعلم أنه من النوع الملتزم الذي لا يقبل تهاونا في هذه الأمور
ولكن غذاء النفس الشريرة كان جاهزا فابتلعته لأعين ضلالي على المضي
في طريق الفساد
و انتظرت المواجهة لأراها تأت علي والدموع في عيونها
وتقول.................... إنه يتهمني في شرفي
وشرارة الانتصار بدأت تحرق كل أخضر لدي
الآن سأنتقم منه
سأعلمه كيف يفضل علي هذه المغفلة
ولكنني لم أحسب الأمور وأعمتني الغيرة وغروري بنفسي كل صواب فالشاب
لم يقنع بفسخ خطبته من المسكينة بل أعلم أهلها
ومن؟؟؟؟؟؟؟ أخاها المجنون ؟؟؟؟
المشهود له بعصبيته الشديدة
وأسمعه الشريط
آه يا أستاذتي لو تعلمين النار التي أنا بها
فأخوها ثار كالمجنون وبدون تفكير أطلق عليها النار وهي تحاول الفرار
من قبضة يده عندما أوسعها ضربا ليطلق عليها النار فتصيبها الطلقة تلو
الأخرى في عمودها الفقري
وتشل
وتبقى على الكرسي تنتظر مئات العلميات لتعيدها لحالتها الطبيعة
وأنعم أنا .............. بانتصاري
هذا هو النعيم الذي نشدته
ها هو !!!!!!!!!!!!!!
آه ثم آه إني لا أنام الليل ولا آكل ولا أشرب ولا أذهب للجامعة
بدأت أدمن المهدئات فطيفها يطاردني
صرت شبحا يمشي على الأرض
ضميري يؤنبني
لم أكن أعتقد أنني سأندم على ما فعلت
ولكني لست مجرمة إلى هذا الحد
الدنيا تخنقني وأنا أتعذب
بالله عليك يا أستاذتي دليني ماذا أفعل أخشى أن أقع تحت طائلة
القانون إن اعترفت وأخشى من أخيها أن يقتلني رغم أنه في السجن ولو أنه لم
يعد يهمني فالموت أرحم
أرحم من هذا العذاب
إن منظرها على الكرسي المتحرك وأنا السبب يقعدني عن كل حركة
وتشل أطرافي وليس بها داء سوى ما جنته من كذب وفساد وإفساد
وحار مني العقل والقلب
وتألمت للفتاتين
نعم لتلك التي أقعدتها يد غادرة وتلك التي أقعدها غرورها
فرددت عليها :
يا ابنتي
ماذا أرد ؟
وبم أنصحك فلا شك انك الآن نادمة على ما فعلت وذلك واضح من رسالتك
ناديتني بأستاذتي إذا فأنت تودين التعلم
أنا لن ألومك ولن أوقعك تحت جلد لم ولماذا وكيف هانت عليك أرواح من
عذبت ؟ فوقت اللوم ولى ولن يرجع ما كان ولن يعيد من فرقت بينهما ولا أرجع
ندمك صحة صاحبة !
إن كرسيها المتحرك وإعاقتها الجبرية
تتقاسمين أنت وأخوها الذنب فيها , فلا شك أنه ينال جزاءه من القضاء
الآن,, أما أنت فتنتظرين
ماذا تنتظرين ؟؟؟؟
هل سألت نفسك ؟
الآن أنت مدمنة على المهدئات وتذوين
ذاك يا بنيتي تعذيب للنفس وموقف سلبي
تخشين القانون ؟ ولا شك أنك ستقعين تحت طائلته فأنت مشتركة بالجريمة
مع أخيها ,, ولكن يا ابنتي لا يخيفك ذلك فلا بد أن تكفري عن ذنبك
يجب أن تتطهري
يجب أن تتوبي
يجب أن تكفري عن قتلك لصديقتك
فأنت سعيت في الأرض فسادا
وهدمت بيوتا كانت عامرة بالحب والخير
فلا مجال إلا بالتوبة والاعتراف
ربما لا تعيدين لها قدميها لتمش عليهما كما كانت حرة طليقة
ولربما لا تعيدين لها خطيبها
وستبقى معاقة
ولكنك أنت ستشفين من إعاقتك لتلاقي ربنا وقد تبت إليه على فعالك .
نعم أنت معاقة فلا يغرنك جمالك فهو إعاقة إن لم نؤد زكاته وزكاته
المحافظة عليه وشكر الله على بديع صنعه لا استغلاله في الشر
قد أكون يا بنيتي قاسية عليك ولكني لك ناصحة
فاسعي إلى ربك وانظري ما حكمه في مثل هذه الأمور فإن رأيت انه يسألك
التوبة فاعلمي أنه يريدها لك ليطهرك فتوبة.... فاعتراف....... وعهد للنفس
على عدم الرجوع
فليعنك الله وليرفع عنك وليهديك إلى سواء السبيل
أتمنى يا ابنتي أن تعلمي أن الله حباك جمال العقل والجسم فلا
تجعليهما نقمة وقومي إلى الله واستغفري لذنبك وطهريها
تجدي الله توابا رحيما
ما أرحمك يا رب العباد أن هديتنا لطريق الحق والنقاء والسلام مع
النفس
أتمنى يا ابنتي أن أعلم أخبارك لترتاح نفسي
وجاءتني رسالتها بعد مدة
ولن انساك من الدعاء باذن الله
أستاذتي:
أخبرت خطيبها فسكنت نفسي قليلا
هاج وماج وتمنيت لو أنه قتلني وأراحني ولكنه أخذني إليها وأخبرها
آه يا أستاذتي لن يهنأ لي حال إلا بعد أن يمن الله عليها بالشفاء
فقد قالت لي
جلوسي على هذا الكرسي منة من الله أن أبقى لي عقلي فد عرفت أنك وراء
كل شيء وطلبت لك المغفرة وسامحتك من كل قلبي
أنت شريكة مع أخي ولولا أن الشرطة تدخلت لما كان في السجن وسامحته
هو أيضا
أنا على ثقة أن الله سيبدلني خيرا من قدمي
أنا على كرسي متحرك نعم ولكن روحي محلقة طليقة
مسبحة للرحمن لا تشوبها شائبة وها أنا أرى نفسي تطير بجناحين في جنة
الله وأنت مقعدة بإثمك
توبي إلى الله فوالله ما يهمني ما فعلت بي وما همني إلا أن أكون
سببا في ألم لمن حولي
الآن عرفت لم فضلها علي
هذه الروح الشفافة
هي الأجمل وذاك التواضع هو الأجمل
وذاك الإيمان الراسخ وحسن الظن بالله هو الأجمل
آه ما أقبحني ..!!
لو أمضيت عمري ساجدة مبللة موطيء سجودي ما كفرت عن ذنبي
لكل مغتر إنك لن تبلغ الجبال طولا ولن تطال يدك السحاب فأنت ذرة
وهباء في ملكوت الله
فكن ذرة نافعة لا جبلا مدمرا
***
الثــالثــة: أحبـهـــــا
أسمعيني شدوك بكل اللغات
أنظري خطوي في صحوي وسباتي
واعلمي أني
أناجي أقمارا من أجلك وأغازل النجوم للحظك
فأنت كل حياتي
==============
صبــاح الضــامــن
اقول وفي النفس غصة
وأكتب وعلى قلبي غشاوة تقيلة تعامى فيها بصر القلب فأرسل مرسلاته
إلى عقلي وما أبصر أي منهما
أي مداد أريق وقد سفكت على أعتاب حياتي دماء زكية
لا تعجبوا فرسالتي لكم وليست لي
أنا أبوح ولا قدرة لي غير التباكي على ما جنته يداي الآثمة
واه من قلب اختار شوكا ليزرعه في سماءاته فأشبع أديمه نزفا وتقاطرت
حمراء وسوداء تقفل كل باب للسكينة
هكذا هي حياتي ابتدأتها
وأنصتوا بالقلب والعقل فقد تنجو إن اعتراكم خطب كخطبي
سيدتي
ولدت وعرفت اليتم بعد ولادتي بسنة لتعيش أمي الغالية تربيني بريف
عيونها , تحرص على دقات قلبي
تحرص على حرفي أن يطلق من غير أن تهرع لتلبيته
عاشت لي , ورغم ما تمتعت به من جمال وخلق إلا أنها رفضت أن تشعرني
بيتم آخر وتتزوج
فرسمت لي حياتي خطا أسير عليه معها تتقدمني دائما وقلبها معلق
بعيونها ترعاني به حتى لا أمارس عليها أي نوع من تفلت ولا أنظر لنجم غيرها
ولا أناجي قمرا في دنيا غير دنياها
وعشت حياة هادئة لا تقوى على رفع إصبع في حضرة الوالدة ولا تقتفي
أثرا لطيف يمر عابرا أو قاصدا
فكنت لها وكانت لي
أغلقت علي صندوقها الحناني فبت غضا لا أملك أن أدافع عن كينونتي إلا
بمشورتها وإذنها
سلبت مني الشخصية وصرت كطفل في ثوب رجل
وأنا كنت أعلم وأفهم نوازعها ومن شديد حبي لها لم أحاول التمرد رغم
الثوران الذي أخفيه تحت سطحي الهاديء وابتدأت مرحلة نضجي وفهمي للدنيا من
خلال كتبي فعرفت عقدة والدتي ولكني من الضعف والحب لم أجابهها
ومرت السنون
وأنا محنط برغبات أمي التملكية لأدخل الجامعة التي كانت هما رزحت
أمي الحبيبة تحت وطأته وقامت بتحفيظي
دروسا توعوية من فتيات الغدر والإغراء
وشبان الضلال والانحلال
وأبتسم لها فكل ذاك أعرفه وخيالي لم يفارق صورا عنه ولكن
الجامعة
مسرح الانفلات من عبودية الحب
للانغراق بحب من نوع آخر
هكذا ابتدأت حياتي الجامعية أخشى التأخر دون إذن أخشى التحدث عما
أرى وأخشى أن أبوح بمكنون صدري خوفا من وعلى أمي
تفوقت لأني لا أملك إلا أن أتفوق فلا سبيل لدي للتنفيس عن طاقاتي
وإظهار جانب مني للدنيا بإرادتي إلا عن طريق العلم
ليلمع نجمي
ويبهر الغادي والرائح
وتتحلق حولي نجيمات فاتنات تتثنى دلالا في أثيري فيستنير منها
مساحات مختبئة في نفسي التواقة المكتومة المحرومة
ولكني وإرث السنين كبيت بغرفة مقفل عليها ومفتاحها بيد سجان أفنى
عمره في خدمتي
أرفض أن أستسلم وجانب مني يستحث شيطان الإغراء أن عشش في نفسي فأنا
محروم.... محروم
أعلم يقينا أن رفضي الانصياع لفتنة الفتيات لم تكن وازعا دينيا
هيأتني له والدتي ولم تترك لي مجالا أن أجتمع بمن يعينني ويتعهدني ويقوم
سلوكي فكانت عبادتي عادة تعلمتها وما وقر إيمان عميق في قلبي
وقد كان لدي ضعفا من مواجهة حلقة التحكم فلا أستطيع أن أبددها أو
أثقب فيها فرجة أتنفس تمردا وثورة .
حياتي بعدُ واحد لم أتعلم اللف والدوران ولا الكذب لنيل ما أتمنى
ولكن جزءا مني بدأ يعي هذه الأمور يحفظها ولا يطبقها فبت بركانا خامدا يسير
ينتظر انشقاقا في أرضه ليعيث فسادا في مساحات الحياة
وانتقلت للسنة الثانية والثالثة وأنا مكانك ....... سر
وفي السنة الثالثة
نلت جائزة لأحسن تصميم هندسي لمهندس مبتديء
وفي حفل توزيع الهدايا
تقدمت مني على استحياء , مهندسة نالت المركز الثاني , محتشمة يحاكي
وجهها رسم الياسمين عند ضوء قمر
وخجل البراعم في بواكيرصبح على ضفاف نهر
واستقبال الضوء من كوة نافذتي اليتيمة في دياجي الظلمة
هنأتني فتلعثم مني الكلم
وأشحت بوجهي وكأنني أرى ابتسامته الوشيئة تصبح على قلبي ولا تمسي
انسحبت بهدوء وجلست بعيدا
ومرت الأيام وطيفها لم يفارقني , وهي تجلس بعيدا تنظر إلي حتى أتتني
شجاعة لم أعرف من أين أتيت بها لأقبل عليها وأشكرها على التهنئة
الاختلاط.............................الاختلاط ذاك ما كانت تحذرني
منه أمي كانت تقول لي :
بني لا تفتح مجالا بينك وبين الفتيات .....فذاك محرم وكنت أبني
رفضها على خوفها أن أنتزع منها فلا ألقي بالا لكلمتها وبعدها الديني ولا
خطر الاختلاط وما يحدث من مفاسد ونزعات شيطانية
ابتسمت لي وعشت على ابتسامتها أياما وأياما لتبادر هي بعدها بالحديث
وتكرر الحديث بيننا عن أمور الكلية ليتعد للحياة ليتعد للمشاعر
ولتتوثق بيننا
علاقة قوية
وكل ذلك بالسر فقد تعلمت الكذب و إخفاء كل شيء على الوالدة
وتخرجنا
لتأت مرحلة العمل فنعمل في الكلية سويا ونتعاهد على الزواج
يا سيدتي
لو تعلمين أني لم أر أهلها ولم أتعرف عليهم كان يكفيني هي وهذه كانت
أولى أخطائي أو ثانيها
وابتدأ الصراع بيني وبين نفسي
كيف أصارح أمي بالزواج
ومع تململ الحبيبة التي لم أكن أطيق أن تؤذيها نسمة عابرة, صارحتها
بأمر أمي فأطرقت وقالت دعني أفكر بطريقة
دغدغت في نوم شخصيتي وضعفها وتلقفتني بالتسيير فما مثلي يصلح لقرار
أو قيادة فسلمتها أمري
لتبدأ سلسلة من التوجيهات
رفض لكل ما تطلبه الوالدة داخل البيت من روتين عودتك إياه
لبس.... أكل..... نوم..... تأخر على البيت حتى مواعيد إقفال
التلفزيون كان بأمر منها
وابتدأت بالتنفيذ أنجح مرات وأخفق أخرى لأرى انهيار أمي وبكاءها
ومرضها إن أنا خالفت لها أمرا وكم من مرة أخذتها إلى المستشفى ليوبخني
الطبيب أني لا أهتم لمشاعرها
ولكن الحبيبة لم تتركني بل كانت تتعامل معي بفن فتهددني بأن تتركني
إن لم أنفذ لها ما تريد
وكم من مرة أهملتني أياما لا تكلمني ليذهب مني العقل فهي الحالة
الوحيدة التي اخترتها في دنياي
وابتدأت تسلب مني ما تبقى من قدرة على التفكير لأسير مسلوب الكيان
وراء أوامرها و لتوهمني أن الأمر سيكون صعبا في البداية ولكنها حياتنا ويجب
أن ندافع عنها بقوة .
ومع كل رفض لما تأمر به أمي يتصدع بزلزال أرض بنتها فتخرج من
براكيني حمما أقذفها في وجهها تحرق قلبها وترديها مريضة أياما
ولا أرى إلا مصلحتي وحياتي والحبيبة التي تنتظر
لأنتقل لمرحلة ثانية بأمر من الحبيبة
أترك أمك وسافر أياما دون إخبارها
ومعصوب القلب فعلت
أعود لأجدها في المستشفى منهارة وأستسمحها وأنا أبكي ولكني في هذه
المرة يا سيدتي كنت أبكي لا حنانا بل غيظا منها لأنني أحسست بالحرية التي
حرمتني منها
وعادت إلى البيت لأبدأ بتعليمات من قائدتي بمصارحتها في نيتي
بالزواج
ولم تعارض بل تمنت ذلك ولكن أن ترى الفتاة لنعود من بيت الفتاة
رافضة إياها فهي لا تصلح
وصممت على رأيي
وخرجت بحقيبتي من البيت واستأجرت بيتا آخر وتزوجت حبيبتي
ونسيت أن لي أما
حاولت زيارتي فطردتها زوجتي
جاءتني الجامعة فأعلمت الكل وبقسوة أنني لا أعرفها
كانت تقف على باب بيتي والدموع في عينيها فقط لتراني وتقول لي بني
عش حياتك فقط لا تنساني وتعال لزيارتي
آآه من قسوتي علمت انها ستخسرني فضحت بكل شيء , كل شيء فقط لتراني
وأنا الجاحد لم أفعل إلا أن صرخت بوجهها لا أريد أن أراك لا أريد لا
تحطمي حياتي فأنا سعيد مع زوجتي
وكنت أدفعها بيدي الآثمتين وكأني لم أرضع من حنانها ولم تراعني
وتحرم نفسها من كل شيء من أجلي
نبت شرير أنا أكل جذره وتطاول مادا عفنه ليقفل آخر منفذ للنور لأي
انبثاق لرحمة
ولكنها الأم التي لا تيأس
ويا ليتها يئست وتركتني حتى لا يحدث ما يحدث
صارت تأتينا مرارا للبيت وتصيح زوجتي وتهددني بتركي إن أنا أدخلتها
أو فتحت لها الباب
كنت أراها من الشرفة تجلس على قارعة الطريق تكاد تجن وكنت أبكي
كالطفل لمرآها وتختلط مني المشاعر فما أن تراني زوجتي حتى تقوم بما ينسيني
الدنيا وأهلها
وبقيت على هذا الحال ولم أقو على الذهاب خلسة لها خوفا أن تعلم
زوجتي فأخسرها فقد كانت لي كل شيء سلبتني كل إحساس بغيرها لأعيش من أجلها
أرجو فقط رضاها
وبينما أنا على هذا الحال وفي إحدى ليالي الشتاء الباردة أنعم بدفء
البيت طرق الباب لأفتح دون النظر من العين السحرية فأرى أمي
شبحا يكاد يسلم الروح
وتفر الدمعة مني وأحضنها كانت ترتجف بردا وألما
ورأتنا زوجتي على هذا الحال فأخذت تناديني وتقول هل عاد الطفل لحضن
أمه؟؟؟؟
ثارت نفسي القديمة وانتفضت لأسمع أمي تقول
- ألا تخافين الله أنا لا أريد إلا أن أرى ابني ؟
- - ثم تسلبين إرادته ليعود لحضنك كما كان ... أليس كذلك
- ورأيت دمع أمي ينساب حزنا هازة رأسها لا حول ولا قوة إلا بالله ,
لا حول ولا قوة إلا بالله
أمسكت بأمي بلا شعور وأدخلتها البيت كنت أحن لحضنها ولدفء عيونها
جلست تنظر فقط لي بعيونها والقلب منها يخفق وأسمع دقاته فتخترق كياني تهزني
ولم أكن قد التفت لزوجتي التي دخلت غرفتها لتخرج حاملة حقيبتها
جن جنوني إلى أين؟؟؟؟؟ صحت فيها
- إلى حيث لا أنت ولا أمك انعما هنا طفل وأمه ...!!
ثرت وأخذت أجذب الحقيبة ببله ورعونة ودموعي العاجزة تتساقط لتقوم
أمي وتقول لي أتركها فستعود مثلها لا يفرط بمثلك .
لم ألتفت لأمي وشدت زوجتي حقيبتها وانطلقت باتجاه الباب وأنا أصيح
بها
عودي عودي وأبكي كما المجانين وكنا على رأس الدرج أنا أجذب الحقيبة
وهي تشدها غاضبة تنعتني بشتى الألفاظ وتتدخل أمي لتشدني وتقول لي كن رجلا
ولا تتذلل لها وهنا ثارت كل الدنيا بنفسي وأتى الزلزال الأكبر ليخرج آخر
الحمم في بركاني
قطعا سودا قذفتها في وجه أمي أعمت كل اتزان فصرت أتحرك بدون وعي
وأصيح في وجه أمي
الآن . الآن تريدين أن أكون رجلا سلبتني كل قدرة لأبقى طفلك المدلل
والآن تريدن أن اكون رجلا أتركيني أعيش وحدي دعيني ...دعيني .....وصرت أردد
هذه الكلمة كما المعتوه وأدفع أمي بكلتا يدي ليختل توازنها وتسقط على الدرج
تسقط وتسقط ....وتسقط
وتنطلق منها الآه تمزق كل كياني لأصحو على سقطتها الأخيرة والدماء
الزكية تتناثر هنا وهناك
بركاني الأسود قتلها
قتلت أمي .........
وها أنا الآن أقتل في زنزانتي بحكم مؤبد
حكم علي بقيد من نوع آخر
لم أرض بقيد أمي وأعماني حب ذاتي فمن لي الآن بأمي
ومن لي برحمة تتنزل علي
فأنا نادمُ ....... نادم
مهما كان قيدك أمي فحبك لي حرية السماوات والأرض
مهما كان قيدك أمي فحنانك جلوت صدأه
مهما كان قيدك أمي فتراب عند موطيء قدمك بتبر الدني
يا جوارح انهشي لحمي فأنا العاق الضال
أجبته
بني
وأخاطبك ببني
مهما كان قيد أمك فلا ألومها و قد يكون لديك بعض العذر في تكوين
شخصيتك ولكنك في أواخر أيامها حضنتها وبكيت بين يديها
فذاك يعني كم كنت تتعذب
إن غضبتك الأخيرة التي أودت بحياة أمك هي السبب فقد أسلمت نفسك
لمدخل الشيطان فكان ما كان
وعجبا كيف تمتعت بكل هذا الذكاء ولم تحرص على تعليم نفسك وتثقيفها
دينيا لتتجنب ما حدث
فالدين الذي ندين به يعلمنا التفاني في خدمة الأم وكيف وهي التي
أوقفت حياتها لرعايتك فكنت أنت محور حياتها
أدارتك في فلكها وتفلتت منها وكنت قادرا على مطلبها الأخير فقط ان
تراها
ولكنك عققتها فكان عقوبة عقوقك هذا السجن
تفلت من سجن امك لعيش بسجن زوجتك ثم سجن نفسك
فقط ما ينفع اللوم ولا الندم وما ينفع الآن إلا التوبة
إيه يا دنيا كم أنت غرورة على الرغم من قصرك نسعى فيك كأننا نحياك
للأبد وننسى دار خلد لمن يرضى عنهم الرب الغفور
يا عمرا توالى في ولاء لغير من يجب
هل تعود إلى سالف عهد وتحيي في اليقظة فقد مات مني الإحساس
آلمت الكثير وداست أقدامي أعز الناس
يا بني
استغفر الله إن الله كان غفارا
وكلمة لكل من يعق والديه مهما كانت قيودهم ما دامت في رضا الله فلا
تؤذوهما وصاحبوهما في الدنيا معروفا
حتى لا تأتي غربان وبريشها الأسود تسطر في صحافكم قصة عقوق
فتحترق أرواحكم دنيا وآخرة
***
الرابعة: من سجن النساء
1
يا قيد لم تضرب على يدي
فروحي هي المقيدة
ياقيد نأيت عني وسعيت أنا لحضنك الصديء
فلا يحق لك ياروح التشكي
يا قيد لو علموا انك موت بيقظة
ما تهافتت الرغبات لسطوتك
يا قيد ها انا ذا رهينتك
فهل تسمح لي بقليل من أنين
فالألم فاض والقلب ذبيح الندم
==============
صبــاح الضــامــن
من فتاة في سجن النساء
اقرأوا هذه الرسالة ولا تبكوا بل كفكفوا الدموع والجأوا لمن يفك
قيود الضلال عنكم
حتى لا تقعوا في قيود السجن المعتم مع المجرمات والقتلة مع من ضل
ولم يهتد
فباؤوا بحبس للحرية وحزن كبير لا تعلم الواحدة منهن كيف ستلاقي ربه
....
سأقص عليكم قصتي
***
الجزء الأول
نشأت في اسرة متواضعة من أب عامل وأم مريضة وخمسة إخوة أربع بنات
وولد
بالكاد كان والدنا يؤمن لنا لقمة العيش ولكنا لم نجع ولم نعر ولم
نترك التعليم لفقر وكنا نعيش في بيتنا الصغير ذي الغرفتين لا يعلم عن فقرنا
احد إلا المقربين .
وكنت أرى امي رغم داءالسكري الذي انتابها تحاول جهدها ان تؤمن لنا
كسوة الشتاء وكسوة الصيف وقليل من متطلباتنا
صغارا كنا ولم تتعد حاجاتنا إلا ما يفرح به الصغار أما عندما كبرنا
ابتدأت المعاناة تظهر
طمحت نفسي منذالبداية لما أراه في يد زميلاتي وحتى قريباتي
من لبسهن من مقتنايتهن
كنت أشكو لأمي وأطلب باكية فيأتيني صمت حزين وتعنيف أحيانا
ولا اسمع إلا اجتهدي في مدرستك يكن لك ما تريدين
وكنت مجتهدة بل الأولى فقد كان الدافع لسد النقص لما لا املك
وحصلت على منحة في الجامعة
لتبدأ المأساة
فلقد رأيت في الكلية العجب العجاب
وبرقت ملابس زميلاتي أمام عيوني
كنت لا انام الليل وأنا أحلم بما لديهن من ملابس وسيارات وأدوات
تجميل
حتى أني كنت أدور في غرفتي أتخيل نفسي ترتدي أثمنها
أقف الساعات امام المحال أرقب ما لم أره في حياتي
وأتذمر للأب والأم
ولا أجد إلا التعنيف وقد يكون الأمر ضربا من الأم الحانقة والأب
يخرج سراعا لكي لا يرى أثر عجزه
وتمضي بي الأيام ونفسي الحانقة التواقة لكل شيء تتأجج وتتاجج ولا
يطفيء نارها أي محاولة من الأم المسكينة
حتى كـــــــــــــــان يوم ......
هذا اليوم الذي لو استطعت العودة بنفق الزمن إلى ذاك اليوم لمحوته
من الوجود
تعطلت حافلة الكلية التي تقلني لأقرب نقطة من بيتي وكان المطر
الشديد قد فعل فعله بالشوارع ولم أكن أملك ثمن ركوبة فاضطررت للسير بين
الأوحال والسيارات المسرعة التي أغرقتني ماء
وبينما أنا غارقة في وضعي المزري احاول عبور الشارع إذا بسيارة
فارهة تقف بجانبي وتطل منها إحدى زميلاتي في الكلية قائلة :
- ألست ......؟
- ابتسمت لها فاشارت لي بالصعود
ترددت قليلا ولكنها شجعتني بأن أصعد بابتسامة عذبة , كنت أعلم كم هي
لطيفة .مرحة .محبة للمساعدة ونظرت إلى ملابسي وخجلت مما فيها من اوحال
ولكنها اصرت على صعودي
دخلت السيارة وتبدد الخجل إلى حالة من الذهول للراحة التي شعرت بها
عندما غصت في مقعد السيارة الوثير وحاولت إخفاءابتهاجي من عيني مضيفتي
المتمعنتين .
أوصلتني إلى بيتي
كم كانت لطيفة
وتكرر إيصالها لي ثم تطور فكانت تأتيني صباحا لإيصالي إلى الكلية
معها ونشأ بيننا ود لطيف
وفهمت أنها وحيدة اهلها ووالديها دائما مسافرين وتعيش وحدها في
القصر مع الخدم
ودعتني لبيتها . أقصد قصرها
وذهبت
لأرى العجب
ما أن فتح باب القصر حتى تدافع الخدم لخدمتها
وبدت مظاهر النعيم والترف مما ادار رأسي حتى تمنيت ان لا ينتهي
اليوم
وتكررت الزيارات وفي كل مرة اجد الحفاوة البالغة والترحيب
وابتدأت تعطيني من الهدايا والملابس ومن أشيائها الخاصة وبموافقة
أمي التي ارتاحت من تذمري وهدأ البيت من مشاكساتي وعراكي مع أخواتي بسبب او
بغيره
فكم كان الحرمان قاسيا وأقسى منه عدم القدرة على الصبر عليه وكأن
الدنيا ابتسمت لي اخيرا بصحبتي معها فلقد فتحت لي أبوابا وأبوابا أشبعت
نفسي بكل المباهج التي حرمت منها من زينة وملذات
وبت لا أستغني عنها وأقلق إن تغيبت عني
وجاءتني يوما باكية تشكو إلي الوحدة وأن والديها لن يعودا قبل شهر
حزنت كثيرا من أجلها وعجبت كيف تنعم بكل هذا العز والجاه وتبكي ولا
تستمتع بها
وطلبت مني أن ألا اتركها فبقيت معها تلك الليلة اواسيها وتعمقت
صداقتنا وصرت أراها أكثر من أهلي
وكنت اراها احيانا تأخذ حبوبا قبل النوم فاتساءل لتقول لي انها حبوب
مهدئة وصفها الطبيب
وفي احد الأيام أقامت حفلة
لم تكن حفلة كانت عرسا أو ليلة من ليالي ألف ليلة وليلة تجمع فبه
أكابر القوم بكل ترفهم .بكل غناهم وبكل مفاسدهم وبكل البهرج والزخرف
لم تصدق عيناي ما أرى نساء ورجال في أوضاع مخزية
والموسيقى تصاحب الراقصات وهن يتمايلن
ودارت كؤوس الخمر ودارت معها الرؤوس
وأنا فاغرة الفم مغيبة عن كل وعي
لقد كنت أسمع بهذه الأشياء ولكن أن أراها رأي العين أن أعيش وسطها
هذا مالم أكن أتوقعه في يوم من الأيام , وكلما كنت أحاول الهرب لأتنفس هواء
نقيا أجد يد صديقتي تعيدني إلى وكر الرذيلة فتغرق نفسي في نتنها ولا أفيق
إلا وهي تعرفني بفلان أو فلان أو فلان
وعند الفجر ذهب البعض وبقي البعض في غرف القصر منتشرين بلا ضابط ولا
رابط
ولم أستسغ أبد ا ما رأيت وبقيت مقطبة الجبين , لم أتخيل صديقتي
المرحة اللطيفة الطيبة تصل إلى هذا المستوى وكنت كلما تذكرت ما أرى أخرج ما
في جوفي تقززا من بهيميتهم
وسألتها:
- - ماذا رأيت لم كل هذه المفاسد ؟ كيف ترضين أن تغرقي نفسك بهذا
الابتذال ؟؟ ماذا ينقصك ؟؟؟؟؟؟؟؟
وارتمت بين ذراعي تبكي قائلة
- -أرجوك اعذريني إنه الفراغ ......... أرجوك لا تتركيني أنقذيني
مماأنا فيه!!!!!
وأثقلت قلبي بتأوهاتها وصادرت فكري في التملص منها فرغم حرماني من
كل شيء ورغم انها فتحت باب السعادة المفقودة إلا أن نفسي أبت أن تنغمس معها
في الرذائل فعقلي كان يرفض امتهان نفسي وأن أتحول إلى عبدة لأهوائي
ما هكذا حلمي بالسعادة ....ما هكذا
ولكنها عزفت على وتر لم أستطع التملص من رنينه في أذني
وتر الوحدة فأقنعتني انا نكمل بعضنا
هي تأنس بي وأناأستفيد من صحبتها
وأن أبقى بجانبها اقوم سلوكها مقابل ان تحتويني ماديا وتعين اهلي
كان هذاالحرمان هو الوتر الذي استغلته وحاصرتني به
وكنت أكن لها وداعميقا ولم أرد التخلي عنها
ولم يتشوش فكري بل صممت على المضي معها وجزء من نفسي فرح بعرضها
المغرى
فأشركت نية إصلاحها بمصلحة ذاتية .....!!!
وصممت أذني عن التعليقات التي كنت أسمعها من هنا وهناك عنها وعن
سلوكها وعن علاقتنا غير المتكافئة
وفي يوم من الأيام قدمت صديقتي متأخرة إلى الكلية وبقيت معي حتى
نهاية المحاضرات واصطحبتني لبيتها
كانت مكتئبة وجلسنا نتحادث حتى قبيل الفجر أغفلت عيوني قليلا لأصحو
على
***
الجزء الثاني
أي
حلم تكسر مجدافه في سفينتك يا دنيا
أي لهفة لاقتناء فتات حياة ساقه جموحي
أو تحت أطلال عمري سيبزغ فجر نقاء جديد
أو تسري في أعطافي سموم رفقة
اما من جواب لسؤال ليل عتم
كان من اختياري ........ ؟؟؟
إيه يا ظلة من سقف واه
أأنا من نقب عرش طمأنينتي
ونقائي
وأحرقت
تواجدي
=============
صبــاح الضــامـن
على ماذا صحوت؟
لا لم يكن صحوا كان غيبوبة لكل الحواس
يدها القوية أيقظتني و لمحت رغم الإضاءة الخافتة
بريقا غريبا في عينيها , همست في اذني المتعبة من سماع القصص
والأحاديث أن هيا
إلى أين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ تساءلت والنعاس يغلبني-
- هيا وشدتني- .
- تمنعت فلا رغبة في مغامرة من مغامرتها الشيطانية في أواخر الليل
ولكنها عاودت الإلحاح فتحاملت على نفسي وقمت لأضع على ثوب النوم ما
يستره ولكنها ألقت به قائلة: - هيا لاوقت لدينا!!!
حواسي لم تكن متكاملة الوعي فتبعتها نصف مغمضة
كانت مسرعة وهي تقودني ,عبرنا بهو القصر ثم الباب المؤدي الى
الحديقة وأخذت تجرني في ممرات الحديقة المتسعة
ابتدأ الهواء البارد يوقظني قليلا فتوقفت متسائلة : إلى أين ؟؟؟
- - تعالي ......وجرتني ضاحكة بقوة وهستيرية فارتجفت وتسمرت مكاني
ولكنا كنا قد وصلنا أمام باب خشبي!
كنت أرى هذه الغرفة كلما تمشينا في الحديقة وحسبتهالأغراض الزراعة
لحديقة أشبه بالغابة
أخرجت من جيبها مفتاحا وفتحت الباب
شدتني الى الداخل وكأنها تجر جذع شجرة متصلبة
ودلفنا
الضوء كان خافتا لم أتبين في البدء شيئا ثم أحسست بيد تقودني
.....لم تكن يد صديقتي
بل يد ..........يا إلهي
يد رجل
نثرت نفسي واتجهت راكضة إلى الباب
ولكن جسما وقف يحول بيني وبين الخروج وسمعت ضحكات ميزت ضحكة صديقتي
بينهم
وناديت عليها
وناديت وصرت أدور في اتجاهات عشوائية علي أجدها من بين الخيالات
التي كانت تتراقص أمامي في الضوء الخافت
ولكنها لم تجب حتى بدأت في التوتر والركض باتجاه الباب ثم عكسه مما
جعلني أقع أرضا باكية خائفة
فتضاء الغرفة
لتظهر أمامي من بين الدموع المتساقطة وتجلس على الأرض معي معنفة
صديقيها على هذا المزاح السمج
انتفضت غاضبة وبقليل من كرامة او ثأرابتعدت عنها قائلة:
- ما هذا ؟؟؟أريد الخروج-
- طبعا طبعا ...كنت أمازحك أحسست بالملل فقلنا نمازحك-
- - هذا ليس مزاحا أجبتها لقد اخفتموني
وسمعت ضحكاتهم
ولم أضحك فأشارت لهم بالسكوت فقام أحدهم بالتقدم نحوي ولمس يدي
فما كان من صديقتي إلا أن صفعته ابتسمت في داخلي فرحة لموقفها و
لأسمعها تقول له وبلغة متعالية سلطوية وقوية
- منذ متى تتصرف بدون إذني ؟-
أطرق الشاب واخذ يتاسف لها وظننت ان الأمر سينتهي ونغادر ولكن الآخر
أخرج من جيبه مغلفا واقترب من الطاولة المتوسطة الغرفة وسكب ما فيه عليها
اقتربت صديقتي ناظرة إلى الشاب الذي عنفته قائلة
عقابا لك لن تأخذ شيئا-
وهنا ركع الشاب على رجليه واخذ يقبل قدمي صديقتي ويصيح أرجوك لا لا
لا
فركلته كالكلب ليعود مرة أخرى
أشارت إلى الاخر فأمسك به وقيده إلى عمود حديدي في الغرفة وابتدأ
يضرب رأسه فيه حتى رأيت الدماء تنزف منه
التصقت بالباب وقلبي يرتجف خوفا
_ يا إلهي أين أنا؟؟؟؟؟؟ وما هذا لذي يحدث ؟؟؟؟؟الأمر فوق قدرتي على
الاستيعاب, وفطنت صديقتي لي فغمزت الآخر ليمسك بي ويقودني إلى الطاولة
حاولت التملص منه ولكنه كان كالوحش الذي قبض على فريسة
فقالت لي : هل تريدين ما يجعلك تحلقين في جو من الأحلام والجمال ,
لن تنسي لحظة المتعة هذه
صرخت مقاطعة:
بالطبع لا ..هل انت مدمنة ؟ لا أصدق لا أصدق _
وارتمت صديقتي على الأريكة في نهاية الغرفة تضحك لا لست مدمنة ولا
أتعاطاه
إذن ما هذا وأشرت الى المسحوق الملقى على الطاولة ؟
- هذا ليس لي إنه لأمثال هذا الحيوان وأشارت إلى الشاب المقيد
- وما شأنك أنت به ؟
نظرت صديقتي لي بعمق ونظرت حتى خلت أن نظراتها تخترقني
وقالت .............
كلمات تمنيت لو أني مت ولم أسمعها
- - أترين هذه الكمية الضئيلة من هذا المسحوق الأبيض إنه يساوي
آلافا من العملة
- وما شأني أنا ؟؟ , أجبتها لا يهمني _
- _ ها أنا أضع بين يديك هذه الثروة , ما عليك إلا أن تحمليها ,
وتوصليها إلى العناوين التي أعطيك ولك في كل توصيلة عشرة بالمائة
دارت الدنيا وأطبق سقف الغرفة علي
وصرخت
- لا لا لا لن أوزع هذه السموم لن أقتل الشباب لن أشارك في هذه
الجريمة ..حتى ولو بملايين وملايين
نظرت إلي وتغيرت ملامح وجهها واقتربت مني
أحسست برجفة في كياني كله لم أعهدها وغادرتني تلك الصرخة وأثرها
وذاك الحماس تحت وطأة نظراتها واقترابها
أحسست بأني أمام
شيطان
لا إنسان
أمسكت بمعصمي وبقوة كبيرة جرتني إلى حيث الشاب المقيد وقالت
سيكون هذا مصيرك إن رفضتِ_
- حتى ولو!!! أجبتها بقليل مما تبقى من شجاعة فقد تدافع الحزن على
منظر الشاب و أعاد قليلا من جرأة وتحدٍ
أشارت إلى الرجل العملاق الواقف بجانبها ورمتني عليه
أمسك بي
وحملني بين يديه كعصفور ذبيح وألقى بي على الأرض
صرخت من الألم
ولكنها لم تحرك ساكنا , كانت تنظر لي وكأني عدو تنتقم منه
وما هي الا لحظات حتى أقبل العملاق مرة اخرى وأمسك بيدي وأخذ يلفني
حول الغرفة وهو يضحك كانت الغرفة تدور وتدور ثم لم أعد أرى شيئا , لأصحو
على شيء بارد ...
ماء بارد ألقياه علي لأستفيق
وصحوت على شرهما لأسمعها تقول
_ ها ألن تعودي لرشدك وتوافقي على العمل معنا
هززت رأسي رافضة
وهنا
أمسكني الوحش وجرني إلى حيث الشاب وقيدني في الجهة المقابلة له على
نفس العمود
وقالت
. سأتركك تفكرين _
وخرجا
كانت الغرفة مظلمة والتعب والحزن أخذا مني مأخذهما وتعذيب الوحش لي
وألم الارتطام أجبروني على الاستسلام للنوم
لم أدر كم من الوقت نمت فقد نزعت ساعتي من يدي والغرفة لا يدخلها
إلا بصيصا من نور من شق في النافذة المغطاة بستارة سوداء
ولم أستطع أن أصرخ لأنهم كمموني قبل ذهابهم
حاولت التحرك وفك قيودي ولم أفلح كل ما شعرته من حركة كانت من الشاب
الذي كان بين الفينة والأخرى يضرب رأسه بالعمود
حاولت بصعوبة لف نفسي لأراه وأخذت أتمتم مخنوقة لأسمع نفس الصوت من
رفيقي في القيد
وابتدأ الوقت يمر علي ثقيلا بين صحو و استسلام لضعف وإغماء
الجوع والعطش والحزن ابتدأوا يضعفون من تشبثي بالحياة وصرت أبكي
أدعو الله أن يخلصني
أللــــــــــــــــــــه
يبدو أني قد نسيته في غمرة جنون بحثي عن متع الدنيا الزائلة
آآآآه يا ربي ما أغباني آلآن أذكرك
وكيف سترحمني وأنا سخطت على قدري و فرطت بذاك الهدوء الذي حققه لي
أهلي
آآآآآه ما أغباني
تدافعت دموعي على وجنتي ولم تفدني فقد سالت بعيدة عن فمي
حتى دموعي لا أستطيع شربها
ولم أستطع حبسها وكدت أن أستسلم لموت بطيء
لولا أن سمعت حركة عنيفة من الشاب المقيد حركة لم أفهمها بدءا
كان ينتفض وينتفض وشهق
شهق
و أظنه مــــــــــات
آه ما أقسى أن تشعر أنك مقيد مع ميت
أنا مع ميــــــــــت
أي حالة هذه التي وقعت بها
أهذه هي الأحلام التي رسمتها لنفسي وتمنيت تحقيقها ان أقضي حياتي
الباقية , شبابي كله إما مروجة للمخدرات وإما مقيدة مع ميت أنتظر مصيره
قشعريرة سرت في بدني وأنا أحاول ان أصحو
وكيف أصحو الآن ونفسي تموت جزءا جزءا وقد هدني العطش والجوع والقهر
والحزن والخوف
إيه ما أغباني
تراكضت وراء وهم وأوقعني شغفي برغد العيش دون أن أبذل له مجهودا في
أسفل السافلين
يئست من الحياة وأسلمت عيني لموت بطيء
وكانني حلمت باني أسير في نفق طويل مظلم ورأيت امي وأخي وأبي
واخواتي البنات يمددن ايديهن ولا أصل لهن
ويصرخن أن تعالي فأخذت أركض وأركض والنفق لا ينتهي ووقعت أرضا فإذا
بقضبان حديد تضرب بيني وبينهم وتحدث صوتا مخيفا لأصحو عليه
وأصحو على بصيص نور من باب يفتح ويدخل الشريران
اقتربا مني ومن الشاب وحرك الرجل رأس الفتى الميت هازا راسه بأسف
مصطنع حقير
وشممت رائحة منبعثة مما يحملا وكأنها رائحة طعام
أخذا يأكلان ويضحكان , كانا يتممان علي بالعذاب وتناثرت دموعي ضعفا
وخوفا
اقترب مني الرجل وامسك بشعري ثم سائر جسدي وبدأت أقاومه بحركات
ضعيفة وضحكة شيطانية تنبعث منه
وقالت لي
- ماذا لديك الآن هزي لي راسك هل ستعملين معنا أم تنالين موتا كما
رفيقك المقيد
هززت راسي رافضة لم أكن بكامل وعيي ولكن شيئافي داخلي هو الذي
كان يرفض وكأنه بقية من كرامة وتراءت لي صورة اهلي في نهاية النفق
وصرت أهز رأسي تباعا بهستيرية حتى استسلمت لإغماءة ................... لم
أصح إلا وأنا على فراش أسبح في دمي اغتصبت !!!!!!!
كل ما شعرته الآن هو أني غارقة بالوحل
لا معين لي . لاأحد أشكوه همي ,
وجلست في السرير ابكي ماذا افعل الآن أسرعت إلى الباب في محاولة
مجنونة للخروج من هذا الوكر النتن ولكن الباب كان مغلقا أخذت أضرب عليه
وأضرب حتى تعب كل جزء في وافترشت الأرض بجانب الباب أبكي وأضرب على راسي
كما كان يفعل ذاك الشاب
فقدت الآن كل شيء ..كل شيء
كرامتي
عفتي
حياتي كلها فلم أعيش ولمن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
قفزت وبقية من قوة قادتني إلى الحمام أبحث عن آلة أنهي بها حياتي
ولم أجد شيئا
صرت أدور كما المجنونة من باب الغرفة إلى الشباك الموصد بإحكام إلى
باب الحمام بدون هدى ولا نتيجة
وارتميت على سريري وخانني حتى البكاء فقد أصبحت الآن أبكي فقط
بداخلي
وماذا بعد يئست واستسلمت طالبة الموت
قدمت صديقتي وأنا في قمة الوهن لترفعني إليها ضامة لي بنوع من
الحنان الكاذب
وبما لدي من عزم دفعتها عني لتقع أرضا فتأتيني صارخة عليه من الخارج
أن أقبل وانظر فريستك لا زال بها رمق
واتى وبيده شيء
لمحته
إبرة
نعم كتلك التي يستعملها المرضى إبرة رفعها في الهواء وابتسم وعين
عليها وعين علي
أتريدين أن ترتاحي قالت
- ما هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ -
- مخدر بسيط يعينك على مواصلة حياتك وغمزته
انكمشت في السرير واخذت أرجوهما أن لا أرجوكم لا إلا هذه أرجوكم
هزت رأسها أسفا وهو مقبل علي ويمسك بيدي بقوة يلويها خلفي
وأنا أصيح لالالا أرجوكم إلاهذه إلا هذه سأفعل ما تريدون
وتوقف
وانفرجت أساريره وأبعدته قائلة _ ابتعد يا هذا اما تسمعها
لم يكونا يريدان أن أدمن حتى لا أستعمل سمومهما فيخسران منها كانا
يريدانني فقط مروجة لا أتعاطى , فقط مثلهما ألقي السموم في جوف الغير
وأبتسم لمرأى المال وأعيش على عفنه ولا أبالي
كانا يريدان وجها جديدا لا غبار عليه حتى يبعدا أعين السلطات عنهما
وكنت النموذج الأمثل
طالبة جامعية متفوقة وابنة لرجل يصلي الفروض بالجامع وفوق هذا
أنا متحجبة
كل هذه الأمور أدركتها لاحقا
أما الآن فها أنا فريسة لبراثنهما
استطاعا ترويضي وكيف لا وقد فقدت كل شيء فعلام أبكي
وعدت لبيتي
لأبدأ رحلة لن تتخيلوا جحيمها
***
الجزء الثالث
توهمي يا دنيا الفناء
توهمي أنك انتصرت على هباءة فيك
تصاعدي في أنفاسي لهبا وأحرقي بقية من حياة
ها أنا آتيك أجر معي حثالة وجودي
ليقتات عليه جرذان سفينة الشيطان
أرتمي وهنا في دنيا العفن
فلا تبكوا علي
==============
صبــاح الضــامــن
وبدأت مرحلة في حياتي لا أقدر على تركها ولا أقدر على المضي فيها ,
كنت أموت كل يوم ألف مرة وأنا أضع في يد الشباب ذاك السم .
لم تكن تثق في فكنت أرى دائما من يتبعني في سيارة عن بعد يرقب
تحركاتي كم كانت غبية !!!!!!!! لم أكن في حالة تسمح لي حتى بالتفكير أسير
في هذا الطريق معصوبة الضمير مغيبة الوعي أتمنى الخلاص وتصرخ كل جارحة في
بلا نتيجة
صراخ يحطم ذاتي ويحبط ما تبقى لدي من همة إن كان هناك شيء تبقى
وجرت الأموال في يدي
وصرت أغدق على اهلي بالمال والقلب يعتصر لمرأى المال الحرام يدخل
جوف الأطهار , ولكن الموت كان يأكل مني كل يوم شيئا
وفي يوم
أتي أخي الوحيد يبتسم لي قائلا
- أريد السفر الى أمريكا_
صعقت
ولم؟؟؟؟؟ أجبته_
كل أصدقائي سيذهبون لن أبق هنا عالة عليك وعلى والدي اصبحت رجلا
إقناعه كان صعبا والأصعب منه كان موقف ابواي
ماتا من مجرد الفكرة
إيه يا دنيا العفن بدأت تقتاتين على هذه العائلة المسكينة وتأكلين
منها أفرادها واحدا تلو الآخر
لف الصمت ابي ولم يودع أخي ولم يتكلم ............
أما أمي المسكينة فقد ارتفع معها الداء وعلله حتى باتت لا تقوى على
الحركة
وعشش الحزن في بيتنا وحاولت ان اقف بجانب أخي الذي رفض وبإصرار أن
أوصله للمطار
وغادرنا
وظللت انا في هذا العمل المشين كل ما كنت أفعله وأحاول أن أتجنبه أن
أذوق هذا السم
وبينما أنا في يوم أضع مغلف المسحوق السام في جيب أحد الشباب إذا
بيد تمسك بي
التفت مذعورة فإذا بامرأة أحاطت وجهها الوضاء بمنديل أبيض ولمحت
بسرعة عينيها الدامعتين وتمتمت قائلة
- أما تخافين الله , هل نزعت من قلبك الرحمة وأنت تقتلينهم واحدا
وراء الآخر أما تعلمين أنك الآن قاتلة لن يغفر لك
وأخذت تردد
بشروا القاتل بالنار
بشروا القاتل بالنار
بشروا القاتل بالنار
نفضت يدي
وصرت أجري وأجري لا ألوي على شيء والدمع يسبقني وجملها الأخيرة
تتردد صارخة في لا أستطيع إسكاتها
وصعدت سلم بيتي راكضة أرتجف , دسست نفسي في فراشي وابتدأت حرارتي
ترتفع وعباراتها لا تفارقني حتى صرت أرددها
بشروا القاتل بالنار
وانتابتني الحمى ثلاثة أيام وأهلي لم يعرفوا لي دواء
وفي يومي الرابع كنت كشبح يخرج من المقبرة ليخيف الناس
نظرت الى وجهي في المرآة فلم تتضح لي معالمي , كمومياء تمشي على
الأرض
تاهت مني النظرات وفقدت التركيز
ولم تتركني تلك المجرمة بل أتت للبيت لتطمئن ولما رأتني هكذا وبختني
قائلة
- عملنا يتطلب قوة لا تكوني هكذا هيا لدينا أناس ينتظرون سأعطيك
عنوانا سيوصلك أسعد إليه
إسمه أسعد لا بل أشقى
تحاملت على نفسي فقد أصبحت لا أقوى حتى على الرفض وقمت معها
قادتني السيارة في أماكن بعيدة حتى وصلت إلى قصر كبير ينتظرني عنده
حراس معهم كلاب سوداء اقتادوني إلى الداخل
سرت كما الشاة أنظر إلى الأرض فما نفع النظر وقد عصبوا عيوني
وأحسست أني قد دخلت القصر وأغلق الباب ورائي وأزالوا العصابة
لأراه
رجل في ريعان الشباب قوي الملامح وسيمها يحيط به ثلة من الشباب
والفتيات لم أنظر بدقة إليهم
تقدمت نحوه بعد أن أشار لي
وكالآلة ناولته المظروف
نظر إلي قائلا
لا بد وأنها تثق بك أن أرسلتك هنا
هززت راسي ببرود
ناولني مغلفا فيه المال وحدق في عيوني نظرة أخافتني وقال
كأنك شبح الموت هيا اخرجي من هنا
وقادوني للسيارة وبينما أنا في الطريق إليها إذا بي أسمع صوتا
مألوفا
مراد ...هلا أحضرت زجاجات الخمر للسيد_
التفت لأقع على الأرض من شدة الصدمة
لقد كان أخي
ركضت تجاهه وأدرته نحوي
جن جنونه
مالذي أتي بك هنا؟؟؟؟؟_
فصحت به قائلة أنت لم أنت هنا الست مسافرا؟؟؟؟؟؟؟
آه آه آه
نسجت شباكها أيضا حول أخي حتى لا أستطيع منها فكاكا
وكل ما أهمني أن أعرف إن كان مدمنا أو لا
فصحت فيه هل علموك على المخدرات قل تكلم_
أن نعم
نعم
كسيف اخترقني
هبطت أرضا أبكي
وصرت كالمجنونة أردد
بشروا القاتل يالنار
وأي نار
في الدنيا والآخرة
أنا من قتل أخي
وأخوها وابنها وكل شباب المدينة ,أنا
صرت امسح يدي بملابسي فمرأى الدم بات لا يفارقني مشيت في الشوارع
تائهة
وماذا بعد !!!!! ماذا بعد
كيف أرتاح وأريح ؟؟؟؟؟؟كيف
ماذا تبقى لي
أنا مت منذ زمن وأخي على الطريق وهل ستنجوا أخياتي الثلاث البريئات
من براثتها
وأمي ستموت كمدا
وأبي الطاهر العفيف !!!!!!!!
لا سأدفن نفسي قبل أن ألحق العار بهم
أدفن نفسي
كأنك شبح الموت ...رنت كلماته في أذني
كأنك شبح الموت
حقا أنا هكذا
وعدت إلى البيت أفكر بالخلاص احدث نفسي
أأقتل نفسي ؟؟؟؟؟؟؟؟
إذن فهذا عقابي أن أكون خالدة مخلدة في النار
أأطلب الرحمة من الله وأختفي عن أنظارها ؟
وكيف !!!!!! ستنتقم من اهلي المساكين وستفضح أمري ويموت أبي من
العار
ولكن ستفضح نفسها إن أخبرت أهلي لن تفعلها
بل ستفعلها فهذه لا يهمها شيء وهي تعلم ضعفهم وقد تجعل نفسها الضحية
أمامهم وأنا من غرر بها .......
يا ألله أعني ماذا أفعل
يا ألله ها أنا قد سقطت نهائيا فمن لي غيرك
آه ما أغباني وكيف سيرحمني الله وأنا قاتلة مجرمة
لا لن يرحمني
لن يرحمني
هاجت نفسي سخطا عليها
نعم عليها هي سبب كل شيء
فكيف الخلاص إذن
كيف
ولم أدرإلا وعبارات المرأة وكلام الرجل يلاحقوني وصوت أخي وانكساره
وإدمانه يخنقني
لم أدر إلا وأنا أركض إلى المطبخ وأحمل سكينا حادة
أخفيتها في ملابسي
وتوجهت لها
كانت في غرفتها
طرقت عليها الباب قائلة
- أريد أن اكلمك في أمر
ودخلت
كانت لوحدها .... فرصة لا تعوض
اقتربت منها نظرت لي وهي على سريرها الحريري الأبيض قائلة
- تريدين نقودا
هززت رأسي
ضحكت قائلة أما كان الأمر ينتظر للصباح
قلت لها
_ أمي مريضة وأريد النقود للمستشفى
كنت أريد أن تقوم من مكانها حتى أطعنها من الخلف فلا أقوى على طعنها
في صدرها
وقامت متأففة إلى الدولاب
ركضت باتجاهها
سحبت سكيني وطعنتها
مرة واثتين وثلاثة في كل مرة أقول لها هذه مني ومن أخي ومن كل شاب
قتلتيه
أطعنها وأبكي
أطعنها رغم أنها ماتت
ولم اصح إلا بعد أن غرزت سكيني وما عدت أستطيع اخراجها
أقفلت الباب
واتصلت بالشرطة
ورويت لهم
كل ما رويته لكم
وهكذا أنتظر بشارة القتل
فذاك اقل ما استحق
كل ما أراحني أني أرحت منها الدنيا بأسرها
فهل ارتاحت الدنيا أم بقي مثلها الكثير يعيثون فسادا ويدمرون إخوتنا
قتلتها فأضفت لذنوبي ذنبا آخر
فهلا انتبهتم لبناتكم
احرصوا على تتبع خطاهن
اعرفوا من يصاحبن
واحتووهن
أشعروهن بالأمان حتى يصارحوكن بما يواجهن
وربوهن على القناعة وعزة النفس منذ الصغر
وقولوا لهن
ليس كل ما يلمع ذهبا
هل يمكن ان تترحموا علي
رحماك يا الله
انا الآن أنتظر حكم الاعدام
انتهت ورقتها المؤلمة وحكم عليها بالاعدام,
هذه القصة من سجن النساء لكل من تفكر بالثراء بدون تعب
لكل من لا ترضى بما قسم لها الله
لكل من تستسلم لشيطانها ولا تذكر الله
لكل من تظن أن السعادة بالمال
لكل من تزل قدمها ولا تلجأ إلى الله ولا تحاول الخلاص
هي قصة تحدث دائما ونرجو من الله العون ونسأله أن يعيننا لحماية هذا
الجيل من هذه الآفات
من هنا نبدأ وفي الجنة نلتقي بإذن الله
صباح الضامن
هذا الكتاب من ترتيب وإخراج الأديب:
يحيى الصوفي رئيس تحرير موقع
القصة السورية
|